issue16796

Issue 16796 - العدد Friday - 2024/11/22 اجلمعة سينما 21 CINEMA محمد رُضا المشهـــد ★★★ جيد ★★ وسط ★ ضعيف ★★★★★ ممتاز ★★★★ جيد جدا شاشة الناقد إما الهاتف ‬ وإما الفيلم ال أحــــــد يـــطـــلـــب مـــــن الـــرجـــل > الداخل إلى قاعة السينما أن يَحلق ذقـــنـــه ويــتــعــطّــر ويــــرتــــدي بـــذلـــة مع ربطة عنق. وال أحد يطلب من املرأة أن تصفّف شعرها عند «الكوافير» وتــتــزيّــن بـاملـسـاحـيـق واملــجــوهــرات وترتدي أفضل ما لديها قبل دخول القاعة. كل ما هو مطلوب أن ينسى > داخِـــــل قــاعــة الـسـيـنـمـا ذلـــك الـجـهـاز الـــــجـــــوّال. وأن يــتــمــتّــع بــالــثــقــة بــأن العالم يستطيع االنتظار عند باب الـصـالـة وأن املـكـاملـة الـتـي يمكن أن يـجـريـهـا فـــي تـلـك الـلـحـظـة أو الـتـي تـصـلـه يـمـكـن لــهــا أن تــتــأخــر لحني انتهاء الفيلم. بـــيـــد أن هـــــذا املـــطـــلـــب يــبــدو > عبثًا في صاالت السينما في معظم أنـــحـــاء الــعــالــم الـــعـــربـــي، خـصـوصـ فـي مهرجاناتها. يدخلون ومعهم املحمول ويستبدلونه بالفيلم. ترى أصـابـعـهـم تـتـحـرك طـلـوعـ ونــــزوال وجـانـبـيـ بـــا كــلــل. الــهــاتــف مـضـاء والنور يخطف األبصار، وعليك أن تطلب بهدوءٍ، أوال إذا ما كنت قادرًا على ذلك، إغلق أجهزتهم. مـــهـــرجـــان الـــقـــاهـــرة يـــحـــذّر. > هـــــنـــــاك عــــلــــى الـــــشـــــاشـــــة قــــبــــل بــــــدء الـفـيـلـم إعـــــان يـطـلـب مـــن الـحـضـور إغـــــاق الـــهـــواتـــف، لــكــنــه ال يُـــتَـــابَـــع. واإلعــــــــان بـــحـــد نــفــســه ال يُــــــرى ألن ثـلـث الـجـالـسـ مـشـغـولـ باللعب بـــــاملـــــحـــــمـــــول. بـــعـــضـــهـــم يــــــــرد عــلــى املـــكـــاملـــات، وآخــــــرون يـرفـعـونـه أمـــام وجــوهــهــم لـيـبـحـلـقـوا فـــي شـاشـتـه. ولـم تعد الهواتف صغيرة، بـل هي أكبر من الوجه نفسه. ليس فقط أن ثقافة الحضور > غــــائــــبــــة وفـــــهـــــم واحــــــــتــــــــرام الـــفـــيـــلـــم والــجــمــهــور مـــعـــدوم، بـــل هــــذا دلــيــل على جيل قلق وأناني حتى النّخاع. يفتقد للذوق والكياسة واالحترام. السينما هي صالة لغالبية > تَــــعِــــرف أصــــــول الـــحـــضـــور، مـثـقـفـة، تفهم في األفلم وتدخل لتستفيد أو تترفّه، ومـن ثَــم تأتيك قلّة ال نعرف ملـــــاذا تــخــتــار الـــدخـــول إلــــى الـصـالـة أصـــــــاً، فـــهـــي ال تـــرفـــع رأســــهــــا إلـــى الشاشة، وإذا فعلت عادت وطأطأت رأسها وانشغلت بلعبتها. ☆★★ أرزة دراجة ضائعة بين الطوائف أرزة هــــــي ديـــــامـــــونـــــد بــــــو عـــــبّـــــود. امـــــرأة تـصـنـع الـفـطـائـر فـــي بـيـتـهـا حيث تعيش مع ابنها كينان (بــال الحموي) وشـقـيـقـتـهـا (بَــيــتــي تــــوتَــــل). تـعـمـل أرزة بجهد لتأمني نفقات الحياة. هي تصنع الـفـطـائـر وابـنـهـا الــشــاب يــوزّعــهــا. تفكّر في زيـادة الدخل لكن هذا يتطلّب درّاجة نارية لتلبية طلبات الزبائن. تطلب من أخــتــهــا الــتــي ال تــــزال تـعـتـقـد أن زوجــهــا سنة من الغياب، 30 سيعود إليها بعد بــيــع ســـــوار لـــهـــا. عــنــدمــا تـــرفـــض تـسـرق دوالر وتقسّط 400 أرزة الــســوار وتـدفـع الـبـاقـي. تُــســرق الـــدرّاجـــة ألن كـيـنـان كـان قــد تـركـهـا أمـــام بـيـت الـفـتـاة الـتـي يحب. ال حـــل لـتـلـك املـشـكـلـة إال فــي الـبـحـث عن الدراجة املسروقة. لكن من سرقها؟ وإلى أي طائفة ينتمي؟ سؤاالن تحاول أحداث الــفــيــلــم اإلجــــابــــة عـلـيـهـمـا لـيُــكـتـشـف في النهاية أن السارق يعيش في «جراجه» املليء باملسروقات تمهيدًا لبيعها خردة، في مخيّم صبرا! قـــــبـــــل ذلــــــــــــك، تــــنــــتــــقــــل أرزة وابــــنــــهــــا والخلفات بينهما بني املشتبه بهم: سُنة وشيعة ومـارونـيـ وكاثوليك ودروز. كل فئة تقترح أن واحدة أخرى هي التي سرقت وتــشــتــمــهــا. حــتــى تــتــجــاوز أرزة املـعـضـلـة تدخل محل للقلئد وتشتري العُقد الذي ستدّعي أنها من الطائفة التي يرمز إليها: هـي أم عمر هنا وأم علي هـنـاك وأم جـان- بول هنالك. إنـــهـــا فـــكـــرة طـــريـــفـــة مـــنـــفّـــذة بــســذاجــة لــأســف. ال تـقـوى عـلـى تفعيل الــرّمــز الــذي تحاول تجسيده وهو أن البلد منقسم على نفسه وطـوائـفـه منغلقة كـل على هويّتها. شـــيء كــهــذا كـــان يـمـكـن أن يــكــون أجــــدى لو وقـــــع فــــي زمـــــن الــــحــــرب األهـــلـــيـــة لـــيـــس ألنـــه غير مـوجـود الــيــوم، لكن ألن الـحـرب كانت ستسجل خلفية مبهرة أكثر تأثيرًا. بما أن ذلك لم يحدث، كان من األجـدى للسيناريو أن يميل للدراما أكثر من ميله للكوميديا، خـــصـــوصـــ أن عـــنـــاصـــر الـــــدرامـــــا مـــوجـــودة كاملة. كـــذلـــك هـــنـــاك لـــعـــب أكـــثـــر مـــن ضــــروري على الـخـاف بـ األم وابنها، وحقيقة أنه لم يعترف بذنبه باكرًا مزعجة ألن الفيلم ال يقدّم تبريرًا كافيًا لذلك، بل ارتــاح لسجال حـواري متكرر. لكن ال يهم كثيرًا أن الفكرة شبيهة بفيلم «سـارق الدّراجة» ألن الحبكة نفسها مختلفة. إخــراج ميرا شعيب أفضل من الكتابة واملـــمـــثـــلـــون جــــيــــدون خـــاصـــة ديـــامـــونـــد بـو عبّود. هي «ماسة» فعلً. عروض مهرجان القاهرة و«آسيا وورلد فيلم فيستيڤال» ☆★★★ سيلَما تاريخ السينما في صاالتها البن بيروت (منطقة الزيدانية) لم تكن كلمة «سيلَما» غريبة عن كبار السن في هذه املدينة. فيلم هادي زكاك الوثائقي يُعيدها إلـى أهـل طرابلس، لكن ســواء كانت الكلمة بيروتية أو طرابلسية األصـل، فإن معناها واحد وهو «سينما». ليست السينما بوصفها فنًا أو صناعة أو أي من تلك التي تؤلف الفن السابع، بل السينما بـوصـفـهـا صــالــة. نـريـد أن نذهب إلــى السينما، أي إلــى مـكـان الــعــرض. عقدًا بــعــد عــقــد صــــار لـــصـــاالت الــســيــنــمــا، حــول العالم، تاريخها الخاص. وفي لبنان، عرفت هذه الصاالت من األربعينات، ولعبت دورًا رئيسيًا في جمع فئات الشعب وطوائف. ال عجب أن الحرب األهلية بدأت بها فدمّرتها كنقطة على سطر التلحم. فـــيـــلـــم هـــــــادي زكّــــــــاك مـــهـــم بـــحـــد ذاتـــــه، ومـتـخـصّــص بـسـيـنـمـات مـديـنـة طـرابـلـس، ولديه الكثير مما يريد تصويره وتقديمه. يُــمـعـن فــي الــتــاريــخ وفـــي املـجـتـمـع ويجلب للواجهة أفلمًا ولقطات وبعض املقابلت والـــحـــكـــايـــات. اســـتـــقـــاه مـــن كـــتـــاب مـــن نحو صـفـحـة مـــن الـــنّـــص والـــصـــور. الـكـتـاب 600 وحــده يعد مرجعًا شـامـاً، وحسب الزميل جيمي الــزاخــم فــي صحيفة «نــــداء الـوطـن» الــذي وضـع عـن الكتاب مـقـاال جـيـدًا، تسكن التفاصيل «روحية املدينة» وتلم بتاريخها ومجتمعها بدقة. مـــا شُـــوهـــد عــلــى الـــشـــاشـــة هــــو، وهـــذا الـنـاقـد لــم يـقـرأ الـكـتـاب بـعـد، يـبـدو ترجمة أمينة لكل تلك التفاصيل والـذكـريـات. يلم بها تباعًا كما لـو كـــان، بــدُورهــا، صفحات تتوالى. فيلم أرشيفي دؤوب على اإلحاطة بـــكـــل مــــا هــــو طـــرابـــلـــســـي وســـيـــنـــمـــائـــي فـي فترات ترحل من زمـن آلخـر مع متاعها من املــشــكــات الـسـيـاسـيـة واألمــنــيــة وتــمــر عبر كـل هـذه الحِقب الصّعبة من تاريخ املدينة ولبنان ككل. يــــســــتــــخــــدم زكّـــــــــــــاك شــــــريــــــط الـــــصـــــوت مــــن دون وجـــــــوه املـــتـــكـــلّـــمـــ ويــســتــخــدمــه بــــوصــــفــــه مـــــــؤثـــــــرات (أصــــــــــــــوات الــــخــــيــــول، صــوت الـنـارجـيـلـة... إلـــخ). وبينما تتدافع الــنــوســتــالــجــيــا مـــن الـــبـــاب الـــعـــريـــض الـــذي يـــفـــتـــحـــه هــــــذا الـــفـــيـــلـــم، يُــــصــــاحــــب الــشــغــف الــشــعــور بــالــحــزن املــتــأتــي مـــن غــيــاب عــالــم كان جميلً. حني تتراءى للمشاهد كراسي السينما (بعضها مـمـزق وأخــــرى يعلوها الغبار) يتبلور شعور خفي بأن هذا املاضي مـا زال يتنفّس. السينما أوجــدتــه والفيلم الحالي يُعيده للحياة. عروض مهرجان الجونة دياموند بو عبّود وبالل حموي في «أرزة» (مهرجان أفالم آسيا الدولي) هادي زكّاك خالل التصوير (مهرجان الجونة) مهرجان القاهرة يعرض فيلمين سعوديين جديدين «مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس فـــــــــــي حـــــــــــ يــــــنــــــشــــــغــــــل الــــــــوســــــــط السينمائي بـ«مهرجان الـقـاهـرة» وما قدّمه ومـا نتج عنه من جوائز أو أثمر عـــنـــه مـــــن نـــتـــائـــج ومـــــاحـــــظـــــات، خـــرج مهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال» املقام في لوس أنجليس بمفاجأة رائعة تــرفــع مـــن أهـمـيّــتـه غـيـر املـحـسـوبـة في إعـامـنـا الـعـربـي ومـنـهـج صـنـع الفيلم العربي عمومًا. يـــــوم الـــخـــمـــيـــس، أغـــلـــق املـــهـــرجـــان اآلسـيـوي دورتـــه الـجـديـدة بـإعـان فوز فيلم «مندوب الليل» بجائزته الكبرى. الفيلم هو أول أعمال املخرج السعودي علي الكلثمي، وعند الناقد كاتب هذه الــــســــطــــور، هــــو أفـــضـــل فــيــلــم ســـعـــودي طــويــل خـــرج فـــي األشـــهـــر االثـــنـــي عشر املاضية. حـ رشّــحـتـه للمهرجان املـذكـور، اتصل بي رئيسه جورج شمشوم معبّرًا عــن دهــشــتــه: «أذهـلـتـنـي جــــودة الفيلم حرفة وموضوعًا. كانت مفاجأة كبيرة لي بعدما سمعت عن كثير من األفـام السعودية الجديدة، وكيف أنها باتت تُسهم في تغيير السائد والتقليدي. مع ذلك، فإن هذا الفيلم كان روعة». ملــن لــم يسمع بــه مــن قـبـل أو سمِع بــه ولـــم يــشــاهــده، «مــنــدوب الـلـيـل» هو عن شاب (الجيد محمد الدوخي) يُطرد مــن عمله فــي شـركـة اتــصــاالت هاتفية إثر مشادة بينه وبني مسؤوليه. والده مُــعــتــل وشـقـيـقـتـه مـطـلّــقـة عــــادت لبيت أهلها مع طفلها. سيجد عمل بصفته مندوب توصيل البيتزا. لكنه يكتشف طريقة أخرى للثراء وهي، سرقة مؤونة مــــن الــــكــــحــــول املــــخــــبــــأة الــــتــــي يـبـيـعـهـا أصحابها للثرياء. بذلك يضع قدميه عــنــد نــقــطــة تــــحــــوّل واعــــــدة غــيــر مــــدرك مـغـبّــة مــا قـــام بــه وكـيـف سيضع نفسه وأهله في خطر جسيم. فوز ناصع الـــفـــيـــلـــم لــــيــــس قــــصّــــة بـــولـــيـــســـيـــة، لكنه قـصّــة تشويقية، والـتـشـويـق فيه مُـــحـــكـــم. فــيــلــم مــتــقــن كـــتـــابـــة وإخــــراجــــ وتـولـيـفـ وتـصـويـرًا وتـمـثـيـا ومصمم بدقة. مُعالج بـدرايـة وفـعّــال في عرض التفاصيل بــذكــاء. وهـــو نتيجة رائـعـة لــعــمــلــيــة ال بـــــد اســـتـــغـــرقـــت كـــثـــيـــرًا مـن التّصميم املُسبق والتنفيذ. لــــجــــانــــب هـــــــذا الـــــفـــــوز الــــنــــاصــــع ال يـــجـــب أن نــنــســى أن الــــعــــام اآليــــــل إلـــى يـومـ مـن اآلن، شهد 40 الـرحـيـل خــال اشـتـراك السينما السعودية في إحدى مسابقات مهرجان «كـان» رسميًا ألول مرّة. الفيلم هو عمل جيّد آخر، لكن من وزن مختلف، عنوانه «نورة» ومخرجه هو الطموح توفيق الزايدي. االشـــتـــراك الــســعــودي الـرسـمـي في «مهرجان القاهرة» الذي يُنهي أعماله مساء الجمعة تَـــوزّع بني فيلمني هما، «ثـــــقـــــوب» لـــعـــبـــد املـــحـــســـن الـــضـــبـــعـــان، و«فـــخـــر الـــســـويـــدي» لــثــاثــة مـخـرجـ هـم هـشـام فتحي وعـبـد الـلـه بامجبور وأسامة صالح. هـــــذا الـــكـــم ال يـــوقـــف املـــــد الــــقــــادم: حـديـث عـن اشـتـراك سـعـودي مقبل في «مـهـرجـان بـرلـ » فـي فبراير (شـبـاط) ، وتـحـضـيـر مبكر لجعل الـــدورة 2025 املـقـبـلـة مـــن «كـــــان» مــايــو (أيـــــار) تُنجز أكـثـر مـمّــا أنــجــزت الــــدورة املـاضـيـة من حضور كمي ونوعي كبيرين. كُتب وتكريمات بــالــنــســبــة لــــ«مـــهـــرجـــان الـــقـــاهـــرة»، هــنــاك مـــحـــاور عــــدّة للحكم لــه أو عليه. هو واحـد من املهرجانات العربية التي تـقـع فــي الــربــع األخــيــر مــن كــل عـــام. هـذا يصلح كمسافة زمنية تمنح املهرجان فــرصــة عــمــل لـجـمـع وتـجـمـيـع أفــــام من كـل حــدب وصـــوب، لكنه توقيت يحرمه مــن أن يـكـون مـنـصّــة انــطــاق ألي غـايـة. ال يـخـرج فيلم مــن هـنـا لـيـجـوب الـعـالـم. حتى الفيلم الذي يربح جائزة كبرى فإن حـدود جائزته تنتهي مع إقـاع املخرج عائدًا إلى بلده. هـــذا لـيـس شـأنـه فـقـط، بــل شـــأن كـل املـهـرجـانـات العربية تقريبًا باستثناء «مهرجان البحر األحـمـر» ولـو إلـى حدٍ. هو أصبح محطة انطلق، على الرغم من وجوده في هذا الرُّكن الزمني من السنة، وذلـــــــك ألنــــــه حــــــرص عـــلـــى عــــــرض أفـــــام سعودية تستطيع االنطلق منه والسفر كــونــهــا فـــي األســـــاس جـــيـــدة وتـسـتـحـق. عـامـل آخــر هـو أن الـغـرب بــات يـعـرف أن السعودية أصبحت العبًا ثقافيًا وفنيًا واضـحـ . مـا عــاد الــرِّهــان عليه، بـل على ارتفاع شأنه مستقبلً. مـــــــــا هـــــــــو عـــــبـــــثـــــي فـــــــــي كـــــثـــــيـــــر مـــن املــــهــــرجــــانــــات الــــعــــربــــيــــة، أن تـــلـــك الـــتـــي تُــــــوزّع الـتـكـريـمـات واالحـــتـــفـــاءات بـاتـت أمــــــــام مـــفـــتـــرق طــــــــرق: لـــقـــد كُـــــــــرّم مـعـظـم الـــحـــاضـــريـــن والــــذيــــن كــــانــــوا حــاضــريــن وقت تكريمهم. هناك آخرون يستحقون (كُتاب سيناريو، مديرو تصوير، مؤلفو مـوسـيـقـى، ممثلون ونــقــاد ومــؤرخــون) لكن أحدًا قلّما شعر بهم. على «مهرجان القاهرة» أن ينفض عنه االلــتــزام بـالـواجـب ألنــه واجـــب، وأن يـبـحـث فـــي طـــيّـــات الـسـيـنـمـات الـعـربـيـة عمن يستحق «تكريمه» فعلً. مـــا هـــو الفــــت كـــذلـــك فـــي «مــهــرجــان الــقــاهــرة» أكــثــر مــن ســــواه، هــو إصــــداره كتبًا سينمائية. هذه عادة توقّفت عنها غالبية مهرجانات العالم الرئيسية منذ عـقـود، مـدركـة أن كتب االحـتـفـاء لـم تعد تأتي بجديد يُضاف إلى ما صدر عن كل محتفى به. يـمـكـن لـلـمـهـرجـان املـــصـــري إصـــدار كــتــاب قـيّــم واحـــد عـــوض ثـاثـة أو حتى اثنني. خلل العام الحالي أصدر املهرجان كتابًا مميّزًا ومهمًّا من إعداد ناجي فوزي بـعـنـوان «مــخــتــارات مــن الــفــن الـسـابـع». وكانت مجلة «الفن السابع» السينمائية الرائعة التي أسسها محمود حميدة في قد سدّت ثغرة كبيرة آنذاك في 1997 عام ثقافة الفيلم املطبوعة. الــكــتــابــان اآلخــــــران هـمـا «حــلــم عـز» لــرامــي املــتــولّــي و«سـيـنـمـا يــســري نصر الـلـه» ألحـمـد عـــزّت عـامـر. األول ال يعدو عـن بضع صفحات ملمثل لـم يختم بعد عقدًا واحـدًا من شهرته، والثاني ملخرج يستحق كتابًا يحلّل أفلمه ما لها وما عليها. كتاب من املهرجان ألي مخرج أو سينمائي، يعني انـحـيـازًا لإليجابيات فقط. عـــدم إصـــدارهـــا فــي الــغــرب ال يعني أنـــه قــــرار صـــائـــب، خـصـوصـ أن الـبـديـل لــديــنــا يــجــب أن يـــكـــون مـخـتـلـفـ وهــنــاك كثير من األفكار في هذا الشأن. مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال) محمود حميدة و«الفن السابع» «فخر السويدي» (مهرجان القاهرة السينمائي) ‬ القاهرة: محمد رُضا التشويق في الفيلم مُحكم وهو فيلم متقن ًكتابة وإخراجا وتوليفا وتصويرا وتمثيال

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==