13 حــصــاد األســبـوع ANALYSIS Issue 16797 - العدد Saturday - 2024/11/23 السبت تطوّر العالقات السعودية ـ الصينية... شراكة استراتيجية على مختلف األصعدة تُـــعـــد الــصــن الـــيـــوم الــشــريــك الــتــجــاري األكــــــبــــــر لـــلـــمـــمـــلـــكـــة الــــعــــربــــيــــة الــــســــعــــوديــــة، وانعكست الـعـاقـات املتنامية بـن البلدين بـــشـــكـــل كـــبـــيـــر عـــلـــى الــــتــــعــــاون االقــــتــــصــــادي والـتـجـاري بينهما؛ إذ أسهمت فـي وصـول 100 حـجـم الــتــبــادل الــتــجــاري إلـــى أكــثــر مـــن .2023 مليار دوالر أميركي في عام تــــســــتــــورد الــــصــــن الــــنــــفــــط الـــــخـــــام مــن الــسـعـــوديــة بـشـكـل رئـــيـــســـي، وتـــعـــد املـمـلـكـة أكـــبـــر مـــــورد لـلـنـفـط إلــــى الـــصـــن، إذ تـصـدر مـــلـــيـــون بـــرمـــيـــل يــومــيــا. 1.7 مــــا يـــقـــرب مــــن ولـقـد تـــجـــاوزت االســتــثــمــارات الصينية في مـلـيـار دوالر. وبحسب 55 اململكة حـاجـز الـــــ »، ضـخّــت الصي edgemiddleeast« تقرير لـــــــــــ 2023 مـــلـــيـــار دوالر فــــي املـمـلـكـة فــــي 16.8 مليار دوالر ضختها خــال عام 1.5 مقابل ، اســتــنــادًا إلـــى بــيــانــات بـنـك اإلمـــــارات 2022 دبـــــي الـــوطـــنـــي، وهـــــي تــغــطــي مـــشـــاريـــع فـي الـــبـــنـــيـــة الـــتـــحـــتـــيـــة والــــطــــاقــــة والـــصـــنـــاعـــات البتروكيماوية. وفـــــي املـــقـــابـــل، اســـتـــثـــمـــرت املــمــلــكــة فـي عــــــدد مـــــن املــــشــــاريــــع داخــــــــل الـــــصـــــن، مـنـهـا االســـتـــثـــمـــارات فـــي قـــطـــاعـــات الـتـكـنـولـوجـيـا والـــنـــقـــل. واســـتـــضـــافـــت الــــريــــاض أيـــضـــا في شهر يونيو (حزيران) من هذا العام «مؤتمر األعـــمـــال الـعـربـي الـصـيـنـي» الــــذي استقطب مشارك. وبعد أسبوعي فقط، 3600 أكثر من أرسـلـت السعودية وفــدًا كبيرًا بقيادة وزيـر االقــتــصــاد الــســعــودي إلـــى مـؤتـمـر «دافــــوس الصيفي» في الصي. وبــاإلضــافــة إلـــى هـــذا الــزخــم الـحـاصـل، دعـــــت الـــصـــن املــمــلــكــة الـــعـــربـــيـــة الــســعــوديــة كضيف شرف إلى «معرض النتشو الصيني 10 إلى 7 للستثمار والتجارة» الذي أقيم من يوليو (تموز) من هـذا العام. وكانت وزارة االسـتـثـمـار الـسـعـوديـة حـثّــت الـشـركـات على املـــشـــاركـــة بـفـاعـلـيـة فـــي املـــعـــرض، والــجــنــاح السعودي املعنون «استثمر في السعودية». كـــــذلـــــك وقّــــــعــــــت الــــســــعــــوديــــة والــــصــــن اتـــفـــاقـــيـــات مـــتـــعـــددة لـــتـــعـــزيـــز الــــتــــعــــاون فـي قـطـاع الـطـاقـة، بما فـي ذلــك مشاريع الطاقة املــتــجــددة. وتـسـعـى اململكة لتحقيق «رؤيـــة » التي تهدف إلى تقليص االعتماد على 2030 النفط وتعزيز استخدام الطاقة املتجددة، في حي تسعى الصي إلى تأمي إمدادات الطاقة الـــازمـــة لتنميتها االقــتــصــاديــة. وبـالـفـعـل، جــــــرى أخـــــيـــــرًا تـــوقـــيـــع اتـــفـــاقـــيـــة بـــــن شـركـة «تــــي ســـي إل تــشــونــغ هـــــوان» لـتـكـنـولـوجـيـا الـطـاقـة املـتـجـددة الصينية، وشـركـة توطي للطاقة املتجددة، وشركة «رؤيـة للصناعة» الــســعــوديــتــن، لـتـأسـيـس شــركــة بـاسـتـثـمـار مــــشــــتــــرك، مــــن شـــأنـــهـــا دفــــــع تــــوطــــن إنـــتـــاج الرقائق الكهروضوئية في اململكة العربية السعودية. ووفقا للتفاقية، يبلغ إجمالي حجم االستثمار في املـشـروع املشترك نحو مليار دوالر. 2.08 التعاون السياسي والدبلوماسي تتعاون اململكة والصي على مستوى عـــــــال فــــي الـــقـــضـــايـــا الــــدولــــيــــة واإلقـــلـــيـــمـــيـــة. وتستند الـعـاقـات السياسية بــن البلدين إلى احترام السيادة الوطنية واالمتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية. كذلك تتبادل الــدولــتــان الــدعــم فــي املـحـافـل الــدولــيــة، مثل األمــم املتحدة ومنظمة الـتـعـاون اإلسـامـي، ولـــــقـــــد لـــعـــبـــت الـــــصـــــن دورًا مـــــحـــــوَريـــــا فــي الـــوســـاطـــة بـــن الــســعــوديــة وإيـــــــران، مـــا أدى إلــى تحقيق نــوع مـن الـتـوافـق بـن البلدين، أسهم في توطيد االسـتـقـرار، وقلّل من حدة التوترات، وعزّز من األمن اإلقليمي. الزيارات الرسمية والقمم ،2017 ) املــعــروف أنـــه فـــي مـــارس (آذار قــــام املـــلـــك ســلــمــان بـــن عــبــد الـــعـــزيـــز بـــزيـــارة رسمية للصي حيث التقى الرئيس الصيني 14 شــي جينبينغ. وخـــال الـــزيـــارة، وُقّـــعـــت اتـفـاقـيـة ومــذكــرة تـفـاهـم، تضمنت الـتـعـاون في مجاالت الطاقة واالستثمارات والعلوم والتكنولوجيا. وفــي وقــت سـابـق، كــان خـــادم الحرمي الــشــريــفــن الــــراحــــل املـــلـــك عــبــد الـــلـــه بـــن عبد ،2006 الـــعـــزيـــز قـــد زار الـــصـــن رســمــيــا عــــام كـانـت تلك الــزيــارة بمثابة نقطة تـحـوّل في تعزيز العلقات الثنائية، وشملت مباحثات مـــــع الــــقــــيــــادة الـــصـــيـــنـــيـــة وشـــــهـــــدت تــوقــيــع اتفاقيات عدة في مجاالت الطاقة والتجارة واالستثمار. كما زار ولـي العهد السعودي األمـيـر محمد بـن سلمان الصي فـي فبراير كجزء مـن جولته اآلسيوية. 2019 ) (شـبـاط اتفاقية تعاون 35 خلل هذه الزيارة، وقّعت مليار دوالر، 28 بي البلدين بقيمة تجاوزت وشـمـلـت مــجــاالت الـنـفـط والـطـاقـة املـتـجـددة والبتروكيماويات والنقل. بـعـدهـا، فــي ديـسـمـبـر (كـــانـــون األول) ، قام الرئيس الصيني شي جينبينغ 2022 بـــــزيـــــارة تـــاريـــخـــيـــة إلــــــى الــــــريــــــاض، حـيـث شــــارك فـــي «قــمــة الــــريــــاض»، الــتــي جمعت قـــــــادة دول مـــجـــلـــس الــــتــــعــــاون الــخــلــيــجــي والـصـن. وتــركّــزت هــذه القمة على تعزيز العلقات االقتصادية والتجارية واألمنية بــن الـجـانـبـن، وخـالـهـا وقّـــع الـعـديـد من االتــفــاقــيــات فـــي مـــجـــاالت الــطــاقــة والـبـنـيـة التحتية والتكنولوجيا. مـــن الــــزيــــارات الــــبــــارزة األخــــــرى، زيــــارة وزير الخارجية الصيني إلى السعودية في ، حـيـث نـوقـش الـتـعـاون 2021 ) مـــارس (آذار » وتـعـزيـز 19 فـــي مـكـافـحـة جـائـحـة «كــوفــيــد الــعــاقــات االقــتــصــاديــة، وزار وزيــــر الـطـاقـة الــــســــعــــودي الــــصــــن فــــي نـــوفـــمـــبـــر (تـــشـــريـــن ، ووقّـــعـــت حـيـنـذاك اتـفـاقـيـات 2021 ) الــثــانــي لتعزيز التعاون في مجاالت الطاقة النظيفة وتقنيات الهيدروجي. رؤية استراتيجية وحسابات مستقبلية ،»2030 وبـــــاتـــــجـــــاه تـــحـــقـــيـــق «رؤيـــــــــــة الــتــي تــهــدف عـبـرهـا الـسـعـوديـة إلـــى تنويع اقـتـصـادهـا وتــطــويــر قــطــاعــات جــديــدة مثل الـــطـــاقـــة املــــتــــجــــددة والـــتـــكـــنـــولـــوجـــيـــا، يــبــرز الـــتـــركـــيـــز الــــســــعــــودي عـــلـــى تـــعـــزيـــز الــعــاقــة مــــع بـــكـــن كـــجـــزء مــــن اســتــراتــيــجــيــة شـامـلـة لتعزيز االقتصاد الوطني وتحقيق التنمية املستدامة. وفــي هــذا الـسـيـاق، انضمت السعودية إلـــى «مـنـظـمـة شـنـغـهـاي لــلــتــعــاون» فـــي عـام ، ما يعكس رغبتها في تعزيز الروابط 2021 االقتصادية واألمنية مع دول آسيا. وتعزّز هـــذه الــخــطــوة مــن مـكـانـة الـسـعـوديـة كـداعـم رئيسي ملـبـادرة «الـحـزام والـطـريـق»، وتفتح آفـاقـا جـديـدة للتعاون فـي مـجـاالت متعددة تشمل التجارة واالستثمار والبنية التحتية. الثقافة والتعليم والمشاريع المشتركة وحـــــقـــــا شـــــهـــــدت الـــــعـــــاقـــــات الـــثـــقـــافـــيـــة الثنائية نموًّا ملحوظا، تمثّل بتوقيع عدد من االتفاقيات الثقافية والتعليمية، وتضم هـــذه االتـفـاقـيـات تــبــادل الــطــاب والباحثي وتنظيم الفعاليات الثقافية املشتركة. وعام ، افتتحت السعودية «مركز امللك عبد 2019 الله بن عبد العزيز لدراسات اللغة العربية» فـي بكي لتعزيز التبادل الثقافي واللغوي بي الشعبي. أيضا، سعيا لتعزيز التعاون الثنائي، اتُّفق إبّان زيارة ولي العهد األمير محمد بن سلمان إلى بكي على إدراج اللغة الصينية كــمــقــرّر دراســـــي فـــي جـمـيـع مـــراحـــل التعليم باململكة. وتهدف هذه الخطوة بجانب تعزيز الـــروابـــط الـثـقـافـيـة والـتـجـاريـة، إلـــى توفير فــــرص جـــديـــدة لــلــطــاب الـــســـعـــوديـــن. وفــي »، وفتح أبواب 2030 هذا دعم ألهداف «رؤية الـتـعـاون فــي املــجــاالت العلمية والـتـجـاريـة، ألــــــف وظـــيـــفـــة ملـعـلـمـن 50 وفــــرصــــة تـــخـــلـــق سـعـوديـن، وتـعـزيـز لــقــدرة الـسـعـوديـة على االستفادة من االقتصاد الصيني، ما يخدم األهداف السياحية والتجارية للمملكة، بما مليون سائح صيني. 20 في ذلك اجتذاب مــــــن أبــــــــــرز املـــــشـــــاريـــــع املــــشــــتــــركــــة بــن الـسـعـوديـة والــصــن: مـشـروع مدينة جــازان االقتصادية، ومشاريع أخرى ضمن مبادرة «الـــــحـــــزام والــــطــــريــــق». وتـــــشـــــارك الـــشـــركـــات الصينية راهــنــا فــي تنفيذ مـشـاريـع البنية الــتــحــتــيــة الـــكـــبـــرى فــــي املـــمـــلـــكـــة، كـــمـــشـــروع «نـيـوم» الضخم، املشيدة مرافقه فـي شمال غـــربـــي املــمــلــكــة الـــعـــربـــيـــة الـــســـعـــوديـــة. ومـــن شخص بحلول 450000 املتوقع أن تستوعب . وقـد حظي أحـد التطورات داخل 2026 عـام «نـــيـــوم»، املـــعـــروف بــاســم «ذا اليـــــن»، بأكبر قــدر مـن االهـتـمـام، لكونه أول مدينة مغلقة 200 كيلومترًا، وعــرض 170 بالكامل بطول متر. 500 متر، وارتفاع التكنولوجيا واالبتكار ومـــــن جـــهـــة ثـــانـــيـــة، يـــعـــد الـــتـــعـــاون فـي مجاالت التكنولوجيا واالبتكار من الركائز األســاســيــة لـلـعـاقـات الـسـعـوديـة الصينية، إذ تسعى املـمـلـكـة إلـــى تـعـزيـز شـراكـتـهـا مع الـــصـــن فــــي مــــجــــاالت الــــذكــــاء االصــطــنــاعــي والتكنولوجيا الـرقـمـيـة والـطـاقـة النظيفة. وفـي هـذا السياق، شـاركـت شركة «هـــواوي» فـــي بــنــاء شـبـكـة الـجـيـل الــخــامــس والـشـبـكـة األساسية لنقل املعلومات ومركز البيانات واملـــــنـــــصـــــة الــــســــحــــابــــيــــة ومــــنــــصــــة الـــــذكـــــاء االصــطــنــاعــي فـــي مــديــنــة نــيــوم الــســعــوديــة، )Pony.ai( » وتــلــقــت شـــركـــة «بـــونـــي إيــــه آي 100 الصينية للقيادة الذاتية تمويل بقيمة مليون دوالر مـن صـنـدوق استثماري تابع ملدينة نيوم. ويــضــاف إلـــى ذلـــك، تـأسـيـس الجانبي شــــركــــة مـــشـــتـــركـــة فــــي «نـــــيـــــوم،» حـــيـــث يُــعــد أســـطـــول ســــيــــارات األجــــــرة الـــذاتـــيـــة الــقــيــادة ) ومـركـز إنـتـاج وتصنيع وبحث Robotaxi( للقيادة الذاتية. وشـــاركـــت شــركــة «داهـــــوا تكنولوجي» أيضا فـي بناء مركز تصنيع التكنولوجيا املــســتــدامــة فـــي املــمــلــكــة. وأنـــشـــأت مـشـروعـا مــــشــــتــــركــــا مــــــع شـــــركـــــة «آالت»، املـــمـــلـــوكـــة بــالــكــامــل لــصــنــدوق االســـتـــثـــمـــارات الــعــامــة، إلنــــشــــاء الــــشــــركــــة الــــجــــديــــدة «آالت إيــــــه آي فـــيـــزيـــو تـــكـــنـــولـــوجـــي املـــــــحـــــــدودة» (إيـــــــه آي فـــيـــزيـــو) الســتــكــشــاف املـــــدن الـــذكـــيـــة والـنـقـل الـــذكـــي واملـــبـــانـــي الـــذكـــيـــة والــتــعــلــيــم الــذكــي بشكل مشترك وغـيـرهـا مـن مـجـاالت البنية التحتية الـحـضـريـة. وجـــرى تـوقـيـع العديد من االتفاقيات التي تدعم هذا التعاون، مثل مــذكــرة الـتـفـاهـم بــن «مـديـنـة املـلـك عـبـد الله للطاقة الذرية واملتجددة» و«مؤسسة الطاقة النووية الصينية» لتعزيز البحث والتطوير في مجال الطاقة املتجددة. تطوير البنية التحتية والمشاريع الكبرى وأخـــــيـــــرًا، ال آخـــــــرًا، ضـــمـــن أطـــــر تـــعـــاون الــســعــوديــة والـــصـــن فـــي املــشــاريــع الـكـبـرى، تُـــعـــد مــــبــــادرة «الـــــحـــــزام والــــطــــريــــق» مـنـصـة أساسية لتعزيز التعاون في البنية التحتية. وفي طليعة هذه املشاريع، كما سبق، مدينة «نيوم» التي يساهم فيها عدد من الشركات الصينية الكبرى، بما في ذلك «شركة الصي للطاقة الكهربائية» و«شركة الصي للبناء والــهــنــدســة». ومــعــلــوم أنـــه فـــي مــجــال املـيـاه والــزراعــة، رحّــب الجانب الـسـعـودي بدخول القطاع الخاص الصيني في شراكة مباشرة مــع الـقـطـاع الــخــاص الــســعــودي لـاسـتـفـادة من الفرص االستثمارية املتاحة في اململكة ضمن مجاالت محطات تحلية املياه املالحة، ومياه الشرب، وخطوط نقل املياه، ومحطات معالجة مـيـاه الـصـرف الـصـحـي، والــســدود، وتنظيم أنشطة تجارية بي ممثلي القطاع الــــخــــاص فــــي الـــبـــلـــديـــن ملـــنـــاقـــشـــة إمـــكـــانـــات االستثمار في القطاع الزراعي والصناعات الــــزراعــــيــــة والــــغــــذائــــيــــة، وتـــنـــمـــيـــة املـــشـــاريـــع االستثمارية الزراعية. *رئيس معهد طريق الحرير للدراسات واألبحاث (كونفوشيوس) (أ.ف.ب) 2017 الرئيس الصيني شي جينبينغ مستقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في بكين مارس عـقـدت أخـيـرًا فـي الــريــاض الـجـولـة الثانية مـن املــشــاورات السياسية بني وزارة الخارجية السعودية ووزارة الخارجية الصينية، وترأس الجانب السعودي نائب وزير الخارجية وليد الخريجي، وتــرأس الجانب الصيني نظيره نائب الـوزيـر دنغ لــي. وبـحـث الجانبان تطوير الـعـاقـات الثنائية، مـع مناقشة املــســتــجــدات الــتــي تـهـم الـــريـــاض وبـــكـــ . يــذكــر أن الـعـاقـات السعودية الصينية شهدت تـطـورًا ملحوظًا خـال السنوات األخــــيــــرة، إذ تـــعـــززت الـــشـــراكـــة بـــ الــبــلــديــن عــلــى مختلف األصعدة االقتصادية والسياسية والثقافية. وتعود العلقات الدبلوماسية بني اململكة العربية السعودية وجمهورية الصني ، عـنـدمـا افتتحت سـفـارتـا البلدين 1990 الشعبية إلـــى عـــام رسميًا في العاصمتني بكني والرياض. مع أن علقات التعاون ،1979 والتبادل التجاري بني البلدين بـدأت قبل عقود. وعـام وقّع أول اتفاق تجاري بينهما، واضعًا األساس لعلقات قوية مستمرة حتى يومنا هذا. من خلفيات التاريخ إلى الدبلوماسية... ومن التجارة إلى االستثمار *بيروت: وارف قميحة الفرص والتحديات وتوقّعات المستقبل من منظورَي الرياض وبكين تُــعَــد الـشـراكـة بـن السعودية والـصـن فرصة > كـبـيـرة لـتـعـزيـز الـتـعـاون فـــي مـــجـــاالت حـيـويـة عـــدة. إذ يـــوفـــر الـــتـــعـــاون فـــي الـــطـــاقـــة الــنــظــيــفــة واالبـــتـــكـــار الــتــكــنــولــوجــي فـــرصـــا لـــدعـــم أهــــــداف الـــســـعـــوديـــة في » وزيــــــــادة اســـتـــخـــدام الــطــاقــة 2030 تــحــقــيــق «رؤيـــــــة املستدامة، كما أن االستثمار في مشاريع كبرى مثل «نيوم» يفتح آفاقا واسعة للتنمية املستدامة ويعزز من النمو املشترك. فـــــــي مـــــــجـــــــاالت الــــتــــكــــنــــولــــوجــــيــــا واالبــــــتــــــكــــــار، يــــعــــزّز الــــتــــعــــاون فــــي قـــطـــاعـــي الـــــذكـــــاء االصـــطـــنـــاعـــي والـتـكـنـولـوجـيـا الـرقـمـيـة مـــن قــــدرة الــســعــوديــة على تـحـقـيـق أهـــدافـــهـــا الــتــكــنــولــوجــيــة، ويـــقـــوّي الـــروابـــط االقــتــصــاديــة بــن الـبـلـديـن، ومـــن جـهـة أخــــرى، يعزز الـتـبـادل الـثـقـافـي والتعليم مــن الـعـاقـات اإلنسانية ويزيد من التعاون بي الشعبي. مـــع هـــــذا، تـــواجـــه الـــشـــراكـــة تـــحـــديـــات قـــد تـؤثـر عــلــى الـــعـــاقـــات الــثــنــائــيــة، وتــشــمــل هــــذه الـتـحـديـات التوترات الجيوسياسية الدولية التي تتطلب مزيدًا من الحكمة والـرويـة من أجـل درء تعارض املصالح، والتقلبات االقـتـصـاديـة العاملية الـتـي قـد تـؤثـر على حجم الـتـبـادل الـتـجـاري واالســتــثــمــارات. وال شـك أن االخـتـافـات الثقافية والسياسية تستوجب تعزيز الــــحــــوار والـــتـــفـــاهـــم، كـــمـــا يــتــطــلــب تــحــقــيــق الـتـنـمـيـة املستدامة التنسيق بي املشاريع املشتركة وضمان توافقها مع معايير البيئة. مستقبلً، يتوقع أن يـــزداد التعاون فـي الطاقة النظيفة - وتقف مشاريع مثل «نـيـوم» حـافـزًا كبيرًا لتعزيز االستثمارات الصينية في اململكة -، كذلك عبر تكثيف الفعاليات الثقافية والـتـبـادالت التعليمية، يؤمل تمتي الروابط بي الشعبي، ويمكن أن يشمل الـتـعـاون املستقبلي املــجــاالت األمـنـيـة مـثـل مكافحة اإلرهـــــــــاب واألمــــــــن الـــســـيـــبـــرانـــي لـــتـــعـــزيـــز االســـتـــقـــرار اإلقليمي والــدولــي. وحـقـا، مـن شــأن دعــم السعودية مبادرة «الحزام والطريق»، اإلسهام في تعزيز البنية الـتـحـتـيـة والـنـقـل بــن الــصــن والـــشـــرق األوســـــط، مع األخــــذ فــي الـحـسـبـان تـكـيّــف الــشــراكــة مــع الـتـحـديـات االقـــتـــصـــاديـــة والــجــيــوســيــاســيــة الـــعـــاملـــيـــة بــاعــتــمــاد استراتيجيات مرنة. إن العلقات السعودية الصينية اليوم نموذج للشراكة االستراتيجية املتكاملة الـتـي تستند إلى املصالح املشتركة والرؤية املستقبلية، ومع مواصلة تطوير هـذه الشراكة يتوقع أن تشهد العلقات بي الـبـلـديـن مــزيــدًا مــن الـنـمـو فــي مختلف املـــجـــاالت؛ ما يــخــدم مكانتيهما عـلـى الــســاحــة الـــدولـــيـــة. وأخـــيـــرًا، إن الـشـراكـة بـن الـسـعـوديـة والـصـن ال تقتصر على تعزيز الـعـاقـات الثنائية فحسب، بـل تمتد لتسهم في استقرار االقتصاد العاملي وتنميته بشكل عام. إذ تـجـسّــد هـــذه الــشــراكــة نــمــوذجــا نـاجـحـا لـلـتـعـاون الــدولــي الـقـائـم عـلـى تحقيق مـصـالـح مـشـتـركـة؛ مما يساهم في تعزيز السلم واالستقرار العامليي. وهنا تـبـرز خصوصا الـرؤيـة االستراتيجية عند البلدين والتزامهما باالبتكار والتعاون ليفتحا أبوابا جديدة للتنمية والـتـفـاهـم والـتـعـاون بـن مختلف الشعوب والثقافات. نيوم... مدينة المستقبل (الشرق األوسط) ASHARQ AL-AWSAT يبرز التركيز السعودي على تعزيز العالقة مع بكين ضمن استراتيجية شاملة لتطوير االقتصاد
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==