issue16794

واصل الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين مساعيه لــ«تـضـيـيـق الـفـجـوات» فــي المــواقــف بــ لـبـنـان وإســرائــيــل، وصـــولاً إلـــى وقـــف لإطـــاق الــنــار الـــذي لا يـــزال بعيد المنال، رغم التقدم الذي أوحى به أولاً وصول هوكستين إلى بيروت، ومن ثم تمديد إقامته في العاصمة اللبنانية؛ لمناقشة «تفاصيل تـقـنـيـة» مــع مـسـتـشـار رئـيـس الــبــرلمــان نبيه بري، قبل انتقاله إلى إسرائيل. ولا تـــزال الأمـــور متوقفة عند نقطتين خــافــيــتــ ، الأولــــــى إصــــــرار إســـرائـــيـــل على الاحــتــفــاظ بـحـريـة الـتـدخـل عـنـد أي انتهاك » الذي ينص على جعل منطقة 1701« للقرار جنوب نهر الليطاني خالية من أي سلح، إلا سلح الجيش اللبناني والقوة الدولية، والــثــانــيــة تـتـمـثـل فـــي مـهـمـات الـلـجـنـة الـتـي ستراقب حُسن تنفيذ القرار، وتريد الولايات المتحدة ترؤسها. وقد أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بـــري لـــ«الــشــرق الأوســــط» أن «الـوضـع جـيـد مـبـدئـيـا»، وذلــــك بـعـد لـقـائـه لساعتين مـــــع المـــــوفـــــد الـــــرئـــــاســـــي الأمـــــيـــــركـــــي لــبــحــث المــقــتــرح الأمــيــركــي لــوقــف إطــــاق الـــنـــار بين لبنان وإسرائيل. وأوضـح بري أن ما تبقى لإنجازه هو «بعض التفاصيل»، مشيراً إلى أن «هناك ممثلً عنه، وممثلً عن الأميركيين لمناقشة بـعـض التفاصيل التقنية، والـبـت بها قبل الانـتـقـال إلــى المرحلة التالية التي ستكون بمغادرة هوكستين إلـى إسرائيل، وننتظر مـا سيحمله مـن هــنــاك»، مـكـرراً أن الأمــــور «جـــيـــدة». وأكــــد بـــري أن الـضـمـانـات فـيـمـا يـخـص المــوقــف الإســرائــيــلــي هــي على عاتق الأميركيين. وعما إذا كانت المسودة التي تتم مناقشتها قد تمت مناقشتها مع الإســرائــيـــلـــيــ ، أجـــــاب الــرئــيــس بـــــري: «هــو (هوكستين) يقول إنه نسّق مع الإسرائيليين فيما يـخـص المـــســـودة»، لـكـنّ بـــري اسـتـدرك قـائـاً: «ليست المــرة الأولــى التي ينكر فيها الإسرائيليون تعهداتهم». ووصــــل المـــوفـــد الأمـــيــركـــي إلــــى بــيــروت صباحا، حيث التقى رئيسي مجلس النواب نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب مـيـقـاتـي، كـمـا الـتـقـى قــائــد الـجـيـش الـعـمـاد جــــــوزف عــــــون، مــــؤكــــداً أن «أمــــامــــنــــا فــرصــة حقيقية للوصول إلى نهاية النزاع». والتقى بداية بري، بحضور السفيرة الأميركية ليزا جــونــســون، والمـسـتـشـار الإعـــامـــي للرئيس بري علي حمدان. وبعد اللقاء الذي استمر زهاء ساعتين تحدّث هوكستين للإعلميين قائلً: «لقد أجريت الآن لقاء مع الرئيس بري من أجل تضييق الفراغات، والاجتماع كان بنّاءً ومفيداً للغاية، وعدت لأن أمامنا فرصة حقيقية لــلــوصــول إلـــى نـهـايـة هـــذا الـــنـــزاع، وهـــذه هـي لحظة اتـخـاذ الـــقـــرارات، وأنـــا في بيروت لتسهيل اتخاذ ذلك». وأضاف: «لكن القرار يبقى قرار الأفرقاء، للوصول إلى حل لهذا النزاع، والآن أصبح هذا الحل قريبا من أيدينا، والنافذة مفتوحة الآن، وآمل في أن نصل خلل الأيام المقبلة إلى حل». وخـتـم: «لــن أرد على أي أسئلة الـيـوم، لأنـنـي لا أريـــد أن أقـــوم بـالـتـفـاوض بالعلن، وأنـا ممتن للنقاش البنّاء مع الرئيس بري (...) وأنــــا مـلـتـزم بـالـقـيـام بـكـل مــا بوسعي لـلـعـمـل هــنــا مـــع الــحــكــومــة فـــي لــبــنــان وفــي إســـرائـــيـــل، لــلــوصــول إلــــى حـــل لـــهـــذا الـــنـــزاع وهـــــــــذه الأزمــــــــــــة، وســــــأكــــــرر مــــــا قــــلــــتــــه: لــقــد أجــريــنــا نــقــاشــات مـفـيـدة لـلـغـايـة لتضييق الـفـوارق والفراغات المـوجـودة منذ أسابيع، وسأستمر في القيام بذلك». واســـتـــقـــبـــل رئــــيــــس الـــحـــكـــومـــة نـجـيـب ميقاتي الموفد الرئاسي الأميركي في دارته، في حضور وزير الخارجية والمغتربين عبد الــلــه بـوحـبـيـب وســفــيــرة الـــولايـــات المـتـحـدة الأميركية. وخــال الاجتماع، جــدّد ميقاتي الـتـأكـيـد عـلـى أن «الأولــــويــــة لـــدى الـحـكـومـة هي وقف إطلق النار والعدوان على لبنان، وحــفــظ الـــســـيـــادة الـلـبـنـانـيـة عــلــى الأراضــــي اللبنانية كـافـة، وكــل مـا يحقق هــذا الهدف له الأولوية». وأشار إلى أنّ «الهم الأساسي لـــدى الـحـكـومـة هــو عـــودة الـنـازحـ سريعا إلــى قـراهـم وبـلـداتـهـم، ووقـــف حــرب الإبـــادة الإســرائــيــلــيــة، والــتــدمــيــر الـعـبـثـي الـحـاصـل لـلـبـلـدات الـلـبـنـانـيـة». وشــــدّد عـلـى «تطبيق الـقـرارات الدولية الواضحة، وتعزيز سلطة الجيش في الجنوب». وكان هوكستين وصل إلى مطار رفيق الـحـريـري الـدولـي صـبـاح الـثـاثـاء، وخضع مـــع الـــوفـــد المـــرافـــق لـلـتـفـتـيـش، كـمـا قــــام، من تــلــقــاء نــفــســه، بــوضــع حـقـيـبـتـه عــلــى جـهـاز «الـسـكـانـر» لكي يُـكـشَـف عليها. فـي خطوة رمـزيـة لافـتـة، بعد إشـكـال سـابـق بـ الأمـن اللبناني ومرافقي علي لاريجاني، المستشار الـــخـــاص لــلــمــرشــد الإيــــرانــــي خــــال زيـــارتـــه لبيروت، انتهى إلـى تفتيش حقائب الوفد مـــن غــيــر الــدبــلــومــاســيــ مـــن قــبــل الـجـيـش اللبناني. 3 حربمتعددةالخرائط NEWS الأمور متوقفة عند نقطتين خلافيتين: احتفاظ إسرائيل بحرية التدخل، ومهمات اللجنة التيستراقبحُسن تنفيذ القرار ASHARQ AL-AWSAT Issue 16794 - العدد Wednesday - 2024/11/20 الأربعاء بري أكد لـ أن الأمور «جيدة... لكنني أخشى نكث التعهدات إسرائيلياً» هوكستين في بيروت لـ«تضييق الفراغات»: فرصة حقيقية لنهاية النزاع المبعوث الأميركي آموسهوكستين مجتمعاً معرئيسالبرلمان نبيه بري (د.ب.أ) بيروت: ثائر عباس تشاؤم إسرائيليحول الاتفاق مع لبنان: لا يساوي الورق الذيسيكتبعليه ذكـــرت أوســــاط سياسية فــي تل أبـيـب أن مبعوث الـرئـيـس الأميركي لـــــلـــــمـــــوضـــــوع الـــــلـــــبـــــنـــــانـــــي، آمـــــــوس هـوكـسـتـ ، قـــرر تـمـديـد زيـــارتـــه إلـى بـيـروت والــقــدوم إلــى إسـرائـيـل، يوم الأربعاء أو حتى الخميس، بـدلاً من صبيحة الأربـــعـــاء. وعـلـى الــرغــم من الأنـــبـــاء المـتـفـائـلـة فــي واشــنــطــن، عن تقدم، فل يزال الإسرائيليون يبثون أجواء متشائمة. »12 وبــــــحــــــســــــب «الــــــــقــــــــنــــــــاة الـــــــــــــــ لـــلـــتـــلـــفـــزيـــون الإســـــرائـــــيـــــلـــــي، يُـــظـــهـــر الأميركيون جدية بالغة في التوصل إلـــــــى اتــــــفــــــاق، ويـــــــؤكـــــــدون أن هـــنـــاك تنسيقا بين إدارة الرئيس جو بايدن والــرئــيــس المـنـتـخـب دونـــالـــد تـرمـب، وكـاهـمـا مصمم عـلـى الـتـوصـل إلـى اتــــفــــاق. ومـــــن أهـــــم الأدلـــــــة عـــلـــى ذلـــك قـرارهـمـا وضــع جـنـرال أميركي على رأس لجنة المـراقـبـة. إلا أن إسرائيل تـــشـــكـــك بـــــذلـــــك. وتـــعـــتـــقـــد أن «حـــــزب الـــلـــه» يــــنــــاور. ولــــن يـتـقـبـل الـــشـــروط الإسرائيلية. وقالت هـذه المصادر إن الجيش الإسرائيلي «يساهم في المفاوضات الـــتـــي يـجـريـهـا هـوكـسـتـ بـواسـطـة تكثيف القصف على بيروت نفسها، ولـــــيـــــس فــــقــــط عــــلــــى الــــضــــاحــــيــــة أو الجنوب والبقاع». فهو يعدّ بيروت «الــــخــــاصــــرة الـــــرخـــــوة» لـــــدى «حــــزب الله» ولدى اللبنانيين أجمعين. ومن هنا جاء التركيز عليها في عمليات القصف والغارات في الأيام الأخيرة، وكــــل يــــوم يــمــر تــتــصــاعــد الـهـجـمـات عليها. وكــــشــــف الــــبــــروفــــســــور عـــامـــوس يـــــدلـــــ ، الــــرئــــيــــس الأســـــبـــــق لـشـعـبـة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، الــذي كـان قد التقى مع هــوكــســتــ فــــي لـــقـــاء شــخــصــي قـبـل أيـام، عن أن الاتفاق مع لبنان يتقدم بــشــكــل كــبــيــر، ولـــيـــس مــســتــبــعــداً أن يعلن عن إنجازه في نهاية الأسبوع الحالي. وأضاف: «الأمر الأهم هو أن الاتــفــاق بيننا وبـــ واشـنـطـن حـول الــضـمـانـات الأمـيـركـيـة بـــات جــاهــزاً. وإذا تـــم اتـــفـــاق فـــي بـــيـــروت فسيتم توقيعه والانطلق إلى التنفيذ». وأكــــد يــدلــ أن رســالــة الـرئـيـس بــايــدن ليست لـلـضـمـان فـحـسـب، بل إنـهـا ستكون بمثابة منح الشرعية لإســـرائـــيـــل فــــي مـــمـــارســـة حــقــهــا فـي الـــدفـــاع عـــن نـفـسـهـا. فــفــي واشـنـطـن قــــبــــلــــوا مـــوقـــفـــنـــا بـــــــأن مـــــا كـــــــان قــبــل ،2023 ) أكـــتـــوبـــر (تـــشـــريـــن الأول 7 لــــن يـــكـــون بــــعــــده. فـــإســـرائـــيـــل ألــغــت عـقـيـدتـهـا الـقـتـالـيـة المـــعـــروفـــة بـاسـم «مبام» (الحرب بين الحروب)، وباتت مــســتــعــدة لـــشـــن حـــــرب فــــي أي وقـــت تتعرض فيه إلى هجوم. وهوكستين وغـــــيـــــره مـــــن الأصــــــدقــــــاء المـــشـــتـــركـــ لإسرائيل ولبنان أوضحوا ذلك، لكن يجب أن يفهم؛ أكان ذلك في لبنان أم سوريا أم إيران. ويـــــــاحـــــــظ أن أكــــــثــــــر الــــجــــهــــات الإسرائيلية تـشـاؤمـا حــول الاتـفـاق، هـــــم المــــقــــربــــون مـــــن رئــــيــــس الـــــــــوزراء بــــنــــيــــامــــ نــــتــــنــــيــــاهــــو. وقــــــــد نــقــلــت صحيفة الـيـمـ «يـسـرائـيـل هـيـوم»، عــــــن مـــــصـــــدر ســــيــــاســــي إســــرائــــيــــلــــي قـولـه إن «الـتـوصـل لاتـفـاق لـن يكون فـــي الأيـــــام الــقــريــبــة عــلــى مـــا يــبــدو». وكشفت عـن أن الجيش الإسرائيلي صــــادق عـلـى خـطـط أخــــرى لمهاجمة الضاحية الجنوبية لبيروت، وتنفيذ اغتيالات أينما يتاح في لبنان، حتى فــي بــيــروت الـشـرقـيـة (ذات الغالبية المــســيــحــيــة)، واســـتـــمـــرار اســتــهــداف مواقع (حزب الله) في جنوب لبنان». وقــــــال وزيــــــر المـــالـــيـــة، بـتـسـلـئـيـل ســـمـــوتـــريـــتـــش، أمــــــس، إن «الاتــــفــــاق مــــع لـــبـــنـــان لا يــــســــاوي الـــــــورق الــــذي يطبع عليه». وقــال نتنياهو نفسه، خلل اجتماع الكابينت السياسي - الأمني، وكذلك أمام لجنة الخارجية والأمــــــــن فــــي الـــكـــنـــيـــســـت، أمـــــــس، إنـــه «ليس مهما ماذا سيكتب في الورقة (أي الاتــــفــــاق)، فـــالـــورقـــة هـــي مـجـرد ورقــــة وحـــســـب»، حسبما نـقـلـت عنه وسائل الإعلم العبرية. تل أبيب: نظير مجلي غالبية نيابية مؤيدة لتمديد ولاية قائد الجيشاللبناني كــلّــمــا ارتـــفـــع مــنــســوب الـــتـــفـــاؤل بـقـرب التوصّل إلـى اتفاق لوقف إطــاق النار في ، ازدادت 1701 جنوب لبنان وتنفيذ القرار وتيرة الحملة التي يخوضها «حزب الله» وحلفاؤه ضـدّ الجيش اللبناني، باعتبار أن الأخير هو السلطة العسكرية الوحيدة الــتــي سـتـوكـل إلـيـهـا مـهـمّـة تطبيق الــقــرار الـدولـي والانـتـشـار فـي الـجـنـوب، بمعاونة قوات الطوارئ الدولية. ومنذ أن فتح الحزب «جبهة المساندة لــغــزّة»، وبـــدأت الـوفـود الـدولـيـة تـتـردد إلى بـــيـــروت وتـــطـــرح مــــبــــادرات تـطـبـيـق الـــقـــرار ، وتعزيز انتشار الجيش في جنوب 1701 نهر الليطاني، بدأ الإعـام الموالي لـ«حزب الله» حملة مركّزة تستهدف الجيشوقائده العماد جـوزف عـون، لكنها اكتسبت طابع الهجوم المباشر والعلني إثر تنفذ إسرائيل عملية إنــــزال عـلـى شـاطـئ مـديـنـة الـبـتـرون (شــمــال لـبـنـان) وخـطـف الـقـبـطـان البحري عـمـاد أمـهـز، الـــذي تتهمه إسـرائـيـل بـ«نقل السلح للحزب من سوريا إلـى لبنان عبر البحر». ورأت أن «الجيش العاجز عن رصد أو مواجهة خرق أمني كالإنزال الإسرائيلي سيكون عاجزاً عن حماية لبنان»، وتوّجت بكلم لأمين عام الحزب نعيم قاسم، طالب فيه قـيـادة الجيش «بتوضيح مـا حصل»، وقــــال: «نـنـتـظـر تــقــريــراً مــن قــيــادة الجيش يبّ أسباب هذا الخرق». وبعيداً عن الغايات التي تقف وراء هذا الاستهداف، ذكّر مصدر أمني بأن الجيش «يــعــرف المــهــام المـنـوطـة بــه فــي حـفـظ الأمــن والاسـتـقـرار ويطبّقها بالكامل، ومــن دون استنسابية، كما ينفذ القرارات السياسية التي تتخذها الحكومة ولا يجتهد في أي مسألة». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن الجيش «لا يتحمّل مسؤولية الـخـرق الأمـنـي الـذي أفضى إلى خطف المواطن عماد أمهز، وأن قائد الجيش شرح لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالتفصيل كيفية تنفيذ العملية، ســـواء بـاسـتـخـدام زوارق مطاطية سريعة لا تـلـتـقـطـهـا الــــــــــرادارات ولا تــحــتــوي على أجهزة لإعطاء إشارات، أو باستخدام القوة الإســرائــيــلــيــة أجـــهـــزة تـشـويـش مــتــطــورة»، داعـيـا إلــى «انـتـظـار نتائج التحقيق الـذي يتولاه القضاء ويحدد عبره المسؤوليات». المـــحـــطـــة الـــثـــانـــيـــة مـــــن الـــحـــمـــلـــة عـلـى المؤسسة العسكرية جاءت على خلفية قرار قــائــد الـجـيـش الــــذي اقــتــرح تـعـيـ العميد وسيم فيّاض رئيسا للمحكمة العسكرية، عــلــى أن يــتــســلّــم مــهــامــه فـــي بـــدايـــة الـسـنـة الــجــديــدة، مــكــان الــرئــيــس الــحــالــي العميد خليل جـابـر الـــذي يـحـال عـلـى الـتـقـاعـد في شــهــر يــونــيــو (حــــزيــــران) المـــقـــبــل، واتـهـمـت عون بأنه «يحوّل المؤسسة العسكرية إلى واحـــدة مـن مؤسساته الـخـاصـة»، وأن هذا التعيين شكّل سابقة؛ لأن عون لم يستشر المرجعية السياسية للطائفة الشيعية؛ أي رئـيـس مجلس الــنــواب نبيه بـــرّي و«حــزب الــــلــــه» كـــمـــا درجــــــت الـــــعـــــادة فــــي تـعـيـيـنـات الفئتين الأولـــى والثانية، وأوضـــح المصدر الأمني أن «اختيار بديل عن رئيس المحكمة الـــحـــالـــي لا يــعــنــي وجــــــود أي مـــأخـــذ عـلـى العميد خليل جابر الــذي قــام بعمل جبّار على رأس المحكمة العسكرية، وفصل بآلاف الـدعـاوى، خصوصا الملفات الخطيرة ذات الطابع الأمـنـي»، لكنه لفت إلـى أن العميد جابر «سيحال على التقاعد منتصف العام المقبل، والكل يعرف أن وزيــر الـدفـاع يوقع قـــــرار الـتـعـيـيـنـات فـــي المـحـكـمـة الـعـسـكـريـة مـــــرّة واحــــــدة؛ أي مـطـلـع كـــل ســنــة جـــديـــدة، وبالتالي إذا استمر العميد جابر إلى حين إحالته على التقاعد منتصف العام المقبل، سيصبح مركز رئيس المحكمة العسكرية شاغراً، وينوب عنه ضابط آخر بالتكليف لـــكـــن الأخــــيــــر لا يـسـتـطـيـع الــــبــــتّ بــالمــلــفــات الأســـاســـيـــة، وهـــو مـــا جـعـل قـــيـــادة الجيش تستدرك الأمر وتعّ رئيسا أصيلً يتولى مهامه مطلع السنة المقبلة». أمــا ذروة الحملة على قـائـد الجيش، والــتــي اكتسبت طـابـعـا سياسيا واضـحـا، فـــجـــاءت عـلـى أثـــر زيـــــارة مـسـتـشـار المـرشـد الأعلى الإيراني علي لاريجاني إلى بيروت، الأسـبـوع المـاضـي، وإخـضـاع الـوفـد المرافق له للتفتيش في مطار بيروت الدولي، وهو ما شكّل سابقة غير معهودة، إذ إن الوفود الإيرانية لم تكن تخضع للتفتيش في ظلّ هيمنة «حزب الله» على مؤسسات الدولة، بما فيها المطار، وعدّ الإعلم الناطق باسم الــحــزب والمـحـسـوب عليه أن الـجـيـش «بــدأ يـتـصـرّف وكــــان (حــــزب الــلــه) بـــات مـهـزومـا وخارج المعادلة». وهـــنـــا يـشـيـر المـــصـــدر الأمـــنـــي إلــــى أن «الـــحـــادثـــة جــــرى تـضـخـيـمـهـا واســتــغــلّــهــا الــبــعــض لـــغـــايـــات مـــعـــروفـــة». وشـــــدد على أن «جــهــاز أمـــن المــطــار يـنـفّـذ الــقــانــون على الـجـمـيـع مــن دون تـمـيـيـز، وأن كــل الــوفــود الأجــنــبــيــة الـــتـــي تـــأتـــي إلــــى لــبــنــان تخضع للتفتيش ما عدا الدبلوماسيين المشمولين بـــالـــحـــصـــانـــة». وكـــشـــف أنـــــه «قـــبـــل وصــــول لاريـــجـــانـــي إلـــــى بــــيــــروت أبـــلـــغ جـــهـــاز أمـــن المطار السفارة الإيرانية بأن الوفد المرافق لـلـمـسـؤول الإيـــرانـــي سيخضع للتفتيش، وعـــنـــد وصــــولــــه تــــم دخــــــول لاريـــجـــانـــي مـع حـقـائـبـه مـــن دون تـفـتـيـش، وعــنــدمــا طلب مــن الــوفــد المـــرافـــق تـمـريـر حـقـائـبـه عـبـر آلـة الـسـكـانـر جـــرى الاعـــتـــراض عـلـى ذلــــك، لكن بالنهاية جـرى تمريرها وانتهت القضية عند هذا الحدّ، لكن للأسف هناك من حاول اســـتـــغـــال هــــذه الـــحـــادثـــة لـلـتـصـويـب على الجيش». وتـــأتـــي هـــذه الـحـمـلـة عـشـيـة الـتـمـديـد لـقـائـد الـجـيـش المـــزمـــع بــقــانــون يــصــدر عن البرلمان اللبناني، ويحاول الحزب وحلفاؤه الـــتـــذرّع بــالــحــالات المــشــار إلـيـهـا، لــكــنّ تلك الــحــمــلــة قــــد تـــصـــطـــدم بـــأكـــثـــريـــة سـيـاسـيـة ونيابية مؤيدة لإصدار قانون يمدد لعون، والمــديــر الـعـام لـقـوى الأمـــن الـداخـلـي الـلـواء عــمــاد عــثــمــان، والمـــديـــر الــعــام لــ مــن الـعـام اللواء إلياس البيسري. وأشــــار عـضـو كـتـلـة «نــــواب التغيير» الــنــائــب الــدكــتــور بـــال الـحـشـيـمـي، إلـــى أن «الـــحـــفـــاظ عــلــى الــعــمــاد جــــوزف عــــون على رأس المـؤسـسـة العسكرية هـو حـفـاظ على مؤسسة الجيشوعلى الدولة ومؤسساتها الـــشـــرعـــيّـــة». وأكـــــد لــــ«الـــشـــرق الأوســــــط» أن في المائة من اللبنانيين لديهم 80 «أكثر من ثقة كبيرة بالجيش وقائده لتطبيق القرار ، وحـمـايـة الـبـلـد فــي المـرحـلـة المقبلة، 1701 من هنا تأتي معركة البعضضد المؤسسة العسكرية والعماد جوزف عون». وقــال: «مـن الـواضـح أن (حــزب الله) لا مصلحة لـه بتقوية الجيش وتـسـلّـم الأمـن عـــلـــى الــــحــــدود وفـــــي الـــــداخـــــل؛ لأنـــــه يـلـغـي دوره، لذلك سيخوض معركة منع التمديد للعماد عــون بــأي ثـمـن». ورأى الحشيمي أن «هــنــاك رهــانــا عـلـى الـرئـيـس نبيه بــرّي لــتــمــريــر الـــتـــمـــديـــد لـــقـــائـــد الـــجـــيـــش وقـــــادة الأجـهـزة الأمنية، وهـو مـدرك تماما (بـرّي) أن المكوّن الشيعي لا يمكن أن يكون خارج الأكثرية التي تدعم التمديد للعماد جوزف عون، وتراهن على دور الجيش في المرحلة المقبلة». جنود من الجيشاللبناني في البترونشمال لبنان حيثخطفت قوة كوماندوز إسرائيلية شخصاً بزعم انتمائه إلى «حزبالله» (أ.ف.ب) بيروت: يوسفدياب

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky