يوميات الشرق السفير األميركي: المنتدى هو نتيجة عام من التعاون بين سفارتنا ووزارة التّعليم السعودية ASHARQ DAILY 21 Issue 16795 - العدد Thursday - 2024/11/21 اخلميس : الفن الحقيقي يُحاكي الذاكرة الرسامة اللبنانية لـ بالجدّات والقطط ومواسم الزيتون... آية دبس ترسم التعلُّق بالمكان لـــم تـتـعـمَّــد الـــرســـامـــة الـلـبـنـانـيـة آيــة دبس التحوُّل إلى الجئة، وإنما بدفع من تكدُّس األهوال، تُحدِّث «الشرق األوسط» من كاليفورنيا. كانت في الثانية عشرة عندما رسـمـت لوحتها األولــــى؛ شجرة. وملــــا اشـــتـــدَّت إبـــــادة جـنـوبـهـا الـلـبـنـانـي، ســـألـــت إنـــقـــاذهـــا مـــن عــلــى جــــــدران مـنـزل العائلة هـنـاك؛ خشية مُشاركته املصير املريع. تشبه موضوعاتها املكان وناسه، وتــــــرســــــم مــــــواســــــم الـــــزيـــــتـــــون والــــبــــيــــوت العتيقة. تهوى رسم الجدّات، ففيهن ترى العُمر املحال على الهدوء. قــصـدت بـــيـــروت لـــلـــدراســـة فـــي كلية الـفـنـون الـجـمـيـلـة، فلمحت فــي عمارتها جــــســــر تـــــواصـــــل بـــــن الــــحــــجــــر والــــبــــشــــر. تَـــاصُـــق أبنيتها ألـهـمـهـا رســـم الـتـقـارُب اإلنساني، فـإذا بصُور طفولتها ورائحة األرض فــي قريتها الجنوبية تلتحقان بـاملـشـهـد الــبــيــروتــي، وتــجــعــان الـفـنـانـة تــعــكــس عـــلـــى الـــوســـائـــط مــــا يــعــتــمــل فـي الروح. تــــصــــف الـــــفـــــن بـــــ«الــــحــــقــــيــــقــــي» حــن يؤدّي دوره حيال «األشياء القريبة» قبل مُطالبته بتجسيد «ما هو بعيد». تُحمّله وظـيـفـة «املــراقــبــة والــتــقــاط الـتـفـاصـيـل»، فيستدعي إلـــى وسـائـطـه «مـــا قــد ال تــراه عيون اآلخــريــن». والفنانة، إن استقالت مـــن الـــرســـم بــالــريــشــة واأللـــــــــوان، مُــعـلـنـة تــحــوَّلــهــا إلــــى احـــتـــراف فــــن الـديـجـيـتـال، تُــشــيَّــد فـــي أعــمــالــهــا اخــــتــــزاالت عـاطـفـيـة غذَّتها ذاكرة ثرية بالصور وخيال يجيد الـشـحـطـات بــشــرط اإلبـــقـــاء عـلـى صلتها بالواقع. ويحلو لها رســم الـشـرفـات، وبولع مُشابه ترسم القطط. هـذا اللطف الـذي يـسـيـر عـلـى أربــــع ويُـــصـــدر مــــواء رقـيـقـا، يـــتّـــخـــذ فـــــي رســـــــوم آيــــــة دبــــــس مــســاحــة عــريــضــة. تـعـلّــقـهـا بـالـقـطـط تــجــسَّــد في الـــفـــنّ، أســـــوة بــأشــكــال الــتــعــلُّــق األخــــرى املستقاة من ذاكرة القرية ووجوه عصيّة على الغياب. وملّا طارد التوحُّش إنسان غـــــزة، رســـمـــت طــاعــنــة فـــي الـــســـن تُـــغـــادر منزلها مُحمَّلة بكنبتها على ظهرها. تـــمـــدُّد الـــنـــار إلـــى لـبـنـان أشــعــل الـتـفـاعـل مـــجـــددًا مـــع الـــرســـم، لـــتـــجـــاوُز املـــوضـــوع حيّزَه ومحاكاته ضحايا الحروب على األرض. الوفاء للمكان جعل تناوُل إشكالية النزوح الطارئة جراء الحرب، مُلحَّا. وها هي تحضُر في رسومها، كأنها تتدفّق لتشغل املـسـاحـة بمظاهر هـــذا الـتـدفُّــق، فـــيـــتـــراءى الـــشـــوق والــحــنــن واالنـــســـاخ والـــغـــصّـــة. تـــقـــول: «أحــــــب املــــكــــان. أحـمـل مـــنـــزلـــي أيـــنـــمـــا غــــــــــادرت. وفــــيــــه قـطـطـي وكـــنـــبـــتـــي. رســــمــــت الــكــنــبــة ألنـــهـــا املــــاذ الحميم. باستطاعتها نَقل املرء من حالة مزاجية إلـى أخــرى. املساحة الشخصية تُسلَب من مالكها بفعل النزوح، فأجدني أرسم واقع االنسلخ. حي أغادر منزلي، ال أعـــــــود أنـــــــا. أشــــعُــــر بـــالـــبُـــعـــد. كــأنــنــي طــــوال الـــوقـــت أطــــرح ســـــؤاال واحــــــدًا: أيــن أشيائي؟». لصد هذه الغربة، سعت والدتها من مكان النزوح إلى إحضار ألبوم الصور، فـا تـتـوحَّــش الـذكـريـات فـي مـنـزل غــادره ناسه. تـرى أنها «قصة سعيدة وحزينة في آن، لكن األهم أال نشعر بأننا غرباء». األم نفسها املعتادة على حصاد الزيتون وإعداده للمواسم، أبت شراءه جاهزًا من محلت البيت، لتتقصَّد رص ما وصلها مـنـه بـيـديـهـا والــتــأكُّــد مــن مـلـحـه ومــائــه. ترسم هـذه املُشاهدات، واألمــل بالعودة، مُمتهنة فَــلْــش الـصـور لـضـخ الـحـيـاة في ذاكرتها البصرية واإلبقاء على اتّقادها. ارتـــبـــاط املـــوضـــوع بــالــواقــع يصيب الفنانة باحتمال تسلُّل العجز، فتجد أن عمل على صلة باملوت املتواصل يتعذَّر اكتماله سريعا. تقول: «لسنا في وضعية إنــــهــــاء األشــــغــــال ثــــم إغــــــاق الـكـمـبـيـوتـر والتفرُّغ للنهيار. رسم املوضوع القاسي يمس الحالة النفسية. نُعبّر بالفن ونجد فسحاتنا للبوح والـتـشـارُك، لـكـن قسوة املوضوع ال مفر من تجاهلها». وتـــــرى أن الـــفـــنـــان ال يــضــيــف شيئا إن نَقَل الصورة نسخة طبق األصـل إلى فضائه التشكيلي. ذلــك ألنـهـا تُميّز بي الفوتوغرافيا والرسم، وتجد اختلفا بي املجالَيْ. تستغرب ما يبدو لها استعجاال فــي رســـم صـــور ضـحـايـا الـــحـــروب مـثـاً، وتصف الفعل بـ«تسلُّق اللحظة». يتهيّأ لـهـا الـعـالـم ظــــاالً، النــســاخ األمــاكــن عن نــاســهــا، والـــنـــاس عــن أمـاكـنـهـم، وتــأجُّــج الـشـوق. تشبّثها بـاملـوضـوع، وهــو واقـع اإلنسان على األرض، يتصدَّر في السلم والـــحـــرب. الــفــارق أنـــه فــي األيــــام الـهـادئـة ترسمه بحميمية وعاطفة. واآلن يطفو الـــحـــزن، ويــلــح الـحـنـن إلـــى مـنـزل الـجـدّة والذكرى الجميلة وجَمعة العائلة. رسْم التاريخ والطفولة شغفها. اليوم تؤملها األمكنة وتشتاق إليها. ترسمها بمشاعر ال تُفسَّر. ترى أن الفنان ال يضيف شيئا إن نَقَل الصورة نسخة طبق األصل إلى فضائه التشكيلي (آية دبس) بيروت: فاطمة عبد هللا لتعزيز تبادل المعرفة وشراكات طويلة األمد بين الجامعات شراكة سعودية ــ أميركية لدعم تعليم العربية واإلنجليزية بين البلدين انـطـلـقـت فــي الـــريـــاض أعــمــال منتدى شــــــراكــــــات الـــتّـــعـــلـــيـــم الــــعــــالــــي الــــسّــــعــــودي األمـــيـــركـــي، بــمــشــاركــة قـــيـــادات مـــن جـهـات سعودية وأميركية، لتعزيز تبادل املعرفة وشــــراكــــات طــويــلــة األمـــــد بـــن الــجــامــعــات السعودية واألميركية، وتنفيذ مشروعات نـــوعـــيـــة فــــي مــــجــــاالت أولـــــويـــــات الــجــهــات الوطنية ومستهدفاتها. وشـهـد املـنـتـدى توقيع مـذكـرة تفاهم تـهـدف إلــى تعزيز الـتـبـادل التعليمي بي البلدين، وإقامة شراكات تعليمية وعلمية جـديـدة، مـمّــا يفتح املـجـال لـتـبـادل املعرفة واالبـتـكـار وتـنـقّــل الــطّــاب والـبـاحـثـن بي البلدين. وقـــال مـايـكـل راتــنــي، سفير الــواليــات املـتـحـدة لـــدى الــســعــوديــة، إن املـنـتـدى هو نــتــيــجــة عــــــام مــــن الــــتــــعــــاون بــــن الـــســـفـــارة األميركية ووزارة التّعليم السعودية بهدف تعزيز التبادل التعليمي الثنائي وزيادته بي البلدين. وأفـــاد راتـنـي، فـي حـديـث مـع «الـشـرق األوسط»، أنه باإلضافة إلى إرسال الطلب الـسّــعـوديـن إلـــى الـــواليـــات املـتـحـدة، حيث درس مئات اآلالف منهم هناك، فإن املنتدى يعزّز الطموح لرؤية تعاون تعليمي ثنائي حقيقي، يشمل اسـتـقـدام األمـيـركـيـن إلـى اململكة، وأضـــاف: «جلبنا ممثلي رفيعي جامعة 40 املستوى، مـن قـيـادات أكـثـر مـن وكـــلـــيـــة أمـــيـــركـــيـــة ومــــؤســــســــات تـعـلـيـمـيـة كبرى إلى اململكة هذا األسبوع للعمل مع نظرائهم السعوديي من جميع الجامعات الـسـعـوديـة، بــاإلضــافــة إلـــى مـسـؤولـن من وزارة التّعليم وأجــزاء أخـرى من الحكومة السعودية». وأكـــــد سـفـيـر الــــواليــــات املــتــحــدة لــدى الـــســـعـــوديـــة، أن الـــفـــكـــرة مــــن املـــنـــتـــدى هـي اسـتـكـشـاف مـــجـــاالت الــشــراكــة والــتــعــاون، واالســـتـــفـــادة مــمّــا سـيـنـبـثـق عـــن الــلــقــاءات والــنــقــاشــات بـــن الــجــامــعــات السـتـكـشـاف املــجــاالت الـتـي يمكنهم توسيع شراكتهم فيها. ولدى سؤاله عن خطط الفتتاح فروع لـلـجـامـعـات األمــيــركــيــة داخــــل الـسـعـوديـة، قــال راتـنـي إن الـتـبـادل التعليمي الثنائي يـمـكـن أن يـــحـــدث عــلــى أي مــســتــوى، ومــن ذلـــك سـفـر الـــطـــاب بـــن الــبــلــديــن، أو قـــدوم األساتذة للتدريس في أي منهما، أو تنفيذ مـشـروعـات بحثية مشتركة، حتى إنشاء مراكز أبحاث. وأضـــــــاف: «قــــد يــشــمــل أيـــضـــا افــتــتــاح جــــامــــعــــات فــعــلــيــة مـــشـــتـــركـــة، فـــفـــي الـــعـــام املــــاضــــي، وقّـــعـــت الـــســـعـــوديـــة اتــفــاقــيــة مع جـامـعـة واليــــة أريــــزونــــا، وهـــي واحـــــدة من أكـــبـــر الـــجـــامـــعـــات فـــي الــــواليــــات املــتــحــدة، إلنـشـاء حـــرم جامعي هنا فـي السعودية، وســيــكــون مـشـتـركـا مــع جـامـعـة سـعـوديـة، ما يعني أنه سيكون جامعة واحدة يجري إنـــشـــاؤهـــا بــالــشــراكــة مـــع جــهــة ســعــوديــة، وتــمــنــح درجــــــات عـلـمـيـة مــعــتــرف بــهــا في كلتا الجامعتي، في السعودية والواليات املـــتـــحـــدة»، مـــؤكـــدًا أن تــلــك الـــخـــطـــوة تُــعــد «نــمــوذجــا مـبـتـكـرًا لـلـغـايـة، ويـعـكـس نـوع التفكير املبتكر الــذي نُقدمه مـع الحكومة السعودية لتوسيع شراكتنا التعليمية، ونأمل أن يكون هناك مزيد من هذا النوع من التعاون». وحــــظــــي املــــنــــتــــدى بـــجـــلـــســـات نـــقـــاش عــــلــــمــــيــــة حــــــــــول فــــــــــرص تـــــــبـــــــادل الـــــطـــــاب والباحثي فـي مؤسسات التعليم العالي فـي البلدين، وعـــرض ملستهدفات برنامج خــــادم الــحــرمــن لــابـتـعــاث، والــتّـــحـول في امللحقيات الثقافية، وآليات إنشاء برامج علمية مشتركة، وافتتاح فروع للجامعات الــــدولــــيــــة فــــي املـــمـــلـــكـــة، وعـــــــرض لــقــصــص الـنـجـاح مــن الـجـانـبـن فــي مـجـال الـتـعـاون الــــدولــــي، ومــنــاقــشــة فــــرص تـــعـــاون ثـاثـيـة تــجــمــع الـــجـــهـــات الـــحـــكـــومـــيـــة فــــي املـمـلـكـة بـالـجـامـعـات مــن الـبـلـديـن، بــاإلضــافــة إلـى اجتماعات ثنائية بي مسؤولي الجامعات السعودية واألميركية. من جهته، قال رفيق منصور، مساعد وزير الخارجية األميركي لشؤون التعليم والــــثــــقــــافــــة، إن املــــاضــــي الـــــــذي يــــربــــط بـن الـبـلـديـن يــعــزّز اسـتـمـرار الــشــراكــة، ولدينا ألـــــــف طـــــالـــــب ســـــعـــــودي درس 700 نــــحــــو فـــي الــجــامــعــات األمــيــركــيــة خــــال الـعـقـود السابقة، حيث تمثّل السعودية أكبر نسبة من طلب منطقة الشرق األوسط املبتعثي إلى مؤسسات التّعليم األميركية، ونتطلّع من خلل هذه املسيرة إلى املستقبل، وإلى تعزيز التبادل التعليمي، سواء للطلب أو األساتذة والباحثي. وأكــــــــــــد مــــــنــــــصــــــور، فــــــــي حــــــديــــــث مـــع «الـــــشـــــرق األوســـــــــــط»، أن االتـــفـــاقـــيـــة الــتــي أُبـــرمـــت مـــن خــــال هــــذا املــنــتــدى ستساهم في تعزيز التبادل التعليمي بي البلدين بوتيرة أقــوى وأســـرع، وتساعد فـي تلبية احــتــيــاجــات الـبـلـديـن فـــي مـــجـــاالت حيوية عــــــدّة، مــثــل مـــجـــاالت الــــذكــــاء االصــطــنــاعــي والفنون والطب العام. وُقّعت خالل المنتدى اتفاقية لتعزيز التعاون التعليمي بين البلدين (السفارة األميركية لدى السعودية) الرياض: عمر البدوي طاعنة في السن تُغادر منزلها مُحمَّلة بكنبتها على ظهرها (آية دبس) حظي المنتدى بجلسات علمية بين الجانبين (وزارة التعليم)
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==