فـــي الـــيـــوم الـــتـــالـــي بــعــد األلــــــف، أعـطـى الـــرئـــيـــس األمــــيــــركــــي املــنــتــهــيــة واليــــتــــه جـو بـايـدن كييف مـا لـم تحصل عليه طــوال ألف يـــوم مـــن عـمـر الـــحـــرب بـيـنـهـا وبـــن جـارتـهـا التاريخية موسكو. اليوم التالي األميركي فــي الــحــرب األوكــرانــيــة جـــاء عـكـس توقعات أغــلــب املـتـفـائـلـن بـنـهـايـة هـــذه الـــحـــرب، كما أكد على أن املوقف األميركي - األوروبــي لن يتغير تـجـاه الــحــرب حـتـى مــع تغيير إدارة البيت األبيض. الــــيــــوم الـــتـــالـــي كـــــان صــــادمــــا لــلــقــيــادة الروسية، التي تعاملت بحذر مع تصريحات الـــــرئـــــيـــــس األمــــــيــــــركــــــي املــــنــــتــــخــــب دونــــــالــــــد تـرمـب، وربـطـت أقــوالــه االنتخابية بأفعاله السياسية بعد توليه املنصب. إال أن إدارة الـرئـيـس بــايــدن وضـعـت مـوسـكـو فــي حيرة اســـتـــراتـــيـــجـــيـــة، حـــيـــث أصـــبـــح مــــن الــصــعــب الفصل بي متغيرات اليوم الثاني بعد األلف واليوم الثاني بعد بايدن. الـــرئـــيـــس الــــروســــي فــاديــمــيــر بــوتــن، الــــذي ســــارع إلــــى تــعــديــل الــعــقــيــدة الــنــوويــة الــروســيــة ردًا عـلـى قــــرار واشــنــطــن الـسـمـاح لـكـيـيـف بــاســتــخــدام صـــواريـــخ بـعـيـدة املـــدى تــــضــــرب الـــعـــمـــق الــــــروســــــي، ســـيـــضـــطـــر إلـــى مـواجـهـة عـامـلـن: الـتـوقـيـت والـــوقـــت. األول، أي الـــتـــوقـــيـــت، يـتـطـلـب الــتــعــامــل مـــع أبــعــاد قـــرار إدارة بـايـدن املرتبطة بـعـوامـل داخلية أمـيـركـيـة وخــارجــيــة بـــن ضـفـتـي األطـلـسـي، بــيــنــمــا اآلخــــــــر، أي الـــــوقـــــت، فـــهـــو مــــا يـمـكـن لبوتي فعله قبل خـروج بايدن من السلطة. هذه الثنائية الزمنية، املتشابهة في الشكل واملــتــبــاعــدة فــي املــضــمــون، ستعيد تشكيل الـــرد الـــروســـي املـحـتـمـل عـلـى «الـــيـــوم التالي األميركي» في أوكرانيا. تــــعــــيــــد أوروبـــــــــــــــا صـــــيـــــاغـــــة مـــوقـــفـــهـــا الـــثـــابـــت تـــجـــاه مـــا تــصــفــه بـــالـــغـــزو الـــروســـي ألوكـــــرانـــــيـــــا. هـــــذه الــــحــــرب هــــي األولــــــــى بـن بلدين أوروبـيـن منذ نهاية الحرب العاملية الــثــانــيــة، وتـتّــهـم روســـيـــا بــمــحــاولــة تغيير الـــــخـــــرائـــــط الـــجـــيـــوســـيـــاســـيـــة ألوروبــــــــــــا مــا بـعـد الـــحـــرب الـعـاملـيـة الـثـانـيـة والـتـحـالـفـات الجيواستراتيجية ما بعد الحرب الباردة. ففي عقل النخبة الغربية، خصوصا سـنـة على 35 بــن ضـفـتـي األطــلــســي، وبــعــد ســـقـــوط جـــــدار بـــرلـــن، يُــعــتــبــر إعــــــادة بـنـائـه داخـــل الجغرافيا األوروبـــيـــة أمـــرًا مرفوضا. والـتـعـامـل مــع مـوسـكـو أنــهــا لـيـسـت بـالـقـوة العسكرية أو االقتصادية أو العقائدية التي تمكّنها مـن إعـــادة بناء جــدار مماثل لجدار بـــرلـــن أو إعـــــادة رســــم الـــخـــرائـــط األوروبـــيـــة الجيوسياسية والجيواستراتيجية. وهذه النخبة ال تخفي أهداف «الناتو» التوسعية تجاه دول الطوق الروسي بهدف حصارها، وهذا ما تتعامل معه موسكو على أنه يشكل خطرًا على أمنَيها الوطني والقومي وتعدّه مشاريع لتفكيك مجالها الحيوي؛ األمر الذي يجبرها على التلويح بالردع النووي. تعديل العقيدة النووية الروسية، رغم اسـتـبـعـاد شـبـه تـــام الســتــخــدام هـــذا الـسـاح فــي الــحــرب الـحـالـيـة، يـشـيـر إلـــى أن النخبة الروسية تتعامل مع واقعي أطلسيي. األول، أن «الناتو» نقل املعركة إلى الداخل الروسي عـبـر ثــغــرة كـــورســـك، أي الــتــوغــل األوكـــرانـــي داخـــــل األراضـــــــي الـــروســـيـــة، وهــــو األول من . واآلخر، 1941 نوعه منذ الغزو األملاني عام إعطاء الضوء األخضر الستخدام صواريخ بـعـيـدة املــــدى. ورغـــم أن هـــذه الــصــواريــخ قد ال تغيّر مـوازيـن املعركة على األرض، فإنها مؤشر على أن نهاية الحرب ليست قريبة. ســـيـــاســـيـــا، تـــــــدرك الــــقــــيــــادة الـــروســـيـــة صـــعـــوبـــة الــــتــــوصــــل إلــــــى نـــهـــايـــة تــنــاســبــهــا للحرب، كما أنها ترفض أي نهاية ال تحقق أهدافها. فتراجعها عن أهدافها في أوكرانيا يُــعـتـبـر هــزيــمــة، وقـبـولـهـا بــالــواقــع الـحـالـي يُعتبر خسارة. لذلك؛ صـرّح املتحدث باسم الكرملي، دميتري بيسكوف، بــأن الرئيس بـــــوتـــــن يـــــرفـــــض فـــــكـــــرة تـــجـــمـــيـــد الــــــصــــــراع، خـــصـــوصـــا أنـــــه انـــتـــقـــل إلـــــى مـــرحـــلـــة جـــديـــدة تزيد من تعقيد املعادلة. بالتالي، لن تقبل موسكو بانتقال التهديد مـن حـدودهـا إلى داخلها؛ مما يعني أن املواجهة قد تكون غير تقليدية، لـن يـكـون الــداخــل الــروســي بمنأى عن تداعياتها. وعليه، مـا بـن الـيـوم التالي األميركي والـــيـــوم الــتــالــي الــــروســــي، تـتـشـابـك خـيـوط األزمــــة. مـوسـكـو لــن تقبل بـانـتـقـال التهديد مـن حـدودهـا إلــى داخـلـهـا، وحلف األطلسي لن يسمح بتغيير خرائط أوروبا؛ مما يجعل املواجهة القادمة مألى بالتحديات. يـومـا من 16 تـنـطـلـق، االثــنــن املـقـبـل، الـحـمـلـة الــدولــيــة لــــ النشاط ضد العنف املوجه للنساء والفتيات. وهـي مناسبة دولـــيـــة وحــمــلــة مـــن األنــشــطــة تُــخـتـتـم بــإحــيــاء الـــيـــوم الـعـاملـي لـحـقـوق اإلنــســان مــن أجـــل التعبير عــن رفـــض هـــذه الـظـاهـرة، الـتـي مــا فتئت تـعـرف ارتــفــاعــا بـخـاصـة مــع الـحـجـر الصحي »، إذ تضاعف عدد الضحايا 19 - الذي فرضته جائحة «كوفيد مرات ومـرات. وهنا يمكن استنتاج مدى العلقة بي األزمات وارتــفــاع مـعـدل العنف وكـيـف تصبح النساء والفتيات أكثر استهدافا، مما يعزز فكرة هشاشتهن. بـــل إن الــتــحــلــيــل الـــقـــائـــم عــلــى مـــقـــاربـــة بـيـئـيـة مــفــادهــا أن الـعـنـف ضــد املــــرأة يـتـفـاقـم ومـــهـــدَّد بـمـزيـد مــن الـتـفـاقـم مع استفحال التأثيرات السلبية لتغيرات املناخ إنما هو تفسير يزداد وجاهةً، أي إن تغير املناخ وتداعيات ذلك يسهمان في تفاقم ظاهرة العنف ضد النساء. طـبـعـا الــحــديــث عـــن هـــذه الــظــاهــرة ال يـسـتـنـد إلـــى رؤيـــة آيديولوجية نسوية كما يحلو للكثير تسويق ذلك، وإنما نحن أمام ظاهرة تُقاس كميا وتُقرأ باألرقام والنسب واإلحصاءات. وفي السنوات األخيرة بدأت تنتشر مراصد للعنف ضد املرأة في بلدان عدّة ومراكز إليواء النساء املعنَّفات، إضافة إلى أنه ال تكاد تخلو دولة اليوم من خط ساخن مخصص الستقبال النساء املعنَّفات وتعهُّدهن. مليون امــرأة على 736 تشير التقديرات األممية إلـى أن مستوى العالم -أي واحــدة من كل ثـاث نساء تقريبا- وقعن ضحايا للعنف الجسدي و/أو الجنسي مرة واحدة على األقل فـي حياتهن. بـل إن الـرصـد الـعـاملـي يـذهـب بعيدًا فـي تفكيك هـــذا الــرقــم الــصــادم ويـتـنـاول أعـلـى درجــــات الـعـنـف وأقـسـاهـا وأبشعها وهو القتل الذي أصبح امللمح األكثر سطوة في بنية العنف املوجَّه إلى النساء والفتيات اليوم. من ذلك ما تؤكده اإلحصاءات األممية: نساء أو فتيات في كل ساعة على يد أحد أفراد 5 - تُقتل أسرهن. - تتعرض واحدة من كل ثلث نساء للعنف الجنسي أو الجسدي مرة واحدة على األقل في حياتها. والـافـت للنتباه أنـه رغـم تفاقم الظاهرة ووعــي الـدول بها وحـجـم الجهد الـــذي أصـبـح مـحـمـوال على عـاتـق وزارات الداخلية، ورغــم صـدمـات الـــرأي الـعـام مـن حـــوادث ممعنة في الـبـشـاعـة عـنـفـا وقـــتـــا (الـــحـــرق، والـــــذبـــــح...)، فـــإن املـيـزانـيـات املخصصة من طرف الحكومات لحماية النساء ضحايا العنف هزيلة جدًا وال تكاد تفي بالحاجة، وما زال هذا امللف ثانويا ويعالَج بالحد األدنى من الوعي واليقظة واإلمكانات. وهكذا في املائة من النساء والفتيات في بلدان ال 86 نفهم ملاذا تعيش توجد بها أنظمة حماية قانونية من العنف القائم على النوع االجتماعي. حتى املـسـاعـدات األمـمـيـة للمجتمع املـدنـي الـنـاشـط في مـجـال مناهضة العنف ضـد املــــرأة، هزيلة أكـثـر وأكـثـر ألنها تـركـز عـلـى الــدعــم الـفـنـي والـــدراســـات الـتـي تــخــوِّل للمنظمات األممية قياس الظاهرة والتمكن من املعلومات الكمية. لذلك فـإن هـذه املنظمات األممية تساعد الــدول على بناء منصات رصد اإلشعارات، وتدير ظهرها لدعم املراكز باألجهزة ومرافق النقل ومـعـاشـات اإلطــــارات الـتـي ستتعهد بالنساء ضحايا العنف. لــــذلــــك فــــــإن الـــحـــكـــومـــات الـــوطـــنـــيـــة مــــرهَــــقــــة، وتـــــــرى فـي االستثمار في حماية النساء مسألة ليست ذات أولوية، وأن كل األولوية إدارة الشأن اليومي للمواطني ومجابهة الضغوط االقــتــصــاديــة، وأيــضــا املـنـظـمـات الــدولــيــة معنية بالحصول على بيانات تصنِّف بها الـدول وتفاوضها في ملفات أخرى مختلفة تماما بتلك األرقــام التي استثمرت للحصول عليها بمبالغ زهيدة مخجلة. لنأت اآلن إلى أهم نقطة، حسب اعتقادنا، وهي من نتاج الـخـبـرة الـتـي جنيتها مــن تحملي مـسـؤولـيـة وزيــــرة األســـرة واملرأة في بلدي تونس، وتتمثل هذه النقطة في أنه ال شيء يضاهي االستثمار في الوقاية من العنف ألن تكلفته باهظة جدًا، ويصعب على أي دولة تقديم املعالجة الحمائية املثالية للنساء ضحايا العنف. والـوقـايـة تـكـون بالتنشئة الثقافية داخـــل األســـرة بـاملـسـاواة بـن الـذكـور واإلنـــاث وإيـــاء األنسنة والـــحـــوار والــتــقــديــر كـــل االنــتــبــاه فـــي عـمـلـيـة تـربـيـة األطـــفـــال. وبالتوازي مع ذلك ال مفر من تحسي ظروف الناس واملَقدرة الشرائية، وخفض معدالت البطالة، وتشغيل النساء ومقاومة نسب البطالة العالية في صفوف النساء. نــركــز عـلـى مـعـالـجـة الـفـقـر والـبـطـالـة ألن مـشـكـل العنف ضـد املـــرأة هـو مــادي فـي املـقـام األول. وليس صدفة أن تكون ثلثة أربــاع النساء املعنَّفات عاطلت عن العمل أو يشتغلن مهنا هامشية وبصفة غير مقرَّة، وليس صدفة أيضا أن يكون الرجال املعنِّفون عماال مياومي أو أصحاب رواتـب ضعيفة. فالحاجة بالطبع تولِّد العنف. » سيلحظ ازديـــاد التفاعل مع X« مَــن يتابع منصة » أو Red pill« الحسابات والوسومات التي تحمل مسمى الـ «الحبة الحمراء»، التي تُسوّق للثقافة الذكورية، ومناهضة السردية النسوية في العلقة الجندرية بي الرجل واملرأة. يستند أنصار الريدبيل إلى فكرة التفوق البيولوجي لـلـرجـل عـلـى املـــــرأة، لـيـس مــن نـاحـيـة قـــوة الـعـضـات فقط وإنما من ناحية أفضلية الزمن التي تخدم الرجل أكثر من املرأة. فهم يُجادلون بأن األنثى تبلغ قبل الذكر، ومن ثم فإن وقت الذروة في قيمتها في سوق التزاوج يكون قبل أقرانها من الذكور، الذين يحتاجون إلى سنوات لبناء القيمة التي تجعلهم قادرين على املزاحمة والتفوق في سوق التزاوج. وفــــي هــــذا الــــصــــدد، يـسـتـشـهـد الــريــدبــيــلــرز (جــمــاعــة الـحـبـة الــحــمــراء) بـــأن الــرجــل الــــذي يعتني بـصـحـتـه، إلـى جانب نجاحه املهني يكون في قمة الجاذبية وهو في سن األربعي، بينما تفقد املرأة كثيرًا من نضارتها وجاذبيتها في تلك السن. ويزيدون على ذلك باستشهادهم بالحقائق البيولوجية حول انخفاض التبويض وصعوبة اإلنجاب للمرأة التي لم يسبق لها اإلنجاب قبل األربعي. هــذا الـطـرح يُــواجـه مـن قبل أصـحـاب الـطـرح النسوي بأنه عنصري وهجومي، ويُلحظ أن الردود النسوية على الحبة الحمراء تعتمد في مجملها على الخطاب الثقافي، وليس على الحقائق البيولوجية. وحتى عندما يطرحون أدلتهم البيولوجية بأن الخصوبة تظل متوفرة عند املرأة مــع تـقـدم الـعـمـر، يأتيهم رد جـمـاعـة الـحـبـة الــحــمــراء، بـأن استدالالتهم ليست أكثر من شذوذ يؤكد القاعدة. وبـعـيـدًا عــن مـسـألـة الـعـمـر الـزمـنـي، يــجــادل أصـحـاب الحبة الحمراء بـأن املـــرأة تنجذب للرجل بيولوجيا بناء على شكله الذكوري وجيناته الجيدة، ما يجعله في نظرها رجل «ألفا» قويّا، تعطيه تلك القوة جاذبية عليا. وأنه في حال قبلت باالرتباط بشخص غير جذاب شكلً، فإنه ليس أكـثـر مــن «بـيـتـا» واقـــع تـحـت رحـمـة غــيــره، الـــذي يستطيع التخلص منه متى مـا وجــد خـيـارًا أفضل منه. ويطلقون على ذكر الـ«بيتا» لقب «املزود». واملقصود مزود الخدمات ملن لم تجد رجل «ألفا» يشبع لديها غريزة االرتباط الفوقي القائم على الرغبة الحارقة. وتأتي فكرة الرغبة الحارقة من االنجذاب البيولوجي املنفصل تماما عن املصالح املادية. فاملرأة/األنثى تنجذب للرجل/الذكر بناء على جاذبيته الطبيعية القائمة على جيناته الجيدة، وشكله الذكوري، وشخصيته القوية. هذه الجاذبية التي يطلقون عليها مصطلح «الرغبة الحارقة» أمر ال يمكن تعويضه باملال والهدايا والسفر، فهي صفات أصـيـلـة فــي الـشـخـص، تــم الـحـفـاظ عليها بــنــاء عـلـى وعـي الرجل بمكانته القائمة على االستحقاق الجندري الذي تم رفده بتنمية القدرات الطبيعية التي يمتلكها. إن فـكـرة االسـتـحـقـاق الـجـنـدري الـقـائـم عـلـى ترسيخ الرجولة بصفتها عنصرًا قياديا في املجتمع تـتـواءم مع فـكـرة «االرتــبــاط الـفـوقـي» الـتـي يـجـادل الـخـطـاب الـذكـوري بـأنـهـا غــريــزة لـــدى األنــثــى الـتـي تبحث عــن ذكـــر ذي قيمة عالية، يرفعها اجتماعيا وبيولوجيا. فالرجل يوفر املكانة االجتماعية بإنجازاته، ويقوم بتمرير جيناته عبر املرأة التي تحمل سللته. بـعـيـدًا عــن تـبـنِّــي هـــذا الـخـطـاب مــن عــدمــه، فـــإن تـزايـد انتشاره والترحيب به على منصات التواصل االجتماعي دليل على تناغمه مع جماهيره، الذين يرفضون سردية الخطاب النسوي القائمة على محورية املرأة في العلقات االجتماعية. ولو أردنا تطبيق النظريات السوسيولوجية هـنـا، فـــإن الـتـفـاعـل الـــرمـــزي خـيـر مــا يـمـكـن االســتــنــاد إليه لقراءة العلقة املعقدة بي الرجل واملرأة. ولتحليل ديناميكيات التوازن في التبادل العلئقي بــــن الـــــرجـــــال والــــنــــســــاء فــــي مــــوضــــوع االرتــــــبــــــاط، يـمـكـن االستعانة باإلطار النظري للتبادل االجتماعي لريتشارد إيمرسون، الذي يقول إن قوة طرف ما في العلقة تساوي اعتماد الطرف اآلخر على املكافآت أو العوائد التي يوفرها. أي أن عـاقـة الـتـبـادل تـكـون مـتـوازنـة إذا كــان كـا الطرفي يعتمد على بعضهما البعض بشكل متساو فيما يتعلق باملوارد التي تُحدد قيمة الشخص في سوق التزاوج، وفي الحياة االجتماعية بشكل عــام. فــإذا كـان االعتماد بشكل متساو بي الطرفي فإن ميزان القوة متساوٍ. إن الفكرة املركزية القائلة بأن القوة تستند إلى مدى االعتماد (الشعور بالحاجة لـ/الرغبة في الطرف اآلخـر)، الــذي يـولِّــد التبعية تسمح بتحديد الـطـرق التي يتم بها تغيير التبعيات، بحيث تؤثر على توازن القوة في علقة التبادل وشبكات علقات التبادل عموما، ومن ضمنها تلك التي بي الرجل واملرأة. ومـــن ثـــم، فـــإن قـيـمـة اإلنـــســـان ال تـنـحـصـر فـــي املــــوارد التي يمتلكها فحسب، بل في مدى الطلب عليها في سوق التزاوج بشكل عام، ومع الشريك املستهدف بشكل خاص. فـإذا كنت ثريّا وتستهدف أنثى يهمها املركز االجتماعي أكثر من الثراء، فثراؤك ليس بنقطة القوة التي تستطيع أن يكون فيها «ألفا» عند تلك املرأة. OPINION الرأي 12 Issue 16796 - العدد Friday - 2024/11/22 اجلمعة ثلث نساء العالم ضحايا عنف أوكرانيا...اليوم التالي بعد األلف زمن الـ «ريد بيل» وكيل التوزيع وكيل االشتراكات الوكيل اإلعالني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] املركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 املركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى اإلمارات: شركة االمارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 املدينة املنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب األولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية املوجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها املسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة ملحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي باملعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com عبد هللا فيصل آل ربح آمال موسى موسكو لن تقبل بانتقال التهديد من حدودها إلى داخلها وحلف األطلسي لن يسمح بتغيير خرائط أوروبا مصطفى فحص
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==