4 حرب متعددة الخرائط NEWS ساد هدوء حذر الضاحية الجنوبية في حين تراجعت كثافة الغارات على الجنوب ASHARQ AL-AWSAT Issue 16793 - العدد Tuesday - 2024/11/19 الثالثاء بعد السيطرة على الخط األول محاوالت إسرائيلية للتوغل إلى خط القرى الثاني جنوب لبنان ســــاد الــــهــــدوء الـــحـــذر فـــي الـضـاحـيـة الــجــنــوبــيــة لـــبـــيـــروت، االثــــنــــن، بـــعـــد يـــوم عـــنـــيـــف، األحــــــــد، فــــي حــــن تـــراجـــعـــت فـيـه كثافة الــغــارات على الجنوب الــذي يشهد مواجهات عنيفة في خط القرى الثاني بي «حـــزب الــلــه» والـجـيـش اإلسـرائـيـلـي الــذي يحاول التوغل من نقاط عدة. وتــــأتــــي هــــــذه املــــواجــــهــــات فــــي إطــــار الضغط العسكري وامليداني الذي تحاول تــــل أبـــيـــب فـــرضـــه فــــي الـــســـاعـــات األخـــيـــرة الحاسمة للبحث في وقف إطالق النار. وبـــعـــدمـــا بــــات الــجــيــش اإلســرائــيــلــي يسيطر عسكريًا بـالـنـار عـلـى قـــرى الخط األول، يــحــاول الـتـوغـل إلـــى الـخـط الثاني في القطاع الغربي عبر شمع ومن القطاع الشرقي باتجاه بلدة الخيام حيث لم تهدأ املدفعية اإلسرائيلية مستهدفة بقذائفها طوال الليل املدينة وأطراف بلدتي جديدة مرجعيون وبـرج امللوك، بحسب «الوكالة الوطنية لإلعالم» . وأعـــــلـــــن «حــــــــزب الـــــلـــــه» فـــــي بـــيـــانـــات منفصلة أن عناصره استهدفوا، االثني، مرات تجمعات لقوات إسرائيلية جنوب 4 بـلـدة الـخـيـام فـي جـنـوب لـبـنـان، بصليات صــاروخــيــة، بـحـسـب بـيـانـات صــــادرة عن «املقاومة اإلسالمية». وأفـــــــــــــادت قـــــنـــــاة «املــــــــنــــــــار» الـــتـــابـــعـــة لــــــ«حـــــزب الــــلــــه» بـــرصـــد تـــحـــرك لـــعـــدد مـن اآللــيــات اإلسـرائـيـلـيـة تـتـحـرك مــن بساتي الــــــوزانــــــي بــــاتــــجــــاه وطــــــى الــــخــــيــــام وســـط استمرار املواجهات داخل الحَيَّي الشرقي والجنوبي ومحيط معتقل الخيام، مشيرة إلــــى اشــتــبــاكــات بــالــرشــاشــات واألســلــحــة الــــصــــاروخــــيــــة وســــــط ســـيـــطـــرة الـــضـــبـــاب الكثيف واســتــهــداف املـديـنـة بـالـصـواريـخ ساعة. 36 الثقيلة على امتداد أكثر من بطاريات مدفعية ويأتي ذلـك، بعد ساعات على إعالن الجيش اإلسرائيلي، عن دخـول بطاريات املـــدفـــعـــيـــة إلــــــى الــــقــــتــــال داخــــــــل األراضــــــــي اللبنانية ملساندة القوات امليدانية، بعدما كـــان رئـيـس األركـــــان هـرتـسـي هـالـيـفـي من بـــلـــدة كــفــركــ فـــي جـــنـــوب لــبــنــان قـــد هــدد بمواصلة الـقـتـال وتـوجـيـه ضـربـات قوية لـ«حزب الله». وقــــــــــــال املــــــتــــــحــــــدث بــــــاســــــم الــــجــــيــــش اإلسـرائـيـلـي أفـيـخـاي أدرعـــي عبر حسابه عــلــى مـنـصـة «إكــــــس»، مــســاء األحـــــد: «فــي أهـــــداف جـــديـــدة للعملية الــبــريــة اجــتــازت قـوات بطارية مدفعية من اللواء الحدود، وبــــدأت بتنفيذ قـصـف مـدفـعـي مــن داخــل األراضــــي اللبنانية بـهـدف توسيع نطاق الـــقـــصـــف، وتـــوفـــيـــر دعــــم مــدفــعــي لــلــقــوات املشاركة في املناورة البرية بهدف توجيه نيران كثيفة نحو منطقة القتال». ويُــــجــــمــــع كــــل مــــن الـــعـــمـــيـــد املــتــقــاعــد الخبير العسكري حسن جـونـي، ورئيس مركز «الشرق األوسـط والخليج للتحليل العسكري - أنيجما» رياض قهوجي على أن هـــذا الـتـطـور خـطـوة عسكرية طبيعية فـــي مــســار تــقــدم املـــعـــارك الــبــريــة، لكنهما يختلفان في وصف الواقع امليداني، حيث يرى جوني أن خط القرى األول بات تحت سيطرة الجيش اإلسرائيلي بالنار، بينما يؤكد قهوجي أنها باتت محتلة مـن قبل إسرائيل، وإن لم يكن كذلك ملا استطاعت التقدم نحو الخط الثاني. ويـــقـــول جـــونـــي لــــ«الـــشـــرق األوســـــط» إن إســرائــيــل لــم تـحـتـل خــط الــقــرى األول، فـــهـــو بـــــات يــخــضــع لـــهـــا بـــعـــدمـــا سـيـطـرت عــلــيــه بـــالـــنـــار، ويـــتـــحـــرك الـــجـــيـــش داخـــلـــه ويقوم بدوريات، لكنه يتعرض في املقابل لهجمات، وال يبني مـراكـز دفاعية تـؤدي إلى تمركز دائم في هذه املنطقة. ويـرى أن «نشر املدفعية اإلسرائيلية ليس لـه التأثير الكبير، والــهــدف منه أن يـــجـــري تـنـفـيـذ رمـــيـــات فـــي الــعــمــق بشكل أكـــبـــر مـــمـــا تـــقـــوم بــــه املـــدفـــعـــيـــة الـــتـــي لـهـا مـــدى أقـصـى مــحــدد. ويــوضـــح: «فـــي نمط العمليات الهجومية كلما تقدمت القوى تتقدم بـطـاريـات املـدفـعـيـة، وهــو مـا حدث مـــع تــقــدم اإلســرائــيــلــي إلـــى الــخــط الـثـانـي الـــــذي لـــم يـــكـــرس احـــتـــ لـــه لـــلـــقـــرى، «إنــمــا االحــــتــــ ل واإلنــــجــــاز يـــكـــون إذا ســيــطــروا عـلـى الــقــرى األسـاسـيـة فــي الـخـط الـثـانـي، حيث يسجل مقاومة شـرسـة وعنيفة من قــبــل (حــــزب الـــلـــه)، ال سـيـمـا حــيــث يـتـركـز الـجـهـد مــن طـيـرحـرفـا بـاتـجـاه شـمـع التي لـهـا أهـمـيـة ألنــهــا تـقـع بـــن واديـــــن ومـمـر إلـزامـي للوصول إلـى البياضة، وبالتالي وصوله إلـى البياضة يعد إنجازًا بالبعد الــــجــــغــــرافــــي، ويـــقـــتـــطـــع قـــســـمـــ كـــبـــيـــرًا مـن الـقـطـاع الـغـربـي كـانـت جغرافيته تناسب جــــــدًا (حــــــــزب الـــــلـــــه) إلطــــــــ ق الــــصــــواريــــخ واالستهداف، لكن حتى اآلن ليست هناك معلومات أنه استطاع أن يقطع شمع». إنشاء تجمعات في املقابل، يؤكد قهوجي أن إسرائيل احتلت قــرى الـخـط األول وهــو مـا تظهره الـتـحـركـات اإلسـرائـيـلـيـة داخـــل الــقــرى، ما مهّد أمامها الطريق للوصول إلــى الخط الثاني، ويحاول الجيش اإلسرائيلي اآلن تثبيت سيطرة مباشرة على خـط الدفاع الثاني لـ«حزب الله». ويـقـول قهوجي لــ«الـشـرق األوســـط»: «فــــي املـــعـــارك الــبــريــة عــنــدمــا يــكــون هـنـاك تـــقـــدم لـــلـــقـــوات الـــبـــريـــة يـــكـــون مــعــهــا تـقـدم لبطاريات مدفعية ذاتية الحركة كي يمنح القوات املتقدمة كثافة نيران، وهذا مؤشر بأن التقدم العسكري بات ثابتًا، وال يهدف فــقــط إلــــى الــتــنــظــيــف، ومــــن ثـــم الـــخـــروج، بحيث ينشأون تجمعات عسكرية تمنح حــمــايــة لـــبـــطـــاريـــات املــدفــعــيــة وتـــزيـــد من فاعليتها». هدوء الضاحية فـــــي غــــضــــون ذلـــــــك، اســـتـــمـــر الــــهــــدوء الـــحـــذر فـــي ضــاحــيــة بـــيـــروت الـجـنـوبـيـة، من العاملي في 4 » بينما نعى «حزب الله مكتب العالقات اإلعالمية قُتلوا إلى جانب مـسـؤول إعـ مـه محمّد عفيف فـي الـغـارة اإلسـرائـيـلـيـة الـتـي اسـتـهـدفـت رأس النبع في بيروت، األحد. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن حصيلة نـهـائـيـة لـلـغـارة الـتـي استهدفت رأس النبع ومـارالـيـاس فـي قلب بـيـروت، مصاب ًا. 45 قتلى و 10 األحد، بحيث بلغت وفــــــي الــــجــــنــــوب، لـــــم يــــهــــدأ الــقــصــف طــوال ساعات النهار، حيث شن الطيران اإلســـرائـــيـــلـــي سـلـسـلـة غــــــارات اسـتـهـدفـت عــــددًا مـــن الـــبـــلـــدات، واســتــهــدفــت املـدفـعـيـة اإلسرائيلية عددًا من املناطق الجنوبية. غارات شـــن الــطــيــران الــحــربــي اإلســرائــيــلــي، صـــبـــاح االثـــــنـــــن، ســلــســلــة غــــــــارات جــويــة اسـتـهـدفـت أطــــراف بـلـدة شـمـع فــي جنوب لبنان، كما أغــار على بـلـدات زبقي وطير حــــرفــــا، والــــجــــبــــن، وشـــيـــحـــن فــــي قــضــاء صـور في جنوب لبنان، وأغــار على منزل عـلـى طــريــق املــديــنــة الـكـشـفـيـة بــن بلدتي النبطية الفوقا وزوطــر الجنوبيتي، كما سقط صاروخان مجهوال املصدر صباحًا على محيط ديــر القديسة حنة فـي خـراج بلدة القليعة الجنوبية، بحسب ما أعلنته «الوكالة الوطنية لإلعالم». وأفـــــــــــادت «الــــوطــــنــــيــــة» بـــاســـتـــشـــهـــاد املــخــتــار ســامــر شــغــري ومـــواطـــن ثــــان في غــــارة إسـرائـيـلـيـة اسـتـهـدفـت شــركــة مـيـاه صور. مـــن جــهــة أخــــــرى، مـــوجـــة عـنـيـفـة من الغارات الجوية شهدتها مناطق النبطية وإقليم التفاح. وكـــــان الــجــيــش اإلســـرائـــيـــلـــي قـــد نفذ تهديداته ملدينة النبطية بعد التحذيرات الـــتـــي أطــلــقــهــا عـــبـــر تــنــفــيــذه غـــــــارات عـلـى املناطق واملراكز التجارية والسكنية التي غـارات وهي 4 شملها التهديد، حيث شن األعــنــف مـنـذ بــدايــة الــحــرب، وأســفــرت عن تدمير مركز تجاري كبير ومحيطه وسط املدينة. فـــــي املـــــقـــــابـــــل، واصــــــــل «حــــــــزب الــــلــــه» إطـ قـه الـصـواريـخ على شـمـال إسـرائـيـل، واستهدف مقاتلوه تجمعًا لقوات الجيش اإلسرائيلي في مستوطنة كريات شمونة بصلية صـاروخـيـة، وقـصـف «مستوطنة غــــورنــــوت هـغـلـيـل بــصــلــيــة صـــاروخـــيـــة». كــــمــــا اســـــتـــــهـــــدف «قـــــــاعـــــــدة شــــــراغــــــا املـــقـــر اإلداري لقيادة لـواء غوالني شمال عكا»، أنــــه شــــن «هـــجـــومـــ بـــســـرب مـــن املـــســـيَّـــرات االنقضاضيّة على تجمع لقوات العدو في املقر املُستحدث لقيادة اللواء الغربي في ثكنة يـعـرا»، وتجمعًا آخـر فـي مستوطنة مـــرغـــلـــيـــوت، كـــمـــا اســـتـــهـــدف بـــعـــد الــظــهــر «مستوطنة كيرِم بن زِمـــرا، للمرة األولــى، بصلية صاروخية». الدخان يتصاعد من مدينة الخيام نتيجة القصف اإلسرائيلي (أ.ف.ب) بيروت: كارولين عاكوم 2006 أصابت المئات بعد حرب «العنقودية» اإلسرائيلية كارثة «متجددة» في جنوب لبنان قبل أن ينتهي لبنان من عملية إزالة القنابل العنقودية التي ألقتها إسرائيل ،2006 ) في الجنوب في حرب يوليو (تموز هـــا هـــو الـــيـــوم قـــد يـــكـــون أمـــــام تــفــاقــم هــذا الخطر في ظل املعلومات التي تشير إلى استخدام الجيش اإلسرائيلي هـذا النوع مـــن األســلــحــة مـــجـــددًا فـــي أرض الـجـنـوب الـتـي تحولت إلــى مـسـاحـات مـحـروقـة في جزء كبير منها. وبانتظار توقف آلة الحرب ومعاينة األرض، تشير بعض املصادر في الجنوب إلــى أن إسـرائـيـل تعمد إلــى إلـقـاء القنابل العنقودية، ال سيما في الحقول واألراضي الـــــزراعـــــيـــــة، مـــــا مـــــن شــــأنــــه أن يـــعـــيـــق فـي املستقبل إمكانية زراعـة األراضــي، بحيث ســيــكــون املــــزارعــــون أمــــام خــطــر تـفـجـرهـا، 2006 وهــو مـا سبق أن حصل بعد حــرب حــــيــــث قــــتــــل وأصــــــيــــــب نـــتـــيـــجـــتـــهـــا مـــئـــات األشخاص. وقــبــل بـــدء الـــحـــرب فـــي الــجــنــوب كـان «املــــركــــز الــلــبــنــانــي لـــنـــزع األلــــغــــام» الـتـابـع للجيش الـلـبـنـانـي قــد طـلـب تـمـديـد عمله ملدة أربـع سنوات الستكمال إزالـة القنابل ، في 2006 الـعـنـقـوديـة املتبقية مــن الــعــام حـــن لـــم يــتــســن لـــه حــتــى اآلن الـــتـــأكـــد من املعلومات التي تشير إلـى قيام إسرائيل بـــإلـــقـــائـــهـــا فـــــي هــــــذه الـــــحـــــرب، عـــلـــمـــ بـــأن معلومات قد وصلت إليه حول هذا األمر، لـكـن الــتــأكــد مـنـهـا يـنـتـظـر انــتــهــاء الـحـرب لتحديد نوع األسلحة املستخدمة ميدانيًا. وكان «حزب الله» قد اتهم في بيان له قبل نحو الشهر إسرائيل بقصف الجنوب بقنابل عـنـقـوديـة مـحـرمـة دولــيــ ، وطـالـب املنظمات الحقوقية واإلنـسـانـيـة الدولية بإدانة هذه الجريمة. وقالت دائــرة العالقات اإلعالمية في أكـتـوبـر (تشرين 15 الــحــزب فــي بـيـان فــي األول) املاضي إن «العدو اإلسرائيلي أقدم عــلــى رمــــي صــــواريــــخ مــحــشــوة بـالـقـنـابـل العنقودية بمحافظة النبطية، بينها وادي الـخـنـازيـر بـــوادي الحجير، ومنطقة خلة راج بي بلدتي علمان ودير سريان، وشرق بلدة علمان باتجاه األحراش». وأوضـــح الـحـزب فـي بيانه أن قصف البلدات اللبنانية بقنابل عنقودية يؤكد االســـتـــهـــتـــار اإلســــرائــــيــــلــــي الـــفـــاضـــح بـكـل املـــواثـــيـــق واألعـــــــراف والـــقـــوانـــن الــدولــيــة، خاصة في زمن الحرب. 2006 تجربة ويـــــوضـــــح الــــــلــــــواء الـــــركـــــن املـــتـــقـــاعـــد الدكتور عبد الرحمن شحيتلي حول هذا املوضوع، لـ«الشرق األوسط»، أن إسرائيل رمت القنابل العنقودية قبل انتهاء حرب بـــيـــومـــن فـــقـــط وقـــــد أوكــــلــــت مـهـمـة 2006 تحديد األهـــداف والـرمـايـة لـقـادة الكتائب على األرض حيث عمدوا إلى رميها بشكل عــشــوائــي وعــلــى أهــــداف غـيـر مـــحـــددة، ما حـــــال دون الـــــقـــــدرة عـــلـــى الـــحـــصـــول عـلـى خرائط دقيقة إلزالتها. ويــلــفــت شـحـيـتـلـي، الـــــذي كــــان آنــــذاك نائب رئيس األركان للعمليات في الجيش 1701 اللبناني، إلــى أنــه بـنـاء على الـقــرار وقــــــع الـــجـــيـــش عـــلـــى تـــســـلـــمـــه «الــــخــــرائــــط املتوفرة لدى إسرائيل وغير الكاملة»، عبر قـــوات «يونيفيل»، وقــد كلف حينها فوج الهندسة وعدد من املؤسسات العاملة في هذا املجال بإزالتها، لكن املشكلة أنه بقيت هــنــاك أمـــاكـــن تــحــتــوي عــلــى الــقــنــابــل لكن غير معروفة وبالتالي تشكل خطرًا على املواطني. ويـلـفـت شحيتلي إلـــى صـعـوبـة إزالـــة الـقـنـابـل الـعـنـقـوديـة ألنـــه يـفـتـرض أن يتم تفجيرها فــي مكانها وهـــي تشكل خطرًا عـــلـــى عـــنـــاصـــر الـــهـــنـــدســـة وتــــأخــــذ عـمـلـيـة تنظيف الحقول وقتًا طويال لدقتها. وفـــي ظــل املـعـلـومـات الـتـي تشير إلـى إلقاء إسرائيل القذائف العنقودية مجددًا فــي هـــذه الــحــرب، يـؤكـد شحيتلي أن ذلـك من شأنه أن يؤدي إلى كارثة متجددة بعد انتهاء الحرب. ماليين قنبلة 5 وكــانــت قــد أفــــادت «الــوكــالــة الوطنية لــــــــ عــــــــ م» بـــــــــأن الـــــــطـــــــائـــــــرات الــــحــــربــــيــــة ماليي قنبلة 5 اإلسرائيلية رمت أكثر من 2020 ، أدت حـتـى الــعــام 2006 فــي يـولـيـو مــواطــنــ وجــــرح نحو 58 إلـــى مـقـتـل نـحـو آخرين أصيب العديد منهم بإعاقات 400 وعمليات بتر ألقدامهم، وغالبيتهم فقدوا عيونهم وهم من املزارعي والرعاة. ويـــتـــولـــى املــــركــــز الـــلـــبـــنـــانـــي لــألــغــام الــتــابــع لـلـجـيـش الـلـبـنـانـي اإلشـــــراف على عملية إزالــــة تـلـك الـقـنـابـل، بـالـتـعـاون مع قــــوات «يــونــيــفــيــل» وعــــدد مـــن الـجـمـعـيـات الدولية واملحلية التي تقلص عددها عما كانت عليه إثـر انتهاء الـحـرب بسبب قلة الـتـمـويـل املـخـصـص لعملية نـــزع القنابل وإزالـــتـــهـــا مـــن الــجــنــوب والــبــقــاع الـغـربـي، بحسب «الوطنية». ويـــتـــحـــدث رئـــيـــس نـــقـــابـــات مـــزارعـــي التبغ والتنباك في لبنان حسن فقيه عن خـطـر الـقـنـابـل الـعـنـقـوديـة عـلـى املـواطـنـن واملزارعي مشيرًا إلى أنها شكّلت بالنسبة ، حيث 2006 إليهم مشكلة كبيرة بعد العام حالت دون قدرة الفالحي ومزارعي التبغ والزيتون والحمضيات على زراعة أرضهم واالسـتـفـادة مـن مـئـات آالف الكيلومترات مـــــن املـــــســـــاحـــــات، وبـــعـــضـــهـــم تـــــحـــــوّل إلـــى معوقي بعدما انفجرت فيهم هذه القنابل. ويشير في حديث لـ«الشرق األوسـط» إلى أن القنابل تعلق بـاألشـجـار أو تبقى في األرض وتنغرس فيها مع هطول األمطار فـــــ تــــعــــود األراضـــــــــــي صـــالـــحـــة لـــلـــزراعـــة وتتحول إلى أفخاخ وقنابل موقوتة أمام املزارعي أو أي شخص يمر فيها. وفيما يشير فقيه إلى أن هناك الكثير مـــن األراضـــــي الــتــي ال تــــزال فـيـهـا الـقـنـابـل مـــا يـمـنـع املــــزارعــــن الــعــمــل فــيــهــا، ومـنـهـا على سبيل املـثـال بـلـدة حميلة فـي قضاء الـنـبـطـيـة، املـلـيـئـة بــالــقــذائــف الـعـنـقـوديـة، ويؤكد أن إسرائيل عادت واستعملتها في هــذه الــحــرب، قـائـ «هـــذه الـقـذائـف تعرف بـــاملـــشـــاهـــدة ومـــــن خـــــ ل األصـــــــــوات الــتــي تصدرها، وأبناء الجنوب باتوا يعرفونها جيدًا». ويتم إسقاط الذخائر العنقودية من الطائرات على شكل قنبلة أو يتم إطالقها عـلـى شـكـل صـــواريـــخ، وهـــي تـحـتـوي على مـئـات القنابل الصغيرة الـتـي تنتشر في مناطق واسـعـة مـا يجعلها تتسبب ليس في استهداف املقاتلي إنما أيضًا املدنيي واألطفال. وحـتـى بـعـد مـــرور عــشــرات الـسـنـوات يمكن أن تتحول القنابل الـتـي لـم تنفجر إلى فخ مميت للهالي والسكان، حيث إنه ال ينفجر منها عند االرتطام أكثر من نحو في املائة، وتبقى القنابل األخرى قابلة 40 لالنفجار في أي لحظة مما قد تتسبب في مـقـتـل أو تـشـويـه الـكـثـيـر مــن األشــخــاص، حــــســــب مـــنـــظـــمـــة اإلغـــــــاثـــــــة «هــــانــــديــــكــــاب إنترناشيونال». وتـــــجـــــعـــــل هـــــــــذه الـــــقـــــنـــــابـــــل املــــنــــاطــــق املـتـضـررة غير صالحة للسكن فـي بعض األحــــيــــان، وكـــــان قـــد تـــم اســتــخــدامــهــا في الحرب العاملية الثانية وفي حرب فيتنام. وتحظر اتفاقية أوسـلـو الـتـي وقعت استعمال الذخائر املعرّفة بأنها 2008 عام عـنـقـوديـة وإنـتـاجـهـا وتخزينها ونقلها، لكن معظم الدول الكبيرة من حيث حيازة هـــذه الــذخــائــر وإنــتــاجــهــا، مـثـل الـــواليـــات املــــتــــحــــدة األمــــيــــركــــيــــة وروســــــيــــــا والـــهـــنـــد وإســـرائـــيـــل وبــاكــســتــان والـــصـــن وكــوريــا الجنوبية، ما زالـت ترفض االنضمام إلى االتــفــاقــيــة بـحـجـة الــــضــــرورات الـعـسـكـريـة للذخائر العنقودية. عسكري لبناني يعمل على إزالة لغم من األرض (موقع الجيش اللبناني) بيروت: كارولين عاكوم
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==