كـــــل املــــــؤشــــــرات تــــؤكــــد أن األوضـــــــاع عـــلـــى جـــبـــهـــات الـــقـــتـــال ال تــمــيــل ملـصـلـحـة أوكـــرانـــيـــا. وفــــي تـقـيـيـم لــلــوضــع املــيــدانــي قالت االستخبارات البريطانية العسكرية إن خط املواجهة كان أكثر «اضطرابًا» من أي وقت مضى منذ بدء الغزو الروسي في ، فـي تعبير ملطف 2022 ) فـبـرايـر (شــبــاط عـمّــا تعانيه قـــوات كييف، على الـرغـم من كونها من املدافعني عنها. أقـــر مـصـدر رفـيـع املـسـتـوى فـي هيئة األركـــــــــان الـــعـــامـــة األوكــــرانــــيــــة (الـــجـــمـــعـــة) بـــأن الـــقـــوات الــروســيــة تـتـقـدَّم مـسـافـة بني متر يوميًا» قـرب كـوراخـوف، 300 و 200« وهــــي مـــن املـــواقـــع املــهــمــة الــتــي قـــد تسقط قريبًا. وفـي عالمة على هـذا التقدم، أعلن الجيش الروسي (الجمعة) سيطرته على بـلـدة نوفودميتريفكا شـمـال كــوراخــوف. وتـــحـــتـــوي هــــذه املــنــطــقــة خــصــوصــ على رواسب كبيرة من الليثيوم. وأمــــس (الــســبــت) أعــلــن وزيــــر الــدفــاع األمـــيـــركـــي لـــويـــد أوســـــــن، أنـــــه يـــتـــوقـــع أن يبدأ اآلالف من الـقـوات الكورية الشمالية املـحـتـشـدة فــي روســيــا، املــشــارَكــة الفعلية في القتال قريبًا، ضد القوات األوكرانية، خصوصًا في منطقة كروسك الروسية. تصعيد مدروس أو متهور؟ وأتــــت تـلـك الــتــحــذيــرات بـعـد الضجة الـــتـــي أحـــدثـــتـــهـــا روســــيــــا، جــــــراء الــضــربــة «املدروسة» تداعياتها بدقة، التي نفَّذتها بـــصـــاروخ تـجـريـبـي فـــرط صـــوتـــي، أرادت مـــــن خــــ لــــهــــا تــــوجــــيــــه رســـــائـــــل مـــتـــعـــددة االتــــجــــاهــــات. وشـــهـــد األســــبــــوع املـــاضـــي، تغييرًا جذريًا للصراع في أوكرانيا، خالل سـعـي طــرفَــي الــنــزاع املـحـمـوم لالستعداد لعودة الرئيس األميركي املنتخب، دونالد ترمب، للسلطة. وخــــــــــ ل هــــــــذا األســــــــبــــــــوع، تــــقــــاذفــــت واشـــــنـــــطـــــن ومـــــوســـــكـــــو املـــــســـــؤولـــــيـــــة عــن الــــتــــصــــعــــيــــد. وقــــــالــــــت إدارة بــــــايــــــدن إن سماحها ألوكـرانـيـا باستخدام صـواريـخ «أتـــاكـــمـــز» لــضـرب الــعــمــق الــــروســــي، جــاء ألــــف جـنـدي 11 ردًا عــلــى اســـتـــقـــدام نــحــو كــــــوري شـــمـــالـــي، حـــيـــث تـــرجـــح تـقـيـيـمـات استخباراتية أميركية وكـوريـة جنوبية، ألف. 100 أن يصل عددهم إلى نحو في املقابل، قالت موسكو إن ضربتها الــــصــــاروخــــيــــة، كـــانـــت ردًا عـــلـــى الــســمــاح باستهداف أراضيها بالصواريخ الغربية. وفـــي حــ وصـــف كــل مــن الـجـانـبـ اآلخــر بـــأنـــه «مـــتـــهـــور»، يــخــشــى الــبــعــض مـــن أن يتحوَّل هـذا التصعيد بسرعة إلـى حـرب. فــواشــنــطــن تـــحـــاول بـشـكـل يـــائـــس تغيير الـوضـع امليداني املتراجع ألوكـرانـيـا على الــخــطــوط األمـــامـــيـــة، قــبــل مـــغـــادرة بــايــدن الـــرئـــاســـة. وروســـيـــا تـتـجـه نـحـو مــســارات أكثر خـطـورة الستعادة قيمة الـــردع التي فــقــدتــهــا فـــي الـــســـنـــوات الـــثـــ ث املــاضــيــة. ورغـــم أن الـطـرفـ لـن ينخرطا فـي صـراع مباشر، بدليل حرص موسكو على إبالغ دقـــيـــقـــة عــــن ضـربـتـهـا 30 واشـــنـــطـــن قـــبـــل الـصـاروخـيـة، فإنهما سينخرطان بشكل أوسع في املواجهة التي أصبحت «عاملية» في أوكرانيا. وطــــلــــبــــت أوكــــــرانــــــيــــــا مــــــن حـــلـــفـــائـــهـــا الـــغـــربـــيـــ تــــزويــــدهــــا بـــــأحـــــدث جـــيـــل مـن أنــظــمــة الـــدفـــاع الـــجـــوي لـحـمـايـة نـفـسـهـا. وكــشــف الــرئــيــس األوكــــرانــــي فـولـوديـمـيـر زيلينسكي فــي مـقـطـع مــصــور نُــشــر على مواقع التواصل االجتماعي عن أن «وزير الدفاع األوكراني تَواصَل مع شركائنا من أجل (الحصول على) أنظمة جديدة للدفاع الجوي، وتحديدًا نوع من األنظمة يمكنه حماية األرواح بمواجهة أخطار جديدة». دعـــا رئـيـس الـــــوزراء املــجــري فيكتور أوربان، أقرب حليف ملوسكو داخل االتحاد األوروبـــي، (الجمعة)، إلى عدم االستهانة بتهديدات روسيا، الدولة املجهَّزة «بأكثر األسلحة تدميرًا في العالم»، التي «تبني سياستها ومكانتها في العالم بشكل عام على القوة العسكرية». مشاركة جنود بيونغ يانغ ويـقـدِّر وزيــر الـدفـاع األميركي وجود آالف عنصر من الجيش الكوري 10 نحو الشمالي اآلن في منطقة كورسك الروسية املتاخمة ألوكــرانــيــا، واملحتلة جزئيًا من جـانـب قـــوات كييف، وقــد تـم «دمجهم في التشكيالت الروسية» هناك. وقــال أوســن للصحافة خــ ل توقفه فــي فـيـجـي بـاملـحـيـط الـــهـــادئ: «بـــنـــاء على مـا تـم تدريبهم عليه، والـطـريـقـة الـتـي تم دمــجــهــم بــهــا فـــي الــتــشــكــيــ ت الـــروســـيـــة، أتوقَّع تمامًا أن أراهم يشاركون في القتال قـــريـــبـــ » فـــي إشــــــارة إلــــى الــــقــــوات الــكــوريــة الشمالية. وذكــــر أوســــن أنـــه «لـــم يـــر أي تـقـاريـر مــــهــــمــــة» عـــــن جـــــنـــــود كـــــوريـــــ شـمـالـيــ «يشاركون بنشاط في القتال» حتى اآلن، عـلـى الــرغــم مــن صـــدور تـقـاريـر أوكـرانـيـة، أشـــــارت إلـــى مـقـتـل عـــدد مـنـهـم فـــي ضـربـة نفَّذتها كييف بصواريخ «أتاكمز» أخيرًا في بريانسك. وقـــــــال مــــســــؤولــــون حـــكـــومـــيـــون فـي كـوريـا الجنوبية ومنظمة بحثية، هذا األســـــبـــــوع، إن مـــوســـكـــو تُـــــقـــــدِّم الــــوقــــود وصواريخ مضادة للطائرات، ومساعدة اقتصادية لبيونغ يـانـغ، مقابل القوات الـــتـــي تــتــهــم ســـيـــول وواشــــنــــطــــن كـــوريـــا الشمالية بإرسالها إلى روسيا. ولم ينكر الرئيس الروسي فالديمير بــــوتــــ ، وجـــــــود قـــــــوات كــــوريــــة شــمــالــيــة، وبـــدال مـن ذلــك انتقد الـغـرب بسبب دعمه ألوكرانيا. وقالت كوريا الشمالية، الشهر املــــاضــــي، إن أي نــشــر لـــقـــوات فـــي روســيــا سيكون «عمال يتوافق مع قواعد القانون الدولي» لكنها لم تؤكد إرسال قوات. وفي حني يعجل فريق الرئيس ترمب الـحـديـث عـن املـفـاوضـات، كـانـت األوضـــاع عـلـى جـبـهـات الـقـتـال قـاتـمـة فــي كــل مكان فــي أوكــرانــيــا. فـالـقـوات الـروسـيـة تـواصـل الضغط على القوات األوكرانية في منطقة كـورسـك إلخـراجـهـا منها، وتتقدم جنوب خاركيف، بالقرب مـن مدينة كوبيانسك. وتــتــعــرَّض خــطــوط اإلمـــــداد لـلـخـطـر حـول منطقة دونباس الشرقية، في حني جنوب زابـــوريـــجـــيـــا تــحــت ضــغــط أكـــبـــر، بحسب تقييمات عسكرية في واشنطن. التأثير على ترمب ورغـــم وصـــف املـسـؤولـ األميركيني وحـــــلـــــف شـــــمـــــال األطـــــلـــــســـــي، الــــــصــــــاروخ الــــروســــي «أوريـــشـــنـــيـــك» بـــأنـــه «مــتــوســط املدى وتجريبي»، في تعليقات بدت كأنها تـسـعـى إلــــى الـتـقـلـيـل مـــن أهــمــيــتــه، فـإنـهـا كانت تشير في الواقع إلى خالف أوسع مع ، خالل رئاسة 2019 موسكو، يعود إلى عام تـــرمـــب األولـــــــى. فـــي ذلــــك الــــعــــام، انـسـحـب تـــرمـــب مــــن مـــعـــاهـــدة األســـلـــحـــة الـــنـــوويـــة املتوسطة، التي كانت تحد من تطوير مثل هذه األسلحة، متهمًا روسيا بانتهاكها. ويـــرى البعض أن إصـــرار املسؤولني الغربيني على أن هذا الصاروخ «متوسط املـــدى»، الـذي بـدا قــادرًا على حمل أسلحة نــوويــة، ربـمـا يـكـون إشــــارة إلـــى اسـتـمـرار روســـيـــا فـــي الــسـعــي لـلـحـصـول عـلــى مثل هـــذه األسـلـحـة خــــارج تـلـك املــعــاهــدة التي انـتـهـت صالحيتها اآلن. لكنه ربـمـا كـان أيــــضــــ بـــمـــثـــابـــة إشــــــــارة إلـــــى تــــرمــــب، بـــأن موسكو ال تزال منخرطة في تصنيع تلك األسـلـحـة الـتـي اتـهـمـهـا بـتـطـويـرهـا خـ ل واليته األولى. لقاء روته بترمب وأشـــــارت تـقـاريـر إعـ مـيـة أمـيـركـيـة، إلــــى أن لـــقـــاء األمـــــ الـــعـــام لـحـلـف شـمـال األطـلـسـي مـــارك روتــــه، الـجـمـعـة، الرئيس تــرمــب، فــي بــالــم بـيـتـش بــواليــة فـلـوريـدا، كــانــت عـلـى رأســـــه، مـنـاقـشـاتـهـمـا الـوضـع فــــي أوكـــــرانـــــيـــــا. وقــــالــــت فـــــرح دخـــــل الـــلـــه، الناطقة بـاسـم «الـنـاتـو»، الـيـوم (السبت) فــي بـيـان مـقـتـضـب: «نـاقـشـا كــل القضايا األمنية العاملية التي تواجه حلف شمال األطلسي». وطـبـقـ ملـعـلـومـات مــن مــصــادر داخــل الــــحــــلــــف، نــــاقــــش الــــجــــانــــبــــان االجــــتــــيــــاح الروسي املستمر ألوكرانيا، باإلضافة إلى قضية اإلنفاق الدفاعي ألعضاء «الناتو»، بني قضايا أخرى. كـمـا اجـتـمـع روتــــه وفـريـقـه أيــضــ مع مايكل والـتـز، الــذي اخـتـاره ترمب ملنصب مستشار األمــن الـقـومـي، وأعـضـاء آخرين بـفـريـق األمـــن الـقـومـي لـلـرئـيـس املنتخب، حسب بيان «الناتو». وكان روته، رئيس الوزراء الهولندي الـسـابـق، أشـــار إلــى رغبته فـي لـقـاء ترمب بـــعـــد يـــومـــ مــــن فــــــوزه فــــي االنـــتـــخـــابـــات نوفمبر (تشرين الثاني)، 5 الرئاسية في وأكّــــــــد وقـــتـــهـــا أنـــــه يــــريــــد أن يــبــحـــث مـعـه «الـتـهـديـد» الـــذي يـمـثّــلـه تـعـزيـز الـعـ قـات بني روسيا وكوريا الشمالية. وتولى روته مـنـصـب األمــــ الـــعـــام لـلـنـاتـو فـــي أكـتـوبـر (تشرين األول). ومـــــن املــــقــــرر أن يــعــقــد حـــلـــف شــمــال األطلسي (ناتو) وأوكرانيا محادثات في بروكسل (الثالثاء)؛ لبحث الوضع. وتقول كييف إنها تتوقَّع قــرارات «ملموسة» من حلفائها. واخـــتـــار تـــرمـــب، يـــوم األربــــعــــاء، مـات ويتاكر، القائم باألعمال السابق بمنصب املـــدعـــى الـــعـــام، ســفــيــرًا لـــبـــ ده لــــدى حلف شمال األطلسي. وأوضــح ترمب في بيان أن ويـتـاكـر «مــحــارب قـــوي، ووطـنـي وفـي، وسـيـضـمـن االرتــــقــــاء بـمـصـالـح الـــواليـــات املتحدة والـدفـاع عنها، وتعزيز العالقات مـع حلفائنا فـي الناتو، والـوقـوف بثبات في مواجهة التهديدات لألمن واالستقرار». غـــيـــر أن اخــــتــــيــــاره ويــــتــــاكــــر مـــمـــثـــ لـــدى «الناتو»، عُد اختيارًا غير اعتيادي، نظرًا لخلفيته بصفته مـحـامـيـ، وعـــدم تمتعه بخبرة في السياسة الخارجية. مبعوث خاص ألوكرانيا ونقلت وكـالـة «رويــتــرز» عـن مصادر مطلعة أن ترمب، يدرس اختيار ريتشارد غرينيل الذي شغل منصب مدير املخابرات الـوطـنـيـة خـــ ل فــتــرة رئـاسـتـه األولــــى من ، مبعوثًا خاصًا للصراع 2021 إلـى 2017 بـــ روســـيـــا وأوكـــرانـــيـــا. ومـــن املــتــوقــع أن يلعب غرينيل، الــذي شغل أيضًا منصب سفير واشنطن لدى أملانيا، دورًا رئيسًا في جهود ترمب لوقف الحرب إذا تم اختياره في نهاية املطاف لهذا املنصب. ورغـم أنه ال يوجد في الوقت الراهن مبعوث خاص معني بحل الصراع بني روسيا وأوكرانيا، فإن ترمب يفكر في إنشاء هذا الدور، وفقًا لتلك املصادر. وقالت املصادر إن ترمب قد يقرر في نهاية املطاف عدم تعيني مبعوث خاص للصراع في أوكرانيا، رغم أنه يفكر جديًا في القيام بذلك. 10 أخبار NEWS Issue 16798 - العدد Sunday - 2024/11/24 األحد كييف تطالب بأنظمة دفاع جوي حديثة للتصدي لصواريخ روسيا ASHARQ AL-AWSAT األوضاع على جبهات القتال ال تميل لمصلحة أوكرانيا أميركا تتوقع مشاركة وشيكة لقوات كوريا الشمالية في معركة كورسك وزير الدفاع األميركي مستقبال نظيره الكوري الجنوبي في البنتاغون (رويترز) واشنطن: إيلي يوسف موسكو ماضية في توسيع نفوذها باختراق حلفاء فرنسا التقليديين بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول «اإلرهاب في الساحل» أجـرى الرئيس الروسي فالديمير بوتني مباحثات هاتفية مع الرئيس السنغالي بشيرو ديوماي فاي، ناقشا خاللها الوضع األمني في منطقة الــســاحــل والـــصـــحـــراء، حـيـث يتصاعد خــطــر الــجــمــاعــات اإلرهـــابـــيـــة، حــســب مـــا أعـلـن الكرملني. وقال الكرملني في بيان صحافي، إن املباحثات جرت، الجمعة، بمبادرة من الرئيس السنغالي، وتــم خاللها االتــفــاق على «تعزيز الــشــراكــة» بــ الـبـلـديـن، والـعـمـل مـعـ مــن أجـل «االستقرار في منطقة الساحل». األمن واإلرهاب وتـعـانـي دول مـالـي والـنـيـجـر وبـوركـيـنـا فــاســو، املـحـاذيـة للسنغال، مــن تـصـاعـد خطر الـــجـــمـــاعـــات اإلرهــــابــــيــــة مـــنـــذ أكــــثــــر مــــن عـشـر سنوات، ما أدخلها في دوامة من عدم االستقرار السياسي واالنقالبات العسكرية املتتالية. وتوجهت األنظمة العسكرية الحاكمة في كـل مـن مالي والنيجر وبوركينا فـاسـو، نحو الـتـحـالـف مـــع روســـيـــا الــتــي أصـبـحـت الـشـريـك األول لـــــدول الــســاحــل فـــي مـــجـــال الـــحـــرب على اإلرهـــاب، بـدال من الحلفاء التقليديني؛ فرنسا واالتحاد األوروبي. وبموجب ذلــك، نشرت روسيا املئات من مـقـاتـلـي مـجـمـوعـة (فــاغــنــر) فـــي دول الـسـاحـل ملـسـاعـدتـهـا فــي مـواجـهـة تنظيمي «الــقــاعــدة» و«داعــــــش»، كـمـا عـقـدت صـفـقـات ســـ ح كبيرة مـــع هــــذه الــــــدول، حـصـلـت األخـــيـــرة بموجبها على طائرات حربية ومعدات عسكرية متطورة ومسيرات. ومـــع ذلـــك ال تـــــزال الــجــمــاعــات اإلرهــابــيــة قـــــادرة عــلــى شـــن هــجــمــات عـنـيـفـة ودامـــيـــة في منطقة الــســاحــل، بــل إنـهـا فــي بـعـض األحـيـان نــجــحــت فــــي إلــــحــــاق هــــزائــــم مــــدويــــة بـمـقـاتـلـي «فـــاغـــنـــر»، وقــتــلــت الـــعـــشـــرات مـنـهـم فـــي شـمـال مالي. في هـذا السياق، جــاءت املكاملة الهاتفية بني الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، حيث قال الكرملني إن املباحثات كانت فرصة لنقاش «الوضع في منطقة الصحراء والساحل وغرب أفـريـقـيـا، على خلفية عــدم االسـتـقـرار املستمر هناك، الناجم عن أعمال الجماعات اإلرهابية». وتخشى السنغال تـوسـع دائـــرة األعـمـال اإلرهابية من دولـة مالي املـجـاورة لها لتطول أراضـــيـــهـــا، كــمــا ســبــق أن عــبــرت فـــي كـثـيـر من املـرات عن قلقها حيال وجود مقاتلي «فاغنر» بالقرب من حدودها مع دولة مالي. وفي تعليق على املباحثات، قال الرئيس الــســنــغــالــي فـــي تـــغـــريـــدة عــلــى مـنـصـة «إكــــس» إنـهـا كـانـت «ثـريـة ووديـــة للغاية»، مشيرًا إلى أنـــه اتـفـق مــع بـوتـ عـلـى «الـعـمـل مـعـ لتعزيز الـــشـــراكـــة الــثــنــائــيــة والــــســــ م واالســــتــــقــــرار في مـنـطـقـة الـــســـاحـــل، بــمــا فـــي ذلــــك الــحــفــاظ على فــــضــــاء اإليــــــــكــــــــواس»، وذلــــــــك فـــــي إشـــــــــارة إلـــى (املـجـمـوعـة االقـتـصـاديـة لـــدول غــرب أفريقيا)، وهـــي منظمة إقـلـيـمـيـة تــواجــه أزمــــات داخـلـيـة بسبب تزايد النفوذ الروسي في غرب أفريقيا. وكـــــانـــــت الـــــــــدول املـــتـــحـــالـــفـــة مـــــع روســـيـــا (مــالــي والـنـيـجـر وبـوركـيـنـا فــاســو) قــد جمدت عضويتها فــي املنظمة اإلقـلـيـمـيـة، واتهمتها بأنها لعبة في يد الفرنسيني يتحكمون فيها، وبـــدأت هـذه الـــدول الـثـ ث، بدعم مـن موسكو، تـشـكـيـل مـنـظـمـة إقـلـيـمـيـة جـــديـــدة تــحــت اســم (تــحــالــف دول الــســاحــل)، هـدفـهـا الـــوقـــوف في وجه منظمة «إيكواس». عالقات ودية وفيما يزيد النفوذ الروسي من التوتر في غـرب أفريقيا، ال تتوقف موسكو عـن محاولة كـــســـب حـــلـــفـــاء جـــــــدد، خــــاصــــة مــــن بــــ الــــــدول املحسوبة تقليديًا على فرنسا، والسنغال تعد واحــــدة مــن مــراكــز الـنـفـوذ الـفـرنـسـي التقليدي فـي غــرب أفريقيا، حيث يعود تـاريـخ الوجود الفرنسي في السنغال إلى القرن السابع عشر امليالدي. ولكن السنغال شهدت تغيرات جذرية خـــ ل الــعــام الــحــالــي، حـيـث وصـــل إلـــى الحكم حــــزب «بــاســتــيــف» املــــعــــارض، والـــــذي يـوصـف بــأنــه شــديــد الــراديــكــالــيــة، ولـــديـــه مـــواقـــف غير ودية تجاه فرنسا، وعزز هذا الحزب من نفوذه بـعـد فــــوزه بـأغـلـبـيـة سـاحـقـة فـــي الــبــرملــان هـذا األسبوع. وفيما وصف بأنه رسالة وديـة، قال الكرملني إن بوتني وديوماي فاي «تحدثا عن ضـرورة تعزيز العالقات الروسية السنغالية، وهــــــي عـــــ قـــــات تـــقـــلـــيـــديـــة تـــطـــبـــعـــهـــا الـــــوديـــــة، خــاصــة فــي املـــجـــاالت الـتـجـاريـة واالقـتـصـاديـة واالستثمارية». وأضاف بيان الكرملني أن االتفاق تم على أهــمــيــة «تـنـفـيـذ مــشــاريــع مـشـتـركـة واعـــــدة في مجال الطاقة والنقل والزراعة، خاصة من خالل زيادة مشاركة الشركات الروسية في العمل مع الشركاء السنغاليني». وفـي ختام املباحثات، وجّــه بوتني دعوة إلى ديوماي فاي لزيارة موسكو، وهو ما تمت املوافقة عليه، على أن تتم الزيارة مطلع العام املقبل، حسب مـا أوردت وسـائـل إعــ م محلية في السنغال. وســـــبـــــق أن زارت وزيــــــــــــرة الــــخــــارجــــيــــة الـــســـنـــغـــالـــيـــة يــــاســــ فــــــــال، قــــبــــل عـــــــدة أشـــهـــر العاصمة الروسية موسكو، وأجرت مباحثات مــــــع نـــظـــيـــرهـــا الــــــروســــــي ســــيــــرغــــي الفـــــــــروف، حـــول قـضـايـا تتعلق بـمـجـاالت بينها الطاقة والتكنولوجيا والتدريب والزراعة. حياد سنغالي رغــــــم الـــعـــ قـــة الـــتـــقـــلـــيـــديـــة الـــقـــويـــة الــتــي تربط السنغال بالغرب عمومًا، وفرنسا على وجــه الـخـصـوص، فــإن السنغال أعلنت اتخاذ مـوقـف محايد مـن الـحـرب الــدائــرة بـ روسيا وأوكــــرانــــيــــا، وطــلــبــت قــبــل أشـــهـــر مـــن الـسـفـيـر األوكـــــرانـــــي مــــغــــادرة أراضـــيـــهـــا، بــعــد أن أدلـــى بتصريحات اعـتـرف فيها بدعم متمردين في شمال مالي، حني كانوا يخوضون معارك ضد الجيش املالي وقوات «فاغنر». مــن جــانــب آخــــر، ال تــــزال فـرنـسـا الـشـريـك االقــــتــــصــــادي األول لـلـسـنـغـال، رغـــــم تـصـاعـد الخطاب الشعبي املـعـادي لفرنسا في الشارع الـــســـنـــغـــالـــي، ورفــــــع الـــعـــلـــم الــــروســــي أكـــثـــر مـن مــــرة خــــ ل املـــظـــاهـــرات الــســيــاســيــة الـغـاضـبـة فـي السنغال. ومـع ذلــك، ال يـــزال حجم التبادل التجاري بني روسيا والسنغال ضعيفًا، حيث 1.2 بــلــغــت صـــــــادرات روســـيـــا نــحــو الــســنــغــال في 8 مليار دوالر العام املاضي، وهو ما يمثل املائة من إجمالي صادرات روسيا نحو القارة 28( األفـريـقـيـة، فــي املـرتـبـة الـثـالـثـة بـعـد مـصـر في املائة). وال يخفي 20( في املائة) والجزائر املسؤولون الـروس رغبتهم في تعزيز التبادل الــتــجــاري مــع الـسـنـغـال، بـوصـفـه بــوابــة مهمة لدخول أسواق غرب أفريقيا. الرئيس إيمانويل ماكرون مودعا رئيس السنغال بشير ديوماي فاي على باب قصر اإلليزيه (رويترز) نواكشوط: الشيخ محمد
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==