issue16800

6 حوار INTERVIEW Issue 16800 - العدد Tuesday - 2024/11/26 الثلاثاء ASHARQ AL-AWSAT جمال مصطفى: الرئيسقال إن «قاسم كان نزيهاً لكن الحزب كلفنا باغتياله» لــعــبــتْ الــصــدفــة دورهـــــا فـــي تـدبـيـر بــدايــة مـثـيـرة لـقـصـة رجـــل اســمــه صــدام اتـــخـــذ حــــزب الـبـعـث 1959 حـــســـن. فـــي العراقي بقيادة فؤاد الركابي قراراً بالغ الخطورة، وهو ترتيب محاولة لاغتيال الـــزعـــيـــم الـــعـــراقـــي عـــبـــد الـــكـــريـــم قـــاســـم. قبل وقــت قصير مـن التنفيذ المـقـرر في الـسـابـع مـن أكـتـوبـر (تـشـريـن الأول) من تلك السنة، اعـتـذر أحــد أعـضـاء الفريق المكلف بالاغتيال فكان هناك من اقترح الاستعانة بـشـاب اسـمـه صـــدام حسي. وخــــال الـكـمـن الــــذي نُــصــب فـــي شـــارع الرشيد فـي بـغـداد أصيب قاسم بجرح بسيط وأصيب صدام بشظية في ساقه. هرباً مـن الاعـتـقـال فـر الـركـابـي إلى سوريا، كما فر عدد من أعضاء القيادة، أبــــــرزهــــــم حــــــــازم جــــــــواد وعــــلــــي صـــالـــح السعدي. وفي سوريا كان الركابي يكرر السؤال عن صـدام ومصيره إلى أن علم أنه نجح في الفرار بعدما رتب شخصياً رحلته السرية إلى سوريا. وسأنقل هنا مـا سمعته مـن حـازم جــــواد الــــذي قـــاد «الــبــعــث» إلـــى السلطة ، قـــال: «فــي شقة تحت الأرض 1963 فـي فـــي دمـــشـــق، هـــي عـــبـــارة عـــن قـــبـــو، عقد اللقاء برئاسة فــؤاد وحـضـوري إضافة إلــــــى عـــلـــي صــــالــــح الــــســــعــــدي ومـــدحـــت إبراهيم جمعة وعبد الله الركابي وربما أســـمـــاء أخـــــرى. ألـــقـــى فـــــؤاد كـلـمـة أشـــاد فيها بـ(الرفيق العزيز صـــدام) وامتدح شجاعته ووفاءه. وقال إنه اقترح قبوله عـضـواً عــامــاً فــي الــحــزب وأثـنـيـت على اقــتــراحــه. عـنـدهـا وقـفـنـا جميعاً ووقــف قبالتنا الشاب الخجول المنتصب القامة الحاد النظرات الذي تميل سمرة جلده إلـــى الـــســـواد. قـــال فــــؤاد الـقـسـم الـحـزبـي وردده صدام وراءه. بعدها قبلنا الشاب وجـلـسـنـا نـتـسـامـر نـحـو سـاعـتـن حـول أكــــواب الــشــاي وقــالــب كــاتــوه (حــلــوى). بـعـدهـا اســـتـــأذن فــــؤاد فـــي الـــذهـــاب إلـى الــــقــــاهــــرة. وطـــلـــب صــــــدام مـــنـــا الــســمــاح لــــه بـــالـــذهـــاب إلـــــى الـــعـــاصـــمـــة المــصــريــة لاستكمال دراسة الحقوق فوافقنا إذ لم نكن نحتاج إليه في سوريا ولسنا في وارد إعادته إلـى العراق فهو شـارك في محاولة اغتيال الزعيم الأوحد». نزاهة عبد الكريم قاسم لــم نـعـتـد أن يـعـتـرف زعــيــم بـنـزاهـة سلف له حـاول اغتياله. وهو ما سمعه الــــدكــــتــــور جـــمـــال مــصــطــفــى الــســلــطــان، السكرتير الثاني لـصـدام حسي وزوج ابــــنــــتــــه، فـــــي إحــــــــدى جــــلــــســــات مــجــلــس الــــوزراء، إذ قـــال: «نـعـم، السيد الرئيس الله يرحمه ويغفر له كان يتطرق إلى كل المراحل السابقة بإنصاف. عندما يذكر عبد الكريم قاسم يذكره بإنصاف عالٍ ويقول إنه رجل شجاع ونزيه إلى أبعد الـحـدود. كـان يحترمه لأنـه نزيه وعمل للعراق بنزاهة». وأضــــــــاف: «أتــــذكــــر أنـــــه كـــــان هــنــاك اجــتــمــاع لمـجـلـس الــــــوزراء فـــذكّـــره أحـمـد حسي (رئيس الـديـوان)، فرج الله عنه، أي ذكـــرى محاولة 10-7 بـــأن الــيــوم هــو اغتيال عبد الكريم قـاسـم، فقال السيد الرئيس: الله يرحم عبد الكريم قاسم. قـــمـــنـــا بـــــهـــــذه المـــــحـــــاولـــــة وكـــــنـــــا شـــبـــانـــ ومــنــدفــعــن وفــــي ذلــــك الـــوقـــت لـــم نـسـأل مـــا هـــي أســـبـــاب هـــذه المـــحـــاولـــة، ولمــــاذا؟ الحزب كلفنا بهذا الفعل وقمنا به، لكن حقيقة عندما تنظر إلى الموضوع، نحن كــشــبــاب، لـــم نـكـن نـحـسـب هـــذا الـجـانـب ولـــكـــنـــنـــا الآن نـــحـــســـب. لــــم نـــعـــط لـعـبـد الكريم قاسم فرصةً لنعرف إيجابياته مـن سلبياته حتى نقيم أنّ هــذا الرجل يــصــلــح لـــلـــوطـــن أو لا يـــصـــلـــح، ونــحــن لـم نفكر أنــه إذا حــدث شــيء وقُـتـل عبد الـكـريـم قــاســم مــن سـيـأتـي بــعــده؟ وهـل هـنـاك بــديــل؟ كــل هـــذا لــم نـكـن نفكر بـه. سأل الرئيس أحمد حسي: من بقي من عائلة عبد الكريم قاسم الآن؟ فقال له: سيدي بقيت على ما أعتقد أخته. فقال لـه: سلموا لنا على أخته وأرسـلـوا لها سيارة وخرجية. تعامل الرئيس صـدام مع الرئيس عــــبــــد الـــــرحـــــمـــــن عـــــــــارف مــــــعــــــروف لــكــل الـــعـــراقـــيـــن. كــتــب الــكــثــيــر عـــن الــرئــيــس لكن عدد المنصفي كان قليلً. تعرضت صـورتـه لعملية تشويه متعمدة قامت بها أقـــام مــأجــورة أو قـنـوات مـأجـورة. أتــمــنــى مـــن كـــل الــبــاحــثــن عـــن الحقيقة الـذهـاب إلـى من يعرف الحقائق. حملة الـشـيـطـنـة كــانــت تـسـتـهـدف تـبـريـر غـزو العراق وقراره المستقل». سألته: هل تعتقد أن صدام حسي لــــم يـــرتـــكـــب أخـــــطـــــاء، فـــــأجـــــاب: «الــســيــد الـرئـيـس كـــان يعمل لأجـــل تـقـدم الـعـراق ورفـعـتـه، ويجتهد. ومــن يجتهد يمكن أن يصيب ويمكن أن يخطئ، فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر. لأن الهدف رفـــعـــة الــــعــــراق وتـــقـــدمـــه. وتــســألــنــي عن علقته بالمال. أنـا لم أر إنساناً لا يحب المــــال مـثـل الـسـيـد الــرئــيــس. نـهـائـيـ ولا يقيم لـه أي اعـتـبـار. كـل الـعـالـم بصورة عامة وعلى مدى عقدين بحث، ولم يترك شيئاً لم يبحث عنه، فلم يجد أي شيء باسم السيد الرئيس. لم يجد متراً في العراق أو خارج العراق ولا دولاراً ولا أي شـيء باسم الرئيس. هناك خصوم لنا سياسياً شهدوا بذلك. منهم مثلً إياد علوي (رئيس الوزراء العراقي السابق) وفـــي حـــوار مـعـك فــي (الـــشـــرق الأوســـط) قـال: شكلنا لجنة للبحث عن ممتلكات صدام حسي ولم نجد أي شيء باسمه. هــــــــذه شــــــهــــــادة الـــــخـــــصـــــوم وهــــــــــذه هــي الحقيقة المطلقة. لـم يكن يتساهل أبـداً في أي تطاول على المال العام. وهــــــذا الأمــــــر يـــصـــدق عـــلـــى أبــنــائــه وبـــنـــاتـــه. نــحــن كــعــراقــيــن وكــــل إنــســان يــتــمــنــى أن يــمــتــلــك أرضـــــــ أو بـــيـــتـــ أو مـــــزرعـــــة، نـــحـــن لـــديـــنـــا أمــــــــاك ولــكــنــهــا أمـاك محدودة. النظام الحالي لا يفهم مــعــنــى إدارة دولـــــة وهـــاجـــســـه الــوحــيــد الانـتـقـام. هجّر كثيراً مـن العراقيي من أراضـــيـــهـــم واســـتـــولـــى عــلــيــهــا وضـمـهـا وأتـــــى بـمـيـلـيـشـيـات إيـــرانـــيـــة وأعــطــاهــا الجنسية العراقية، وأدخـــل إلـى العراق إيــــــرانــــــيــــــن وبــــاكــــســــتــــانــــيــــن وأفــــغــــانــــ ومنحهم الجنسية، وفـــي نـفـس الـوقـت هــجّــروا كـثـيـراً مــن المـنـاطـق منها جـرف الصخر وبلد والعوجة وبعض المناطق الأخـــــرى، والآن أبــنـــاء جـــرف الـصـخـر لا يحق لهم الـدخـول إليها لأنها تــدار من قبل استخبارات عسكرية غير عراقية، والـغـرض منها العمل العسكري المؤثر على المنطقة ولـيـس فقط على الـعـراق، وكـثـيـر مـــن إخــوانــنــا المـسـيـحـيـن أيـضـ صــــودرت أمــوالــهــم. عــراقــي كـــان يعيش في أوروبـــا أو خــارج الـعـراق فترك بيته أو عـــقـــاره فـسـيـطـرت عـلـيـه الميليشيات وأخذته. هذه الحكومة لا تعرف حقوق المــــواطــــن عـــلـــى الـــــدولـــــة، ولــــذلــــك هـدفـهـا الانـــتـــقـــام وكــــل أمــاكــنــا صــــــودرت وهــي بـسـيـطـة أصــــــاً. فـــضـــاً عـــن ذلـــــك، مـثـاً أنــــــا عــــنــــدي بـــســـتـــان يـــســـمـــونـــه بــســتــان الــــبــــوغــــفــــور، هــــــذا الـــبـــســـتـــان مــــن جـــدي الـــخـــامـــس كـــــان بـــاســـمـــي صــــــودر لأنــنــي 250 فلن، وهذه الأرض يتجاوز عمرها سـنـة. وأرض أخـــرى أيـضـ مــوروثــة من جدي الرابع الـذي هو سلطان صودرت 200 لـلـسـبـب نـفـسـه وعـــمـــرهـــا يـــتـــجـــاوز سـنـة. والآن لـو سجل طفل مـن أطفالنا بيتاً أو أرضاً في العراق يصادر باعتبار أنه جزء من النظام السابق. أنا وعائلتي وأعمامي صودرت كل أملكنا، وأكثر الإخوان وقع عليهم ضرر كبير. كل أملكنا صودرت، ربما بعض إخــوانــنــا بـــاع شيئاً أو تـصـرف بـشـيء، لكن نحن أملكنا صودرت كلها». عتابعلى الصدر قــلــت لـــه إنـــنـــي لاحـــظـــت أنــــه عـاتـب بـــشـــدة عـــلـــى الـــســـيـــد مـــقـــتـــدى الـــصـــدر، زعـيـم الـتـيـار الــصــدري، فـي مرحلة ما بــعــد ســـقـــوط الـــنـــظـــام، فــــأجــــاب: «نـعـم بـالـتـأكـيـد، لأن الـسـيـد مـقـتـدى الـصـدر يــعــرف الـحـقـيـقـة كــمــا هــــي. يــعــرف من قتل والده، ويعرف التفاصيل لأنه كان يحضر التحقيق عندما كانت تجتمع الـلـجـنـة المـشـكـلـة لـهـذا الـــغـــرض. أنـــا لم أكن عضواً في لجنة متابعة التحقيق كنت عضواً في لجنة مهمتها الفعلية ترسيخ وجود مرجعية شيعية عربية في النجف وكانت لوالد مقتدى السيد محمد الصدر قدرة على إعطاء إقامات وحجب أخرى وكان النظام يتقبل منه بـعـض الانــتــقــادات فــي خـطـب الجمعة وهو من رفض الحماية الرسمية حي عرضت عليه بعد ورود معلومات عن جهات يمكن أن تحاول اغتياله...». ورداً على سؤال عما إذا كان الجو المحيط بصدام سُنّياً، قال: «لا، لا، نحن كعراقيي آنذاك لم يكن لدينا موضوع اسمه سني وشيعي ومسيحي. نحن نعتبر جميعاً عـراقـيـن ولـيـس لدينا غـيـر الـهـويـة الـعـراقـيـة وهـــي الـسـائـدة. لـــيـــس لـــديـــنـــا هــــويــــة فـــرعـــيـــة وإن كـنـا نعتز بانتماءاتنا الـعـشـائـريـة، ولكن الــعــشــائــريــة لـــم تــكــن هـــي الـــســـائـــدة بل الـــهـــويـــة الـــوطـــنـــيـــة هــــي الـــتـــي تـــســـود، فليس لدينا غير أن نـقـول أنــا عراقي ويــفــتــخــر المـــــرء بـــأنـــه عـــراقـــي ومـــرفـــوع الرأس في البلد وخارجه. لم يكن لدينا تـمـيـيـز فـــي أي جـــانـــب مـــن الـــجـــوانـــب، ســـــواء الـوظـيـفـيـة أو المـعـيـشـيـة أو أي جانب من جوانب الحياة. هـذا يشمل الإدارة والـجـيـش والـــحـــزب مــن أبسط مـسـتـوى إلـــى مـسـتـوى قـــيـــادة مجلس الــــثــــورة والــــقــــيــــادة الـــقـــطـــريـــة. لــــم يـكـن الانتماء الطائفي أو المذهبي أو الديني هو المعيار أو عائقاً أمام تولي منصب. هـــــذا يـــصـــدق بــالــنــســبــة إلـــــى الـشـيـعـة والسنة والمسيحيي. كان طارق عزيز المــســيــحــي وزيــــــراً لــلــخــارجــيــة ونــائــبــ لـرئـيـس الــــــوزراء وعــضــواً فــي الـقـيـادة القطرية ومجلس قيادة الثورة. لو التفتنا إلى السياسة الموجودة حـالـيـ ، نــرى أنـهـا مستمرة فـي تدمير الـــعـــراق. واضـــح أن هـنـاك خـطـةً كاملةً لإحــــــــداث تــغــيــيــر ديـــمـــوغـــرافـــي لـكـسـر الـــــتـــــوازنـــــات الـــتـــاريـــخـــيـــة فــــي الــــبــــاد. حلت عملية تهجير هائلة للعراقيي. 10 هــل هــي مـجـرد صـدفـة أن أكـثـر مــن مـايـن عـراقـي يعيشون خـــارج البلد بسبب السياسات التدميرية المتعمدة؟ ليس تهجير فئة معينة، كل العراقيي مستهدفون مـن الشمال إلــى الجنوب ومــــن الـــشـــرق إلــــى الـــغـــرب. هـنـاك خطة فعلية لضرب الــــعــــراق ووحــــدتــــه ودوره وإضعافه والسيطرة على قراره». شغل الدكتور جمال مصطفى السلطان منصب السكرتير الثاني للرئيسصدام حسين وهو متزوج من ابنته حلا فـي الحلقة الثالثة مـن سلسلة الـــحـــوارات مـعـه، يدافع الدكتور جمال مصطفى السلطان عن عمّه الرئيس السابق صـدام حسين، معتبراً أن الرئيس العراقي الراحل اجتهد ومن يجتهد يخطئ ويصيب. ويضيف أنه لم ير إنساناً لا يحب المال مثل صدام الذي «لم يكن يقيم له أي اعتبار». ويلفت إلى أن خصوم الرئيس السابق يقرون بذلك، مشيراً إلـى أن رئيس الـــوزراء السابق إيــاد عــاوي اعترف بأنهم لـم يـجـدوا عـقـاراً واحـــداً باسم الرئيس بعد إطـاحـة نظامه .وينقل جمال السلطان 2003 خلل الغزو الأميركي عام عن صدام قوله في جلسة لمجلس الوزراء إن رئيس الوزراء الــعــراقــي الـسـابـق عـبـدالـكـريـم قــاســم كـــان رجــــاً شجاعاً .1959 ونزيهاً، برغم أنـه شــارك في محاولة اغتياله عـام ويضيف أن صدام قال إنه كان ينفذ تكليفاً حزبياً و«كنا شباناً ومندفعين». ويؤكد جمال السلطان، المتزوج من ابنةصدام الصغرى، حل، أن الرئيس الراحل رفض اغتيال رجل الدين الإيراني الخميني عندما كـان ضيفاً على الـعـراق، معتبراً تسمية «الكيماوي» ظلماً لعلي حسن المجيد.. )3( أيام القصر وأيام الزنزانات صهر صدام حسين وسكرتيره الثاني يروي لـ حاوره: غسانشربل تسمية «الكيماوي» ظلم لعليحسن المجيد وهذه حقيقة ما حصل في دهوك رفضالرئيساغتيال الخميني في العراق... وزيارة باريس أكدت الشكوك عبد الكريم قاسم (غيتي) >>>

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky