issue16799

7 حوار INTERVIEW Issue 16799 - العدد Monday - 2024/11/25 الاثنين ASHARQ AL-AWSAT الـتـالـي: نبحث، أو نطلب آراء مسؤولين وقياديين، مثل الأسـتـاذ طــارق عزيز والأســـــــــتـــــــــاذ طـــــــه يــــاســــ رمـضـان أو الأسـتـاذ عزت إبراهيم. كل المسؤولين الكبار نطلب رأيهم، وبعد أن يكتمل الـرأي نعرض المـسـألـة عـلـى الـسـيـد الــرئــيــس. اكتمل الــــرأي ولـكـن كـانـت الآراء مـتـشـددة أن هذا كيف يـروح وهـذا كــذا... كلام فيه قسوة نوعاً ما. نحن كنا ذاهبين إلى اجتماع مجلس الــوزراء وكان الفريق عـبـد حــمــود، الـلـه يـرحـمـه، السكرتير وأنـــا وأحـمـد حـسـ ، الـلـه يـفـرج عنه، الآن هو في السجن، رئيس الـديـوان. قــلــت لــهــم أنــــا رأيـــــي الــشــخــصــي إنـنـا بـدلاً من أن ندخل في هذه التفاصيل والمتاهات أفضل أن نكلف ضابطاً من المخابرات يحمل الرسالة ويذهب إلى عائلة الشاعر الكبير وينقل تحيات الـسـيـد الــرئــيــس إلـــى الـعـائـلـة ويـقـول لـهـم هـــذه الــرســالــة مـــوجـــودة عـنـدكـم، إن كنتم تــريــدون مــغــادرة البلد نحن مستعدون لمساعدتكم، وأي مساعدة تريدونها لذلك فنحن حاضرون. أما إذا كنتم تحبون البقاء في بلدكم فهذا أمر يخصكم. اختاروا ما يريحكم. وفعلاً وصلنا إلى السيد الرئيس قــبــل أن نـــدخـــل إلــــى اجــتــمــاع مجلس الوزراء وعرض هذا الرأي وقال السيد الـرئـيـس نــعــم، ونــعــم الـــــرأي. قـــال هـذا هـــو الـصـحـيـح، لأن عـبـد الــــــرزاق عبد الواحد رجل محسوب علينا وهو من الـشـعـراء الكبار فـي الـعـراق فـ يمكن أن نتصرف تصرفاً غير هذا التصرف الـــحـــكـــيـــم. وفـــــعـــــً أرســــلــــنــــا شـخـصـ إلـــى عـائـلـة عـبـد الــــرزاق عـبـد الــواحــد، والعائلة امتنعت عن الالتحاق به في الأردن ثــم دعـــوه لـلـعـودة إلـــى الـعـراق ورجع إلى العراق وفعلاً كتب قصيدة جـمـيـلـة جــــداً قــبــل الاحــــتــــ ل، للسيد الرئيس وكرمه عليها وأهداه سيارة. وعندي مثلاً مرة أخرى أتذكر أنا كـنـت مــنــاوبــ فـــي يـــوم عـيـد وجــاءنــي أحد مرافقي السيد الرئيس وقال لي: الــســيــد الـــرئـــيـــس يـــســـأل كــيــف دخـلـت طـــــيـــــارات المـــفـــتـــشـــ (الــــدولــــيــــ عـلـى أسـلـحـة الـــدمـــار الــشــامــل فـــي الـــعـــراق) ومــــــن أعــــطــــاهــــم مــــوافــــقــــة بــــالــــدخــــول؟ قلت لــه: أنــا أيـضـ ليس لــدي علم من أعطاهم موافقة وليس لدي شيء بهذا الاتـــجـــاه بــل سمعت بــالأخــبــار مثلما أنتم سمعتم، وكان الأستاذ طه ياسين رمـضـان هـو المـشـرف فـي تلك المرحلة على موضوع التفتيش، فاتصلت به وسألته عن الموضوع فقال لي: تفضل إلــى بيتي لنتحدث فـي الأمـــر. ذهبت إلـيـه وكـتـب لـي مطالعة وقـــال لــي: أنا أعــطــيــت المـــوافـــقـــة بــحــكــم صـ حـيـتـي المـمـنـوحـة لـــي كـعـضـو مـجـلـس قـيـادة الثورة، وأنا تصرفت وفقصلاحيتي، وفـعـً رفعناها إلــى السيد الرئيس، فقال: فعلاً مارس الرجل صلاحيته. لــــم يـــكـــن يـــعـــتـــرض عـــنـــدمـــا يــكــون هـنـاك شـــيء صـحـيـح. وأتــذكــر عندما كـلـفـنـي الـعـمـل فـــي شــــؤون المـواطـنـ قـــــال لــــي إنـــــك ســـتـــكـــون مـــــســـــؤولاً عـن هـذا العمل وهـذه مسؤولية أمـام الله وأمــامــي، وإذا جــاء أي مشتكٍ عراقي عليك أو بـالأحـرى على عـدي وقصي تأتي بها إليّ مباشرة، فقلت له: تأمر ســيــدي. هـــذه أمــانــة وإن شـــاء الــلــه لا أقـــصـــر فـــيـــهـــا. وفــــعــــً بـــعـــد فـــتـــرة مـن الـزمـن، سنتين أو ثـ ثـ ، جـاء مواطن و(اشــتــكــى عـــلـــيّ)، قـــدّم طـلـب (شـكـوى عليّ) فحملت شكوى المواطن وذهبت إلى السيد الرئيس الله يرحمه وقلت لــه سـيـدي هـــذا المــوطــن اشـتـكـى عـلـيّ، فـقـرأ الشكوى وهـمـش عليها: تُشكّل لـــجـــنـــة لــلــتــحــقــيــق والــــتــــأكــــد مــــن هـــذا الـكـ م. وفعلاً تشكلت لجنة وحققت معه ومعي وتبّ أن هـذا الكلام كان مغلوطاً وغير دقيق وانتهى الأمر. أذكـــــر مــــرة جـــاءتـــنـــي شـــكـــوى من مواطن من الناصرية (يشتكي على) المــحــافــظ، وفـــعـــً قــــدّم الـطـلـب وقـــرأت طــلــبــه ورفـــعـــتـــه إلــــى الــســيــد الــرئــيــس وكــــتــــب: تـــشـــكّـــل لـــجـــنـــة لــلــتــحــقــق مـن المـــوضـــوع، وفـــعـــً تـبـيـنـت مـصـداقـيـة المـــواطـــن والمــحــافــظ كـــان قـائـمـ بعمل غير صحيح تجاه المواطن ونُقل على أثرها». صهر الرئيس مــتــى ذهـــبــت إلــــى الــرئــيــسصـــدام حـسـ لتطلب يــد ابـنـتـه حـــ ؟ أجـــاب: ذهـبـنـا أنـــا وأعـمـامـي 1994 «فـــي عـــام وأخــــوالــــي كـــالـــعـــادة. نــحــن فـــي عُـرفـنـا وعُـــرف الـعـراقـيـ عـامـة عندما تتقدم لـطـلـب امــــــرأة تـــأخـــذ أســــرتــــك. أعـمـامـك وأخــــوالــــك، أي الـــنـــاس الـقـريـبـ مـنـك، لأجـل طلب التي تسعى للزواج منها. وفــــعــــً ذلـــــك حـــصـــل كـــمـــا يــحــصــل مـع الـــعـــوائـــل الـــعـــراقـــيـــة الأخـــــــرى، ومـثـلـمـا يحصل مع عشيرتنا بالذات. نحن مـن قبيلة الـبـونـاصـر، وهي من القبائل الكبيرة في العراق، ويقطن أفــرادهــا فـي مناطق عــدة منها صلاح الــديــن والـفـلـوجـة والـبـصـرة وكــركــوك. أخـــــــذت عـــــــدداً مــــن أســــرتــــي وأعـــمـــامـــي وأخــــوالــــي. تـــحـــدث أحــــد أعــمــامــي إلــى الـــســـيـــد الـــرئـــيـــس وطــــلــــب الـــــــــزواج مـن كـــريـــمـــتـــه حـــــ لــلــمــعــنــي وهــــــو جـــمـــال مصطفى. وافــق السيد الرئيس وكـان مـــرحـــبـــ . وعـــلـــى الــــفــــور كـــــان الــقــاضــي قريباً. أتينا بـه فـي ذات اللحظة التي وافــــــــق فـــيـــهـــا الـــســـيـــد الــــرئــــيــــس. عـقـد الــقــران وتـغـديـنـا عـنـد الـسـيـد الرئيس - الـلـه يرحمه - مـع أعـمـامـي وأخـوالـي والجميع ثـم غــادرنــا. أتـذكـر أول لقاء ، ثم تم الزواج 9-12 حصل مع حلا في . فـتـرة قـصـيـرة، ونـحـن عــادة 9-26 فــي عندما تحصل الخطبة لا تطول الفترة لــلــزواج، فتم الــــزواج ومشينا فـي هذا الطريق. كــــان الــســيــد الــرئــيــس يـفـصـل بين الـعـمـل الــرســمــي وعــ قــاتــه الـعـائـلـيـة. عــــمــــلــــه كــــــــان مـــخـــتـــلـــفـــ عــــــن الـــعـــائـــلـــة نهائياً. والعائلة لا علاقة لها بالعمل السياسي والـدولـة. لا تتدخل في هذا الــجــانــب. فالسيد الـرئـيـس فــي العمل رجـــل دولــــة، وعـنـدمـا يـأتـي إلـــى البيت يـــأتـــي كــــــأب، أي يــتــعــامــل مــــع أســـرتـــه كأب وأب مثالي. وكل أسرة تتمنى أن يكون عندها أب بمستواه لأنه يعتني بأولاده من الصغير إلى الكبير، يهتم بكل عائلته. عندما يجلس إلى الغداء مثلاً هو بنفسه يصب الطعام ويسأل أولاده ماذا يريدون؟ يصب لكل واحد منهم ويـهـتـم جـــداً بالعائلة وأســرتــه. الدولة شيء والأسـرة شيء آخر. وهو في الوقت ذاتــه يتعامل مع العراقيين كأب للعراقيين كلهم ولا يميز بين عدي وفــــ ن مــن الــعــراقــيــ . يـتـعـامـل معهم بنفس الصيغة وذات الأسلوب وبذات العدالة. هذا هو صدام حسين. كما ذكرت لك، أي شكوى يتعامل مـــعـــهـــا بــــحــــديــــة وعـــــــدالـــــــة عــــالــــيــــة مــع أبنائه أو غير أبنائه. يتعامل بعدالة مــتــنــاهــيــة، لأنــــه يـسـعـى دومـــــ إلــــى أن يحقق العدل للعراقيين بصورة عامة ولا يسمح بـــأن يظلم عــراقــي أبــــداً. لم يــســمــح بــــأن يــظــلــم عـــراقـــي مــهــمــا كــان وفــي أي نقطة مـن الــعــراق. فهو رجـل، الله يرحمه ويغفر له، كان يتعامل مع أولاده بشدة إذا قصّروا في أي اتجاه من الاتجاهات». هواياتصدام حسين أي نــــــوع مــــن الــــطــــعــــام كــــــان صــــدام حــســ ، ومـــــاذا كــانــت هـــوايـــاتـــه؟ يــقــول: «هو رجل عربي أصيل كان يحب الأكلات الـعـربـيـة الـعـراقـيـة الأصــيــلــة. كـــان دائـمـ يطبخ بيده أكلة الهبيط. كـان يطبخها بطريقته. نحن تعلمنا منه هذه الطريقة التي تجعل طعمها مختلفاً عن الهبيط الــــذي يـطـبـخ فـــي الـــعـــراق. أي يــكــون لها طــعــم خــــاص مــمــيــز. وهــــي لــحــم ومــرقــة وثـــريـــد الــخــبــز. هــــذا هـــو الــهــبــيــط. وفــي الــوقــت نفسه الأســـمـــاك، المـسـكـوف الــذي يحبه العراقيون. كان هو يعدّه. كـانـت لـديـه هــوايــات مختلفة، مثلاً ركـــــوب الـــخـــيـــل، الـــفـــروســـيـــة، ثـــم الـصـيـد والسباحة والـرمـايـة. كــان يحب الصيد بـشـكـل مــتــواصــل وكـــــان أحــيــانــ قــبــل أن يـــذهـــب إلــــى جــبــهــات الـــقـــتـــال مـــع إيـــــران، يــحــاول فــي منطقة الــعــمــارة الــتــي فيها كـثـيـر مـــن أنـــــواع الــصــيــد كـصـيـد الــغــزال والـــــوزّ، وكـــان أحـيـانـ يـصـطـاد وهـــو في الطائرة. من المروحية. أحياناً يكون في الــطــائــرة ومـــثـــً يـمـر رف أوز عـلـى ذات المستوى، فيطلق النار على الأوز ثم تنزل طائرة أخرى تحمل ما تم اصطياده. كان يمارس هذه الهواية لفترة من الفترات. ولكن لاحقاً صار المكان بعيداً والظروف صعبة فراح يمارس هواية صيد السمك بشكل متواصل. كان بارعاً في الرماية منذ صغره. نــــحــــن بـــحـــكـــم تـــكـــويـــنـــنـــا الــــعــــشــــائــــري، بـــصـــورة عـــامـــة، كـــل واحـــــد مـــن الأولاد عندما يكبر قليلاً يـبـدأون فـي تعليمه الــرمــايــة ويـــكـــون رامـــيـــ جـــيـــداً. هـــذا هو تـكـويـنـنـا. فــي الــوقــت نـفـسـه كـــان قـارئـ كبيراً. يقرأ بشكل متواصل، دائماً يقرأ ويكتب أيضاً». ســـألـــتـــه عــــن الـــشـــاعـــر الـــــــذي أحــبــه صـــــــدام، فــــأجــــاب: «بــــصــــورة عـــامـــة كــان يـــحـــب الاســــتــــمــــاع إلـــــى الــــشــــعــــراء. كـــان شعراء عراقيون كثيرون يسمعهم، مثلاً عبد الــرزاق عبد الواحد كان من فحول الشعراء العراقيين، وكثيرون مماثلون كان يسمعهم، وبعضهم كانت له علاقة معهم. لا أعـــتـــقـــد أن عـــ قـــة قـــويـــة ربـطـتـه بمحمد مـهـدي الـجـواهـري. الجواهري أصـــــولـــــه فــــارســــيــــة، والـــــرجـــــل عـــلـــى مـر العصور يختلف مـع كـل حكومة تأتي لأجل الاختلاف لا لأجل مصلحة عامة، بــل لأجـــل مـصـالـح شخصية، فيختلف مــع كــل الـحـكـومـات الـتـي تـعـاقـبـت على الـــحـــكـــم فــــي الـــــعـــــراق. لا يــخــتــلــف لأجـــل الــوطــن إنـمـا اخــتــ ف شخصي ولأجــل مآرب شخصية». صدام فيصورة غير مؤرخة مع ابنتيهرغد ورنا وزوجته ساجدة خلالزيارة مع أصدقاء للعائلة فيضواحي بغداد (غيتي) جمال مصطفى السلطان على أوراق اللعب التي أصدرها الجيشالأميركي لقادة النظام المطلوبين غداً الحلقة الثالثة: محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم صدام كانصارماً في العمل وأبوياً مع أسرته ويتحدثشخصياً مع المواطنين جمال مصطفى (الشرق الأوسط)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky