issue16800

4 حربمتعددةالخرائط NEWS ASHARQ AL-AWSAT Issue 16800 - العدد Tuesday - 2024/11/26 الثلاثاء قررت مقاطعة «هآرتس» بعد وصفها المقاتلين الفلسطينيين بـ«مقاتلي حرية» حكومة نتنياهو تتحرّكضد الإعلام «المناوئ للحرب» قـطـعـت الــحــكــومــة الإســرائــيــلــيــة جميع علاقاتها مـع صحيفة «هـآرتـس» اليسارية، بــســبــب تــغــطــيــتــهــا المــــنــــاوئــــة لـــلـــحـــرب وبــعــد تعليقات لـنـاشـر الصحيفة فــي وقـــت سابق وصـف فيها مقاتلي حركة «حـمـاس» بأنهم «مقاتلو حرية». وأعـلـن مكتب وزيــر الاتـصـالات شلومو قــــرعــــي أن الــــحــــكــــومــــة صـــــادقـــــت بــــالإجــــمــــاع عـلـى اقــتــراحــه بــوقــف الــعــ قــة، بـمـا فـــي ذلـك الإعلانات عن المناقصات الحكومية سواء في النسخة المطبوعة أم على الموقع الإلكتروني للصحيفة واسعة الانتشار. وجـاء في بيان رســــمــــي أن الـــحـــكـــومـــة «ســـتـــقـــطـــع أي عــ قــة إعلانية مع صحيفة (هآرتس)، وتدعو جميع فــروعــهــا ووزاراتــــهــــا وهــيـئـاتـهــا، وكـــذلـــك أي مؤسسة حكومية أو هيئة مموّلة من قبلها إلى عدم التواصل مع صحيفة (هآرتس) بأي شكل من الأشـكـال، وعـدم نشر أي منشورات فيها». وتابع البيان قائلاً إنه «في حين تدعم الحكومة حـريـة الصحافة وحـريـة التعبير، فـــإنـــهـــا لــــن تـــقـــبـــل وضــــعــــا يــــدعــــو فـــيـــه نــاشــر صحيفة رسمية إلــى فــرض عقوبات ضدها وأن يدعم أعداءها في خضم الحرب». وأشار مكتب قرعي إلـى أن قـرار مقاطعة الصحيفة جــــــاء فــــي أعــــقــــاب مــــقــــالات عــــديــــدة «أضـــــــرّت بشرعية دولة إسرائيل في العالم وحقها في الدفاع عن النفس، خصوصا تعليقات ناشر الصحيفة عـامـوس شوكن خــ ل مؤتمر في لــنــدن الـشـهـر المـــاضـــي (...) يـجـب ألا نسمح بـواقـع يدعو فيه ناشر صحيفة رسمية في دولــــة إســرائــيــل إلـــى فـــرض عــقــوبــات عليها، ويدعم أعداء الدولة في خضم الحرب. وتقوم إسرائيل بتمويلها». وكـــان شـوكـن قــال إن «حـكـومـة بنيامين نتنياهو تـقـود نـظـام فصل عنصري قاسيا عـــلـــى الــــســــكــــان الــفــلــســطــيــنــيــ ، وتــتــجــاهــل التكاليف التي يتحمّلها الجانبان للدفاع عن المستوطنات [فــي الضفة الـغـربـيـة] فـي حين تقاتل مقاتلي الـحـريـة الفلسطينيين الذين تصفهم إسرائيل بالإرهابيين». ورأى شوكن أن «ما يحدث في غزة نكبة ثانية»، ودعا إلى فرض عقوبات على إسرائيل مؤكداً ذلك «هو السبيل الوحيد لإقامة الدولة الفلسطينية». وعـــلـــى الـــرغـــم مـــن مـــحـــاولـــة «هـــآرتـــس» لاحـــقـــا مـــعـــارضـــة شـــوكـــن، مـــؤكـــدة فـــي مـقـال افتتاحي أعـقـب تصريحاته أن «أي منظمة تدعو إلى قتل النساء والأطفال وكبار السن هي منظمة إرهابية، وأعضاؤها إرهابيون. وبـالـتـأكـيـد هــم لـيـسـوا مقاتلي حــريــة». لكن الهجوم الإسرائيلي الرسمي على الصحيفة لــم يـتـوقـف، إلـــى الــحــد الــــذي طـلـب فـيـه وزيــر القضاء الإسرائيلي ياريف ليفين، المستشارة الـــقـــانـــونـــيـــة لــلــحــكــومــة الإســـرائـــيـــلـــيـــة غــالــي بــيــهــاريــف مــــيــــارا، بــــإرســــال مـــشـــروع قــانــون جـــديـــد، يــقــضــي بــــأن الــتــشــجــيــع عــلــى فــرض عقوبات دولية على إسرائيل يشكل جريمة 10 جــنــائــيــة، ويـــــؤدي إلــــى عــقــوبــة بـالـسـجـن سـنـوات. وحتى قبل صـدور الـقـرار الرسمي، أصدر مدير عام وزارة المواصلات موشيه بن زكان تعليماته للمتحدثين وقسم الإعلام في وزارته بالوقف الفوري لكل تعاملات الوزارة مع مجموعة «هآرتس»، وحذت هيئات أخرى حذوه. يشار إلى أن الهجوم على «هآرتس» جاء على خلفية أن الـعـ قـة مـع الحكومة ليست جيدة بسبب تغطية الصحيفة الحرب على قطاع غـزة. وتعرف «هآرتس» بأنها مناوئة لـسـيـاسـة الـحـكـومـة الـحـالـيـة وضـــد الـحـروب أثــــنــــاء حـــرب 2021 بـــشـــكـــل عـــــــام. وفـــــي عـــــام إسرائيلية على قطاع غزة نشرت الصحيفة طفلاً 67 على صدر صفحتها الأولى صوراً لـ فلسطينيا قتلتهم إسـرائـيـل فـي قـطـاع غـزة، وقالت إن ذلك هو ثمن الحرب، قبل أن تواجه عاصفة من قبل الحكومة واليمين وصلت إلى حد اتهاماها بالخيانة. وهاجمت «هآرتس» توجّه الحكومة الإسرائيلية ضدها، وقالت إنـــــــه «خـــــطـــــوة أخــــــــرى فـــــي ســــعــــي نــتــنــيــاهــو لتفكيك الديمقراطية الإسرائيلية». وأضافت «هآرتس» أنها «لن تتراجع، ولن تتحوّل إلى كُتيب حكومي ينشر رسائل أقرتها الحكومة ورئيسها». وشـــجـــع الــــقــــرار ضـــد «هــــآرتــــس» وزراء عـلـى المـطـالـبـة بــاتــخــاذ قـــــرارات مـمـاثـلـة ضد »i24NEWS« وسائل إعلام أخرى. وقال موقع الإسرائيلي، إن اقتباسات من المناقشة التي تم فيها أخذ القرار بمقاطعة «هارتس» تشير إلى رغبة وزراء في قطع العلاقات مع هيئات إعلامية أخــرى. وأكــد الموقع أن وزيــر التراث عـمـيـحـاي إلــيــاهــو قــــال فـــي الــجــلــســة: «نـحـن بحاجة إلــى وقــف الاتــصــالات ليس فقط مع صحيفة (هـــآرتـــس)، ولـكـن أيـضـا مــع أخـبـار ، بــعــد الافــــتــــراء فـــي قـضـيـة سـديـه N12 و 12 تيمان (المعتقل الذي زجت إسرائيل فيه آلاف الغزيين في ظروف لا إنسانية). النشر تسبب في أضرار دولية». لكن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، رفــــــض ورد عـــلـــيـــه: «أنــــــــت تـــســـبـــب الــــضــــرر، وتـــوضـــح لمــــاذا كــانــت المــســتــشــارة القضائية على حق عندما تحدثت عن منحدر زلق». ثم انضم وزير التربية والتعليم يوآف كيش إلى سموتريتش، وقال لإلياهو: «هذا لا يفيدنا، إنـه يضر بخطنا»، قبل أن يجيبهم إلياهو: «هناك منحدر زلق، لذا يجب منع الإعلانات الــحــكــومــيــة فــقــط عــنــدمــا يـــكـــون هـــنـــاك ضــرر خـبـيـث عـلـى أمـــن الـــدولـــة أثــنــاء الـــحـــرب، كما .»12 فعلت الأخبار غزة: كفاح زبون عائلات الأسرى تتهم نتنياهو بـ «تضليل ترمب للتهرب منصفقة تبادل» بــعــدمــا تـكـشـف أن الــرئــيــس الأمــيــركــي المنتخب، دونالد ترمب، لا يعرف أن نصف عـــدد المـحـتـجـزيـن الإسـرائـيـلـيـ لـــدى حركة «حــــمــــاس» فــــي قـــطـــاع غـــــزة أحــــيــــاء، اتـهـمـت عـائـ ت عـدد مـن هــؤلاء المحتجزين، رئيس الــــــــــوزراء الإســـرائـــيـــلـــي بـــنـــيـــامـــ نـتـنـيـاهـو وحـكـومـتـه، بتقديم مـعـلـومـات مضللة إلـى تـــرمـــب حــــول مـصـيـر الأســــــرى، لـلـتـهـرب من الصفقة والإفــــ ت مــن الـضـغـوط الأميركية المحتملة على إسرائيل لدفعها نحو إتمام صفقة تبادل. »13 وقـــــــــــال تـــــقـــــريـــــر بــــثــــتــــه «الــــــقــــــنــــــاة الإسـرائـيـلـيـة، أمـــس الاثــنــ ، إنـــه فــي الـوقـت الـذي تركز فيه الولايات المتحدة وإسرائيل عـلـى مــفــاوضــات لإنــهــاء الــحــرب فــي لبنان، لا يــزال ملف الأســرى الإسرائيليين في غزة عالقا في ظل تراجع الجهود لإتمام صفقة تـــــبـــــادل، مـــضـــيـــفـــا أن هــــــذا الأمـــــــر «يــغــضــب الـــعـــائـــ ت ويــفــقــدهــا صـــوابـــهـــا؛ فــهــم يـــرون أن الــحــكــومــة، الـــتـــي تـــديـــر ظــهــرهــا لقضية يــومــا مـنـذ خـطـفـهـم من 416 الأســـــرى طـيـلـة بيوتهم ومن قواعدهم العسكرية، تعمل بكل قوتها لمنع اتـفـاق مـع (حــمــاس) على الرغم من معرفتها الوثيقة بأن هذا يعني تهديد حياة المخطوفين». وأشـــار التقرير إلــى أن مـصـادر مقربة مـن تـرمـب أكـــدت اهتمامه بقضية الأســـرى، إلا أن تـــل أبــيــب تــقــدم مــعــلــومــات لمـسـؤولـي إدارته المقبلة تفيد بأن «أغلب الأسرى قتلوا ولــيــســوا عـلـى قـيـد الـــحـــيـــاة»، بــهــدف تقليل الضغوط الأميركية لإبـرام صفقة تبادل مع «حماس»، بعد تنصيب الإدارة الجديدة في يناير (كانون الثاني) المقبل. 20 وفي منتجع «مـارا لاغـو» في فلوريدا، ذكــــــــرت الــــقــــنــــاة أن «الــــبــــعــــض شــــبّــــه تـــرمـــب بـالـرئـيـس رونــالــد ريــغــان، الـــذي أنـهـى أزمــة .»1981 رهائن إيران فور تسلمه السلطة عام وأشـــارت إلـى أنـه أثـنـاء حملته الانتخابية، ادعــــى تــرمــب مــــراراً أنـــه لــو كـــان فــي منصب الرئيس، لما اندلعت الحرب، وأنه قادر على «إطلاق سراح الأسرى في غزة». وكـــــــــان شــــخــــص مـــــقـــــرب مـــــن الـــرئـــيـــس الإسرائيلي، يتسحاق هيرتسوغ، هو الذي كشف أن ترمب لا يعرف عن مصير الأسرى. وأضاف أنه عندما اتصل هيرتسوغ ليهنئ تـرمـب بـانـتـخـابـه، سـمـع مـنـه هـــذا الأمــــر، إذ قــــال إنــــه يـــعـــرف أن المــخــطــوفــ قــتــلــوا لــدى وجودهم في الأسر لدى «حماس». ورد عليه هيرتسوغ قائلاً إن أكثر من نصفهم أحياء، ففوجئ. ومـن هنا، استنتج الإسرائيليون أن نتنياهو هو الذي يضلل ترمب ويخبره أن معظم المحتجزين أموات. وقال والد الجندي المحتجز، رُوبي حن: «يمكنني أن أؤكــد، بناءً على المصادر التي أتــحــدث مـعـهـا، أن مـسـؤولـ فــي الحكومة الإسـرائـيـلـيـة، وهــم أنفسهم المـسـؤولـون عن أكتوبر، يبلغون ترمب وفريقه بأن 7 فشل غـالـبـيـة المـخـتـطـفـ قــد قُــتــلــوا». واعــتــبــر أن الـحـكـومـة سـتـخـدم هـــذا الـنـهـج فــي محاولة لتقليل ضــغــوط محتملة قــد تــحــاول إدارة ترمب ممارستها مستقبلاً على إسرائيل. وقـــال: «يـعـتـبـرون أنــه بـذلـك لـن تـكـون هناك ضـــغـــوط لاســتــعــجــال الـــتـــوصـــل إلــــى صفقة تـبـادل. إنـه لأمـر مذهل أن يـجـرأوا على قول مثل هــذه الأمـــور بينما يـرتـدون شـــارة دعم الرهائن». وقــــــــال غــــيــــل ديـــــكـــــمـــــان، قــــريــــب إحـــــدى الأسـيـرات، في منشور على منصة «إكـس»: «من يروج لترمب هذه الأكاذيب؟ من يقنعه بـــــأن الـــرهـــائـــن قــــد مــــاتــــوا؟ بــــــدلاً مــــن إعـــــادة الجميع سريعا، سواء كانوا أحياء أو موتى، انتظرتم حتى يُقتل الرهائن في الأسر، والآن تــكــذبــون وتــقــولــون إن مـعـظـمـهـم قـــد مـاتـوا لتبرير التخلي عنهم مجدداً». وأضاف: «ما زال هناك مـن هـم أحـيـاء. أعيدوهم جميعا. بلا أعـذار. الأحياء لإعـادة التأهيل، والموتى للدفن». وفــــي نــشــاط احـتـجـاجـي نـظـمـه أقــــارب الأســــرى فــي تــل أبــيــب، طـالـبـت أســيــرة أُفـــرج يـــومـــا فـــي الأســـــر، بـــالإســـراع 57 عـنـهـا بــعــد في إبـرام صفقة تبادل، قائلة: «كل الأطـراف المعنية تـؤكـد أن الــظــروف أصـبـحـت مهيأة للصفقة. لـم تعد هـنـاك أعــــذار. حــان الوقت لإعادة جميع الرهائن، وبأسرع وقت ممكن، لأن الـشـتـاء فــي الأنــفــاق يجعل مــن الصعب مـــعـــرفـــة مــــن ســيــبــقــى عـــلـــى قـــيـــد الــــحــــيــــاة». وأضافت: «لو فهم المسؤولون فقط ما يعنيه البقاء في ظـروف غير إنسانية في الأنفاق، يـــومـــا، لمـــا تـــركـــوا المـخـتـطـفـ هـنـاك 54 لمـــدة يوما». 415 طوال وكــــان رئــيــس «حــــزب الـديـمـقـراطـيـ »، الجنرال يائير جولان، قد حذر من أن يكون هدف إسرائيل من إبرام اتفاق مع لبنان هو إجـــهـــاض اتـــفـــاق مـــع «حـــمـــاس». وقـــــال: «إذا وافـــقـــت حــكــومــة الــيــمــ عــلــى وقــــف إطـــ ق الـنـار فـي لبنان، فسوف تركز على (الطبق الـرئـيـسـي)» فــي غـــزة. يـذكـر أن وزيـــر المالية بـتـسـلـئـيـل ســمــوتــريــتــش، الـــــذي أثـــبـــت منذ بداية الحرب أنه رئيس الوزراء الفعلي أشار في الأيام الأخيرة إلى هذا الاتجاه. تل أبيب: «الشرق الأوسط» ترصد الظروف القاسية لسكان القطاع في موسم البرد الأمطار تزيد معاناة الغزيين وتحرمهم من المصدر الوحيد للكهرباء منذ أن قطعت الحكومة الإسرائيلية الكهرباء عـن غــزة بفعل حربها المستمرة شــهــراً، اعتمد 14 ضــد الـقـطـاع مـنـذ نـحـو الـــســـكـــان عـــلـــى الـــبـــديـــل الـــوحـــيـــد المـــتـــوفـــر، وهـو الطاقة الشمسية، لشحن جوالاتهم وأجهزتهم البسيطة. ومــــــع دخـــــــول فـــصـــل الــــشــــتــــاء، زادت مــعــانــاة الــســكــان فـــي ظـــل الـــبـــرد والــغــيــوم الكثيفة ما حرم أصحاب الطاقة الشمسية مـــن شـحـن مـسـتـلـزمـاتـهـم، مـثـل الـــجـــوالات والــبــطــاريــات الــتــي كـــان يـعـتـمـدون عليها لتشغيل التلفزيون أو الأجهزة الكهربائية. ويقول وائـل النجار الـذي يعيش في حي النصر بمدينة غزة، إنه يملك ألواحا عـــــدة لــلــطــاقــة الــشــمــســيــة مــــن أجـــــل شـحـن الـبـطـاريـات والـــجـــوالات للمواطنين الذين لا يـتـوانـون فــي انـتـظـاره أمـــام مـنـزلـه منذ سـاعـات الصباح الباكر لشحن أجهزتهم من أجل استخدامها خصوصا في ساعات الليل. ويوضح النجار في حديث لـ«الشرق الأوســـــــــط»، أن الـــغـــزيـــ فــــي ظــــل الأجــــــواء الـــشـــتـــويـــة وغــــيــــاب الـــشـــمـــس خـــــ ل الأيـــــام المــاضــيــة بـــاتـــوا يـعـيـشـون ظــروفـــا صعبة، بعدما توقف عنهم المصدر الوحيد المتبقي للكهرباء، مضيفا أن بعضهم، وخصوصا فـي منطقة جباليا، لا يجد حتى الإنـــارة البسيطة. وتابع النجار: «خــ ل اليومين المـــاضـــيـــ ، أمـــضـــى الـــســـكـــان لـيـالـيـهـم من دون كــهــربــاء، كـــان مـشـهـداً قـاسـيـا يطبق تصريحات قـــادة الاحــتــ ل بــإعــادة سكان غزة إلى العصر الحجري». «وضع لا يطاق» بـــــــدورهـــــــا، تــــقــــول فــــاطــــمــــة شــــاهــــ ، الــــنــــازحــــة مـــــن مـــخـــيـــم جـــبـــالـــيـــا إلــــــى حـي النصر، أحد الأحياء الراقية في قطاع غزة قُـبـيـل الـــحـــرب، إنــهــا تـعـيـش مــع عائلتها فرداً في محل تجاري فارغ 16 المكونة من بعدما عجزت عن إيجاد مكان لعائلتها: «لكن في اليومين الأخيرين عانينا كثيراً مـن فـقـدان أبـسـط شــيء فـي الـحـيـاة، وهو مــصــبــاح حــتــى أتــمــكــن مـــن رؤيـــــة زوجـــي وأبــــنــــائــــي». وتـــابـــعـــت فـــاطـــمـــة: «وصــلــنــا إلـــى حـــال لا يــطــاق أبـــــداً، حـتـى جـوالاتـنـا الــبــســيــطــة لـــم نـسـتـطـع شـحـنـهـا بــعــد أن رفـض صاحب الطاقة الشمسية القريبة منا شحن أي جوالات أو بطاريات بسبب الأجـــواء المـاطـرة. في الـعـادة، نعتمد على شحن بطاريتين أو بطارية بالحد الأدنى، للإنارة ليلاً، ومشاهدة التلفزيون لساعة أو ساعتين في أفضل الأحوال، لكن منذ أن نزحنا لم يعد يتوفر لدينا أي تلفزيون، والآن بالكاد نستطيع فقط إنـــارة المكان الـذي نوجد فيه، حتى أن جوالاتنا التي نعتمد فـيـهـا عـلـى تشغيل إضــاءتــهــا لم نــعــد نـسـتـطـيـع شـحـنـهـا لـنـتـدبـر أمــورنــا ليلاً». «أسعار باهظة» يُـــــذكـــــر أنــــــه بـــعـــد يــــــوم واحــــــــد فـــقـــط مـن هــجــوم الــســابــع مـــن أكــتــوبــر (تــشــريــن الأول) قــطــعــت إســـرائـــيـــل خـــطـــوط الــكــهــربــاء 2023 الـتـي تـــزود بـهـا الـقـطـاع، ثــم بـعـد أيـــام قامت طائرات حربية بقصف أهداف رئيسة لشركة الـكـهـربـاء، وكــذلــك محيط المـحـطـة مــا تسبب فــي أعــطــال كـبـيـرة فـيـهـا، كـمـا مـنـعـت إدخـــال الـوقـود لتشغيلها، مـا أدى لتوقفها نهائيا وخـروجـهـا عـن الـخـدمـة، ليصبح قـطـاع غزة بأكمله مــن دون كـهـربـاء. وأدت الــحــرب إلـى تهافت الـغـزيـ المـقـتـدريـن على شـــراء ألــواح الـطـاقـة الـشـمـسـيـة، مــا رفـــع أســعــارهــا بشكل 700 كــبــيــر، حــيــث كــــان ســعــر الــــواحــــد يــصــل دولار)، أمــــا حـالـيـا 200 شـيـقـل فــقــط (نـــحـــو ألــــف شيقل 13 فـيـصـل ســعــره إلــــى أكــثــر مـــن دولار). 3500 (نحو خيام غارقة في المياه ويــــقــــول الـــتـــاجـــر جـــمـــال أبـــــو نـــاجـــي إن «ارتـــفـــاع أســعــار الـطـاقـة بشكل جـنـونـي كـان بــســبــب فـــهـــم الـــســـكـــان أن الــــحــــرب ســتــطــول، وأنــــهــــم ســـيـــحـــتـــاجـــون إلـــيـــهـــا لـــتـــدبـــيـــر أمــــور حياتهم، لكنهم لم يدركوا حجم الدمار الذي سيلحق بمنازلهم، ولذلك دفع الكثير منهم أموالاً طائلة من دون أن يستفيدوا من شراء الــطــاقــة الــشــمــســيــة، خــصــوصــا أن الاحـــتـــ ل أوقــــف إدخـــــال كـــل مـشـتـقـات الـــوقـــود، وبـذلـك توقفت المـولـدات الكهربائية عن العمل، ولم يبق هناك أي مصدر للكهرباء سوى الطاقة الشمسية». وأوضــح أبـو ناجي أن الاحتلال تعمد استهداف الطاقة الشمسية الموجودة لــــدى المــطــاعــم والمـــخـــابـــز والـــشـــركـــات وحـتـى المستشفيات والأماكن الحيوية، ثم استهدف ما بقي منها على أبـراج سكنية وخدماتية، واستهدف الألـواح التي كانت على كثير من المـنـازل ســواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وهـــــذا أســـهـــم فـــي زيــــــادة ســـعـــرهـــا، ولــــم تعد متوفرة حاليا سوى بالحد الأدنى وبأسعار باهظة لا يستطيع أحد شراءها. ولم تكن الحال أفضل بالنسبة لسكان جنوب قطاع غزة، وكذلك بالنسبة للنازحين إلـــيـــه بــــأعــــداد كـــبـــيـــرة، حـــيـــث حُــــرمــــوا خـــ ل الـيـومـ المـاضـيـ مـن إنـــارة خيامهم، ومن شحن جـوالاتـهـم، وأُجــبــر على المبيت باكراً جداً ومن دون أي وسائل تدفئة في ظل هذه الأجــــــواء الــــبــــاردة، والأمــــطــــار الــتــي ضـاعـفـت أزماتهم، وتسببت في غرق كثير من الخيام. وتـعـرضـت الـخـيـام فـي منطقة شواطئ مـواصـي خــان يـونـس ورفـــح جـنـوب القطاع، وكـذلـك قبالة شـواطـئ ديــر البلح والــزوايــدة وســــط الـــقـــطـــاع، لــلــغــرق بــمــيــاه الأمــــطــــار من جـهـة ومــيــاه الـبـحـر مــن جـهـة أخــــرى، بـعـد أن أصبح منسوب البحر عاليا بشكل كبير، كما تضاعفت مـعـانـاة آخـريـن على بُـعـد عشرات ومــئــات الأمــتــار مــن شــواطــئ الـبـحـر، بـعـد أن اقتلعت الرياح خيامهم. «نريد وقف الحرب» وتــــقــــول آلاء حــــــرب، الــــنــــازحــــة مــــن حـي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة إلى مواصي خـان يونس: «تعرضت خيمتنا للغرق، ولم يــكــن لــديــنــا أي مـــصـــدر إنــــــارة نـسـتـطـيـع من خــ لــه تـحـديـد أمــاكــن تــســرب المـــيـــاه، قـبـل أن يتدخل أحد الجيران ويأتي بجواله ويضيء لـنـا المـــكـــان، لـنـفـاجـأ أن مــيــاه الـبـحـر غمرتنا تماما، والأمطار كانت تتسرب من الجوانب الـعـلـيـا لــلــخــيــمــة». وأضــــافــــت: «لا نـــعـــرف ما نـفـعـل، تـعـبـنـا مـــن كـــل شــــيء، ومـــا بـقـيـت لنا قدرة على استيعاب ما يحدث، نريد العودة إلى بيوتنا، نريد وقف الحرب، كفى معاناة». وتـــابـــعـــت بـــكـــلـــمـــات غـــلـــبـــت عــلــيــهــا الـــحـــرقـــة: «نعيش منذ يومين من دون كهرباء، ولا نرى أي شيء، حتى جوالاتنا مغلقة ولا نستطيع التواصل مع باقي أقاربنا في شمال القطاع حـــتـــى نــــعــــرف أخــــبــــارهــــم ونـــطـــمـــئـــن عـلـيـهـم ويطمئنوا علينا. حياتنا صارت جحيما». بـــــدوره، قـــال ســامــح مـــطـــاوع، إنـــه يملك لوحين من الطاقة الشمسية، لكنه لم يستطع حتى شحن بطارياته بسبب الطقس الغائم، وهذا الأمر حرمه حتى من أن تكون لديه إنارة في خيمته ليلاً، الأمر الذي تسبب في خوف أطفاله من العتمة التي واجهوها على مدار يومين من الأجـواء الماطرة. وأضـاف مطاوع: «فصل الشتاء في بداياته، ومـن الواضح أن معاناتنا ستكون أكبر مما كنا نتوقع، ولا أحد يهتم لأمرنا، ولذلك كثير منا بات يفضل الموت على البقاء حيا». فلسطينيات يستخدمنطريقاً جافاً لنقل المياه إلىخيامهن بعد هطول أمطار غزيرة بدير البلح وسط قطاع غزة (أ.ف.ب) غزة: «الشرق الأوسط» الغزيون يتهمون إسرائيل بتعمّد استهداف الطاقة الشمسية في المستشفيات والأماكن الحيوية

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky