issue16803

يوميات الشرق ASHARQ DAILY 22 Issue 16803 - العدد Friday - 2024/11/29 اجلمعة ضمن عرض للمرشحين بالجائزة في متحف فيكتوريا وألبرت اللندني «أحلم بمتحفك» يفوز بجائزة جميل للفنون «بقوته الهادئة» مـــع اإلعـــــان عـــن الــفــائــز بالنسخة الـــســـابـــعـــة مــــن جــــائــــزة جــمــيــل لـلـفـنـون فـــي لــنــدن أمـــس أتــيــح لـــلـــزوار مـشـاهـدة األعــمــال املـشـاركـة عبر مـعـرض مفتوح اجتمعت فيه فنون الفيديو والتصوير والوسائط الرقمية والتركيب لتعبر عن قضايا تتعلق باملياه والبيئة واملناظر الطبيعية والروحانية. الـــجـــولـــة عــلــى األعــــمــــال املــعــروضــة تفتح للمشاهد أبوابًا على مناطق من الـعـالـم لــم تـجـد طريقها لـلـوعـي الـعـام، هـــي مـرتـبـطـة بـأهـلـهـا وســكــانــهــا، ومـن هنا جاءت مشاركات الفنانني في هذه املـــنـــاطـــق لــتــلــقــي الــــضــــوء عـــلـــى قـضـايـا مهمة وشخصية، امتزجت معالجتها بــالــلــمــســة الــشــخــصــيــة الـــتـــي تــعــبــر عن الخاص والحميمي وبـ االنعكاسات األوسع التي تعبر عن قضايا إنسانية ومجتمعية عامة. تـــتـــنـــاول األعــــمــــال الــنــهــائــيــة، الـتـي تـــشـــمـــل األفــــــــام والـــنـــحـــت والـــتـــصـــويـــر الــــفــــوتــــوغــــرافــــي والـــتـــركـــيـــب والــــصــــوت واألداء والـــــواقـــــع االفــــتــــراضــــي، كـيـفـيـة كــــتــــابــــة الــــــتــــــاريــــــخ، مــــــن خــــــــال فــحــص صناعة املعالم وهدمها من خلل أعمال تــحــطــيــم األيـــــقـــــونـــــات، وصـــيـــاغـــة نـهـج بــديــلــة لـلـمـتـاحـف واملـــجـــمـــوعـــات. يـقـدم كـثـيـر مـــن األعـــمـــال شـــهـــادات شخصية لــلــمــجــتــمــع واملـــــرونـــــة والــــتــــواصــــل، مـع اسـتـخـدام الــرســوم املتحركة املرسومة يـدويـ والتصوير الـفـوتـوغـرافـي لسرد الـقـصـص الــقــويــة. ونــــرى عـبـر املـعـرض مساهمات املرشحني للجائزة مع العمل الـفـائـز، وهــو للفنانة خـانـدكـار أوهـيـدا من الهند. خاندكار أوهيدا (الهند) من املهم ملحظة وتسجيل أن معظم األعـــــمـــــال املــــعــــروضــــة تـــشـــتـــرك فــــي كــونــهــا لـفـنـانـ يـعـيـشـون خــــارج بـلـدانـهـم، وهنا يبدو الحنني والذكريات والتأمل عن بعد نقاطًا أسـاسـيـة فـي التعبير عـن القضايا املــــطــــروحــــة. وفـــــي حـــالـــة الـــفـــنـــانـــة الـــفـــائـــزة بـالـجـائـزة خـانـدكـار أوهــيــدا تتجسد هـذه الــعــنــاصــر فـــي فـيـلـمـهـا «احـــلـــم بـمـتـحـفـك» ) الـــذي يـــدور حـــول عمها خـانـدكـار 2022( سليم الذي يهوى جمع القطع والتذكارات، وكـــــون مـنـهـا مـجـمـوعـة ضــخــمــة. نـــــراه في الــفــيــلــم يـلـتـقـط قــطــعــ مـــن شـــاطـــئ الــنــهــر، يـغـسـلـهـا ويـــأخـــذهـــا لـيـضـعـهـا إلــــى جـانـب الــقــطــع األخــــــرى الـــتـــي تــمــأ أرجــــــاء مـنـزلـه البسيط، تسأله طفلة صغيرة عن قوارير عطر فارغة يضعها على خزانة متواضعة: «ال أشــــم رائـــحـــة بـــهـــا»، تــعــلــق الــصــغــيــرة، ولكنه يؤكد لها أنها تحمل رائحة، تصوره الكاميرا الحقًا، وهو يحاول شم القوارير، تسبح حوله وردات بيضاء، وكأنها قادمة مـــن قـــواريـــر الــعــطــر، فـــي اســـتـــخـــدام لطيف لـلـرسـوم املـتـحـركـة، قــد ال تحمل الـقـواريـر رائحة العطر، ولكنه يعرف أنها موجودة ويستمتع بــهــا. نـتـابـعـه فــي الـفـيـلـم، وهـو يهتم بالقطع املختلفة، وينظمها أحيانًا عــلــى حـــد الـــنـــافـــذة لـــلـــعـــرض، وفــــي أحــيــان أخــرى نـراهـا على األرض، وعلى األسطح املختلفة في غرفته. وفـي املعرض أمامنا نـــرى بـعـض الـقـطـع نسقتها الـفـنـانـة على نـــحـــو مـــشـــابـــه ملـــنـــزل عــمــهــا الــــــذي لــــم يـعـد مـــوجـــودًا فـقـد هُـــــدِم. بـشـكـل مــا تستكشف أوهــــيــــدا فـــكـــرة املـــتـــاحـــف فـــي الــهــنــد حيث الـــنـــمـــاذج الــغــربــيــة الــتــي ال تــوفــر مـسـاحـة للرؤى البديلة. «احلم بمتحفك» يتساءل عـــن أهــمــيــة الــقــطــع الـــتـــي تــمــثــل تـفـاصـيـل حـــيـــاتـــنـــا، ويــــدعــــو املـــتـــفـــرج لــلــتــفــكــيــر فـي قيمتها. يشير الـبـيـان الـصـحـافـي إلـــى أن الفيلم يعارض مفهوم املتاحف التقليدية، ويدعونا إلـى تصور مستقبل متحرر من قيود التقاليد والتبعية. فــــــي حـــيـــثـــيـــات مــــنــــح الـــــجـــــائـــــزة قــــال تـريـسـتـرام هـنـت، مـديـر متحف فيكتوريا وألبرت، إن لجنة املحكمني أشادت بالقوة الـهـادئـة للعمل السينمائي. أمــا أنطونيا كـــارفـــر، مـــديـــرة فـــن جـمـيـل فـعـلـقـت: «نـحـن سعداء للغاية للحتفال بالنسخة السابعة من جائزة جميل، التي مُنحت لخانداكار أوهـيـدا بـنـاء على عملية اختيار صارمة. تكمن أهمية هذه الجائزة في قدرتها على تسليط الـضـوء على الـــروح اإلبـداعـيـة في قلب املمارسات التي تعتمد على إرث الفن والتصميم اإلسلمي. هذا العام، من خلل التركيز على الصور املتحركة والوسائط الـــرقـــمـــيـــة، تــســلــط الــــجــــائــــزة الــــضــــوء عـلـى الفنانني الـذيـن يعيدون تعريف القصص املــــرئــــيــــة مـــــن حــــيــــث الــــشــــكــــل واملــــحــــتــــوى، ويــتــعــامــلــون مـــع الــقــضــايــا الـــعـــاجـــلـــة، من علم البيئة والروحانية إلـى مرونة تاريخ املجتمع». صادق كويش الفراجي (مقيم في هولندا) في عمل الفنان صادق كويش الفراجي نمر برحلة ممتعة في ثنايا ذكريات الفنان عن والديه عبر أفلم رسوم متحركة األول بعنوان «خيط من الضوء بني أصابع أمي ) والثاني «قصة قصيرة 2023( » والسماء )، وهو سيرة ذاتية 2023( » في عيون األمل لــــوالــــد الـــفـــنـــان وبـــحـــثـــه عــــن حـــيـــاة أفـــضـــل. يعرض الفراجي صورًا فوتوغرافية لوالده ووالدته كأنما يعرفنا بهما قبل مشاهدة األفلم. يأخذنا الفنان في رحلة مع والدته، فـــي عــمــل مــنــســوج مـــن خـــيـــوط الـــذكـــريـــات والحنني والـحـب العميق والــحــزن. الفيلم عميق وجميل، ينساب مثل املاء الصافي، يـعـزف على أوتـــار الحنني والـحـب األبــدي إلى األم التي نرى منها كف يدها مفتوحًا أمـامـنـا، (يصفه الفنان بأنه كـف مقدس)، تخرج منه األشكال واألشخاص والزهور واألشـــــــجـــــــار. الــــكــــف املــــفــــتــــوح يــــخــــرج لـنـا مشاهد حياتية وصورًا صوفية ودنيوية، تـــخـــرج مــنــه صــــور ألشـــخـــاص يـجـتـمـعـون جــــلــــوســــ عــــلــــى األرض لــــيــــتــــشــــاركــــوا فــي الطعام والغناء. كف األم يتحول إلى أرض خصبة تزهر فيها الزهور والشجر، تنضم الكف لتحضن األبـنـاء، وفـي نهاية الفيلم نـــرى نـجـمـة وحـــيـــدة تـلـمـس أصـــابـــع الـكـف لتسحبها معها إلى السماء. جوى الخاش (سوريا مقيمة في كندا) تهتم الفنانة السورية جـوى الخاش بحرية بناء العوالم الرقمية وعبر عملها املــعــروض «الـجـانـب الـعـلـوي مــن الـسـمـاء» )، تدخلنا إلــى عـالـم رقـمـي تفاعلي 2019( مـصـمـم حـــول اآلثــــار والـطـبـيـعـة الـسـوريـة، بـــاســـتـــخـــدام الــــواقــــع االفـــتـــراضـــي وبـــرامـــج املحاكاة ثلثية األبعاد. استوحت الفنانة فـــكـــرة املـــــشـــــروع مــــن تـــجـــربـــة نـــشـــأتـــهـــا فـي دمشق، سوريا، وذكرياتها عن زيارة اآلثار القديمة فـي تـدمـر. وعبر التقنية الرقمية تعيد إحياء اآلثــار والبيئة السورية التي تعرضت للخطر أو التدمير نتيجة للحرب األهلية املستمرة، ويتمثل جوهر املشروع في فكرة مفادها أنه في املجال الرقمي، قد تعيش مثل هذه اآلثار - سواء كانت عمارة ملموسة أو حياة نباتية عابرة - في عالم متخيل، كشكل من أشكال اآلثار الرقمية. علياء فريد (الكويت - بورتوريكو) الــــفــــنــــانــــة الــــكــــويــــتــــيــــة عــــلــــيــــاء فـــريـــد تستكشف عــاقــة اإلنـــســـان بـــاملـــاء، وتعبر عـنـه ذلـــك بـعـمـل تـركـيـبـي ضـخـم لـزمـزمـيـة ضخمة مثل التي يحملها املـسـافـرون في الصحراء لحمل املـاء، ولكن هنا الزمزمية ضخمة جـــدًا، فــي وسـطـهـا تـجـويـف مربع يــرمــز لـسـبـيـل املــــاء الـــعـــام. تــاريــخــيــ ، كــان السبيل يوضع من قبل األفراد مثل وسيلة ملشاركة املياه عبر املجتمع. في السنوات األخيرة، تراجعت هذه املمارسة ألن مصدر املياه تحول من مــوارد األنـهـار العذبة في الـــعـــراق إلـــى مـحـطـات تـحـلـيـة املـــيـــاه، الـتـي تسهم في استخراج الطاقة وتغيير النظم البيئية املحلية. فــــي جـــانـــب آخـــــر مــــن الـــقـــاعـــة تــعــرض الـــــفـــــنـــــانـــــة فــــيــــلــــمــــ صـــــــورتـــــــه فـــــــي مـــنـــطـــقـــة مـسـتـنـقـعـيـة عــلــى طــــول نــهــر الــــفــــرات. من خلل الفيلم نرى تفاصيل من حياة ثلثة من السكان الشباب الذين يعيشون هناك مـــع عـــائـــاتـــهـــم، وهــــم يـــرعـــون الـــجـــامـــوس، ويصفون لها الجغرافيا املحلية، ويذكرون من ال يـزال هناك ومـن نـزح. هناك إشـارات لــلــتــأثــيــر الــبــيــئــي لــصــنــاعــة الـــنـــفـــط، عـلـى موطنهم وتقاليدهم. زهراء مالكاني (باكستان) يجمع عمل زهرة مالكاني بني الصوت واملــقــدس فـي باكستان، ويستكشف كيف تتقاطع املـمـارسـات الصوفية والتعبدية مـــع الــتــقــالــيــد املــوســيــقــيــة والـــشـــفـــويـــة، في سياق خـاص باملياه. مالكاني من السند، باكستان، وهي منطقة تتمتع فيها املمرات املائية بطابع تعبد وصوفي قوي. منذ عام ، وفي جزء من مشروعها «رطوبة في 2019 )، تجمع الفنانة أرشيفًا 2023( » كـل مـكـان صـوتـيـ لــأصــوات والـتـقـالـيـد الـديـنـيـة من خــال البحث مـع املجتمعات الـتـي تعيش على طول نهر السند، وعلى ساحل املحيط الهندي. مريم أكاشي ساني (العراق - إيران - الواليات المتحدة) مـــريـــم أكـــاشـــي ســـانـــي فــنــانــة وكــاتــبــة ومصممة ومخرجة أفــام عراقية إيرانية مــن ديــتــرويــت، مـيـشـيـغـان. تـعـرض ساني ). وتوثق 2023( » سلسلة صورها «مـحـرم فـــيـــهـــا تـــفـــاصـــيـــل مـــــن مــجــتــمــعــهــا املــحــلــي خلل شهر محرم (الشهر األول في السنة الهجرية) من شعائرهم العامة والخاصة إلـــــى تــعــبــيــرهــم الـــديـــنـــي الـــشـــخـــصـــي. فـي أثناء سيرها في املدينة مع كاميرتها في حقيبتها الـــيـــدويـــة، تـعـمـل أكـــاشـــي سـانـي على نحو عـفـوي، وتصنع صـــورًا حميمة لـأشـخـاص واألمـــاكـــن، وتـلـتـقـط تفاصيل الـتـصـمـيـمـات الــداخــلــيــة املـنـزلـيـة والــغــرف الـخـلـفـيـة لــلــمــحــال الـــتـــجـــاريـــة. تستكشف صـــــــور الــــعــــنــــاصــــر الـــشـــخـــصـــيـــة لـلـفـنـانـة والجيران وأفراد األسرة الطرق التي حافظ بــهــا مـجـتـمـع مـسـلـم مــتــنــوع عــلــى إيـمـانـه وتطوره في الغرب األوسط األميركي. الفنانة خاندكار أوهيدا الفائزة بجائزة جميل للفنون (جائزة جميل - متحف فيكتوريا وألبرت) لندن: عبير مشخص جانب من العمل الفائز «أحلم بمتحفك» للفنانة خاندكار أوهيدا (جائزة جميل - متحف فيكتوريا وألبرت) عمل الفنانة علياء فريد في المعرض (جائزة جميل - متحف فيكتوريا وألبرت) من عمل «خيط من الضوء بين أصابع أمي والسماء» لصادق كويش الفراجي (جائزة جميل - متحف فيكتوريا وألبرت) معظم األعمال المعروضة تشترك في كونها لفنانين يعيشون خارج بلدانهم، وهنا يبدو الحنين والذكريات نقاطا أساسية في التعبير عن القضايا المطروحة

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==