issue16802

8 السودان NEWS Issue 16802 - العدد Thursday - 2024/11/28 الخميس ASHARQ AL-AWSAT طائرات انتحارية استهدفت معسكراً لسلاح المدفعية السودان: المسيّرات تتساقطعلى عطبرة... فمَن يقفوراءها؟ انـــتُـــشـــل أطـــفـــال أحـــيـــاء مـــن تــحــت ركـــام منزلهم الذي تعرض، فجر الأربعاء، لسقوط طــائــرة مـسـيّـرة «انــتــحــاريــة»، عـلـى مــا يـبـدو، فـي مدينة عطبرة بـولايـة نهر النيل، شمال السودان. ولم تتبنّ أي جهة مسؤوليتها عن الحادثة بشكل فــوري، لكن اتهامات وُجّهت إلــى «قـــوات الـدعـم الـسـريـع» التي تتقاتل مع 18 الـجـيـش عـلـى الـسـلـطـة مـنـذ مــا يـقـرب مــن شهراً. أيـــــام مــتــتــالــيــة، تـصـدت 4 وعـــلـــى مــــدى المــــــضــــــادات الأرضـــــيـــــة لـــلـــجـــيـــش الــــســــودانــــي لـعـشـرات المــســيّــرات (درون) الـتـي استهدفت مــنــاطــق مــتــفــرقــة مـــن الــــولايــــة، دون تـحـديـد المناطق التي انطلقت منها. وقــــــالــــــت مــــــصــــــادر مـــحـــلـــيـــة لــــــ«الـــــشـــــرق الأوســـــــط» إن طــــائــــرات مـــســـيّـــرة اســتــهــدفــت، فجر الأربعاء، أبنية سكنية تابعة للمعسكر الـشـرقـي لـسـاح المدفعية بعطبرة، وهــو من أعرق الأسلحة للجيش السوداني. وقـال سكان في المدينة: «صحونا على دوي انفجار عنيف هز الضاحية». وأضافوا أن المسيّرات كانت تستهدف «بشكل مباشر فرقة عسكرية تابعة للجيش». ومنذ انـدلاع الصراع الحالي في البلد ، غالباً ما كانت 2023 ) أبريل (نيسان 15 في الاتهامات توجّه إلـى «قــوات الدعم السريع» باستهداف مناطق مدنية تقع تحت سيطرة الجيش، لكنها دأبـت على نفي أي صلة لها بهجمات المسيّرات. وقــال مصدر أمني لـ«الشرق الأوســط»: «لا تــتــوفــر مــعــلــومــات كــافــيــة حــتــى الآن عن الجهة التي أطلقت المسيّرات (فجر الأربعاء) أو الأماكن التي انطلقت منها». وأضـــــــاف أنـــــه فــــي ظــــل الــــصــــراع الـــدائـــر بالبلد «من الطبيعي أن توجّه الاتهامات إلى (قـــوات الـدعـم الـسـريـع)، باعتبار أن المناطق المستهدفة تقع تحت سيطرة الجيش». وتــــزايــــدت هــجــمــات الـــطـــائـــرات المــســيّــرة المجهولة على مقار الجيش في شمال البلد وشـــرقـــهـــا؛ حـــيــث تــــعــــرّض قــبـــل أيــــــام المـهـبـط الـــجـــوي بــالــفــرقــة الــثــالــثــة مـــشـــاة فـــي مـديـنـة شـنـدي بــولايــة نـهـر الـنـيـل، شـمـال الــســودان، إلى هجوم بأربع طائرات مسيّرة انتحارية. وفـي يوليو (تـمـوز) المـاضـي، نجا قائد الـجـيـش الــســودانــي الـفـريـق أول عـبـد الفتاح الــبــرهــان مـــن مــحــاولــة اغــتــيــال، إثـــر تعرضه لهجوم شنته طائرات من دون طيار «درون» مجهولة، استهدفت استعراضاً عسكرياً كان يشارك فيه بمنطقة جبيت العسكرية شرق البلد. وأثــار ذلـك الهجوم أسئلة بشأن الجهة التي أطلقتها ومن أيـن، وما إذا كانت قادمة مـن جهة «قـــوات الـدعـم الـسـريـع»، أم أن طرفاً ثالثاً قـد يكون ضالعاً فـي محاولة لتصفية قائد الجيش. شخصاً 15 وقبل ذلك بأشهر، قُتل نحو وأصيب آخرون، غالبيتهم من المدنيين، جراء هـــجـــوم بـــطـــائـــرة مـــســـيّـــرة اســتــهــدفــت إفـــطـــاراً جــمــاعــيــ نــظّــمــتــه «كــتــيــبــة الــــبــــراء بـــن مــالــك» المـحـسـوبـة عـلـى الإســامــيــ ، مــا دفـــع بعض الأوساط إلى التشكيك في نيران صديقة وراء الاستهداف. وجـاء الهجوم على تلك المجموعة بعد أيــــام قـلـيـلـة مـــن تـصـريـحـات كـــان قـــد أطلقها نائب القائد العام للجيش السوداني، شمس الدين كباشي، عن وجود مجموعات مسلحة خارج الجيش، في إشارة إلى ضرورة تقنين «المقاومة الشعبية» والمتطوعين (المرتبطين بالإسلميين) داخل معسكرات تابعة للقوات المسلحة. وتــــعــــرضــــت عــــطــــبــــرة، الأحـــــــد المــــاضــــي، لانقطاع مفاجئ في التيار الكهربائي، تزامناً مع سماع أصوات المضادات الأرضية التابعة لـلـجـيـش الـــســـودانـــي، وهــــو الــهــجــوم الـــرابـــع عــلــى الـــتـــوالـــي بــاســتــخــدام طـــائـــرات مـسـيّـرة انتحارية. وأفـــــــــاد شــــهــــود عــــيــــان بــــــأن الــــطــــائــــرات المسيّرة كانت تستهدف بشكل مباشر مطار المدينة. لـكـن مـــصـــادر رفـيـعـة فـــي «قـــــوات الـدعـم السريع» تحدثت لـ«الشرق الأوسط» نفت أي صلة لها بالهجمات الأخيرة التي استهدفت ولاية نهر النيل، أو أي مناطق خارج جبهات القتال التي تسيطر عليها. وقـــالـــت إن مـــا يــجــري هـــو عـلـى الأرجـــح «تـصـفـيـة حــســابــات داخــــل مـعـسـكـر الـجـيـش الـــــســـــودانـــــي»، مـــعـــتـــبـــرة «أن هــــنــــاك تــــيــــارات إسـامـيـة تـريـد أن تبعث بـرسـائـل قـويـة إلـى قـــــادة الــجــيــش بــأنــهــا هـــي مـــن يـسـيـطـر على اتخاذ القرار في المؤسسة العسكرية». وأضـــــافـــــت المــــــصــــــادر: «هـــــــذا مــــا ظـلـلـنـا نـــتـــحـــدث عـــنـــه كـــــثـــــيـــــراً... إن قــــــــادة الــجــيــش الـحـالـيـ لا يـمـلـكـون أي سـلـطـة. الـــقـــرار بيد الـــحـــركـــة الإســـامـــيـــة الـــتـــي أشــعــلــت الـــحـــرب، وتسعى إلى استمرارها للعودة إلى السلطة مرة ثانية». وقــــال خـبـيـر عـسـكـري طـلـب عـــدم كشف هويته إن «من المحتمل أن تكون المسيّرات من طـرف (قــوات الدعم السريع) فعلً، لكنها قد تكون مـن طـرف ثالث أيـضـ »، مشيراً إلـى أن «قــوات الدعم السريع» تمتلك ربما مسيّرات تستطيع الوصول إلى أي منطقة من البلد. ورجــــــــح الـــخـــبـــيـــر أن يــــكــــون المـــقـــصـــود بـالـهـجـمـات المــتــواصــلــة عــلــى مــــدى أكــثــر من أيــام متتالية في ولايــة نهر النيل، توجيه 4 رسالة من «قوات الدعم السريع» بأنها تملك الــقــدرة على نقل الــصــراع إلــى شـمـال الـبـاد، وهــي مناطق ظلت خـــارج نـطـاق القتال منذ انفجار الصراع الحالي في البلد. وقــــــــال الـــخـــبـــيـــر: «أســـتـــبـــعـــد أن تـــكـــون الهجمات بـالمـسـيّـرات مـن طــرف ثـالـث يوالي الـجـيـش الـــســـودانـــي، بـاعـتـبـار أنـــه لـيـسـت له مصلحة في ترويع المواطنين وتشريدهم بما يـصـب فــي مصلحة (قــــوات الــدعــم الـسـريـع)، الــعــدو الـرئـيـسـي بالنسبة لــهــم»، لكنه أشــار إلـــى احـتـمـال وجـــود خـــرق أمـنـي مـكّـن الجهة التي أطلقت المسيّرات من الوصول إلى أهداف عسكرية أو مدنية داخل مدينة عطبرة. أرشيفية لعناصر من الجيشالسودانيخلال عرضعسكري (أ.ف.ب) نيروبي: محمد أمين ياسين في يوليو الماضي نجا البرهان من محاولة اغتيال نفذتها طائرات من دونطيار فيشرق البلاد في ظل الانشغال بحروب الشرق الأوسط وأوكرانيا نزاعات منسية حول العالم 5 ... من السودان إلى ميانمار إلــى جـانـب الـحـربـ اللتين تصدّرتا ،2024 عناوين الأخبار بانتظام خلل عام فـــي الـــشـــرق الأوســـــط وأوكـــرانـــيـــا، يستمر كثير من النزاعات التي لا تحظى بالقدر نـفـسـه مـــن الـتـغـطـيـة الإعــامــيــة فــي أمـاكـن كثيرة في العالم، حسبما جـاء في تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية. وفي ما يأتي خمسة منها. السودان يشهد الـسـودان منذ أبـريـل (نيسان) حــربــ بـــ الـــقـــوات شـبـه العسكرية 2023 والــــجــــيــــش. وقـــــد تــســبــب الـــــصـــــراع، الــــذي تـعـدّه الأمــم المتحدة إحــدى أســوأ الـكـوارث الإنــــســــانــــيــــة فـــــي الــــتــــاريــــخ الــــحــــديــــث، فـي ألــف شخص، 150 ألـفـ و 20 مقتل مـا بـ مليون 11 بـالإضـافـة إلـــى مــا يــقــدّر بنحو نـــازح. ويـضـاف إلــى تـداعـيـات هــذا الـنـزاع 26 المــتــواصــل، شـبـح المــجــاعــة، إذ يـحـتـاج مليون شـخـص، أي نحو نصف السكان، إلى المساعدات الغذائية بشكل متواصل. ووُجّـهـت مـــراراً وتـكـراراً اتهامات إلى الأطـــراف المتنازعة بارتكاب جرائم حرب، لاستهدافهم المدنيين عمداً. وفـــي نـهـايـة أكـتـوبـر (تـشـريـن الأول)، حــذّرت الأمـم المتحدة من الحجم «المذهل» لــلــعــنــف الـــجـــنـــســـي المـــتـــفـــشـــي مـــنـــذ بـــدايـــة الـنـزاع، مـؤكـدةً أن حــالات الاغتصاب، بما في ذلك الاغتصاب الجماعي، مستشرية. جمهورية الكونغو الديمقراطية يــــواجــــه شـــــرق جـــمـــهـــوريـــة الــكــونــغــو ، عودة 2021 الديمقراطية، منذ نهاية عام مارس»)، 23« »، (حركة 23 ظهور حركة «إم وهـــــــي تـــــمـــــرد تــــدعــــمــــه روانــــــــــــدا اســـتـــولـــى عــلــى مـــســاحــات كــبــيــرة مـــن الأراضـــــــي إثــر مواجهات مع القوات المسلحة الكونغولية والميليشيات التابعة لها. وقـد أدى هـذا التمرد إلـى تفاقم أزمة إنـسـانـيـة مـسـتـمـرة مـنـذ ثــاثــ عــامــ في شــمــال كـيـفـو (شـــــرق)، وهـــي منطقة غنية بـــالمـــعـــادن، حـيـث يــوجــد مــئــات الآلاف من النازحين في ملجئ مؤقتة على مشارف غوما، عاصمة الإقليم. وانــتــهــى تــوقــيــع اتـــفـــاق وقــــف إطـــاق الــنــار بــ كـيـغـالـي وكـيـنـشـاسـا فــي بـدايـة أغسطس (آب) إلى استقرار خط المواجهة، مـارس» استأنفت الهجوم 23 لكن «حركة فـــي نــهـايــة أكــتــوبـــر، واســتــولـــت عـلــى عــدة مواقع. ومع ذلك، يتشبث البلدان المتجاوران بالحوار، فقد التقى وزيرا خارجيتهما في بداية نوفمبر (تشرين الثاني)، وأكـدا من جديد ضرورة احترام وقف إطلق النار. الساحل تـــعـــانـــي دول مـــنـــطـــقـــة الــــســــاحــــل مـن هجمات لمتشددين. وبدأت «بوكو حرام»، أحد التنظيمات المتشددة الرئيسية في المنطقة، تمرداً في ، مــمــا أســـفـــر عن 2009 نـيـجـيـريـا فـــي عــــام ألـف شخص وتشريد أكثر 40 مقتل نحو مــن مـلـيـونـي شـخـص، قـبـل أن تنتشر في الـبـلـدان الـحـدوديـة. وفــي تـشـاد، تتواصل الــهــجــمــات الـــتـــي تـشـنـهـا جــمــاعــة «بــوكــو حـرام» أو جماعة منشقة عنها في منطقة بـــحـــيـــرة تــــشــــاد. وأطــــلــــق الـــجـــيـــش عـمـلـيـة عسكرية في نهاية أكتوبر بهدف «القضاء على القوة الضاربة» لـ«بوكو حرام». وفــــيــــمــــا تـــســـمـــى مـــنـــطـــقـــة «الــــــحــــــدود الــثــاثــة»، تــواجــه مــالــي وبـوركـيـنـا فاسو والـنـيـجـر مـتـشـدديـن فــي منطقة الـسـاحـل يــــنــــتــــســــبــــون إلـــــــــى تــــنــــظــــيــــمَــــي «داعـــــــــــش» و«الـــقـــاعـــدة». وطــــردت هـــذه الــــدول الـثـاث -بـــــقـــــيـــــادة أنــــظــــمــــة عـــســـكـــريـــة فـــــي أعــــقــــاب -2023 و 2020 الانـــــقـــــابـــــات بـــــ عــــامــــي الـجـيـش الـفـرنـسـي مــن أراضــيــهــا وشـكّـلـت تحالف دول الساحل، للتعاون في مواجهة تـهـديـد المـتـشـدديـن. ولـــم تحقق الهجمات نـجـاحـ فــي الــوقــت الـحـالـي، وتسببت في آلاف مدني وعسكري 7 مقتل ما يقرب من فـــي بــوركــيــنــا فـــاســـو مــنــذ يــنــايــر (كـــانـــون في النيجر وأكثر 1500 الثاني)، وأكثر من فـي مـالـي، وفـق منظمة «أكليد» 3600 مـن غــيــر الــحــكــومــيــة مـــع ازديـــــــاد الــصــعــوبــات للحصول على المعلومات. هايتي تــعــانــي هــايــتــي مـــن عــــدم الاســـتـــقـــرار السياسي المزمن منذ عقود. وتــفــاقــم مــســتــوى عــنــف الــعــصــابــات، المتأصل بشكل فعلي في الدولة الكاريبية منذ فبراير (شباط). في المائة 80 وتسيطر العصابات على من العاصمة بورت أو برنس. حـالـة 4544 وسـجـلـت الأمــــم المــتــحــدة وفاة بسبب أعمال العنف منذ بداية العام، مؤكدةً أن الإحصاءات «ربما تكون أعلى». وتـــســـتـــهـــدف أعـــــمـــــال الـــعـــنـــف بـشـكـل خــاص الأطـفـال فـي بعض الأحــيــان، حيث يـــجـــري تــشــويــه الــضــحــايــا أو رجــمــهــم أو قطع رؤوسهم أو إحراقهم أحياء أو دفنهم 700 أحياء. ودفعت أهوال العنف أكثر من ألــــف شــخــص، نـصـفـهـم مـــن الأطــــفــــال، إلــى الفرار من منازلهم، حسب المنظمة الدولية للهجرة. وبدعم من الأمـم المتحدة وواشنطن، بــــــــــدأت بــــعــــثــــة دعــــــــم الـــــشـــــرطـــــة المــــتــــعــــددة الجنسيات بقيادة كينيا في الانتشار هذا الصيف. بورما تشهد بورما (ميانمار) صراعاً دموياً بـعـد الانـــقـــاب الــــذي قــاده 2021 مـنـذ عـــام المـجـلـس الـعـسـكـري ضــد حـكـومـة منتخبة ديمقراطياً. وتصاعدت حدة الحرب الأهلية، التي مـدنـي 5300 تـسـبـبـت فـــي مـقـتـل أكــثــر مـــن مـــلـــيـــون شـخـص 3.3 وتـــشـــريـــد أكـــثـــر مــــن وفـــق الأمــــم المــتــحــدة، خـــال الـــعـــام الـفـائـت بسبب صعود القوات المعارضة للمجلس العسكري. وفــــــــــي الأشــــــــهــــــــر الأخــــــــــيــــــــــرة، هــــاجــــم المـــتـــمـــردون مــــانــــدالاي، ثــانــي أكــبــر مـديـنـة فـي الـبـاد، بـالـصـواريـخ والمـسـيّـرات، وفي نـــهـــايـــة أكـــتـــوبـــر ســـيـــطـــروا عـــلـــى الــطــريـــق الــذي يربطها بالصين، الشريك التجاري الرئيسي للبلد. والــســيــطــرة عــلــى هــــذا المـــحـــور تـحـرم المجلس العسكري مـن الـضـرائـب المربحة وتهدد قواعده في السهول الوسطى. وفــي مـواجـهـة هــذه الـصـعـوبـات، دعا المجلس العسكري الجماعات المسلحة في نهاية سبتمبر (أيلول) إلى بدء محادثات الـسـام، وهـو المقترح الــذي ظـل حتى الآن حبراً على ورق. باريس: «الشرق الأوسط»

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky