Issue 16798 - العدد Sunday - 2024/11/24 األحد مذاقات MAZAQAT 21 أطباق تعزز تقارب المسافات بين مطبخي البلدين «األقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من املصريني تجاه املطبخ السوداني، الــــــذي بـــــدأ يـــغـــازلـــهـــم ووجــــــد لــــه مـــكـــانـــا عـلـى سفرتهم. هــذه األرغــفــة البيضاء الـصـغـيـرة، التي يـصـف مــصــريــون مــذاقــهــا بـأنـهـا «أطـــيـــب من الـكـيـك»، فــي إشــــارة لطيب املــــذاق، تـعـد مـثـاال يعكس مـدى االنسجام الثقافي الـذي تجاوز الحدود. مـــــع تــــداعــــيــــات الـــــحـــــرب الــــتــــي شــهــدهــا السودان، والتي أدت إلى عمليات نزوح كبيرة إلى مصر، لم يتوقف األمـر عند مرحلة سرد اآلالم واملآسي، بل تحول سريعا إلى اندماج السودانيني في سوق الطعام املصري، وخالل أقل من عامني أثبت املطبخ السوداني وجودًا نسبيا في مصر. بـــمـــجـــرد أن تـــطـــأ قـــدمـــك شــــــارع فـيـصـل (أحـد أشهر شـوارع محافظة الجيزة) يمكنك االستدالل على الوجود السوداني من رائحة التوابل العميقة الصادرة من مطاعم أسسها ســودانــيــون، يستهدفون بـهـا زبــونــا مصريا يـــتـــوق إلــــى مـــــذاق شـعـبـي فـــي وصـــفـــات، مثل صـيـنـيـة الــبــطــاطــس، ويـخـتـلـف تـمـامـا ليقدم هويته في طبق آخر مثل أسياخ «األقاشي»، املصنوعة من اللحم الطري الغارق في توابل مثل الزنجبيل والقرفة، مع طبقات البقسماط املقرمش، التي تغازل املصريني. تــقــول الــســودانــيــة، فــــداء مـحـمـود أنـــور، خـريـجـة إدارة أعـــمـــال مـــن جـامـعـة الـخـرطـوم ومــؤســســة مـطـعـم «بــنــت الــــســــودان» فـــي حي مــديــنــة نـــصـــر، شــــرق الـــقـــاهـــرة، إن املـصـريـ «احتضنوا املطبخ الـسـودانـي بسبب وجـود أواصر اجتماعية وثقافية بني البلدين». وأوضــــــــحــــــــت، فــــــي حـــــديـــــث لــــــ«الـــــشـــــرق األوسط»، من داخل مطعمها البسيط: «نقدم أكــــ ت ســـودانـــيـــة أصــيــلــة، مــثــل الـــفـــول بـزيـت الــســمــســم، والـــفـــ فـــل الـــســـودانـــيـــة املـصـنـوعـة مــــن الــكــبــكــبــي (الـــحـــمـــص بــلــغــة املـــصـــريـــ )، واألقـــاشـــي، وهـــو طـبـق شـهـيـر فــي الـــســـودان، إضـــافـــة إلــــى الـفـسـيـخ الـــســـودانـــي واملـلـوخـيـة املفروكة ومالح الروب األحمر». وعن األطباق شديدة الخصوصية، يقدم مطعم الشابة السودانية فـداء طبقا حبشيا، قالت عنه: «هناك أيضا طبق ذو أصل حبشي أصــبــح جــــزءًا مـــن املـــائـــدة الــســودانــيــة يسمى (زغني)، وهو عبارة عن قطع الدجاج املبهرة بــالــقــرفــة والــــثــــوم والـــبـــصـــل والـــحـــبـــهـــان، كما يضاف لـه املـــذاق الـحـار بالشطة السودانية، وكذلك مذاق الحادق من خالل رشة السماق، ويقدم مع البيض املسلوق». فضال عن طبق الحلو الـسـودانـي الشهير «الباسطة»، أو ما يعرف بالبقالوة في مصر. وبــــحــــســــب تـــجـــربـــتـــهـــا، قــــالــــت فــــــــداء إن تـفـضـيـ ت املــصــريــ مــن املـطـبـخ الــســودانــي تـمـيـل إلــــى بــعــض األطــــبــــاق األســـاســـيـــة الـتـي ربـمـا ال يختلف عليها الــســودانــيــون أيـضـا، مثل: الخبز السوداني، واألقاشي، والفالفل، وأطـــبـــاق الـــفـــول بـالـخـلـطـات الــســودانــيــة. أمـا باقي األطباق، فاإلقبال عليها محدود. والبعد الجغرافي بني مصر والـسـودان انــعــكــس فـــي تـــقـــارب ثــقــافــي، ظــهــر فـــي املــــذاق املميز للمطبخني. تــرى منة جـمـال، مصرية تـعـيـش فــي حــي الـــســـادس مــن أكــتــوبــر، الــذي يضم عددًا من املطاعم السودانية، أن املطبخ الـسـودانـي قريب مـن نظيره املـصـري، وقالت لـ«الشرق األوســط»: «الخبز السوداني شبيه ببعض أنواع الخبز في الريف املصري، ربما يختلف في السُمك والحجم فقط ». وعــــن االخـــتـــ ف بـــ املــطــبــخــ ، قــالــت: «الـــســـودانـــيـــون يـمـيـلـون إلــــى املـــــذاق الـعـمـيـق والـحـار، بإضافة كميات كبيرة مـن التوابل، كما أن الفلفل الحار أساسي في عدد كبير من األطـبـاق الـسـودانـيـة، بينما يميل املصريون إلى إضافة التوابل األساسية فقط، مثل امللح والفلفل والكمون». وبـــــالـــــعـــــودة إلـــــــى فــــــــــداء، فــــإنــــهــــا أيـــضـــا كـسـودانـيـة وقــعــت فــي حــب املـطـبـخ املــصــري، وتــــــروي تـجـربـتـهـا بـــالـــقـــول: «أنـــــا مـــن عـشـاق محشي ورق الـعـنـب، والـكـرنـب، والباذنجان بالدقة، أحـب تناوله مع الفالفل السودانية. أيــضــا مـعـظـم الــســودانــيــ يــحــبــون املـحـشـي وامللوخية املصرية». األطباق السودانية لم تعرف طريقها إلى املصريني من خالل املطاعم التجارية فحسب، بينما سـاهـم فــي رواجـــهـــا نـسـاء سـودانـيـات كـــن قـبـل الـــنـــزوح ربـــات مــنــزل، إال أنــهــن، مثل كثير من نساء الشرق، يعتبرن الطهي مهارة أساسية. ومع وصولهن إلى مصر وبحثهن عــن سـبـل لكسب الـعـيـش، تـحـول الـطـهـي إلـى مهنة تحت شعار «أكل بيتي سوداني». الــــتــــقــــت «الــــــشــــــرق األوســــــــــــط» بـــفـــاطـــمـــة (اســـــم مـــســـتـــعـــار)، الـــتـــي نـــزحـــت بــعــد الــحــرب وجــاءت إلـى القاهرة بصحبة عـدد من األسر السودانية، وتقيم حاليا في مدينة «الرحاب» التي تعد من املناطق ذات اإليجارات املرتفعة، أســــر ســودانــيــة 4 حــيــث تـــشـــارك الــســكــن مـــع أخرى. منذ عام، بدأت فاطمة بتقديم خدمات «األكـــل البيتي» مـن منزلها بمساعدة بعض السيدات املقيمات معها. تـقـول «فـاطـمـة»: «جـــاءت الـفـكـرة عندما الحظت انتشار مشروعات األكــل البيتي في مـصـر، خـاصـة فـي األحــيــاء الـراقـيـة. فأنشأت حــســابــا عــلــى (فـــيـــســـبـــوك)، بـــــدأت مـــن خـ لـه تـقـديـم خــدمــات األكــــل الـــســـودانـــي». وأردفــــت: «املصريون يحبون املطبخ السوداني، خاصة تـلـك الــوصــفــات الـقـريـبـة مـــن مـطـبـخـهـم، على شاكلة املحشي، كذلك تحظى أصناف اللحم املبهر بإعجاب كبير». وأوضحت فاطمة أنها سعت إلى تقديم مزيج من األكالت السودانية واملصرية، قائلة: «أستهدف زبونات مصريات عامالت يبحثن عـــن بـــدائـــل لـلـطـهـي املـنـزلـي. لـــذلـــك، لـــم أكـتـف بالوصفات السودانية فقط، بل تعلمت إعداد األكـــــ ت املـــصـــريـــة، وهــــو أمــــر لـــم يــكــن صعبا على سودانية تربطها بمصر أواصـر ثقافية واجـتـمـاعـيـة، إذ كــانــت مـصـر والــــســــودان في مرحلة ما من التاريخ بلدًا واحدًا». تمكنت فاطمة مـن تقديم تجربة طعام بـيـتـي فـــريـــدة، تـجـمـع بـــ نــكــهــات املطبخني الـــــســـــودانـــــي واملــــــصــــــري، مـــســـتـــقـــطـــبـــة كــثــيــرًا مـــن األســـــر املـــصـــريـــة الـــتـــي تــبــحــث عـــن طـعـام منزلي بطابع خـــاص. ومــن خــ ل تجربتها، كــشــفــت فــاطــمــة عـــن مــــدى الـــتـــداخـــل الـثـقـافـي بـــ املــطــبــخــ ، مـــا يـمـهـد الــطــريــق ملــزيــد من االنـدمـاج وابتكار وصـفـات جـديـدة قـد تظهر في املستقبل القريب. طبق األقاشي السوداني (الشرق األوسط) القاهرة: إيمان مبروك ًطبق القراصة أكلة من شمال السودان (الشرق األوسط) الكاميرا تأكل قبل المعدة أحيانا المطاعم و«إنستغرام»... قصة حب غير مكتملة في املاضي، كان الناس يخرجون لتناول الـطـعـام فــي مطعمهم املـفـضـل وتــــذوق طبقهم األلـــــــذ فــــيــــه، أمــــــا الـــــيـــــوم، وفــــــي عـــصـــر وســـائـــل الـتـواصـل االجتماعي وتـوفـر كاميرا الهواتف الذكية في كل مكان وزمان، ونشر صور الطعام على منصات رقمية على رأسـهـا «إنستغرام» أصــــبــــحــــت زيــــــــــارة املــــطــــعــــم اللــــتــــقــــاط الــــصــــور ومشاركتها مع العالم، دون أكلها أحيانا. ولكن هل كل ما تأكله الكاميرا قبل املعدة لذيذ كما تراه في الصورة؟ هناك فئة من املطاعم التي تحمل مصطلح وتعني أنها Instagrammable » «إنستغرامابل تبدو جميلة على صفحات «إنستغرام» نظرًا للتركيز على شكل األطـبـاق وطريقة تقديمها واستخدام األلوان فيها، بعيدًا عن التركيز عن النكهة واملنتج املستخدم فيها. وفي دراسة نشرت أخيرًا على موقع رقمي متخصص بأخبار املطاعم والطعام، تبني أن تــصــويــر مــــأكــــوالت (تـــبـــدو شــهــيــة مــثــل الـكـيـك وأنـــواع الحلوى املنمقة) قـد تزيد مـن نكهتها قـبـل أكــلــهــا، والــســبــب قـــد يــعــود إلـــى أن مقولة «الــعــ تعشق قـبـل الـقـلـب أحـيـانـا» صحيحة، وذلـــك ألن الـعـ هـنـا تـقـع فــي حــب الـطـبـق قبل تذوقه، فقط بسبب الصور التي نلتقطها. فـــي اآلونــــــة األخــــيــــرة، وفــــي تـغـيـر واضـــح فـي طريقة تصرف الـذواقـة فـي املطاعم أصبح التقاط صور الطعام أمرًا مبالغا به، لدرجة أنه أصبح من الضروري االستئذان من الجالسني على طاولتك قبل مد يدك لتناول األكل بسبب اهتمام بعضهم بالتقاط الصور ونشرها على اإلنترنت، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل كل ما تلتقطه الكاميرا وينشر على الشبكة العنكبوتية يتمتع بنكهة لذيذة توازي الشكل الجميل؟ هذا السؤال يذكرني بحادثة وقعت معي، بعدما تحمست لزيارة أحد املطاعم اإليطالية فــــي لــــنــــدن، بـــعـــد رؤيــــــة الـــعـــديـــد مــــن املـــؤثـــريـــن ينشرون صورًا لثمار البحر يسيل لها اللعاب، فـقـررت الـذهـاب وتـــذوق تلك التحف الصالحة لألكل، ولألسف انتهى الحماس بمجرد تذوق أول لــقــمــة مــــن طـــبـــق األســــمــــاك املــشــكــلــة الــــذي جئت حاملة بصورته وتـذوقـه، فـاملـذاق لم يكن على املستوى الــذي توقعته، خاصة أن الئحة االنتظار للحصول على حجز فـي ذلـك املطعم طويلة مما اضطرني للتكلم مع املدير املسؤول فـي هــذا الـخـصـوص، واالعـتـراض على نوعية املنتج. األكـــل فــي أيـامـنـا هـــذه بالنسبة لألجيال الـصـاعـدة مـثـل «جـــ زي» وجـيـل األلـفـيـة يعد نـــوعـــا مــــن الــتــعــبــيــر عــــن املـــكـــانـــة االجــتــمــاعــيــة واملادية، فنشر صور األكل بالنسبة لهم يتعدى مفهوم التهام الطعام والتمتع بمذاقه، وإنما يكون نوعا من املفاخرة والتباهي في أوساط مجتمعاتهم ومعارفهم. فالطعام نــوعــان؛ األول يـركـز على املــذاق والـنـكـهـة، أمـــا الـثـانـي فيعتمد عـلـى التصميم الـخـارجـي، تماما مثل مـا حصل مـع دونـاتـس قوز القزح، أقراص الحلوى التي غزت اإلنترنت وشـــبـــكـــة الـــتـــواصـــل االجـــتـــمـــاعـــي، وســـمـــيـــت بــ فــكــل مـــن تـــــذوق هــذه Rainbow Food Craze الحلوى بوصفة الدونات املعدلة واملبتكرة قال إن النوع التقليدي يتمتع بمذاق ألذ بكثير. هناك عـدد مـن املطاعم حـول العالم التي تشتهر بتقديم أطباق جميلة وجذابة بصريا عـلـى «إنـــســـتـــغـــرام»، لـكـنـهـا لـيـسـت بــالــضــرورة لــذيــذة. غالبا مـا يـكـون الهدف مــــــن هــــــــذه املـــــطـــــاعـــــم هــــــو جــــذب االنــتــبــاه مــن خـــ ل اإلبـــــداع في الـــــعـــــرض وتـــنـــســـيـــق األلـــــــــوان والتفاصيل الجمالية، ولكن عــنــد تـــــذوق الــطــعــام قـــد يـكـون الطعم عاديا أو غير مميز. فـيـمـا يــلــي بــعــض األمـثـلـة التي تُذكر عــــــــــــــــــــــــــــــادة فـــــــــــــــــي هـــــــــــذا الــــــــســــــــيــــــــاق، مـــثـــل مـــطـــعـــم «ذا أفــــــو شـــو» في أمستردام املعروف بـتـقـديـم يعتمد بشكل كامل على األفوكادو بطريقة مبهرة وجميلة، إنـــمـــا هـــنـــاك بــعــض اآلراء الـــتـــي تـشـيـر إلــــى أن الطعم ال يرقى إلى مستوى العرض البصري. أمــــا مـطـعـم «ســكــيــتــش» فـــي لـــنـــدن ويــعــد مـن املطاعم ذائـعـة الصيت واملميز بديكوراته الجميلة وألـــوانـــه الــزاهــيــة، فـهـنـاك آراء كثيرة حــــول مـــــذاق أطـــبـــاقـــه الـــــذي ال يـــكـــون عــلــى قــدر التوقعات العالية التي يولدها املظهر الفاخر. ومطعم «شوغر فاكتوري» في الواليات املـــتـــحـــدة الـــــذي يـمـلـك فـــروعـــا كـــثـــيـــرة، وشـهـيـر بحلوياته ومشروباته املزينة بـألـوان مشرقة عـلـى «إنــســتــغــرام»، إال أن الـكـثـيـر مــن الـزبـائـن يصفونه بأنه مجرد «سكر على شكل جميل»، وال يقدم شيئا مميزًا من حيث املذاق. «إيــل أنــد أن كافيه» فـي لـنـدن، وهــو غني عن التعريف، خاصة أنه من أكثر املطاعم التي تنشر صورها على «إنستغرام»، ومن بني أول املطاعم التي استخدمت أسلوب الديكور الذي يعتمد على الـــورود، فهناك من يعتقد أن أكله ليس جيدًا على عكس الصور التي تنشر هنا وهناك. الواقع Fish & Bubbles » «فيش أند بابلز في نوتينغ هيل بلندن، من املطاعم اإليطالية الـــتـــي انـــتـــشـــرت بـــســـرعـــة الــــبــــرق عـــلـــى وســـائـــل التواصل االجتماعي، والصور والفيديوهات الــتــي نـشـرهـا املـــؤثـــرون جــــرّت الـكـثـيـر لـلـذهـاب إلـى املطعم وتــذوق ثمار البحر كما رأوهــا في الـــصـــور، ولـكـن الـحـقـيـقـة هـــي عــكــس ذلـــــك؛ ألن املــذاق أقـل من عـادي واألسـمـاك ليست طازجة، ومن زار هذا املكان فلن يزوره مرة ثانية. وملـــحـــبـــي الـــبـــرغـــر فـــقـــد أغـــرتـــهـــم الـــصـــور فـــــي مـــطـــعـــم «بـــــــ ك تــــــاب كـــــرافـــــت بـــــرغـــــرز» فـي نيويورك بعد الشهرة التي حصل عليها على «إنستغرام»، إال أن الكثير من الزبائن يجدون أن الـنـكـهـات عــاديــة، وال تتناسب مــع الشهرة الــتــي حـصـل عليها عـلـى اإلنــتــرنــت. وال يتفق الكثير من الذين زاروا «سيريال كيالر كافيه» في كامدن تاون بلندن، الذي Celear Killer Café يقدم حبوب اإلفطار بألوان زاهية وتنسيقات مـبـتـكـرة تـجـعـلـهـا مـثـالـيـة لــلــصــور، أن الـطـعـم يوازي روعة الصور، مما عرّض املقهى للكثير من االنتقادات، خاصة أنه ليس رخيصا. الئــــحــــة أســـــمـــــاء املــــطــــاعــــم الــــتــــي تــعــتــمــد عـلـى وســـائـــل الــتــواصــل االجــتــمــاعــي لتسويق أطـــبـــاقـــهـــا الـــتـــي ال تـــرتـــقـــي لـــلـــجـــودة املــطــلــوبــة ال تـــنـــتـــهـــي، والـــســـبـــب وفـــــي عـــصـــرنـــا هـــــذا هـو التسويق البصري والـجـذب السريع للزبائن، حـيـث يعتمد هـــذا الــنــوع مــن الـتـسـويـق بشكل كـبـيـر عـلـى الـــصـــور والــفــيــديــوهــات الـقـصـيـرة، خاصة على منصات مثل «إنستغرام» و«تيك تـــوك». األشـخـاص يتأثرون بالصور الجميلة والجذابة أكثر من أي شيء آخـر. لذلك، عندما تكون األطـبـاق مصممة بشكل جميل ومبهج، يــســارع الــنــاس إلـــى تـصـويـرهـا ونـشـرهـا، مما ر للمطعم تـسـويـقـا مـجـانـيـا وانــتــشــارًا V يــــوف V. واسعا الـــكـــثـــيـــر مـــــن الـــــزبـــــائـــــن فـــــي يــــومــــنــــا هــــذا يسعون إلــى أمـاكـن مثالية لتصوير أطباقهم ومشاركتها على وسائل التواصل االجتماعي. بعض املطاعم تلبي هذا االحتياج عبر تقديم أطـــبـــاق مـبـهـجـة بـــصـــريـــا، مــمــا يــجــعــل املـطـعـم وجهة مفضلة رغم أن الطعم قد يكون عاديا. في السنوات األخيرة، بدأ الطعام يُعامل بــوصــفــه نـــوعـــا مـــن الــفــنــون الــبــصــريــة. فـهـنـاك اتجاه كبير نحو تقديم الطعام بطريقة إبداعية وفنية، مما يجعل من الصعب أحيانا التوفيق بــــ الـــطـــعـــم والـــتـــصـــمـــيـــم. فـــالـــبـــعـــض يـــــرى أن تصميم الطبق الجميل يستهلك جـهـدًا كبيرًا قـد يطغى على االهـتـمـام بالتفاصيل املتعلقة بالطعم. ولـــــــكـــــــن، وفـــــــــي الـــــنـــــهـــــايـــــة، ال يـــــصـــــح إال الصحيح، ويبقى هـذا النوع من املطاعم التي تهتم بالشكل والديكور وطريقة تقديم األطباق لـتـشـد الــكــامــيــرا وتــتــحــول إلـــى صـــور يتهافت عـلـيـهـا الــزبــائــن حــالــة خـــاصـــة؛ ألنــهــا ستكون مــؤقــتــة وســـتـــجـــذب الــــزبــــون مــــرة واحــــــدة على عكس املطاعم التي تعتمد على جــودة املنتج ونـــوعـــيـــة الـــطـــعـــام وطـــعـــمـــه. كــمــا أنــــه ال يـجـوز وضــــع املــســؤولــيــة كــامــلــة عــلــى كـــاهـــل املـطـاعـم إنــمــا يتحمل أيــضــا الـــزبـــون وبــعــض املـؤثـريـن املسؤولية في تضليل الـرأي العام، والتسويق ملطعم ال يستحق الشهرة واالنتشار. ديكورات جميلة ولكن مذاق الطعام عادي (إنستغرام) لندن: جوسلين إيليا طبق شهير نُشرت صوره على وسائل التواصل االجتماعي (إنستغرام) صور الطعام قد تكون خادعة أحيانا (إنستغرام) تشير إحدى الدراسات إلى أن تصوير المأكوالت قبل تناولها قد يزيد من نكهتها
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==