issue16804

11 أخبار NEWS Issue 16804 - العدد Saturday - 2024/11/30 السبت ASHARQ AL-AWSAT طائرة عسكرية وسفينة صينية قبل وصول لاي إلى الولايات المتحدة 41 تايبيه ترصد جولة الرئيسالتايواني في منطقة الهادئ تثير حفيظة بكين أثــــــــارت جــــولــــة رئــــيــــس تــــــايــــــوان، لاي تـشـيـنـغ تـــي، المـــقـــررة فـــي مـنـطـقـة الـــهـــادئ، حـفـيـظـة بــكــن، ورصـــــدت تـايـبـيـه الجمعة طــائــرة عسكرية وسفينة صينية في 41 مـــحـــيـــط الــــجــــزيــــرة قـــبـــيـــل بـــــدء جــــولــــة لاي تشينغ - تي في من هاواي وغوام، السبت، فـي رحـلـة تستمر أسـبـوعـا، يـــزور خلالها أيضا جزر مارشال وتوفالو وبالاو، وهي دول حليفة دبلوماسيا للجزيرة التي 3 تتمتع بحكم ذاتي. ردّت الصي بغضب على خطة زيارة لاي فيما تعهّد الناطق باسم وزارة الدفاع وو شـــيـــان الـخـمـيـس «ســـحـــق» أي مـسـاع تايوانية للاستقلال بشكل «حازم». ولدى ســــؤالــــه عـــمـــا إذا كـــــان الـــجـــيـــش الـصـيـنـي سيتّخذ إجـراءات للرد على جولة لاي في الـــهـــادئ، قـــال وو شــيــان: «نـــعـــارض بشدة أي شكل مـن أشـكـال الـتـواصـل مـع منطقة تايوان الصينية». وتـــحـــت ضـــغـــط مــــن جـــانـــب الـــصـــن - تصر بكي على أن تــايــوان، الـتـي تحظى بـــحـــكـــم ذاتــــــــــي، هـــــي جـــــــزء مـــــن أراضــــيــــهــــا وتــــعــــارض أي اعــــتــــراف دولـــــي بــالــجــزيــرة واعـــتـــبـــار نـفـسـهـا دولـــــة ذات ســـيـــادة - لم حليفا دبلوماسيا 12 يعد للجزيرة سوى رسميا. ومع ذلك فإنها تحتفظ باتصالات قـويـة مـع عـشـرات الـــدول الأخــــرى، بما في ذلــك الــولايــات المـتـحـدة، المـصـدر الرئيسي لــلــدعــم الــدبــلــومــاســي والـــعـــســـكـــري. وأكـــد مكتب لاي الجمعة أن الرئيس سيتوقف فـي ولايـــة هـــاواي الأمـيـركـيـة وإقـلـيـم غـوام الأميركي. ولـــتـــأكـــيـــد مـــطـــالـــبـــهـــا، تــنــشــر الــصــن مـــقـــاتـــ ت ومـــســـيـــرات وســفــنــا حـــربـــيـــةً في محيط تايوان بشكل يومي تقريبا، فيما ازدادت عدد الطلعات الجوية في السنوات الأخيرة. وأفــــــــادت وزارة الــــدفــــاع الــتــايــوانــيــة طـائـرة صينية وثماني 33 بأنها رصــدت سفن تابعة لسلاح البحرية فـي أجوائها ومياهها. طــــائــــرة شــــاركــــت فـي 19 شـــمـــل ذلــــــك «دوريـــــــة الــجــهــوزيــة الــقــتــالــيــة المــشــتــركــة» الصينية، مساء الخميس، فـي أكبر عدد أســابــيــع، حـسـب بـيـانـات 3 مـنـذ أكــثــر مـــن صادرة عن الوزارة. ورصدت تايوان أيضا منطاداً، كان الرابع منذ الأحد، على مسافة كيلومتراً غرب الجزيرة. 172 نحو وقــال الخبير العسكري لــدى «معهد تــايــوان لأبــحــاث الــدفــاع الـوطـنـي والأمـــن» سو تزو - يون لوكالة الصحافة الفرنسية: «لا يـمـكـن اســتــبــعــاد أن تـــجـــري مـــنـــاورات عسكرية واسـعـة الـنـطـاق نسبيا رداً على زيارة لاي». ولاي المدافع بشدة عن سيادة تايوان، الـــــذي تــصــفــه الـــصـــن بـــأنـــه «انـــفـــصـــالـــي»، يبدأ السبت أول رحلة له إلى الخارج منذ تولى السلطة في مايو (أيار). وسيتوقف مـــدة وجـــيـــزة فـــي جــزيــرتــي هـــــاواي وغـــوام لـلـقـاء «أصـــدقـــاء قـــدامـــى» حـلـفـاء لـتـايـوان فــي الـــهـــادئ. وخــــ ل زيــــارة لمـعـبـد طـــاوي، الجمعة، تعهّد لاي «العمل بجد لتعميق الـــعـــ قـــات بـــن تـــايـــوان والـــبـــلـــدان الأخــــرى وتــعــزيــز الـــقـــوة لـ سـتـجـابـة إلـــى مختلف الـتـحـديـات حـــول الــعــام لـلـسـمـاح لـتـايـوان بالوصول إلى العالمية». وســــــــبــــــــق لمــــــــســــــــؤولــــــــن حــــكــــومــــيــــن تـايـوانـيـن أن تـوقـفـوا فـي أراض أميركية أثناء زيارات إلى منطقة الهادئ أو أميركا الـ تـيـنـيـة، مـــا أثــــار حـفـيـظـة الــصــن الـتـي ردّت أحيانا بتنفيذ مناورات عسكرية في محيط الجزيرة. ونظّمت الصي مناورات عسكرية واسعة النطاق مرّتي منذ تولى لاي الـسـلـطـة ونـــــددت مـــــراراً بتصريحاته وخطاباته. وقال الخبير العسكري لدى «جامعة تـامـكـانـغ» لـن ينغ - يـو إن الـــرد الصيني سـيـعـتـمـد عـلـى الـتـصـريـحـات الــتــي يـدلـي بـهـا لاي أثــنــاء الــجــولــة. وأفــــاد لــن وكـالـة الـصـحـافـة الـفـرنـسـيـة: «قـــد تـنـظّـم الـصـن مـــــنـــــاورات عـــســـكـــريـــة، لــكــنــهــا قــــد لا تــكــون كـــبـــيـــرة. ســيــعــتــمــد الأمــــــر عـــلـــى مــــا يـقـولـه الـرئـيـس لاي»، مضيفا أن أحـــوال الطقس حـــالـــيـــا «لـــيـــســـت مـــنـــاســـبـــة جـــــــداً» لــلــقــيــام بمناورات. عــــــــدّت مـــنـــطـــقـــة جــــنــــوب الــــــهــــــادئ فـي المـــــاضـــــي مـــعـــقـــً لــــدعــــم مـــطـــالـــب تــــايــــوان بـــالاســـتـــقـــ ل، لــكــن الـــصـــن عــمــلــت بـشـكـل منهجي على تغيير ذلك. وخلال السنوات الـخـمـس المــاضــيــة، تــم إقــنــاع كــل مــن جـزر ســلــيــمــان وكـــيـــريـــبـــانـــي ونــــــــاورو بـتـبـديـل اعــتــرافــهــا الــدبــلــومــاســي مـــن تـايـبـيـه إلــى بــــكــــن. وبــــاتــــت جــــــزر مـــــارشـــــال وتـــوفـــالـــو وبالاو الدول الجزرية الوحيدة في الهادئ المتحالفة مع تايوان. وأثـــــــارت جـــهـــود بــكــن لـكـسـب تـأيـيـد حـــلـــفـــاء تـــــايـــــوان وتــــوســــيــــع نــــفــــوذهــــا فـي المنطقة قلق الـولايـات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا. وقال المحاضر في الدراسات الصينية لــدى «جامعة تسمانيا»، مـارك هــــاريــــســــون، إن تـــحـــويـــل الاعـــــتـــــراف إلـــى الــصــن «فــتــح الـــبـــاب لانـــخـــراط أعــمــق بي بـكـن وهـــذه الــبــلــدان». وكــانــت زيــــارة لاي فرصةً نـــادرةً من نوعها للرئيس لتمثيل تــــــايــــــوان فـــــي الــــــخــــــارج ودعــــــــم مــطــالــبــهــا بالاستقلال. وقــال هـاريـسـون: «رغــم أنها تبدو أشبه بتمثيلية نوعا ما، إلا أن (هذه الزيارات) تعطي تايوان في الواقع صوتا حـقـيـقـيـا فـــي الــنــظــام الــــدولــــي». وأضـــــاف: «إنـهـا تضفي شرعية وتـوحـي بالسيادة وفي ظل النظام الدولي القائم، فإن الإيحاء بالسيادة هو أيضا سيادة». مـــــــن جــــــانــــــب آخـــــــــــر، أعـــــلـــــنـــــت وزارة الـخـارجـيـة الصينية، الـجـمـعـة، أن وزيـــرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ستبدأ ديسمبر 3 و 2 زيــــارة لـبـكـن خـــ ل يــومــي (كـانـون الأول) المقبل بـدعـوة مـن نظيرها الصيني وانغ يي. يـذكـر أن بــيــربــوك، كـمـا نقلت عنها وكــالــة الأنـــبـــاء الألمــانــيــة، أعــربــت مـؤخـراً بــــصــــورة مـــتـــكـــررة عــــن انــــتــــقــــادات لــــدور الــــصــــن فـــــي ســــيــــاســــة المـــــنـــــاخ الــــدولــــيــــة والحرب الروسية في أوكرانيا. وحذرت بـــيـــربـــوك، بـــكـــن، مــــن عــــواقــــب فــــي ضـــوء افــتــراض الـحـكـومـة الألمـانـيـة أن موسكو تــتــلــقــى دعــــمــــا مــــن الــــصــــن مـــتـــمـــثـــً فـي طائرات مسيرة. كـانـت آخــر زيـــارة قـامـت بها الـوزيـرة لـــلـــصـــن فـــــي مـــنـــتـــصـــف أبـــــريـــــل (نـــيـــســـان) ، التي شملت بكي ومدينة تيانجي 2023 المجاورة، حيث تنشط العديد من الشركات 14 الألمــــانــــيــــة. وبـــعـــد بــضــعــة أشــــهــــر، فــــي ، تسببت بيربوك 2023 ) سبتمبر (أيــلــول فـي نـــزاع دبـلـومـاسـي بتصريحاتها على شاشة التلفزيون الأميركي حول الرئيس الـصـيـنـي شــي جينبينغ. وخــــ ل مقابلة عــلــى قـــنـــاة «فـــوكـــس نـــيـــوز» الـتـلـفـزيـونـيـة الأمـــريـــكـــيـــة، عــلــقــت بـــيـــربـــوك أيـــضـــا عـلـى الحرب الروسية في أوكرانيا، وقالت، في إشــــــارة إلــــى الــرئــيــس الـــروســـي فـ ديـمـيـر بوتي: «إذا انتصر بوتي في هذه الحرب، فيا لها من إشارة بالنسبة لديكتاتوريي الآخرين في العالم، مثل شي، مثل الرئيس الصيني؟». وأعـربـت وزارة الخارجية الصينية، فـــي ذلـــك الـــوقـــت عـــن اسـتـيـائـهـا، ووصـفـت تـــصـــريـــحـــات بــــيــــربــــوك بـــأنـــهـــا «ســخــيــفــة لـــــلـــــغـــــايـــــة». وذكـــــــــــــرت الــــــــــــــــــوزارة أن تـــلـــك التصريحات أهـانـت بشكل بـالـغ الكرامة الـــســـيـــاســـيـــة لـــلـــصـــن، وتـــمـــثـــل اســــتــــفــــزازاً سياسيا صريحا. وكـــان رد فعل بيربوك هــــادئــــا عـــلـــى الـــغـــضـــب، وأوضـــــحـــــت أنــهــا أُحيطت علما به. وكرد فعل استدعت بكي أيضا السفيرة الألمانية. زوارق عسكرية تايوانية في ميناء كيلوناغ العسكري أكتوبر الماضي (إ.ب.أ) لندن: «الشرق الأوسط» لم يعد للجزيرة سوى حليفاً دبلوماسياً 12 رسمياً، ومع ذلكفإنها تحتفظ باتصالات قوية مع عشرات الدول الأخرى بعد قرار نجامينا... هل خسرت باريس آخر موطئ قدم في الساحل؟ تشاد تنهي اتفاقية الدفاع مع فرنسا... وروسيا تراقب الوضع أعـلـنـت تــشــاد إنـــهـــاء اتـــفـــاق الـتـعـاون الـعـسـكـري والأمـــنـــي مــع فــرنــســا، لتلتحق بــــركــــب دول الــــســــاحــــل؛ مــــالــــي والـــنـــيـــجـــر وبوركينا فـاسـو، التي دخلت فـي قطيعة مـــع فـــرنـــســـا، وتـــوجّـــهـــت نــحــو شـــراكـــة مع روسـيـا، الـتـي تـواصـل تعزيز نفوذها في القارة الأفريقية. ولكن قــرار تـشـاد، وإن كـان يشبه في كثير مــن تفاصيله مــا أقــدمــت عليه دول الـسـاحـل، فـإنـه لـم يتضمن أي إشـــارة إلى الـتـعـاون مــع روســيــا، بــل حــاولَــت حكومة تـــشـــاد نــفــي أن يـــقـــود إلــــى أي قـطـيـعـة مع فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة. وبموجب هذه الاتفاقية، كانت فرنسا قد ساندت عائلة ديبي، التي تحكم تشاد عـــقـــود، عــلــى الـــبـــقـــاء في 3 مــنــذ أكـــثـــر مـــن الــحــكــم، وتــدخــلــت أكــثــر مـــن مـــرة عسكريا لقصف المتمردين حي حاصروا العاصمة نــجــامــيــنــا، إبــــــان حـــكـــم الـــرئـــيـــس الــســابــق .2019 و 2008 إدريس ديبي إيتنو، عامي وحــــــن قـــتـــل ديــــبــــي فــــي مــــعــــارك ضـد سـنـوات، ساندت فرنسا 4 المتمردين قبل نجله الجنرال محمدي ديبي، ووقفت إلى جانبه في فترة انتقالية مضطربة، حتى جـــرى انـتـخـابـه رئـيـسـا لـلـبـ د شـهـر مايو (أيار) الماضي. البحث عن السيادة تـــــعـــــود جــــــــــذور اتــــفــــاقــــيــــة الــــتــــعــــاون الــعــســكــري والأمــــنــــي بـــن فــرنــســا وتــشــاد إلــــى حـقـبـة الاســـتـــعـــمـــار، ولــكــنــهــا تــعــززت أكـثـر بـعـد الاســتــقــ ل، وجـــرى تـوقـيـع أول اتفاقية للتعاون العسكري والأمــنــي بي ، وهـــي الاتـفـاقـيـة التي 1976 الـبـلـديـن عـــام ،2019 تــمــت مـراجـعـتـهـا وتـحـديـثـهـا عــــام لتشمل تدريب القوات المسلحة التشادية، وتـعـزيـز قـدراتـهـا اللوجستية، والـتـعـاون الاستخباراتي العسكري والأمني. وبــمــوجــب الاتـــفـــاقـــيـــة، تـنـشـر فـرنـسـا قـــــوات خـــاصـــة فـــي قـــواعـــد عــســكــريــة فــوق أراضي تشاد، من أبرزها قاعدة جوية في العاصمة نجامينا، يوجد فيها اليوم أكثر مـن ألــف جـنـدي فـرنـسـي، أغلبهم قـادمـون من النيجر بعد طردهم العام الماضي. في غضون ذلك، قالت تشاد إن إنهاء الاتفاقية يمثلُ «نقطة تحول تاريخية»، مشيرة إلى أنه جاء «بعد تحليل عميق»، والهدف منه هو «تأكيد السيادة الكاملة وإعـــادة تحديد شراكاتها الاستراتيجية وفقا للأولويات الوطنية». مــــــع ذلــــــــــك، أوضــــــحــــــت تـــــشـــــاد أنـــهـــا ستحترم «الـــشـــروط المـنـصـوص عليها» لإنـــهـــاء الاتــفــاقــيــة، وأنـــهـــا سـتـتـعـاون مع الـفـرنـسـيـن لـضـمـان «انــتــقــال تــوافــقــي»، مشيرة في السياق ذاته إلى أن القرار «لا يـقـوض بــأي حــال مـن الأحــــوال العلاقات الــــتــــاريــــخــــيــــة وروابـــــــــــــط الـــــصـــــداقـــــة بــن البلدين». وأكـــــــــدت تــــشــــاد أنــــهــــا «عــــــازمــــــة عـلـى الحفاظ على علاقات بناءة مع فرنسا في مجالات أخرى ذات اهتمام مشترك لصالح الشعبي»، وعـبّـرت تشاد عـن «امتنانها» تــــجــــاه فــــرنــــســــا عــــلــــى ســـــنـــــوات الــــتــــعــــاون الـعـسـكـري والأمـــنـــي بــن الـبـلـديـن، وقـالـت إنها «ستظل منفتحة على أي حـوار بناء لاستكشاف أشكال جديدة من الشراكة». تحولاتعميقة يأتي قرار إنهاء الاتفاقية بعد ساعات قليلة من زيـارة وزيـر الخارجية الفرنسي جان نويل بـارو إلى تشاد، التقى خلالها رئيس تشاد محمد إدريس ديبي، كما زار مخيمات اللاجئي السودانيي في تشاد، مـــن أجـــل الـــوقـــوف عـلـى الأزمـــــة الإنـسـانـيـة الناجمة عـن الـحـرب فـي الــســودان، ووجّــه انـتـقـادات لـروسـيـا واتهمها بـالـتـورط في الحرب السودانية. وفــيــمــا يـحـضـر الـــصـــراع بـــن فـرنـسـا وروسـيـا بـقـوة فـي المنطقة، يـقـول الخبير فـــي الـــشـــأن الأفـــريـــقـــي مــحــمــد الأمـــــن ولــد الــــداه إن قـــرار تـشـاد «يـمـثـل حلقة جـديـدة فــــي ســلــســلــة الـــتـــحـــولات الـجـيـوسـيـاسـيـة التي تشهدها منطقة الساحل فـي الآونـة الأخــيــرة، حيث تتسارع وتـيـرة الانفصال عن النفوذ الفرنسي التقليدي الذي هيمن على دول المنطقة لعقود طويلة». ومـــع ذلــــك، يــؤكــد الـخـبـيـر فــي حديث مـع «الـشـرق الأوســـط» أن تشاد «لـم تُظهر - حتى الآن - تقاربا صريحا مـع روسيا، على غرار مالي وبوركينا فاسو والنيجر، ولكن في ظل تراجع النفوذ الفرنسي، فإن الباب يبقى مفتوحا أمام خيارات جديدة». وأضــــاف ولـــد الــــداه أن «روســـيـــا، عبر مجموعة (فاغنر)، تسعى بنشاط لتعزيز وجودها في أفريقيا، مستفيدة من الفراغ الـــذي تـتـركـه فـرنـسـا. ومـــع ذلـــك، تـشـاد قد تكون أكثر حذراً، نظراً لتعقيدات علاقاتها الإقليمية والدولية، ولحساسيتها تجاه الانـتـقـال المـفـاجـئ مــن شـريـك تقليدي إلـى شريك جديد مثير للجدل». خصوصية تشاد ويوضح الخبير في الشأن الأفريقي أن «تشاد تمثل حالة خاصة بالنظر إلى موقعها الجغرافي الاستراتيجي في قلب الـسـاحـل الأفـريـقـي، ودورهــــا المــحــوري في مكافحة الإرهــــاب فــي المـنـطـقـة، وعلاقتها العميقة مع فرنسا الممتدة لعقود»، مشيراً إلــى أن الــقــرار الأخـيـر «يـعـكـسُ تـحـولاً في نظرة تشاد لطبيعة العلاقة، وربما السعي نحو تأكيد السيادة بعيداً عن الإمــ ءات الخارجية». الـــــخـــــبـــــيـــــر فــــــــي الــــــــشــــــــأن الأفــــــريــــــقــــــي وصـــف قــــرار تــشــاد بــأنــه «ضـــربـــة موجعة لاستراتيجية باريس في منطقة الساحل، لــكــنــه لا يــعــنــي بـــالـــضـــرورة خـــســـارة آخــر مـوطـئ قــدم لها فـي المـنـطـقـة»، مشيراً إلى أن «فـرنـسـا لا تــــزال تحتفظ بـعـ قـات مع دول أخــرى فـي المنطقة مثل النيجر (رغـم التوترات الأخيرة) وموريتانيا». ويؤكد ولد الـداه أن انسحاب القوات الـــفـــرنـــســـيـــة مــــن تـــشـــاد «ســـيـــضـــع بـــاريـــس أمــــام تـحـديـات حقيقية لـتـأكـيـد وجــودهــا فــــي أفــــريــــقــــيــــا»، مـــشـــيـــراً إلــــــى أن «تــــشــــاد، بحكم موقعها وأهميتها الاستراتيجية، كـــانـــت أحــــد الأعــــمــــدة الــرئــيــســيــة لـلـوجـود الـعـسـكـري الـفـرنـسـي، لـــذا فـــإن هـــذا الــقــرار يكرّس انكماش النفوذ الفرنسي، ويُظهر أن بـــاريـــس تـفـقـد تــدريــجــيــا قــدرتــهــا على الحفاظ على علاقاتها العسكرية والأمنية التقليدية في أفريقيا». أمــا بخصوص تـداعـيـات الــقــرار على تشاد، فيشير الخبير إلى أنه «على المدى الــقــصــيــر، قـــد تـــواجـــه تـــشـــاد تــحــديــات في ضبط أمنها الداخليومواجهة المجموعات الإرهــابــيــة، خـاصـة حــن تنسحب الـقـوات الفرنسية بسرعة». أما على المـدى البعيد فـيـعـتـقـد الـخـبـيـر فـــي الـــشـــأن الأفـــريــقـــي أن القرار «قـد يفتح المجال أمـام تشاد لتبني ســـيـــاســـات أكـــثـــر اســـتـــقـــ لـــيـــة، ولـــكـــن ذلـــك يعتمد على قـــدرة الـقـيـادة التشادية على إدارة المرحلة الانتقالية بفاعلية». (أ.ب) 2020 سبتمبر 22 سنة على استقلال مالي في 60 أرشيفية لمظاهرة في باماكو بمالي تدعم روسيا وتدين فرنسا في ذكرى نواكشوط: الشيخ محمد

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky