issue16801
على الرغم من أنها ألمحت إلـى أن رئيس الـــوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول عرقلة محاكمته بتهم الفساد وإطالة أبحاثها، وافقت المحكمة المركزية في القدس على طلبه بـشـكـل جــزئــي، وقــــررت تـأجـيـل بـــدء الاسـتـمـاع أيـام، من الاثنين المقبل إلى الاثنين 7 لشهادته الذي يليه. ورفــــضــــت المـــحـــكـــمـــة ادعــــــــــاءات نـتـنـيـاهـو بأنه يطلب التأجيل لأسباب أمنية، أو لأخرى تتعلق بانشغالاته الكثيرة في شؤون الدولة، خـصـوصـا صـــدور مــذكــرة اعـتـقـال ضـــده وضـد وزير دفاعه السابق يوآف غالانت من المحكمة الجنائية الدولية، وقالت إن المحكمة المستمرة ســــنــــوات، يـــجـــب أن تـــســـرع مــــن وتـــيـــرة 4 مـــنـــذ انعقادها، ولا يجوز تأجيلها أكثر مما حصل حتى الآن. وهــــذا يـعـنـي أن نـتـنـيـاهـو سـيـضـطـر إلـى أيام في الأسبوع، كل مرة 3 المثول أمام المحكمة ساعات. وستعقد المحكمة العليا جلسة لها 7 خـال الأسـبـوع المقبل، لتقرر إن كـان يستطيع في هذه الحالة أن يدير شؤون الدولة، أو تقرر عـزلـه عـن منصب رئـيـس الحكومة، على الأقـل خلل ساعات الإدلاء بشهادته. قضايا 3 والمعروف أن نتنياهو واجه تحقيقات في 2020 الـشـرطـة طيلة سـنـتـ ، انـتـهـت فــي سـنـة قضايا، هي: 3 بتقديم لائحة اتـهـام ضــده فـي »: الغش وخيانة الأمانة، إذ يُتهم 1000 «قضية بتلقي هـدايـا، خصوصا السيجار وزجـاجـات الشمبانيا، من رجال أعمال ذوي نفوذ، مقابل »: الـغـش 2000 خـــدمـــات ســيــاســيــة. و«قـــضـــيـــة وخيانة الأمـانـة؛ حيث يُتهم بعرض مساعدة لصحيفة «يـديـعـوت أحـــرونـــوت» المحلية على تحسين توزيعها مقابل تغطية صحافية في »: تلقي الرشوة والغش 4000 صالحه. و«قضية وخيانة الأمانة. وبـنـيـت هـــذه الاتــهــامــات عـلـى واقــــع قيام نتنياهو باستغلل منصبه في رئاسة الوزراء ووزارة الاتــــصــــالات وقــــت حـــــدوث المــخــالــفــات المـــزعـــومـــة؛ إذ يُــتــهــم بـتـشـجـيـع اتـــخـــاذ قــــرارات حكومية في صالح كبير حاملي أسهم شركة «بيزيك» للتصالات، شاؤول إلوفيتش، مقابل تغطية إيجابية مـن مـوقـع «والـــا» الإخـبـاري، الـذي يملكه إلوفيتش. وينفي نتنياهو بشدة جميع التهم الموجهة إليه، ويصفها بحملة من خصومه السياسيين ضــده، وتعهد «بتطهير سمعته». ولـــــكـــــنـــــه، مــــــن وراء الـــــكـــــوالـــــيـــــس، يـــديـــر مـــحـــادثـــات غــيــر مـــبـــاشـــرة مـــع الــنــيــابــة لإنــهــاء المحاكمة باتفاق يقضي بإلغاء التهم القاسية والإبـــــــقـــــــاء عــــلــــى تــــهــــم بـــســـيـــطـــة. وقـــــــد فــشــلــت المـــحـــادثـــات حــتــى الـــيـــوم؛ لأن الــنــيــابــة تـطـالـب بأن يعترف بالتهم ويترك الحياة السياسية، وعندها تتنازل عن طلب الحكم عليه بالسجن، وهـو يرفض الاعـتـراف، ويرفض اعتبار التهم «عاراً يستوجب الاستقالة»، ويصر على البقاء في الحكم حتى نهاية الـــدورة البرلمانية التي انتخب فيها، أي في أكتوبر (تشرين الأول) من .2026 سنة كــمــا يـسـتـغـل ثـــغـــرة فـــي الـــقـــانـــون تتعلق بمنصبه، ففي إسرائيل يجبر القانون الوزير بالاستقالة من الحكومة في حال توجيه لائحة اتهام ضده، باعتبار أن من الصعب على الوزير بهذا المنصب أن يدير شؤون وزارة وهو يدير محاكمته، فضلً عن أن سمعة الدولة تُمس إذا كان فيها وزراء متهمون. لكن القانون لا يلزم رئـيـس حـكـومـة بـهـذا المــبــدأ. وحــــاول نتنياهو ، عندما 2008 نفسه تعديل هذا القانون في سنة كـــان زعـيـمـا لـلـمـعـارضـة، وكـــان رئـيـس الــــوزراء يــومــهــا إيـــهـــود أولمــــــرت. فــقــد وجــهــت اتــهــامــات تلقي رشى لأولمرت، وخرج نتنياهو في حملة لعزله باعتبار أن «إسـرائـيـل دولــة ديمقراطية حضارية لا يجوز أن يكون فيها رئيس حكومة مـتـهـم بـــالـــفـــســـاد». وقــــد رضــــخ أولمــــــرت يـومـهـا واستقال من رئاسة الحكومة والحزب، وجرت انتخابات فاز فيها نتنياهو. وينقسم المجتمع الإسرائيلي بخصوص اســـتـــمـــرار نــتــنــيــاهــو فــــي أداء مـــهـــامـــه رئـيـسـا للوزراء، فمنتقدوه يقولون إن المحاكمة تجعله غير ملئم لرئاسة الـــوزراء، لكن مَـن يدعمونه في حزبه وخارجه، يقولون إنه انتخب بشكل ديمقراطي، ويجب عدم إجباره على الاستقالة. وحـتـى لـو صــدر حكم ضـد نتنياهو فلن يجبر على الاستقالة قبل استنفاد كـل فرص الاســـتـــئـــنـــاف، وهـــــو الأمــــــر الــــــذي قــــد يـسـتـغـرق شهوراً أو سـنـوات. ومـن الـواضـح أن نتنياهو يسعى لإطالة المحكمة لأكبر قدر ممكن. وليس هــذا فحسب، بـل يعمل بكل قـوتـه لإطـالـة عمر حكومته، مهما بلغ الثمن. وقـد كـان يعرف أن الحرب هي أفضل ضمانة لاستمرار حكمه، لكن أكتوبر 7 الجيش كـان يرفض شـنّ حـرب. وفـي ، عندما شنّت «حماس» 2023 ) (تشرين الأول هجومها على إسرائيل، توفرت هذه الأداة له. وهــو يـواصـل الـحـرب للشهر الـرابـع عشر على التوالي، وقام بتوسيعها إلى لبنان، عندما قرر «حزب الله» شن حرب إسناد لغزة. ويـــتـــهـــمـــه خــــصــــومــــه بــــالمــــقــــامــــرة بـــحـــيـــاة الـــــرهـــــائـــــن الإســــرائــــيــــلــــيــــ لــــــــدى «حــــــمــــــاس»، والتضحية بحياة الـجـنـود الإسـرائـيـلـيـ في سبيل بـقـائـه فــي الـحـكـم. وهـــو يـرمـي بـذلـك أن يكون في المحكمة بمكانة أقوى بصفته رئيس حكومة. وقــــــد تـــوجـــهـــت جـــمـــعـــيـــات حـــقـــوقـــيـــة إلـــى المحكمة العليا لإجــبــاره عـلـى الاعـــتـــزال، حتى لـو لـم يكن هناك قـانـون يلزمه بـذلـك، باعتبار أن وجود رئيس حكومة متهم بالفساد يلحق ضـــــرراً بـسـمـعـة إســـرائـــيـــل، كــمــا قــــال نـتـنـيـاهـو نفسه عندما طالب أولمـــرت بالاستقالة، وهـذا فضلً عن أنه لن يستطيع إدارة شؤون الدولة وهـو يدير محاكمة طويلة ومـريـرة مثل هـذه. وقد قـررت المحكمة منح النيابة والدفاع مهلة حتى يــوم الأحـــد المقبل لإعـطـاء رأيـهـا فـي هذا الموضوع، حتى تبت في الالتماس المذكور. 5 حربمتعددةالخرائط NEWS نتنياهو سيضطر للمثول أيام 3 ًأمام المحكمة أسبوعيا ASHARQ AL-AWSAT Issue 16801 - العدد Wednesday - 2024/11/27 الأربعاء سموتريتشيدعو مجدداً إلى تهجير نصفسكان غزة دعـــــــا وزيـــــــــر المــــالــــيــــة الإســــرائــــيــــلــــي بـتـسـلـئـيـل ســمــوتــريــتــش، مــــجــــدداً، إلــى احــــتــــال قـــطـــاع غــــــزة، وتــشــجــيــع نـصـف مليون نسمة 2.2 سكانه البالغ عددهم عــــلــــى الـــــهـــــجـــــرة خـــــــال عــــــامــــــ ، مــــعــــززاً المخاوف حول وجود خطة فعلية لذلك. وفــــي حــديــثــه خــــال مــؤتــمــر نظمه مـــجـــلـــس «يـــــشـــــع»، وهــــــو مــنــظــمــة تـمـثـل بــلــديــات المـسـتـوطـنـات الإســرائــيــلــيــة في الـــضـــفـــة الـــغـــربـــيـــة، قــــــال ســـمـــوتـــريـــتـــش: «يـمـكـنـنـا احـــتـــال غـــــزة، وتـقـلـيـص عــدد سكانها إلـــى الـنـصـف خـــال عــامــ ، من خـــــال اســـتـــراتـــيـــجـــيــة تــشــجــيــع الــهــجــرة الــطــوعــيــة». وأضـــــاف: «مـــن المـمـكـن خلق وضع كهذا... لن يكلف الكثير من المال، وحتى لو كـان مكلفا، فل ينبغي لنا أن نخاف من دفع ثمنه». ومـــطـــالـــب ســمـــوتـــريـــتـــش بــاحــتــال غزة ليست جديدة، لكنها تعزز المخاوف الــكــثــيــرة مـــن أن هــــذه المـــطـــالـــب المــتــكــررة تعكس وجود أهداف غير معلنة للحرب الحالية في غزة، وتشمل احتللاً طويلً وحكما عسكريا واستئناف الاستيطان هناك. وعلى الرغم من أن الأهداف المعلنة للحرب، ما زالت كما هي، «القضاء على (حــــمــــاس)» و«اســـتـــعـــادة المــحــتــجــزيــن»، لـــكـــن مــــا يــــجــــري فــــي تــــل أبــــيــــب وقـــطـــاع غـــزة نفسها، لا يـؤيـد ذلـــك، ويـشـيـر إلـى أهـــداف أخـــرى، إذ يمتنع رئيس الـــوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن وضع خطة لليوم التالي في قطاع غزة، وتعمل إسرائيل في غزة على تعميق السيطرة عبر توسيع المـحـاور، وإنـشـاء مـا يشبه «المواقع العسكرية» الدائمة. ولا يبدو أن إسرائيل تخطط لحكم عسكري وحسب، إذ أصبح هذا مكشوفا إلـــــــى حـــــد مـــــــا، لــــكــــن أيــــضــــا لاســـتـــئـــنـــاف الاستيطان هناك، وهـي الخطوة الأكثر إثارة للجدل لو حدثت. وتثير العملية العسكرية الدامية في شمال قطاع غزة القائمة على تهجير الفلسطينيين تحت النار، وعزل جزء من الشمال عن بقية مناطق القطاع المقسمة، المــــخــــاوف مـــن أن الــجــيــش يــمــهــد المــكــان لعودة المستوطنين. وفي وقت سابق الأسبوع الماضي، في ذروة الهجوم الإسرائيلي المنظم، قام جـنـود إسـرائـيـلـيـون فــي غـــزة بمساعدة قيادية استيطانية على دخــول القطاع لمــســح المـــواقـــع المـحـتـمـلـة لـلـمـسـتـوطـنـات الــيــهــوديــة دون الــحــصــول عـلـى إذن من قادتهم. وقــالــت «هـيـئـة الــبــث الإسـرائـيـلـيـة» آنـــــــذاك إن دانـــيـــيـــا فــــايــــس، الـــتـــي تــقــود الــجــهــود لإعـــــادة الاسـتـيـطـان فــي شـمـال غــــــــــزة، قـــــامـــــت بــــجــــولــــة عــــلــــى الــــجــــانــــب الإسرائيلي من السياج الحدودي لغزة، وقـد عبرت مع مجموعتها الـحـدود، من خـــــال وســــائــــل غـــيـــر واضــــحــــة، وســـــارت مـسـافـة قـصـيـرة داخــــل الــقــطــاع، مـؤكـدة أنــــهــــا تــــنــــوي الاســـــتـــــفـــــادة مـــــن الــــوجــــود العسكري في غزة لتوطين اليهود هناك تدريجيا. وثــــمــــة ربــــــط مـــبـــاشـــر بـــــ تـهـجـيـر الــفـــلــســطــيــنـــيــ وإقــــــامــــــة مـــســـتـــوطـــنـــات جـديـدة فـي غـــزة. وكـانـت إسـرائـيـل تقيم مستوطنة، فككت جميعها 21 فـي غــزة ،2005 بـمـوجـب خـطـة فــك الارتـــبـــاط عـــام والـتـي أدت كـذلـك إلــى انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع. ويـــــــــتـــــــــضـــــــــح مـــــــــــــن تـــــــصـــــــريـــــــحـــــــات سموتريتش أنه يضع ميزانية لاحتلل غــــــزة. وقــــــال ســمــوتــريــتــش إن «احـــتـــال غـــزة لـيـس كـلـمـة قــــذرة. إذا كــانــت تكلفة 5 ) الـــســـيـــطـــرة الأمــــنــــيــــة (عــــلــــى الــــقــــطــــاع مــلــيــار دولار)، 1.37( مـــلـــيـــارات شــيــقــل فسأقبلها بـــأذرع مفتوحة. إذا كـان هذا هــــو المـــطـــلـــوب لـــضـــمـــان أمـــــن إســـرائـــيـــل، فليكن». وكـــــانـــــت ســـمـــوتـــرتـــيـــش يـــــــرد عــلــى مـــــخـــــاوف أثــــارتــــهــــا المــــؤســــســــة الأمـــنـــيـــة الإسرائيلية ووزارة الخزانة من العواقب الهائلة التي قد يخلفها احتلل غزة على الاقتصاد الإسرائيلي. وأصر سموتريتش على أن الطريقة الوحيدة لهزيمة «حماس» هي استبدال حــكــمــهــا فــــي غـــــــزة، وأن إســــرائــــيــــل هـي الطرف الوحيد القادر على القيام بذلك، حتى لو كـان ذلـك يعني تكليف الجيش الإســـرائـــيـــلـــي بـــــــــإدارة الـــــشـــــؤون المــدنــيــة للفلسطينيين في غزة. وزعـــــــم ســـمـــوتـــريـــتـــش أنــــــه بــمــجــرد إثــــــــبــــــــات نـــــــجـــــــاح ســـــيـــــاســـــة «تــــشــــجــــيــــع الـــهـــجـــرة» فـــي غـــــزة، يـمـكـن تـــكـــرارهـــا في مليين 3 الضفة الغربية، حيث يعيش فلسطيني. وينادي رئيس حزب «الصهيونية الـديـنـيـة» منذ فـتـرة طويلة بضم أجــزاء كـبـيـرة مـــن الـضـفـة الــغــربــيــة، وأعـــلـــن في وقــــــت ســــابــــق مـــــن هــــــذا الـــشـــهـــر أن فـــوز الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فـــي الانــتــخــابــات يــوفــر فــرصــة لتحقيق هذه الرؤية. وكـــان سـمـوتـريـتـش واحــــداً مــن بين الكثير مــن الـــــوزراء فــي الـحـكـومـة الـذيـن حضروا حدثا، الشهر الماضي، يدعو إلى إعــادة إنشاء المستوطنات اليهودية في غـزة. وقـال سموتريتش قبيل مشاركته في المؤتمر إن الأراضي التي تخلت عنها إسرائيل في الماضي تحولت إلى «قواعد إرهـــابـــيـــة أمـــامـــيـــة إيــــرانــــيــــة»، وعـــرضـــت البلد للخطر. لـــكـــن هــــل يــســتــطــيــع ســمــوتــرتــيــش إعادة احتلل واستيطان غزة؟ بالنسبة للكثيرين نعم، وهناك آخرون يعتقدون أنـــــه لا يــمــكــن ذلــــــك، وعـــلـــى الأغــــلــــب فـــإن الأمــــــر مـــنـــوط بــكــيــف سـتـنـتـهـي الـــحـــرب فـــي الـــقـــطـــاع. وكــتــب عـــيـــران هـلـدسـهـايـم فـــــي «تــــايــــمــــز أوف إســـــرائـــــيـــــل» مـتـهـمـا ســـمـــوتـــريـــتـــش بــــأنــــه يـــــحـــــاول أن يـقـنـع الــجــمــهــور بــســرد جــديــد يــقــوم عــلــى أنــه إذا حققت إسرائيل أهدافها فـي الحرب وهـــزمـــت أعــــداءهــــا، فــــإن الـــســـام والأمــــن سيعودان إلى المنطقة. وقــــــال هـــلـــدســـهـــايـــم: «فـــــي الـــظـــاهـــر، تـبـدو هـــذه الـــروايـــة منطقية، لكنها في الواقع شعار فارغ. ويبدو أن هذه الرواية تهدف بـالأسـاس إلـى إعــداد الــرأي العام لاســـتـــمـــرار الــــحــــرب، وفــــي الـــوقـــت نفسه الـــتـــرويـــج لـــرؤيـــة الاســتــيــطــان فـــي قـطـاع غزة، وهو الهدف المركزي لسموتريتش ومــــؤيــــديــــه، لـــكـــن الـــتـــاريـــخ يــــــروي قـصـة مختلفة تماما». وأضــــــــــــــاف: «يــــظــــهــــر الــــــتــــــاريــــــخ أن الحروب المطولة انتزعت ثمنا اقتصاديا بـــاهـــظـــا مــــن إســــرائــــيــــل، ولـــــم تــســهــم فـي الـــنـــمـــو». وتــــابــــع: «نـــهـــايـــة الــــحــــرب، كما طرحها سموتريتش، تعني الاستيلء عـلـى مــســاحــات واســـعـــة فـــي قــطــاع غـــزة. فـي المرحلة الأولـــى، يضغط الـوزيـر بأن يـــكـــون الـــجـــيـــش هــــو مــــن يـــقـــوم بــتــوزيــع المــــواد الـغـذائـيـة عـلـى الـسـكـان. وبـعـد أن تحظى هــذه الـخـطـوة بقبول الجمهور، يـــخـــطـــط ســـمـــوتـــريـــتـــش لــــانــــتــــقــــال إلــــى المرحلة التالية: تطبيق الحكم العسكري الكامل في القطاع وإدارة حياة السكان الفلسطينيين بـشـكـل مـبـاشـر. والــهــدف النهائي لهذه الخطة العظيمة هو إعادة الاستيطان في قطاع غزة». ورأى الكاتب أن «رؤية سموتريتش تضع عبئا ماليا ثقيلً لا يطاق على كاهل إسرائيل»، مشيراً إلى أن التقديرات إلى مليار شيقل 20 تكلفة إضافية تبلغ نحو ســـنـــويـــا، وهــــو مــبــلــغ لا تـمـلـكـه الـــدولـــة، ودون الأخذ في الحسبان تكاليف إعادة إعــمــار الـقـطـاع والـثـمـن الـبـاهـظ المتمثل فــي حــيــاة الــجــنــود. سـتُـضـطـر إسـرائـيـل إلى اعتماد خطة «الاقتصاد بعون الله» للخروج من هذا الوضع بسلم. وتـــــحـــــدث الــــكــــاتــــب عـــــن تــــهــــديــــدات خـارجـيـة أهــم مـن «حــمــاس» مثل إيـــران، وأخــرى داخلية متمثلة بالتهديد الذي يـقـوض قـــدرة «الـصـمـود الوطنية» أكثر من أي عدو. وقال: «إن ادعاء سموتريتش بــأن النصر ســوف يجلب الأمـــن، والأمــن سوف يؤدي إلى النمو، يتجاهل الواقع المـعـقـد»، وحقيقة أن الأمـــن الاقـتـصـادي والاجتماعي لا يتحقق من خلل الحروب التي لا نهاية لها والحكم العسكري، بل مـن خــال الاسـتـقـرار الإقـلـيـمـي. وأردف: «لكن كل هذه الأمور تتعارض مع الهدف الرئيسي لسموتريتش وهو الاستيطان فــــــي قـــــطـــــاع غـــــــــزة؛ لـــــذلـــــك لا يـــمـــكـــنـــه إلا الاستمرار في بيع الأوهام للجمهور». رامالله: كفاح زبون ترقب في إسرائيل للمحكمة التي تبدأ الأحد التداول في طلب عزله أيام 7 تأجيل الاستماع لشهادة نتنياهو في تهم فساد رئيسوزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو (رويترز) تل أبيب: نظير مجلي مصر تحاول مجدداً دفع آليةلإعادة فتح معبررفح قالت مـصـادر فلسطينية، مطلعة على مـبـاحـثـات جـــرت فــي الـقـاهـرة بــ مسؤولين مصريين وآخرين في الفصائل الفلسطينية، إن حـركـتَـي «فـتـح» و«حــمــاس» تجاوبتا مع محاولة مصرية لإعادة فتح معبر رفح، لكن لا يوجد اختراق كامل؛ بسبب أن الأمر مرتبط بموقف إسرائيل. وبحسب المصادر، أعـاد المسؤولون في السلطة التأكيد على أنهم مستعدون لتولي المـعـبـر، ووافــقــت «حــمــاس» فـي إطـــار تشكيل لــجــنــة لإدارة قـــطـــاع غــــــزة، وهـــــو بـــالأســـاس مـــقـــتـــرح مــــصــــري، لـــكـــن الأمـــــــور بـــحـــاجـــة إلـــى موافقة إسرائيلية أولاً، وانسحاب من المعبر الذي احتلته قبل أشهر في خضم الحرب على قطاع غزة. وأكـــــد مـــســـؤولـــون إســـرائـــيـــلـــيـــون الأمــــر، وقــالــوا إن مصر تـبـذل جـهـوداً لصياغة حلّ يؤدي إلى إعـادة فتح معبر رفح، الذي جرى إغلقه في مايو (أيار) الماضي، عقب العملية العسكرية البريّة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وقــــالــــت صــحــيــفــة «هـــــآرتـــــس» إن مـصـر تـسـتـمـر فـــي بـــذل جــهــود كـبـيـرة لإعـــــادة فتح مـعـبـر رفـــــح. وبــحــســب الــصــحــيــفــة، فــــإن ذلــك جــاء على وقــع الاتــفــاق المـبـدئـي بـ حركتَي «فتح» و«حـمـاس» على تشكيل لجنة لإدارة شؤون غزة بعد الحرب، على الرغم من أن ثمة خلفات حول الأمر. وأكـــد تسفي بـارئـيـل، فـي تحليلٍ نشره فــي الصحيفة الإسـرائـيـلـيـة، أنّ مـصـر تأمل بأنّه إذا تمّ التوصل إلى اتفاقٍ بين الفصائل الفلسطينية، فيمكنها تـسـويـق الأمــــر على واشنطن بوصفه مَخرجا عمليا لإدارة قطاع غزة وفتح معبر رفح. وهذه ليست أول محاولة مصرية لفتح معبر رفح. وكذلك ضغطت الولايات المتحدة إلـــى جـانـب مـصـر والـسـلـطـة لأشـهـر مــن أجـل إعـادة فتح معبر رفـح، لكن إسرائيل عرضت وجوداً مدنيا فلسطينيا على المعبر دون أي وجود رسمي يشير إلى السلطة الفلسطينية، وهو اقتراح رفضته السلطة. وقــــــال الـــرئـــيـــس الــفــلــســطــيــنــي مــحــمــود عــبــاس، (الــثــاثــاء) فــي أثــنــاء تــرؤســه جلسة للحكومة الفلسطينية، إنه يجب تمكين دولة فلسطين مـن تحمّل مسؤولياتها كاملة في قطاع غزة كما في الضفة الغربية. ومــــنــــذ ســـيـــطـــرت إســــرائــــيــــل عـــلـــى مـعـبـر رفــــح فـــي الــســابــع مـــن مــايــو المـــاضـــي، رفـضـت الانسحاب منه، وهو موقف عارضته الولايات المتحدة ومصر والسلطة الفلسطينية. وتـتـفـق الـسـلـطـة ومــصــر عـلـى أن إدارة المعبر والمـعـابـر الأخـــرى ستتم وفــق اتفاقية فــقــط. وتــنــص الاتــفــاقــيــة على 2005 المــعــابــر إدارة الــســلــطــة لمــعــبــر رفـــــح مــــن جـــهـــة قــطــاع غزة، مع وجود مراقبين دوليين هناك (بعثة أوروبــــيــــة) وآلـــيـــة تـضـمـن رقـــابـــة إسـرائـيـلـيـة أمنية من بعيد. وتم العمل بهذه الاتفاقية التي تطرّقت لــلــمــعــابــر الأخـــــــــرى، وحـــتـــى لــــوجــــود مــيــنــاء بـــحـــري، ومــمــر إلــــى الــضــفــة الــغــربــيــة، لـفـتـرة قصيرة قبل أن تسيطر «حماس» على قطاع ، وتتسلم بعد ذلك إدارة معبر 2007 غزة عام رفح مع مغادرة السلطة والبعثات الأجنبية. وتـــدعـــم الــــولايــــات المـــتـــحـــدة والاتـــحـــاد الأوروبــــــي الـــعـــودة لــاتــفــاق، لـكـن إسـرائـيـل ترفض ولا تريد أي وجــود رسمي للسلطة الـفـلـسـطـيـنـيـة. والــشــهــر المـــاضـــي قـــدّمـــت تل أبـــيـــب لمـــصـــر خـــطـــةً لإعـــــــادة تــشــغــيــل المـعـبـر عــــلــــى أن تــــتــــم إدارتـــــــــــه مـــــن خـــــــال مــمــثــلــ فلسطينيين ومـوظـفـي الأمـــم المـتـحـدة تحت إشراف إسرائيلي، وسيصبح معبراً لحركة الأشـخـاص من وإلــى قطاع غــزة، كما سيتم استخدامه لنقل الوقود من مصر إلى غزة، وتتضمّن الخطة الإسرائيلية دمـج ممثلين فلسطينيين من غزة في تشغيل معبر رفح، خـــصـــوصـــا فــيــمــا يــتــعــلــق بــضــبــط الـــحـــدود والـجـمـارك. كما سيتم نقل أسـمـاء الممثلين الفلسطينيين مقدما من مصر إلى إسرائيل لــــغــــرض الـــتـــحـــقـــق مـــــن الـــخـــلـــفـــيـــة الأمـــنـــيـــة، وســــيــــكــــون بــــمــــقــــدور إســــرائــــيــــل اســـتـــبـــعـــاد الأســـمـــاء الــتــي سـيـتـم نـقـلـهـا إلــيــهــا. ووفــقــا لـلـخـطـة الإســـرائـــيـــلـــيـــة، ســيــتــمــركــز مـوظـفـو الأمــــم المـتـحـدة أيــضــا عـلـى المـعـبـر لــإشــراف عــلــى الـــنـــشـــاط هـــنـــاك ولــعــمــل حـــاجـــز عـــازل بـ الممثلين الفلسطينيين وقـــوات الجيش الإسـرائـيـلـي الـتـي سـتـغـادر المـعـبـر، وتوفير الأمن المحيطي لها فقط لمنع الهجمات. ووفـق الخطة التي وصفتها الصحيفة العبرية بـ«العرض المفاجئ»، ستكون قوات الجيش الإسـرائـيـلـي المـتـمـركـزة خـــارج معبر رفـح بمثابة دائـــرة مراقبة إضافية؛ لضمان عــــــدم وجـــــــود مـــســـلـــحـــ مـــــن «حـــــمـــــاس» بـ المغادرين أو الداخلين إلى غزة، لـــكـــن مـــصـــر تــــريــــد وجــــــــوداً فـلـسـطـيـنـيـا رسميا، وإجبار إسرائيل على قبول السلطة، مـــــن خــــــال رفـــضـــهـــا الـــتـــعـــامـــل مـــــع الـــجـــانـــب الإسرائيلي على المعبر. ويشكّل المعبر ممراً رئيسا للمساعدات إلــى غـــزة، وقــد أدى إغـاقـه إلــى تفاقم الأزمــة الإنسانية الناجمة عن الحرب. ومصير المعبر مـــن أهــــم الــقــضــايــا الـــتـــي يــجــب أن يـعـالـجـهـا اتفاق وقف النار في قطاع غزة. الرئيسالفلسطيني محمود عباسفي أثناء ترؤسه جلسة للحكومة الفلسطينية فيراماللهأمس(وفا) رامالله: «الشرق الأوسط»
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky