10 أخبار NEWS Issue 16796 - العدد Friday - 2024/11/22 اجلمعة ASHARQ AL-AWSAT واشنطن تختلف مع حليفتها في نوعيتها... وموسكو تعلن إسقاط اثنين من طراز «ستورم شادو» البريطاني كييف تتهم موسكو باستهدافها بصواريخ عابرة للقارات للمرة األولى قـــــال مــــســــؤول أمـــيـــركـــي إن روســـيـــا أطـــلـــقـــت صــــاروخــــا بــالــيــســتــيــا مـتـوسـط املــدى، وليس صاروخا باليستيا عابرًا لـــــلـــــقـــــارات، خــــــال هــــجــــوم عـــلـــى مــديــنــة دنيبرو األوكــرانــيــة، الخميس، وهــو ما يختلف عن رواية كييف الرسمية. وأضــــــــاف املــــــســــــؤول، الـــــــذي تــحــدث شــريــطــة عــــدم نــشــر اســـمـــه، أن الـتـقـيـيـم استند إلى تحليل مبدئي. ودوت صــــــافــــــرات اإلنـــــــــــذار خـشـيـة وقــــوع هـجـمـات جــويــة وصــاروخــيــة في جـمـيـع أنـــحـــاء أوكـــرانـــيـــا، فـــي الــســاعــات األولــــــى مـــن صـــبـــاح الــخــمــيــس. وذكــــرت «وكالة األنباء الوطنية األوكرانية» أنه تم إطـاق صــاروخ فـرط صوتي روسـي، مــن طـــراز «كـيـنـجـال»، اسـتـهـدف منطقة دنـــيـــبـــروبـــيـــتـــروفـــســـك. وقــــالــــت الـــوكـــالـــة األوكــرانــيــة إنــه تـم إطـــاق الــصــاروخ من .»31- طائرة مقاتلة من طراز «ميغ وأصـــــــــــــــدرت الـــــــدفـــــــاعـــــــات الــــجــــويــــة األوكـــرانـــيـــة، بــعــد فــتــرة وجـــيـــزة، إنــــذارًا عــبــر تـطـبـيـق «تـــلـــغـــرام» بـــشـــأن احـتـمـال إطلق عدة صواريخ كروز من طراز «كيه »، وقــالــت إن هـــذه الـصـواريـخ، 101 إتـــــش املـجـهـزة بتقنية الـتـخـفـي، تــم إطـاقـهـا، على األرجــــح، مـن قــاذفــات استراتيجية » قرب مدينة إنجلز في 95- من طراز «تو منطقة ساراتوف بجنوب روسيا. وكــــــانــــــت أوكــــــرانــــــيــــــا قــــــد اتّــــهــــمــــت، الخميس، روسيا بإطلق صاروخ عابر للقارات على أراضيها، رغم عدم وجود رأس نــــوويــــة، مــمــا يــعــد تــصــعــيــدًا غير مسبوق لـلـنـزاع والـتـوتـرات بـن روسيا والغرب. وقـــــــــــــــال الـــــــرئـــــــيـــــــس األوكــــــــــــرانــــــــــــي، فـــولـــوديـــمـــيـــر زيــلــيــنــســكــي، إن الـتـقـيـيـم جــــــــارٍ، لـــكـــن الـــــصـــــاروخ تـــتـــوفـــر فـــيـــه كـل «خــــصــــائــــص» الــــــصــــــاروخ الــبــالــيــســتــي العابر لـلـقـارات. عـــادًّا أن روسـيـا «جــارة مـجـنـونـة» تـسـتـخـدم أوكـــرانـــيـــا «سـاحـة تجارب» عسكرية. وأضـــــــــاف زيـــلـــيـــنـــســـكـــي فـــــي مـقـطـع مــصــور عـبـر «تـــلـــغـــرام»: «كـــل خصائص الـــصـــاروخ الـبـالـيـسـتـي الــعــابــر لـلـقـارات متوافرة فيه من سرعة وارتفاع، ونجري راهنا تحليلً»، موضحا أن هذا الهجوم غــــيــــر املــــســــبــــوق «يــــظــــهــــر أن (الــــرئــــيــــس الروسي فلديمير بوتي) خائف». وقال املسؤول األميركي، الذي طلب عدم نشر اسمه، إن موسكو «تسعى إلى ترهيب أوكـرانـيـا والـــدول الـتـي تدعمها عبر استخدام هـذا الـسـاح، أو إلـى لفت االنتباه، لكن ذلك ال يبدل املعطيات في هذا النزاع». ويتعلق هذا السلح بترسانة الردع الـــنـــووي. ولـــم تــنــف اسـتـخـدامـه روسـيـا التي تطلق منذ أيام خطابا عدائيا على نحو متزايد، ملوحة باألسلحة النووية؛ بـسـبـب اســتــخــدام أوكــرانــيــا لـلـصـواريـخ األميركية الستهداف األراضي الروسية. فــــــي وقــــــــت ســـــابـــــق مــــــن األســــــبــــــوع، اســــــتــــــخــــــدمــــــت أوكــــــــرانــــــــيــــــــا صـــــــواريـــــــخ » األمــــيــــركــــيــــة الــــتــــي يـبـلـغ ATACMS« كــيــلــومــتــر، ألول مـــــرة ضـد 300 مــــداهــــا مـنـشـأة عـسـكـريـة فـــي مـنـطـقـة بـريـانـسـك الـروسـيـة، بعد حصولها على تفويض مـن واشنطن. وزودت دول غربية عـدة، أوكرانيا بصواريخ بعيدة املــدى لكنها لــم تسمح باستخدامها عـلـى األراضـــي الروسية؛ خوفا من رد فعل موسكو التي عـــــزّزت تــحــذيــراتــهــا الـــنـــوويـــة فـــي األيــــام األخيرة. في عقيدتها الجديدة حول استخدام األسلحة النووية التي أصبحت رسمية، الثلثاء، يمكن لروسيا اآلن استخدامها فـي حـال وقــوع هجوم «ضـخـم» مـن قِبَل دولــــة غـيـر نــوويــة ولــكــن مــدعــومــة بقوة نووية، في إشارة واضحة إلى أوكرانيا والواليات املتحدة. ورغم أن مدى الصاروخ الباليستي الــــعــــابــــر لـــــلـــــقـــــارات يــــبــــدو مُــــبــــالــــغــــا فــيــه الســـتـــخـــدامـــه ضــــد أوكــــرانــــيــــا، فـــإنـــه تـم تــصــمــيــم مـــثـــل هـــــذه الــــصــــواريــــخ لـحـمـل رؤوس حــــربــــيــــة نـــــــوويـــــــة، وســـيـــبـــعـــث استخدام صـاروخ منها برسالة مروعة حـــول قــــدرات روســيــا الــنــوويــة، وإشــــارة قوية الحتمال التصعيد. وهـــــذه الـــصـــواريـــخ الـــتـــي لـــم يسبق اســتــخــدامــهــا قــــط، وتــخــتــبــرهــا روســيــا بشكل منتظم عـلـى أراضــيــهــا، مصممة لحمل رؤوس حربية تقليدية ونـوويـة على حد ســواء، ويمكنها ضـرب أهـداف تبعد آالف الكيلومترات. وأكـد مصدر في الجيش األوكراني لــ«وكـالـة الصحافة الفرنسية»، أن هذه املرة األولى التي تستخدم فيها موسكو ، مضيفا 2022 هــــذا الـــســـاح مــنــذ عــــام أنـه «مـن الـواضـح» أن الـصـاروخ لـم يكن يحمل شحنة نووية. وفـــي رده عـلـى طـلـب الـتـعـلـيـق على اتــــهــــام أوكـــــرانـــــيـــــا، قــــــال الــــنــــاطــــق بــاســم الـــكـــرمـــلـــن، دمـــيـــتـــري بـــيـــســـكـــوف، خـــال إيجاز صحافي، الخميس، كما نقلت عنه «وكالة الصحافة الفرنسية»: «ليس لدي ما أقوله حول ذلك»، كما تلقت املتحدثة باسم الخارجية الروسية، خلل مؤتمر صـحـافـي بــث مـبـاشـرة عـلـى التلفزيون، أمرًا بعدم التعليق على هذه القضية. ويأتي هذا التطور في الوقت الذي اتــخــذت فـيـه الــحــرب بُــعــدًا دولــيــا بشكل أكبر مع وصول قوات من كوريا الشمالية لــدعــم روســيــا فــي ســاحــة املــعــركــة، وهـو تـــطـــور قـــــال مـــســـؤولـــون أمـــيـــركـــيـــون إنـــه دفـع الرئيس األميركي، جو بايدن، إلى تـغـيـيـر ســيــاســتــه والـــســـمـــاح ألوكـــرانـــيـــا بإطلق صـواريـخ أميركية بعيدة املدى على روسيا. وردًا عـــلـــى ذلــــــــك، هــــــدد الـــكـــرمـــلـــن بتصعيد األوضاع بشكل أكبر، وأعلنت وزارة الـــدفـــاع الـــروســـيـــة، الـخـمـيـس، أن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت صاروخي بــريــطــانــيَــي الــصــنــع مـــن طــــراز «ســتــورم 67 صـواريـخ «هـيـمـارس»، و 6 شـــادو»، و طائرة «درون»، وجاء هذا اإلعلن ضمن املوجز اليومي للوزارة بشأن «العملية العسكرية الخاصة» فـي أوكـرانـيـا. ولم يرد في اإلعلن متى أو أين وقعت عملية اإلســـقـــاط، أو مــا الـــذي كـانـت تستهدفه الصواريخ. وقــالــت الــقــوات الـجـويـة األوكـرانـيـة فـــــي بـــــيـــــان، إن الــــهــــجــــوم الــــصــــاروخــــي الــــروســــي اســـتـــهـــدف مـــؤســـســـات وبـنـيـة تحتية حيوية فـي مدينة دنـيـبـرو. ولم يـــحـــدد الـــبـــيـــان املــــوقــــع الــــــذي اســتــهــدفــه الـــصـــاروخ الـبـالـيـسـتـي الــعــابــر لـلـقـارات على وجـه الدقة، ومـا إذا كـان قد تسبب في أي أضرار. لكن حاكم املنطقة قال إن الهجوم الـصـاروخـي تسبب فـي أضــرار ملــنــشــأة صــنــاعــيــة، وانــــــدالع حـــرائـــق في دنيبرو، وإصابة شخصي. وقـــــــــال الـــــبـــــيـــــان، كــــمــــا نـــقـــلـــت عــنــه «رويترز»: «تحديدًا، تم إطلق صاروخ بــالــيــســتــي عـــابـــر لــــلــــقــــارات مــــن مـنـطـقـة أســــتــــراخــــان فــــي روســــيــــا االتــــحــــاديــــة». كيلومتر 700 وتبعد أستراخان أكثر من عن مدينة دنيبرو األوكرانية. وأشــــارت قـنـاة «ريـــبـــار» املـقـربـة من الجيش الـروسـي على «تـلـغـرام» إلـى أن هذا املصنع الذي كان يدعى في السابق «أيـــوجـــمـــاش»، هـــو الــــذي تـــم اسـتـهـدافـه «عــــلــــى األرجـــــــــــح» بـــــالـــــصـــــاروخ الـــعـــابـــر ،)Rubezh 26-RS( لـــلـــقـــارات مـــن طـــــراز وعــــدّت الـقـنـاة أن االســتــهــداف «رســالــة» إلى أوكرانيا. وقـــــــال فـــابـــيـــان هــــوفــــمــــان، الــخــبــيــر مـن جامعة أوسـلـو، لــ«وكـالـة الصحافة الـفـرنـسـيـة» إن مـثـل هـــذه الـضـربـة تمثل قـيـمـة «ســيــاســيــة» أكــثــر مـنـهـا عسكرية بالنسبة ملوسكو. يـمـثـل هــــذا االســـتـــخـــدام، إذا تــأكــد، تصعيدًا جـديـدًا، فـي حـن قالت روسيا إنها تجهز ردًا «مناسبا» على استخدام أوكـــــرانـــــيـــــا لــــلــــصــــواريــــخ الـــغـــربـــيـــة عـلـى األراضـــــــي الـــروســـيـــة، وهــــو مـــا وصـفـتـه موسكو بالخط األحـمـر. وعـــد املتحدث باسم االتـحـاد األوروبــــي، بيتر ستانو، أن إطلق هذا الصاروخ «يشكل تصعيدًا جديدًا» من قِبَل روسيا. لــكــن الــكــرمــلــن أكـــــد، الــخــمــيــس، أن روسيا ستبذل «أقصى الجهود» لتجنب صـــــراع نــــــووي، مــعــربــا عـــن أمـــلـــه فـــي أن تتخذ «دول أخرى هذا املوقف املسؤول». وبـيـنـمـا يـــواصـــل الـجـيـش الــروســي الـــتـــقـــدم نـــحـــو شـــــرق أوكــــرانــــيــــا، أعـلـنـت وزارة الدفاع، الخميس، سيطرتها على بلدة صغيرة قرب كوراخوفي في شرق أوكرانيا. وباتت القوات الروسية اآلن قريبة مــــن تـــطـــويـــق هـــــذه املـــديـــنـــة الــصــنــاعــيــة الـــتـــي هــجــرهــا قــســم كـبـيـر مـــن سـكـانـهـا بــــســــبــــب الـــــخـــــطـــــر، ويـــــقـــــتـــــرب الــــجــــنــــود الـــــــروس أيـــضـــا مــــن بـــوكـــروفـــســـك، وهـــي مـديـنـة اسـتـراتـيـجـيـة أخــــرى فــي منطقة دونـيـتـسـك بـالـنـسـبـة إلـــى لوجيستيات الجيش األوكـــرانـــي. وهـــذا الـتـقـدم مقلق لكييف التي تخشى أن تدفع إلى طاولة املفاوضات في موقف ضعف. مــــن جـــانـــب آخـــــر أعـــلـــنـــت الــــواليــــات املتحدة، الخميس، حزمة من العقوبات مــؤســســة مصرفية 50 تـسـتـهـدف نــحــو روسية؛ بهدف الحد من «وصولها إلى النظام املالي الدولي»، وتقليص تمويل املجهود الحربي الروسي في أوكرانيا. وتــطــال هـــذه الـعـقـوبـات الـتـي تستهدف خـصـوصـا الـــــذراع املــالــيــة لـشـركـة الـغـاز مكتب 40 الــعــمــاقــة «غـــــازبـــــروم»، نــحــو مــــديــــرًا ملــؤســســات 15 تــســجــيــل مـــالـــي و مالية روسية. أشخاص يحتمون داخل محطة مترو خالل هجوم عسكري روسي على أوكرانيا (أ.ف.ب) كييف - موسكو: «الشرق األوسط» أعلنت الواليات المتحدة أمس حزمة من العقوبات مؤسسة 50 تستهدف نحو مصرفية روسية قالت إن ترمب كان «مفتوناً» ببوتين... والرئيس الروسي كان منشغال بشكل أوحد بالواليات المتحدة ميركل تعود مع مذكراتها وتبرر رفضها دعم عضوية أوكرانيا لـ«الناتو» بعد ثلثة أعوام على تقاعدها، عادت املستشارة األملانية السابقة أنجيل ميركل إلى األضواء بمذكرات عن حياتها، ودافعت عن معارضتها لضم سريع ألوكرانيا إلى حلف شمال األطلسي (الـنـاتـو)، وتحدثت فيه عن علقتها وانطباعاتها بالرئيسي الـــــروســـــي فـــاديـــمـــيـــر بــــوتــــن واألمــــيــــركــــي دونالد ترمب. وبررت ميركل في كتابها الذي يصدر الثلثاء املقبل تحت عنوان «حرية»، الذي نــشــرت صـحـيـفـة «دي تـــزايـــت» مقتطفات مـــنـــه، مــوقــفــهــا الــــرافــــض لـــضـــم أوكـــرانـــيـــا للناتو، قائلة إنها كانت تخشى من رد فعل روسـيـا. وكتبت املستشارة السابقة التي يحملها كثير مـن األوكــرانــيــن مسؤولية الحرب مع روسيا، أنه عندما تمت مناقشة عـضـويـة كــل مــن أوكــرانــيــا وجــورجــيــا في 2008 اجتماع «الناتو» في بوخارست عام «فـهـمـت رغــبــة دول وســـط وشــــرق أوروبــــا بأن تصبح أعضاء في الناتو بأسرع وقت مـمـكـن»، وأضــافــت: «ولـكـن قـبـول عضوية دولة يجب أن يجلب األمن ليس فقط لهذه الدولة، بل أيضا لـ(الناتو)». وتابعت أنها عـدّت وجـود األسطول الروسي في البحر األسود في القرم سيكون مشكلة، مضيفة: «ليس ألي دولــة أخــرى مرشحة لعضوية (الـنـاتـو) هـذا الترابط مـع البنية التحتية العسكرية الـروسـيـة. وأكـثـر مـن ذلـــك، كان فـقـط جـــزء صـغـيـر مـــن األوكـــرانـــيـــن آنـــذاك يدعمون عضوية بل دعم لـ(الناتو)». ووصـــفـــت اعـــتـــقـــاد الــبــعــض بــــأن ضم أوكرانيا وجورجيا لـ«الناتو» سيحميهما مــن «اعــــتــــداءات بــوتــن» أشــبــه «بــالــوهــم». وكـــتـــبـــت: «اعــــتــــقــــدت بــــأنــــه وهـــــــم، أن مـنـح أوكرانيا وجورجيا وضع املرشح لعضوية (الناتو)، سيحمي الدولتي من اعتداءات بــوتــن، وأن هـــذا سيشكل رادعــــا لـبـوتـن، ويـقـبـل الــتــطــورات مــن دون أن يـتـصـرف». وتــابــعــت تـــتـــســـاءل: «هــــل كــــان هــــذا ممكنا آنـــــــذاك، فـــي حـــالـــة الـــــطـــــوارئ، أن تــــرد دول (الــــنــــاتــــو) عـــســـكـــريـــا، بـــالـــعـــتـــاد والـــجـــنـــود، وتتدخل؟ هل كـان يمكن تصور أن أذهـب، بصفتي مستشارة، إلـى البرملان األملاني، وأطلب تفويضا ملشاركة الجيش األملاني بذلك وأحظى باملوافقة؟». ، كانت 2008 وآنذاك، أي في نحو عام العقيدة العسكرية األملانية مختلفة عما هي عليه اليوم، ودأبـت أملانيا منذ نهاية الـحـرب العاملية الثانية على اعتماد عدم التدخل عسكريا في أي صـراعـات جارية، إن كــــان بــالــعــتــاد أو بــالــجــنــود. وتـــشـــارك قواتها فقط مع عمليات سلم ضمن قوات األمـــــم املـــتـــحـــدة فـــي مــنــاطــق انــتــهــى فيها الـــصـــراع. وحــتــى تـلـك املــشــاركــات تخضع لــتــفــويــض ســـنـــوي مــــن الــــبــــرملــــان، وكـــانـــت تواجه أحيانا معارضة شديدة خاصة من األحزاب اليسارية. ولكن مع بداية الحرب فـي أوكـرانـيـا، تغيرت العقيدة العسكرية األملــــانــــيــــة، وكــــــان أعـــلـــن عــنــهــا املــســتــشــار أوالف شولتس في خطابه الشهير «نقطة تـــــحـــــول»، حـــيـــث أكـــــد أن أملـــانـــيـــا ســتــدعــم أوكرانيا عسكريا للدفاع عن نفسها. واسـتـنـتـجـت مــيــركــل فـــي كــامــهــا عن عـــضـــويـــة أوكــــرانــــيــــا لـــــ«الــــنــــاتــــو» وتـــبـــريـــر معارضتها لـهـا، بــأن اجتماع بوخارست تــوصــل إلـــى تـفـاهـم وحـــل وســــط. وكـتـبـت: «واقــــع أن جـورجـيـا وأوكــرانــيــا لــم تحظيا بوعد لخريطة طريق للنضمام للحلف، كـان بالنسبة لهما جوابا بالرفض. ولكن واقــــــع أن (الــــنــــاتــــو) قـــــدم لــهــمــا فــــي الـــوقـــت نفسه وعدًا عاما بالعضوية، كان بالنسبة لبوتي جوابا باإليجاب لعضوية (الناتو) لكل البلدين، أو إعلن حرب». وكــــتــــبــــت مــــيــــركــــل كـــــذلـــــك عــــــن رأيــــهــــا الــشــخــصــي فـــي بـــوتـــن، مـــؤكـــدة روايــــــة تم تــداولــهــا لـسـنـوات عــن خـوفـهـا مــن الـكـاب واســـتـــخـــدام بــوتــن ذلـــك إلخـافـتـهـا عندما أدخل كلبه الكبير من نوع «البــرادور» إلى اجتماع كان يعقده معها في الكرملي. وذكــــرت أيــضــا أنـــه كـــان غـالـبـا يتأخر على االجتماعات لجعل زواره ينتظرون عن عمد. وكتبت: «يمكن أن نجد ذلك طفوليا، وسلوكا مستهجنا، ونهز رأسنا له، ولكن هـــذا ال يجعل مــن روســيــا أقـــل أهـمـيـة على الـسـاحـة الـــدولـــيـــة». وقــالــت إن بــوتــن كـان «منشغل بشكل أوحد بالواليات املتحدة»، وكأنه «يحن» أليام الحرب الباردة. ومـثـلـمـا تــحــدثــت مــيــركــل عـــن افـتـتـان بــــوتــــن بــــالــــواليــــات املــــتــــحــــدة، ذكـــــــرت فـي املقابلة أن الرئيس دونالد ترمب كان أيضا مفتونا بـبـوتـن. وكتبت أن تـرمـب سألها خــال اجتماع بينهما فـي البيت األبيض عن علقتها ببوتي. وأضافت: 2017 عـام «كــــان واضــحــا أنـــه كـــان مـفـتـونـا بالرئيس الـــروســـي، وفـــي الــســنــوات الــتــي تــلــت، كـان انطباعي أن السياسيي الـذيـن يتمتعون بـمـيـول أوتــوقــراطــيــة وديـكـتـاتـوريـة كـانـوا يتركون أثرًا عليه». وفـــــــي األشـــــهـــــر األخــــــيــــــرة مـــــن واليـــــة ميركل، كـان ترمب قد فـاز بالرئاسة وبدأ عهده األول. وكـان معروفا أن العلقة بي ميركل وترمب لم تكن جيدة على املستوى الشخصي. ولم تخف ميركل ذلـك، وحتى أنها كتبت في مذكراتها التي طبعت قبل نتائج االنتخابات األميركية، أنها تأمل أن تفوز كـامـاال هـاريـس بالرئاسة، وتصبح «أول سيدة أميركية» تصل إلى املنصب. وتـــحـــدثـــت مــيــركــل كـــذلـــك عـــن لـقـائـهـا الـشـهـيـر بــتــرمــب فـــي الــبــيــت األبـــيـــض عــام ، والذي بدا فيه وهو يتجاهل طلبها 2017 لـــه بــاملــصــافــحــة أمـــــام املـــصـــوريـــن. وكـتـبـت عن ذلـك أنـه بـدا وكأنه لم يفهم طلبها، ثم أمـطـرهـا بـوابـل مـن األسـئـلـة حــول نشأتها تحت حكم الـديـكـتـاتـوريـة. وكـبـرت ميركل في أملانيا الشرقية التي كـان تحت الحكم السوفياتي، وتعلمت الروسية أسـوة بكل األطفال في أملانيا الشرقية آنذاك. وتابعت عن ذاك االجتماع، بأنه بعد أن سألها عن نشأتها وعلقتها بالرئيس بـوتـن، فإنه تـابـع بقية االجـتـمـاع بتوجيه االنـتـقـادات لــهــا. وكــتــبــت: «ادعـــــى أنــنــي دمــــرت أملـانـيـا بالسماح لعدد كبير من اللجئي بالدخول ، واتـهـمـنـا فــي أملـانـيـا 2016 و 2015 عــامــي بإنفاق القليل على الدفاع، وانتقدنا بسبب العادات التجارية غير العادلة»، واشتكى من العدد الكبير من السيارات األملانية في شوارع نيويورك. ووصـــــفـــــت الــــحــــديــــث بـــيـــنـــهـــمـــا بـــأنـــه كـــان «عــلــى مـسـتـويـن مـخـتـلـفـن»، وقـالـت إن تــــرمــــب كــــــان «يــــتــــحــــدث عـــــن املـــســـتـــوى العاطفي، وأنـا على املستوى العملني». ووصـفـتـه بـأنـه يـــرى كــل شـــيء مــن منظار «قطب عـقـارات، وال يبدو أنـه يفهم معنى تداخل االقتصاد العاملي». وهذه الخلفات الـــكـــبـــيـــرة مــــع تـــرمـــب دفـــعـــهـــا حـــتـــى لـطـلـب الــنــصــيــحــة فــــي الـــتـــعـــامـــل مـــعـــه، مــــن دون تسميته، مــن بـابـا الـفـاتـيـكـان الـــذي زارتـــه ، وكتبت عـن ذلـــك: «مــن دون أن 2017 عــام أذكــــر أســـمـــاء، سـألـتـه عــن كـيـفـيـة الـتـعـامـل مـع أشـخـاص مهمة ذات أفـكـار متناقضة تــمــامــا». وقــالــت إن الـبـابـا فـهـم فـــورًا عمن تتحدث ورد بالقول: «انحني ثم انحني ثم انحني، ولكن إيـاك أن تنكسري». وعلقت على ذلك بأن الرد أعجبها. برلين: راغدة بهنام لقاء ميركل وبوتين بحضور كلب الرئيس الروسي (أ.ف.ب)
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==