issue16800
كشفت حـــروب إسـرائـيـل الأخــيــرة عـن وجــه جـديـد للدولة العبرية لم يعتَدْ أن يراه كثيرون في العالم العربي، واختزلوها فـي كونها كياناً ودولـــة احـتـال استيطاني، وبالتالي لـم يعد مهماً النظر لديناميات تفاعلتها الداخلية التي أفرزت صورة جديدة للمجتمع والنخبة الإسرائيليين، حتى لو بقيت دولة احتلل منذ نشأتها وحتى اللحظة. والحقيقة أن التحول الكبير الـــذي جــرى داخـــل إسرائيل وغـيّـر الــصــورة النمطية الـتـي كـانـت سـائـدة عنها، هـو موقف حكومتها وقـطـاع واســع مـن مجتمعها مـن قضية المحتجزين لدى حركة «حماس»، وكيف أن إسرائيل طوال تاريخها كانت مستعدة لأن تبادل أسيراً إسرائيلياً واحداً بألف فلسطيني أو لبناني أو عربي، وكانت تجربة الجندي جلعاد شاليط الذي أســـيـــراً فلسطينياً 1027 أســـرتـــه حــركــة «حـــمـــاس» وبـــادلـــت بـــه ،2011 ) أكتوبر (تشرين الأول 11 (بينهم يحيى السنوار) في ، وتـصـورت 2023 أكـتـوبـر 7 حـاضـرة فـي خلفية مشهد عملية «حـمـاس» أنها الأســاس الــذي سيحكم أي عملية تبادل أسرى مقبلة بــ الـجـانـبـ . والمــؤكــد أن جـانـبـ رئـيـسـ مــن حسابات حركة «حـمـاس» لحظة أســر مئات الإسرائيليين كــان مستمداً مــن صفقة شـالـيـط الـتـي خـــرج عـلـى أثــرهــا الــســنــوار نفسه من السجن الذي كان سيقضي فيه بقية عمره، وأن إسرائيل التي قبلت بأن تبادل بجندي واحد أكثر من ألف فلسطيني ستضطر أسير إسرائيلي آلاف الأسـرى 100 حتماً لأن تـبـادل بأكثر مـن الفلسطينيين، ولن تتركهم يموتون بنيران جيش الاحتلل، أو بسبب تدهور حالتهم الصحية، وستقبل بوقف إطـاق النار. والحقيقة أن مـا جــرى كــان عكس هــذه الـتـصـورات، وأن نخبة ومجتمع «إسـرائـيـل الـجـديـدة» ذهبا إلــى مكان آخــر باتت فيه الأمة والأمـن القومي فوق الأفـراد، وأن البلد الذي قبل بمبادلة أسير واحــد بألف قد تغير واستغنى، ولـو ضمناً، عن أبنائه وتركهم فريسة المـوت من أجل تحقيق أهـداف الأمـة في الحرب والأمـــن والقضاء على الإرهـــاب واجتثاث «حــمــاس»... إلـخ من المفردات السائدة. صحيح أن هناك ضغوطاً مارسها جانب من الرأي العام الإسرائيلي على نتنياهو من أجـل الوصول إلـى صفقة تبادل أســـــرى، إلا أن الـغـالـبـيـة ظـلـت مـقـتـنـعـة بـمـا يـفـعـلـه مـــن جـرائـم وتـقـبـلـت الـتـخـلـي عــن الـجـانـب الـلـيـبـرالـي فــي مـنـظـومـة الحكم بإسرائيل التي وضعت قيمة الفرد اليهودي فـوق أي اعتبار، وذهـبـت فـي اتـجـاه الأفـكـار الشعبوية والقومية المتطرفة التي تلغي الفرد وتتحدث عن المهام المقدسة للأمة وعن «العماليق» الذين يجب القضاء عليهم وفق الأساطير التوراتية، وامتلأت تغريدات نتنياهو وتصريحاته بمفردات دينية - قومية وأمنية أكــتــوبــر؛ لـكـنـهـا كــانــت مـــوجـــودة قبلها، 7 لافــتــة تـعـمـقـت بـعـد ومهدت الطريق للتحولات التي شهدها المجتمع الإسرائيلي، وجعلته يتقبل فكرة أن انتصار الأمة حتى لو كان وهمياً أهم من تحرير الأسرى. أكتوبر، كــرّر نتنياهو على مــدار عـام مصطلحات 7 قبل مــرة)، وعـدّ أن «الأمـن 94( » مـرة) و«الإرهـــاب 188( » مثل «الأمــن أكتوبر فقد كتب في تغريداته كلمة 7 هو الأســاس»، أما عقب 86 » مـرة، ثم «حـرب 102 » مـرة، تليها «حماس 175 » «إسرائيل مرة، في حين بدا لافتاً أنه استخدم كلمات: 65 » مرة، و«انتصار ، وفق 35 » ، و«العائلت 39 » مرة، و«المختطفون 46 «الناس» فقط ما جاء في تحقيق لصحيفة «المصري اليوم». معضلة موقف نتنياهو أنه عدّ جرائم الإبــادة الجماعية وقتل المدنيين حرباً عادلة ووضعها في مرتبة أعلى من الفرد والــنــاس، وهـيـأ تـربـة المجتمع للسير وراء مـقـولاتـه المتطرفة، أكتوبر في تكريس ثقافة الانتقام والثأر داخل 7 مستغلً عملية المجتمع، الـــذي تقبّل فـي أغلبه رغـبـة نتنياهو فـي عــدم إتمام عملية تـبـادل الأســـرى والــوصــول إلــى وقــف إطـــاق الـنـار حتى يستمر في السلطة ولا يحاكم. تـحـولات المجتمع الإسـرائـيـلـي عـززهـا تـفـوق تكنولوجي واضـــح اتـضـح بعملية «الـبـيـچـرز» الـتـي رتـبـهـا بـكـفـاءة جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، الذي أسس شركة وهمية »Gold Apollo« » في المجر تعاقدت مع شركة BAC Consulting« الــتــايــوانــيــة، لإنــتــاج أجــهــزة «الــبــيــچــرز»، ووضــــع بـشـكـل خفي » المتفجرة، وأرسلت لـ«حزب الله» PETN« وبتقنية عالية مادة دون أن يشعر بما هـو مخبأ داخـلـهـا، وتـكـرر الأمـر 2022 منذ نفسه بــصــورة مختلفة مــع الأجـــهـــزة الـاسـلـكـيـة وبـاسـتـخـدام الــذكــاء الاصطناعي وفــي حماية نسبية لجنود الاحــتــال في الاشـتـبـاكـات مــن المـسـافـة صـفـر بفضل الـتـفـوق التكنولوجي، خصوصاً في لبنان. صحيح أن هـذا التفوق التكنولوجي لم يتعمق فقط من خـــال جــهــود ذاتــيــة إسـرائـيـلـيـة؛ إنــمــا جـــاء أيــضــ نتيجة دعـم وانــحــيــاز غــربــي وأمــيــركــي لإســرائــيــل، ورعـــايـــة كـامـلـة لقوتها التكنولوجية والعسكرية وحمايتها من المحاسبة مهما كانت حجم الجرائم التي ترتكبها. سـتـبـقـى الــتــحــولات الــتــي شـهـدهـا المـجـتـمـع الإسـرائـيـلـي خطرة، وتشير تجارب التاريخ إلى أن النظم التي ألغت الفرد أو همشت دوره أمــام دعـــاوى دينية أو قومية متطرفة، كانت انـتـصـاراتـهـا بــقــوة الـــســـاح وقــتــيــة، وزوالـــهـــا الــتــاريــخــي شبه حتمي. هـل تمتلك الـعـاقـات الإيـرانـيـة - العربية فـرصـة جديدة وســط تقاطع الأحــــداث الجيوسياسية والـتـحـولات الداخلية والـخـارجـيـة المـتـسـارعـة؟ حـربـا غــزة ولـبـنـان، إلــى جـانـب عـودة دونالد ترمب إلى الرئاسة الأميركية، وعوامل تفاقم من إلحاح السؤال، لا سيما أننا أمام فرصة نادرة لإعادة تشكيل العلقات الإقـلـيـمـيـة وتـــجـــاوز الـسـيـاقـات المـــؤديـــة إلـــى اســتــمــرار الـصـراع والاصطفاف. لـحـسـن الـــحـــظ، أو بـفـعـل الــبــصــيــرة الــســيــاســيــة، اسـتـبـق التحول فـي الـعـاقـات الإيـرانـيـة - السعودية فـي مــارس (آذار) أشـهـر، عبر وسـاطـة صينية أنهت 6 ، حــرب غــزة بنحو 2023 قطيعة السنوات السبع، وأعـــادت العلقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران. افتتح هذا الخرق مسلسلً لافتاً من اللقاءات الإيـــرانـــيـــة - الـخـلـيـجـيـة كـــان أبـــرزهـــا جــولــة لـــوزيـــر الـخـارجـيـة الإيراني الراحل حسين أمير عبداللهيان في يونيو (حزيران) شملت قـطـر والــكــويــت وعــمــان والإمــــــارات، حـيـث التقى 2023 الوزير الإيراني رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وسبق ذلك في الشهر نفسه، زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلـى طـهـران، كانت الأولــى من نوعها منذ أكثر من عقد من الزمن. أما بعد حرب غزة، فيسجل اللقاء بين الرئيس الإماراتي ، مع 2024 ) على هامش قمة «بريكس» في أكتوبر (تشرين الأول نظيره الإيراني مسعود بزشكيان في قازان الروسية، وهو ما يعد نقطة تحول دبلوماسية لافتة في علقات البلدين. على نحو مماثل بـدأت البحرين التي عانت من توترات يهدف 2024 طويلة مـع إيــــران، حـــواراً مـع جـارتـهـا فـي يونيو لاستعادة العلقات الدبلوماسية، وتعزيز الانفتاح السياسي بين الدول الخليجية وإيران. حـدثـ غير مسبوق، حيث 2024 كما شهد شهر أكتوبر أُعْــلِــنَ عـن مشاركة السعودية فـي تـدريـبـات عسكرية مشتركة في البحر الأحمر إلى جانب إيران وعُمان وروسيا. وفي وقت لاحق، زار وفد عسكري سعودي رفيع المستوى إيران برئاسة رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية الفريق الأول الـــركـــن فـــيّـــاض بـــن حـــامـــد الـــرويـــلـــي، والــتــقــى مـسـؤولـ عسكريين إيـرانـيـ فـي مقدمهم رئـيـس هيئة الأركــــان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري. تكتسب هــذه الـلـقـاءات أهمية مضافة فـي ضــوء تدهور قواعد الاشتباك بين إيـران وإسرائيل، وتدرجها نحو احتمال مـواجـهـة عسكرية مـبـاشـرة بـ الـبـلـديـن، بعد سلسلة مثيرة من الهجمات المتبادلة. كما أن الرهان عليها، بات ممكناً أكثر فـي ضـوء الضربات التي لحقت بـــأدوات إيـــران فـي المنطقة، لا سيما «حــمــاس» و«حــــزب الــلــه»؛ فـإضـعـاف هـذيـن الفصيلين، وإنهاك قدرة إيران على استخدامهما أداتين للنفوذ السياسي والعسكري في المنطقة، يحملن في طياتهما إمكانية دفع إيران نحو التركيز على تعزيز علقاتها مع الدول العربية، والتأقلم مع تغيير الديناميكيات الإقليمية. أضف إلى ذلك أن الضغوط الاقـتـصـاديـة الـهـائـلـة الـتـي تـواجـهـهـا إيــــران نتيجة العقوبات والتحديات الداخلية تجعل من ترميم هذه القوى والمضي في دعمها عبئاً مكلفاً. في المقابل، يشجع تقليص نفوذ «حماس» و«حـــزب الـلـه»، فـي القضية الفلسطينية، الـــدول العربية على اسـتـعـادة زمــام المــبــادرة فـي هــذا المـلـف، وخـلـق تـــوازن قُــوى في المنطقة. إن بروز القوى الخليجية قوةً دبلوماسيةً قادرةً على تحقيق اختراقات معقدة، قد يجعل إيــران أكثر انفتاحاً على التعاون بدلاً من المواجهة، لا سيما إن رأت طهران في الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية لدول الخليج فرصة لحفظ نفوذها ومصالحها بدلاً من استخدام الميليشيات. أمـــا لـجـهـة الــســعــوديــة، ودول الـخـلـيـج عـــامـــة، فـــإن إغـــراء الحوار مع إيران، واستثمار المتغيرات الجيوسياسية القائمة لصالح تعزيز هذه الوجهة، إنما ينطلق من الحرص العربي على تعزيز الأمــن الإقليمي، وخفض الـتـوتـرات فـي الساحات المــتــفــجــرة. ولــيــس خـافـيـ أن تـقـلـيـل حـــدة الــتــهــديــدات الأمـنـيـة المباشرة في الإقليم يخدم حاجة الدول العربية لبيئة مستقرة تجذب الاستثمارات، وتعزز التنمية الاقتصادية، وتفتح آفاقاً جديدة لمشاريع ورؤى التنويع الاقتصادي الاستراتيجي. كما يسهم هذا الحوار، إن نجح وتوسع، في تثبيت قدرة دول الخليج على تنويع تحالفاتها الـدولـيـة، وتـقـويـة أدوار الـوسـطـاء كالصين؛ مـا يقلل الاعـتـمـاد على مــبــادرات وشــروط الولايات المتحدة لا سيما بعد انتخاباتها الرئاسية الأخيرة. فعودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، وإن بدت عامل تصعيد للتوترات مع إيران، لكنها تفتح أيضاً فرصاً للتقارب الإيراني - الخليجي؛ فالضغوط المتوقعة من سياسة «الضغط الأقصى» قد تدفع إيران نحو الحوار مع دول الخليج لتخفيف عـزلـتـهـا الاقــتــصــاديــة والــســيــاســيــة. فـــي المـــقـــابـــل، تـسـعـى دول الخليج، بخاصة السعودية والإمــــارات، إلـى تجنب الانخراط فـــي أي تـصـعـيـد إقـلـيـمـي نـتـيـجـة الــســيــاســات الأمــيــركــيــة ضد إيـران، يهدد بتعطيل مشاريعها التنموية الكبرى مثل «رؤية ». على نحو أوسـع، وفي ضوء التقدير أن يعتمد البيت 2030 الأبــيــض ســيــاســات تـصـعـيـديـة ضــد الــصــ ، سـتـضـاعـف دول الخليج رهانها على تنويع تحالفاتها وتقوية صمامات الأمان الإقليمية، ومنها تعزيز الحوار مع إيران. خــافــ لـانـطـبـاعـات الـــســـائـــدة، فـــإن المـنـطـقـة أمــــام فـرصـة تـقـارب تـتـجـاوز كونها مـجـرد تهدئة لـلـتـوتـرات الثنائية، بل فرصة لتأسيس نظام إقليمي جديد أكثر مـرونـة واستدامة. اغـتـنـام هـــذه الـلـحـظـة الـتـاريـخـيـة لـبـنـاء شـــراكـــات دائــمــة تُـعـزز الاســـتـــقـــرار الإقـلـيـمـي مـسـؤولـيـة خليجية - إيــرانــيــة مشتركة تـــتـــنـــاول مــعــالــجــات مـــوثـــوقـــة لمــلــفــات الأمــــــن، وحــــل الـــنـــزاعـــات، والتعاون الاقتصادي، وفرص التنمية المشتركة. هــــل يــمــتــلــك الأطــــــــراف جــمــيــعــ الـــشـــجـــاعـــة لــصــنــاعــة هـــذا المستقبل؟ لا تــــتــــوفــــر بـــــيـــــانـــــات وأرقــــــــــــــام مــــؤكــــدة وتفصيلية وحديثة حول اللجئين العرب في العالم، وهي حقيقة تحيط باللجئين سواء كـانـوا لاجـئـ فـي بـلـدان عربية أو فـي بلدان أجنبية، والحال يتكرر لدى المنظمات الدولية المـتـخـصـصـة بــمــوضــوع الـــاجـــئـــ . وتـتـعـدد وتـــتـــنـــوع أســــبــــاب غـــيـــاب الـــبـــيـــانـــات، وتـــعـــدد الأرقـــام، وفيها أسباب سياسية واقتصادية وأمــــنــــيــــة طـــبـــقـــ لـــــرؤيـــــة كـــــل طــــــــرف، وهــــنــــاك أســـبـــاب أقــــل أهــمــيــة تـتـعـلـق بـتـقـصـيـر إداري وتقني، واخـتـاف فـي المفاهيم لـدى الجهات المـــتـــخـــصـــصـــة فـــــي جـــمـــع وإعـــــــــان الـــبـــيـــانـــات والأرقـــــــــــام حــــــول الــــاجــــئــــ ، ومـــنـــهـــا الــخــلــط بــ أرقــــام مــن هــم مسجلون وغـيـر مسجلين بـــصـــورة رســمــيــة، والــخــلــط بـــ مـــن حـصـلـوا على جنسيات في بلدان لجوئهم والذين ما زالـوا بصفة «مقيم». ولكل الأسباب السابقة وغـــيـــرهـــا، فـــــإن الـــتـــقـــديـــرات الـــشـــائـــعـــة تـلـعـب دوراً ملتبساً لـــدلالات البيانات ونشرها عن اللجئين العرب، ويجانب بعضها الحقيقة، ويـــقـــع فـــي مــبــالــغــات تـــتـــراوح بـــ الإيــجــابــي والـسـلـبـي؛ مـمـا يـفـرض الانــتــبــاه إلـيـهـا، مثل أرقـــام الـاجـئـ الـسـوريـ فـي لـبـنـان، والتي زعـــم بـعـض المــســؤولــ فـيـه أن عــددهــم يزيد عـــلـــى مـــلـــيـــونَـــي شــــخــــص، وكــــلــــه يـــجـــعـــل مـن البيانات تقديرية، ويفترض أن تكون مدققة وموضوعية إلى أبعد حد. تجاوزت تقديرات أعداد اللجئين العرب مليون لاجئ، وعدد 25 الـ 2024 مع أواخر عام مــايــ ، مــن بـلـدان 10 المسجلين منهم نـحـو عربية كثيرة منها سوريا والسودان ولبنان والصومال وفلسطين، يتوزعون في لجوئهم عــلــى دول عــربــيــة وأجــنــبــيــة، أبــــرزهــــا تـركـيـا ومــصــر ولــبــنــان وألمـــانـــيـــا والـــســـويـــد والأردن دولة عبر 100 وكندا، وتمتد القائمة لتتجاوز إليها لاجئون في سنوات العقد الماضي. وأغــــلــــب الـــاجـــئـــ اتـــجـــهـــوا إلـــــى بـــلـــدان الــــجــــوار، حــيــث اســتــقــر أغـــلـــب الـــســـوريـــ في لـــبـــنـــان والأردن ومـــصـــر والـــــعـــــراق وتـــركـــيـــا، وأغلب السودانيين ذهبوا إلـى مصر وتشاد وجمهورية وسط أفريقيا، وتوجه اللبنانيون إلى سوريا وعبرها إلى العراق، وأغلب هذه البلدان لا تتوفر فيها أنظمة لجوء، وتعاني مــــن ظــــــروف ســـيـــاســـيـــة واقـــتـــصـــاديـــة صـعـبـة تدفعها نحو تضييق سبل عيش اللجئين، وترفع وتيرة النزعات العنصرية ضدهم؛ مما يجعل استمرار اللجئين فيها صعباً، إن لم يكن محطة في رحلة لجوء لاحقة، وبخاصة بــاتــجــاه أوروبــــــا الـــتـــي اسـتـقـبـلـت أعــــــداداً من اللجئين في العقد الماضي، قبل أن تتجه في الـسـنـوات الأخـيـرة نحو تغييرات عميقة في سياسات اللجوء، ليس فقط بالسعي للحد مـــنـــه، بـــل نــحــو تــرحــيــل الـــاجـــئـــ فــيــهــا إلــى بلدهم أو بلدان أخرى، وسط تصاعد مظاهر عنصرية. وتشير خلصة وضـع اللجئين العرب إلـــى أنــهــم يــواجــهــون ظــروفــ صـعـبـة، تـتـزايـد في بلدان الجوار والأبعد منها، وأغلب الدول إن لــم نـقـل كـلـهـا، بـاتـت الــيــوم أشـــد حـــذراً في الـتـعـامـل مــع ظــاهــرة الــلــجــوء، بــل إنـهـا باتت تـــعـــوق انــــدمــــاج الـــاجـــئـــ وحــصــولــهــم على الـجـنـسـيـة، وتـقـيّـد حــق الإقـــامـــة والـتـأشـيـرات لـــراغـــبـــ تــحــتــمــل جــنــســيــاتــهــم أن يـــكـــونـــوا لاجــئــ فـيـهـا مـثـل الــســوريــ والــســودانــيــ واللبنانيين. ورغـــــم مـــأســـاويـــة الــخــاصــة الــعــامــة في أوضاع اللجئين، فإن ثمة حاجة للوقوف عند وقائع متصلة بها، ليس من باب استعراض اللجوء ككارثة، والذي صار محتملً ومرتقباً لمزيد من العرب فيضوء ما مر على العرب في ربــع الـقـرن المـاضـي مـن الـحـروب والـصـراعـات الـداخـلـيـة الـعـنـيـفـة ونـتـائـجـهـا، وســـط تــردي الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والمعاشية الناجمة عنها، ومنها الـحـرب الـدولـيـة على العراق، وحروب إسرائيل على الضفة وقطاع غزة ولبنان، والصراعات في بلدان «الربيع» وعـلـيـهـا، كـمـا فــي ســوريــا والـيـمـن، والــصــراع على السلطة في الــســودان... وكلها تشاركت فـــي إطــــاق مـــوجـــات مـلـيـونـيـة مـــن الـاجـئـ ، يمكن أن تتكرر، فمن كان يصدق أن السوريين والــعــراقــيــ والــســودانــيــ صــــاروا يشكلون نسبة كبيرة من اللجئين في العالم؟! إن ظاهرة اللجوء العربي بما هي عليه من معطيات ووقائع واحتمالات مستقبلية، تـمـثـل خـــاصـــرة عــربــيــة هـــشّـــة، تـــدفـــع الـــتــردي الــعــربــي نـحـو مــزيــد مـــن الــتــســارع فـــي صلب تــعــبــيــراتــه بـــــأن صــــــورة الــــعــــرب لـــــدى الــعــالــم تـــزداد ســـوءاً باعتبارهم مـشـرديـن ولاجـئـ ، يشكلون ظاهرة سكانية وحضارية ملتبسة، قابلة للتهام في بلدان اللجوء، مثل وصف الـــاجـــئـــ بــأنــهــم بــيــئــة لــلــتــطــرف والـــتـــشـــدد، وطامعون بالعيش على حساب الآخرين، أو أنهم ينافسونهم على مواردهم وإمكاناتهم المـــحـــلـــيـــة، فــــي حــــ تـــســـتـــنـــزف دول الــلــجــوء الـــطـــاقـــات والــــخــــبــــرات الـــبـــشـــريـــة الـــتـــي كـلـفـت الكثير من الجهود والأموال والفرص، والأهم أن الـــظـــاهـــرة تــضــع مــايــ الـــعـــرب فـــي حـالـة إفقار وتهميش وتعطيل، كما حال اللجئين من سوريين وفلسطينيين في لبنان والعراق، وعـرضـة للتهديدات وعـــدم الاسـتـقـرار كحال السوريين واللبنانيين والسودانيين في بلدان بينها تركيا ومجموعة من الدول الأوروبية، بما فيها بلدان رأت في اللجوء العربي تلبية لبعض احتياجاتها، ورحبت به مثل ألمانيا والسويد. تــــتــــطــــلــــب ظـــــــاهـــــــرة الـــــاجـــــئـــــ الـــــعـــــرب وأوضـــاعـــهـــم الــقــائــمــة اهــتــمــامــ عــربــيــ أكـبـر فــــي المـــســـتـــوى الـــرســـمـــي ولـــــــدى الــفــعــالــيــات الاجـتـمـاعـيـة، لـتـدقـيـق الــظــاهــرة ودراســتــهــا، ووضـــع سـيـاسـات وخـطـط تعمل عـلـى الحد مـنـهـا، لـكـن قـبـل ذلـــك يـفـتـرض الـضـغـط على الـــســـلـــطـــات الـــحـــاكـــمـــة فــــي الــــبــــلــــدان المــــولــــدة لـاجـئـ والمـهـاجـريـن لاتــخــاذ كــل الـخـطـوات الـــســـيـــاســـيـــة والإجـــــرائـــــيـــــة لـــلـــحـــد مــــن هــجــرة مواطنيها على طريق تحولهم إلـى لاجئين، والسعي لإعــادة اللجئين أو ما أمكن منهم، فمن الطبيعي أن يعيش الناس في أوطانهم، لا أن يتحولوا إلــى لاجـئـ يبحثون عـن أي مكان يستقرون فيه. OPINION الرأي 12 Issue 16800 - العدد Tuesday - 2024/11/26 الثلاثاء فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليميجديد حرب إسرائيل الجديدة اللاجئون العرب: وقفة قرب الكارثة! وكيل التوزيع وكيل الاشتراكات الوكيل الإعلاني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com
[email protected] المركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني:
[email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 المركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني:
[email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى الإمارات: شركة الامارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 المدينة المنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب الأولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية الموجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها المسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة لمحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي بالمعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email:
[email protected] srmg.com فايز سارة الطبيعي أن يعيش الناسفي أوطانهملا أن يتحولوا إلىلاجئين نديم قطيش عمرو الشوبكي
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky