issue16800

7 حوار INTERVIEW Issue 16800 - العدد Tuesday - 2024/11/26 الثلاثاء ASHARQ AL-AWSAT قصة «الكيماوي» ســـألـــتـــه بــــمــــاذا يـشـعـر حــــــــــــن يُــــــــــــوصــــــــــــف خــــــالــــــه عـــــــــلـــــــــي حـــــــــســـــــــن المــــــجــــــيــــــد بـــــ«الــــكــــيــــمــــاوي»؟ فـــأجـــاب: «هــــذا وصـــف فـيـه الـكـثـيـر مـــن المـغـالـطـة والــظــلــم والافــــتــــراء. كـثـيـر مــن الـتـزيـيـف لـلـحـقـيـقـة. المــشــكــلــة هـــي فـــي الاســتــنــاد إلـــى أنــــاس مـغـرضـن أو لـيـسـت لديهم معلومات. 1991 عـلـي حـسـن المـجـيـد فـــي عـــام وعــنــدمــا ســيــطــرت بــعــض المـيـلـيـشـيـات المتمردة على دهوك وبعض المحافظات الأخــرى، كـان واجبه تحرير المدينة من المتمردين. تعمد عليحسن المجيد جمع القادة العسكريي وبعض أمــراء أفـواج الأكراد في فندق لا أذكر اسمه. جمعهم وتــحــدث معهم وقـــال لـهـم: غـــداً إن شـاء الله الساعة السابعة صباحاً نشرع في الهجوم على مدينة أو محافظة دهوك. ستبدأ الـطـائـرات تقصف بالكيماوي، ثم من بعدها يدخل الجيش لاستعادة المنطقة. انـتـشـر الـخـبـر ووصــــل فــي لحظته إلى دهوك، ففر المدنيون والمتمردون من دهـوك. من يرغب في استخدام السلاح الــكــيــمــاوي لا يـعـقـد اجــتــمــاعــ مـوسـعـ ويعلن فيه ذلـك. كان الغرض الحقيقي إثـــــارة الـــخـــوف لــــدى المــتــمــرديــن وحـتـى الـــنـــاس لـلـتـقـلـيـل مـــن خــســائــر الـجـيـش والمــدنــيــن فــي حـــال اخـــتـــاروا المـقـاومـة. وفـــــعـــــً فـــــي الــــســــاعــــة المــــــحــــــددة قـــامـــت طـائـرات الهليكوبتر برمي مــادة تشبه الطحي وعندما يراها المرء يتوهم أنها مـادة كيماوية. كـان هـدف المـنـاورة عدم الــتــســبــب فـــي وقـــــوع ضــحــايــا وهـــــذا ما حـصـل. بـعـد ذلـــك ألـصـقـت بعلي حسن المجيد صفة الكيماوي». ســألــتــه: مـــن أمـــر بـقـصـف حلبجة؟ فــأجــاب: «حلبجة موضوعها مختلف ومعروف. تداولته الأخبار لكنها أيضاً مغلوطة. الأخـبـار الحقيقية والمنطقية هي أن إيران دخلت حلبجة، وقصفتها قــبــل دخـــولـــهـــا بــالــكــيــمــاوي، والــشــاهــد على ذلك قبل فترة غير بعيدة، مسرور بــارزانــي، رئيس وزراء كردستان الـذي أعـــلـــن أن طـــائـــرتـــن إيـــرانـــيـــتـــن قصفتا حـلـبـجـة قـبـل دخــــول الإيـــرانـــيـــن إلـيـهـا. الـــســـيـــد الـــرئـــيـــس فــــي حـــديـــث فــــي أحـــد اجتماعات مجلس الــــوزراء تـحـدث عن هذا الأمر. قال إن الفريق نزار الخزرجي رئيس أركان الجيش هو الذي استخدم الـكـيـمـاوي على حلبجة ومــن دون علم القيادة، وهـذا رداً على الكيماوي الذي اسـتـخـدمـتـه إيـــــران فـــي ضـــرب المـنـطـقـة. وقــــــال الـــرئـــيـــس فــــي تـــلـــك الـــجـــلـــســـة: أنـــا حاسبته (نزار الخزرجي) وقلت له ليس لك حق أن تستخدم الكيماوي من دون علم القيادة». العودة إلى العراق أسـأل جمال مصطفى عما إذا كان لا يـــزال يـأمـل بـالـعـودة إلــى الـعـراق ذات يـــوم، فيجيبني: «كــل الـحـكـومـات التي تـعـاقـبـت عـلـى الـحـكـم فــي الـــعـــراق، منذ إلــــى يــومــنــا هـــــذا، هـــي حـكـومـات 2003 جاء بها المحتل الأميركي، وارتباطاتها وتبعيتها للنظام الإيراني في تحقيق أهـدافـه وأجنداته في المنطقة حتى من خـــ ل انــتــشــار المـيـلـيـشـيـات فــي الــعــراق وســوريــا ولـبـنـان والـيـمـن. حقيقة عند وصـــولـــهـــم، أول أيـــــام الاحــــتــــ ل، بــــدأوا بالقضاء على البنية التحتية العلمية الــوطــنــيــة، مـــن خــــ ل الاغـــتـــيـــالات الـتـي قــــامــــت بـــهـــا مــيــلــيــشــيــا تـــابـــعـــة لإيـــــــران. اغـتـالـت علماء الــعــراق واغـتـالـت أطباء الـــعـــراق واغــتــالــت الـطـيـاريـن الـعـراقـيـن والـوطـنـيـن، مـمـا أدى إلـــى هـجـرة أكثر مـ يـن عـراقـي إلــى خـــارج البلد 10 مـن ويعيشون في المهجر. وحقيقة التكلفة الإنـــســـانـــيـــة لا يــقــبــلــهــا أي ذي جــانــب إنـــســـانـــي وخــلــقــي ومــــبــــادئ إنــســانــيــة. مــــن جـــانـــب آخــــــر، هــــل نــتــمــنــى الـــعـــودة إلــى الــعــراق؟ مـؤكـد أتمنى الــعــودة إلى العراق، وكل عراقي وطني يحب شعب العراق ويتمنى العودة اليوم قبل الغد. وهي مسألة وقت حقيقة ونتأمل، بإذن الــلــه، أن يـتـحـرر الــعــراق ويــعــود نظيفاً قوياً معافى، وسنعود، وأول العائدين نكون أنا وأسرتي». قـــــــــال جــــــمــــــال مــــصــــطــــفــــى إن أهـــــل المنطقة يتحدثون كثيراً في هذه الأيام عـــن الـــــدور الإيـــرانـــي فـيـهـا. الإيــرانــيــون أنفسهم يـتـحـدثـون عــن الـسـيـطـرة على أربع عواصم عربية هي بيروت ودمشق وبـغـداد وصنعاء. أربــع دول مضطربة وتـعـيـش نــوعــ مـــن الـتـفـكـك. الـــقـــرار في يــــد المـــيـــلـــيـــشـــيـــات ولــــيــــس الـــحـــكـــومـــات. الــســيــاســات المـتـبـعـة مـنـاقـضـة لمصالح هذه الدول ولطبيعة انتمائها العربي. حـرص على الإشـــارة إلـى أن صدام حسي «تنبه بـاكـراً لـهـذا الأمـــر واعتبر أن هـــنـــاك مـــشـــروعـــ يــســتــهــدف الـــعـــراق لتفكيكه والانـــطـــ ق بـعـد ذلـــك لتفكيك عــدد مـن دول المنطقة. كــان الــعــراق هو الـــســـد فــــي وجـــــه هـــــذا المــــشــــروع المـــوجـــه ليس فقط ضد العراق، بل ضد العرب، بوجودهم ودورهم». اعتبر أن إيران هي التي تتحمل مسؤولية الحرب العراقية - الإيرانية «وسياستها صريحة وتقوم عــلــى تــصــديــر الـــثـــورة وهــــو مـنـصـوص عنه في دستورها». ســألــتــه عـــن صــحــة مـــا سـمـعـتـه أن جهات في المخابرات العراقية اقترحت عـــلـــى الـــرئـــيـــسصــــــدام اغـــتـــيـــال المـــرشـــد الإيراني الإمـام الخميني خلال وجوده في بغداد ورفضلأنه يُعتبر ضيفاً على الـعـراق، فـأجـاب: «نـعـم، السيد الرئيس صــــــــدام حــــســــن عــــربــــي أصــــيــــل وشـــهـــم وكــل شمائل الــرجــال الأصـيـلـة العربية يمتلكها، ولـذلـك لا يمكن أن يسمح أن يتعرض ضيفٌ من ضيوفه لأي خطر. فكيف يتعرض ضيفه لغدر؟ لا يسمح بهذا الجانب ولا يمكن أن يخطر على بـــالـــه نــهــائــيــ هــــذا الأمـــــر ولا يــمــكــن أن يسمح بأن يتحدث بهذا الجانب». الخميني والزائر وتسجيل المحادثة خلال وجود الخميني في العراق كلفت السلطات بعثياً اسمه علي باوه بأن يسهر على توفير تسهيلات إقامته. بعد مغادرة الــخــمــيــنــي إلـــــى بــــاريــــس كُــــلِــــف عـــلـــي بــــاوه بزيارته في مقر إقامته في نوفل لوشاتو. وتقول الرواية إن شخصاً آخر من المخابرات العراقية رافق علي في الزيارة وكان يرتدي ســــاعــــة قــــــــادرة عـــلـــى تــســجــيــل الأحـــــاديـــــث. وتـضـيـف الـــروايـــة أن الـخـمـيـنـي قـــال لعلي بـــاوه إنــه بعد إسـقـاط نـظـام الـشـاه سيكون نــظــام «الــبــعــث» فـــي الـــعـــراق هــدفــه الـثـانـي، وإن صـدام اطلع على هـذا الكلام فاستنتج أن الحرب آتية. سألت جمال مصطفى عن ذلك فأجاب: «فعلاً وصلت رسالة من خلال الـــزيـــارة الـتـي تحققت مــع الخميني، وكــان مـفـادهـا أن الـهـدف الـثـانـي مـن بعد إسقاط الـشـاه هـو إسـقـاط الـنـظـام فـي الــعــراق. كان واضحاً أن الخميني يعتبر النظام العراقي عائقاً أمام مشروعه». ســـألـــت جـــمـــال مــصــطــفــى عــــن عـــ قـــات صـــــدام حــســن بــالــزعــمــاء الــــعــــرب، فـــأجـــاب: «كـــانـــت لــــدى الــســيــد الــرئــيــس عـــ قـــة طيبة وممتازة مع عدد من الزعماء العرب. يمكن أن أتــحــدث هـنـا عــن المـلـك حـسـن بــن طــ ل، والرئيس علي عبد الله صالح، والملك فهد بن عبد العزيز. عندما زار العاهل السعودي بــغــداد احـتـفـى بــه الـرئـيـس احــتــفــاءً خاصاً واهـــتـــم بـــه اهــتــمــامــ خـــاصـــ وتـــعـــامـــل معه تعاملاً مميزاً. وأتـذكـر أنــه طــرح على الملك فهد مشروع اتفاقية بي العراق والسعودية لـلـحـفـاظ عــلــى الـــحـــدود وعــــدم الــتــدخــل في الشأن الداخلي ووافــق الملك فهد فـوراً على المـقـتـرح، وجـلـس وزيـــر الـخـارجـيـة العراقي ووزيـــــــــر الــــخــــارجــــيــــة الــــســــعــــودي وأبــــرمــــت الاتفاقية بسهولة. زعماء عرب آخرون كانوا على تواصل مستمر مــع الـسـيـد الــرئــيــس، منهم الشيخ جــابــر الأحـــمـــد، أمــيــر الــكــويــت. عـنـدمـا جـاء الـشـيـخ جـابـر إلـــى بــغــداد احـتـفـى بــه السيد الرئيس وتعامل معه تعاملاً مميزاً أيضاً لأن العرب وقفوا مع العراق في حربه ضد إيران، والسيد الرئيس لا ينسى هذا الفضل أبداً، وتعامل معه تعاملاً مميزاً جداً. خلال الــزيــارة طــرح الرئيس على ضيفه مشروع اتفاق مشابه للذي وقع مع السعودية، لكنه لم يوافق وبقيت الأمور على حالها. يــاســر عـــرفـــات الــلــه يـرحـمـه ويـغـفـر له كان مميزاً. دائماً يذهب ويأتي إلى العراق وكان من الرؤساء المميزين الذين كان السيد الـرئـيـس يحترمهم ويـقـدرهـم لأنــه صاحب قضية وقضيته عظيمة، والسيد الرئيس كان يهتم بفلسطي اهتماماً مميزاً». أرشيفية لجندي أميركي يلفرأستمثالصدام حسين بعلم بلاده في بغداد (وكالات) الخزرجي: أبلغوا القائد العام بسقوطحلبجة بيد الإيرانيين فأمر بتوجيه «ضربة خاصة» لـــــلـــــفـــــريـــــق أول ركـــــــــــن نــــــــزار > الـــخـــزرجـــي رئـــيـــس الأركـــــــان الــســابــق لـلـجـيـش الــعــراقــي روايـــــة أخــــرى عما جـــــرى فــــي حــلــبــجــة. قـــــال الـــخـــزرجـــي إن طـرفـي الـحـرب العراقية-الإيرانية اسـتـخـدمـا الأسـلـحـة الـكـيـمـاويـة لكن قــدرات الـعـراق في استخدامها كانت أكثر تطوراً. سألته عن آلية استخدام الأسلحة الـكـيـمـاويـة فـــأجـــاب: «اســتــخــدام هـذا السلاح مدرج تحت تسمية الضربات الخاصة. الأمر بتنفيذ هذه الضربات لا يمكن أن يصدر إلا عن القائد العام. الاســـتـــخـــدام والـــتـــوقـــيـــت والــســيــطــرة على العملية أمــور تعود إلـى القائد العام. هذه الأسلحة تصنع في هيئة التصنيع العسكري لكنها تستخدم عـــبـــر وســـيـــلـــتـــن: الــــقــــوة الـــجـــويـــة أو الأســــلــــحــــة الــــقــــاذفــــة المــــــوجــــــودة لـــدى الحرس الجمهوري الخاص. وتحريك هـــذه الأسـلـحـة الـكـيـمـاويـة وشحنها ومـــوعـــد إطــ قــهــا واســتــخــدامــهــا من شأن القائد العام وحده». وعـمـا جـــرى فــي حـلـبـجـة، يـقـول: «تـــعـــرضـــت حــلــبــجــة لـــضـــربـــة جــويــة بـــأمـــر مــــن الـــقـــائـــد الــــعــــام. الــــواقــــع إن مــــا حـــصـــل غــــريــــب. كـــــان عـــلـــي حـسـن المجيد مـسـؤولاً عـن الشمال وأعطي صلاحيات استثنائية كاملة. وكانت هـنـاك هـجـمـات إيــرانــيــة فــي المنطقة. أبـلـغـت عـنـاصـر أمـنـيـة وحـزبـيـة علي حسن المجيد أن حلبجة سقطت بيد الإيرانيي فأخبر صدام بذلك. عندها أمر صدام بتوجيه ضربة خاصة إلى حلبجة معتقداً أنه سيكبد الإيرانيي خسائر كبيرة. كانت الضربة جوية. والغريب أن حلبجة ساعة الضربة لم تكن قد سقطت بيد الإيرانيي وكان لا يزال فيها عدد من الجنود العراقيي. وقـد أكـد عـدد من الـقـادة الأكـــراد أنهم عثروا بيضحايا حلبجة على جثث جـــنـــود عـــراقـــيـــن. قـــائـــد الـــفـــرقـــة الـتـي تتولى مسؤولية الأمن في المنطقة لم يكن يعرف بالضربة ولا قائد الفيلق ولا أنــــا (رئـــيـــس الأركــــــــان) ولا وزيـــر الدفاع نائب القائد العام الفريق أول ركــــن عـــدنـــان خــيــر الـــلـــه. عــرفــنــا بعد حدوث الضربة». ســألــتــه إن كــــان الــرئــيــس تـحـدث معه في موضوع السلاح الكيماوي، فأجاب: «صــدام يتحدث مع كل قائد عسكري بما يخص الـقـوات التابعة لــه. لا يناقش قائد ســ ح بما يعني السلاح الآخر. يريد الأدوار محدودة ومـعـرفـة الـقـائـد مـحـصـورة بالسلاح الـــــذي يــتــولــى إمــــرتــــه. لا أحــــد يـعـرف كل شيء إلا القائد العام. هل يصدق أحــــد مــثــً أن عــــزة إبـــراهـــيـــم الــــدوري نــائــب رئــيــس مـجـلـس قـــيـــادة الــثــورة عـرف مـن الإذاعـــة أن الـفـاو حــررت في . لــلــوهــلــة الأولــــــى يظن 1988/4/17 الناس أن شخصاً في موقع الــدوري يـــجـــب أن يـــكـــون شـــريـــكـــ فــــي أضــخــم معركة في الحرب العراقية-الإيرانية، وإذ بـــه يـــعـــرف كــــأي شــخــص بـعـيـد. إنـــه أســلــوب صــــدام حــســن. أنـــا مثلاً كرئيس لأركان الجيش لا أستطيع أن أطلب شيئاً من قائد ولا أستطيع أن أصدر أمراً له أو لمدير المخابرات». (أ.ف.ب) 1988 معرضعن ذكرى قصفحلبجة بالسلاح الكيماوي عام غداً الحلقة الأخيرة: ًعجزتعن تأمين الرشوة فبقيت مسجونا

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky