issue16801

بــحــتــا، قــطــاعــات عـسـكـريـة مـقـابـل قـطـاعـات عسكرية. بـــعـــد الاحـــــتـــــال، بـــــدأ عـمـل آخــــــر، صــفــحــة أخـــــــرى، لأن المعركة صفحات. نعم كان الـسـيـد الـرئـيـس يـقـود المــقــاومــة، وكــان أمـــل المــقــاومــة، وأمـــل الـعـراقـيـن، وأمــل العرب والمسلمي». رسالة من الأسرة بعد سنتين سـألـتـه: مـتـى تـمـكّـن مــن الاتـصـال بعائلته بعد اعتقاله؟ فروى: «بالنسبة إلــــى أســـرتـــي، كــــان مــفــقــوداً الــتــواصــل معها، ولم أكن أحمل رقم تليفون لأحد من إخـوانـي أو أصدقائي أو زملئي، وحـــتـــى لــــو كـــنـــت أحـــمـــل رقـــــم تـلـيـفـون لربما تغيرت التليفونات أو وضعها تغيّر أو ظرفها، خصوصا أن البدالات (الـسـنـتـرالات) قُـصـفـت. قُـصـف الكثير من البدالات وتوقفت اتصالات كثيرة في العراق. أتذكر أن الصليب الأحمر زارني في المعتقل، وفي أثناء زيارتهم، عرضوا عليّ أن أكتب رسالة، إذ عادةً يَعرض الصليب الأحمر عندما يأتي إلــى المعتقلت على المعتقل أن يكتب رسالة لعائلته. حقيقة وجـدتُ نفسي في حيرة، لمن أكتب؟ إخواني لا أعرف أين هم، وأسرتي فقدت الاتصال بهم ولا أعرف أين هم، ولا أعرف أي شيء. خطر ببالي شيخ المدربي عمو بابا. عمو بابا مـعـروف فـي الــعــراق، مـدرب كــرة الــقــدم. تـبـادر إلــى ذهـنـي أن عمو بابا أفضل سبيل لكي أوصل الرسالة، وربـــمـــا هـــو يـسـهـم بــإيــصــال رسـالـتـي إلـــى إخـــوانـــي. وفـــعـــاً قــــررت أن أكـتـب إلـى عمو بـابـا، وكتبتها. أنـا أيضا لا أعرف عنوان عمو بابا، رغم أنني كنت أزوره في البيت لكنني لا أعرف عنوان الــبــيــت. أتـــذكـــر عـــنـــوان نــــادي الـشـرطـة كوني كنت رئيس نادي الشرطة آنذاك، فكتبت الرسالة ووضعت عنوان نادي الشرطة وكتبت تُسلّم باليد إلى شيخ المدربي عمو بابا. الإخـــــــــــــوان فــــــي نـــــــــادي الــــشــــرطــــة، حــقــيــقــةً، يـــقـــدّرونـــنـــي ويـحـتـرمـونـنـي كــثــيــراً، وهــــم مــــوجــــودون ولا يـــزالـــون على تـواصـل مـعـي، أوصــلــوا الرسالة إلى عمو بابا. عندما وصلت الرسالة، لــم أكـــن بـانـيـا عليها آمــــالاً كـبـيـرة لأن الــــظــــرف صـــعـــب. بـــعـــد قــــرابــــة شـهـريـن ونــــصــــف الـــشـــهـــر إلــــــى ثــــاثــــة أشـــهـــر، جاءتني رسـالـة مـن عمو بـابـا، يسلم فـــيـــهـــا ويـــهـــتـــم ويـــــســـــأل عـــــن صـحـتـي ووضـــــعـــــي وإلـــــــــخ. وكـــــــان مـــعـــه أيـــضـــا شـــخـــص يــعــمــل مــــدربــــا عـــنـــدي اســمــه يـاسـن. كتبا الرسالة معا وأرسـاهـا إلـيّ وبعثا معا حاجات، مثل ملبس ريـــاضـــيـــة وشــــــورت وقـــمـــيـــص، فـصـار الــتــواصــل مــع عـمـو بــابــا، ومـــن خلله وصــلــت رســالــتــي إلـــى إخـــوانـــي، وبـــدأ الــتــواصــل مــع إخـــوانـــي، ثــم بـعـد فترة مــن الـــزمـــن، قــرابــة الـسـنـتـن، جاءتني الـرسـالـة الأولـــى مـن أســرتــي. الرسالة الأولــــى الــتــي وصــلــت إلــــيّ مــن أسـرتـي بـعـد سنتي مــن اعـتـقـالـي. رســالــة من زوجتي حل». هل أفهم أنك لم تلتقِ عائلتك على مدى ثمانية عشر عاما؟ فأجاب: «نعم 18 لـم أرهــم ولــم أرَ أطفالي على مــدى ســنــة ونــصــف الــســنــة. لـــم يـحـصـل أي لقاء معهم أو حديث، باستثناء فترة من الزمن عندما كنا عند الأميركيي الــــذيــــن كــــانــــوا يــعــطــونــنــا وقـــتـــا جــيــداً بـالـقـيـاس إلـــى اعتقالنا فــي السجون دقـائـق 5 الــعــراقــيــة، كـــانـــوا يـعـطـونـنـا في الأسبوع للتصال بعوائلنا. كنت أتـــصـــل، وأقــــسّــــم الــــوقــــت، أتـــحـــدث مع والـــدتـــي وإخــــوانــــي دقـيـقـتـن ونـصـف الـدقـيـقـة، ودقـيـقـتـن ونـصـف الدقيقة أتـــــحـــــدث مـــــع أســـــرتـــــي. زوجـــــتـــــي حـا وبـــنـــاتـــي أيـــضـــا أتــــحــــدث مـــعـــهـــم. كـــان التواصل بي فترة وأخرى، كل أسبوع عــنــدنــا 2010 أتـــــحـــــدث مـــعـــهـــم. بـــعـــد انتقلنا إلـى العراقيي تماما، قطعوا الـــتـــواصـــل تــمــامــا ولــــم يــكــن هـــنـــاك أي تواصل لأنهم لم يكونوا يعطوننا أي وقت، فضلً عن ذلك، كنت أحرصعلى ألا أتصل من عند العراقيي، إذ ربما هناك أعــداء وعملء لجهات خارجية يمكن أن يسجلوا المكالمات بطريقة أو بأخرى، وإلخ». خرج جمال مصطفى من المعتقل ، فــمــاذا 2021 ) فـــي يــونــيــو (حـــــزيـــــران فـــعـــل؟ يـــقـــول: «ذهـــبـــت وبــــت لــيــلــة في بـغـداد لــدى أحــد الأصــدقــاء العراقيي الـــشـــرفـــاء. وكــــان بـيـتـه فـــي الـكـاظـمـيـة. كان الرجل عراقيا أصيلً شهما غيوراً صاحب نخوة ووفّر لي حماية إلى أن أوصـلـنـي إلـــى أربـــيـــل. عـنـدمـا وصلت إلـى أربيل سكنت عند أخـي وجاءني زوار كثيرون من إخواننا العراقيي، من كل أنحاء العراق وكانت اتصالات أيـــضـــا مــــن كــــل أنــــحــــاء الـــعـــالـــم بـحـكـم عـاقـاتـي الـعـشـائـريـة والـريـاضـيـة مع العراقيي بصورة عامة، فكان يردني كـــثـــيـــر مـــــن الاتــــــصــــــالات والـــــــزيـــــــارات، واســتــمــررت عـلـى هـــذه الــحــال تقريبا نـحـو عـشـريـن يــومــا، ثــم جــاءنــي أحـد الإخـــــوان الأكـــــراد وكــانــت تـربـطـنـي به علقة رياضية فقال لي: كاكا مسعود (مسعود بارزاني) يريد رؤيتك. نلتقي غـداً عند الساعة الفلنية لكي تذهب وتلتقيه. وفعلً ذهبنا. فـي الحقيقة استقبلني الأسـتـاذ مـــســـعـــود اســـتـــقـــبـــالاً حــــــاراً وبـــحـــفـــاوة واحـتـرام وتقدير وجلسنا وتحدثنا. شـكـرتـه لأن كـــل المــواطــنــن الـعـراقـيـن الــــــذي هــــاجــــروا أو هُــــجــــروا مــــن مـــدن كــثــيــرة مـــن الــــعــــراق، الأنــــبــــار وصـــاح الدين وكركوك والموصل، دخلوا أربيل وفتحت لهم الأبـــواب، فـي حـن أن من كان يذهب إلى بغداد كان حظه جيداً إذا اكتفي بـإبـعـاده، فهناك مـن اعتُقل وعُــــــذب وهـــنـــاك مـــن خُـــطـــف واخــتــفــى، بينما هو فتح الأبــواب لكل النازحي الــــذيــــن دخــــلــــوا أربـــــيـــــل. شـــكـــرتـــه عـلـى الموقف الوطني الكبير. في ذاك الوقت سألني الـرجـل مـــاذا أحــتــاج؟ فقلت له إنني أحتاج إلى شيء واحد هو إنجاز الجواز حتى ألتحق بعائلتي. تجاوب وأرســـــــلـــــــوا لـــــي شـــخـــصـــا إلـــــــى الـــبـــيـــت صــــوّرنــــي وبــصّــمــنــي وجـــهّـــزنـــي لـهـذا الأمــــر، وبـــدأ يـتـابـع فــي بــغــداد لإنـجـاز الـجـواز، لأن الـجـواز يصدر من بغداد لا مــن أربـــيـــل. ذهـــب الـشـخـص ليتابع وبـــقـــي شـــهـــوراً لــكــنــه لـــم يــنــجــز شيئا لأن الـحـكـومـة الـعـراقـيـة لــم تـكـن تريد أن تُـنـجـز لــي جــــوازاً وكـــان يتصرفون كأنهم صُدموا بخروجي. خرجت من المعتقل بطرق متعددة ومتنوعة. أنا كنت دائما أوصي أخي عــنــدمــا كــانــت هــنــاك فــرصــة للحديث مـعـا أيـــام الأمـيـركـيـن بـــألا يــوسّــط أيـا كـان حتى لـو رأيتني أُعـــدم مائة مـرة. لكن تقدر تعمل بالجانب الآخـر وهو الماديات لأن الماديات تعمل عملها في العراق، والمؤسف أن كثيرين يمكن أن يُباعوا ويُشتروا». العدالة والدولار ســـألـــتـــه: هــــل صــحــيــح أن قـاضـيـا طـلـب مـنـك قـبـل ســنــوات رشـــوة مقابل الإفـــــــراج عـــنـــك؟، فــــأجــــاب: «نـــعـــم، فـعـاً ،2011 الـــقـــاضـــي طـــلـــب. هـــــذا فــــي عـــــام اتّهمتظلما بقضية زرع عبوات ناسفة وأنــنــي التقيت جـمـاعـات إرهـابـيـة في نيوزيلندا وسوريا وجماعات إرهابية فـــي تــركــيــا. أشـــيـــاء لا تـــصـــدّق. أنـــا في السجن فكيف ألتقي جماعات إرهابية فـي نيوزيلندا وتركيا وسـوريـا؟ هذه كـانـت الـتـهـم المـوجـهـة إلــــيّ، وكـــان اسـم الــقــاضــي -تـحـتـفـظ (الـــشـــرق الأوســــط) بــــاســــم الــــقــــاضــــي لأســــبــــاب قـــانـــونـــيـــة. فهمت أنه رجل يريد مالاً، وأنا ليست لدي فلوس والقانون معه، وفهمت أنه يــريــد مــقــابــاً لـيـطـلـق ســـراحـــي، أرســـل يطلب مني مبلغا محترما بـالـدولار، فأرسلت إليه أنني للأسف ليس لديّ هـذا المبلغ لكن يمكن أن أعطيك شيئا من أملكي. أنا لديّ قطع أرض، قطعة أو قطعتان، ربما أعطيك إياها مقابل المبلغ الذي تريده، فقال: لا، أنا أحتاج إلـــى أن تعطيني نــقــداً. تعطيني نقداً أُطلق سراحك، وإلا فلن أفعل. هذا في . لــم يطلق ســراحــي فظللت 2011 عـــام مـــــوجـــــوداً فـــــي المـــعـــتـــقـــل والاتــــهــــامــــات مستمرة بـن فترة وأخـــرى كما ذكـرت لــــــك، مـــثـــل قـــــيـــــادة المــــقــــاومــــة وتــنــظــيــم هـــجـــمـــات. وكــــانــــت اســـتـــشـــاريـــة الأمــــن الـــوطـــنـــي، كــمــا ذكـــــرت لــــك، قـــد أكــثــرت الاتهامات ضدي في فترة من الفترات، وتبيّ أن هناك شخصا يريد أن يوفّي لنا الدين السابق، وهو فالح الفياض. فــــالــــح الــــفــــيــــاض رجــــــل كــــــان مــحــكــومــا بــالإعــدام فـي زمـانـنـا، وهــو مـن (حـزب الدعوة)، فالسيد الرئيس الله يرحمه ويـغـفـر لــه أعـفـى عـنـه وأطــلــق سـراحـه. الـرجـل أراد أن يوفينا، كيف يوفينا؟ يتهمني يوميا تهمة». سألته إن كانت لديه كلمة أخيرة، فأعرب عن الشكر والامتنان لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد ووالده والحكومة والشعب القطري «لما قدموه من رعاية واهتمام وحماية لعائلتي وعمتي». 7 حوار INTERVIEW Issue 16801 - العدد Wednesday - 2024/11/27 الأربعاء صدام حسين: مسعود بارزانيخصم عنيد لكنه خصمشريف >>> عجزتعن تأمين الرشوة للقاضي فأبقوني محتجزاً سنوات إضافية 10 ASHARQ AL-AWSAT جمال السلطان مع ابنيه صدام وابنته حلا (أرشيف العائلة) (رويترز) 2003 أبريل 7 جندي أميركي يُراقبسقوط تمثالصدام حسين في بغداد

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky