issue16802
4 حربمتعددةالخرائط NEWS ASHARQ AL-AWSAT Issue 16802 - العدد Thursday - 2024/11/28 الخميس عائدون إلى بعلبك يخططون للإقامة في الخيام فوقركام منازلهم لــــم تُــــخــــفِ الــــعــــائــــات الــــعــــائــــدة إلـــى مــنــازلــهــا مـــن بـــلـــدة ديــــر الأحـــمـــر وقـــراهـــا فرحتها بـإعـان دخــول قــرار وقـف إطـاق النار حيز التنفيذ. جمعت تلك العائلت أغـراضـهـا عـلـى عـجـل، وحــزمــت أمتعتها داخـــل الــســيــارات وعـلـى أسـطـحـهـا؛ وذلــك «لأن رحـــلـــة الــــنــــزوح مـــتـــعـــبـــة... وآن لـنـا الخروج من كابوس الموت». وأُجبرت مئات العائلت على النزوح مـــن مــنــازلــهــا، حـــن بــــدأ الــقــصــف المـكـثـف يستهدف بعلبك (شـــرق لـبـنـان) والـقـرى المحيطة بها. لم يجدوا مـاذاً غير القرى المسيحية والسنية في البقاع الشمالي. فـتـحـت تــلــك المـــنـــازل أبـــوابـــهـــا لـلـنـازحـن، بمعزل عـن الخلفات السياسية، ويبدو الـنـازحـون الـعـائـدون الـيـوم ممتني لتلك الاستضافة. وكـــــان ســـكـــان مـــنـــازل الــضــيــافــة أول الــــعــــائــــديــــن... «لا نـــريـــد أن نـــكـــون عـبـئـا إضـــافـــيـــا عـــلـــى مــســتــضــيــفــيــنــا»... يــقــول ســلــيــمــان، أحــــد الـــنـــازحـــن الــعــائــديــن، إن العائلت الموجودة في مراكز الإيواء بدأت جــمــع حـاجـيـاتـهـا لــتــأمــن رحـــلـــة الـــعـــودة تــدريــجــيــا؛ «أمــــا نــحــن، فـقـد عــدنــا بــاكــراً. تـركـنـا بـعـضـا مـــن حـاجـيـاتـنـا فـــي مـنـازل الـضـيـافـة فــي شليفا، عـلـى أمـــل أن نعود فـي وقــت لاحــق لنستكمل جمع مـا تبقى لنا من حاجيات وأغراض لنأتي بها إلى بعلبك، ولنقدم الشكر لمستضيفينا». وشـــهـــدت طـــريـــق ديــــر الأحــــمــــر، منذ سـاعـات الـصـبـاح الأولــــى، زحـمـة عائدين بــســيــارات محملة بـالـفـرش والأطـــفـــال. لا يكترث هــؤلاء لأحــوال المـنـازل، فالأولوية بالنسبة إليهم هي العودة. يقول محمد: «عــــدت إلـــى بـيـتـي ووجـــدتـــه مـــدمـــراً. كنت نازحا إلى اليمونة. الآن سأنصب خيمة فوق ركام منزلي وأسكن فيها فوق الركام رغم الطقس البارد». ومــــثــــل مـــحـــمـــد كـــثـــيـــرون يــخــطــطــون لــأمــر نــفــســه... يـــؤكـــدون أنــهــم لـــن يبقوا فـي رحـلـة الــنــزوح، وأنـهـم يـنـوون الإقـامـة لـدى جيرانهم أو أقربائهم قـرب منازلهم المـــدمـــرة، كـمـا يـتـحـدثـون عــن نـيـة لنصب الخيام فوق الركام للإقامة فيها. وكـــانـــت ديـــر الأحـــمـــر قـــد اسـتـضـافـت الــنــازحــن مـــن دون أي عــقــود إيـــجـــار في منازلها، أمـا مراكز الإيـــواء، فاستضافت ألــــــف نــــــــازح، ولــــجــــأ إلــــــى الــــقــــاع عـلـى 12 1100 الـحـدود اللبنانية - السورية نحو سـكـنـوا 1900 نـــــازح، وإلـــــى راس بـعـلـبـك آخـرون في 1800 في المنازل، بينما سكن مراكز الإيواء. ألـف 25 أمـــا فـــي عـــرســـال، فـقـد سـكـن شخص في مراكز الإيواء والمنازل، بينما ألفا آخـــرون إلـى بلدتَي الجديدة 20 لجأ والفاكهة. ومـــن طــرابــلــس، بـــدأ المـــتـــحـــدرون من الــبــقــاع الـشـمـالـي الـــعـــودة إلـــى قـــراهـــم. لم يُــــخــــفِ الـــثـــاثـــيـــنـــي مــحــمــد الـــفـــيـــتـــرونـــي، الـعـامـل عـلـى خــط بعلبك - بــيــروت لنقل الـــركـــاب، فـرحـتـه مــع ســريــان وقـــف إطــاق الـــــنـــــار. فـــقـــد عـــــــادت عـــائـــلـــتـــاه الــصــغــيــرة والكبيرة مـن طـرابـلـس، عاصمة الشمال اللبناني، التي لجأت إليها العائلت مع سبتمبر (أيـلـول) 23 توسعة الـحـرب فـي الماضي. يقول محمد: «جمعت زوجتي بعض أوانـــــي وأغــــــراض المـــنـــزل ومــــا اسـتـطـاعـت حــمــلــه، مــنــذ لـحـظـة إعـــــان ســـريـــان وقــف إطــــاق الـــنـــار»، لافــتــا إلـــى أن «أول شـيء هو أن أتوجه بالشكر لأهالي القبة ومن اسـتـضـافـونـي فـــي مــنــزل يــــؤوي عائلتي أفراد. لا شيء يضاهي الأمان 8 المؤلفة من وراحة البال، فكل أموال الدنيا لا تساوي شيئا أمام الأمان». يخطط محمد ليجتمع بعائلته التي أكــتــوبــر (تــشــريــن الأول) 4 لـــم يــرهــا مـنـذ المــــاضــــي، ويـــضـــيـــف: «انـــطـــلـــقـــت عـائـلـتـي باتجاه البقاع، وهـي فـي طريق عودتها إلــى المـنـزل فـي بعلبك، وسـتـكـون الفرحة الكبرى عندما أجتمع بأقاربي وأولادي الذين لم أرهم منذ أكثر من شهر». ويقول محمد إنه أُجبِرَ على النزوح مـــن مــديــنــة بـعـلـبـك «بــعــدمــا ســــوي مـنـزل جيراننا بالأرض، مما دفع بي إلى البحث عن مكان آمن أحمي فيه عائلتي من البرد والصقيع، فاستأجرت مـنـزلاً متواضعا دولار لشهر واحد». 300 في القبة بـ بعلبك(البقاع اللبناني): حسين درويش عشرات آلاف اللبنانيين يتقاطرون إلى بلداتهم الجنوبية لـــم يـنـتـظـر آلاف الـجـنـوبـيـن بـــزوغ الفجر ليتوجهوا إلــى بلداتهم وقـراهـم الـتـي تـركـوهـا مـرغـمـن نتيجة القصف الإســـرائـــيـــلـــي المــســتــمــر مــنــذ الـــثـــامـــن من ، الذي دخل 2023 ) أكتوبر (تشرين الأول 23 مَنْحى تصعيديا غير مسبوق، فـي سبتمبر (أيلول) الماضي. المـــــشـــــهـــــد فــــــــي ذلــــــــــك الــــــــيــــــــوم عـــلـــى أوتـــــوســـــتـــــراد بــــيــــروت - الـــجـــنـــوب بـعـد عــشــرات إنـــــذارات الإخــــاء الـتـي وجهها الجيش الإسرائيلي بـدا معاكسا تماما نــوفــمــبــر (تـــشـــريـــن الـــثـــانـــي)، 27 لمـشـهـد اليوم الأول لوقف إطلق النار. وحـدهـا زحـمـة السير الخانقة كانت عـنـصـراً مـشـتـركـا بــن المـشـهـديـن. فــي يـوم «النزوح الكبير»، علق عشرات الآلاف وقد اعتصرت قلوبهم الحسرة والحزن أكثر من ساعات على الطريق بحثا عن مأوى. أما 8 في يوم «العودة الكبير»، فهؤلاء أنفسهم عـــــادوا مـبـتـهـجـن رغــــم قــنــاعــة قــســم كبير منهم بـأن منزله دمـر بالكامل، وأن رحلة الإعمار قد تكون طويلة. وبــــــــدأت قــــوافــــل الــــســــيــــارات تـتـجـه نــحــو الــجــنــوب مـــع دخــــول وقــــف إطـــاق الـنـار حيز التنفيذ الـسـاعـة الـرابـعـة من فجر الأربعاء، وكانت الزحمة تزداد مع تـقـدم ســاعــات الــنــهــار. بـعـض الـوافـديـن إلــى الـجـنـوب تـوجـه حـصـراً للطمئنان إلــى حــال منزله ليحدد بعد ذلــك مـا إذا كان سيعود مع عائلته خلل الساعات الــــاحــــقــــة، أمــــــا الـــقـــســـم الأكـــــبـــــر فـصـعـد وكـامـل أفـــراد عائلته إلــى سـيـارتـه التي حمّلها ما استطاع من أغـراض، ولسان حاله: «حتى ولـو كانت منازلنا مدمرة فـسـنـنـصـب الــخــيــم فـــي قـــرانـــا وبـلـداتـنـا ونعيد إعمارها». وبــــيــــنــــمــــا وضــــــــع المــــــئــــــات الــــفــــرش عــلــى أســـطـــح الـــســـيـــارات، ورفـــــع آخــــرون مبتهجي أعــــام «حــــزب الــلــه» و«حــركــة أمــــــل» وشــــــــارات الـــنـــصـــر، أقـــفـــل آخـــــرون شــبــابــيــكــهــم أمـــــــام الــــكــــامــــيــــرات، وبــــدت وجـــوهـــهـــم مـــرهـــقـــة وحــــزيــــنــــة، الأرجــــــح لفقدانهم أحبة ونتيجة رحلة التهجير الصعبة التي استمرت لمعظمهم شهرين وأسبوعا، ولقسم منهم أكثر من عام. وأصـرّ أحد العائدين على الحديث إلــى إحـــدى الـكـامـيـرات قــائــاً: «هــا نحن نـعـود إلــى أرضـنـا صامدين منتصرين رغم أنوف كل من عولوا على تهجيرنا. لا هـمّ إذا كـان منزلنا صامداً أو مدمّراً، فـــكـــل الــــبــــيــــوت فـــــي الــــجــــنــــوب بـــيـــوتـــنـــا، وسنعيد بناء بلداتنا وقرانا أجمل مما كانت». وشــــــهــــــدت طـــــريـــــق الأوتــــــوســــــتــــــراد الساحلي بي صيدا وبيروت، وتحديداً عند مدخل صيدا الشمالي على ساحل إقليم الخروب - المسرب الغربي، زحمة كبيرة للسيارات المتجهة إلى الجنوب، فــــي حــــن رصـــــــدت «الــــوكــــالــــة الــوطــنــيــة لـــــ عـــــام» قـــــوافـــــل الــــنــــازحــــن الـــعـــائـــدة مـنـذ الـرابـعـة فـجـراً إلـــى النبطية، حيث غصت الطرق من صيدا إلـى الزهراني، وصــــعــــوداً نــحــو الــنــبــطــيــة، وهــــي تـرفـع الأعلم اللبنانية وأعلم «حزب الله». وأقام عدد من المواطني على طريق الــــعــــودة نـــقـــاطـــا وزعـــــــوا فــيــهــا الــحــلــوى والمياه، ووضعوا أغاني وطنية وحزبية صـــــدحـــــت فـــــي الأرجــــــــــــاء عــــبــــر مـــكـــبـــرات للصوت. وانـــتـــشـــر أكـــثـــر مــــن فـــيـــديـــو صـــــوّره جنوبيون عـائـدون إلـى قـراهـم لدبابات وجنود إسرائيليي موجودين فيها، إذ إن قرار وقف إطلق النار لم ينص على خــــروج إســرائــيــلــي فــــوري مـنـهـا، وإنـمـا يوما لإتمام الانسحاب. 60 أعطى مهلة وسمعت طلقات نـاريـة خـال محاولات لجنود إسرائيليي إبعاد العائدين إلى القرى من مواقع ونقاط وجودهم. وظهر شبان وصلوا إلى بلداتهم وهم ينزعون أعلم إسرائيلية رُفِعت على أعمدة وأبنية، على وقع هتافات «النصر». واســـتـــبـــقـــت قــــيــــادة الـــجـــيـــش عــــودة المـــواطـــنـــن بــدعــوتــهــم إلــــى الـــتـــريّـــث في الـــعـــودة إلـــى الــقــرى والــبــلــدات الأمـامـيـة الــــــتــــــي تـــــوغّـــــلـــــت فــــيــــهــــا قـــــــــــوات الـــــعـــــدو الإســرائــيــلــي بـانـتـظـار انـسـحـابـهـا وفقا لاتفاق وقف إطلق النار، وشـددت على أهــمــيــة الالــــتــــزام بـتـوجـيـهـات الـــوحـــدات العسكرية المنتشرة في المنطقة حفاظا على سلمتهم. كــــمــــا دعــــــــت الأهـــــــالـــــــي الــــعــــائــــديــــن إلـــــى ســـائـــر المـــنـــاطـــق لـــتـــوخـــي الـحـيـطـة والـــــحـــــذر مــــن الــــذخــــائــــر غـــيـــر المــنــفــجــرة والأجسام المشبوهة من مخلّفات العدو الإسرائيلي، والاتـصـال بغرفة عمليات ) للإفادة ١١٧( قيادة الجيش على الرقم عنها، أو إبـــاغ أقـــرب مـركـز للجيش أو للقوى الأمنية الأخرى. لبنانيون يحتفلون بالعودة إلى ديارهم بعد إعلان وقف إطلاق النار (أ.ب) بيروت: بولا أسطيح أبنية سقطت وأخرى مهددة وروائح تجعل الإقامة شبه مستحيلة ضاحية بيروت الجنوبية تستقبل أبناءها برصاصطائشودمار هائل تحت زخات من رصاص الابتهاج وأمطار الخريف اللبناني، عاد سكان الـــضـــاحـــيـــة الـــجـــنـــوبـــيـــة لــــبــــيــــروت مـع ســــاعــــات الـــصـــبـــاح الأولـــــــى الـــتـــي تـلـت ســــريــــان وقـــــف إطـــــــاق الـــــنـــــار، لــتــعــود معهم زحمة السير التي لطالما طبعت أيــام الضاحية ذات الكثافة السكانية العالية. لـــكـــن حـــيـــويـــة الــــعــــودة لا تـعـكـس حقيقة المشهد، فالغارات الإسرائيلية حولت المئات من المباني إلى «أشـاء» مــتــنــاثــرة وأكـــــــوام مـــن الـــحـــجـــارة الـتـي طـحـنـتـهـا الـــصـــواريـــخ الـــتـــي أطـلـقـتـهـا مبنى 450 الطائرات الإسرائيلية. نحو دمــرتــهــا الــــغــــارات خــــال مــــدة الــحــرب، وفــق إحــصــاءات غير رسمية، يضاف إليها أكـثـر؛ مـن مثيلتها مـن الأبنية المجاورة التي تضررت بفعل الغارات. ورغـــــــم أن عــــــدد الأبــــنــــيــــة المـــــدمـــــرة فـي الضاحية لـم يصل إلــى مـا وصــل إليه مبنى، 720 الذي بلغ حينها 2006 عام فإن توزع الغارات على رقعة جغرافية أوسع من ساحة الحرب السابقة، رفع عدد المباني المتضررة. ولا يكاد يخلو شارع من شوارع الضاحية من آثار الدمار الكبير، حيث بدت واضحة آثار القصف في كل زوايا المنطقة التي تفوح منها روائح كريهة مـن آثـــار الـحـرائـق، ومــا يـقـول الأهـالـي إنـهـا مـــواد غريبة احتوتها صـواريـخ الطائرات الإسرائيلية. يــقــف عـــابـــد، وهــــو شــــاب ســـوري يـــعـــمـــل حـــــارســـــا لأحــــــد هــــــذه المـــبـــانـــي، يجمع مـا تبقى مـن أثـــاث غرفته التي طبقات من 3 تـأثـرت بـصـاروخ أصــاب مبني مرتفع تعرض لغارة لم تسقطه، لـكـنـهـا هــشــمــت الــطــبــقــات الأولــــــى من المبنى، فعزلت الطوابق العليا ومنعت الــصــعــود إلـيـهـا بـعـد أن دمــــرت الـــدرج وغــــرف المــصــاعــد. يــقــول عــابــد إن ثمة لجنة مـن المهندسي تفحصت المبنى ورجــــحــــت عـــــدم الــــقــــدرة عـــلـــى تـرمـيـمـه بـــشـــكـــل آمــــــــن. ويـــشـــيـــر إلــــــى أن لـجـنـة أخــــرى رسـمـيـة سـتـكـشـف عـلـى المبنى نـهـايـة الأســـبـــوع لاتـــخـــاذ قــــرار نهائي بالترميم... أو «الموت الرحيم». حينها سيتاح لسكان الطبقات العليا سحب مـا يمكن مـن أثاثها ومقتنياتها قبل الشروع في الهدم. وحــــال هـــذا المـبـنـى تـشـبـه أحـــوال كثير مـن مباني الضاحية، فـقـرب كل مبنى منهار ثمة مبنى آخــر تضررت أعـــمـــدتـــه أو فُــــقــــدت أجـــــــزاء مـــنـــه بـفـعـل عـصـف الانــفــجــار. وهـــو أمـــر مــن شأنه أن يفاقم أزمــة النازحي. يقول محمد هــــــاشــــــم، وهــــــــو ســـتـــيـــنـــي مــــــن ســـكـــان الضاحية، إن منزله تضرر شديداً بعد سـقـوط مبنى مـاصـق لمبناه فـي آخر يوم من أيام القصف. يـــضـــيـــف: «عـــنـــدمـــا نـــــرى مـصـيـبـة غـــــيـــــرنـــــا (جـــــــيـــــــرانـــــــه) تــــــهــــــون عـــلـــيـــنـــا مــصــيــبــتــنــا. لـــكـــن فــــي جــمــيــع الأحـــــول لا نـسـتـطـيـع أن نـسـكـن المـــنـــزل قـريـبـا، فـــــــدرج المـــبـــنـــى مــــتــــضــــرر، وفــــــي داخــــل المنزل لا يوجد زجاج سليم ولا نوافذ صـــالـــحـــة لأن تـــقـــفـــل، والــــشــــتــــاء قــــاسٍ وبــدأت تباشيره اليوم بنزول قياسي لـــــلـــــحـــــرارة». يـــقـــيـــم مـــحـــمـــد فـــــي مـــنـــزل دولار شهريا، ودفـع 1500 مستأجر بــــ الإيجار حتى أواخر الشهر المقبل، لكنه يتوقع أن يحتاج شهراً إضافيا قبل أن يتمكن من العودة للسكن في منزله. ،2006 وخــافــا لمــا حـــدث فــي عـــام عندما سـارع «حـزب الله» إلى الكشف على الأضرار ودفع تعويضات سخية لإصــــــاح الأضــــــــرار الــخــفــيــفــة، ودُفـــعـــة ألف دولار لكل من فقد منزله 12 بلغت لـــشـــراء أثــــاث لــلــمــنــزل، ومــــن ثـــم تكفله بالإيجارات الشهرية... لم يتصل أحد بـالـنـازحـن بــعــد. ومـحـمـد كـمـا غـيـره، متردد، ولا يعرف إن كان سوف يباشر الإصلحات أم لا. وقرب المباني المتضررة، كان ثمة إصـرار على إبـداء المظاهر الاحتفالية. يـــقـــول أحــــد المــعــنــيــن بــمــلــف الأمـــــن إن أيام من وقف 3 «حزب الله» باشر قبل الــنــار طـبـاعـة آلاف الــافــتــات والأعـــام لـــنـــشـــرهـــا فـــــي الــــضــــاحــــيــــة، وغـــيـــرهـــا مـــن المــنــاطــق الــتــي تــعــرضــت للتدمير والـــقـــصـــف. وقــــد أثـــمـــر هــــذا المــجــهــود، عــلــى مـــا يـــبـــدو، مــشــهــداً «ســوريــالــيــا» لمـــــواطـــــنـــــن يــــتــــجــــولــــون بــــالــــســــيــــارات رافـــعـــن أعـــــام لــبــنــان ورايـــــــات «حـــزب الله» محتفلي بـ«النصر» وسط ركام مدينتهم التي لن يقدر معظمهم على أن يبيتوا ليلتهم فيها بانتظار تأمي بدائل لشققهم المدمرة، أو إصلح تلك المتضررة. أجواء الاحتفال هذه انعكست في إطــــاق رصــــاص غــزيــر بمعظم أوقـــات النهار، مما دفـع بكثيرين إلـى الهرب تــافــيــا لــســقــوط الـــرصـــاص الــطــائــش، ويقول شاب مسرع على دراجـة نارية شـــاتـــمـــا مــطــلــقــي الــــنــــار: «لـــقـــد نـجـونـا مــن صـــواريـــخ إســرائــيــل، ويـــريـــدون أن يقتلونا برصاصهم الغبي...». لبنانية تمر أمامركام أحد الأبنية بالضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز) بيروت: ثائر عباس لا يكاد يخلو شارع منشوارع الضاحية من آثار الدمار الكبير، حيث بدت واضحة آثار القصففي كل زوايا المنطقة
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky