issue16799
Issue 16799 - العدد Monday - 2024/11/25 الاثنين الإعلام 17 MEDIA د. ياسر عبد العزيز «إحدى الوظائف الرئيسية لوسائل الإعلام الجديدة تتمثّل في القدرة على توحيد الناسوكسر الحواجز الموجودة بين الثقافات» ترند التلفزيون... «لكلشيء إذا ما تم نُقصان» بالنظر إلـــى عـنـاصـر مهمته، الـتـي نـكـاد نعرفها جميعاً، فـإن الإعــام صناعة تاريخية بامتياز؛ لأن عمر هـذه الصناعة ببساطة يمتد عبر مُجمل قــرون التاريخ المنظور، وبـا استثناءات تقريباً؛ إذ ظلت مـهـام الإخـبـار والتوعية والتثقيف والترفيه تعمل بـا أي انقطاع، وفي المجتمعات كلها. فأين الإشكال إذن؟ لقد تـنـوّعـت أسـالـيـب إنـتـاج المـحـتـوى وتــعــددت وتــطــورت، كما تغيرت الوسائط التي تنقل المحتوى الإعلمي، ولذلك يمكننا القول إن معظم تاريخ تطور الإعــام ليس سـوى انعكاس مباشر لتاريخ تطور تكنولوجيا الوسائط، التي استخدمها لإنفاذ مهمته وإدامة صناعته. فكل تطور تكنولوجي عالمي في مجال صناعة الإعـــام، قادنا إلى إنتاج مواد إعلمية جديدة، وشروط إنتاج مختلفة، والأهم من ذلك، نمط توزيع مختلف، بمستويات متباينة من النفاذ والتأثير. وبعد الكتابة على الحجر في عديد الـحـضـارات، تم استخدام وســيــط جــلــود الــحــيــوانــات، ثـــم أوراق الـــبـــردي، وصـــــولاً إلـــى ظـهـور المطبعة، التي دشّـنـت عـصـوراً متعاقبة مـن الاخـتـراقـات المُذهلة في مجال وسائط عرض المحتوى الإعلمي وتوزيعه. وبـــن أهـــم الإشـــراقـــات الــتــي كـلـلـت مـشـهـد الــتــطــور فــي صناعة الإعــام العالمية، سيبرز التليفزيون، حي اكتشف العلماء إمكانية نـقـل الـــصـــورة المـتـحـرّكـة عـبـر المــســافــات، وعـرضـهـا عـلـى الـشـاشـات، ليشاهدها الجمهور في أجواء بدت مُفعمة بالدهشة والمتعة، للذين عاصروا بداياتها في النصف الأول من القرن الماضي. كان التليفزيون، مع انطلقته الأولى، عالماً متكاملً من الفائدة والمتعة والتأثير، ولأكـثـر مـن سبعة عقود كاملة كـان هـذا الوسيط الإعلمي يعيش عصره الذهبي، خصوصاً عندما انتقلت تقنياته بسرعة فائقة لتعم الكرة الأرضية، وتُغطي معظم أرجائها، وتصل إلى العالم العربي في نهاية الخمسينات ومطلع الستينات الفائتة، ليضحى الـتـلـيـفـزيـون، عـلـى مــر تـلـك الـعـقـود، وسـيـلـة الإعــــام الأهــم والأكثر نفاذاً وتأثيراً، وبقدرة كبيرة على توليد العوائد، وتحقيق الاستدامة. فقد فاقت مزايا التليفزيون الكثير من مُمكنات وسائط الإعلم الأخرى، وكان عنصر الاختراق الأكبر بي تلك المزايا يتمثل في مزجه الـصـوت بــالــصــورة، وبينما ظــل لـعـقـود متمتعاً وحـــده بتلك المـيـزة الفريدة، لم يتوقف التطوير في مستويات جـودة الصورة، وأنماط الـبـث، ونـقـاء الـصـوت، بـمـوازاة ظهور أنـمـاط إعلمية جـديـدة ضمن منتجاته، استفادت من تلك المزايا، وعظّمت حضورها. لــكــن يـــبـــدو أن الــتــلــيــفــزيــون بــــــدوره لـــن يـخـتـلـف عـــن غـــيـــره من الوسائط الإعلمية، التي نشأت، وازدهـــرت، وتعاظم تأثيرها، قبل أن يظهر وسيط جديد يخصم من نفاذها ويقتطع من حصصها، وربما يؤخرها في المنافسة، قبل أن يقصيها عن المشهد، أو يضعها في «متحف تاريخ الإعلم». فكل تقنية تكنولوجية جديدة تنتج وسائط إعلمية جديدة، وكــل وسـيـط إعـامـي جـديـد يقتطع حصته مـن الـوسـائـط القديمة، وبينما تبقى صناعة الإعـام قائمة على إنتاج المحتوى وتوزيعه، فإن أساليب التلقّي هي التي تحدد مدى قدرة كل وسيط على البقاء والاســتــدامــة.ولــذلــك، فـقـد كـانـت «الإنــتــرنــت» عـنـوانـ لعصر إعـامـي جـديـد، ومــع تـطـورهـا، ووصـولـهـا لكل بقعة فـي العالم تقريباً، زاد الاعتماد عليها باطراد، على مدى أربعة عقود، في إنتاج المحتوى الإعلمي وتوزيعه. سيفسر لنا ذلك سيادة التليفزيون المُعتمد على البث الأرضي لأكــثــر مـــن ثــاثــة عـــقـــود، قـبـل اكــتــشــاف الــبــث الـفـضـائـي وتـلـيـفـزيـون «الــكــيــبــل»، وصـــــولاً إلـــى الــبــث عـبـر «الإنـــتـــرنـــت»، الــــذي دشّــــن عصر «الفيديو حسب الطلب»، والمنصات التليفزيونية. لقد أدى هذا التطور إلى تغير كبير في آليات التلقّي، ومع بروز عصر وسائل «التواصل الاجتماعي»، وتحولها إلى منصة رئيسة لبث المحتوى المرئي، ودخـول صُناع المحتوى الجدد، و«المؤثرين»، والهواة إلى عالم إنتاج المقاطع المرئية، فقد التليفزيون «التقليدي» مساحات كبيرة من الاهتمام. وفـــــي الأســــبــــوع المــــاضــــي، جـــــرى الاحـــتـــفـــال بـــــ«الــــيــــوم الــعــالمــي لــلــتــلــيــفــزيــون»، وهــــو احــتــفــال ضــــــروري ومُــســتــحــق بـــذلـــك الـوسـيـط الإعــامــي المتميز والمُــهــم، الـــذي أدى دوراً بـالـغ التأثير فـي مختلف الـــشـــؤون المـجـتـمـعـيـة، وحــظــي لـعـقـود بـمـكـانـة فــريــدة بــن الـوسـائـط المختلفة، الـتـي طــال تأثيرها مختلف مناحي الـحـيـاة البشرية في الدول والمجتمعات كافة. لــكــن «لـــكـــل شــــيء إذا مـــا تـــم نـــقـــصـــان»؛ فـــرغـــم أن الـتـلـيـفـزيـون «التقليدي» ما زال موجوداً وفاعلً ومؤثراً كوسيط إعلمي رئيس، ويمكن أيضاً أن تُبنى عليه استراتيجيات إعلمية واتصالية، وأن يحظى بسنوات أخرى من البقاء، فإنه في طريقه للنزواء والتراجع وخفوت الأثر. فكثير مــن الإحـــصـــاءات والـــدراســـات المُـعـتـبـرة المــتــوافــرة تشير بــوضــوح إلـــى تــراجــع نـفـوذ الـتـلـيـفـزيـون «الـتـقـلـيـدي»، الـــذي يعتمد خريطة برامجية مُــحــددة سلفاً بتوقيتات مُـلـزمـة، لمصلحة أنماط أخرى من البث، بعضها يعود لأشكال أخرى من التليفزيون نفسه، وبعضها الآخر يتعلق بمنصات «التواصل الاجتماعي». يستحق التليفزيون «التقليدي» الاحتفاء بوجوده وبخدماته الوافرة لصناعة الإعلم بكل تأكيد، لكن بقاءه بصورته «التقليدية» تلك ليس مضموناً في العقود المُقبلة. منصة عالمية لتبادل الخبرات وتطوير الإبداع... والتواصل مع «بريكس» والعالم العربي المنتدى الروسي الأول لـ«الثقافة والإعلام والرقمنة» لمواجهة هيمنة الغرب اخـتـتـم المـنـتـدى الأول لــ«الـثـقـافـة والإعـــام والــرقــمــنــة» أخــيــراً أعـمـالـه فــي مـوسـكـو، مطلِقاً آليات لتعزيز التواصل مع المؤسسات الثقافية والإبـداعـيـة في عشرات البلدان، بهدف تحويل المنتدى -كما قـال منظموه- إلـى «منصة فريدة لـــتـــبـــادل الـــخـــبـــرات وتـــطـــويـــر أســـالـــيـــب الابــتــكــار والإبداع في عالم متعدد لا تهيمن عليه الثقافة الغربية وحدها بأساليبها القديمة». جمع المـنـتـدى، عبر الـنـقـاشـات الـتـي دارت خلل ورشات العمل «قادة الصناعات الإبداعية مـن روسـيـا ودول أخـــرى، لمناقشة آفـــاق تطوير الــصــنــاعــة والمـــخـــاطـــر والــــفــــرص الـــتـــي أحــدثــهــا التقدم السريع للتكنولوجيا الجديدة في حياة الناس وإبداعهم». عاصمة عالمية للإعلام والثقافة ووفـــــقـــــ لـــحـــكـــومـــة الــــعــــاصــــمــــة الــــروســــيــــة موسكو، التي رعت تنظيم المنتدى، فإن من بي أهداف إطلقه «تحويله إلى فعالية تُنظّم بشكل دوري وتكريس رؤيـة جديدة للتعاون الثقافي والإعــامــي والإبــداعــي تـقـودهـا مـوسـكـو». ومن جهتها، رأت رئاسة المنتدى أن موسكو «عزّزت عبره مكانتها بـن عـواصـم الثقافة فـي العالم، وبــاتــت تـجـذب انـتـبـاه الــخــبــراء فــي الصناعات الإبداعية والمتخصصي المشهورين من مختلف أنحاء العالم، من الولايات المتحدة وفرنسا إلى الهند والـصـن». وبهذا المعنى فـإن روسيا «ما زالت تحتفظ بهويتها الثقافية، على الرغم من الـعـقـوبـات والــتــحــديــات المــعــاصــرة، بــل تمضي قـــدمـــ أيـــضـــ نــحــو تــطــويــر أشـــكـــال جـــديـــدة من التفاعل في مجالات السينما ووسـائـل الإعـام الجديدة وغيرها من الصناعات الإبداعية». وحـــقـــ ، جــمــع مــنــتــدى «الـــثـــقـــافـــة والإعـــــام والــــرقــــمــــنــــة» فــــي دورتــــــــه الأولــــــــى مـتـخـصـصـن فــــي مــــجــــالات الــســيــنــمــا، والألـــــعـــــاب، والإعـــــــام، والـــتـــكـــنـــولـــوجـــيـــا، والــــصــــنــــاعــــات الإبــــداعــــيــــة؛ للبحث عن تـوازن جديد بي الأهـداف التجارية والمـصـالـح الـعـامـة، وإمـكـانـيـات الآلات وقـــدرات البشر. ولمـــــــدة يـــــومـــــن، تـــــواصـــــل المـــــشـــــاركـــــون مـن مـخـتـلـف دول الــعــالــم فـــي ورشـــــات عـمـل لبحث المواضيع الرئيسة المطروحة التي توزّعت على عـــدة مـــحـــاور؛ بـيـنـهـا: اقـتـصـاد وســائــل الإعـــام الجديدة، والتأثير المتبادل بي وسائل الإعلم الـــجـــديـــدة والــســيــنــمــا، والاتــــصــــالات، وتـقـنـيـات الــذكــاء الاصـطـنـاعـي، فـضـاً عــن تـطـويـر ألـعـاب الفيديو، والمساحات الافتراضية، والرياضات الإلكترونية. تقارب وأرضية مشتركة رؤيــــــة المـــنـــتـــدى تــــقــــوم، بـــالـــدرجـــة الأولــــــى، عــلــى مــحــاولــة تــعــزيــز الـــتـــقـــارب والـتـنـسـيـق من أجـل «إيجاد أرضية مشتركة وتطوير أساليب جــــديــــدة وفـــــريـــــدة لـــــإبـــــداع بــــن روســــيــــا ودول )» والدول العربية، لا سيما + مجموعة (بريكس فـي مـجـال منصات الـثـقـافـات وتشابكها. وبـذا لا يُـخـفـي المـنـظـمـون الــهــدف الأســـاســـي المتمثل فـي مـحـاولـة «كـسـر» الـحـصـار الـغـربـي، والعمل عـلـى تشكيل مـنـصـة فــريــدة تُـسـهـم فــي تطوير حـــوار دولـــي بــن روســيــا وشـركـائـهـا فــي الـــدول العربية والبلدان الأخرى التي تعمل مثل روسيا لإيجاد روابط جديدة للتعاون في ظل التغيّرات السريعة على بيئة المعلومات العالمية. لــــــذا، رأى المـــنـــتـــدى فــــي جـــلـــســـات الـــحـــوار أن إحــــدى الــوظــائــف الـرئـيـسـة لـوسـائـل الإعـــام الجديدة تتمثّل «في القدرة على توحيد الناس، وكسر الحواجز الموجودة بي الثقافات واللغات المختلفة عبر استخدام الشبكات الاجتماعية، والمــدوّنــات، ومحتوى الفيديو». وعــدّ أن تأثير مـــســـاحـــة الإعـــــــام الـــجـــديـــدة يــتــمــثّــل أيـــضـــ فـي إمـكـانـيـة إنـــشـــاء مـــبـــادرات مـشـتـركـة - مـشـاريـع مـشـتـركـة، وأحـــــداث ثـقـافـيـة، وبـــرامـــج تعليمية تــــهــــدف إلـــــى تـــعـــزيـــز الـــــروابـــــط وتـــوســـيـــع آفــــاق التعاون المتبادل. برنامج اليوم الأول تضمّن جلسة رئيسة بـــعـــنـــوان «مـسـتـقـبـل الـــتـــواصـــل والـــتـــواصـــل من أجـــل المـسـتـقـبـل»، شــاركــت فيها نخبة مــن كبار المـخـرجـن الـعـالمـيـن؛ مـثـل: أمـيـر كـوسـتـوريـكـا، وأولــــيــــفــــر ســــتــــون، اســـتـــعـــرضـــوا خـــالـــهـــا دور السينما في تجاوز الحواجز الثقافية وتعزيز الـــتـــفـــاهـــم بــــن الــــشــــعــــوب. وفــــــي كـــلـــمـــتـــه، شــــدّد كوستوريكا على أن «السينما لا تُقاس بقيمتها المــالــيــة بـــقـــدر مـــا تـحـمـلـه مـــن مــضــامــن وأفـــكـــار عميقة»، مشيراً إلى تأثير أفـام المخرج أندريه تــاركــوفــســكــي الـــتـــي عــلــى الـــرغـــم مـــن مــحــدوديــة مــشــاهــدتــهــا عــنــد إصـــــدارهـــــا، اكــتــســبــت قــاعــدة جـــمـــاهـــيـــريـــة واســــعــــة عـــلـــى مــــر الـــــزمـــــن، بـفـضـل طرحها أسئلة جوهرية عن الحياة. أمـــا ســتــون فــأكــد أن «الـسـيـنـمـا الـــيـــوم في مـــرحـــلـــة تـــطـــور مــســتــمــر، تــتــضــمّــن رؤى فـنـيـة جــديــدة وإمــكــانــيــات إبــداعــيــة مـتـاحـة حـتـى في المــــــدن الـــصـــغـــيـــرة»، داعــــيــــ إلـــــى احـــتـــضـــان هـــذا التغيير وتقدير الماضي في الوقت ذاته. الحضور العربي وفــي الجلسات عـن العالم الـعـربـي، شـارك لوبو سيوس مقدم البرامج الحوارية في دبي، وعـــلـــي الــــزكــــري رئـــيـــس قــســم الــتــحــريــر الـرقـمـي في صحيفة «البيان» في دبــيّ، وعـا الشافعي رئـــيـــســـة تـــحـــريـــر صـــحـــيـــفـــة «الــــــيــــــوم الـــســـابـــع» المصرية، والصحافي اللبناني نبيل الجبيلي. وأكـــــد المــنــتــدى تــعــزيــز الــــروابــــط بـــن الــشــعــوب، كونها تُسهم في خلق أرضية مشتركة وتقديم طـــــرق مــبــتــكــرة لـــــإبـــــداع. ورأى المــــشــــاركــــون أن العلقات بي روسيا ودول «بريكس» لا سيما الـــــدول الــعــربــيــة تـسـتـنـد إلــــى الــتــفــاعــل الـثـقـافـي وتـــشـــابـــك الـــثـــقـــافـــات؛ مــمــا يــفــتــح آفـــاقـــ جــديــدة للتعاون والإبداع المشترك. وعــــــن دور الـــســـيـــنـــمـــا، بـــــن وســـــائـــــل هـــذا الــتــعــاون، فـإنـهـا عُــــدّت جــســراً فـــعّـــالاً يــربــط بي الـــعـــالمـــن الــــروســــي والـــعـــربـــي. إذ إن الأفــــــام لا تكتفي بعرض جوانب من حياة شعوب معينة، بل تساعد أيضاً على تجاوز الحواجز اللغوية والثقافية؛ مما يخلق قصصاً عالمية قادرة على التأثير في قلوب المشاهدين في كل مكان. ومــــــن ثــــــم، تـــــنـــــاول المــــنــــتــــدى دور الــــذكــــاء الاصـــطـــنـــاعـــي بــوصــفــه أداة واعــــــدة فـــي عملية الـتـألـيـف والإنـــتـــاج الـسـيـنـمـائـي، بـجـانـب بحث الفرص التي توفرها المنصات الرقمية لتمكي المواهب الشابة. منصة مهمة لتبادل الخبرات مـــتـــحـــدثـــ مـن 70 مــــع مــــشــــاركــــة أكــــثــــر مــــن دول، شــكّــل المــنــتــدى مـنـصـة مـهـمـة لـتـبـادل 10 الخبرات وتعزيز التواصل الثقافي بي روسيا والـــعـــالـــم، بــمــا يُــســهــم فـــي دفــــع عـجـلـة الابــتــكــار والتنوع في قطاعي الإعلم والسينما العالميي. وفي تصريح لـ«الشرق الأوســط»، قال جورجي بـــروكـــوبـــوف، رئــيــس شــركــة مـوسـكـيـنـو - مركز مــوســكــو الــســيــنــمــائــي، إن المـــنـــتـــدى -الأول من نـــوعـــه- يُــنــظّــم «فــــي لـحـظـة مـــحـــوريـــة؛ إذ تعمل أدوات الذكاء الاصطناعي والابتكارات الرقمية على إعـادة تشكيل الصناعات الإبداعية بشكل أسـاسـي». وأردف أن «الملعب العالمي بـات أكثر تــــوازنــــ ... وظـــهـــرت مــنــاطــق جـــديـــدة، أو عــــزّزت مناطق، كانت موجودة أصلً في هذه الصناعة، مـكـانـتـهـا لــتــتــحــول إلــــى مـــراكـــز لإنـــتـــاج الأفــــام والتلفزيون». وأوضح بروكوبوف أن موسكو استثمرت، بمبادرة من رئيس بلديتها سيرغي سوبياني، بـكـثـافـة فـــي «بـــنـــاء مـجـمـوعـات إبــداعــيــة عالمية المستوى» في المدينة وإنشاء شبكات تعاون مع مراكز إبداعية مماثلة في جميع أنحاء العالم. ولقد انصب أحد البرامج الأساسية على تطوير صناعة السينما. وتابع أن «مجموعة صناعة الأفـــام الـروسـيـة وصلت إلــى حجم مماثل (من حيث مرافق الإنتاج ومعداتها المتطورة) لتلك الموجودة في كاليفورنيا أو مومباي (...) تتغيّر صناعة الأفــام العالمية بسرعة، ولـم يعد الأمر يقتصر على (هوليوود)، النموذج القديم؛ حيث تُملى ثقافة واحدة، والأذواق العالمية تتلشى». ثم كشف عن أن عدد الأفلم الروائية المنتجة في دول «بــريــكــس» تـضـاعـف أكــثــر مــن ثـــاث مــرات على مدى العقدين الماضيي، في حي ظل عدد الإنتاجات في الغرب ثابتاً إلى حد كبير. التطور في «بريكس» ودول الخليج العربي ومــــــــن ثــــــــم، أفــــــــــاد بــــــــأن تــــقــــنــــيــــات الـــــذكـــــاء الاصطناعي تسمح بتكييف المحتوى المتنوع مع السياقات المحلية بسلسة. وبالنسبة إلى دول مجموعة «بـريـكـس» فـإنـهـا، مـثـل روسـيـا، «تتطلّع إلى تعزيز التعاون مع القطاع الإبداعي المــزدهــر فـي الخليج الـعـربـي، بما يمثّل فرصة مثيرة لاستكشاف أسواق جديدة». وزاد المــــــســــــؤول أن الأوســـــــــــاط الـــروســـيـــة «تــتــابــع بــاهــتــمــام كـبـيـر مـــا يــحــدث فـــي المملكة الــعــربــيــة الـــســـعـــوديـــة. إن تــفــانــي الــحــكــومــة في رعاية المواهب وجعل المملكة واحـدة من المراكز الإبداعية الرائدة في العالم أمر رائع حقاً. ومن الملهم أن نـرى كيف تتحوّل المملكة بسرعة إلى قـــوة إبــداعــيــة عـالمـيـة مـــع الــحــفــاظ عـلـى تـراثـهـا الثقافي الغني». إحدىجلسات المنتدى الروسي الأول لـ«الثقافة والإعلام والرقمنة» (الشرق الأوسط) موسكو:رائد جبر الانتخابات الرئاسية الأميركية عزّزت وضع «بلوسكاي» منافساً لـ«إكس» يبدو أن انتخابات الرئاسة الأميركية، التي نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، 5 أُجريت يوم عزّزت مكانة منصة «بلوسكاي» منافساً رئيساً لــــــ«إكـــــس»، مــــا أثــــــار تــــســــاؤلات بـــشـــأن مـسـتـقـبـل المـــنـــصـــتـــن، ولمَـــــــن ســـتـــكـــون الـــغـــلـــبـــة فـــــي ســـبـــاق مـنـصـات الــتــواصــل الاجــتــمــاعــي لـلـتـنـافـس على زيــــادة عـــدد المـسـتـخـدمـن. وفـــي حــن عـــدّ خـبـراء حـاورتـهـم «الـشـرق الأوســـط» أن «بلوسكاي» قد تـكـون «بــديــاً» لــــ«إكـــس»، فــإن هـــؤلاء تـوقّـعـوا أن هذا التغير قد يحتاج لسنوات. مــــن جــهــتــهــا، أفـــــــادت وكــــالــــة «أســوشــيــيــتــد برس» الأميركية بأن منصة «بلوسكاي» شهدت زيادة مليون مستخدم جديد خلل الأسبوع الذي أعقب الانتخابات الأميركية، وعلّقت قائلة «في الـوقـت الـراهـن يبحث بعض مستخدمي (إكـس) عـــن مـنـصـة بـديـلـة لـلـتـفـاعـل مـــع الآخـــريـــن ونـشـر أفكارهم». أما صحيفة «الغارديان» البريطانية، فـــــــــأوردت فــــي تـــقـــريـــر نـــشـــرتـــه مــنــتــصــف الــشــهــر الـــحـــالـــي، أن كــثــيــراً مـــن المــســتــخــدمــن «يـسـعـون الآن لــلــهــروب مـــن (إكــــــس)، وســـط تــحــذيــرات من زيادة خطاب الكراهية والمعلومات المضلّلة على المــنــصــة». وحــقــ ، وفـــق «بــلــوســكــاي» ارتــفــع عـدد مليي في منتصف سبتمبر 10 مشتركيها «من مليون مستخدم حالياً». 16 (أيلول) الماضي، إلى رائف الغوري، المدرّب والباحث المتخصّص في الـذكـاء الاصطناعي التوليدي، أرجـع ازديـاد الإقـــبـــال عــلــى مـنـصـة «بـــلـــوســـكـــاي» إلــــى «فـــقـــدان مـنـصـة (إكــــس) مـكـانـتـهـا تــدريــجــيــ ». وأردف أن جاك دورسي نقل الخبرات والتجارب الناضجة لــــــ«تـــــويـــــتـــــر» ســــابــــقــــ و«إكــــــــــــس» عــــنــــد تـــأســـيـــس «بـــلـــوســـكـــاي»، مــــا مـــنـــح المـــنـــصـــة «عـــنـــاصـــر قـــوة تظهر في مزايا اللمركزية، والخوارزميات التي يستطيع المستخدم أن يعدلها وفق ما يناسبه». وتـــابـــع: «انــتــخــابــات الـــرئـــاســـة الأمــيــركــيــة كـانـت مــن أهـــم الــتــواريــخ بالنسبة لبلوسكاي فــي ظل ازديـــاد الإقـبـال عليها».ولذا لا يستبعد الغوري أن تـصـبـح «بــلــوســكــاي» بـــديـــاً لـــــ«إكــــس»، لكنه يرى أن «هذا الأمر سيحتاج إلى وقت ربما يصل إلـى سنوات عــدة، لا سيما أن بلوسكاي حديثة العهد مقارنة بـــ(إكــس) الـتـي أُسّـسـت فـي مـارس ، ثم إن هناك بعض المزايا التي تتمتع 2006 ) (آذار بها (إكــــس)، على رأســهــا، تمتعها بـوجـود عدد كبير مـن صـنّـاع الــقــرار الاقـتـصـادي والسياسي والفناني والمشاهير حــول العالم الـذيـن لديهم رصيد واسع من المتابعي، وهذا عامل يزيد من صعوبة التخلي عنها». ويشار إلـى أن «بلوسكاي» تتمتع بسمات 2019 «إكــس» نفسها، ويعود تاريخها إلـى عـام عــنــدمــا أعـــلـــن جــــاك دورســــــي - وكـــــان حــيــنــئــذٍ لا يـــزال يشغل منصب المـديـر التنفيذي لـ«تويتر» («إكــــــس» حــالــيــ ) - عـــن تــمــويــل الــشــركــة تـطـويـر منصة تــواصــل اجـتـمـاعـي مفتوحة ولا مركزية تحمل اســم «بـلـوسـكـاي». وفــي فـبـرايـر (شـبـاط) تــــحــــوّلــــت إلــــــى شــــركــــة مـــســـتـــقـــلـــة، لـتـطـلـق 2022 نسختها التجريبية مع نهاية العام. من جانبه، قال محمد الصاوي، الصحافي المصري المتخصص في شــؤون الإعــام الرقمي، إن «مــنــصــة (بـــلـــوســـكـــاي) فـــي طــريــقــهــا بـالـفـعـل للستفادة من التغيّرات الجذرية التي تشهدها مـــنـــصـــات كـــبـــيـــرة مـــثـــل (إكــــــــــــس)». وأوضـــــــــح أن «النموذج اللمركزي الـذي تعتمده (بلوسكاي) يمنحها مـيـزةً تنافسيةً ملحوظةً، لا سيما مع ازديــــاد الـوعـي حــول الخصوصية والتحكم في البيانات، أضـف إلـى ذلـك أن المستخدمي اليوم يبحثون عن منصات توفر لهم الأمـان، لا سيما بـعـد الــتــحــوّلات الـكـبـيـرة الــتــي شـهـدتـهـا (إكـــس) تـحـت قـــيـــادة مـــاســـك... ومـــن هـــذا المـنـطـلـق يـبـدو أن لــدى (بـلـوسـكـاي) فـرصـة حقيقية للنمو، إذا استمرت في تعزيز مبادئها المتعلقة بالشفافية وحرية التعبير». القاهرة: فتحية الدخاخني
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky