issue16799

11 أخبار NEWS Issue 16799 - العدد Monday - 2024/11/25 الاثنين قد يدفعصراع النفوذ الدولي في القرن الأفريقي إلى تمدد التنظيمات الإرهابية أو ظهور «حروب بالوكالة» من تنظيمات مُسلّحة ASHARQ AL-AWSAT نزاعات قديمة تتجدد... و«طموحات» دولية تفاقم التوترات... ومخاوف من تعاون المتطرفين صراع النفوذ في القرن الأفريقي... «حرب باردة» تُنذر بصدام إقليمي بـسـبـب أهـمـيـة منطقة الــقــرن الأفـريـقـي الاستراتيجية، وحجم الثروات الكامنة فيها، وهــشــاشــة أوضـــاعـــهـــا الأمــنــيــة والـسـيـاسـيـة والاقـــــتـــــصـــــاديـــــة، تــــتــــزايــــد دوافـــــــــع الـــاعـــبـــن الـدولـيـن والإقليميي للتمركز فيها، وهو الأمـــر الـــذي حـوّلـهـا مـيـدانـا لـــ«حــرب بـــاردة»، وصــــــــراع إرادات يــنــتــظــر شــــــــرارة مـشـتـعـلـة لينفجر صداما إقليميا. وإذا كانت القوى الكبرى، مثل أميركا والــــصــــن وروســـــيـــــا، تـــتـــصـــدر الـــواجـــهـــة فـي ســبــاق الـــوجـــود بـالـقـرن الأفــريــقــي، فـــإن ذلـك لـــم يـمـنـع قـــوى إقـلـيـمـيـة مـثـل تـركـيـا وإيــــران والهند من البحث عن مكان لها في المنطقة، ما دعا مسؤولي ومراقبي إلى التحذير من سيناريوهات تصعيدية عـديـدة بالمنطقة، كــالــتــحــول إلــــى «مـــيـــدان لـــحـــرب بــــــاردة» بي اللعبي الدوليي. ويُـــقـــصـــد بـــالـــقـــرن الأفـــريـــقـــي جــغــرافــيــا، الــجــزء الــواقــع غـــرب الـبـحـر الأحــمــر، وخليج عــدن فـي شكل قـــرن، ويـضـم أربـــع دول، هي: الــصــومــال وجـيـبـوتـي وإريــتــريــا وإثـيـوبـيـا، ويتسع ليشمل دول الجوار: كينيا، أوغندا، تنزانيا، جنوب الـسـودان، الـسـودان، وكذلك اليمن، لارتباطها بهذه الدول. صراع الموانئ ويـشـكـل الـتـأثـيـر الـكـبـيـر لمنطقة الـقـرن الأفــريــقــي، فــي حـركـة الــتــجــارة الــدولــيــة عبر البحر الأحـمـر، نقطة الـجـذب الأولـــى للقوى الــدولــيــة لـلـوجـود بـالمـنـطـقـة، لـكـونـهـا معبراً رئيسا لنقل النفط من دول الخليج للأسواق الـعـالمـيـة. وتــدلــل عـلـى ذلـــك بـيـانـات الـتـجـارة الــعــالمــيــة المــــــارة عــبــر الــبــحــر الأحــــمــــر، حيث فــي المــائــة من 12 تسجل تـلـك الـتـجـارة نـحـو في 30 حـركـة تــجــارة الـعـالـم سـنـويـا، بــواقــع المــائــة مــن حـركـة حـــاويـــات الـشـحـن الـعـالمـيـة، وبقيمة تتجاوز تريليون دولار. إلى جانب في المائة من إمدادات النفط 10 إلى 7 ما بي العالمية، وفـق بيانات مؤتمر الأمــم المتحدة لـلـتـجـارة والـتـنـمـيـة (الأونـــكـــتـــاد) فـــي يناير .2024 ) (كانون الثاني وتُــضــاعــف المــوانــي الـبـحـريـة، وعـددهـا مواني، من الأهمية الاستراتيجية لمنطقة 10 الـقـرن الأفـريـقـي، لتحتل مرتبة متقدمة في سياسات القوى الدولية والإقليمية الطامحة للعب دور بها، بالنظر إلى ما تمثله المنطقة مــن حلقة ربـــط بــن مــراكــز تـجـاريـة وأســـواق شــرق ووســـط أفريقيا ودول أوروبــــا وآسيا والـــشـــرق الأوســـــط، وفـــق الـخـبـيـر الـعـسـكـري المصري، اللواء سمير فرج. وعدّ اللواء فرج، فـي حديث لــ«الـشـرق الأوســــط»، أن «التأثير المــــتــــزايــــد لــلــمــنــطــقــة، عـــلـــى حــــركــــة الـــتـــجـــارة العالمية، يدفع الدول الكبرى، للوجود لتأمي تجارتها ومصالحها». وبـــيـــنـــمـــا يـــتـــركـــز الـــتـــنـــافـــس عـــلـــى تـلـك المــــوانــــي بــــن الـــــولايـــــات المـــتـــحـــدة والـــصـــن، إلا أنـــه لـــم يـمـنـع قـــوى إقـلـيـمـيـة مـــن الـظـهـور على خريطة التنافس الــدولــي، مثل تركيا، وإثيوبيا التي تبحث عن منفذ بحري لها. وتــتــنــوع مـــحـــددات الــاعــبــن الـدولـيـن لـلـتـنـافـس عـلـى مـــوانـــي الـــقـــرن الأفـــريـــقـــي، إذ تنطلق لتحقيق أهداف أمنية واستراتيجية بـــالـــنـــســـبـــة لـــــلـــــولايـــــات المـــــتـــــحـــــدة، بـــضـــمـــان وجــــودهــــا عــبــر مــجــمــوعــة مـــن «الــتــحــالــفــات البحرية الأمـنـيـة»، بينما تستهدف الصي تـوسـيـع اسـتـثـمـاراتـهـا فــي المــوانــي البحرية في إطار مبادرتها «الحزام والطريق»، حيث تستحوذ على إدارة وتشغيل ميناء جيبوتي المـــعـــروف بـــ«مــيــنــاء دورالـــــــه»، كــمــا افتتحت مـنـطـقـة تـــجـــارة حــــرة بـجـيـبـوتـي 2018 عــــام كيلومتراً مربعا. 48 مساحتها تقدر بنحو فـيـمـا تـسـيـطـر تــركــيــا عــلــى مــيــنــاء مقديشو فــي الــصــومــال، وفـقـا لاتـفـاقـيـة مـــارس (آذار) . وإقليميا تسعى إثيوبيا لإيجاد منفذ 2023 بحري لها، مطلع هذا العام، باتفاق مع إقليم «أرض الصومال» الانفصالي، وسـط رفض صومالي وعربي. وتوفر حركة التجارة عبر الممر الملحي لـلـبـحـر الأحـــمـــر مـــيـــزة تــنــافــســيــة، مـــن حيث توفير الوقت والمسافة والتكلفة، حسب وزير الدولة بوزارة الخارجية السودانية الأسبق، الـــســـمـــانـــي الـــوســـيـــلـــة، الــــــذي قـــــال لــــ«الـــشـــرق الأوســـــــــــط» إن «المــــــوقــــــع الــــجــــغــــرافــــي لــقــنــاة الــســويــس والــبــحــر الأحـــمـــر يـجـعـلـهـا أقـصـر طريق للتجارة بي الشرق والغرب، بالمقارنة بطريق رأس الرجاء الصالح». وتعتمد دول شرق أفريقيا في تجارتها على البحر الأحمر وقناة السويس، إذ يعبر في المائة من تجارة السودان، 34 القناة نحو فـــي المـــائـــة مـــن تـــجـــارة جـيـبـوتـي، 31 ونــحــو في 10 فـــي المـــائـــة مـــن تـــجـــارة كـيـنـيـا، و 15 و المائة لتنزانيا، وفقا لتقرير «الأونكتاد»، في .2024 ) فبراير (شباط تنافسعلى الثروات إلــــى جــانــب ذلــــك، تـشـكـل ثـــــروات الــقــرن الأفريقي هدفا آخـر للتنافس الـدولـي. يدلل على ذلـك وزيــر الإعـــام الصومالي الأسبق، زكـــــريـــــا مــــحــــمــــود، فـــــي حــــديــــثــــه لـــــ«الــــشــــرق الأوسط»، بتدخلت أطراف دولية للستفادة مـــن الاحــتــيــاطــي الـنـفـطـي بــالــصــومــال الـــذي مـــلـــيـــار بـــرمـــيـــل، وفــــقــــا لـلـحـكـومـة 30 يـــبـــلـــغ الــصــومــالــيــة، وثـــرواتـــه الـحـيـوانـيـة الـكـبـيـرة مـلـيـون رأس مـاشـيـة، 56 الــتــي تُـــقـــدّر بـنـحـو حسب منظمة «الفاو». ووقـعـت تركيا والــصــومــال، فـي يوليو (تـــــمـــــوز) المـــــاضـــــي، اتـــفـــاقـــيـــة لــلــتــنــقــيــب عـن مناطق قبالة السواحل 3 النفط والـغـاز فـي الصومالية. وأرسلت أنقرة على أثر ذلك، في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، سفينة الأبــحــاث السيزمية التركية «عـــروج ريـس» إلــــى مــيــنــاء مــقــديــشــو، لإجــــــراء مــســح لـلـغـاز أشهر. 7 والنفط، في مهمة تستمر وحــــســــب تــــصــــريــــح أســـــتـــــاذ الــــعــــاقــــات الـــدولـــيـــة بـجـامـعـة ديـــغـــون الــفــرنــســيــة، عبد الــرحــمــن مـــكـــاوي، لـــ«الــشــرق الأوســــــط»، فـإن المنطقة «تحظى بكميات كبيرة، من الليثيوم والــذهــب، والــغــاز، وغيرها مـن المـعـادن التي تحتاج إليها الدول الكبرى. عسكرة البحر الأحمر وبــــــدافــــــع مــــواجــــهــــة تـــــهـــــديـــــدات حـــركـــة المـــاحـــة، يـتـزايـد الـحـشـد الـعـسـكـري الــدولــي بالمنطقة، فجيبوتي، رغـم صغر مساحتها قـــواعـــد 6 كـــيـــلـــومـــتـــر)، تـسـتـضـيـف 23200( عسكرية لـدول (الـولايـات المتحدة، وفرنسا، والصي، واليابان، وإسبانيا، وإيطاليا). وباعتقاد الكاتب الصحافي الإثيوبي أنـــور إبــراهــيــم، فـــإن «أطــمــاع الــقــوى الـدولـيـة فــي الـسـيـطـرة عـلـى المـمـر المــائــي، وراء تـزايـد الـــوجـــود الـعـسـكـري الأجـنـبـي عـلـى الـسـاحـل الـــغـــربـــي لـلـبـحـر الأحــــمــــر»، وقـــــال لــــ«الـــشـــرق الأوســـــــــــــــــط»: «تــــــــزايــــــــد الـــــعـــــســـــكـــــرة مـــخـــطـــط للستعمار الحديث، ودليل على أن الصراع الدولي القادم سيكون بالإقليم». وتـشـكـل حــالــة الـهـشـاشـة، ومـسـتـويـات الـفـقـر، دوافــــع أسـاسـيـة، لتأجير دول الـقـرن الأفـــريـــقـــي مـــســـاحـــات مـــن أراضـــيـــهـــا، لإقــامــة قواعد عسكرية أجنبية بها، كما الوضع في جيبوتي وإريتريا والصومال. وفق مكاوي. وتــــعــــتــــمــــد جــــيــــبــــوتــــي عــــلــــى الـــــرســـــوم السنوية لتأجير أراضـي القواعد العسكرية الأجنبية، بوصف ذلك جزءاً مهما في دخلها الـقـومـي الـسـنـوي، حيث بلغت إيــــرادات تلك مليون دولار 129 ، نحو 2020 الـرسـوم عــام في المائة من دخل البلد، 18 أميركي، بواقع حسب معهد أبحاث «جايكا» التابع للوكالة اليابانية للتعاون الدولي. وأتـــــاحـــــت إريــــتــــريــــا، وجــــــــوداً عـسـكـريـا لإســرائــيــل، بـقـاعـدة فــي جـــزر «دهــلــك» (قــرب مـديـنـة مـصـوع الـسـاحـلـيـة)، مـنـذ تسعينات القرن الماضي، كما تستضيف قاعدة بحرية إيــرانــيــة، بـالـقـرب مــن مـيـنـاء «عــصــب»، وفـي الـصـومـال افتتحت تـركـيـا، قــاعــدة عسكرية (مـخـصـصـة لـلـتـدريـب) عـلـى سـاحـل المحيط .2017 الهندي، في لاعبون متنوعون ودخلت الهند على الخط، حي نشرت البحرية الهندية للمرة الأولـــى مطلع العام سفينة 12 ّ الــحــالــي، أســـطـــولاً ضـخـمـا يــضــم حربية في خليج عدن وبحر العرب، بدعوى التصدي لعمليات القرصنة أمــام السواحل الصومالية. ومع ذلـك، لا تتوقف محاولات الوجود الــــعــــســــكــــري، مـــــن لاعـــــبـــــن دولـــــيـــــن آخــــريــــن بالمنطقة، خـاصـة مــع الـتـحـركـات الـروسـيـة، لإقـامـة قـواعـد لها على الـسـواحـل الإريـتـريـة والـــســـودانـــيـــة، وفــقــا لـرئـيـس اتـــحـــاد الـكـتـاب الإريـــتـــريـــن بـالمـهـجـر، مـحـجـوب حــامــد آدم، الــــذي قـــال لــــ«الـــشـــرق الأوســــــط» إن «الـحـشـد العسكري الــدولــي، يعكس رغـبـة تلك الــدول في فرض وصايتها على المنطقة». وتسعى روسيا للحصول على موطئ قدم هي الأخـرى على ساحل البحر الأحمر، 2017 حيث أبـرمـت اتـفـاقـا مـع الــســودان عــام لإنشاء قاعدة بحرية. وفي يونيو (حزيران) المــــــاضــــــي، أعــــلــــن عــــضــــو مـــجـــلـــس الــــســــيــــادة السوداني، ياسر العطا، أن «موسكو طلبت إقامة محطة تزويد بالوقود على السواحل الـسـودانـيـة». وبــمــوازاة ذلـــك، كـانـت موسكو ،2023 أبــرمــت اتـفـاقـا مــع إريـتـريـا فــي يـنـايـر لاستغلل ميناء «مصوع». وفــــــــي رأي وزيـــــــــر الـــــــدولـــــــة بـــــــــوزارة الــــخــــارجــــيــــة الــــســــودانــــيــــة الأســــــبــــــق، فـــإن مـــوســـكـــو «لــــــن تـــســـمـــح لـــلـــقـــوى الـــغـــربـــيـــة بتمديد نفوذها وحدها في الإقليم». غـــيـــر أن الـــحـــضـــور الـــعـــســـكـــري الأكـــبـــر فـي المنطقة، يـأتـي مـن نصيب أمـيـركـا، وفق المـــســـتـــشـــار الـــعـــســـكـــري الـــســـابـــق لـلـخـارجـيـة الأمــــيــــركــــيــــة، عــــبــــاس دهــــــــــوك، الــــــــذي أشـــــار لـــــ«الــــشــــرق الأوســـــــــــط»، إلــــــى أن «واشـــنـــطـــن تـكـثـف مـــن وجـــودهـــا الــعــســكــري، لــلــرد على هجمات الحوثيي على السفن الإسرائيلية، ومواجهة مخاطر القرصنة». حرب باردة جديدة نـوّعـت واشـنـطـن مـن صيغ تحالفاتها الأمــــنــــيــــة مـــــع حـــلـــفـــائـــهـــا، بـــــدافـــــع الـــتـــصـــدي لتهديدات الملحة في البحر الأحمر وخليج عـــــــدن. ودشّـــــنـــــت فــــي ســـبـــيـــل ذلـــــــك، تــحــالــف ،2022 . وفي 2019 «سانتينال» البحري عام » الــتــي 153 شــكــلــت «قــــــوة المــــهــــام المـــشـــتـــركـــة ، أعلنت 2023 دولـــة. وفــي نوفمبر 39 تضم عن تحالف جديد باسم «حــارس الازدهـــار» دول، للتصدي لهجمات الحوثيي 10 يضم وعرقلتهم للملحة الدولية. فـــي المـــقـــابـــل، تُــــوسّــــع الـــصـــن نـشـاطـهـا الاقــــتــــصــــادي بـــالمـــنـــطـــقـــة، وتـــســـعـــى لإحـــكـــام قبضتها بــالــقــروض المـــتـــزايـــدة لــــدول الـقـرن الأفريقي، ما يثير قلق القوى الغربية، حسب المـحـلـل الـسـيـاسـي الأمـيـركـي مـــاك شــرقــاوي، الذي حذّر في حديث لـ«الشرق الأوسط» من «فرض الوصاية الصينية على دول المنطقة، بسبب تراكم الديون». وبـــاعـــتـــقـــاد شــــــرقــــــاوي، فــــــإن تـــحـــركـــات الــقــوى الـكـبـرى «تـجـعـل مــن الــقــرن الأفـريـقـي مـيـدانـا جـديـداً لـحـرب بـــاردة بينها»، وحــذّر من «تفاقم المواجهة، حال تعارض المصالح الـصـيـنـيـة والـــروســـيـــة، مـــع تــحــركــات الــقــوى الـغـربـيـة». سـيـنـاريـو «الــحــرب الـــبـــاردة» بي أميركا والصي وروسيا لا يستبعده دهوك، الذي عدّ صراع النفوذ بي تلك الدول «يزيد مــن تـــوتـــرات المـنـطـقـة، وربــمــا يـصـل إلـــى حـدّ الصدام». نزاعات وتحالفات وتُـــــشـــــكّـــــل تــــــوتــــــرات ونـــــــزاعـــــــات الــــقــــرن الأفــــريــــقــــي، بـــابـــا خــلــفــيــا لـــتـــدخـــات لاعــبــن خـــــارجـــــيـــــن. فــــقــــد دفــــــــع تــــوقــــيــــع إثـــيـــوبـــيـــا مُـــذكّـــرة تـفـاهـم مــع إقـلـيـم «أرض الـصـومـال» الانــفــصــالــي لـلـحـصـول عـلـى مـيـنـاء بـحـري، مــقــديــشــو لــتــعــزيــز تــعــاونــهــا الــعــســكــري مع حلفاء إقليميي مثل مصر وتركيا. فبراير (شباط) 21 ووقّع الصومال في المـاضـي اتفاقية تـعـاون دفـاعـي واقـتـصـادي مــــع تــــركــــيــــا، إلــــــى جــــانــــب «مـــــذكـــــرة تـــفـــاهـــم» مـــع الــــولايــــات المــتــحــدة لــبــنــاء مـــا يــصــل إلــى خمس قواعد عسكرية لأحـد ألوية الجيش. وتفاقم التوتر، مع توقيع الصومال ومصر، بـــروتـــوكـــول تـــعـــاون عــســكــري، فـــي أغسطس (آب) المــــاضــــي، أرســــلــــت بــمــوجــبــه الـــقـــاهـــرة شـحـنـتـي أســلــحــة لــدعــم مــقــديــشــو، وأعـلـنـت عزمها على إرسال قوات عسكرية بداية العام المقبل كجزء من بعثة حفظ السلم الجديدة الأفــريــقــيــة، فـــي خـــطـــوات أغـضـبـت إثـيـوبـيـا، التي اتهمت الصومال بـ«التواطؤ مع جهات خارجية لزعزعة الاستقرار بالمنطقة». ويُـــعـــوّل الــصــومــال عـلـى مـصـر وتـركـيـا لدعم قـــدرات جيشه فـي مواجهة التحركات الإثــيــوبــيــة، وفــــق وزيــــر الإعـــــام الـصـومـالـي الأسبق، عادّاً «الصدام بي مقديشو وأديس أبــابــا قـــادمـــا، وعـلـى نـطـاق إقـلـيـمـي واســـع». وقــــال إن الــخــطــر فـــي الــتــحــركــات الإثـيـوبـيـة «سعيها لاجــتــزاء جـــزء مــن أرض الـصـومـال بالمخالفة للقانون الدولي». غير أن الاتفاق الإثيوبي مع إقليم أرض الصومال، يأتي بمباركة دول غربية، حسب الـــكـــاتـــب الــصــحــافــي الإثـــيـــوبـــي. ودلّــــــل على ذلـك بتعهد الـولايـات المتحدة وفرنسا، بعد توقيع اتفاق سلم بي إثيوبيا وإريتريا في ، «بتطوير الـقـوات البحرية الإثيوبية 2018 رغم عدم امتلكها منفذاً بحريا». وتتمسك الحكومة الإثيوبية باتفاقها مـع «أرض الـصـومـال» للحصول على ميناء بــحــري. وأكّــــد رئــيــس الــــــوزراء الإثــيــوبــي آبـي أحمد، نهاية أكتوبر الماضي، أن «بلده تسعى للوصول السلمي للبحر الأحمر، ولا تحتاج إلى القوة أو الحرب. وإذا لم ننجح، فسيفعل ذلـك أطفالنا». وأفـــرزت التحركات الإثيوبية تحالفات إقليمية جديدة، منها آلية التعاون الـثـاثـي بـن مصر وإريـتـريـا والـصـومـال، ما ينذر بمواجهة مـع أديــس أبـابـا، وفـق رئيس اتحاد الكتاب الإريتريي بالمهجر. صراع مائي ولا يمكن فصل التحركات المصرية لدعم الـصـومـال عـن مصالحها المـائـيـة، فـي ضوء النزاع القائم بي القاهرة وأديس أبابا حول «سد النهضة»، وفق تقدير أستاذ العلقات الــدولــيــة بـجـامـعـة ديـــغـــون الـفـرنـسـيـة، الـــذي يرى أن «المياه ستشكل السبب الأساسي في الصراع الدولي والإقليمي القادم بالمنطقة». غــــيــــر أن الـــــــلـــــــواء فــــــــرج عــــــــدّ الــــتــــعــــاون الـــعـــســـكـــري المــــصــــري - الـــصـــومـــالـــي «لــيــس مُــوجّــهــا ضــد أحــــد، ويـسـتـهـدف دعـــم قـــدرات مقديشو لمـواجـهـة الإرهــــاب وتــأمــن المـاحـة بـمـضـيـق بــــاب المــــنــــدب»، واســتــبــعــد وصـــول التوترات لمرحلة «الصراع العسكري». ووفـــــــق بـــحـــث لمــــركــــز دراســـــــــات الـــحـــرب ، فإن 2024 ) الأمـيـركـي، فـي سبتمبر (أيــلــول «لـجـوء الـصـومـال لمصر وتـركـيـا للمساعدة في التصدي للتحركات الإثيوبية، استفادت مـنـه الــقــاهــرة وأنـــقـــرة، لـتـعـزيـز مصالحهما بــــالــــقــــرن الأفـــــريـــــقـــــي». وقــــــــال إن «مـــشـــاركـــة الدولتي ستؤدي لزيادة خطر نشوب صراع إقليمي أوسع». «استعمار جديد» لا يـــخـــتـــلـــف الأمــــــــر فـــــي حــــالــــة الــــحــــرب الداخلية بـالـسـودان بـن الجيش السوداني وقــوات «الـدعـم السريع». ذلـك أن الاتصالات أظهرت تقارب الحكومة السودانية مع قوى كروسيا والصي ودول إقليمية مثل إيـران، في مواجهة محور دولـي مقابل، يقول قادة الـجـيـش الــســودانــي إنـــه داعـــم لـلـطـرف الآخــر بالحرب (قوات الدعم السريع). ويسعى السودان لوضع حد للتدخلت الـخـارجـيـة مــن بـعـض الـجـهـات الـتـي تسعى للسيطرة عليه، وفق رئيس مجلس السيادة الــــســــودانــــي، عـــبـــد الـــفـــتـــاح الــــبــــرهــــان، لــوفــد مجلس السلم والأمـــن الأفـريـقـي فـي أكتوبر المــــاضــــي، عـــــاداً تــلــك الـــتـــدخـــات «اســتــعــمــاراً جديداً لبلده». وقد يدفع صراع النفوذ الدولي بالقرن الأفـريـقـي إلــى تـمـدد التنظيمات الإرهـابـيـة، أو ظـهـور «حـــروب بـالـوكـالـة» مـن تنظيمات مُـــســـلّـــحـــة تــحــقــيــقــا لمـــصـــالـــح قــــــوى دولــــيــــة، وفـــق الــكــاتــب إبـــراهـــيـــم، الــــذي دلّــــل بــــ«بـــوادر التعاون بي حركة الشباب الصومالية، مع الـحـوثـيـن، مــا قــد يــفــرز تـنـظـيـمـات مسلحة أكثر تشدداً بدعم خـارجـي، ويحول الوضع في المنطقة إلى (أفغانستان جديدة)». ويــــــرجــــــح الــــســــمــــانــــي الــــوســــيــــلــــة هــــذا الــــســــيــــنــــاريــــو فــــــي الــــــــســــــــودان، مــــــحــــــذراً مــن «اســــتــــغــــال حــــركــــات مــســلــحــة وتــنــظــيــمــات أصــولــيــة وثـــوريـــة، حــالــة الـهـشـاشـة الأمـنـيـة والــســيــاســيــة، بــالانــتــشــار والــتــمــوضــع على الـسـواحـل السودانية بالبحر الأحـمـر، التي كيلومتراً». 750 تمتد لنحو وفـــــي وقـــــت اســتــبــعــد فـــيـــه كــــل مــــن فـــرج وشـــرقـــاوي انــتــشــار الـتـنـظـيـمـات الإرهــابــيــة في ظل وجــود قواعد عسكرية أجنبية، فإن المستشار السابق للخارجية الأميركية عدّ أن «عــدم استقرار منطقة البحر الأحـمـر، قد يؤدي لتمكي وانتشار التنظيمات الإرهابية بـــالمـــنـــطـــقـــة»، وطــــالــــب بـــــضـــــرورة «مــعــالــجــة الأســـبـــاب الــجــذريــة لـلـتـطـرف، ودعــــم جـهـود الاستقرار الإقليمي». يشكل التأثير الكبير لمنطقة القرن الأفريقي فيحركة التجارة الدولية عبر البحر الأحمر نقطة الجذب الأولى للقوى الدولية (رويترز) القاهرة: أحمد إمبابي أرشيفية لعناصر من «حركة الشباب» الصومالية الإرهابية (أ.ب) (الرئاسة التركية) 2024 من لقاء سابق بين الرئيسين التركي والصومالي بأنطاليا جنوب تركيا في يناير

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky