issue16794

بــــيــــنــــمــــا وقـــــــــــع اخـــــــتـــــــيـــــــاره عـــلـــى عــضــو الـــكـــونـــغـــرس الـــســـابـــق المـضـيـف التلفزيوني شــون دافـــي ليكون وزيــراً لـــلـــنـــقـــل، ضــــغــــط الــــرئــــيــــس الأمــــيــــركــــي المـــنـــتـــخـــب دونـــــالـــــد تــــرمــــب فــــي اتـــجـــاه المـــصـــادقـــة عــلــى مـرشـحـيـه للمناصب الــعــلــيــا فــــي إدارتــــــــه المـــقـــبـــلـــة، وبـيـنـهـم مــرشــحــه مــــات غــايــتــس لــيــكــون وزيــــراً لـــلـــعـــدل، وهــــو الـــــذي تــاحــقــه فـضـائـح أخـــاقـــيـــة، فــيــمــا يـــنـــذر بـــاخـــتـــبـــار قـــوة مبكر مع مجلس الشيوخ رغم سيطرة الجمهوريين على الغالبية فيه. وأوردت شـــبـــكـــة «ســـــــي إن إن» الأميركية للتلفزيون أن ترمب يجري اتـصـالات مـع السيناتورات «للضغط عليهم» من أجل المصادقة على تعيين غايتس في وقت مبكر من العام المقبل، رغـــم «ازديـــــاد الـضـغـوط المـــضـــادة» من الأعـــــضـــــاء الـــجـــمـــهـــوريـــ فــــي مـجـلـس الــشــيــوخ الـــذيـــن يـــريـــدون رؤيــــة تقرير لجنة الأخـاقـيـات فـي مجلس الـنـواب حـــول ســلــوك غـايـتـس فـــي شـــأن عـاقـة حــمــيــمــة أقـــامـــهـــا مــــع قــــاصــــر. واتـــخـــذ الــــجــــدل مــنــعــطــفــا آخـــــر عـــنـــدمـــا كـشـف وكـيـل الــدفــاع عــن امــرأتــ مثلتا أمــام لــجــنــة الأخــــاقــــيــــات، المـــحـــامـــي جــويــل لـيـبـارد، أنهما شهدتا أنهما حصلتا على أمـــوال مقابل «خــدمــات» عاطفية مــع غــايــتــس. ونــقــل عــن إحـــداهـــن أنها شـاهـدت غايتس فـي وضــع حميم مع .2017 صديقتها القاصر عام وحـــــيـــــال هـــــــذه المـــــعـــــلـــــومـــــات، أقـــــرّ الــــرئــــيــــس المـــنـــتـــخـــب فـــــي مـــحـــادثـــاتـــه الخاصة أخيراً، بأن غايتس لديه فرص أقـــل لـلـمـصـادقـة فــي مـجـلـس الـشـيـوخ. غـــيـــر أنــــــه لـــــم يـــظـــهـــر أي عــــامــــة عـلـى سحب هذا الترشيح. وبدا واثقا من أن مرشحيه الآخرين الذين أثــاروا كثيراً مـن عـامـات الاستفهام سيثبتون في مناصبهم، وبين هؤلاء روبرت كيندي بـــوصـــفـــه وزيـــــــراً لــلــصــحــة والـــخـــدمـــات الإنــســانــيــة رغـــم تشكيكه بـالـلـقـاحـات والـعـاجـات الشائعة، ومـقـدم البرامج فـــــــي شــــبــــكــــة «فـــــــوكـــــــس نـــــــيـــــــوز» بـــيـــت هيغسيث المـشـكـوك فـي كـفـاءتـه لمهمة وزيـر الـدفـاع، وتولسي غـابـارد مديرة لـاسـتـخـبـارات الـوطـنـيـة، علما بأنها مـفـضـلـة لـــوســـائـــل الإعــــــام الـــروســـيـــة. ويجمع بين جميع هؤلاء أنهم موالون مخلصون لترمب وشـعـاريـه «أميركا أولاً»، و«لـنـجـعـل أمـيـركـا عظيمة مـرة أخــــرى» (مــاغــا اخــتــصــاراً)، بـالإضـافـة إلى كونهم متشددين في مواقفهم من الصين وإيران وكوبا وفنزويل. انشقاقسيناتورات وتـحـوّل تقرير لجنة الأخلقيات إلــــى أزمــــة كــبــيــرة يـمـكـن أن تـواجـهـهـا إدارة تــرمــب الــثــانــيــة، لأن ذلـــك يمكن أن يــــــــؤدي إلـــــــى انــــشــــقــــاق حـــفـــنـــة مــن الـــســـيـــنـــاتـــورات الــجــمــهــوريــ بسبب معارضتهم تـرشـيـح غـايـتـس. وأصــر رئيس مجلس النواب مايك جونسون قبل اجتماع للجنة الأخـاقـيـات على عـــــدم إصــــــــدار الـــتـــقـــريـــر؛ لأن غــايــتــس استقال من منصبه النيابي الأسبوع المـــــاضـــــي، وبـــالـــتـــالـــي لــــم تـــعـــد أنــظــمــة الكونغرس تسري عليه. غـــيـــر أن هــــــذا الـــتـــبـــريـــر لـــــم يـقـنـع بعض الأعــضــاء فـي مجلس الشيوخ، الـذيـن يتعرضون لضغوط مـن ترمب لـدعـم اخــتــيــاره. ومـــن المـمـكـن أن يكون عــــــدد كــــــاف مـــــن الــــســــيــــنــــاتــــورات عـلـى استعداد للمخاطرة بحياتهم المهنية لمعارضة تعيين غايتس، رغــم أنــه من غير الــواضــح مـا الخطة البديلة لدى ترمب في حالة تعثر غايتس. وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن المحامي الشخصي لترمب تود بلنش يمكن أن يكون بديلً. وهــــــدّد تـــرمـــب الــبــعــض بـالـتـقـاعـد أو هـــزيـــمـــة مــعــظــم الـــجـــمـــهـــوريـــ فـي الكونغرس الذين عارضوه في ولايته الأولـــــى. ومــنــذ هـزيـمـة نـائـبـة الـرئـيـس كــامــالا هــاريــس، أوضـــح تـرمـب أنـــه لن يـتـسـامـح مـــع أي مــعــارضــة تُـــذكـــر من جـانـب أكـثـريـة الـحـزب الـجـمـهـوري في مجلسي النواب والشيوخ. ومـع ذلـك، يمكن أيضا أن يحصل غــايــتــس عــلــى المـــصـــادقـــة، إلــــى جـانـب المرشحين الثلثة الآخرين الذين أثاروا مـثـل هـــذه الـضـجـة فــي واشــنــطــن. ولـم يـهـدر تـرمـب أي وقــت فـي المـضـي قُدما ومـمـارسـة الـضـغـوط الشخصية على أعـــضـــاء مـجـلـس الــشــيــوخ، لــكــنْ هـنـاك أمــــر واحـــــد مـــؤكـــد، وهــــو أن خــيــاراتــه الأربـــعـــة لـــم تــكــن لـتـحـظـى بــــأي فـرصـة تقريبا للمصادقة في مجلس الشيوخ الـــذي يسيطر عليه الـجـمـهـوريـون في واشـنـطـن، والـــذي كــان قائما قبل عام .2024 تعيينات مثيرة للجدل وبــالإضــافــة إلـــى غـايـتـس، يـواجـه هـيـغـسـيـث ادعــــــاء بـــأنـــه اعـــتـــدى أيـضـا عـلـى امــــرأة. ويــواجــه هيغسيث، وهـو مـــــن قـــــدامـــــى المـــــحـــــاربـــــ فـــــي الــــعــــراق وأفــــغــــانــــســــتــــان، أيــــضــــا أســـئـــلـــة حـــول امـتـاكـه الـخـبـرة الــازمــة لإدارة وزارة الدفاع التي تبلغ ميزانيتها السنوية مـــلـــيـــار دولار، وثـــــاثـــــة مـــايـــ 850 قـــاعـــدة عـسـكـريـة حـول 750 مـــوظـــف، و العالم. كــمــا أن اخــتــيــار تــرمــب لكينيدي أثــار تـسـاؤلات، ليس فقط لأنـه مشكك فـــي الـــلـــقـــاحـــات، بـــل أيـــضـــا لأنــــه مـؤيـد لحقوق الإجهاض، وأعلن الحرب على صناعات الأدوية والأغذية التي مولت الــــحــــزب الـــجـــمـــهـــوري لـــفـــتـــرة طــويــلــة. وألـــقـــى اخــتــيــاره لــغــابــارد ظـــاً ثـقـيـاً، لأنـهـا لامـــت الـــولايـــات المـتـحـدة وحلف «الـــــنـــــاتـــــو» بـــســـبـــب «اســـــتـــــفـــــزاز غـــــزو» الـــرئـــيـــس الــــروســــي فـــاديـــمـــيـــر بــوتــ لأوكرانيا. ويمكن أن يقود هيغسيث جهود تــــرمــــب لإبــــعــــاد الــــجــــنــــرالات وغـــيـــرهـــم مــــن كـــبـــار الــــقــــادة فــــي «الـــبـــنـــتـــاغـــون»، الـــذيـــن يــعــدهــم عـــوائـــق أمـــــام أجــنــدتــه السياسية. وذكرت «رويترز» الأسبوع المــــاضــــي أن فــــريــــق تــــرمــــب الانـــتـــقـــالـــي يـعـد قـــوائـــم بـمـسـؤولـي «الـبـنـتـاغـون» الذين سيفصلون. كما يـدرس الفريق إمـــكـــانـــيـــة مـــحـــاكـــمـــة بـــعـــض الـــضـــبـــاط الـحـالـيـ والــســابــقــ الـــذيـــن شــاركــوا بشكل مباشر فـي انـسـحـاب الـولايـات 2021 المـــتـــحـــدة مــــن أفـــغـــانـــســـتـــان عـــــام أمام محكمة عسكرية، حسبما أوردت شبكة «إن بي سي» للتلفزيون. وقـــــالـــــت كـــــارولـــــ لـــيـــفـــيـــت، الـــتـــي عـــيّـــنـــهـــا تــــرمــــب نـــاطـــقـــة بــــاســــم الــبــيــت الأبــــيــــض، إن الـــرئـــيـــس المــنــتــخــب فـــاز «بتفويض مــدوٍ من الشعب الأميركي لتغيير الوضع الراهن في واشنطن»، مــضــيــفــة أنـــــه اخــــتــــار «أشــــخــــاصــــا مـن الــــخــــارج لامـــعـــ ومــحــتــرمــ لـلـغـايـة لــلــعــمــل فــــي إدارتــــــــــه، وســيــســتــمــر فـي الوقوف وراءهم وهم يقاتلون ضد كل أولئك الذين يسعون إلى إخراج أجندة (ماغا) عن مسارها». دافي لوزارة النقل فــي غــضــون ذلــــك، اخــتــار الـرئـيـس المــنــتــخــب شـــــون دافــــــي وزيـــــــراً لـلـنـقـل، وهـــي وظـيـفـة تـأتـي بميزانية ضخمة ومـسـؤولـيـات سـامـة شـامـلـة، وتلعب دوراً رئــــيــــســــيــــا فــــــي الإشـــــــــــــراف عــلــى الشركات التي يديرها الملياردير إيلون ماسك. وكـــــــــان دافـــــــــي نـــجـــمـــا مــــبــــكــــراً فــي تلفزيون «الواقع» في التسعينات من القرن الماضي. ثم شغل منصب المدعي العام لمقاطعة آشلند في ويسكونسن، ،2010 قـبـل انـتـخـابـه للكونغرس عـــام 2019 واســـتـــقـــال مـــن مــقــعــده فـــي عــــام بعدما علم أن طفله الأصغر يُتوقع أن يولد بمشاكل صحية. وكـــــان دافـــــي مـــن أوائــــــل المــؤيــديــن على 2021 لــتــرمــب، الــــذي حــضــه عــــام الـتـرشـح لمنصب حـاكـم ويسكونسن، قائلً إنه «سيكون رائعا!». وقــــــال تـــرمـــب فــــي بــــيــــان، الاثـــنـــ ، إن دافــــي «سـيـعـطـي الأولـــويـــة للتميز والكفاءة والقدرة التنافسية والجمال عـــنـــد إعـــــــــادة بــــنــــاء الـــــطـــــرق الـــســـريـــعـــة والأنـــــفـــــاق والـــجـــســـور والمـــــطـــــارات فـي أمـيـركـا»، فضلً عـن أنــه «سيضمن أن تـخـدم مـوانـئـنـا وســـدودنـــا اقـتـصـادنـا دون المـــــــســـــــاس بــــأمــــنــــنــــا الـــــقـــــومـــــي، وسيجعل سماءنا آمنة مرة أخرى». 10 NEWS أوضح ترمب أنه لن يتسامح مع أي معارضة تُذكر من جانب الأكثرية الجمهورية في مجلسي النواب والشيوخ ASHARQ AL-AWSAT اعترف بصعوبة المصادقة على غايتس... واختار شون دافي وزيراً للنقل ترمب يضغطعلى مجلسالشيوخ لتمرير تعييناته... رغم الفضائح واشنطن: علي بردى الصوت المستقل لن يكون مسموعاً في المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل ينهي مهمته «محبطاً» لصالح كايا كالاسالأميركية الهوى قــــطــــعــــا، ســـيـــفـــتـــقـــد الــــعــــالــــم الـــعـــربـــي صـوت جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الــخــارجــيــة فـــي الاتــــحــــاد الأوروبــــــــي الـــذي سـيـخـلـي مــقــعــده، بـعـد أقـــل مـــن أسـبـوعـ لــــصــــالــــح كـــــايـــــا كـــــــــــالاس، رئــــيــــســــة وزراء إستونيا السابقة، التي يفترض أن يوافق البرلمان الأوروبـي على تعيينها في الأيام القليلة المقبلة. والمرجّح أن يختار بوريل، البالغ من عاما، التقاعد بعد أن تنقّل في 77 العمر مناصب رئيسية في إسبانيا؛ حيث شغل عــدة مناصب وزاريــــة منها منصب وزيـر الــخــارجــيــة فـــي أول حــكــومــة لــاشــتـراكــي بـــيـــدرو ســانــشــيــز بــعــد أن كــــان قـــد تـــرأس ســنــوات. وفـــي عـام 5 الــبــرلمــان الأوروبـــــي لــــ ، فضّل التخلي عن منصبه الـوزاري 2019 ليعود إلى بروكسل، العاصمة الأوروبية، نــائــبــا لــرئــاســة المــفــوضــيــة ومــــســــؤولاً عن سنوات 5 السياسة الخارجية والأمنية لــ شارفت على الانتهاء. خيبة بوريل بيد أن بوريل يرحل عن بروكسل وفي قلبه حــرقــة. وقــالــت مــصــادر دبلوماسية فـــي بـــاريـــس إن الــصــعــوبــة الــتــي واجـهـهـا فـي منصبه الأخـيـر مــزدوجــة؛ فمن جهة، عانى من القاعدة المعمول بها في الاتحاد، فيما يتعلق بـالـسـيـاسـة الـخـارجـيـة التي تفرض توافر الإجماع وهو شبه مستحيل فيما يخص منطقة الشرق الأوســط. ومن جهة ثانية، وجود مجموعة من الأعضاء موالية لإسـرائـيـل وتـعـارض أي انتقادات تــوجــه إلــيــهــا. وتـضـيـف هـــذه المـــصـــادر أن دولــــة وجــــدت صــعــوبــات جـمـة ليس 27 الــــــ لإدانـة إسرائيل على ممارساتها في غزة، الـتـي نـــددت بـهـا الأمـــم المـتـحـدة والمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية نــاهــيــك عـــن مــنــظــمـات الــــدفــــاع عـــن حـقـوق الإنـــــســـــان وجـــمـــعـــيـــات المـــجـــتـــمـــع المــــدنــــي، بـــل فـقـط لــلــدعــوة إلـــى وقـــف إطــــاق الــنــار. ومــــن بـــ الـــرافـــضـــ لأي مــوقــف «مـــعـــادٍ» لإســـرائـــيـــل، هـــنـــاك بــــدايــــةً ألمـــانـــيـــا وتـلـيـهـا النمسا والمـجـر وتشيكيا، فضلً عـن دول البلطيق وهولندا. وباختصار، لم تلقَ مقترحات بوريل المنقضية عـلـى حـرب 13 خـــال الأشــهــر الـــــ غــزة أي تـجـاوب مـع مقترحاته، وأبـرزهـا اثــنــان: الأول، فـــرض عـقـوبـات عـلـى وزراء ومـسـؤولـ إسرائيليين ينفخون فـي نار الانـــتـــقـــام مــــن الـفـلـسـطـيـنـيـ فــــي الـضـفـة الغربية ويعتدون بشكل دائـم على القرى والمـــــــــزارع والمــــواطــــنــــ تــنــكــيــاً وإهــــانــــات وغـالـبـا تـحـت حـمـايـة الأمــــن الإسـرائـيـلـي. والمقترح الثاني تقدم به، الاثنين الماضي، ويـــقـــضـــي بــتــجــمــيــد الـــــحـــــوار الـــســـيـــاســـي مـــع إســـرائـــيـــل بــســبــب ارتـــكـــابـــات الـجـيـش الإسرائيلي في غزة ولبنان وهي تربطها بالاتحاد الأوروبـي شراكة ثرية ومتعددة الأشــــكــــال ومــــن شـــروطـــهـــا احــــتــــرام حـقـوق الإنـــســـان. وقــبــل اجــتــمــاع وزراء خـارجـيـة الاتــــــحــــــاد، وجّـــــــه بـــــوريـــــل لـــــهـــــؤلاء رســـالـــة مـكـتـوبـة عـــبّـــر فـيـهـا عـــن «مـــخـــاوف جـديـة إزاء الانتهاكات المحتملة للقانون الدولي الإنساني في غــزة». وكـان أمله أن يحظى اقتراحه بموافقة الوزراء، علما بأن مطلبه يـشـكـل «الـــحـــد الأدنــــــى» لـلـتـحـرك المـرتـقـب من النادي الأوروبــي الرافع شعار احترام حقوق الإنسان. بيد أن آمال بوريل الراغب في تحقيق إنجاز ما وإن متواضعا خابت تماما. كايا كالاس: الاحتذاء بالسياسة الأميركية لـــــم تــــكــــن هـــــــذه وحـــــدهـــــا طـــمـــوحـــات بـــــــوريـــــــل. فــــــالمــــــســــــؤول الأوروبــــــــــــــــي كــــان يــدفــع بـاتـجـاه أن يــكــون لأوروبـــــا دورهـــا ومـوقـعـهـا وتــأثــيــرهــا فـــي أزمـــــات الـعـالـم وعـــلـــى رأســـهـــا الـــشـــرق الأوســــــط، جــارهــا الجنوبي. لكن طموحه هذا خاب أيضا، وما زالت أوروبا بعيدة لسنوات ضوئية عن تحقيق هذا الهدف. ولعل أفضل مثال ما صدر عن منظمة «أوكسفام» الخيرية فــي بـيـانـهـا لــيــوم الاثـــنـــ ؛ حـيـث اتهمت الاتّـــحـــاد الأوروبــــــي بـــأن «أيـــديـــه ملطخة بـالـدمـاء» فـي قطاع غــزة. وهـاجـم بوريل وزراء الـــخـــارجـــيـــة بـــقـــولـــه: «لا يـمـكـنـكـم أن تــــدّعــــوا أنـــكـــم قــــوة جــيــوســيــاســيــة إن كنتم تـقـضـون أيــامــا وأسـابـيـع وشـهـوراً للتوصل إلى اتفاق و(البدء) بالتحرك». لا شك في أنه مع حلول كايا كالاس محل بوريل، فإن ملفات الشرق الأوسط لـــــن تــــكــــون لـــهـــا الأولـــــــويـــــــة. فـــالمـــســـؤولـــة الـجـديـدة ليس مـعـروفـا عنها اهتمامها بـــهـــذه المـــلـــفـــات، بـــل إن مـــا تـضـعـه نصب عينيها الــحــرب الــروســيــة - الأوكــرانــيــة، كـــمـــا أنــــهــــا أطـــلـــســـيـــة الـــــهـــــوى، وتـــوقـــعـــت صحيفة «لـو مـونـد» فـي عـددهـا الصادر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي 17 يوم أن تتقارب كثيراً مع السياسات الأميركية في المنطقة، ما يحرم الأوروبيينمنصوت مستقل. وذهبت الصحيفة الفرنسية إلى تأكيد أن «الاتـحـاد الأوروبـــي سائر على طريق التخلي عن أي طموح في الشرق الأوسط». وفي جلسة الاستماع إليها في نوفمبر لم تجد 12 البرلمان الأوروبي يوم كـالاس ما تقوله بالنسبة لما هو حاصل في غزة سوى دعوة الطرفين إلى «ضبط النفس» ومـن غير الإشـــارة، من قريب أو بعيد، إلى ما يقوم به الجيش الإسرائيلي في القطاع. و«التزامها» الوحيد جاء في تـأكـيـدهـا أنــهــا سـتـعـمـل عـلـى وضـــع حد للنزاع في إطار حل الدولتين وهو التزام لا يقدم ولا يؤخر. صـــــحـــــيـــــح أن ســــــيــــــاســــــة الاتـــــــحـــــــاد الـــخـــارجـــيـــة لــــن تــرســمــهــا كـــايـــا كـــــالاس، بــــل هــــي تـــرجـــمـــة لمـــوقـــف جـــمـــاعـــي داخــــل الاتـــحـــاد. والـــحـــال أن ثـمـة دولاً تــريــد أن يــــكــــون لـــهـــا مــــوقــــف مـــــتـــــوازن كــإســبــانــيــا وآيـــرلـــنـــدا وسـلـوفـيـنـيـا، وأيـــضـــا فـرنـسـا. فهل ستنجح في ذلك؟ الجواب في القادم من الأشهر والسنوات. كالاسخليفة بوريل لحظة وصولها إلى اجتماع مع وزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل (أ.ف.ب) باريس: ميشال أبو نجم أخبار Issue 16794 - العدد Wednesday - 2024/11/20 الأربعاء

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky