11 حــصــاد األســبـوع ANALYSIS قالوا ASHARQ AL-AWSAT Issue 16797 - العدد Saturday - 2024/11/23 السبت ألمانيا تتأهّب النتخابات تعِد اليمين باستعادة الحكم الحكومة األملانية ترنّحت إثـر انسحاب «ضــلــعــهــا» الــلــيــبــرالــي، الـــحـــزب الـديـمـقـراطـي الـــحـــر، مــنــهــا. ورغـــــم انـــســـحـــاب الــــحــــزب، أراد رئيسها املستشار أوالف شولتس االستمرار على رأس «حكومة أقلية» حتى نهاية مارس (آذار)، وهــو الـتـاريـخ الـــذي حـــدّده فـي البداية إلجـــراء االنتخابات املبكرة عوضًا عـن نهاية سبتمبر (أيلول). لــــكــــن أمـــــــــام ضـــــغـــــوط املـــــعـــــارضـــــة وافــــــق املــــســــتــــشــــار وزعــــــيــــــم الــــــحــــــزب الــــديــــمــــقــــراطــــي االجتماعي (االشـتـراكـي) على تقريب املوعد شهرًا آخر. وحتى بعد إجراء االنتخابات، فإن فـتـرة الـشـكـوك قــد تستمر ألسـابـيـع أو أشهر إضافية. وللعلم، في أملانيا، لم يسبق أن فاز أي حــزب بغالبية مطلقة تسمح لـه بتشكيل حـكـومـة مــنــفــردًا. وبـالـنـتـيـجـة، حكمت أملانيا (الغربية أسـاسـ) منذ نهاية الـحـرب العاملية الثانية حكومات ائتالفية قادها إما محافظو حـــزب االتـــحـــاد الـديـمـقـراطـي املـسـيـحـي (يمني الـــوســـط) أو اشــتــراكــيــو الـــحـــزب الـديـمـقـراطـي االجتماعي (يسار الوسط). اليمين عائد... لكن! هـــــــذه املـــــــــرة يـــــبـــــدو أن الـــديـــمـــقـــراطـــيـــ املسيحيني (الحزب الـذي قادته لفترة أنجيال ميركل) يتجهون الستعادة السلطة. فحزبهم تصدر استطالعات الـرأي بفارق كبير بنسبة في املائة، وهي أعلى من النسبة 33 تصل إلى التي تتمتع بها األحــزاب الثالثة التي شكَّلت حـكـومـة شـولـتـس مـجـتـمـعـة، قـبـل انـهـيـارهـا. غير أن اختيار الـحـزب الشريك - أو األحـــزاب الشريكة – في ائتالف الديمقراطيني املرتقب، قد يكون أمرًا معقّدًا ويستغرق وقتًا طويالً. عقبة البيروقراطية مــــــن نــــاحــــيــــة ثـــــانـــــيـــــة، رغــــــــم مـــــحـــــاوالت الـــديـــمـــقـــراطـــيـــ املـــســـيـــحـــيـــ تـــقـــريـــب مــوعــد االنتخابات أكثر، مستفيدين من تقدم حزبهم فـــي اســتــطــ عــات الــــــرأي، ودعــــــوات جـمـعـيـات األعــمــال لتقليص فـتـرة الـشـك والـغـمـوض في سنوات، 5 بلد لم يشهد نموًا اقتصاديًا منذ فــــإن الـــبـــيـــروقـــراطـــيـــة األملـــانـــيـــة شــكّــلــت عـائـقـ أساسيًا أمام ذلك. وحــــــــقــــــــ، ال يـــــقـــــع الــــــــلــــــــوم فــــــــي تــــأخــــيــــر االنتخابات لنهاية فبراير (شباط) فقط على تشبّث شولتس بإطالة عمر حكومته العاجزة عـــن الــعــمــل. ذلــــك أنــــه فــــور انــهــيــار الـحـكـومـة، وبــــــدء الــــكــــ م عــــن انـــتـــخـــابـــات جــــديــــدة، دقّــــت «هيئة االنتخابات» جرس اإلنـذار محذّرة من أن التسرّع في إجرائها قد يــؤدي إلـى أخطاء تسببت بــإعــادتــهــا. ورأت «الـهـيـئـة» ضـــرورة إفساح الوقت الكافي لتحضير اللوائح، وطبع األوراق، وتـحـديـات الــعــثــور عـلـى ورق كـــاف ومطابع جـاهـزة للعمل فـي خــ ل مــدة زمنية قصيرة. نقاط خالفية جدّية ورغـــم سخافة هــذا املشهد، فهو يعكس واقعًا في أملانيا املقيدة بالبيروقراطية التي تـعـيـق الـكـثـيـر مـــن تــقــدّمــهــا، وكــــان واحـــــدًا من أســـبـــاب انـــهـــيـــار الــحــكــومــة فـــي الــنــهــايــة. فقد فشلت حكومة شولتس بإدخال أي إصالحات لــتــخــفــيــف الـــبـــيـــروقـــراطـــيـــة رغـــــم الـــتـــوصـــيـــات املــــتــــكــــرّرة مــــن اخـــتـــصـــاصـــيـــ . ولـــقـــد صــــدرت آخــــر هــــذه الــتــوصــيــات األســـبـــوع املـــاضـــي من «مجلس الخبراء االقتصادي»، وهو «مجلس حكماء» مدعوم من الحكومة، دعا إلى تقليص البيروقراطية وتسريع «املكننة» كواحدة من الخطوات الرئيسة لتحقيق النمو االقتصادي. وللعلم، كانت تلك واحــدة من الخالفات األبرز بني أحزاب االئتالف الحكومي الثالثة. فليبراليو الحزب الديمقراطي الحر (وسط) - الذي يعتبر مؤيدًا ملجتمع األعمال والشركات الــكــبــرى - دفـــعـــوا مـنـذ تـشـكـيـل الـحـكـومـة إلـى «تــقــلــيــص الـــبـــيـــروقـــراطـــيـــة»، خــصــوصــ على الـــشـــركـــات، إضـــافـــة إلــــى تـخـفـيـض الــضــرائــب عـــنـــهـــا، لـــكـــن أولـــــويـــــات االشـــتـــراكـــيـــ وحــــزب «الــخــضــر» الـبـيـئـي تـمـثّــلـت بـــزيـــادة املـعـونـات االجتماعية واالســتــدانــة ملـواجـهـة التحديات االقـــتـــصـــاديـــة الـــتـــي فـــرضـــتـــهـــا تـــبـــعـــات حـــرب .»19 - أوكرانيا وجائحة «كوفيد قضية اإلنفاق العام شكّل اإلنفاق العام نقطة خالفية أخرى مع الليبراليني الذين رفضوا التخلي عن بند كبح الديون الذي يوصي به الدستور األملاني إال في الحاالت القصوى. وجـرى التخلي عن » عندما 19 - هــذا البند بعد جائحة «كوفيد اضــطــرت الـحـكـومـة إلـــى االســتــدانــة واإلنــفــاق ملــــســــاعــــدة االقــــتــــصــــاد عـــلـــى الــــنــــهــــوض. وفـــي املقابل، أراد االشتراكيون و«الخضر» مواصلة العمل بتعليق بند كبح الديون ضمن خطط إنعاش االقتصاد وتمويل الحرب األوكرانية، لكن ليندنر رفـض رغـم أن «مجلس الخبراء» أوصى ببحث هذا البند وتخفيف التقيد به. هكذا أدى الخالف على إجراءات إنعاش إلـــى انــفــراط 2025 االقــتــصــاد ومــيــزانــيــة عـــام التحالف مع الليبراليني، ودفع بشولتس إلى طرد زعيمهم ووزير املالية كريستيان ليندنر، الــــذي قــــدم مـقـتـرحـ لـتـقـلـيـص الـبـيـروقـراطـيـة وخـــفـــض الـــضـــرائـــب مــقــابــل خــفــض اإلعـــانـــات االجتماعية لتمويل الـحـرب فـي أوكـرانـيـا من دون زيادة الدين العام. االشـــتـــراكـــيـــون بــقــيــادة شـولـتـس وحـــزب «الـــخـــضـــر» رفـــضـــوا مــقــتــرح لـيـنـدنـر مـــن دون القدرة على التوصل إلى «حل وسـط»، مع أن املستشار اعتاد املساومة والحلول الوسطى منذ تشكيل حكومته التي غالبًا مـا شابتها الخالفات الداخلية. وطــــبــــعــــ ، دفـــــــع طـــــــرد لـــيـــنـــدنـــر الــــــــــوزراء الـــــلـــــيـــــبـــــرالـــــيـــــ لــــلــــتــــضــــامــــن مــــــــع زعــــيــــمــــهــــم واالســتــقــالــة... مــا فـــرط عـقـد الـحـكـومـة. وبعد أيام من الجدل حول موعد االنتخابات املقبلة، اتـفـقـت األحـــــزاب عـلـى طـــرح الـثـقـة بالحكومة ديسمبر (كـانـون األول) - ويتوقع أن 16 يـوم تخسرها بعد خسارتها الغالبية البرملانية - ما سيؤدي إلى انتخابات عامة حدد موعدها فبراير. 23 في االقتصاد أساس األزمة نـــقـــطـــة إنــــعــــاش االقــــتــــصــــاد تـــظـــهـــر اآلن نــــقــــطــــة خــــ فــــيــــة أســـــاســـــيـــــة، بـــيـــنـــمـــا يـــــــراوح االقـتـصـاد األملـانـي مكانه عـاجـزًا عـن تحقيق أي نمو يذكر. ثم أن مئات الشركات الصغيرة والــوســطــى أقـفـلـت خـــ ل الـعـامـ املـاضـيـ ، وبـدأت حتى كبرى شركات السيارات تعاني خسائر دفعت بشركة «فولكسفاغن» العمالقة من مصانعها العشرة في أملانيا. 3 إلى إقفال مع هذا، ال يمكن لوم سياسات الحكومة والــــخــــ فــــات الـــداخـــلـــيـــة حــــــول الـــتـــعـــامـــل مـع االقتصاد وحـدهـا، لتبرير تدهور االقتصاد األملــانــي خـــ ل الـسـنـوات الــثــ ث املـاضـيـة. إذ بــــــدأت حـــكـــومـــة شـــولـــتـــس عــمــلــهــا فــــي خـضـم » التي تسببت بأزمات 19 - جائحة «كوفيد اقــتــصــاديــة عــاملــيــة، وتــلــت الــجــائــحــة الــحــرب األوكــرانــيــة وتبعاتها املـبـاشـرة على أملانيا، التي كانت تستورد معظم حاجاتها من الغاز مــن روســـيـــا. وقـــد تـعـامـلـت حـكـومـة شولتس مع انقطاع الغاز الروسي السريع عن أملانيا بـحـكـمـة، ونـجـحـت فــي تـعـويـضـه بـسـرعـة من دون التسبب بـأزمـة نقص للغاز فـي الـبـ د. وأيضًا اتخذت تدابير لحماية املستهلكني من االرتفاع الكبير في األسعار، مع أنها ما كانت قادرة على تفادي التداعيات بشكل كامل. مـن ثــم، تحوّلت الحكومة إلــى مـا يشبه حـكـومـة إدارة األزمــــات والـسـيـاسـات السيئة املــوروثــة عـن الحكومات السابقة. لكن حتى هــــنــــا، يـــمـــكـــن تـــحـــمـــيـــل االشــــتــــراكــــيــــ بـعـض مـسـؤولـيـة الـسـيـاسـات االقـتـصـاديـة السيئة، ومـنـهـا اعــتــمــاد أملــانــيــا بـشـكـل مــتــزايــد طـــوال حــكــومــات أنـجـيـ مـيـركـل األربـــــع عـلـى الـغـاز الروسي، والسبب أن االشتراكيني شاركوا في ثـــ ث مــن هـــذه الـحـكـومـات، وشـولـتـس نفسه كان وزيرًا للمالية ثم نائب املستشارة. عالقة االشتراكيين بروسيا مــــــن جـــــانـــــب آخـــــــــر، لــــــم يــــســــاعــــد الــــقــــرب الـتـاريـخـي لـ شـتـراكـيـ مــن روســيــا حكومة شـــولـــتـــس بـــإبـــعـــاد نــفــســهــا عــــن مـــوســـكـــو؛ إذ بقي املستشار مـتـرددًا لفترة طويلة في قطع الـــعـــ قـــات مـــع روســـيـــا ودعــــم أوكـــرانـــيـــا. ومــع أن أملـانـيـا تـحـوّلـت اآلن إلـــى ثــانــي أكــبــر داعــم عــســكــري لـكـيـيـف بــعــد واشـــنـــطـــن، فــــإن تـــردد شولتس شخصيًا في كل قرار يتعلق بتسليح أوكـــرانـــيـــا، غـالـبـ مــا وضــعــه فــي مــواجــهــة مع حليفيه فــي الـحـكـومـة وكــذلــك مــع املـعـارضـة. ولـلـعـلـم، يعتمد شـولـتـس سـيـاسـة حـــذرة في دعم أوكرانيا وال يؤيد ضمها لـ«ناتو» (حلف شمال األطلسي)؛ تخوفًا من استفزاز روسيا أكثر وخشيته من دفعها لتوسيع الصراع. في أي حــال، كــرّر شولتس القول في كل مـنـاسـبـة بـــضـــرورة اســتــمــرار دعـــم أوكــرانــيــا، وكـــان هــذا واحـــدًا مـن أسـبـاب الـخـ فـات حول امليزانية التي أدت إلى انهيار الحكومة، فوزير املــالــيــة أراد اقــتــطــاع مـخـصّــصـات اجتماعية لـــتـــمـــويـــل الـــــحـــــرب فـــــي حـــــ شــــولــــتــــس أراد االستدانة لذلك رافضًا املس باإلعانات. وحـيـال أوكـرانـيـا، مـع أن مقاربة تمويل الـــحـــرب فـــي أوكـــرانـــيـــا تـخـتـلـف بـــ األحـــــزاب األملـانـيـة، ال خــ ف على دعــم كييف ال خالف عليه. بـل يتشدّد الديمقراطيون املسيحيون املـــتـــوقـــع فــــوزهــــم بـــاالنـــتـــخـــابـــات وقـــيـــادتـــهـــم الحكومة املقبلة أكثر في دعمهم. ويؤيد زعيم حـزبـهـم، فــريــدريــش مـيـرتـز، الــــذي قــد يصبح املــســتــشــار الــــقــــادم، أوكـــرانـــيـــا ضـــم أوكـــرانـــيـــا «فـــــــورًا» إلــــى «نــــاتــــو» بـــخـــ ف شـــولـــتـــس، كما يــؤيــد إرســـــال صـــواريـــخ «تـــــــوروس» الـبـعـيـدة املدى واألملانية الصنع إليها، بينما يعارض شولتس ذلك. وهـــــنـــــا نـــشـــيـــر إلـــــــى أن حـــــــزب االتـــــحـــــاد الــديــمــقــراطــي املـسـيـحـي كـــان طــــوال الـسـنـوات املاضية، منذ تفجّر الحرب األوكرانية، شديد االنتقاد لتردّد املستشار االشتراكي في قرارات تسليح كـيـيـف وقــطــع الــعــ قــات االقـتـصـاديـة مع روسيا، رغـم أنـه كـان املسؤول عن وصول الــعــ قــات االقــتــصــاديــة إلـــى مـرحـلـة االعـتـمـاد األملــــانــــي عــلــى الـــطـــاقـــة الــــروســــيــــة... كــمــا كــان حاصال قبل الحرب. تبعات عودة ترمب في اتجاه موازٍ، مقاربة الحرب األوكرانية ستضع أي حكومة أملانية جديدة في مواجهة محتملة مـع إدارة دونــالــد تـرمـب الـقـادمـة في واشـنـطـن. إذ ستضيع أملـانـيـا شـهـورًا ثمينة فــــي تـــحـــديـــد سـيـاسـتـهـا مــــع الــــعــــد الــعــكــســي لالنتخابات املبكرة وتفاوض األحزاب خاللها على تشكيل حكومة ائتالفية. ولــــــن يــــكــــون أمـــــــام الـــحـــكـــومـــة الـــجـــديـــدة فـــقـــط تـــحـــدي الـــتـــعـــامـــل مــــع إدارة تـــرمـــب فـي مـلـف أوكـــرانـــيـــا، بـــل أيــضــ فـــي مـلـف الـتـجـارة والعالقات االقتصادية. ذلك أن ترمب في عهده األول دأب على انتقاد أملانيا بسبب ضخامة صـادراتـهـا إلــى الــواليــات املـتـحـدة، وبخاصة الــســيــارات، الـتـي تـفـوق بـأضـعـاف الــصــادرات األميركية إليها. وبالفعل، هدَّد آنذاك برسوم عـــلـــى الــــســــيــــارات األملــــانــــيــــة فــــي حـــــال لــــم تـــزد برلني وارداتــهــا مـن الـواليـات املتحدة خاصة الغاز األميركي الـذي كـان ترمب يضغط على ميركل الستيراده عوضًا عن الغاز الروسي. بـالـتـالـي، مـع عـــودة تـرمـب، ستعود املـخـاوف مــن حـــرب اقـتـصـاديـة مــع واشــنــطــن قــد تكون إذا وقـعـت مـدمّــرة لقطاع الـسـيـارات األملـانـيـة. وحقًا، خفّضت كل الشركات األملانية الكبرى سقف توقّعاتها لـأربـاح فـي األشـهـر املقبلة، بعد تراجع مبيعاتها في األسـواق الخارجية وتـــحـــديـــدًا الـــصـــ ، بـشـكـل كــبــيــر. وقــــد يـشـكّــل تـقـلّــص سـوقـهـا فــي الـــواليـــات املـتـحـدة ضربة جـديـدة لها يـحـذّر الخبراء االقتصاديون من أن تبعاتها ستكون مؤملة لالقتصاد األملاني. حسابات االنتخابات المقبلة عــــودة إلـــى حـســابــات الـــداخـــل، لــم يطرح الـــزعـــيـــم الـــديـــمـــقـــراطـــي املــســيــحــي فـــريـــدريـــش مـيـرتـز، فــي الـــواقـــع، فـكـرة إعــــادة وزيـــر املالية املــــعــــزول كــريــســتــيــان لــيــنــدنــر إلـــــى حـكـومـتـه املــحــتــمــلــة. لـــكـــن ســـيـــتـــوجّـــب أوال عـــلـــى حـــزب لــــيــــنــــدنــــر، أي الـــــحـــــزب الــــديــــمــــقــــراطــــي الـــحـــر (الليبرالي) أن يكسب أصواتًا كافية لتمثيله في البرملان. وحتى مع تحقيق هذا قد ال يكون التحالف بني الحزبني كافيًا لضمان الغالبية، إال إذا حصلت مـفـاجـأة وحـقـق أحــد الحزبني نـتـائـج أعــلــى مــن املـتـوقـع فــي االسـتـطـ عـات، كما فعل االشتراكيون في االنتخابات املاضية فـــي املـــائـــة مـتـقـدمـ 26 عــنــدمــا نـــالـــوا قـــرابـــة عـلـى الـديـمـقـراطـيـ املسيحيني الــذيــن نـالـوا فــي املـائــة مـن األصــــــوات. ويـــومـــذاك كـانـت 24 اسـتـطـ عـات الــــرأي الـتـي سبقت االنـتـخـابـات تشير إلى شبه تعادل بني الحزبني. مــن ثـــم، فــي حـــال بـقـاء ليبراليي الـحـزب الديمقراطي الحر خــارج الحكومة، قـد تعيد أملـانـيـا إنــتــاج حـكـومـة يــشــارك فيها الـحـزبـان الــــرئــــيــــســــان املـــتـــنـــاقـــضـــان فـــــي ســيــاســاتــهــمــا االجـــتـــمـــاعـــيـــة واالقـــــتـــــصـــــاديـــــة، أي االتــــحــــاد الـــديـــمـــقـــراطـــي املــســيــحــي الــيــمــيــنــي والـــحـــزب الـديـمـقـراطـي االجـتـمـاعـي (االشـــتـــراكـــي). وقـد يُجبَر الـحـزبـان على ضـم شريك ثالث يرجح أن يـــكـــون حـــــزب «الــــخــــضــــر» فــــي حـــــال غــيــاب الـــلـــيـــبـــرالـــيـــ عــــن املـــشـــهـــد. وقـــــد تــعــيــد هــكــذا حـكـومـة ثـ ثـيـة فـتـرة الـخـ فـات واالضــطــراب التي شهدتها أملانيا في ظل الحكومة الثالثية الحالية التي رغم انجازاتها، ال يذكر كثيرون إال الخالفات التي شابتها. وحــــتــــى ذلـــــــك الـــــحـــــ ، فـــــــإن الـــتـــحـــديـــات الـتـي سـتـواجـهـهـا أي حـكـومـة أملـانـيـة قـادمـة، تجعل من فترة انتظار االنتخابات وتشكيل الـــحـــكـــومـــة، فــــتــــرة صـــعـــبـــة ســـتـــزيـــد مــــن عـمـق األزمـــة االقـتـصـاديـة وتــشــرذم املـوقـف األملـانـي واألوروبي أمام اإلدارة األميركية. صادرات السيارات األلمانية إلى أميركا في قلب التأزم المحتمل مع ترمب (أ.ف.ب) عوضًا عـن بــدء أملانيا استعداداتها للتعامل مـع واليــة جديدة للرئيس األميركي «العائد» دونالد ترمب والتحديات التي ستفرضها عليها إدارتــــه الـثـانـيـة، فإنها دخـلـت أخـيـرًا فـي أزمـــة سياسية بعد االنهيار املفاجئ للحكومة االئتالفية التي يرأسها املستشار أوالف شـولـتـس. وبــهــذا الــتــطــوّر بـــات شـولـتـس أحـــد أقـصـر املستشارين سنوات على رأس الحكومة 3 حكمًا في أملانيا؛ إذ إنـه قبل إكماله أحزاب (اشتراكي وليبرالي وبيئي «أخضر») 3 االئتالفية التي تمثل صـار املستشار رئيسًا لحكومة أقلية مؤلفة من حزبني بانتظار فبراير (شباط) املقبل. 23 االنتخابات املبكرة التي حُدّد موعدها يوم إثر انهيار االئتالف االشتراكي ـــ الليبرالي ـــ «األخضر» برلين: راغدة بهنام «ال تــفــاوض عـلـى الـسـيـادة اللبنانية، ولـن نـــوافـــق عـلـى أن تــدخــل إســرائــيــل مـتـى شـــــاءت... نحن مستمرون في املـيـدان نجحت أو لم تنجح املــــفــــاوضــــات... قــــرّرنــــا أن يـــكـــون هـــنـــاك مـــســـاران يسيران معًا: مسار امليدان التصاعدي والثاني مسار املفاوضات.. الشيخ نعيم قاسم، األمين العام لـ«حزب هللا» اللبناني «لـــــــــــأســـــــــــف، عـــــلـــــيـــــنـــــا أن نفترض أن العودة إلى السودان لن تكون ممكنة ملعظم الالجئني فـــــــي املــــســــتــــقــــبــــل املـــــــنـــــــظـــــــور... املـــســـاعـــدات اإلنـــســـانـــيـــة ليست حال دائمًا. سفينيا شولتسه، وزيرة التنمية األلمانية «النفط والغاز الطبيعي في الواقع هـبـة مــن الــلــه... وتـؤثــر هــذه املــــوارد في كيفية إنــتــاج الـطـعـام وتعبئته ونقله، وكذلك إجراء األبحاث الطبية وتصنيع وتــــوزيــــع املـــســـتـــلـــزمـــات الـــطـــبـــيـــة. هـيـثـم الغيص، األمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) «يُـــــعـــــانـــــي األطــــــفــــــال مـــــن بــعــض األزمات والصدمات املناخية، وصوال إلـى بعض مخاطر شبكة اإلنترنت، ومــن املتوقع أن تشتد هــذه األزمـــات واألخطار في السنوات املقبلة. كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لمنظمة «اليونيسيف» وضع الليبراليين مُقلق في استطالعات الرأي يــحــل حـــزب «الــبــديــل مـــن أجـــل أملــانــيــا» اليميني > املتطرف راهـنـ فـي املـركـز الثاني فـي استطالعات الـرأي لـ نـتـخـابـات األملـانـيـة املـقـبـلـة، وتـصـل درجـــة الـتـأيـيـد له فـــي املـــائـــة لـلـديـمـقـراطـيـ 33 فـــي املـــائـــة مــقــابــل 18 إلــــى فـي املائة 11 فـي املـائـة لالشتراكيني، و 15 املسيحيني، و لحزب «الخضر». لكن الالفت أن الحزب الديمقراطي الحر الليبرالي ال يــحــظــى حــتــى اآلن بـنـسـبـة كــافــيــة لـــدخـــولـــه الــبــرملــان في املائة فقط، علمًا بأن 4 الفيدرالي، فتأييده يقف عند في املائة حدًا أدنى لدخول البرملان. 5 القانون يشترط الـ كذلك سقط حزب «دي لينكا» اليساري املتشدد دون عتبة في املائة، إذ يسجل حاليًا نسبة تأييد ال تزيد على 5 الــ فـي املـائـة بعد انـقـسـامـه، وتـأسـيـس زارا فاغنكنيشت 3 حزبها الشعبوي الـخـاص، الـــذي ال يـبـدو أيـضـ -حسب في 4 االستطالعات- أنـه سيحصل على نسبة أعلى من املائة. بالتالي، إذا صدقت هذه االستطالعات، فإن أربعة أحزاب فقط ستدخل البرملان املقبل من أصل سبعة ممثَّلة فـيـه الـــيـــوم. وسـيـقـلـص هـــذا االحــتــمــال الـخـلـيـط املحتمل للمشاركة في الحكومة االئتالفية القادمة، بسبب رفض كــل األحـــــزاب الـتـحـالـف مــع حـــزب «الــبــديــل ألملــانــيــا» رغـم النسبة املرتفعة من األصــوات التي يحظى بها. وعليه، قـد يُضطر الديمقراطيون املسيحيون إلــى الــدخــول في ائـتـ ف مـع االشتراكيني و«الـخـضـر» مـع أنهم يفضلون أصال التحالف مع الليبراليني األقرب إليهم آيديولوجيًا. أوالف شولتس (رويترز) فريدريش ميرتز (آجنزيا نوفا) كريستيان ليندنر (رويترز) على الحكومة الجديدة التعامل مع ترمب في ملف العالقات االقتصادية
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==