issue16802

6 حربمتعددةالخرائط NEWS كاتس: الهدف الأهم هو إعادة جميع المختطفين بأمان وسرعة ASHARQ AL-AWSAT Issue 16802 - العدد Thursday - 2024/11/28 ًالخميس أهالي المحتجزين الإسرائيليين لنتنياهو: اجلبصفقة في غزة أيضا عباسيطالب باتفاق على غرار لبنان... و«حماس» تؤكد أنها «جاهزة» طالبت الرئاسة الفلسطينية بوقف إطــــــاق نـــــار فــــي قـــطـــاع غـــــزة عـــلـــى غــــرار الاتفاق في لبنان، فيما أعادت إسرائيل مــركــز الـثـقـل إلـــى قــطــاع غــــزة، معلنة أن اســـتـــعـــادة المـحـتـجـزيـن مـــن الــقــطــاع هو «الهدف الآن». وهذا الأمر يحتاج غالباً إلـــى اتـــفـــاق مـــع «حـــمـــاس» الــتــي أرسـلـت رسائل «مستعجلة» بعد وقف النار في لبنان بأنها «مستعدة لإنجاز الأمر في القطاع كذلك». وعــــــبــــــر الــــــرئــــــيــــــس الـــفـــلـــســـطـــيـــنـــي مـــحـــمـــود عــــبــــاس عـــــن «دعــــــــم فـلـسـطـن الكامل لاستقرار لبنان وأمنه، وضمان إعــــمــــار مــــا دمــــرتــــه الـــــحـــــرب». وقــــــال إنـــه يأمل بـأن «يسهم وقـف الـنـار فـي لبنان بـوقـف الـعـنـف وعـــدم الاســتــقــرار اللذين تـعـانـيـهـمـا المــنــطــقــة جـــــراء الــســيــاســات الإســـرائـــيـــلـــيـــة الـــتـــي تـــقـــود المــنــطــقــة إلــى الانفجار الشامل». وأكـــــــــدت الــــرئــــاســــة الــفــلــســطــيــنــيــة، فـــي بــيــان الأربــــعــــاء، «ضــــــرورة الإســــراع فـــي تـنـفـيـذ قــــرار مـجـلـس الأمــــن الــدولــي الــخــاص بـوقـف إطـــاق الـنـار 2735 رقـــم فــــي قــــطــــاع غـــــــزة، وإدخـــــــــال المـــســـاعـــدات الإنـــســـانـــيـــة، والانـــســـحـــاب الإســرائــيــلــي الــكــامــل مـــن قـــطـــاع غـــــزة، ومـــنـــع تهجير أبناء شعبنا من القطاع، وتمكي دولة فلسطي من مسؤولياتها كاملة هناك». وجــــــاءت المـــطـــالـــبـــات الـفـلـسـطـيـنـيـة باتفاق في قطاع غزة مماثل للتفاق في لـبـنـان، فيما حـولـت إسـرائـيـل الاهتمام نــحــو غــــزة مـــجـــدداً. وقــــال وزيــــر الــدفــاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الأربعاء، إن الـــهـــدف الأبـــــرز لـتـل أبــيــب بـعـد وقـف إطـــاق الــنــار فــي لـبـنـان يتمثل بصفقة جديدة للإفراج عن الرهائن المحتجزين فـــي غــــزة. وأضـــــاف كـــاتـــس، وفـــق الـقـنـاة » الإســرائــيــلــيــة: «الـــهـــدف الأهــــم هو 13« إعـــــادة جـمـيـع المـخـتـطـفـن إلــــى ديــارهــم بــأمــان وبـسـرعـة. إن نـتـائـج الحملة في الــشــمــال تـخـلـق ضـغـوطـ إضــافــيــة على (حــمــاس) ونـحـن نعتزم بــذل كـل مـا في وسعنا». وتابع: «الجهد المبذول لتهيئة الظروف لصفقة جديدة وإعادة الجميع إلـى منازلهم... هـذا هـو الـهـدف القيمي الأهم الذي نواجهه الآن، هذا هو الهدف النهائي». يـــــــعـــــــزز تــــــصــــــريــــــح كـــــــاتـــــــس ســـعـــي إسرائيل إلى اتفاق آخر في قطاع غزة. وقـــالـــت صـحـيـفـة «يـــديـــعـــوت أحـــرنـــوت» الإسرائيلية، الأربعاء، إنه رغم الإنكارات المــتــكــررة، تـوجـهـت إسـرائـيـل إلـــى أنـقـرة لضمها إلـــى جــهــود الــوســاطــة. وأكـــدت الصحيفة أن وجود كبار قادة «حماس» في إسطنبول، كان سبباً جزئياً لذلك. زيارة سرية وبحسب «يديعوت»، فإنه في ضوء المـحـادثـات مـع أنــقــرة، زار رئـيـس جهاز الشاباك الإسرائيلي، روني بار، تركيا ســـراً قـبـل نـحـو عــشــرة أيـــــام، وذلــــك رغـم العلقات المتوترة بي تل أبيب وأنقرة. وفــــــي وقــــــت ســـــابـــــق، قــــــال مـــســـؤول إسرائيلي إن الأتراك لن يكونوا وسطاء في صفقة الأسرى، وإنهم يمكن فقط أن يـسـاعـدوا فــي الـضـغـط عـلـى «حــمــاس»، حـيـث إن بـعـض قـــادة التنظيم انتقلوا مـــؤخـــراً مـــن قــطــر إلــــى إســـطـــنـــبـــول، كما نفى مسؤول في البيت الأبيض أي دور محتمل لتركيا فيما يحدث في غزة. وأقـــــــــرت «يـــــديـــــعـــــوت» بــــــأن إشــــــراك الأتـــراك سيظل موضوعاً مثيراً للجدل داخـــل إســرائــيــل، جـزئـيـ بسبب مـواقـف الــرئــيــس الــتــركــي رجـــب طـيـب إردوغـــــان وتحركاته منذ بداية الحرب على غزة، لـكـنـهـا عـــــززت تــقــريــرهــا، بـتـصـريـحـن، مهمي، الأول لإردوغــــان، الأربــعــاء، قال فيه إن بـــاده مستعدة للمساعدة بأي طريقة ممكنة للتوصل إلى وقف إطلق نار دائم في قطاع غزة، والثاني للرئيس الأميركي جـو بـايـدن الــذي قـال الثلثاء عـنـد إعـــانـــه وقـــف الـــنـــار فـــي لــبــنــان، إن الـــولايـــات المـتـحـدة «سـتـدفـع مـــرة أخــرى بـاتـجـاه الـتـوصـل إلـــى وقـــف إطـــاق نـار في غزة عبر اتصالات مع تركيا ومصر وقطر وإسرائيل». وقـــــــال إردوغـــــــــــــان، فـــــي كـــلـــمـــة أمـــــام المـــجـــمـــوعـــة الـــبـــرلمـــانـــيـــة لـــحـــزب الـــعـــدالـــة والتنمية، الأربعاء، إن تركيا ستستمر فـــي الــقــيــام بــكــل مـــا فـــي وســعــهــا لـوقـف المــــجــــزرة الإســـرائـــيـــلـــيـــة فــــي قـــطـــاع غـــزة وضــــمــــان وقـــــف إطـــــــاق الــــنــــار بـــصـــورة دائمة. «حماس»: جاهزون وفـــشـــلـــت عـــــدة جــــــولات ســـابـــقـــة فـي الــــوصــــول إلـــــى اتــــفــــاق فــــي قـــطـــاع غــــزة، وآخــرهــا مـحـاولـة حثيثة نهاية الشهر المــــــاضــــــي بــــعــــدمــــا رفـــــضـــــت «حـــــمـــــاس» مقترحاً لوقف مؤقت للقتال، وتمسكت بـإنـهـاء الـــحـــرب، وذلـــك رداً عـلـى اقـتـراح الوسطاء بهدنة مؤقتة. وكـــان الاقــتــراح يضمن الإفــــراج عن محتجزاً من غزة مقابل نحو 14 إلى 11 أسير فلسطيني من إسرائيل، إلى 100 جـــانـــب وقــــف إطـــــاق الـــنـــار فـــي الــقــطــاع لمــــــدة شــــهــــر، ولا يـــتـــضـــمـــن الانـــســـحـــاب الـكـامـل لـلـقـوات الإسـرائـيـلـيـة مــن قطاع غزة أو إنهاء القتال بشكل كامل، وهما نقطتان شكلتا عقبة في جميع جولات المفاوضات المتعثرة. وتقول «حماس» إنه من دون وقف نــــار كـــامـــل وانـــســـحـــاب شـــامـــل مـــن غـــزة، لـن تـوقـع اتـفـاقـ . وتـقـول إسـرائـيـل إنها غـيـر مستعدة لــذلــك، بــل تظهر الخطط الإسـرائـيـلـيـة فـي قـطـاع غــزة نية لإقامة حكم عسكري هناك، أو تواجد دائـم في محاور محددة. وتتمسك «حـمـاس» بالمقترح الذي وافـقـت عليه بتاريخ الثاني مـن يوليو استناداً لرؤية بايدن وقرار 2024 ) (تموز مجلس الأمن، ويدور الحديث عن خطة 31 طرحها بـايـدن فـي خـطـاب ألـقـاه فـي مراحل وتقود 3 مايو (أيار)، وتقوم على إلـــــى وقـــــف الــــحــــرب. ورفــــــض نـتـنـيـاهـو المقترح آنـذاك بعدما وافق عليه، وطرح مـطـالـب جـــديـــدة فـــي المـــحـــادثـــات الـتـي 5 أجــريــت فــي نـهـايـة يـولـيـو، بـمـا فــي ذلـك مطلب بـقـاء قـــوات الجيش الإسرائيلي على الحدود الجنوبية للقطاع. لــــكــــن يـــعـــتـــقـــد أن وقـــــــف الـــــنـــــار فــي لبنان الآن سيغير المـعـادلـة، وسيجعل الإسـرائـيـلـيـن مــن جـهـة و«حـــمـــاس» من جــهــة أخـــــرى مــســتــعــديــن أكـــثـــر لاتـــفـــاق. وأرســــلــــت «حــــمــــاس» رســــائــــل مــبــاشــرة بـعـد دخـــول وقـــف الــنــار فــي لـبـنـان حيز التنفيذ، وقالت إنها جاهزة لاتفاق. وصرح مسؤول كبير في «حماس» لـــــ«وكــــالــــة الـــصـــحـــافـــة الـــفـــرنـــســـيـــة» بـــأن الـــحـــركـــة مــســتــعــدة لـــوقـــف إطـــــاق الــنــار عـــلـــى غـــــــرار مــــا تــــم الـــتـــوصـــل إلــــيــــه بـن إسرائيل و«حـزب الله» في لبنان. وقال المـــســـؤول: «أبـلـغـنـا الــوســطــاء فــي مصر وقـــطـــر وتـــركـــيـــا أن (حــــمــــاس) مـسـتـعـدة لاتفاق وقف إطلق النار وصفقات جادة لتبادل الأسرى». ولـم يشر المـصـدر إلـى شــروط وقف إطلق النار، لكن الحركة أصدرت بياناً لاحقاً، قالت فيه إنها مستعدة للتعاون مـــع أي جــهــود تــــؤدي إلـــى وقـــف إطـــاق النار في غزة. وجاء في بيان «حماس»: «معنيون بـــوقـــف الـــــعـــــدوان عـــلـــى شــعــبــنــا، ضـمـن مــحــددات وقــف الــعــدوان على غــزة التي تـــوافـــقـــنـــا عــلــيــهــا وطـــنـــيـــ ؛ وهــــــي وقـــف إطلق النار، وانسحاب قوات الاحتلل، وعودة النازحي، وإنجاز صفقة تبادل للأسرى حقيقة وكاملة». وقالت الحركة إن قبول العدو بالاتفاق مع لبنان دون تــحــقــيــق شــــروطــــه الـــتـــي وضـــعـــهـــا، هـو محطة مهمّة في تحطيم أوهام نتنياهو بتغيير خريطة الشرق الأوسط بالقوّة، وأوهـامـه بهزيمة قـوى المقاومة أو نزع سلحها. أهالي المحتجزين وانـــــدلـــــعـــــت الـــــحـــــرب فـــــي قــــطــــاع غــــزة فـــي الــســابــع مـــن أكــتــوبــر (تــشــريــن الأول) ، بـــعـــد هـــجـــوم «حــــمــــاس» المــبــاغــت 2023 1300 على إسرائيل الــذي أدى إلـى مقتل شــخــصــ لا 251 إســـرائـــيـــلـــي، واحـــتـــجـــاز شـــخـــصـــ مـــحـــتـــجـــزاً فـي 97 يـــــــزال مـــنـــهـــم شخصاً أعلن الجيش 34 القطاع، بينهم الإسرائيلي أنهم قُتلوا. وتجمع الأربـعـاء أهالي المختطفي، خــــــارج مــكــتــب رئـــيـــس الـــــــــوزراء بـنـيـامـن نتنياهو في الكنيست، مطالبي بعودة أبنائهم من الأسـر في غـزة. وقالوا نيابة عن مقر عائلت المحتجزين: «نتنياهو... مــثــلــمــا تـــوصـــلـــت إلـــــى اتــــفــــاق ســـريـــع فـي لبنان، اجلب صفقة لعودة المختطفي». وأضـــــافـــــوا: «الــــعــــائــــات تـــطـــالـــب حـكـومـة إســرائــيــل ورئــيــس الـــــوزراء للتوصل إلـى اتـــفـــاق لإعــــــادة جــمــيــع المــخــتــطــفــن دفـعـة واحـــــدة وإنـــهـــاء الـــحـــرب، مــع الأخــــذ بعي الاعتبار أنه على غرار الاتفاق في الشمال، سيتمكن الجيش الإسرائيلي من العودة إلى القتال في غزة». فلسطيني يتفقد منزلاً مجاوراً لمسجد القسام وكلاهما دمر نتيجة لغارة جوية إسرائيلية على مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة (إ.ب.أ) رامالله: كفاح زبون لماذا توفر باريسلنتنياهو وغالانتحصانة على أراضيها؟ أخـــــيـــــراً كـــشـــفـــت فـــرنـــســـا عـــــن حـقـيـقـة موقفها فــي مـلـف قـــرار المحكمة الجنائية الــــدولــــيــــة الـــقـــبـــض عـــلـــى رئــــيــــس الـــــــــوزراء الإســـرائـــيـــلـــي بــنــيــامــن نــتــنــيــاهــو ووزيـــــر دفاعه السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وبــــعــــد أســــبــــوع كــــامــــل مــــن الاحـــتـــمـــاء بسياسة الغموض، والامتناع عن التعبير عـــن مــوقــف صـــريـــح، إزاء احــتــمــال القبض على نتنياهو وغالانت في حال دخولهما الأراضـــي الفرنسية، كما فعلت دول داخل الاتــحــاد الأوروبـــــي مـثـل آيــرلــنــدا وهـولـنـدا وإسبانيا وبريطانيا... وغـيـرهـا، وجـدت السلطات الفرنسية أنــه لـم يعد بإمكانها التخفي، واضـطـرت، صباح الأربـعـاء، إلى إصدار بيان باسم المتحدث باسم الوزارة، ولـــيـــس بـــاســـم الــــوزيــــر، فـــضـــاً عـــن أنــــه لم يصدر عن رئاسة الجمهورية. وجـــــــاء فــــي الــــبــــيــــان، المـــتـــســـم بـلـهـجـة تــبــريــريــة: «ســتــحــتــرم فــرنــســا الـتـزامـاتـهـا الـدولـيـة، على أن يـكـون مفهوماً أن (نظام روما الأساسي) يطلب التعاون الكامل مع المحكمة الجنائية الـدولـيـة، وينص أيضاً على أنه لا يمكن مطالبة دولة ما بالتصرف بطريقة تتعارض مع التزاماتها بموجب الـقـانـون الــدولــي فيما يتعلق بحصانات الــدول غير الأطــراف في المحكمة الجنائية الــدولــيــة. وتـنـطـبـق هـــذه الـحـصـانـات على رئيس الــوزراء نتنياهو والــوزراء الآخرين المـعـنـيـن، ويــجــب أن تــؤخــذ فــي الحسبان إذا مــا طـلـبـت المـحـكـمـة الـجـنـائـيـة الـدولـيـة اعتقالهم وتسليمهم». ويـــضـــيـــف الـــبـــيـــان أنـــــه «تـــمـــاشـــيـــ مـع الصداقة التاريخية بي فرنسا وإسرائيل، وهـــمـــا ديــمــقــراطــيــتــان مــلــتــزمــتــان ســيــادة القانون واحترام القضاء المهني والمستقل، تعتزم فرنسا مواصلة العمل بشكل وثيق مـــع رئــيــس الــــــوزراء نـتـنـيـاهـو والـسـلـطـات الإســـرائـــيـــلـــيـــة الأخــــــــرى لــتــحــقــيــق الـــســـام والأمـــــن للجميع فـــي كـــل بـقـعـة مـــن الـشـرق الأوسط». يــــفــــهــــم مــــــن بـــــيـــــان المـــــتـــــحـــــدث بـــاســـم «الـــــخـــــارجـــــيـــــة» أن بـــــاريـــــس تــــوفــــر مــظــلــة الحماية من الملحقة الجنائية لنتنياهو وغالانت، وأنه مرحب بهما في فرنسا متى يرغبان، رغم فداحة التهم الموجهة إليهما من محكمة دولية مستقلة (ارتكاب جرائم حـرب وجـرائـم ضـد الإنـسـانـيـة). وأكـثـر من ذلك، فإن باريس ما زالت ترى أن إسرائيل ديمقراطية رغم عشرات آلاف القتلى بسبب الضربات الإسرائيلية في غزة ولبنان. ثمة أسئلة تطرح نفسها بقوة؛ أهمها ثلثة: الأول: مــا خـلـفـيـات المــوقــف الفرنسي المـلـتـبـس، خـصـوصـ أن بــاريــس كـانـت من أولــــى الـــــدول الـــداعـــيـــة إلــــى إنـــشـــاء محكمة جنائية دولـيـة؟ الـثـانـي: كيف لباريس أن تبرر موقفها الـراهـن الامتناع عـن اعتقال نتنياهو وهـي التي ضغطت على جنوب أفــريــقــيــا مـــن أجــــل الــقــبــض عــلــى الــرئــيــس الــروســي فـاديـمـيـر بـوتـن حـــال مشاركته فــي قـمـة «بــريــكــس» صـيـف الــعــام المـاضـي، وكلهما زعـيـم دولـــة لـم تـوقّـع على إنشاء المـحـكـمـة الـجـنـائـيـة؟ الــثــالــث: هــل خضعت فرنسا لعملية ابتزاز من قبل إسرائيل أو من الولايات المتحدة؟ يــــقــــول مــــصــــدر ســـيـــاســـي فـــرنـــســـي إن الــــقــــرار الــــخــــاص بـــ«نــتــنــيــاهــو - غـــالانـــت» جاء من «السلطات العليا»؛ أي من «قصر الإليزيه» الذي «أخذ في الحسبان عاملي: الأول أن اليمي واليمي المتطرف وقفا وقفة رجـــل واحــــد ضـــد قــــرار المـحـكـمـة الـجـنـائـيـة الدولية، وأن المجموعات الموالية لإسرائيل، مـن بينها (المـجـلـس التمثيلي للمنظمات اليهودية فـي فرنسا) أعـربـت طــوال الأيــام السبعة الماضية عـن رفضها قــرار توقيف نتنياهو عــادّةً أنه إجـراء (معادٍ للسامية) ولدولة إسرائيل. والعامل الثاني هو رغبة مــاكــرون فــي (تـطـبـيـع) عـاقـاتـه بنتنياهو انـطـاقـ مــن مـبـدأ أن القطيعة مـعـه سـوف تحرمه مـن قــدرة التأثير عليه، خصوصاً بالنسبة إلى الوضع في لبنان». تـــتـــعـــن الإشـــــــــــارة إلــــــى أن نــتــنــيــاهــو رفــض مـشـاركـة فرنسا فـي لجنة الإشـــراف عـلـى قــــرار وقـــف إطــــاق الـــنـــار بـلـبـنـان إلـى جانب الـولايـات المتحدة، ولـم يتراجع عن الرفض إلا بعد اتصال هاتفي بي ماكرون والرئيس الأميركي جو بايدن الذي تدخل لدى نتنياهو لرفع «الفيتو» الإسرائيلي. يــذكــر أن الأخــيــر حـمـل الـقـاضـي الفرنسي فـي المحكمة الجنائية الـدولـيـة مسؤولية صــــدور قــــرار الاعــتــقــال بـحـقـه. أمـــا الـعـامـل الـثـالـث، فقد كشفت عنه صحيفة «هايوم إسرائيل (إسرائيل الـيـوم)» نقلً عن وزير إسرائيلي، ومؤداه أن ثمن مشاركة فرنسا في اللجنة المذكورة كان التنازل عن الالتزام بتنفيذ أوامـــر المحكمة الجنائية الدولية. ووفـــــق هــــذا الــــوزيــــر، فــــإن تـــل أبـــيـــب كـانـت «ستصر» على رفض فرنسا لو لم تخضع لــلــمــطــلــب الإســــرائــــيــــلــــي. ولا حــــاجــــة إلـــى التذكير بالعلقة المتوترة التي سادت بي مـاكـرون ونتنياهو والـكـام الـجـارح الـذي أطلقه الثاني بحق الرئيس الفرنسي أكثر من مرة، خصوصاً بعد أن دعا ماكرون إلى وقف تسليح إسرائيل، مما عـدّه نتنياهو «عاراً» على فرنسا. تـــتـــلـــطـــى بـــــــاريـــــــس، فــــــي فـــذلـــكـــتـــهـــا، وراء مــــادة غـامـضـة وردت فـــي «الــقــانــون الأســاســي للمحكمة الجنائية الـدولـيـة». » الــذي 27 إلا إنـهـا تجاهلت نــص «المــــادة يقول بوضوح إن أحكامها «تنطبق على الجميع بشكل متساوٍ ومن غير أي تمييز مـــــرده إلــــى الــصــفــة الــرســمــيــة (لـلـشـخـص المــــعــــنــــي)». وتــــقــــول الـــفـــقـــرة الـــثـــانـــيـــة مـن المــادة نفسها إن «الحصانات أو القواعد المــتــعــلــقــة بــالــصــفــة الــرســمــيــة لـلـشـخـص؛ إنْ بسبب الـقـانـون الـداخـلـي (للمحكمة)، أو الـــقـــانـــون الـــــدولـــــي، لا تــمــنــع المـحـكـمـة مــن مـمـارسـة صلحياتها إزاء الشخص المـعـنـي». وقــانــون المحكمة واضـــح تماماً ولا يــوفــر الــحــصــانــة لأي شــخــص خـــارج دولـــتـــه؛ أكــانــت دولــتــه وقّــعــت أم لــم توقع عــلــى الـــقـــانـــون الأســــاســــي. ولـــكـــن بــاريــس الــتــي وجــــدت نـفـسـهـا أمــــام الاخــتــيــار بي التزاماتها بقانون المحكمة، والتزاماتها الـــدولـــيـــة، فــضــلــت اخـــتـــيـــار الــثــانــيــة على الأولـــــى لأســـبـــاب سـيـاسـيـة واضـــحـــة. لكن في المقابل، ووفق ما يقول سفير فرنسي سابق فـي المنطقة، فـإن بـاريـس، بقرارها الأخــــيــــر، «ضــــربــــت بــمــصــداقــيــتــهــا عــرض الحائط، خصوصاً أنها دأبت على تأكيد أنها لا تزن بميزاني ولا تكيل بمكيالي» فـــي مـــا خـــص الــقــانــون الـــدولـــي ومـاحـقـة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. فـي تصريحاته يــوم الأربـــعـــاء، وضع جـــان نــويــل بـــــارو، وزيــــر الــخــارجــيــة، ملف «نـتـنـيـاهـو - غـــالانـــت» بـيـد الــقــضــاء الـــذي يــعــود إلـــيـــه، عـمـلـيـ ، إصـــــدار قــــرار القبض على الاثني من عدمه. بيد أن بيان وزارته لــم يـعـد يـحـتـاج إلـــى أي تـــأويـــل؛ لأنـــه بالغ الـــــوضـــــوح؛ إذ كـــيـــف لـــبـــاريـــس أن تـسـعـى للقبض على نتنياهو بينما هـي «عازمة على مواصلة العمل معه بشكل وثيق». وكان لافتاً أن رئيسة مجلس النواب، يائيل بـــراون بيفيه، المـعـروفـة بصداقتها لإسرائيل، لم تتردد في تأكيد أن فرنسا، بصفتها موقّعة على «الـقـانـون الأساسي لـلـمـحـكـمـة الــجــنــائــيــة الــــدولــــيــــة»، «يـتـعـن عليها تطبيق القواعد و(القرارات) المعمول بها» وبالتالي توقيف نتنياهو وغالانت في حال قدومهما لفرنسا. لكن النصوص الــقــانــونــيــة يـمـكـن تـسـخـيـرهـا وتـفـسـيـرهـا بشكل يخدم المصالح الآنية للدولة أكانت موقّعة أم غير موقّعة. باريس: ميشال أبو نجم

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky