issue16795

يوميات الشرق ASHARQ DAILY 20 Issue 16795 - العدد Thursday - 2024/11/21 اخلميس ال يستطيع هذا العالم أن يُنجب خالل ألف عام أكثر من فيروز واحدة (الحلقة الثالثة) «حزب الفيروزيين»... هكذا شرّعت بيروت ودمشق أبوابها لصوت فيروز انـــطــلـــقـــت فــــيــــروز فــنــيــا مــــع دخــولــهــا . وواصلت 1950 اإلذاعة اللبنانية في شتاء مــســيــرتــهــا بـــثـــبـــات خـــــال الــــعــــام الـــتـــالـــي، 1952 وحــقّــقــت نــجــاحــا كــبــيــرًا بـــن عــامــي ، بعد ارتباطها باألخوين رحباني 1953 و بــشــكــل أســــاســــي، كـــمـــا تــشــهــد الــصــحــافــة الــتــي رافــقــت هـــذه املــســيــرة. تـابـعـت مجلة «الـصـيـاد» نشاط «الـثـالـوث الفني املؤلف مـــن األخـــويـــن عــاصــي ومــنــصــور رحـبـانـي واملـــطـــربـــة فـــــيـــــروز»، خـــــال تـــلـــك الــحــقــبــة، وامتدحت بشغف بالغ هـذه املطربة التي «تملك قــدرة عظيمة على تنويع األنـغـام، وتـــــــــؤدي الـــلـــحـــن الــــغــــربــــي بـــنـــفـــس الــــقــــوّة والنجاح اللذين تؤدّي بها لحن (العتابا) و(أبــــــــو الـــــزلـــــف) واملــــوشــــحــــات والـــلـــيـــالـــي واألدوار». أولى الحفالت بين بيروت ودمشق تــــــوزّع هــــذا الـــنـــشـــاط الــفــنــي الــغــزيــر عـلـى اإلذاعـــــة الـلـبـنـانـيـة و«مـحـطـة الـشـرق األدنــــى»، ولــم يتخط هــذا اإلطـــار إال نــادرًا ،1952 ) فبراير (شـبـاط 21 كما يـبـدو. فـي نـــشـــرت «الــــصــــيــــاد» خـــبـــرًا قـــصـــيـــرًا يـــقـــول: «كــــانــــت املــــطــــربــــة فــــيــــروز كــــوكــــب الــحــفــلــة الفنية التي أقامتها لجنة مؤازرة التسلُّح فـــي دمـــشـــق؛ فــقــد اســتــطــاعــت هــــذه الـفـتـاة الــصــغــيــرة أن تـمـتـلـك عـــواطـــف الـجـمـهـور بـأغـانـيـهـا الـخـفـيـفـة الـــراقـــصـــة». ويـتّــضـح عـنـد مـراجـعـة الـتـقـاريـر الـتـي رصـــدت هـذا الـحـدث أن الـعـرض كـان حفل جماعيا من تنظيم سيدات دمشق، يهدف إلى مؤازرة حركة التسلُّح في الجيش الـسـوري، أُقيم فــي قــاعــة سينما دمــشــق، بــرعــايــة رئيس الدولة فوزي سلو، ورئيس األركان العامة للجيش السوري العقيد أديب الشيشكلي. أعــــــــد بـــــرنـــــامـــــج هــــــــذا الــــحــــفــــل مـــديـــر اإلذاعـــــــة الـــســـوريـــة، أحـــمـــد عـــســـة، وتـــطـــوّع للغناء فيه عـدد مـن النجوم، منهم حليم الـــــرومـــــي، وســــعــــاد مـــحـــمـــد، وحـــــنـــــان، مـع الفرقة السيمفونية لإلذاعة السورية التي أنشأها أحمد عسة، كما أن سيدات دمشق قدّمن فيه استعراضا راقصا يستلهم الفن الشعبي السوري. كـتـبـت مـجـلـة «اإلذاعـــــــــة»، فـــي وصــف إطللة النجمة الشابة األولى على املسرح الدمشقي: «قوبلت فيروز بعاصفة شديدة مـــن الــتــصــفــيــق؛ فــالــجــمــهــور كــــان يــتــرقّــب ظهورها على املسرح بفارغ الصبر، ليرى وجه هذه املطربة التي أحب صوتها على أمـواج األثير، وكانت فيروز في خوف من هذا املوقف، ولم تكن واثقة من نفسها ومن قدرتها على السيطرة على هذا الجمهور، ولكن التصفيق أعطاها شيئا مـن القوة، فـــانـــطـــلـــقـــت تـــمـــأ جــــو الــــقــــاعــــة بــأغــانــيــهــا املــرحــة وصـوتـهـا العميق الــعــذوبــة، وبـن املقطع واملقطع، كان التصفيق يدوِّي لهذه املطربة التي بلغت القمة». تذكر مجلة «اإلذاعة»، في مايو (أيار)، مـشـاركـة حـيَّــة أخـــرى للمغنية الـشـابـة في أول ســهــرة أقــامــتــهــا «نــقــابــة املـوسـيـقـيـن املــحــتــرفــن» فـــي بـــيـــروت، وتـــقـــول: «كــانــت املـــطـــربـــة املـــبـــدعـــة اآلنــــســــة فــــيــــروز كــوكــب الــســهــرة بـصـوتـهـا الـعـمـيـق الـــحـــالـــم، وقــد حـــيّــت األخـــطـــل الـصـغـيـر األســـتـــاذ بــشــارة الـخـوري بقصيدة: (يــا قطعة مـن كـبـدي)، الــــتــــي ألـــفـــهـــا شـــاعـــرنـــا الـــكـــبـــيـــر لــكــريــمــتــه املصونة (وداد)، التي كانت بي املدعوات إلى السهرة مع والدها الشاعر الكبير». فـي هــذا املــيــدان كـذلـك، نـشـرت مجلة «اإلذاعـة»، في أول يونيو (حزيران)، مقاال حــول مسرحية عنوانها «غـابـة الـضـوء»، قُدّمت في كلية البنات األميركية (جونيور كــــولــــيــــدج)، فــــي حـــضـــور رئـــيـــس الــــــــوزراء سامي بك الصلح وبعض الوزراء والنواب والـصـحـافـيـن: «وهــــي أســطــوريــة شعرية مـــن تـلـحـن األخـــويـــن رحـــبـــانـــي، اشـتـركـت بالتمثيل والغناء فيها إلى جانب طالبات (جــونــيــور كــولــيــج) املــطــربــة ذات الـصـوت الساحر الحالم فيروز». في املقابل، نقلت املجلة فـي الـعـدد نفسه خـبـرًا يتحدث عن تمثيلية بعنوان «طـــروب» مستوحاة من «أيـــــام هـــــارون الــرشــيــد وفـتـكـه بـالـبـرامـكـة وضعها نـقـوال بـسـتـرس، ولَحَّنها جـورج فرح، وغنَّتها فيروز، ومثَّلها طلب معهد الـتـمـثـيـل فـــي الــكــونــســرفــتــوار الــوطــنـــي». وأضـــافـــت: «الـتـمـثـيـل مـــوفَّـــق، وقـــد أثبتت فيروز من جديد أنها مطربة ممتازة». تصفيق الناس «ينرفزها شكّلت تلك اإلطـــاالت الحية حاالت نــــادرة فــي مـسـيـرة فــيــروز األولــــى، ويـبـدو أنها لم تتكرّر خلل األعــوام التالية؛ ففي سبتمبر (أيـــلـــول)، كـتـبـت «الــصــيــاد»: 18 «اعتذرت املطربة فيروز عن العمل في أحد امللهي الكبرى بعالية، رغم املرتب الجيد الـــــذي وُضـــــع لـــهـــا، وكـــانـــت حــجــة املـطـربـة أنــهــا ال تستطيع مــواجــهــة الـجـمـهـور كل ليلة، والتخلي عـن فضيلة الخجل التي تـــازمـــهـــا دائــــمــــا». تــتــضــح هــــذه الـــصـــورة في تعليق نشرته مجلة «اإلذاعــــة»، تحت عــــنــــوان «فــــيــــروز قــبــضــايــة االســــتــــوديــــو»، ونصّه: «سيدة األغاني الشعبية الراقصة، تلميذة املعهد املوسيقي الوطني واملعهد الرحباني، وهي كثيرًا ما تُسجّل أغانيها أثــنــاء الـقـيـام بـالـبـروفـات، أي أنـهـا تحفظ األغـــنـــيـــة وتــســجــلــهــا فــــي وجـــبـــة واحــــــدة، وليس لديها أي مانع من أخذ دور غيرها فـــــي أي لـــحـــن كـــــــان. ومــــــن طـــبـــاعـــهـــا أنـهـــا تخشى املسرح وعيون الناس، وتصفيقهم (ينرفزها) لدرجة أنها تنسى الكلم الذي يجب أن تقوله. وحدث لها مرة أنها كانت تـغـنـي (مـــاروشـــكـــا) فـــي الـبـيـسـن بـعـالـيـة، ونسيت الكلم، وانقلبت إلى شاعرة تؤلف كـامـا مــوزونــا، ولـكـن ال معنى لــه. أمــا في اسـتـوديـو اإلذاعــــة، فهي قبضاية تسيطر على رجــال التخت، وعلى رأسـهـم عاصي الرحباني بالذات، وال تتلعثم أبدًا ألنها ال تذيع أغنية إال والورقة في يدها». حقّقت فيروز نجاحا كبيرًا من خلل عملها اإلذاعي مع األخوين رحباني، وبلغ هــــذا الــنــجــاح ذروتـــــه مـــع أغــنــيــة «عـــتـــاب». كتبت «الصياد»، في األسبوع األخير من : «بــقــي أن نـقـول 1952 ) سـبـتـمـبـر (أيــــلــــول إن أغــنــيــة (عــــتــــاب) الـــتـــي لــحَّــنــهــا عـاصـي الـرحـبـانـي، وغـنَّــتـهـا فــيــروز، قــد أصبحت أغـــنـــيـــة الـــجـــمـــهـــور املـــفـــضـــلـــة فــــي الـــبـــيـــوت والـــــصـــــالـــــونـــــات، وبـــــــــدأت تــــهــــدد األغـــنـــيـــة الـشـعـبـيـة املــشــهــورة (عــالــلــومــا الــلــومــا)»، وهــــي األغــنــيــة الــتــي أطــلــقــت شــهــرة وديـــع الـصـافـي. وتحدثت «الـصـيـاد»، فـي مطلع ، عـــــن بــــــــروز نــــتــــاج األخــــويــــن 1953 عـــــــام رحـــبـــانـــي، وقـــالـــت: «كـــــان لــفــيــروز الـفـضـل األكبر على هذين الفنانَي، ألنها أحسنت إبراز ألحانهما بصوتها العاطفي القوي، خصوصا فـي أغنية (عــتــاب) الـتـي تـذوب فيها أمام امليكروفون، وتذوب معها قلوب املستمعي وعواطفهم». حزب «الفيروزيّين شـــكّـــل هـــــذا الــــثــــالــــوث ظــــاهــــرة فــنــيّــة شــــبــــابــــيــــة، ســـطـــعـــت فـــــي لــــبــــنــــان كــــمــــا فــي فـبـرايـر 11 ســـوريـــا خـــال ذلـــك الـــعـــام. فـــي (شـــبـــاط)، كـتـبـت «الــصــيــاد» تـحـت عـنـوان «الــــفــــيــــروزيــــون»: «فــــي دمـــشـــق عــــدد كبير مـــن الـــطـــاب والـــشـــبـــاب يـــســـمّـــون أنـفـسـهـم (الـــفـــيـــروزيـــن)، وذلــــك نـسـبـة إلـــى املـطـربـة اللبنانية جميلة الصوت وكثيرة الخجل (فـــــيـــــروز). لــقــد أصـــبـــح اســــم (فــــيــــروز) في الـــعـــالـــم الـــعـــربـــي عــلــى كـــل شـــفـــاه ولـــســـان، بـــل أصـــبـــح مِــــن أحــــب األســـمـــاء إلــــى قـلـوب الناس، خصوصا الشباب والطلب الذين يــردّدون أغانيها باستمرار، ويتحمّسون لها ولـأخـويـن رحـبـانـي حماستَهم ملجد وطني أو ظاهرة قومية». مـــــــــارس (آذار)، تـــطـــرّقـــت 15 وفـــــــي «الــصــيــاد» مــن جـديــد إلـــى هـــذه الـظـاهـرة، وقـالـت: «يـبـدو أن حـزب (الـفـيـروزيـن) بدأ يـتـوسـع ويـكـبـر إلـــى درجــــة أنـــه سينافس أكبر األحزاب السياسية في هذا البلد. فما كادت هذه املجلة تشير إلى أن أكثر الشبان السوريي بدأوا يحملون لقب الفيروزيي نسبة إلعجابهم بفيروز، حتى أخذ كثير من الشبان اللبنانيي والفتيات والسيدات يـــكـــتـــبـــون إلــــيــــنــــا مــــؤيــــديــــن هـــــــذا الــــحــــزب ومعلني انضمامهم إلـيـه، ألن إعجابهم بـــفـــيـــروز ال يـــقـــل بـــحـــال مــــن األحـــــــــوال عـن إعجاب إخوانهم السوريي. بقي أن نقول إنـه إذا كـان حـزب املطربة فيروز بـدأ يكبر ويـتـضـخـم، فـــإن لـذلـك سـبـبـن: أوّلــهــمــا أن صوت هذه املطربة عميق العذوبة، موقظ لآلالم النائمة في القلب والنفس، والثاني أن اللبنانيي كـرهـوا األحـــزاب السياسية القائمة على املنفعة الخاصة وإيقاظ الفنت الــنــائــمــة، وأصـــبـــحـــوا يـبـحـثـون بــالــســراج والفتيلة عن أحزاب مثل حزب فيروز توفر لهم الطمأنينة والبهجة». جـذبـت هــذه الـظـاهـرة سليم الـلـوزي يوم كان صحافيا يعمل في امليدان الفني، فـكـتـب تحقيقا قـصـيـرًا ملـجـلـة «الــكــواكــب» املصرية نُشر في يونيو (حـزيـران)، تحت عـــنـــوان «مــطــربــة تــهــاب املـــجـــد»، واسـتـهـل هــــــذا الـــتـــحـــقـــيـــق بـــالـــحـــديـــث عـــــن جـمـعـيـة «الـــفـــيـــروزيـــن» الــتــي يــرأســهــا فـــي بـيـروت سعيد فريحة ونجيب حنكش، ثـم انتقل إلى منزل فيروز الـذي «يقع في حي زقاق البلط بـيـروت، وهـو حي الطبقة العاملة في العاصمة اللبنانية»، وقـال إن املطربة «اندهشت من زيارة عدسة (الكواكب) لها؛ فـهـي لــم تعتد أضــــواء الـصـحـافـة وتـخـاف آالت الـتـصـويـر كـمـا تــخــاف الـظـهـور على املــــســــرح». فــســألــهــا: «وملـــــــاذا ال تــحــاولــن الـــظـــهـــور فـــي الــســيــنــمــا؟»، فـــأجـــابـــت: «إذا كـــنـــت أخـــــاف أن أظـــهـــر عــلــى املــــســــرح؛ فما بالك في السينما؟!». تضمّن هذا التحقيق صـورتـن استثنائيتي لـفـيـروز، وظهرت الحقا صور أخرى معاصرة التُقِطت خلل تلك الزيارة النادرة. في يونيو (حزيران) ، أشـارت مجلة «اإلذاعــة» إلى ابتعاد 1952 فيروز عن اإلعلم، وقالت إنها «على عداء مستمر مـع املــصــوِّريــن». وبـعـد مـــرور عام من الزمن، احتفلت «الصياد» بنشر صورة مـن نــوع «الـبـورتـريـه» لـفـيـروز، وقـالـت في تعليقها إن هـذا اإلنجاز تـم بعد أن «كتب قُـــــرَّاء كــثــيــرون يـطـلـبـون نـشـر صـــور الئـقـة للمطربة فــيــروز، ألن جميع الـصـور التي نُـــشـــرت لـهـا فـــي املـــاضـــي كــانــت مـــن الـنـوع الذي ال يشفي الغليل». استفتاء العشق شـــكَّـــلـــت فــــيــــروز ظــــاهــــرة فــــريــــدة مـن نوعها؛ حيث اشتهرت بـ«االختفاء الدائم وراء املـيـكـروفـون»، كما كتبت «الصياد»، . غير أن فنها 1953 ) فـي سبتمبر (أيــلــول حظي بـ«شعبية طغت على الجميع، من الطبقة األرسـتـقـراطـيـة إلـــى طبقة العمال والــكــادحــن». فـي ذلــك الشهر كـذلـك، نشر وفيق العليلي في مجلة «اإلذاعـــة» مقاال عــــنــــوانــــه «الــــفــــتــــاة الــــتــــي مـــســـحـــت جـمـيـع مطربي ومطربات الشرق العربي»، وكتب في مقدّمتها: «هــذه الفتاة التي لم يمض عليها إال ســنــوات مـــعـــدودة، وال يعرفها الناس إال من وراء املـذيـاع واملـذيـاع فقط، دخلت في نفوس جماهير الشرق العربي، وأصبحت الحلم الذي يراود مخيلتهم في الـلـيـالـي الــحــاملــات الــهــادئــات. هـــذه الفتاة التي ال يعرف أكثر الناس صورتها، وشكل وجهها، ولون عينيها، قد أصبحت الفكرة املسيطرة لكل من أحب الطرب واملطربي». قال العليلي إنه أجرى استفتاء مع عدد من الكُتّاب والوزراء والعائلت: «كانت الـنـتـيـجـة عـجـيـبـة، ألنــهــم كـلـهـم يعشقون هذه املطربة عشقا غريبا يصل في بعض األحــــيــــان إلــــى حـــد الـــهـــوس والـــتـــعـــصُّـــب»، واستشهد برئيس «دار األيتام اإلسلمية» فـي بـيـروت، محمد علي بيهم، ونقل عنه قوله إن «فيروز قد أعادت إلى نفسي حب الطرب العربي بعد أن سئمت أغاني كبار املـــطـــربـــن واملـــطـــربـــات وألـــحـــانـــهـــم املـائـعــة املتشابهة وأصواتهم التي ال تتغير. وأكثر مـن ذلـــك، لقد أصبحت أكـثـر الـعـائـات في لبنان، إن لم أقل كلها، تدير أزرار الراديو ومـفـاتـيـحـه بــاحــثــة عـــن الـــصـــوت الـذهـبـي الذي يتردّد مع أمواج األثير عبر الصحراء والنخيل إلى الشواطئ العربية». وفــــي الـــخـــتـــام، وجّــــه الــكــاتــب التحية إلــــى األخــــوَيْــــن رحــبــانــي «الــلــذيـــن اكتشفا هذا الينبوع، بل هذا الكنز الفني النادر»، وقـــال إنـهـمـا «يـسـيـران مــع الـعـصـر؛ عصر الحركة الدائمة، ويتعمّدان أال يُدخِل امللل إلى نفوس املستمعي». وتمنّى منهما «أن يجعل الــلــون الـعـربـي يتغلّب عـلـى الـلـون األوروبــــــي حـتـى يــأتــي الــطــابــع املوسيقي مـوافـقـا للبيئة الـتـي تعيش فيها مـع هذا التجديد املستحب الذي سارا به في طريق النجاح». امـتـدح كثيرون مـن أهــل العلم والفن فــــيــــروز، وجـــعـــلـــوا مِـــــن صـــوتـــهـــا صــوتَــهــم وصـــــــوت بـــــادهـــــم، وذلــــــك قـــبـــل أن يُــطــلِــق عـلـيـهـا سـعـيـد عــقــل لــقــب «ســفــيــرتــنــا إلــى الــنــجــوم» بــزمــن طــويــل. فــي هـــذا الـسـيـاق، احتفى صاحب «الصياد»، سعيد فريحة، بــالــنــجــمــة الـــشـــابـــة، بــوصـــفــه «الـــفـــيـــروزي األوّل»، وكـــتـــب مــخــاطــبــا اآلنــــســــة كـثـيـرة 22 الــحــيــاء فـــي مــقــالــة مــمــيــزة نُـــشـــرت فـــي أكــتــوبــر (تــشــريــن األول): «اتـــقـــي الــلــه من مـكـانـتـك وجــــال مـقـامـك الــرفــيــع، ودعـيـنـا نحن عباد الله الفيروزيي ننحني أمامك محبي ومباركي. إن هذا العالم يستطيع أن ينجب في كل يوم مائة صحافي وألف رئيس وزارة، ولكن ال يستطيع أن ينجب في خلل ألف عام أكثر من فيروز واحدة». بيروت: محمود الزيباوي ، بعد ارتباطها باألخوينرحباني (غيتي) 1953 و 1952 حقّقت نجاحا كبيرا بين عامي فيروز متوسطة عاصي ومنصور الرحباني في سهرة نظّمتها «نقابة الموسيقيين المحترفين» في بيروت (أرشيف محمود الزيباوي) 1952 ربيع (أرشيف محمود الزيباوي) 1953 فيروز في ربيع عام (أرشيف محمود الزيباوي) 1952 فيروز في جلسة عمل بمحطة «الشرق األدنى» عام كيف تحوّل صوت فيروز إلى ظاهرة فنية غير مسبوقة وعشق يصل إلى حد الهوَس أحياناً؟ » »

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==