issue16802
ليست المــرة الأولـــى التي تخرج فيها مـذكـرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بحق شخص تـراه متهماً أمامها بجرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية، ولن تكون المرة الأخيرة في الغالب، ولكنها المرة التيسوف يؤرخ بها المهتمون بشأن المحكمة، إذا جلسوا يوماً يستعرضون مسيرتها الطويلة مع المذكرات المماثلة الصادرة عنها. أمــــا كـــريـــم خـــــان، المـــدعـــي الـــعـــام لـلـمـحـكـمـة، فـسـوف يدخل التاريخ من الباب نفسه الـذي دخـل منه أنطونيو غوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة. سوف يدخله من هذا الباب، عندما تضع الحرب على الفلسطينيين في غزة أوزارها، وعندما يكون لدى الأحرار في العالم من الوقت ما يجعلهم يتأملون مراحل الحرب بتفاصيلها، وينظرون مَنْ مِنَ الساسة الدوليين تصرف بضمير حـــي، إزاء المقتلة الـتـي جـــرت للفلسطينيين في القطاع، ومَـنْ تخلّى ولم يشأ أن يتحلى بالحدود الدنيا من المعاني الإنسانية. عـنـدهـا ســـوف يـسـتـقـر غـوتـيـريـش فـــي الــقــاعــة الـتـي سبقه إليها أمينان عامان سابقان، هما داغ همرشولد، وبطرس غالي. فكل منهما لم يملك أن يقف متفرجاً على مــا رآه تــغــولاً عـلـى حــقــوق الــنــاس وحــقــوق الـــــدول، فكان هـمـرشـولـد هــو الـــذي بـــدأ هـــذا الـطـريـق المــفــروش بـالـنـور، فانتفض بصفته أميناً عاماً رافضاً العدوان الثلاثي الذي قــامــت بــه بـريـطـانـيـا وفــرنــســا وإســرائــيــل عـلـى مـصـر في .1956 كـــان فـــي مـــقـــدوره أن يُـــصـــدر بــيــان رفـــض أو شجب أو إدانــة، ولـم يكن أحـد ليلومه إذا فعل ذلـك واكتفى به، ولكنه كان أميناً عاماً من النوع الحُر، فذهب إلى مكتبه بمقر المنظمة فـي نـيـويـورك، ومــن داخـلـه وقــف يخاطب الدول الثلاث، ويقول إن ميثاق هذه المنظمة جرى وضعه عند نشأتها لتحترمه الـدول الأعضاء لا لتدوس عليه، وإن الــــدول الــثــ ث إذا كـانـت تـجـد فــي عـدوانـهـا تصرفاً طبيعياً، فللأمين العام من جانبه أن يتصرف بالطريقة التي يراها مناسبة. هكذا تكلم بشجاعة وجـرأة وقـوة، وهكذا أرسـل إلى الدول الثلاث ما معناه أنه ليس موظفاً على رأس المنظمة الأم يتقاضى راتبه ويسكت، ولكنه رجل جاء من السويد فـــي أقـــصـــى الــشــمــال لــيــمــارس مـسـؤولـيـتـه عــلــى وجـهـهـا الصحيح. ولأنــه كـان على هـذا الـقـدر مـن الـجـسـارة، فإنه سـرعـان مـا دفــع حياته ثمناً لمـوقـفـه، وكـأنـنـا فـي عـالـم لا مكان فيه للشجعان إلا في أقل القليل. ومـن بعده كـان بطرس غالي صاحب موقف شبيه، وكـــان فـي موقفه قـد رفــض أن يلتزم الصمت أمـــام تقرير قانا الشهير عـن جـرائـم إسرائيل فـي الجنوب اللبناني، فكان أن دفـع منصبه، لا حياته، ثمناً للموقف الشجاع، وقد انصرف من مقر المنظمة غير آسف على ما جرى معه، وكان تقديره أنه إذا كان قد خسر المنصب فلم يحصل على فترة ثانية بخلاف كل الأمناء العامين السابقين، فإنه قد كسب تقدير العالم الذي كان يتابع ويرى. وكـــان غـوتـيـريـش هــو ثـالـث الـثـ ثـة، وكـــان ولا يــزال يقف ضد حرب الإبـادة التي تشنها إسرائيل على أطفال ونـسـاء القطاع. وكــان قـد انتقل مـن مكتبه على الشاطئ الآخـــر مـن الأطلنطي، ليحط على أرض القطاع أكـثـر من مــرة، وليعقد مؤتمراً صحافياً لأكثر من مـرة أيضاً عند بـاب معبر رفــح، وليقول من هناك إن ما ترتكبه حكومة التطرف في تل أبيب لا بد من أن يتوقف. وقد كان من الطبيعي أن يتعرض لـ ذى الكثير من جانب إسرائيل. وكان من صنوف الأذى التي لحقت به أن الحكومة الإسرائيلية راحت تروّج لما يفيد بأنه لا يصلح أميناً عاماً، فلما طـاش هـذا السلاح في يدها، أعلنت أن الأمين العام «شخص غير مرغوب فيه»، ولكنه في المقابل كان يتصرف بقوة الشخص المستغني والمسؤول معاً. ولأن المـحـكـمـة الـجـنـائـيـة الــدولــيــة جــهــاز مــن أجـهـزة المنظمة الأم، فيبدو أن المدعي العام على رأسها يقف من الأمين العام موقف الشبل من الأسد. وكان من علامات ذلك أن خان لما دعا في مايو (أيار) إلـــى إصــــدار مــذكــرة اعـتـقـال بـحـق نـتـنـيـاهـو، ومـعـه وزيــر دفــاعــه وقـتـهـا يـــوآف غــالانــت، قـامـت الـدنـيـا فــي إسـرائـيـل التي أقامتها هي بدورها في العالم، وقد حدث هذا رغم أن الأمر في حينه كان مجرد طلب إصدار مذكرة، لا إصداراً لها بالفعل كما حصل مؤخراً، ولكن هذا لم يزد خان إلا شجاعة وتمسكاً بما يرى أنه يمثل العدالة. وعــلــى طـــول المــســافــة مـــن مــايــو عـنـدمـا طـلـب الـرجـل إصدار المذكرة، إلى نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي عندما صـــدرت المـــذكـــرة فــعــ ً، فـإنـه تــعــرّض لكثير مــن التحرش بسمعته، وكـانـت بصمات حكومة الـتـطـرف وأصابعها واضحة فيما تعرّض له، ولكن مضى في طريقه لا يبالي. الآن يدخل كريم خان مع أنطونيو غوتيريش من باب واحد، ويصطفان إلى جوار داغ همرشولد وبطرس غالي، ويقف الرجال الأربعة وعلى كتف كل واحـد منهم وشاح من النور. هـــذا تعقيب عـلـى مـقـالـة قـصـيـرة لأســتــاذنــا إبـراهـيـم البليهي، نـشـرهـا ضـمـن مجموعة فيها مـحـبـوه وقــــراؤه، وتعالج ما اعتبره السر العميق لنهضة اليابان خلال عهد حتى وفاته 1852 الإمبراطور ميجي، الذي تولى الحكم في . والبليهي واحـد من القلة الذين تثير كتاباتهم 1912 في عواصف الجدل الذهني، بين القناعات المستقرة والشكوك التي تولّدها المعرفة الجديدة، شكوك تؤكد حقيقة أن عقل الإنسان يأبى التقاعد والسكون. قـــبـــل عـــهـــد المـــيـــجـــي، كـــــان المــجــتــمــع الـــيـــابـــانـــي أســـيـــراً لمـنـظـومـة مـــن الـتـقـالـيـد المـتـخـشـبـة، الــتــي لا تـقـيـد الـعـقـول فحسب، بـل تـحـرّم أي تطلع خــارج إطــار الثقافة المـوروثـة والأعراف السائدة وطرائق الحياة التي قدسها الأجداد. لـيـس سـهـً أن تـتـصـور المـعـنـى الـدقـيـق لمــا أسميناه «تحريم التطلع». لكنني سـأضـرب مـثـالاً يوضح الفكرة: تـخـيـل أنـــك قــــررت الـــــزواج مـــن خــــارج قـبـيـلـتـك، فــــإذا بأبيك يــحــذّرك: ســوف أنتحر لـو فعلت ذلـــك! أو تخيل أن رئيس القرية غيّر طريقته في اللبس، فـإذا بكبار القرية يعلنون أنــهــم سـيـهـجـرونـهـا غــاضــبــ . أو يقتني أحـــد الــنــاس آلـة للمطبخ، فيجتمع جيرانه للبحث عن سبيل لطرد الأرواح الشريرة التي جلبتها تلك الآلة. بطبيعة الحال، لم تحدث هذه الحالات كل يوم. لكنني أردت إيـضـاح المعنى النهائي لمقاومة التغيير، مـن خلال حــــالات شــديــدة الــتــطــرف، حــــالات ربــمــا وردت فــي قصص الـــرواة فحسب، لكنها تشير أيضاً إلـى جوهر الفكرة، أي تـصـلـب الـتـقـالـيـد والأعــــــراف، والـــرفـــض الــشــديــد لأي فكرة جديدة أو عرف مختلف. - حسناً. ما الذي يدعونا لهذا الحديث؟ يثير مقال البليهي سؤالين متعارضين، أظن أن كثيراً منا قد تأمل فيهما: - السؤال الأول: التقاليد المشار إليها، لم تولد دفعة واحدة، بل اتسعت وترسّخت على مدى زمني طويل، ربما يبلغ قـــرونـــ . فكيف تقبّلها الــنــاس جـيـً بـعـد جـيـل، ولـم يتخلوا عنها رغم أنها تجعل حياتهم ضيقة عسيرة؟ كثير من المفكرين سيجيبون عن هذا السؤال بالعبارة التي اشتهرت على لسان البليهي: «العقل يحتله الأسبق إليه». بمعنى أن الإنسان يجد نفسه، لحظة ولادته، وسط بيئة ثقافية - اجتماعية أحـاديـة الاتـجـاه، تعرض نفسها في صورة الحق الوحيد، فتنبني ذاكرة الإنسان وهويته، ويـتـحـدد تفكيره، فـي الاتــجــاه المـعـتـاد ذاتـــه فـي مجتمعه. وبـهـذا سيكون جـــزءاً مـن العقل الجمعي وامـــتـــداداً لــه. قد ينزعج الإنسان من نمط المعيشة السائد. لكنه - في الوقت ذاته - يراه حقاً وحيداً، أو لازماً أخلاقياً، أو ضرورة للعيش مع الجماعة. فهذه الأفكار تلعب دور السور الـذي يحمي قلعة التقاليد من المساءلة والتحدي. - السؤال الآخر: إذا كان الجواب المذكور صحيحاً، أي كانت الثقافة الموروثة حاكمة على ذاكرة الإنسان وتفكيره، فـ يــرى إلا مـا تعرضه هــذه الـثـقـافـة، فكيف - إذن - أمكن للناس أن يتحرروا من هذه الثقافة، على النحو الذي جرّبته اليابان في عصر الإمبراطور ميجي، كما ذكرنا آنفاً؟ ســــوف نـسـتـعـيـر الــــجــــواب مـــن الــفــيــلــســوف الـفـرنـسـي ) الـذي اقترح مستويين لعمل 1963 - 1876( أندريه لالانـد العقل، أولهما «العقل المُنشأ» بضم المـيـم، أي الــذي تكوّن وبُني تحت تأثير العوامل السائدة في المجتمع المحيط، من لغة وثقافة ونظام حياة. والآخر «العقل المنشئ» أي الذي يصنع الأفكار وينتجها، مستفيداً من العوامل السابقة، أو مستقلاً عنها، بـل ومتمرداً عليها. وهــذا العقل هـو الـذي كسر قلعة التقاليد وتجاوزها. لم يكن لالاند أول من قال بهذا. لكنه قدم رؤية متينة، وعالج الإشكالات المحيطة بالفكرة. ولذا؛ جرت العادة على نسبتها إلـيـه. إن قابلية العقل لـتـجـاوز قناعاته المسبقة والتمرد عليها، وقـدرتـه على إعـــادة بناء الأفـكـار مـن دون أساس سابق، بل خلْق أفكار جديدة، لم يسبقه إليها أحد، هي ما يميز الإنسان عن الآلات الذكية. وهي التي تجعل كل قديم في معرض التحول والاندثار. على أن تفصيل القول في هذا يحتاج إلى مقالة أخرى قريباً. أغـــســـطـــس (آب) 14 مــــا أشـــبـــه الــــيــــوم بـــــــ . المـــشـــهـــد هـــــو نـــفـــســـه، الـــجـــنـــوبـــيـــون 2006 يــنــتــظــرون عــلــى مـــفـــرق صـــيـــدا، حـــلـــول وقــف إطـ ق النار غير آبهين بالطائرات الحربية الـتـي تقصف لبنان مـن شماله إلــى جنوبه بهستيريا محمومة. الـرابـعـة فــجــراً، بـــدأت الـجـحـافـل تزحف عــائــدة إلـــى قــراهــا الـتـي خـرجـت منها تحت وابــــــل الــــنــــيــــران. لــــم يــعــبــأ أحـــــد بـــتـــحـــذيـــرات أفيخاي أدرعي، ولا بنداءات لانتظار خطاب رئـــيـــس مــجــلــس الــــنــــواب نــبــيــه بــــــري. سـبـق الأهــالــي الـجـمـيـع، وهــرعــوا لـتـفـقّـد بيوتهم، حتى أولئك الذين كانوا يعلمون أن منازلهم لــم تـعـد مـــوجـــودة، لــم يـــتـــرددوا. أحـــد سكان «الـخـيـام» مـن الـذيـن دمـــرت بيوتهم قــال إنه عـــائـــد «لأن كـــل بــيــت مــتــبــقٍ فـــي الـــبـــلـــدة، هو بيتي». الـتـشـابـه بــ الـحـربـ قــائــم، لـكـن هـذه المــرة الـدمـار أكـبـر، المــوت أكثر بما لا يقاس، والهدنة أكثر هشاشة. قد تكون شروط وقف إطلاق النار، هي نفسها، لكن كل بند يحمل فـي طياته سبباً لتفخيخه، والــظــروف بعد عــامــ تـغـيـرت، الـعـالـم كـلـه تـــبـــدّل. «حــزب 18 الله» لم يعد عينه، واللبنانيون لهم مطالب أخرى. حتى صخور الجبال تنحتها الرياح وتشكلها الأمطار والثلوج بمرور الوقت. إسرائيل هـي أيـضـ ، فقدت كثيراً، بعد شهراً من القتال. ما لا يهتز عندهم هو 14 شــهــوة الــقــتــل وجــشــع الاســـتـــحـــواذ، وتــكــرار عـــبـــارات: «نــهــاجــم» و«نـــضـــرب» و«نـسـحـق» و«نـــطـــرد» و«نـــدمّـــر» و«نــقــصــف» و«نـغـتـال» و«نفكك» و«نقضي على». ثمة في إسرائيل من يريد أن يبقى يقتل جـيـرانـه حـتـى الإجــهــاز عـلـى الـطـفـل الأخـيـر، منهم الـــوزيـــر إيـتـمـار بــن غفير الـــذي اعتبر توقيع الاتــفــاق مـع لبنان «خـطـأ تاريخياً». فــي المـقـابـل، مـتـطـرف آخـــر فــي الـحـكـومـة هو بتسلئيل سموتريتش، للمرة الأولـــى يقول كـ مـ مفيداً: «إذا التزمنا بـالاتـفـاق فسوف نضمن أمن إسرائيل إلى الأبـد. وأعتقد أننا سنلتزم به». الـــضـــمـــانـــة الــحــقــيــقــيــة لـــلـــقـــرار الأمـــمـــي هــي أن تـكـبـح إســرائــيــل روحــهــا الإجــرامــيــة، واســــتــــعــــراضــــهــــا المـــــزمـــــن لــــفــــائــــض قـــوتـــهـــا، وهـــجـــومـــهـــا الـــيـــومـــي لـــســـرقـــة الأراضـــــــــي، أن تشعر مَن حولها بأنها تقبل أن تكون كياناً يــعــيــشضــمــن حــــــدوده الـــدولـــيـــة، كــمــا حــال جيرانها، من دون اعتداءات همجية، بحجة أن الجميع يكرهها. أنــهــا 2006 مــــا فــعــلــتــه إســـرائـــيـــل بـــعـــد ألف 30 استفادت من خرقها للاتفاق أكثر من مرة، لتصور وترصد، وتتجسس، وتخطط، وتحضّر لحربها التالية. في المقابل غضت الـــطـــرف عـــن اســـتـــعـــدادات «حــــزب الـــلـــه» الـتـي كــــانــــت تــــجــــري تـــحـــت أعـــيـــنـــهـــا. فـــالمـــطـــالـــبـــة بتطبيق القرار تعني أن تخضع هي لترسيم الـــحـــدود الــبــريــة، وتــتــوقــف عـــن انـتـهـاكـاتـهـا الجوية، وتتعفف عن إرسال من يغتال هنا، ويخرّب هناك. جــــرّبــــت إســــرائــــيــــل هــــــذه المـــــــرة حــربــهــا الثالثة مـع لـبـنـان. النتائج ليست كاسحة. سبق وأن وصلت دباباتها إلـى بيروت عام . استقبل آريـــل شــــارون، وزيـــر الـدفـاع 1982 في المجالس، وشرب القهوة، واختار رئيساً للجمهورية. لكن إسرائيل اضطرت للانكفاء، مع أن المقاومة كانت أشبه بخلايا معزولة. بــــعــــدهــــا احـــتـــفـــظـــت إســـــرائـــــيـــــل بـــالـــجـــنـــوب، مـــــن دون 2000 واضـــــطـــــرت لــــلــــخــــروج عــــــام شـــروط ولا تـنـسـيـق، وبـقـيـت تـعـض أصـابـع لم تكن نزهة 2006 الندم. الحرب الثانية عام لإسرائيل، وخرجت كما حصل اليوم. شــكّــل لـبـنـان بــاســتــمــرار عــقــدة مـحـيّـرة لإسرائيل. حروبه أسقطت حكومات، وغيّرت مـــــعـــــادلات. وهـــــو مــــا يــجــعــل الـــدبـــلـــومـــاســـي والضابط الإسرائيلي السابق فريدي ياتان، الذي كان قائداً للمنطقة الشمالية، مع لبنان يـقـول قـبـل أيــــام: «لا نـريـد منطقة عــازلــة مع هــــؤلاء. ولا نـريـد أن نحتلهم ونبتلى بهم. نريد أن نبعدهم عنا وكفى! نريد أن ننتهي مــن هـــذا الـبـلـد المـلـعـون الـــذي اسـمـه لـبـنـان». حتى الأسرى والجثث التي سرقتها إسرائيل يراهن نبيه بري على أن إسرائيل ستعيدهم، كي تغلق كل ثغرة، يتسلل منها صداع. يـسـتـذكـر يـــاتـــان المـــحـــاولات العسكرية لتغيير النظام السياسي اللبناني بالقوة، ، وبـــاءت كلها بالفشل. لذلك 1958 منذ عـام لا حـــــلّ مــــع «الـــبـــلـــد المـــلـــعـــون» غـــيـــر الاتـــفـــاق السياسي. هذا واحد من عناصر كثيرة لعبت دوراً فـي إيـقـاف الــحـرب، منها مـا نشرته وسائل إعـــــــ م إســـرائـــيـــلـــيـــة أن الـــرئـــيـــس الأمـــيـــركـــي المنتخب دونــالــد تـرمـب يـريـد دخـــول البيت الأبـيـض وتـكـون الـحـرب قـد انتهت، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أراد أن يقدم هدية لصديقه. هـذا غير إنهاك جنود شهراً من القتال، ودخول 14 الاحتياط بعد فــصــل الــشــتــاء الــــقــــارس، وتــســاقــط الــثــلــوج، وضبابية الرؤية لطائرات التجسس. حسناً هذا من حسن حظنا، فمن الجهة الـلـبـنـانـيـة، لا يــوجــد ســبــب واحــــد للتمسك بـــالـــحـــرب. كــــل لــحــظــة إضـــافـــيـــة تــعــنــي هـــدم بـــيـــوت، وقـــتـــل أبــــريــــاء، وإنــــهــــاك الاقـــتـــصـــاد، وتـــدمـــيـــر مـــقـــومـــات. رغــــم هــشــاشــة الاتـــفـــاق، وإصرار نتنياهو لفظاً على استكمال قتاله، وهذا بات من تقليدياته، غير أن وقف إطلاق النار، انتزع منه عنوة، وللطرفين، أسبابهما الوجيهة، للحفاظ عليه. الجانبان بعد الحرب المقيتة، سيجدان أنـــهـــمـــا أمــــــام تـــحـــديـــات داخـــلـــيـــة جـــمـــة. عـلـى نتنياهو أن يتدبّر أمر الخروج من غزة التي دخــلــهــا طــامــعــ فـــي مــحــوهــا، وطـــلـــب تـرمـب يشملها أيضاً، كما يواجه إلى جانب المحكمة الجنائية التي حولته إلى مجرم حرب عالمي، مـحـاكـمـات داخــلــيــة تــتــراكــم تـهـمـهـا، بحيث باتت أصعب من أن يفلت منها. OPINION الرأي 12 Issue 16802 - العدد Thursday - 2024/11/28 الخميس تعقيبعلى أستاذنا البليهي أما رابعهم فهو المُدّعيخان البلد الملعون! وكيل التوزيع وكيل الاشتراكات الوكيل الإعلاني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com
[email protected] المركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني:
[email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 المركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني:
[email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى الإمارات: شركة الامارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 المدينة المنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب الأولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية الموجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها المسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة لمحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي بالمعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email:
[email protected] srmg.com سوسن الأبطح الجانبان بعد الحرب المقيتة سيجدان أنهما أمام تحديات داخلية جمة الأفكار تلعب دور السور الذي يحمي قلعة التقاليد من المساءلة والتحدي مذكرة توقيف نتنياهو وغالانت لم تزد خان إلاشجاعة وتمسكاً بما يرى أنه يمثل العدالة سليمان جودة توفيق السيف
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky