issue16803

إذن أو استئذان والمهم وقف النار اآلن OPINION الرأي 13 Issue 16803 - العدد Friday - 2024/11/29 اجلمعة هل يكسر اإليرانيون جهودهم في ملف النووي ويلوذون بالتفاوض إلى اتفاق نووي جديد؟ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ الرئيس التنفيذي جمانا راشد الراشد CEO Jomana Rashid Alrashid نائبا رئيس التحرير زيد بن كمي Assistant Editor-in-Chief Deputy Editor-in-Chief Zaid Bin Kami مساعدا رئيس التحرير محمد هاني Mohamed Hani أصر اإليرانيون على أن النظام اإليراني أذن لـ«حزب الله» بوقف النار، أي إنه أذن له أيضًا باالنسحاب من منطقة الليطاني التي استولت إسرائيل على معظمها بالقوة على أي حال! اإلسـرائـيـلـيـون مهتمون بـــأ يتعرَّض شمالهم للهجمات أو للتهديد في املستقبل، واألمــيــركــيــون والــفــرنــســيــون مـهـتـمـون بـأن يــتــوقــف الــقــتــل والــقــصــف والــتــهــجــيــر، وأن يـــعـــود مــدنــيــو الـــطـــرفـــن إلــــى ديــــارهــــم على جانبَي الحدود. أما اللبنانيون فاملفروض أنهم الفريق األكثر استفادة من وقف النار، فقد ســارع مئات األلــوف منهم للعودة إلى ديـارهـم بالجنوب أو بالضاحية أو بشرق لبنان ليتفقدوا وليروا ما حصل، وإمكانات اإلصالح أو إعادة السكن أو البناء. كل هذا «كـومٌ» كما يقال، وكالم النخب السياسية واملعلقي اإلعالميي «كوم آخر»!. يـــقـــول هــــــؤالء، مــســتــثــاريــن وثـــائـــريـــن: ملـــاذا يحتاج فـريـق لبناني إلــى إذن أو استئذان في إيقاف النار عن نفسه، وقد مضت عليه ســنــة وشــــهــــران، وقـــبـــل مــقــتــل أمــيــنــه الــعــام وبعده وهو يُعالنُنا أنه بادر لحرب مساندة غـزة بمفرده، وأنــه ال شـأن إليــران بذلك. بل إن اإليــرانــيــن وعـلـى مـسـتـويـات عـــدة قـالـوا إنه ال شأن لهم بحرب غزة وال بحرب لبنان وإن كــانــوا يـدعـمـون املــقــاومــة! اللبنانيون الــخــائــبــون يــســألــون عـــن الـــســـيـــادة، فـهـؤالء الذين يحتاجون إلـى إذن لوقف القتال من رأس النظام اإليراني، يعني ذلك أنهم أُمروا ببدء القتال، كما يؤمرون اآلن بوقف القتال. مـا هـو «حــزب الـلـه»؟ هـو ميليشيا مسلحة كـوَّنـتْــهـا إيـــران وسلَّحتها، وقـــال لنا حسن نصر الله مرارًا إن كل شيء يأتيهم ويدينون بـه إليــــران. فـــإذا قــال مـعـارضـو «حـــزب الله» ذلــــك اتـهـمـهـم الـــحـــزب وأنــــصــــاره بــاالفــتــراء والخيانة! إن من غير املعقول أو املفهوم أن تجهز دولة جيش ًا في دولة أخرى لتحرير القدس أو األقصى أو حتى جنوب لبنان! «حزب الله» كان حاضرًا دائمًا لخدمة املصالح اإليرانية سواء في قتاله بسوريا أو بالعراق أو حتى دعـمـه للشرطة بــإيــران إلخـمـاد التظاهرات بعد االنتخابات املــزورة، وأخيرًا 2009 عام ولــــيــــس آخِـــــــــرًا: بـــالـــيـــمـــن. وعـــنـــدمـــا يــ حــظ الخبراء األسلحة الهائلة التي حصل عليها الـــحـــزب مـــن إيـــــران يــقــولــون إنـــه بـلـغ مرتبة الـــصِـــنْـــو إليـــــــران حـــتـــى فــــي الــتــســلــيــح وهـــم يـأتـمـنـونـه عـلـى كـــل شــــيء، وأهـــــم األمـــانـــات عـنـده: القتال بـديـ عـن إيـــران تـــارة للدفاع عـــنـــهـــا، وطـــــــورًا لــحــمــايــة مــصــالــحــهــا، وقـــد كــان اإليــرانــيــون يحسبون مـن شــدة ثقتهم بـــقـــدرات الــحــزب املـسـلَّــح أنـهـم لــن يضطروا للقتال بأنفسهم ولــو دفـاعـ عـن أنفسهم !. بيد أن الذي حصل هذه املرة غير كل املرات، إذ بـــــادرت إســـرائـــيـــل إلــــى الــقــيــام بـهـجـمـات مـبـاشـرة عـلـى إيـــــران، مــتــجــاوزة العمليات الـسـريـة إلــى العمليات العسكرية العلنية. بـــدت إيـــــران مـكـشـوفـة تـمـامـ لـلـمـرة األولـــى .1988 مـنـذ نـهـايـة حـربـهـا مـــع الـــعـــراق عـــام خــــاف اإليـــرانـــيـــون عــلــى الــــنــــووي، وخـــافـــوا عــلــى آبـــــار الـــبـــتـــرول، لـكـنـهـم خـــافـــوا أيـضـ على النظام. وأذهلهم ذلك الدعم األميركي املـطـلـق إلسـرائـيـل فــي هجومها عـلـى إيـــران بـــالـــذات، ولــيــس بـسـبـب األذرُع، بـــل بسبب الـــنـــووي واسـتـراتـيـجـيـة إيــــران الـتـوسـعـيـة. رد اإليــــرانــــيــــون بـــالـــضـــربـــتـــن املـــعـــروفـــتـــن وباستحثاث «حزب الله» و«الحوثيي». لكن بعد فترة االرتـبـاك (ثالثة أسابيع) وتأزيم وكالة الطاقة معهم (زيــارة غروسي) قرروا الـــتـــنـــازل. ولــلــمــرة األولـــــى يـعـلـنـون الـتـنـازل عــن أهـــم أذرُعـــهـــم: «حـــزب الــلــه». فــــإذْن رأس النظام لــ«حـزب الـلـه» بوقف القتال مـزدوج الـــغـــرض: إثـــبـــات سـيـطـرتـهـم وقــوتــهــم على الحزب من الناحيتي الدينية والعسكرية، واإلعــ ن للواليات املتحدة وإسرائيل أنهم يتنازلون عن األذرُع والجدي بينها «حزب الله» و«الحوثيي». هل العرض جدي أم ال؟ ال نــعــرف، لـكـن األمـيـركـيـن واإلسـرائـيـلـيـن يـــــــقـــــــدّرون ثـــــم يـــــعـــــرفـــــون. هـــــل هـــــــذا يـــنـــفـــع؟ األميركيون واإلسرائيليون قالوا لبعضهم لـيـسـمـع اآلخــــــــرون: وقــــف إطـــــ ق الـــنـــار مع لـبـنـان (وربـــمـــا مــع غــــزة) ضــــروري للتركيز عـــلـــى إيـــــــــران! مـــــــاذا يــــــريــــــدون؟ وقــــــف املــلــف النووي نهائيًا ما دامـوا في حالة استقواء بعد الضربات وبعد مجيء ترمب للرئاسة. كـــيـــف يـــقـــي اإليـــــرانـــــيـــــون أنـــفـــســـهـــم؟ صـــرف النظر كالعادة عن النووي بـــاألذرُع ما عاد ممكنًا، فهل يكسرون جهودهم في النووي ويـــلـــوذون بـالـتـفـاوض واملـصـيـر إلـــى اتـفـاق نـــــووي جـــديـــد؟ يـــبـــدو أنـــهـــم قــــــرروا تـطـويـل الفيلم بالعودة للتفاوض ثم يرون ما يمكن الــــوصــــول إلــــيــــه، وهـــــل تـسـتـقـيـم عــ قــاتــهــم بأميركا من دون النووي ومشكالته أم ال؟! هناك فريق لبناني كبير تهمه السيادة، ويــهــمــه خـــــروج الـــســـ ح مـــن أيـــــدي الـــحـــزب، لـكـنـه وبــعــد اآلالم الـهـائـلـة الــنــازلــة بلبنان واللبنانيي يقول اآلن: املهم وقف النار! رضوان السيد صحيح أن اتفاق وقـف إطــ ق النار األخير بي إسـرائـيـل ولـبـنـان نسخة مــكــررة مــن االتــفــاقــات التي سبقته على مدى أربعي عامًا، وفشلت جميعها في منع نشوب الحرب مـرات الحقة... إنما هذه الحرب، وهـــذا االتـــفـــاق، يختلفان عـمَّــا سبقهما، وقـــد نشهد تطبيقاته بـــدءًا مـن الـعـام املـقـبـل. وفــي رأيـــي سيغيِّر مفهوم الصراع عبر لبنان. السؤال املهم: ما الجديد واملختلف في االتفاق؟ ال ليست تنازالت إيران وال إضعاف «حزب الله»، كما يخمِّن معظم الـتـقـديـرات، بـل إن العامل املتغير هذه املرة هو إسرائيل نفسها. هجوم السابع من أكتوبر (تشرين األول) العام املاضي غيَّر مفهوم الردع اإلسرائيلي إلى منع وجود خطر محتمل في محيطها الجغرافي املباشر. عدّت إسرائيل ذلك الهجوم خطرًا وجوديًا استوجب إعادة النظر في التعايش الحدودي مع الجماعات املعادية لـهـا، ولــهــذا قـــررت الـقـضـاء عـلـى «حــمــاس» والـقـضـاء عــلــى قــــوة «حـــــزب الـــلـــه» وعـــــدم الــســمــاح للتنظيمي بتهديد وجود الدولة اليهودية. مـــن مــ مــح الـــحـــرب الــحــالــيــة؛ حـجـمـهـا ونـوعـهـا وتـــصـــريـــحـــات الـــــقـــــادة االســـتـــراتـــيـــجـــيـــن، يـــتـــبـــن أن إســـرائـــيـــل غــــيَّــــرت ســيــاســتــهــا، مــــن جـــــز الـــعـــشـــب إلـــى اقتالعه. كانت في السابق تترك قــدرات «حــزب الله» و«حـــــمـــــاس» تـــنــمـــو ثــــم تــــخــــوض حــــربــــ لــتــدمــيــرهــا. وهكذا دارت جوالت من املواجهات املاضية اختُتمت باتفاقات هدنات مؤقتة. إسرائيل في هذه املواجهة مضت شـوطـ كبيرًا فـي تحقيق هدفيها. «حـمـاس» عمليًا انتهت وقد تعود مدنيًا، إن عادت. وفي ثمانية أســابــيـــع قــضــت عــلــى قــــيــــادات «حـــــزب الـــلـــه» ومـعـظـم ترسانته. لكن ال يــزال الـحـزب واقـفـ، وإن كـان يعرج عـلــى رِجــــل واحــــــدة، وسـيـسـعـى إلعـــــادة بــنــاء قــدراتــه املدمَّرة وتأهيل كوادره خلفًا للتي قضي عليها، كما فعل في الحروب املاضية. الجديد، إسرائيل تقول إنها عازمة على اقتالع «حزب الله»، واالتفاق ال يمنعها من ذلك. فهو يمنحها حــق الـتـدخـل والــتــجــوال فــي سـمـاء لـبـنـان. ويتضمن شروطًا صريحة بشأن مراقبة املعابر ومنع التسلح وإلزام الحكومة بتفكيك ما تبقى للحزب من مصانع ومخازن لألسلحة. وفوق هذا وافق الحزب، من خالل الحكومة اللبنانية، على أن يشرف األميركيون على تنفيذ االلتزامات. هــذا االتـفـاق يختلف فـي أن لـه أسـنـانـ . سيتيح استهداف عمليات التمويل اإليرانية وإعادة التسلح، وســيــبــرر لـلـمـطـاردة فــي املــمــر اإليـــرانـــي عـبـر سـوريـا والعراق. حجة إسرائيل أن الـدولـة اللبنانية، التي كانت تكلَّف بهذه املهام سابقًا، أضعف من أن تقتلع الحزب ذا الجذور العميقة، واملنتشر في أنحاء البالد مدنيًا وعسكريًا. فهو موجود في الجيش واألمن واملجالس الـبـلـديـة واملــــصــــارف واملـــطـــار والــحــكــومــة والــبـرملـان. ونــتــذكــر كـيـف أجــبــر «حــــزب الـــلـــه» الـــقـــوى اللبنانية عــلــى تــعــديــل اتـــفـــاق الـــطـــائـــف بـــاخـــتـــراع آلـــيـــة الــثُّــلــث املــعــطِّــل لـصـالـحـه، فـأصـبـح الـثـلـث أهـــم مـــن الـثـلـثـن. وبـذلـك صـارت لـه الكلمة األخـيـرة فـي اختيار رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وقائد الجيش! هـل حقًا بـمـقـدور إسـرائـيـل الـقـضـاء على قــدرات «حزب الله» في ظل صراع إقليمي تنخرط فيه أيضًا قوى كبرى بشكل غير مباشر؟ برهنت إسرائيل على أنها قوة عسكرية إقليمية مــدمِّــرة قــــادرة عـلـى خـــوض حـــروب طـويـلـة ومـتـعـددة وكـــســـبـــهـــا. وقـــــد ســـبـــق لـــهـــا أن قـــضـــت عـــلـــى مـنـظـمـة الـتـحـريـر الفلسطينية فــي لـبـنـان، وحـجَّــمـت سـوريـا فيه، وهـذه املـرة فاجأت «حـزب الله» والقوى الداعمة لـــه بـتـفـوّقـهـا الــحــاســم. مـــن الـصـعـب عـلـى الـــحـــزب أن يــعــود العــبــ إقـلـيـمـيـ يــهــدد إســرائــيــل فــي ظــل مـيـزان القوى الحالي. لكن الطريق إلى تجريد «حـزب الله» ليس فقط بنزع سالحه بل أيضًا بنزع سطوته التي ستتطلب جوالت أخرى. لماذا هذا االتفاق مختلف؟ الطريق إلى تجريد «حزب هللا» ليس فقط بنزع سالحه بل أيضا بنزع سطوته التي ستتطلب جوالت أخرى عبد الرحمن الراشد

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==