issue16799

اقتصاد 15 Issue 16799 - العدد Monday - 2024/11/25 الاثنين ECONOMY بايدن وصفه بـ«التاريخي»... وغوتيريشعدّه «أساساً يمكن البناء عليه»... والدول النامية رأت أنه «غير كافٍ» مليار دولار 300 »... الاتفاق على تمويل مناخي بـ 29 «كوب علا التصفيق في قاعة الجلسة العامة »، فـــي بـــاكـــو، بـعـد إعـــ ن 29 لمـؤتـمـر «كــــوب 300 الاتفاق على تمويل عالمي جديد بقيمة مليار دولار سنوياً لمساعدة الـــدول الأكثر فقراً على التعامل مع آثار تغيّر المناخ، رغم انـتـقـادات الـــدول النامية التي رأت أنـه غير كــافٍ. وأشــاد الرئيس الأميركي جو بايدن بـــالاتـــفـــاق «الـــتـــاريـــخـــي» بــوصــفــه «خــطــوة مـــهـــمـــة» فــــي مــكــافــحــة الاحـــــتـــــرار المـــنـــاخـــي، مــتــعــهّــداً بــــأن تـــواصـــل بـــــ ده عـمـلـهـا، رغــم مــوقــف خـلــفــه، دونـــالـــد تـــرمـــب، المـشـكـك في تغيّر المناخ. وعـنـدمـا قـرعـت مـطـرقـة رئـيـس مؤتمر المـنـاخ، مختار باباييف، للاتفاق الجديد، امـــتـــأت الــقــاعــة بـالـتـصـفـيـق. وقـــــام بعض المـنـدوبـن بتحية الاتــفــاق وقــوفــ فــي قاعة .»29 الجلسة العامة لمؤتمر «كوب الاتــفــاق الـــذي جـــاء بـعـد أسـبـوعـن من المـفـاوضـات الـشـاقـة يـهـدف إلــى توفير قوة دافـعـة للجهود الـدولـيـة الـرامـيـة إلــى الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري في عام من المتوقّع أن يكون الأكثر حرارة على الإطلاق. مليار دولار سنوياً 300 ومـن شأنه توفير ، مما يـعـزّز الـتـزام الــدول 2035 بحلول عــام مـلـيـار دولار 100 الـغـنـيـة الـسـابـق بـتـوفـيـر .2020 سـنـويـ لتمويل المــنــاخ بـحـلـول عـــام وســـــوف تـــذهـــب هــــذه المـــبـــالـــغ إلــــى الــبــلــدان الـنـامـيـة الـتـي تـحـتـاج إلـــى الأمــــوال الـ زمـة للتكيف مع ظاهرة الاحتباس الحراري في المستقبل، ودفـع ثمن الأضــرار الناجمة عن الطقس المتطرف الناتج عن تغيّر المناخ. ورغم أن هذا المبلغ لا يقترب من المبلغ 1.3( الكامل الذي طالبت به البلدان النامية أمثال قيمة 3 تريليون دولار)، فإنه يعادل مليار دولار سنوياً من 100 صفقة قيمتها ، التي شارفت على الانتهاء. 2009 عام ودعــا الاتـفـاق الــدول غير المتقدّمة إلى تـقـديـم مـسـاهـمـات مـالـيـة لـكـن عـلـى أســاس «طوعي»، وفق النص. كذلك، يتضمن الاتفاق أمـراً جديداً؛ إذ أصبح يمكن الآن احتساب التمويل المناخي الذي تساهم فيه البلدان غير المتقدمة عبر بـــنـــوك الـتـنـمـيـة مـــتـــعـــددة الأطــــــــراف، ضمن مــلــيــار دولار، وهــــو أمــــر لقي 300 هــــدف الـــــــ ترحيباً من الأوروبيي. ضوء أخضر لائتمانات الكربون توصّلت الدول إلى اتفاق نهائي بشأن الــــقــــواعــــد الـــعـــامـــة لإطــــــ ق أســـــــواق تـــجـــارة الـكـربـون، وذلـــك بعد مـا يـقـرب مـن عقد من الزمان على اقتراحها لأول مرة. وسيسمح الاتــفــاق لــلــدول والــشــركــات بــتــداول أرصـــدة خـفـض انـبـعـاثـات الـكـربـون لتعويض آثــار الكربون. وقـــــــــال كـــيـــفـــن كـــــــونـــــــراد، رئـــــيـــــس وفــــد مجموعة من البلدان ذات الغابات الكثيفة، بما في ذلـك بوليفيا وجمهورية الكونغو الــديــمــقــراطــيــة: «يــمــكــن لــــأســــواق المـنـظـمـة بــشــكــل صــحــيــح أن تــصــبــح قـــــوة مــــن أجـــل الـخـيـر، وتــبــدأ فــي عـكـس إخـفـاقـات الـسـوق التي تسبب الدمار البيئي والـجـوي». وقد أثارت ولادة السوق هتافات وتصفيقاً حاراً من قِبَل مفاوضي الأمم المتحدة في الجلسة الأولى من الجلسة العامة الأخيرة. وستتمكن الدول والشركات من تداول الأرصــــدة الـتـي مــن المـفـتـرَض أن تمثل طناً واحــــداً مــن ثـانـي أكـسـيـد الــكــربــون الـــذي تم توفيره أو إزالته من الغلاف الجوي، وذلك بـمـوجـب آلــيــات تـخـضـع لـرقـابـة فضفاضة مــن قـبـل الأمــــم المــتــحــدة ومـصـمّـمـة لتجنب الحساب المزدوج لخفض الانبعاثات. وجــعــل الـبـلـد المـضـيـف أذربـــيـــجـــان من مسألة تـجـارة انبعاثات الـكـربـون أولـويـة؛ حيث ضغطت بنجاح فـي الـيـوم الأول من الــقــمــة الـــتـــي اســـتـــمـــرّت أســـبـــوعـــن مـــن أجــل أن تتبنى الـــدول عنصراً أولـيـ مـن عناصر السوق العالمية. ويــضــع الاتـــفـــاق الأســـــاس لـقـمـة المـنـاخ الــــعــــام المـــقـــبـــل، الـــتـــي ســـتُـــعـــقَـــد فــــي غـــابـــات الأمــــــازون المـطـيـرة فــي الـــبـــرازيـــل؛ حـيـث من المـفـتـرض أن تـرسـم الـبـلـدان خـريـطـة العقد المقبل من العمل المناخي. صفقة في الاتجاه الصحيح وقــال بعض الـوفـود إن هــذه الصفقة تسير في الاتجاه الصحيح، مع الأمل في تدفق المزيد من الأموال في المستقبل. وأشـــــــاد الأمــــــن الــتــنــفــيــذي لاتــفــاقــيــة الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، ســيــمــون ســتــيــل، بـالـنـتـيـجـة بـاعـتـبـارهـا بوليصة تأمي للإنسانية رغم المفاوضات الشاقة. وقــــــال: «كـــانـــت رحـــلـــة صــعــبــة، لكننا تـوصـلـنـا إلـــى اتـــفـــاق. وســــوف يـعـمـل هـذا الاتـفـاق على اسـتـمـرار نمو طـفـرة الطاقة النظيفة وحماية مليارات الأرواح. ولكن مثل أي بوليصة تأمي، فإنها لن تنجح إلا إذا تـــم دفــــع الأقــــســــاط بــالــكــامــل وفــي الوقت المحدد». كـــمـــا أشـــــــاد المــــفــــوض المـــــســـــؤول عـن مــــفــــاوضــــات المـــــنـــــاخ، فـــوبـــكـــه هـــوكـــســـتـــرا، بـ«بداية حقبة جديدة» للتمويل المناخي. وقـال: «عملنا بجدّ معكم جميعاً لضمان تـوفـيـر مــزيــد مـــن الأمــــــوال عـلـى الــطــاولــة. 3 مليار دولار 100 نحن نضاعف هدف الــ مرات، ونعتقد أن هذا الهدف طموح، وأنه ضروري وواقعي وقابل للتحقيق». من ناحيته، اعتبر الأمي العام للمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن الاتفاق يشكل «أسـاسـ » يمكن البناء عليه. وقال فـــي بـــيـــان: «كـــنـــت آمــــل فـــي الـــتـــوصـــل إلــى نـتـيـجـة أكـــثـــر طــمــوحــ مـــن أجــــل الـتـحـدي الكبير الذي نواجهه»، داعياً «الحكومات إلــى اعتبار هــذا الاتـفـاق أسـاسـ لمواصلة البناء عليه». ورحّــــب وزيـــر الـطـاقـة الـبـريـطـانـي، إد ميليباند، بدوره في الاتفاق، واصفاً إياه بـأنـه «اتــفــاق حـاسـم فـي اللحظة الأخـيـرة من أجـل المـنـاخ»، وقــال: «ليس هـذا كل ما أردناه نحن أو الآخرون، لكنها خطوة إلى الأمام لنا جميعاً». أما وزيرة الانتقال البيئي الفرنسية، أنييس بانييه روناشيه، فقد أعربت عن أسفها لأن الاتفاق الـذي تم التوصل إليه فـي أذربـيـجـان «مخيب لــآمــال»، و«ليس على مستوى التحديات». «المجموعة العربية» أما ممثل السعودية (متحدثاً نيابة عـــن المـجـمـوعـة الــعــربــيــة) تـوفـيـق الـــبـــراء، فـــقـــال: «تـــــرى (المــجــمــوعــة الــعــربــيــة) أنـنـا بحاجة إلى مزيد من التأكيد على المبادئ الأساسية في جهود التخفيف، كجزء من عملنا في إطـار اتفاقية باريس واتفاقية الأمـــــــم المــــتــــحــــدة الإطــــــاريــــــة بــــشــــأن تــغــيّــر المناخ». أضاف: «تشمل هذه المبادئ المساواة والمـسـؤولـيـات المشتركة ولـكـن المتباينة، فـضـً عـن الإصــــرار على أهمية أن تقود الدول النامية هذه الجهود على الصعيد الـــعـــالمـــي». وتـــابـــع: «يـتـضـمـن هــــذا أيـضـ الاعتراف بالمسارات المختلفة التي تعكس الـــظـــروف والـــقـــدرات المـخـتـلـفـة لـكـل دولـــة، فضلاً عن أهمية احترام سيادة كل دولة، وكـذلـك الـطـمـوح فـي المـسـاهـمـات المـحـدّدة على المستوى الوطني، التي تشكل المحور والعمود الفقري لـ(اتفاقية باريس)، لأنها تعكس طموحات وتطلعات وظــروف كل دولـــة... نحن بحاجة إلـى تمكي البلدان من تحديد مساراتها الخاصة». وخـــتـــم قــــائــــ ً: «يـــجـــب عــلــيــنــا أيــضــ أن نـــدرك أن حــً واحـــداً لا يمكن أن يحل جميع التحديات المختلفة التي نواجهها بـشـكـل جـمـاعـي أثـــنـــاء تـقـدمـنـا فـــي رحـلـة التنمية الخاصة بنا». بايدن: الاتفاق تاريخي وصــــــف الــــرئــــيــــس الأمــــيــــركــــي المــنــتــهــيــة » بأنه 29 ولايــتــه، جــو بــايــدن، اتــفــاق «كـــوب «نــتــيـجــة تــاريــخــيــة أخـــــــرى»، مـضـيـفـ أنــــه لا يمكن لأي أحـــد عـكـس الـتـحـول الــجــاري إلـى الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة. وقال، في بيان أصدره الأحد، إن الاتفاق يُعدّ «هدفاً طـمـوحـ » فـي مـجـال تمويل المــنــاخ. وأضــاف أن هذا الاتفاق سيساعد في جمع مستويات مـــخـــتـــلـــفـــة مــــــن الــــتــــمــــويــــل، وخـــــلـــــق أســــــــواق للسيارات الكهربائية الأميركية ومنتجات أخـــــرى صــديــقــة لــلــمــنــاخ. وفــــي إشــــــارة غير مباشرة إلى الرئيس المنتخَب دونالد ترمب، الذي تعهّد بزيادة التنقيب عن النفط بمجرد يناير (كانون الثاني) 20 توليه المنصب في المقبل، قال بايدن: «بينما قد يسعى البعض إلـــى إنــكــار أو تـأجـيـل ثـــورة الـطـاقـة النظيفة الجارية في أميركا وحول العالم، فإنه لا أحد يمكنه عكسها - لا أحد». الدول النامية تنتقد فــــي المــــقــــابــــل، أثـــــــار الاتـــــفـــــاق حــــالــــة مـن الإحباط لدى الدول النامية المستفيدة منه، ووصفته بأنه غير كــافٍ على الإطـــ ق؛ فقد أعرب رئيس مفاوضي المجموعة الأفريقية، عـلـي مـحـمـد، عــن أسـفـه عـلـى الالـــتـــزام المـالـي «الـــضـــعـــيـــف جـــــداً والمـــتـــأخـــر جــــــداً» فــــي هـــذا الاتـفـاق، وقــال إن «الالـتـزام بحشد مزيد من ضــعــيــف جــداً 2035 الــتــمــويــل بــحــلــول عــــام ومتأخر جداً وغامضجداً لناحية تنفيذه». وأضاف: «نغادر باكو، ونحن نعلم أننا أحرزنا تقدماً في بعض المجالات، ولكن ما حققناه بعيد عما كنا نأمله». كما قال إيفانز نجيوا من ملاوي (الذي يــــرأس مـجـمـوعـات الــبــلــدان الأقــــل نـــمـــواً) إن الاتفاق بشأن تمويل المناخ في باكو «ليس طـــمـــوحـــ بـــمـــا فـــيـــه الـــكـــفـــايـــة». وأضـــــــاف فـي الجلسة الـعـامـة: «هـــذا الــهــدف لـيـس مــا كنا نأمله بعد سنوات من المناقشات». وقــالــت ممثلة الــوفــد الـهـنـدي شاندني راينا في الجلسة الختامية للقمة بعد دقائق مـــن الــتــوقــيــع عــلــى الاتــــفــــاق: «يــؤســفــنــي أن أقـول إن هذه الوثيقة ليست أكثر من مجرد خداع بصري. وفي رأينا لن تعالج ضخامة التحدي الذي نواجهه جميعاً». وكـــان مــن المــقــرّر أن تنتهي مـفـاوضـات » يـــوم الـجـمـعـة، لكنها استغرقت 29 «كـــوب وقتاً إضافياً حيث كافح ممثلو ما يقرب من دولة للتوصل إلى توافق في الآراء. 200 وانقطعت المحادثات، يوم السبت، حيث انـسـحـبـت بــعــض الـــبـــلـــدان الــنــامــيــة والـــــدول الــجــزريــة فـــي إحـــبـــاط. وقـــالـــت تـيـنـا ستيغ، مـبـعـوثـة المـــنــاخ فــي جـــزر مـــارشـــال: «نــغــادر بجزء صغير من التمويل الذي تحتاج إليه البلدان المعرضة لتغير المناخ بشكل عاجل. إنه ليس كافياً على الإطلاق، لكنه بداية». باكو: «الشرق الأوسط» » (د.ب.أ) 29 أعضاء الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ يصفقون بحرارة في الجلسة الختامية لمؤتمر «كوب التوصل لاتفاق نهائي بشأن إطلاق أسواق تجارة الكربون بعد عقد على اقتراحها د. عبداللهالردادي فضيحة «أداني» عــادت مجموعة «أدانــــي» الهندية إلــى دائـــرة الـضـوء في الأسـابـيـع القليلة المـاضـيـة، فـقـد وجّـــه المــدعــون الـفـيـدرالـيـون الأميركيون هـذا الشهر اتهامات خطرة بالرشوة والاحتيال من كبار المسؤولي 7 إلى مؤسس «المجموعة»، غوتام أداني، و التنفيذيي في الشركة. وزعمت لائحة الاتهام أن «المجموعة» مليون دولار رشـى لمسؤولي حكوميي 250 دفعت أكثر من هنود لتأمي عقود لمـشـروع للطاقة الشمسية، وأنـهـا أخفت الـــرشـــى عـــن المـسـتـثـمـريـن الـــدولـــيـــن، بـيـنـمـا جـمـعـت مـلـيـارات الدولارات على شكل قروض وسندات... فما الأثر الاقتصادي والسياسي لهذه القضية؟ تأسست مجموعة «أدانـــي»، وهـي من أكبر التكتلات في ، وقـد تنوعت أعمالها فـي مـجـالات الطاقة، 1988 الهند، عـام والمـوانـئ، والبنية الأساسية، والتقنية الخضراء، وازدهــرت بــفــضــل ســـيـــاســـات الــحــكــومــة الــهــنــديــة ومـــشـــروعـــات الـبـنـيـة الأساسية الضخمة، وقد أثارت العلاقات الوثيقة للمجموعة بـــالـــحـــكـــومـــة، خـــصـــوصـــ رئـــيـــس الـــــــــوزراء نــــاريــــنــــدرا مـــــودي، تساؤلات حول التفضيلات السياسية التي ساهمت في نمو المجموعة السريع. بداية الالتفاتة الحقيقية إلى مجموعة «أداني» كانت في ، حي أصدرتشركة «هيندنبورغ» 2023 ) يناير (كانون الثاني للبحاث المـالـيـة، وهــي شركة أبـحـاث مالية مقرها الـولايـات المــتــحــدة، تــقــريــراً اتــهـمــت فــيــه مـجـمـوعـة «أدانـــــــي» بـالـتـ عـب بـأسـعـار الأســهــم، والاحــتــيــال المـحـاسـبـي. كـمـا ادعـــى التقرير أن المجموعة أنشأت شبكة معقدة من الشركات الوهمية في الملاجئ والمـــ ذات الضريبية، واستخدمتها لتضخيم سعر سهمها وإخفاء ديونها الحقيقية، كما أشـار التقرير إلى أن المجموعة استخدمت هذه الممارسات لتقديم صـورة مضللة عـن استقرارها المـالـي، مما ساعدها على جـذب المستثمرين الدوليي وتسهيل الحصول على التمويل. وقد كانت للتقرير تداعيات فورية على المجموعة، حيث مـلـيـار 100 انـخـفـضـت الـقـيـمـة الــســوقــيــة لـلـشـركـة بــأكــثــر مـــن دولار في غضون أسابيع، مما أدى إلى تقليص ثروة غوتام أدانــــي الـشـخـصـيـة بـشـكـل كـبـيـر، فـقـد سـقـط مــن قـائـمـة أغنى رجال العالم. وعلى الرغم من أن المجموعة نفت بشدة مزاعم الـتـقـريـر، فــإن الـضـرر الـــذي لحق بسمعتها كــان كبيراً وأثــار تساؤلات بشأن الشفافية والحوكمة داخل أحد أبرز التكتلات الاقتصادية في الهند. من ناحية التداعيات الاقتصادية، فقد تأثرت بشدة ثقة المستثمرين الدوليي بالأسواق الهندية، فبدأ كثير من البنوك وصناديق الاستثمار مراجعة شراكاتها مع المجموعة، كما قد تواجه مشروعات الطاقة المتجددة التي تقودها «أدانـي»، والتي تعدّ مفتاحاً لتحقيق الأهداف البيئية للهند، تأخيرات كبيرة أو حتى إلغاءات بسبب التحديات المالية والقانونية، وأخيراً فقد أثارت الفضيحة مخاوف بشأن حوكمة الشركات في الهند، مما دفع بالجهات التنظيمية المحلية والدولية إلى الـدعـوة لإصـ حـات شاملة لتعزيز الشفافية ومنع التلاعب المالي في المستقبل. ويــقــود الـسـبـب الأخــيــر إلـــى الـتـداعـيـات السياسية لهذه القضية، فقد استخدمتها المعارضة الهندية ورقــة للضغط على حكومة مودي، وقد أثارت العلاقات الوثيقة بي مجموعة «أدانــــــي» والــحــكــومــة الـهـنـديـة تـــســـاؤلات بــشــأن مـــا إذا كـانـت المجموعة قد تلقت معاملة تفضيلية في العقود والمشروعات. ودعـــت المـعـارضـة إلــى إجـــراء تحقيقات مستقلة وشـامـلـة في طبيعة العلاقة بي الحكومة والمجموعة، مما أدى إلى تفاقم الـــتـــوتـــرات الـسـيـاسـيـة فـــي الـــبـــ د. وعـــلـــى الـصـعـيـد الـــدولـــي، شوهت الفضيحة صــورة الهند بوصفها مـركـزاً استثمارياً موثوقاً، مما قد يؤدي إلى إبطاء تدفقات الاستثمار الأجنبي إلى البلاد. وفـــي حـــال ثــبــوت الـتـهـم الـقـانـونـيـة، فـقـد تـجـد مجموعة «أدانـــي» نفسها أمــام غـرامـات ضخمة وأحـكـام بالسجن على المـديـريـن التنفيذيي، مـمـا قــد يـــؤدي إلـــى تعطيل عملياتها بـشـكـل كـبـيـر، وبـالـتـأكـيـد سـتـكـون تـلـك بــدايــة لإعــــادة هيكلة أعـــمـــالـــهـــا، بـــمـــا فــــي ذلـــــك بـــيـــع الأصـــــــول غـــيـــر الأســــاســــيــــة، أو إدخــال إصـ حـات داخلية لتحسي الحوكمة واستعادة ثقة المستثمرين، و«الأدهى» من ذلك أن هذه الفضيحة - إذا ثبتت - قــد تـــؤدي إلـــى إصــ حــات أوســـع فــي الـنـظـام المــالــي الهندي لتعزيز الرقابة ومنع التلاعب، وهو أمر لا يرغب فيه مودي في ظل انطلاقته السياسية الحالية. فضيحة مجموعة «أدانــي» لا تمثل أزمـة لشركة واحدة فـقـط، بــل هــي اخـتـبـار لــقــدرة الـهـنـد عـلـى مـعـالـجـة تحديات الحوكمة والشفافية في الشركات الكبرى، فالمجموعة على الـصـعـيـد الـــداخـــلـــي تـشـكـل قــصــة نـــجـــاح مـلـهـمـة فـــي الـهـنـد، وثبوت تفضيلها لـدى الحكومة سيغير مفاهيم كثيرة في الثقة بالاستثمار في البلاد، والطريقة التي ستتعامل بها السلطات الهندية والـدولـيـة مـع هــذه القضية ســوف تحدد تأثيرها على الاقتصاد الهندي وثقة المستثمرين العالميي. وسواء أدت هذه القضية إلى تغييرات إيجابية وإصلاحات جوهرية، أم عمقت الشكوك بشأن النظام المالي الهندي، فإن تداعياتها سوف تظل محسوسة لسنوات مقبلة، وهي، على أقــل تـقـديـر، قـد هــزت ثقة المستثمرين بالاستثمار فـي هذه المجموعة على الأقل.

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky