issue16801
قــــــالــــــت الـــــحـــــكـــــومـــــة الإيـــــــرانـــــــيـــــــة، أمـــــس (الثلاثاء)، إن المفاوضات المرتقبة في جنيف حــــول مـصـيـر الــبــرنــامــج الــــنــــووي، ستعتمد على «أوامـــر المـرشـد علي خامنئي ومصالح الإيرانيين». وستجري إيران محادثات بشأن برنامجها الــنــووي مــع فـرنـسـا، وبريطانيا وألمـانـيـا، (الجمعة) فـي جنيف، بعد أسبوع مـــن الـــقـــرار الـــــذي حــرّكــتــه الـــقـــوى الـــثـــ ث في الـــوكـــالـــة الـــدولـــيـــة لــلــطــاقــة الــــذريــــة، ويـنـتـقـد طهران على عدم تعاونها في الملف النووي. وأشــــــــارت المـــتـــحـــدثـــة بـــاســـم الــحــكــومــة، فـاطـمـة مـهـاجـرانـي، إلـــى عـقـد اجـتـمـاع نــواب وزراء خارجية إيران والدول الثلاث استناداً إلى «المصلحة التي أكد عليها المرشد». وأوضــحــت مـهـاجـرانـي، أن «المـحـادثـات ستتمحور حول القضايا الثنائية، الإقليمية والـــدولـــيـــة، وتـــبـــادل الأوضــــــاع فـيـمـا يتعلق بالوضع في غزة ولبنان، وإحلال السلام في المنطقة». وأضـــافـــت مــهــاجــرانــي: «لــأســف الـــدول الغربية، وعلى رأسـهـا أميركا، أثبتت مـراراً وتــــكــــراراً أنـــهـــا لا تــفــي بـــوعـــدهـــا، لــكــن الأمـــر المؤكد هو أن مصالح الشعب الإيراني سيتم فحصها في إطار المصالح العامة للنظام». ورداً علىسؤال بشأن إمكانية التفاوض المـبـاشـر مـع واشـنـطـن، قـالـت مـهـاجـرانـي، إن طهران «مستعدة لمناقشة أي مقترح في إطار مصالحها القومية». وأوضحت أن «الحوار بـحـاجـة إلـــى الاحـــتـــرام وبــنــاء الـثـقـة، وهـــذا لا يمكن إثباته بالكلام فقط». وسيمثل الجانب الإيـرانـي، نائب وزيـر الخارجية في الشؤون الـــدولـــيـــة، مـجـيـد تــخــت روانـــتـــشـــي، حسبما أوردت وسائل إعلام إيرانية. جنيففرصة نجاح وعــــــبّــــــرت وســـــائـــــل إعــــــــ م مــــقــــربــــة مــن «الحرس الثوري» الإيراني عن أملها في أن تنجح المحادثات «رغـم أن التوقعات بشأن نجاحها ليست كبيرة». وقـــال مـوقـع «نـــور نــيــوز» الإيـــرانـــي، إن «محادثات جنيف بين دبلوماسيي إيران من جهة، والاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية الــــثــــ ث، بــريــطــانــيــا وفـــرنـــســـا وألمـــانـــيـــا، من جــهــة ثــانــيــة تـمـثـل فـــرصـــةً صـــغـــيـــرةً، لكنها مـهـمـة لـلـجـانـبـ لإيـــجـــاد لـغـة مـشـتـركـة من أجــل تقليل الـتـوتـرات غير الـضـروريـة التي ألقت بظلالها على علاقاتهما في السنوات الأخيرة». وأوضـــــــــح المـــــوقـــــع الــــتــــابــــع لـــــ«الــــحــــرس الـــثـــوري»، أن «الـجـانـبـ مـسـتـعـدّان للسير على طريق خفض التوتر، واستئناف المسار الدبلوماسي لحل القضايا المتنازع عليها». ونقل الموقع عن مراقبين أنهم وصفوا المـــحـــادثـــات بــأنــهــا «خـــطـــوة مـهـمـة فـــي بـنـاء الــثــقــة بـــ إيــــــران والأوروبــــــيــــــ ، الـــتـــي، إذا استمرّت، فيمكن أن تنهي التوقف الذي دام عامين في مفاوضات خطة العمل المشترك الشاملة». وكــان المتحدث بـاسـم وزارة الخارجية الإيراني، إسماعيل بقائي، قد صرّح في وقت سابق بأن «إيـران ستعتمد سياسة التفاعل والتعاون مع الدول الأخرى»، وعدّ المحادثات المقبلة مع الـدول الأوروبية الثلاث استمراراً للمحادثات الـتـي عُـقـدت معها على هامش الاجــتــمــاع الـسـنـوي للجمعية الـعـامـة للمم المتحدة في نيويورك. وزعم الموقع الإيراني، أن طـهـران «امتنعت عـن اتـخـاذ أي إجـــراءات من شأنها تعقيد مسار المفاوضات والجهود الـــرامـــيـــة إلـــــى إحــــيــــاء خـــطـــة الـــعـــمـــل المــشــتــرك الشاملة على مدى الشهرين الماضيين». وقــــال المـــوقـــع: «الأطـــــــراف الأوروبــــيــــة لم تتخذ إجـــــراءات مــضــادة فـحـسـب، بــل عـقّـدت أيــضــا مــســار الـدبـلـومـاسـيـة بــــإجــــراءات غير بنّاءة». وتــــبــــنــــى مـــجـــلـــس مـــحـــافـــظـــي الــــوكــــالــــة الــدولــيــة لـلـطـاقـة الـــذريـــة، قــــراراً يــأمــر طـهـران مجدداً بتحسين التعاون مع الوكالة، التابعة للمم المتحدة، على وجه السرعة. وطلب الـقـرار من مدير الوكالة الدولية إصدار «تقييم شامل ومُحدّث بشأن احتمال وجــود أو استخدام مــواد نـوويـة غير معلنة فيما يخص قضايا عالقة ماضية وحالية تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني». ورفــضــت بـريـطـانـيـا وفــرنــســا وألمــانــيــا، والــــولايــــات المـــتـــحـــدة الـــتـــي اقـــتـــرحـــت الـــقـــرار، تـــحـــرك إيــــــران فـــي الــلــحــظــة الأخــــيــــرة لـوضـع ســقــف لمــخــزونــهــا مـــن الـــيـــورانـــيـــوم المـخـصـب فـي المـائـة، القريب مـن درجـة 60 بـدرجـة نقاء صـنـع الأســلــحــة، ووصــفــتــه بــأنــه «غــيــر كــافٍ وغير صادق». ورداً على القرار، أعلنت طهران تشغيل أجـــهـــزة طــــرد مـــركـــزي مــتــقــدمــة، مـــن مختلف الطرازات في منشأتَي تخصيب اليورانيوم؛ «فوردو»، و«نطنز». 4 حربمتعددةالخرائط NEWS مهاجراني قالت إن «الكلام لا يثبت الثقة مع الأميركيين وسنراعي مصالحنا وفقاً لأوامر خامنئي» ASHARQ AL-AWSAT Issue 16801 - العدد Wednesday - 2024/11/27 الأربعاء بارزاني يحذر من مخاطر الانسحاب الأميركي حــــــــدد رئـــــيـــــس «الـــــــحـــــــزب الــــديــــمــــقــــراطــــي الكردستاني»، مسعود بارزاني، موقف الكرد من الصراع الجاري في المنطقة بطريقة تبدو مـخـتـلـفـة عـــن خـــيـــارات الـــقـــوى الــســيــاســيــة في بغداد، لا سيما من الحرب الدائرة في المنطقة. وفــــــي لــــقــــاء لـــــه مـــــع قــــنــــاة «ســـــكـــــاي نـــيـــوز عــــربــــيــــة»، أمــــــس الــــثــــ ثــــاء، أكــــــد بــــــارزانــــــي أن الـــعـــراق «هــــو المــتــضــرر فـــي حــــال جــــره لـلـحـرب فـي المـنـطـقـة». وأضـــاف أن «الـعـ قـة بـ أربيل وبـــغـــداد جــيــدة، مــع أن بـعـض المـلـفـات العالقة لا تــزال طـور النقاش لحلها، من بينها حصة الإقليم من النفط». وقـــال بــارزانــي: «لـيـس مـن مصلحتنا أي توتر مع إيـران وتركيا والعلاقات طبيعية مع الطرفين»، مؤكداً أنه «لم يكن في برنامجنا أبداً توتر العلاقات مع تركيا وإيران، لكن لن نسمح لأي أحد بأن يتدخل في شؤوننا». ولفت بارازني إلى أن «المعارضة الإيرانية المـــــوجـــــودة فــــي إقـــلـــيـــم كــــردســــتــــان لــــم تــتــدخــل وتـسـتـمـع لـلـتـعـلـيـمـات، بـيـنـمـا (حــــزب الـعـمـال الكردستاني) يتدخل ولا يستمع للتعليمات». العراق وطبول الحرب وبــــشــــأن طـــبـــول الــــحــــرب الـــتـــي تـــقـــرع فـي المـــنـــطـــقـــة وطـــريـــقـــة تـــعـــاطـــي الـــــعـــــراق الــرســمــي والــعــراق المــــوازي المتمثل بالفصائل المسلحة المــوالــيــة لإيــــران، قـــال بـــارزانـــي إن «الـــعـــراق هو المتضرر من جره للحرب الحالية في المنطقة». ومــع أن بــارزانــي لـم يخض فـي تفاصيل مـوقـف الــعــراق مـن الــحــرب، لكنه عـبّـر عـن رأي كـــردي منسجم مــع مـوقـف الـحـكـومـة العراقية ســواء على لسان رئيس الـــوزراء محمد شياع السوداني أو وزير الخارجية فؤاد حسين، لكنه انتقد صراحة «الفصائل المسلحة التي لا تزال تـهـدد بــالــرد عـلـى إسـرائـيـل فــي حـــال تنفيذها هجوما على العراق». وكـــــــــان رئـــــيـــــس الــــــــــــــوزراء مـــحـــمـــد شـــيـــاع الــســودانــي أعــلــن، الأحــــد المـــاضـــي، خـــ ل كلمة عـــــام عـــلـــى تـأسـيـس 100 لــــه بــمــنــاســبــة مــــــرور الدبلوماسية العراقية أن إسرائيل باتت تبحث عـمـا سـمـاهـا «ذرائـــــع واهــيــة لــضــرب الـــعـــراق»، مـبـيـنـا أنــــه وجّـــــه وزارة الـــخـــارجـــيـــة لـلـتـعـامـل مـــع الأمـــــر، وفـــق الأطــــر الـدبـلـومـاسـيـة. وكـانـت الــســفــيــرة الأمــيــركــيــة إلــيــنــا رومــانــســكــي الـتـي انتهت مــدة عملها فـي الــعــراق، قـد حـــذرت من إمكانية أن تقوم إسرائيل باستهداف العراق قائلة: «أود أن أكـون واضحة جـداً من البداية. الإســـرائـــيـــلـــيـــون أدلـــــــوا بـــتـــحـــذيـــرات ردع عـلـى الميليشيات المـدعـومـة إيـرانـيـا والمــوجــودة هنا في العراق، والتي تعتدي على إسرائيل». وأضـــافـــت أن «هــــذه المـيـلـيـشـيـات هـــي من بــــــدأت فــــي الاعـــــتـــــداء عـــلـــى إســــرائــــيــــل، وأكـــــون واضـحـة جــداً لـهـذه النقطة وأن الإسرائيليين حـــــــــذروا حـــكـــومـــة الـــــعـــــراق بــــــأن يــــوقــــفــــوا هـــذه الميليشيات من اعتداءاتها المتكررة والمستمرة عــلــى إســـرائـــيـــل». وتــابــعــت الــســفــيــرة بــالــقــول: «رسالتنا إلـى حكومة الـعـراق هـي أن تسيطر على هـذه الميليشيات المنفلتة التي لا تنصاع لأوامر الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء، وأن إسرائيل أمة لها سيادتها، وسـتـقـوم بــالــرد عـلـى أي اعـــتـــداء مــن أي مكان ضدها». خطر الانسحاب الأميركي وعــــن مــوقــفــه مـــن الـــوجـــود الأمـــيـــركـــي في العراق، قال بارزاني إن «(داعش) لا يزال يشكل تهديداً جديا، وانسحاب قوات التحالف مشكلة من دون تجهيز الجيش العراقي والبيشمركة». ويـــــعـــــد مـــــوقـــــف بــــــــارزانــــــــي أول مـــوقـــف كـــردي بـهـذا الــوضــوح بـعـد سلسلة مباحثات أجــرتــهــا الـحـكـومـة الــعــراقــيــة طــــوال هـــذا الـعـام مـــع الأمــيــركــيــ بــشــأن إعـــــادة تـنـظـيـم الـعـ قـة بــــ الــــعــــراق والـــــولايـــــات المـــتـــحـــدة الأمــيــركــيــة والـتـي تتضمن انسحاب مـا تبقى مـن القوات الأمــيــركــيــة مـــن الـــعـــراق والـــعـــودة إلـــى اتـفـاقـيـة الإطــــــــار الاســـتـــراتـــيـــجـــي المــــوقّــــعــــة بــــ بـــغـــداد .2008 وواشنطن عام وفـــي هـــذا الــســيــاق، يــقــول أســتــاذ الـعـلـوم السياسية في الجامعة المستنصرية الدكتور عــصــام فـيـلـي لــــ«الـــشـــرق الأوســـــط» إن «مـوقـف بارزاني من الانسحاب الأميركي يمثل مخاوف كــثــيــر مـــن الـــقـــوى الــســيــاســيــة وحـــتـــى الـــشـــارع الـعـراقـي فـي أن يـكـون الـعـراق جـــزءاً مـن ساحة حرب». وأضـــــــاف فــيــلــي أن «هــــــذه الــــحــــرب لا بـد أن يـكـون لمــن يـشـتـرك فيها اصـطـفـاف لصالح طرف ضد آخر، وهو ما يتناقض مع الدستور الـعـراقـي وتـصـريـحـات كـبـار مـسـؤولـيـه فــي أن الـــعـــراق لا يـمـكـن أن يــكــون ســاحــة لـلـحـرب في المنطقة بين قوتين وهما أميركا وإيران». وأوضــح فيلي أن «الـعـراق لا يــزال يواجه تحديات داخلية في المقدمة منها التنظيمات الإرهــابــيــة، وأن قـــوات التحالف الــدولــي تمثل ضمانة أمنية»، وأشار إلى أن «الكرد يخشون من غياب قوات التحالف؛ لأنهم يرون أن وجود بــعــض الأطــــــراف المـسـلـحـة فـــي بــعــض المـنـاطـق المـــتـــنـــازع عــلــيــهــا ســيــشــكــل تـــهـــديـــداً لـــهـــم بـعـد الانسحاب الأميركي». بغداد: حمزة مصطفى جزء من التحالف الحاكم «يدفع نحو الانخراط بالحرب» «وحدة الساحات» في العراق... التباسبين الحكومة والفصائل تسير الحكومة العراقية منذ أشهر فـــي خـــط مـتـقـاطـع مـــع الـفـصـائـل المسلحة المــنــخــرطــة فـــي «مـــحـــور المـــقـــاومـــة»، لجهة المــــوقــــف مــــن الــــحــــرب الإســـرائـــيـــلـــيـــة عـلـى لبنان وغــزة، فالموقف الرسمي الحكومي يـرفـض بشكل علني ومـكـرر تـــورط البلاد في الحرب، في حين يجري شعار «وحدة الساحات» على ألسن قـادة الفصائل ليل نهار. مـــــع ذلـــــــك، لا يــــبــــدو الـــتـــقـــاطـــع حـــــاداً وحاسما بين الجانبين، وفقا لمراقبين، ذلك أن فصائل منخرطة في الحرب لها نفوذ واســـع داخـــل حكومة الـسـودانـي وهــي من أوصلته إلى السلطة، وقد وردت منظمتا؛ «بـــــــدر» الـــتـــي يـــقـــودهـــا هــــــادي الـــعـــامـــري، و«عــــصــــائــــب أهـــــل الــــحــــق» الـــتـــي يــقــودهــا قيس الخزعلي، ضمن لائـحـة الجماعات المتهمة بمهاجمة إسرائيل بعد الشكوى التي وجهتها الأخـيـرة إلـى مجلس الأمـن قبل أيام. التباسبين الحكومة والفصائل غـيـر أن «الالـــتـــبـــاس» فــي الـصـلـة بين الحكومة والفصائل، سـواء على مستوى الموقف من الحرب الدائرة، وعلى مستوى شـــراكـــتـــهـــم فــــي إدارة الـــســـلـــطـــة، لــــم يـمـنـع حـــكـــومـــة رئـــيـــس الـــــــــــوزراء، مــحــمــد شــيــاع السوداني، من تأكيد «حيادها» النسبي وتــأكــيــدهــا الـــدائـــم عــلــى احــتــكــار الـــدولـــة، وليس الفصائل، قرار الحرب والسلم. ويـــمـــيـــل مــــراقــــبــــون إلــــــى أن حــكــومــة الــــســــودانــــي تــســتــنــد فــــي مـــســـعـــاهـــا نـحـو الــــنــــأي بـــالـــبـــ د عــــن شــــــرور الــــحــــرب، إلـــى حــــلــــفــــاء وشــــخــــصــــيــــات أســــاســــيــــة داخــــــل «الإطـار التنسيقي» ترفض توريط البلاد فــي الــحــرب، فــي مـقـابـل قــوى أخـــرى داخــل «الإطـــــــار» تــدفــع بــاتــجــاه تــكــريــس الــعــراق جــــــزءاً مــــن مـــعـــادلـــة الــــحــــرب، وحــــشــــره فـي «وحدة الساحات». وقـــبـــل نــحــو أســـبـــوعـــ ، قــــدم رئـيـس «تــــيــــار الـــحـــكـــمـــة» الــــقــــيــــادي فــــي «الإطـــــــار التنسيقي»، عمار الحكيم، دعما واضحا لـــحـــكـــومـــة الــــســــودانــــي فــــي إطــــــار سـعـيـهـا لـــتـــجـــنـــب الـــــحـــــرب ضـــمـــن شــــعــــار «وحــــــدة الساحات»، حين قال إن «بلاده غير مهيّأة لخوض حربٍ إقليمية شاملة». واكــتــفــى بــــالإشــــارة إلــــى أن «الـــعـــراق قادر على تقديم الدعم والإسناد للقضية اتجاهات: 3 الفلسطينية واللبنانية عبر الــدعــم الـسـيـاسـي، والإدانـــــة والاسـتـنـكـار، والــوســاطــات». وفــي ذلــك إشـــارة صريحة وواضـــــحـــــة إلــــــى عــــــدم الــــقــــبــــول بـــانـــخـــراط «الـــعـــراق الــرســمــي» ضـمـن شــعــار «وحـــدة الساحات». وأول من أمــس، شـدد رئيس الــوزراء الأسبق، حيدر العبادي، على عدم توريط الـــــعـــــراق فـــــي الـــــحـــــرب، مـــمـــا يـــمـــثـــل دعـــمـــا «إطاريا» آخر لموقف البلاد الرسمي، حين شـــــدد، فـــي تــدويــنــه عــبــر مـنـصـة «إكـــــس»، عــلــى عــــدم «الـــســـمـــاح لـلـمـغـامـريـن بـقـيـادة السياسات والقرارات الوطنية». وفــهــم بــعــض المـــراقـــبـــ أن المـقـصـود بهذه الإشـارة هي الفصائل المسلحة التي لطالما وجّــه لها العبادي انـتـقـادات لاذعـة في مناسبات سابقة. وحذر العبادي، أيضا، من «الانحياز الـــجـــبـــهـــوي فـــــي الــــســــيــــاســــات والــــــقــــــرارات الوطنية لمصلحة أحد المحاور المتصارعة بالضد من المصلحة الوطنية العراقية». الموقف الحكومي تــؤكــد مـــصـــادر مـقـربـة مـــن الـحـكـومـة أن «لدى الحكومة موقفا ثابتا ضد شعار (وحــدة الساحات) رغـم الضغوط الكثيرة الــــتــــي تــــعــــرضــــت لــــهــــا مـــــن جــــانــــب بــعــض الفصائل والراعي الإيراني». ويــــســــتــــبــــعــــد المـــــــصـــــــدر، فــــــي حـــديـــث لـــ«الــشــرق الأوســـــط»، بـقـاء شـعـار «وحـــدة الـــــســـــاحـــــات» قــــائــــمــــا فـــــي حـــــــال تـــوصـــلـــت إسـرائـيـل و«حـــزب الـلـه» إلــى اتـفـاق لوقف الــــــحــــــرب. وتـــــوقـــــع أن تـــلـــجـــأ «الـــفـــصـــائـــل العراقية إلى فك الارتباط بجبهة غزة في حــال وافـــق (حـــزب الـلـه) على الـهـدنـة، لكن الأمر المثير للقلق هو أن إمكانية استهداف إســرائــيــل إيـــــران قـــد تــــؤدي إلـــى اسـتـعـادة الفصائل شعارها». وفي الأسبوع الماضي، تحدث الأمين العام لـ«كتائب حزب الله» بصراحة عن أن «حـــزب الـلـه» اللبناني بـيـده قـــرار الالـتـزام بشعار «وحدة الساحات». وقـــــــال نـــــــزار الــــحــــيــــدر، وهــــــو بـــاحـــث وأكاديمي عـراقـي، إن «(وحــدة الساحات) هـــــو شــــعــــار طـــــهـــــران الــــحــــصــــري لــحــمــايــة نـفـسـهـا، لــــذا؛ فـهـي تـتـحـكـم فــيــه، فترجئه مـــتـــى أرادت، وتـــعـــيـــد تــنــشــيــطــه مـــتـــى مـا رغبت، وفق مصالح أمنها القومي». وأوضـــــــــــح الــــحــــيــــدر أن «الـــفـــصـــائـــل المسلحة في العراق التي ترى نفسها جزءاً من هذه النظرية لا تشذ عن هذه القاعدة». ضغوط أميركية وإلــــى جــانــب ذلــــك، يـعـتـقـد مــراقــبــون مــــحــــلــــيــــون أن الـــــضـــــغـــــوط الأمـــــيـــــركـــــيـــــة، والـــتـــهـــديـــدات الإســـرائـــيـــلـــيـــة بــاســتــهــداف الـعـراق، بجانب إمكانية وقـف الحرب في لبنان، عوامل مهمة «قد تساهم في تراجع الـفـصـائـل عـــن شــعــارهــا، وربـــمـــا تمنحها بـــطـــاقـــة عـــبـــور لــتــمــريــر مــوقــفــهــا المـــهـــادن لاحقا، أمام جمهورها». وقـــــالـــــت الـــســـفـــيـــرة الأمــــيــــركــــيــــة لـــدى العراق، ألينا رومانوسكي، الاثنين، خلال طاولة مستديرة لعدد من وسائل الإعلام: «أود أكون واضحة جداً، ومنذ البداية، في أن الإسـرائـيـلـيـ وجّـــهـــوا تــحــذيــرات ردع للميليشيات المدعومة إيرانيا والموجودة هـــنـــا فـــــي الــــــعــــــراق، والـــــتـــــي تـــعـــتـــدي عـلـى إسرائيل». وأضــــــافــــــت أن «هـــــــــذه المـــيـــلـــيـــشـــيـــات هـــي الــتــي بــــدأت الاعـــتـــداء عـلـى إســرائــيــل. ولأكون واضحة جداً في هذه النقطة، فإن الإسرائيليين حـــذروا حكومة الـعـراق بأن يـوقـفـوا هــذه الميليشيات عـن اعـتـداءاتـهـا المتكررة والمستمرة على إسرائيل». وتــابــعــت أن «رســالــتــنــا إلـــى حكومة الــــــــعــــــــراق هـــــــي أن تــــســــيــــطــــر عـــــلـــــى هـــــذه الميليشيات المنفلتة والتي لا تعتد بأوامر الــحــكــومــة وأوامـــــــر الـــقـــائـــد الـــعـــام لـلـقـوات المسلحة رئيس الوزراء. وإسرائيل أمة لها سيادتها، وهــم سـيـردون على أي اعـتـداء من أي مكان ضدهم». وكـانـت مـصـادر تحدثت عـن رسائل بعثت بها إسرائيل إلى بغداد عبر السفير الأذربيجاني، لكن مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي نفى ذلك. السودانيخلال اجتماع مع قادة الجيشالعراقي (إعلام حكومي) بغداد: فاضل النشمي المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية: محادثات جنيف فرصة لخفض التوتر بالدبلوماسية طهران مستعدة للتفاوضمع واشنطن «بناء على الثقة» المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني (موقع جماران) لندن: «الشرق الأوسط»
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky