أثار اإلعالن عن رفع القيود األميركية، الـــتـــي مــنــعــت كــيــيــف ســـابـــقـــا مــــن اســـتـــخـــدام الصواريخ الغربية بعيدة املدى الستهداف مـــنـــاطـــق فــــي الـــعـــمـــق الـــــروســـــي، زوبــــعــــة مـن الـتـوقـعـات املتشائمة حـيـال سيناريوهات تـــــطـــــور الـــــوضـــــع فـــــي أوكــــــرانــــــيــــــا. وتــــحــــدث الــكــرمــلــن عـــن «مــرحــلــة جـــديـــدة نــوعــيــة في الــــصــــراع تــعــكــس انـــخـــراطـــا مـــبـــاشـــرًا لــلــدول الغربية في العمليات العسكرية»، فيما رأت أوسـاط روسية أن إدارة الرئيس جو بايدن ســعــت إلــــى وضــــع عــراقــيــل صـعـبـة أمـــــام أي خطوات سريعة، يمكن أن يتخذها الرئيس املنتخب دونـالـد ترمب فــور توليه منصبه رسميا في يناير (كانون الثاني) املقبل. وعــلــى الـــرغـــم مـــن أن الـــقـــرار األمــيــركــي لـم يتم اإلعـــ ن عنه رسميا، واكتفى البيت األبيض بتسريبات عبر وسائل اإلعالم، فإن مصادر دبلوماسية تحدثت عن أن واشنطن «أبــلــغــت الــرئــيــس فــولــوديــمــيــر زيلينسكي بـــقـــرارهـــا قــبــل ثـــ ثـــة أيـــــــام»، مـــا يــعــكــس أن التطور تم تحضيره سلفا بانتظار التوقيت املناسب إلعالنه. ورأت مصادر الكرملي أن الخطوة األميركية «تخلط األوراق، وتضع تـــحـــديـــات كـــبـــيـــرة أمــــــام تـــرمـــب الــــــذي تـعـهـد بإنهاء سريع للحرب» مع إشـارة إلى ترقب روســـي لـخـطـوات اإلدارة الـجـديـدة ملواجهة هذا املوقف، خصوصا أن األسابيع القليلة املــقــبــلــة الـــتـــي تــســبــق تــســلــم تـــرمـــب مـهـامـه رسميا، قـد تشهد تصعيدًا عسكريا خطرًا يضع مزيدًا من العراقيل أمـام أي محاوالت للتهدئة. وحــمــلــت تـــحـــذيـــرات الــكــرمــلــن إشــــارة واضــــحــــة إلـــــى أن مـــوســـكـــو ســتــتــعــامــل مـع الـتـطـور بـأعـلـى مـسـتـوى مــن الـجـديـة. وقــال الــنــاطــق الـــرئـــاســـي دمــيــتــري بــيــســكــوف، إن سماح الرئيس األميركي لكييف باستخدام صــــواريــــخ أمـــيـــركـــيـــة بـــعـــيـــدة املــــــدى لــضــرب األراضـــــــي الـــروســـيـــة، مـــن شـــأنـــه أن «يـصـب الزيت على النار» في النزاع بأوكرانيا. وأضــــــاف بــيــســكــوف: «إذا تـــم بـالـفـعـل صياغة مثل هذا القرار وإبـ غ نظام كييف بــه، فـهـذه بالطبع جـولـة جـديـدة مـن التوتر الــــنــــوعــــي، ووضـــــــع جــــديــــد نـــوعـــيـــا لـــتـــورط الواليات املتحدة في النزاع». وأشــــــار إلــــى أن مـــوقـــف روســـيـــا بـشـأن هـذه القضية «تمت صياغته بشكل واضح لـــلـــغـــايـــة وال لـــبـــس فــــيــــه، ويــــجــــب أن يــكــون مفهوما للجميع»، موضحا أن الضربات في عمق األراضــــي الـروسـيـة «لــن يتم تنفيذها من قبل أوكـرانـيـا، ولكن من قبل تلك الـدول التي تمنح اإلذن بذلك، وهـذا يغير الوضع بشكل كبير». وقــــــــال بـــيـــســـكـــوف: «مــــــن أجــــــل تـنـفـيـذ االستهداف سوف يتولى األمر متخصصون عـسـكـريـون مــن الــــدول الـغـربـيـة. وهـــذا يغير بشكل جذري طريقة مشاركتهم في الصراع األوكــــرانــــي»، وخـلـص إلـــى أن «إدارة البيت األبيض املنتهية واليتها تنوي االستمرار في صب الزيت على النار، وإثــارة مزيد من التوتر حول الصراع األوكراني». وكـــانـــت صـحـيـفـة «نـــيـــويـــورك تــايــمــز» نــقــلــت عــــن مـــســـؤولـــن أمـــيـــركـــيـــن لــــم تــذكــر أســـــمـــــاءهـــــم، أن بـــــايـــــدن ســـمـــح ألوكــــرانــــيــــا باستخدام األسلحة األميركية بعيدة املدى، بـمـا فـــي ذلـــك صـــواريـــخ مـــن طــــراز «أتــاكــمــز» لضرب عمق األراضـــي الروسية. وقـد اتخذ بـايـدن هــذه الـخـطـوة بعد ورود تـقـاريـر عن «وصول أفراد عسكريي من كوريا الشمالية إلى منطقة كورسك». وأعلن الكرملي، االثني، أن بوتي أبلغ بالتطور، منوها بــأن رد الـرئـيـس الـروسـي ســـوف يـتـنـاسـب مـــع الــتــهــديــدات الــجــديــدة، وفـقـا لعبارة كــان بـوتـن نفسه أطلقها قبل شـــهـــريـــن، عـــنـــدمـــا أشــــــار فــــي تــعــلــيــقــه عـلـى املــنــاقــشــات الـــجـــاريـــة فـــي الـــغـــرب حــــول رفــع الحظر املفروض على كييف على الضربات بـــعـــيـــدة املــــــــدى بـــاألســـلـــحـــة الـــغـــربـــيـــة عـلـى األراضــــي الـروسـيـة، إلـى أن «دول الـنـاتـو ال تناقش فقط إمكانية استخدام هذه األسلحة من قبل القوات املسلحة في أوكرانيا، ولكن تبحث عمليا املشاركة املباشرة في الصراع بأوكرانيا». ضغوط على شولتس بــعــد هــــذا الـــتـــطـــور األمـــيـــركـــي، تــــزداد الضغوط على حكومة املستشار األملـانـي، أوالف شولتس، في األسابيع األخيرة من عمرها، بـشـأن الـدعـم املـقـدم إلــى أوكـرانـيـا. وحــتــى اآلن، يـتـمـسّــك شـولـتـس، الــــذي دعـا 16 إلــى تصويت على الثقة بحكومته فـي ديـسـمـبـر (كـــانـــون األول) املـقـبـل يُــتـوقـع أن يخسره، برفض تسليم صواريخ «توروس» أملـانـيـة الـصـنـع وبـعـيـدة املـــدى إلـــى كييف، رغم موافقة شريكه في االئتالف الحكومي، حـــزب «الــخــضــر»، والـــدعـــوات املــتــكــررة إلـى ذلك من حزب املعارضة الرئيس «املسيحي الـديـمـقـراطـي»، الـــذي يتصدر استطالعات الــــــرأي لــلــفــوز بـــاالنـــتـــخـــابـــات املــقــبــلــة الـتـي فبراير (شباط) 23 يُفترض أن تُــجـرى فـي املقبل. ويـــــكـــــرر شـــولـــتـــس أن تـــســـلـــيـــم بـــرلـــن الـــصـــواريـــخ الـتـي تــطــالــب بــهــا كـيـيـف منذ مـدة، والتي يُمكنها أن تصل إلى موسكو، قد يـؤدي إلى توسيع الحرب، وجـر «حلف شمال األطلسي (الناتو)» إليها. وفــــــي كــــل خــــطــــوة اتـــخـــذهـــا شــولــتــس مـــنـــذ بـــــدايـــــة الـــــحـــــرب فـــــي أوكـــــرانـــــيـــــا، كـــان يربطها بشكل مباشر بواشنطن وتنسيق الخطوات معها. وعـــبّـــرت وزيـــــرة الــخــارجــيــة األملــانــيــة، أنــالــيــنــا بـــيـــربـــوك، عـــن تــرحــيــبــهــا بــالــقــرار األمــيــركــي، وقــالــت إنـــه «إذا تــعــرض بلدنا لقصف بالقذائف والطائرات من دون طيار، ودُمرت املستشفيات ومرافق موارد الطاقة، وإذا جــرى الـهـجـوم على حياتنا الـعـاديـة، فسندافع عن أنفسنا». وأكد روبرت هابيك، وزيــــــر االقـــتـــصـــاد األملــــانــــي ومــــرشــــح حـــزب «الخضر» ملنصب املستشار في االنتخابات املقبلة، أنه إذا أصبح رئيسا للحكومة، فإنه سيعكس قـــرار شـولـتـس ويـسـمـح بتسليم أوكـــــرانـــــيـــــا صـــــواريـــــخ «تـــــــــــــوروس». وتـــعـــد حظوظ حزب «الخضر» في قيادة الحكومة املقبلة شبه مـعـدومـة، فهو يحل رابـعـا في اســتــطــ عــات الـــــرأي، بـنـسـبـة ال تــزيــد على في املـائـة. ولكن من املحتمل أن يشارك 11 بصفته شريكا في ائتالف حكومي يتشكل ويـــقـــوده عــلــى األرجـــــح الـــحـــزب «املـسـيـحـي الديمقراطي» بزعامة فريدريش ميرتس، في املائة 32 الذي يحل في الطليعة بنسبة بـــفـــارق كـبـيـر عـــن حــــزب «الـــبـــديـــل ألملــانــيــا» اليميني املتطرف الـذي يحل ثانيا بنسبة في املائة. 16 ويؤيد الحزب، الذي يتزعمه ميرتس، وتنتمي إلـيـه املـسـتـشـارة السابقة أنجيال ميركل، موقف حزب «الخضر»، وهو يدعو مـنـذ مـــدة املـسـتـشـار األملـــانـــي إلـــى املـوافـقـة عـلـى تسليم كـيـيـف صـــواريـــخ «تـــــوروس». وقــــد كــــرر ذلــــك الــنــائــب رودريــــــش كيسفتر املختص بالشؤون الخارجية في الحزب، وانتقد تأخر اإلدارة األميركية في السماح ألوكـرانـيـا بـضـرب العمق الــروســي. وكتب على صفحته بمنصة «إكـــس»، إن «الـقـرار مـــتـــأخـــر، ويـــتـــعـــن عـــلـــى بــــايــــدن أن يـتـخـذ قــــــرارات أخــــرى تـــأخـــرت كـــذلـــك، مــثــل دعـــوة أوكرانيا لالنضمام إلى (الناتو)». ويرفض شولتس أيضا ضم أوكرانيا بـــشـــكـــل ســــريــــع إلــــــى «الـــــنـــــاتـــــو»، بــــل حـتـى الحديث عن الضم. وانتقد كيسفتر وغيره داخـل حزبه االتصال الـذي أجـراه شولتس بــــالــــرئــــيــــس الــــــروســــــي فــــ ديــــمــــيــــر بـــوتـــن األسـبـوع املـاضـي، وكـــان األول منذ عامي واسـتـمـر ملـــدة ســاعــة. وكـتـب كيسفتر بعد يومي من االتصال تعليقا على التصعيد الـروسـي في أوكرانيا: «مـن الجيد أن نرى أن بـــوتـــن يــخــفــف مـــن الــتــصــعــيــد بــعــد أن طلب منه املستشار األملاني ذلك». وتعرض شولتس النتقادات كثيرة جـراء االتصال، لـم تقتصر على االنــتــقــادات الـداخـلـيـة، بل كـــانـــت خــــارجــــيــــة، أبــــرزهــــا انـــتـــقـــاد رئــيــس الـحـكـومـة الـبـولـنـدي دونــالــد تــاســك، الــذي قــــال: «ال أحـــد سـيـوقـف بــوتــن بـاتـصـاالت هاتفية». وأمــــــام هــــذه الـــضـــغـــوط عــلــى حـكـومـة شــــولــــتــــس، بــــــرز تـــقـــريـــر نـــشـــرتـــه صـحـيـفـة «بـــيـــلـــد» عــــن اســــتــــعــــدادات بـــرلـــن لـتـسـلـيـم كــيــيــف طــــائــــرات مـــســـيّـــرة مـشـغـلـة بــالــذكــاء االصــطــنــاعــي، ابـــتـــداء مـــن مـطـلـع ديسمبر املقبل. ووفق الصحيفة، فإن أملانيا ستسلم آالف مـــن هــــذه الـــطـــائـــرات إلــــى أوكــرانــيــا 4 بمعدل املئات أسبوعيا، وقالت إنها قادرة عـلـى تـخـطـي الـــــــرادارات الــروســيــة، وضــرب أهداف، وهي تطير بسرعة كبيرة. ووصفت الـصـحـيـفـة هـــذه الـــطـــائـــرات املــســيّــرة بأنها «صـواريـخ (تـــوروس) مصغرة»؛ لتقنيتها اإللكترونية املتقدمة. وأعـلـنـت فـرنـسـا أنـهـا تـــدرس إمكانية الـسـمـاح لكييف بشن ضـربـات صاروخية بــعــيــدة املـــــدى ضـــد أهــــــداف عــلــى األراضـــــي الروسية، وفق تعبير رئيس الدبلوماسية الفرنسية جان نويل بارو، الذي قال: «قلنا صــراحــة: نحن سـنـدرس هــذا الـخـيـار فيما يــتــعــلــق بــــــــاإلذن بــــضــــرب األهــــــــــداف، حـيـث تـهـاجـم روســيــا اآلن األراضـــــي األوكــرانــيــة، لذلك ال يوجد شيء جديد في هذا األمر». بـيـنـمـا رأى وزيـــــر الــــدفــــاع الــبــولــنــدي فــــــ ديــــــســــــ ف كــــوســــيــــنــــيــــاك كــــامــــيــــش أن واشــنــطــن تـــأخـــرت فـــي الــســمــاح ألوكــرانــيــا باستخدام صواريخها ملهاجمة األراضــي الــروســيــة، وقــــال: كـــان يـجـب أن تتخذ هـذه الخطوة منذ زمن بعيد. فيما توقف الرئيس البولندي، أندريه دودا، عـنـد تـأثـيـر الـخـطـوة مـيـدانـيـا، وقــال إن أوكـرانـيـا لـن تكون قـــادرة على مهاجمة مـــوســـكـــو وســــــــان بـــطـــرســـبـــرغ بـــصـــواريـــخ 300 «أتــــاكــــمــــز» الـــتـــي ال يـــتـــجـــاوز مــــداهــــا كيلومتر. فـــي املــقــابــل، جــــددت الـــصـــن، االثــنــن، دعــــوتــــهــــا لـــتـــســـويـــة ســـلـــمـــيـــة لــــلــــحــــرب فــي أوكــــرانــــيــــا، بـــعـــد الــــقــــرار األمــــيــــركــــي. وقــــال املــتــحــدث بــاســم الــخــارجــيــة الـصـيـنـيـة لي جيان في إحاطة صحافية، ردًا على سؤال عن القرار األميركي: «األمــر األكثر إلحاحا هو التشجيع على تهدئة الوضع في أقرب وقت ممكن»، داعيا إلى «وقف إطالق النار سـريـعـا وحـــل سـيـاسـي»، وأضــــاف أن بكي «مستعدة ملواصلة لعب دور بناء في الحل الــســيــاســي لـــأزمـــة األوكـــرانـــيـــة بطريقتها الخاصة». ونفى لـن التقارير التي تفيد بحصول مــســؤولــن مـن االتـــحـــاد األوروبــــــي عـلـى دلـيـل على أن الطائرات املسيّرة الروسية املستخدمة في الحرب يتم تصنيعها في الصي. وانتقد الزعيم الـكـوري الشمالي كيم جـــونـــغ أون الـــــواليـــــات املـــتـــحـــدة والــــغــــرب، وقال إنهما يستخدمان الجيش األوكراني بـوصـفـه «قــــوات صــدمــة» ملـحـاربـة روســيــا، ويخاطران بإشعال صراع عاملي. 10 أخبار NEWS Issue 16793 - العدد Tuesday - 2024/11/19 الثالثاء مصادر الكرملين ترى أن خطوة بايدن «تضع تحديات كبيرة أمام ترمب الذي تعهد إنهاء سريعا للحرب» ASHARQ AL-AWSAT الكرملين يحذّر من انخراط مباشر لواشنطن... وضغوط على شولتس لتسليم صواريخ متقدمة إلى كييف السماح ألوكرانيا بضرب العمق الروسي يطلق مرحلة جديدة في الصراع كيلومتر (رويترز) 300 «أتاكمز» صاروخ موجَّه بعيد المدى يبلغ مداه نحو موسكو: رائد جبر برلين: راغدة بهنام حلقة في مسلسل استمرار جنوح المؤسسات األوروبية نحو اليمين «نيران صديقة» على طريق والية فون دير الين الثانية بعد أسابيع على إعالنها التشكيلة الـــــجـــــديـــــدة لـــلـــمـــفـــوضـــيـــة األوروبـــــــيـــــــة فــي واليــتــهــا الــثــانــيــة، الــتــي مـــن املــفــتــرض أن تـــبـــاشـــر مــهــامــهــا الـــشـــهـــر املـــقـــبـــل، تـــواجـــه فـــون ديـــر اليـــن حملة شـرسـة فــي الـبـرملـان األوروبـــي يقودها مانفريد ويبير، زعيم الــحــزب الـشـعـبـي األوروبــــــي الــــذي تنتمي إلـــيـــه، مـعـتـرضـا عـلـى تـعـيـن االشـتـراكـيـة اإلسـبـانـيـة، مــاريــا تـيـريـزا ريــبــيــرا، نائبة تنفيذية للرئيسة مكلفة واحـــدة مـن أهم الـحـقـائـب الــتــي تـشـمـل املـيـثـاق األوروبــــي األخضر واملنافسة. لـكـن املـــنـــاورة الــتــي يــقــودهــا ويـبـيـر، املعروف بخصومته الشخصية الشديدة لـرئـيـسـة املــفــوضــيــة، الــتــي كـــان ينافسها عـلـى املـنـصـب نـفـسـه فـــي الـــواليـــة األولــــى، ليست سوى نقلة في حركة واسعة تهدف إلـــى إعــــادة تشكيل الــتــوازنــات البرملانية بــن الــقــوى الـسـيـاسـيـة فــي بــدايــة الــواليــة الــــجــــديــــدة، وأيــــضــــا إلـــــى تـــرســـيـــخ سـلـطـة البرملان األوروبــي، والكتلة التي يقودها، فــي مـواجـهـة فـــون ديـــر اليـــن واملـفـوضـيـة، فـــضـــ عـــن إضـــعـــاف الــكــتــلــة االشــتــراكــيــة وزعـــيـــمـــهـــا الــــقــــوي الـــوحـــيـــد املـــتـــبـــقـــي فـي املـــجـــلـــس األوروبــــــــــــي، اإلســــبــــانــــي بـــيـــدرو ســانــشــيــز، بــعــد أفــــول املــســتــشــار األملــانــي أوالف شولتس. االنــطــبــاع الــســائــد فـــي املـفـوضـيـة أن األمور سائرة نحو الخروج عن السيطرة، بـــعـــد أن أصـــبـــحـــت املـــــعـــــارك الــســيــاســيــة الـــوطـــنـــيـــة هـــــي الــــتــــي تــــؤثــــر عـــلـــى حـــركـــة الـتـعـيـيـنـات فـــي املــفــوضــيــة، أو تـؤخـرهـا أو تعطلها، وهــو أمــر لـم يحصل أبــدًا في السابق. بعض الشخصيات املحافظة، والتي تـنـتـمـي إلـــى الـــحـــزب الـشـعـبـي األوروبــــــي، مـــثـــل رئــــيــــس وزراء لـــوكـــســـمـــبـــورغ لـــوك فــــريــــديــــن، دعــــــت إلــــــى الـــتـــهـــدئـــة وإبــــعــــاد املــــؤســــســــات األوروبــــــيــــــة عــــن الـــصـــراعـــات الوطنية، وطالبت بـاإلسـراع فـي املوافقة على تشكيلة املفوضية الجديدة لتباشر أعمالها حسب الجدول الزمني املقرر. لكن مـنـاورات الحزب الشعبي األوروبـــي، وما جــرّتــه مــن صـــدام سـيـاسـي، تـعـطّــل تعيي اإلسبانية ريبيرا لتولي ثاني أهم منصب في املفوضية، إذ يطالبها الحزب الشعبي اليميني في إسبانيا باملثول أمام البرملان والتعهد باالستقالة في حال إحالتها إلى املحاكمة، بسبب إدارة أزمــة الفيضانات الـــــتـــــي اجــــتــــاحــــت إقــــلــــيــــم فـــالـــنـــســـيـــا مــنــذ أسـبـوعـن، بينما بــــادرت عـــدة تنظيمات يمينية متطرفة إلى االدعاء عليها. في موازاة ذلك، قرر االشتراكيون عدم املوافقة على تعيي اإليطالي رافايلي فيتّو الــــذي رشـحـتـه رئـيـسـة الــــــوزراء اليمينية املـــتـــطـــرفـــة جـــورجـــيـــا مـــيـــلـــونـــي، واملـــجـــري أولــيــفــر فـارهـيـلـي حـلـيـف رئــيــس الـــــوزراء فــيــكــتــور أوربـــــــــان، وكـــ هـــمـــا مــــدعــــوم مـن الكتلة الشعبية. وال تزال رئيسة املفوضية تنتظر حتى اآلن موافقة البرملان األوروبي نواب لها ومفوّض واحد. 6 على تعيي وبـــيـــنـــمـــا تـــســـتـــمـــر املـــــفـــــاوضـــــات بـن الكتل البرملانية، تخشى أوساط فون دير اليــن مـن أال تتمكن رئيسة املفوضية من مباشرة واليتها فـي املـوعـد املـقـرر مطلع الشهر املقبل، خصوصا أن عـودة دونالد ترمب إلى البيت األبيض أطلقت صفارات اإلنــــــذار فـــي املــؤســســات األوروبــــيــــة، الـتـي تستعد لتصعيد أمـيـركـي عـلـى أكـثـر من جبهة. والـعـ قـات الشخصية املـتـوتـرة بي ،2019 ويبير وفون دير الين تعود إلى عام عندما أخفق في ترشيحه ملنصب رئاسة املـفـوضـيـة وجــــاءت هــي مـرشـحـة تسوية ثـــمـــرة التــــفــــاق بــــن املـــســـتـــشـــارة األملـــانـــيـــة السابقة أنجيال ميركل والرئيس الفرنسي إيـمـانـويـل مـــاكـــرون. ويـنـتـمـي ويـبـيـر إلـى الـــتـــيـــار الــــبــــافــــاري الــيــمــيــنــي فــــي الـــحـــزب االجــتــمــاعــي الــديــمــقــراطــي األملـــانـــي الـــذي تنتمي إليه فون دير الين، وهو ميّال إلى االنفتاح على األحـزاب اليمينية املتطرفة فــــي الـــبـــرملـــان األوروبــــــــــي، وفـــــك االرتــــبــــاط التقليدي مــع االشـتـراكـيـن والليبراليي والـخـضـر فــي االئــتــ ف الـــذي شـكّــل حتى اآلن «حـــــزامـــــا صـــحـــيـــا» فــــي وجـــــه الـــقـــوى املتطرفة املناهضة للمشروع األوروبـــي، إذ يعد أن الحزب الشعبي بـات يملك من القوة ما يكفيه الختيار الجهة التي يريد أن يتحالف معها في البرملان. في الوالية السابقة تعرضت فون دير اليـــن لـنـيـران ويـبـيـر عـنـدمـا هـاجـم بعنف سياستها الــزراعــيــة والـبـيـئـيـة، وقــرارهــا حظر بيع السيارات التي تعمل بالوقود . وينطلق 2035 األحـــفـــوري بــــدءًا مــن عـــام ويبير في مناوراته الجديدة من أن املشهد الـــســـيـــاســـي األوروبـــــــــي بـــعـــد االنـــتـــخـــابـــات األخــــيــــرة مــطــلــع هــــذا الـــصـــيـــف، لـــن يـعـود كما كان عليه قبلها، وأن القوى اليمينية املـتـطـرفـة سـتـواصـل صـــعـــوده، خصوصا بــعــد عـــــودة تـــرمـــب إلــــى الــبــيــت األبـــيـــض. وهــو يسعى منذ فـتـرة إلــى إقـنـاع الحزب الشعبي بفتح أبــوابــه أمـــام عـــودة رئيس الوزراء املجري فيكتور أوربان، والنضمام حزب جورجيا ميلوني (إخــوان إيطاليا) رغم جذوره الفاشية. لـــكـــن يـــــرى بـــعـــض املـــراقـــبـــن أن هـــذه األزمـــــــــة لـــيـــســـت ســــــوى حـــلـــقـــة أخـــــــرى فـي مـــســـلـــســـل اســــتــــمــــرار جــــنــــوح املـــؤســـســـات األوروبـيـة نحو اليمي، بعد االنتخابات األوروبــــــيــــــة األخــــــيــــــرة، فــــي الــــوقــــت الــــذي تـــراجـــعـــت فــيــه قـــــدرة الـــدولـــتـــن الـكـبـريـن فـي االتـحـاد، أملانيا وفرنسا، على ضبط إيقاع التوترات داخل االتحاد، مع صعود املـد اليميني املتطرف الــذي تواجه برلي وباريس صعوبة مزدادة في مواجهته. الـــكـــتـــلـــة االشــــتــــراكــــيــــة فـــــي الــــبــــرملــــان األوروبـــــي تـتـهـم ويـبـيـر بــعــدم املـسـؤولـيـة وتـــعـــريـــض املــــشــــروع األوروبــــــــي لـلـخـطـر، وتـقـول إن مـا بعد هـذه املـنـاورة لـن يكون كــمــا قــبــلــهــا. ومــــع احــــتــــدام املـــواجـــهـــة بي الكتلتي الشعبية واالشــتــراكــيــة، دخلت عــلــى الـــخـــط رئــيــســة الـــبـــرملـــان األوروبـــــــي، روبـرتـا متسوال، التي تنتمي إلـى الكتلة الشعبية، ودعـــت إلــى التهدئة مـؤكـدة أن التصويت على التعيينات املتبقية سيتم في موعده منتصف األسبوع املقبل، «ألن البرملان ملتزم كل االلتزام بمسؤوليته في تشكيل املفوضية الجديدة حسب الجدول الـــزمـــنـــي املــــقــــرر، خــصــوصــا فـــي الـــظـــروف الدولية الراهنة». نوفمبر الحالي (إ.ب.أ) 8 فون دير الين تتحدث بعد قمة غير رسمية للمجلس األوروبي في بودابست بروكسل: شوقي الرّيس
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==