ال يـــكـــاد يـجـتـمـع اثـــنـــان حــــول الــعــالــم هــــذه األيــــــام، إال ويكونان بني ساخط على الواليات املتحدة األمريكية وكاره لها. ومــن املفهوم أن السخط أو الكراهية ليسا للواليات املـــتـــحـــدة فــــي حــــد ذاتــــهــــا، وال لـشـعـبـهـا األمــــريــــكــــي، ولــكــن لسياساتها املعتمَدة إزاء أزمـــات ومـشـكـات ال حصر لها على ظهر الـكـوكـب، ثـم إزاء الـحـرب اإلسرائيلية الوحشية على الفلسطينيني في قطاع غزة، وكذلك على لبنان. وإذا نسينا فهل ننسى مثل أن أنتوني بلينكن، وزير خـارجـيـة األمــريــكــي، كـــان قــد زار إســرائــيــل فــي أول الـحـرب فقال وهو في طريقه إليها أو عندما وصل إليها، إنه جاء يزورها بصفته يهوديًا قبل أن يكون وزيرًا لخارجية بلد العم سام؟ إذا نــســيــنــا فــــا يــمــكــن أن نــنــســى هـــــذا مــهــمــا تـتـالـت األحداث، ألن تصريحًا مستفزًا لم يكن مجرد عبارة ألقاها الرجل ونقلتها عنه وسائل اإلعـام، وألن التصريح تحوّل مـــن بـعـدهـا إلـــى سـيـاسـة عـمـلـيـة راحــــت اإلدارة األمـريـكـيـة تتعامل على أساسها، كلما وجــدت أنها طـرف فـي قضية تخص الحرب أو تخص إسرائيل. وقـــد كـــان األمـــل أن يُــنـحـي بلينكن ديـانـتـه بـعـيـدًا وأن ينأى بها عن أن تكون نظَّارة على عينيه يتطلع من خللها إلى الحرب التي دخلت عامها الثاني في السابع من الشهر املاضي. كـان األمـل في الـواليـات املتحدة بوصفها وسيطًا أ تتخلى عن الحدود الدنيا في النزاهة واإلنصاف وهي تمارس جهود الوساطة. ولم يكن الوزير األمريكي يقول ما يقوله أو يمارس ما يمارسه من سياسات بني الطرفني املتحاربني من دماغه أو على سبيل التغريد منفردًا، ولكنه كـان يعبّر عن سياسة معتمَدة إلدارة بكاملها، وكـانـت إدارتــــه، وال تـــزال، تصمِّم على أن تمضي فـي السياسة املـنـحـازة نفسها، وتـأبـى إال أن تغادر وهي شريك فيما أصاب أبرياء غزة ولبنان الذين سقطوا بني جريح وقتيل، ولـم يحرك شعرة في رأس أحد من فريق هذه اإلدارة أن يكون عدد القتلى في القطاع وحده قد اقترب من خمسني ألفًا، وال أن تكون غالبية الرقم من بني األطفال والنساء. وقــد شـــاءت األقــــدار أن يـتـزامـن هــذا املـوقـف األمريكي املـــؤســـف مـــع بـــدء الــســبــاق الــرئــاســي األمــريــكــي إلـــى البيت األبيض، ثم مع وصول السباق إلى غايته في الخامس من الشهر الجاري. وألنه لم يكن سباقًا عاديًا كسباقات مماثلة تابعناها في وقتها، فإنه قد حظي بقدر من املتابعة غير مسبوق، وانقسم الناس في أرجاء العالم بني مؤيد لكاماال هــاريــس، وبــ آخــر متحمس وراغـــب فـي أن يـفـوز دونـالـد ترمب. وكانت نسبة املتابعة العالية مرتبطة بأشياء ينفرد بها الـنـظـام السياسي األمـريـكـي الـداخـلـي، وال يـوجـد لها نظير في أي نظام سياسي في أي بلد آخر، وهذا ما جعل املـتـابـعـة الـعـالـيـة تـنـتـقـل مـــن مــجــرد املـتـابـعـة إلـــى نـــوع من اإلعجاب الخفي بما يدور هناك في عاصمة بلد العم سام. وهـل يوجد في أي عاصمة في العالم نظام انتخابي يُـــشـــرك مـــع صــــوت الــنــاخــب املــبــاشــر نــظــامــ عـجـيـبـ اسـمـه «املجمع االنتخابي»؟ وهو عجيب ألننا نعرف أنه كان وراء رغم أنه بوصفه 2016 وصول ترمب إلى البيت األبيض في مرشحًا وقتها حصل على عـدد من أصــوات الناخبني يقل عن عـدد األصـــوات التي حصلت عليها املرشحة الخاسرة هيلري كلينتون! ليس هذا وحده هو العجيب، وإنما من وجوه العجب أن املـــواطـــن األمــريــكــي الــــذي يـسـكـن الـعـاصـمـة واشــنــطــن ال يملك حق التصويت، ال لشيء، إال ألنه يقيم في العاصمة الـتـي فـضّــل اآلبـــاء الستة املـؤسـسـون لـلـواليـات املـتـحـدة أن يجعلوها منطقة محايدة فل يصوّت أبناؤها في السباقات االنتخابية. ولهذا، فإنك إذا كنت في واشنطن ثم تطلعت إلـى لـوحـات الـسـيـارات، فستلحظ أن املـواطـن الــذي يسكن الـعـاصـمـة يكتب عـلـى لـوحـة سـيـارتـه عــبــارة بـهـذا املعنى: «ضـــرائـــب بغير تـمـثـيـل»، وهـــو يقصد أنـــه يـــؤدي ضرائبه املفروضة عليه للخزانة العامة شأنه شأن أي مواطن آخر، ولكن بغير أن يكون له ممثلون منتخبون في الكونغرس بمجلسيه؛ الشيوخ والنواب، ليراقبوا الطريقة التي يجري بها إنفاق الضرائب التي بادر هو وسددها بصفته مواطنًا. وال تنقضي العجائب في بلد العم سام، ألنه قد حدث كثيرًا أن وقف مواطن هناك يخاطب الرئيس املنتخب بشيء من الـحـدة والــجــرأة والــقــوة، فـــإذا سـألـه الـرئـيـس: مَـــن أنـــت؟ رد املواطن على الفور فقال: أنا دافع ضرائب! إن أداءه الـضـرائـب يمنحه طـاقـة ملـواجـهـة أعـلـى رأس في السلطة التنفيذية ويمنحه قوة مستحقة، ألن الضرائب مورد أول من موارد الخزانة العامة، وألن الرئيس املنتخب يتقاضى راتبه من هذه الخزانة العامة، وبالتالي، فاملواطن الذي يخاطبه في أي محفل هو في الحقيقة ممول أساسي لــراتــب الـرئـيـس الـــذي تـصـرفـه الـخـزانـة الـفـيـدرالـيـة الـعـامـة. هذا كله يجعلك ترى أن للواليات املتحدة وجهني، أحدهما الــوجــه الــداخــلــي وهــــذا هــو وجـهـهـا املـــضـــيء، بينما اآلخــر وجهها املُظلم أو الظالم، وهذا هو الذي تظهر به علينا في املنطقة وفي خارج املنطقة. أعـلـم أن بعض الــقــراء األعــــزاء يطمع فـي جـــواب للسؤال املحير الذي أثارته مقالة األسبوع املاضي. أما أنا فما زلت آمل أن يتحمس األصدقاء للتأمل في جوهر السؤال واحتماالته. إحدى املسائل املهمة التي أثارتها القصة الواردة في هذا املقال، هي القيمة النسبية لحقوق الفرد، مقارنة بالجماعة. بيان ذلك: افترض أنك وجهت السؤال التالي لجمع من الناس: شخص... 100 إذا تعارضت حقوق شخص واحد مع حقوق فأي الطرفني أَولى بالرعاية؟ أتوقع أن معظم الناس سيميل لترجيح مطالب الجماعة على حـقـوق الـفـرد. هــذا أمــر متعارف فـي كـل الـثـقـافـات، لكنه سائد بدرجة أكبر في املجتمعات التقليدية، التي تميل إلعلء الرابطة االجتماعية، ولو أدى إلى خرق حقوق األفراد. كــــان إيـــمـــانـــويـــل كـــانـــط، الـــــذي يُـــعـــد أبـــــرز آبـــــاء الـفـلـسـفـة املعاصرة، قد طالب كثيرًا باحترام كرامة اإلنسان الفرد، وعدم اتخاذه أداة أو وسيلة. اإلنسان - وفقًا لهذه الرؤية - غاية في ذاتـه. وكل ما يفعله هو أو غيره ينبغي أن يستهدف إسعاد هذا الكائن العاقل ورفعته. يمكن للفرد أن يعمل على إسعاد غيره، في الوقت الذي يعمل لسعادته الخاصة أيضًا. لكن ال يصح استغلله أو التضحية به في سبيل إسعاد الغير. حسنًا، ما امليزان الذي يعيننا على التمييز بني األفعال التي ال تتعدى التفاعل العادي مع الناس، وتلك التي تنطوي على علقة استغلل؟ يجيب كانط بأن ملحظة انعكاس الفعل - ولو بصورة افتراضية - على الـذات هو الذي يكشف لنا عن حقيقته. فإن أردت التحقق مـن سلمة فعل مـا، فافترض أنـك تريد جعله قانونًا لكل الناس، ومنهم أنت. وهو هنا يشير إلى الجانب اآلخر؛ أي كيف يكون الوضع لو انتقلت أنت من جانب الفاعل إلى جانب املتأثر بفعل الغير. دعنا نفترض مثلً، أنك تعطي رأيًا في استحقاق شريحة من الناس قروضًا بنكية أو منحة حكومية أو وظيفة ما، أو ربما كنت قاضيًا يصدر حكمًا في واقــعــة. تخيل لــو أن حكمك هـــذا أو رأيـــك ذاك سيتحول إلـى قانون لكل الـنـاس، وأن غيرك سيستخدمه مستقبل ضدك؛ أي حني تطلب قرضًا أو منحة أو وظيفة، أو حني تقف أمام محكمة. لـو فـكـرت فـي هــذا االحـتـمـال بـجـديـة، فهل ستتريث قبل اتخاذ الـقـرار أم ال، هل ستفضل اتخاذ الجانب اللني أم ستختار الجانب الخشن؟ تذكرت، اآلن، حادثة واقعية رواها ضابط عراقي سابق، وخـاصـتـهـا أنـــه طـلـب مـــن مــديــر األمــــن الـــعـــام تـــزويـــد عنابر السجناء بمراوح هواء؛ للتخفيف من شدة الحر، أو السماح بـتـدبـيـرهـا مــن مـتـبـرعـ . فـغـضـب املــديــر وهــــدده بـالـعـزل لو سمعه مرة أخرى يجامل من سمّاهم املجرمني. ومرت األيام، فإذا باملدير سجينًا في تلك العنابر، وكان طلبه اليومي هو السماح له بتركيب مروحة هواء. يقول الضابط إنه ذكَّر املدير السابق - السجني حاليًا - بطلبه القديم، فاعتذر أيما اعتذار، لكن فـرصـة اإلحــســان فاتته ووقـــع أسـيـرًا لــقــراره. هــذا معنى أن تفكر في رأيــك أو قـــرارك، كما لو أنـه سيمسي قانونًا لكل الناس. يـذكّــرنـا هـــذا بـوصـيـة اإلمــــام عـلـي بــن أبـــي طـالـب لـولـده الحسن، رضي الله عنهما: «يا بُنيّ، اجعل نفسك ميزانًا فيما بينك وبني غيرك، فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لها... واستقبح من نفسك ما تستقبح من غيرك، وارض مـن الـنـاس بما تـرضـاه لهم مـن نفسك». ورسـالـة هــذا النص تُطابق تمامًا فكرة كانط «قانون لكل الناس». خــاصــة مــا يــقــال إذن إن املــيــل الــعــام لـتـرجـيـح مصالح وحقوق الجماعة على مصالح الفرد وحقوقه قد ينطلق من مبررات معقولة، في حاالت كثيرة، لكنه ينطوي على مشكلة أخلقية واضحة. فاملسألة هنا ال تتعلق بعدد املستفيدين، بل بالفعل نفسه: إذا قبلنا بفعل خطأ؛ ألنه يخدم أكثرية الناس، فقد وضعنا تشريعًا يجعل الخطأ مقبوال وقابل للتطبيق. وإذا كان ضحيته، اليوم، شخصًا واحدًا، فقد يكون ضحيته غــدًا آالف الــنــاس. املـسـألـة إذن تتعلق بالفعل نفسه، وليس بعدد الذين يقع عليهم. مليون 120 عندما تـبـرّع إيـلـون مـاسـك بــــ دوالر لدعم حملة دونالد ترمب االنتخابية، بدا 30 األمر مهوالً، لكنه سرعان ما حصد مقابلها مليارًا، عندما ارتفعت أسهم شركاته بمجرد مليار 300 أن فاز مرشحه، لتقترب ثروته من دوالر، بــلــمــح الــــبــــرق. واآلتـــــــي أهــــــم، فــالــرجــل سـيـتـولـى مهمة «لـجـنـة كــفــاءة الـحـكـومـة» مع فيفيك رامـاسـوامـي، ويكون مـسـؤوال عن عمل إصلحات وإعادة هيكلة إدارية شاملة. بــــهــــذا ســـتـــجـــتـــمـــع لـــلـــمـــلـــيـــارديـــر مـــاســـك صلحيات لم تُعط لغيره. إذ سيكون رئيسًا لشركات عدة من بني األضخم دوليًا، وموظفًا حكوميًا، يدير قرارات إدارية في أقوى دولة في الـعـالـم، فـي وقــت واحـــد. لهذا ثمة مـن يشترط أن يـــتـــنـــازل، عــلــى األقــــــل، عـــن إدارة مـصـالـحـه التجارية، وهذا مستبعَد. صـحـيـح أن الـكـونـغـرس عـلـيـه أن يـوافـق على القرارات الكبرى التي سيتخذها ماسك، لكن هذا ال يمنع التلعب، وال يكبح ترمب عن أن يـتـخـذ قـــــرارات ضـريـبـيـة تــصــب فــي صالح صـــديـــقـــه. ال، بـــل ثــمــة قـــانـــونـــيـــون يــتــســاءلــون عـن دسـتـوريـة تشكيل رئـيـس الـبـاد مؤسسة فيدرالية يسلمها ملاسك، بمبادرة خاصة منه من دون العودة إلى الكونغرس. شيء من الفوضى واإلربـاك بسبب رغبة تـــرمـــب فـــي تـسـيـيـر الـــبـــاد بــاتــجــاه غــيــر الـــذي كانت عليه، متخطيًا العقبات البيروقراطية الــــجــــامــــدة، مــســتــفــيــدًا مــــن صــــداقــــة مــفــاجــئــة، لحظة تعرضه لـاغـتـيـال. إذ بـــدأت قصة حب بــ رجــلــ ، يجمعهما الــشــره لـلـمـال، وعشق الــســلــطــة، وغـــرائـــبـــيـــة الـــطـــبـــع، وتــقــلــب املـــــزاج، ويفرِّقهما بعد ذلك كل شيء. هــذه الـصـداقـة بـــدأت تتسبب بعواصف. إيـــلـــون مـــاســـك، يــشــعــر بـــالـــســـطـــوة، ويـــريـــد أن يأتي بوزير خزانة يناسبه. يختار امللياردير هــوارد لوتنيك، محاوال دق إسفني بني ترمب ومـــحـــامـــيـــه ومـــســـتـــشـــاره املـــلـــيـــارديـــر بـــوريـــس إبــســتـ ، إلبــــعــــاده عـــن املــنــصـب، مـتـهـمـ إيـــاه بتسريب معلومات انتخابية إلى اإلعلم. بلغ األمــر بماسك أن يطلب من متابعيه فــــــي «إكـــــــــــس» رأيــــــهــــــم: هــــــل يـــفـــضـــلـــون إبــــقــــاء السياسات املالية على حالها مع إبستني، أم التغيير مع لوتنيك؟ طـــريـــقـــة عـــجـــيـــبـــة، اســـتـــفـــتـــاء مـــتـــابـــعـــ ، الختيار وزيـــر مالية دولـــة كـبـرى. لكن األمــور ذاهبة باتجاه مزيد من الغرائبيات، والصراع على السلطة، يدور بني مجموعة من أصحاب املــلــيــارات، وأصــحــاب الـشـركـات الــنــافــذة، كـون املــنــاصــب، وسـيـلـة لــزيــادة ثــرواتــهــم، وإن كـان الشعار هو «أميركا ستعود قوية». املـــــــواطـــــــن األمـــــيـــــركـــــي املـــــســـــكـــــ ، يـــهـــرع مــســتــعــجــا لـــشـــراء احــتــيــاجــاتــه قــبــل وصـــول تـــــرمـــــب، ورفــــــــع الــــضــــرائــــب وغــــــــاء األســـــعـــــار، واألغـــنـــيـــاء يــتــحــاربــون عـلـى اقــتــســام الـكـعـكـة. لـــبـــنـــان، إذن، لـــيـــس ســـــوى بــــروفــــة تـجـريـبـيـة صغيرة ملا يدور في أماكن أخرى، بشكل أكبر فداحة. مــــاســــك، بـــمـــا يــجــتــمــع لــــه مــــن ســـلـــطـــات، يـــتـــحـــول إلــــــى نـــــمـــــوذج لـــديـــكـــتـــاتـــور عـــصـــري لطيف. يطل علينا من كل زاويــة، حاضر على الـشـاشـات، وفـي الصحف، يطلع كيفما قلَّبت في جوالك، ال يتوقف عن التغريد، كما أنه عزز تغريداته بحيث تراه من دون أن تكون مهتمًا به. وهو يُفتي في أمور السيارات، و«بتكوين»، وغزو الفضاء، والصحافة، واإلصلح اإلداري، والــــحــــمــــات االنـــتـــخـــابـــيـــة، وإدارة الـــــثـــــروات، وضرورة اإلنجاب، وكل ما ال يخطر على بال. ال شك في ذكاء ماسك، وال عبقريته، وال حـتـى مــهــارتــه فـــي تـنـمـيـة ثـــروتـــه، أو فحولته فــــي إنــــجــــاب دزيــــنــــة مــــن األطـــــفـــــال، رغـــــم كــثــرة انشغاالته. هذا شخص بدأ انطوائيًا، وقضى سـنـوات طـويـلـة، يـقـرأ كتابني فـي الــيــوم، وهو مـا يفسر اطـاعـه على مـجـاالت مـتـعـددة، عدا مساره املهني التجريبي املغامر والعنيد في مجاالت تكنولوجية كثيرة، قبل أن يصل إلى الصاروخ والسيارة. لـــكـــن هــــذا لــيــس مـــبـــررًا كـــي يــعــطــى قـــدرة الـتـحـكـم فــي رقـــاب الــكــوكــب؛ فـقـد أُعــطــي مــا لم يــحــلــم بــــه غــــيــــره؛ مــــشــــروع الـــشـــريـــحـــة الــذكــيــة الــــتــــي قــــــال إنــــــه نـــجـــح فـــــي غـــرســـهـــا فـــــي رأس إنـــســـان مـــصـــاب بــالــشــلــل كـــي يـتـحـكـم بــــاآلالت الــتــكــنــولــوجــيــة بـــمـــجـــرد الــتــفــكــيــر، ومـــــن دون تــحــريــك األطــــــــراف، كـــانـــت قـــد بـــــدأت تـجـاربـهـا شركتان قبله بسنوات، ولم تُمنح التمويلت التي حظي بها وال الدعاية. شـطـارة، حـظ، أو احتيال، ربما تحالفت مليار دوالر، 44 مجتمعةً، وبشرائه «إكــس» بــ وضع يـده، على أهم منصة إعلمية للترويج لنفسه، والقضايا التي يريدها، ال بل يتلعب بـــالـــعـــقـــول مــــن خـــــال بـــرمـــجـــة الـــخـــوارزمـــيـــات بـــالـــطـــريـــقـــة الــــتــــي تـــســـمـــح بـــتـــعـــزيـــز مـــــا يـــريـــد وتقليل ظهور ما يجده غير ملئم. وثمة من يتساءل عن سبب ازديـاد الشتائم، وتغريدات الحقد والكراهية على منصة «إكس» وإن كان صاحبنا يراها في صالحه، إذ إن هـذا النوع من اإلثارة يزيد من عدد املتابعني ويدفعهم إلى البقاء أطول على التطبيق من خلل االستفزاز، وتجييش العواطف، وزرع اإلحساس بضرورة الرد، وانتظار الرد، إلى ما ال نهاية. يــخــرج لــنــا إيـــلـــون مــاســك مـــن كـــل مــكــان، مـــــن الــــصــــحــــف، إلــــــى جــــانــــب دونـــــالـــــد تـــرمـــب، مـــع ســانــدويــتــشــات الــهــمــبــرغــر، والـــســـيـــارات، و«بـــتـــكـــويـــن»، والـــــذكـــــاء االصـــطـــنـــاعـــي. مــالــئ الدنيا وشاغل الناس. فهل يكمل ماسك إحكام قبضته السلطوية، أم تنتهي سريعًا بصراع أصحاب املليارات؟ OPINION الرأي 12 Issue 16795 - العدد Thursday - 2024/11/21 اخلميس حق الفرد وحق المجتمع: مشكل أخالقي ألميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء إيلون ماسك ديكتاتور... لكنه لطيف وكيل التوزيع وكيل االشتراكات الوكيل اإلعالني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] املركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 املركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى اإلمارات: شركة االمارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 املدينة املنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب األولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية املوجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها املسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة ملحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي باملعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com سوسن األبطح هل يُكمل إحكام قبضته السلطوية أم تنتهي سريعا بصراع أصحاب المليارات؟ الميل العام لترجيح مصالح وحقوق الجماعة على مصالح الفرد وحقوقه قد ينطلق من مبررات معقولة توفيق السيف كان األمل في الواليات المتحدة بوصفها وسيطا أ تتخلى عن الحدود الدنيا للنزاهة واإلنصاف سليمان جودة
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==