issue16792

6 حرب متعددة الخرائط NEWS ASHARQ AL-AWSAT Issue 16792 - العدد Monday - 2024/11/18 ًاالثنني عراقجي رجّح استئناف المفاوضات مع األوروبيين قريبا إيران تخشى تفعيل آلية إلعادة العقوبات األممية تخشى إيران تفعيل القوى األوروبية آلــــيــــة «ســـــنـــــاب بـــــــاك» إلعـــــــــادة الـــعـــقـــوبـــات األممية، في حال عدم التوصل إلى صفقة دبلوماسية في املحادثات املتعثرة بشأن إحياء االتفاق النووي قبل أكتوبر (تشرين األول) الـعـام املقبل، وذلـــك وســط مخاوف مــــن إعـــــــادة الـــرئـــيـــس األمـــيـــركـــي املـنـتـخـب دونــــالــــد تـــرمـــب الســتــراتــيــجــيــة الــضــغــوط القصوى. وقال وزير الخارجية اإليراني، عباس عراقجي، إن القوى األوروبـيـة أبـدت رغبة فـــي اســتــئــنــاف املـــســـار الــدبــلــومــاســي عبر الـوسـيـط الـعـمـانـي بــهــدف إحــيــاء االتــفــاق النووي. لكن عراقجي حذّر من تفعيل آلية «سناب بـاك» التي سينتهي مفعولها في أكـتـوبـر الــعــام املـقـبــل، مــع انـقـضــاء الــقــرار » الصادر بعد االتفاق النووي، في 2231« . وأصبح ساريًا بعد 2015 ) يوليو (تموز تنفيذ االتـفـاق الـنـووي فـي يناير (كـانـون .2016 ) الثاني وقـــال عـراقـجـي: «إذا لــم نـتـوصـل إلـى ، فسنواجه 2025 اتفاق جديد قبل أكتوبر وضعًا صعبًا، قد تسعى الدول األوروبية إلى تفعيل آلية (سناب بـاك)» التي تنص قرارات أممية مجمدة 6 على إعادة تفعيل بموجب االتـفـاق الـنـووي، مـا يعني عـودة العقوبات األممية على إيران. وأوضــــــــــــــــح عـــــــراقـــــــجـــــــي فــــــــي حــــديــــث لـــلـــتـــلـــفـــزيـــون الــــرســــمــــي، مــــســــاء الـــســـبـــت، أن حـــكـــومـــة مـــســـعـــود بـــزشـــكـــيـــان حـــاولـــت استئناف املفاوضات في نهاية سبتمبر (أيــــــلــــــول) املـــــاضـــــي، عـــلـــى هــــامــــش أعـــمـــال الجمعية العامة في نيويورك. وقال: «إن القوى األوروبية والواليات املـــتـــحـــدة رحـــبـــت بـــمـــواصـــلـــة املـــفـــاوضـــات غـيـر املــبــاشــرة عـبـر الــوســيــط الــعــمــانــي... وجــرى التعبير عـن الرغبة فـي بـدء مسار املفاوضات مع األوروبيني ومسار مسقط، وكـنــا مـسـتـعـديـن لـبـدء املـــفـــاوضـــات، لكن األحــداث في لبنان أدت إلى توقفها. اآلن، هـنـاك رغـبـة مـن قبل الـــدول األوروبـــيـــة في اســـتـــئـــنـــاف املــــفــــاوضــــات، وســـنـــقـــوم بــذلــك قـريـبـ». وأضــــاف: «مـسـار مسقط متوقف اآلن، وعلى الحكومة األميركية الجديدة أن تقرر، ونحن سنتصرف بناء على ذلك». وتُــــعــــقّــــد عـــــــودة تــــرمــــب إلــــــى مـنـصـب رئـــــيـــــس الـــــــواليـــــــات املــــتــــحــــدة فــــــي يـــنـــايـــر املفاوضات الدبلوماسية في امللف النووي مع إيران، والتي توقفت في عهد إدارة جو بايدن التي ستنتهي واليته بعد أشهر من املـحـادثـات غير املـبـاشـرة. وخـــال الـواليـة السابقة لترمب انسحبت الواليات املتحدة 6 بـ إيـــران و 2015 مـن االتـفـاق املـبـرم فـي قوى عاملية، والذي كان يُقيد أنشطة إيران النووية مقابل إلغاء عقوبات دولية. ولم يتضح بـعـد مــا إذا كـــان تـرمـب سيواصل سياسة ممارسة «أقصى درجات الضغط» على إيران عندما يتولى منصبه. في ملعب أوروبا وكـــتـــب عـــراقـــجـــي عــلــى «إكــــــس» عقب مـــحـــادثـــات فـــي طـــهـــران مـــع مــديــر الــوكــالــة الدولية للطاقة الـذريـة، رافائيل غروسي، الخميس: «الــكــرة اآلن فـي ملعب االتـحـاد األوروبـــــي/الـــــتـــــرويـــــكـــــا األوروبــــــــيــــــــة»، فـي إشـــــــارة إلـــــى الـــثـــاثـــي األوروبــــــــــي، فـرنـسـا وأملــانــيــا وبــريــطــانــيــا، الــــذي يـمـثـل الـغـرب جنبًا إلــى جنب مـع الــواليــات املتحدة في املحادثات النووية. وقال عراقجي: «نحن عـــلـــى اســــتــــعــــداد لـــلـــتـــفـــاوض عـــلـــى أســــاس مـصـلـحـتـنـا الــوطــنــيــة وحــقــوقــنــا الـــتـــي ال يمكن التنازل عنها، لكننا غير مستعدين لـــلـــتـــفـــاوض تـــحـــت الـــضـــغـــط والـــتـــرهـــيـــب». وقـــــال املـــتـــحـــدث بـــاســـم وزارة الــخــارجــيــة الفرنسية للصحافيني إن القوى األوروبية الثلث ستنتظر حتى معرفة نتائج زيارة غـــروســـي قــبــل أن تـــقـــرر طــريــقــة الـــــرد على املـــقـــتـــرح اإليـــــرانـــــي. وحــــــذّر عـــراقـــجـــي مــرة أخرى، من أن بلده سترد على أي قرار قد يصدر مـن مجلس حكام الـوكـالـة الدولية للطاقة الذرية، داعيًا إلى مسار «تعاوني ولـــيـــس صـــدامـــيـــ » بـــ طـــهـــران والـــوكـــالـــة التابعة لألمم املتحدة. وقـــــــــــال: «إذا جــــــــرى الـــــتـــــوجـــــه نــحــو الــتــصــادم، وصــــدور قــــرارات ضـدنـا سنرد باملثل، لكن إذا كــان املـسـار مسار تعاون، فـسـنـواصـل الـــتـــعـــاون». وتـــوقـــف عـراقـجـي مــطــوال عــن زيــــارة مـديـر الـوكـالـة الـدولـيـة، رافائيل غروسي نهاية األسبوع املاضي. وقال: «تعامُلنا مع الوكالة هو تعامل في املـجـال الفني فـقـط، وال يحق لها التدخل في القضايا السياسية». ونـقـل عـراقـجـي عـن غـروسـي قـولـه إن زيـارتـه إلـى طهران «زيـــارة فنية، في إطار املـسـؤولـيـات املـلـقـاة على عـاتـقـه، بموجب مـعـاهـدة حـظـر االنـتـشـار الـــنـــووي، وكـذلـك االتفاق النووي». وعــــقّــــب عــــراقــــجــــي قـــــائـــــاً: «الــــوكــــالــــة الــــدولــــيــــة تـــتـــحـــرك ضـــمـــن إطـــــــار مـــعـــاهـــدة حظر االنتشار النووي، ونحن سنتعاون معها بشكل كامل بصفتها دولــة ملتزمة بمعاهدة حظر االنتشار»، أما فيما يتعلق بـــاالتـــفـــاق الـــنـــووي «فــقــد تــوقــف الـتـزامـنـا بــــه مـــنـــذ فـــتـــرة طـــويـــلـــة، بــســبــب انــســحــاب الـــــواليـــــات املـــتـــحـــدة مــــن االتــــفــــاق الـــنـــووي وعودة العقوبات، وفشل الدول األوروبية في إعادة الواليات املتحدة إلى االتفاق». وبــــعــــد أشــــهــــر مــــن االنــــتــــظــــار، تــمــكّــن غـــروســـي مـــن زيــــــارة إيـــــــران؛ حــيــث أجـــرى الخميس محادثات مع عراقجي والرئيس اإليـــــرانـــــي مـــســـعـــود بـــزشـــكـــيـــان، ورئـــيـــس املنظمة الذرية اإليرانية محمد إسلمي. وقـــــام بـــزيـــارة تـفـقـديـة إلــــى مـنـشـأتـي «نـــــطـــــنـــــز»، و«فـــــــــــــــوردو» الـــرئـــيـــســـتـــ فــي تخصيب اليورانيوم اإليراني، قبل مغادرة إيران الجمعة. جلسة برلمانية واألحد، أطلع رئيس املنظمة اإليرانية لــلــطــاقــة الــــذريــــة، مــحــمــد إســــامــــي، نـــواب البرملان، على نتائج زيارة غروسي. وقـــال إسـامـي فـي اجـتـمـاع مـع لجنة األمــــن الـقـومـي والـسـيـاسـة الـخـارجـيـة في الـــبـــرملـــان إن زيـــــــارة غــــروســــي لـلـمـنـشـأتـي نطنز وفـــوردو جـرت وفقًا للبروتوكوالت الداخلية. وقـال رئيس اللجنة، النائب إبراهيم عـــــزيـــــزي، إن «أغـــلـــبـــيـــة األعـــــضـــــاء الـلـجـنـة أعـــربـــوا عــن انـتـقـادهـم لـلـسـمـاح لـغـروسـي بزيارة املراكز النووية في البلد، وشددوا عـلـى ضــــرورة تـعـزيـز الـــــردع. وأكـــــدوا على وجـــــــوب إيــــقــــاف جـــمـــيـــع الــــتــــنــــازالت الــتــي تتجاوز إطار اتفاقية الضمانات. كما رأى البعض ضـــرورة تغيير العقيدة النووية للبلد». وعشية زيارته إلى طهران، حذر غــروســي مــن أن «هـــوامـــش املـــنـــاورة بــدأت تتقلص» بشأن برنامج إيران النووي. وقـــال «الـسـيـد غـروسـي تصريحاتكم الــــتــــي أشــــرتــــم فـــيـــهـــا إلـــــى احـــتـــمـــال عــــودة ترمب إلــى البيت األبـيـض تعكس تأثركم بالتحليلت... ال مكان ملا يسمى الخوف من ترمب في إيران». ووجـــــه الـنــائــب مـحـمـد ســـــراج إنـــــذارًا لـلـحـكـومـة، قـــائـــاً: «ال تـضـعـوا الـتـفـاوض مع أميركا على جـدول األعمال». وخاطب الرئيس مسعود بزشيكان: «مستشاروكم وصـــفـــوا رئــيــس أمــيــركــا الــســابــق بـالـقـاتـل واملجنون، وكانوا يعتبرونه شخصًا غير مــتــزن. والـــيـــوم يــــرون فــي تــرمــب فــرصــة ال يـجـب تفويتها، ويـعـتـبـرونـه تـاجــرًا يفهم لــغــة الـــربـــح والـــخـــســـارة، ويـــــرون إمـكـانـيـة التفاوض مـعـه». على خـافـه، قـال النائب أحمد فاطمي: «نحن في منعطف تاريخي حــســاس. نـحـن أمـــة املــقــاومــة، وال نخشى النضال وال التفاوض. نحن أمـة الحوار، ولن نحول التفاوض إلى محرمات». شائعات وفـــــي ســــيــــاق مـــتـــصـــل، نـــفـــى عـــراقـــجــي الــلــقــاء املـــزعـــوم بـــ الـسـفـيـر اإليـــرانـــي لـدى األمـــــم املـــتـــحـــدة، ســعــيــد إيـــــروانـــــي، وإيـــلـــون ماسك، بعدما نفت الخارجية اإليرانية ذلك، ساعة. 48 بعد تأخير وبــــــــرّر عـــراقـــجـــي الـــتـــأخـــيـــر بـــاخـــتـــاف الـــوقـــت بـــ طـــهـــران وواشـــنـــطـــن، مـــؤكـــدًا أن «الـــخـــبـــر مـــجـــرد شـــائـــعـــة أطــلــقــتــهــا وســـائـــل اإلعـــــام األمـــيـــركـــيـــة». وأوضـــــح أنــــه لـــم يـعـد الخبر جديًا في البداية، وكانوا في انتظار التواصل مع زملئهم في نيويورك للتأكد مــن صـحـتـه. وذكــــر أن أي اجــتــمــاع مــن هـذا الـنـوع ال يـجـري دون التنسيق مـع طـهـران، مؤكدًا أن السفارات ال تملك صلحية القيام بذلك دون إذن. وأضـاف أنه طلب من البعثة اإليرانية الـتـحـقـيـق فـــي األمـــــر ونــفــيــه إذا لـــــزم، ورأى زملؤه هناك أن «الخبر ال يستحق الرد»، ما جعل بيان الرد «غامضًا، وزاد من الشكوك». وقال عراقجي: «مع انتشار الشائعة صباح السبت، كان من الضروري إصدار بيان أكثر وضوحًا بنفي قاطع». وذكـــــرت صـحـيـفـة «نـــيـــويـــورك تـايـمـز» األمـــــيـــــركـــــيـــــة، يـــــــوم الــــخــــمــــيــــس، أن مـــاســـك التقى السفير اإليــرانــي لــدى األمـــم املتحدة لبحث كيفية نـزع فتيل التوتر بـ طهران وواشنطن. ونقلت الصحيفة عن مسؤول إيـــرانـــيـــ ، رفـــضـــا الــكــشــف عـــن هـويـتـيـهـمـا ألنهما غير مصرح لهما بالحديث في هذا الشأن لوسائل اإلعـــام، القول إن االجتماع الـــذي كـــان ســريّــ ، واسـتـمـر ملـــدة ســاعــة، كـان «إيجابيًا»، وأسفر عن «أنباء طيبة». وقـــال عـراقـجـي: «هـــذه قصة ملفقة من وسـائـل اإلعـــام األمـيـركـيـة، ويمكن التكهن بالدوافع وراء ذلك». وهيمنت صورة إيلون مــاســك عــلــى الــصــفــحــات األولـــــى للصحافة اإليـرانـيـة على مــدى يـومـي السبت واألحـــد. وتـــنـــفّـــســـت الـــصـــحـــف املـــحـــافـــظـــة الـــصـــعـــداء، بـــعـــد نـــفـــي طـــــهـــــران حـــــــدوث الــــلــــقــــاء. وكـــــان شــعــار مـنـصـة «إكـــــس» قـــد تـــصـــدّر الصحف اإلصـــاحـــيـــة املــــؤيــــدة لــلــتــوصــل إلــــى اتــفــاق نووي، وخفض التوترات مع الغرب. وأفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن النقاش شمل مجموعة من املوضوعات، أبرزها البرنامج النووي اإليراني، ودعمه للجماعات املسلحة فـي مختلف أنـحـاء الـشـرق األوســــط، وآفــاق تحسني العلقات مع الواليات املتحدة. زيارات بيروت ودمشق وأشــار عراقجي في جـزء من تصريحاته إلى زياراته واملسؤولني اإليرانيني إلى بيروت ودمــــشــــق مــــع تـــصـــاعـــد الــــتــــوتــــرات بــــ إيــــــران وإســـرائـــيـــل. وأوضـــــح: «كــــان مــن الـــضـــروري أن نــحــضــر مـــيـــدانـــيـــ ، ونـــطـــمـــئـــن أصــــدقــــاءنــــا فـي جبهة املقاومة و(حـزب الله) بـأن إيـران ال تزال تدعمهم». وقــــال إن «حــــزب الـــلـــه» تــعــرض لـضـربـات قـــاســـيـــة وخـــســـائـــر مــــؤملــــة، بـــــــدءًا مــــن هــجــمــات «البيجر» وصوال إلى قادة الحزب، على رأسهم حسن نصر الله. ولفت عراقجي إلى أن زيارته، إضافة إلى زيـــــارة رئــيــس الــبــرملــان مـحـمـد بــاقــر قـالـيـبـاف، وعـــلـــي الريـــجـــانـــي، عــضــو مــجــلــس تشخيص مصلحة الـنـظـام، ومستشار املـرشـد اإليـرانـي، ساهمت «في استعادة تلك القوات عافيتها». ولـــــفـــــت عـــــراقـــــجـــــي إلــــــــى نـــقـــطـــتـــ حــــول أســـبـــاب الـــــزيـــــارات: أوال طــمــأنــة دول املـنـطـقـة بـــــأن «(املــــقــــاومــــة) مــــا زالــــــت ثـــابـــتـــة وقــــويــــة فـي مكانها، والتصدي للدعاية التي كان ينشرها الكيان الصهيوني واألميركيون وآخــرون بأن (املقاومة) قد انهارت، وأن (حزب الله) قد انتهى ومــــا إلــــى ذلـــــك». ثــانــيــ : «الــتــحــذيــر مـــن تـهـديـد الكيان الصهيوني؛ حيث إن أهدافه ال تقتصر على غزة ولبنان فقط، بل أهداف أوسع... وهو سـيـنـاريـو يـنـبـئ بـمـخـطـطـات الــكــيــان إلشـعـال املنطقة بأكملها وإدخالها في حرب». وأفاد عراقجي بأن «التحرك الدبلوماسي اإلقـــلـــيـــمـــي، إضــــافــــة إلـــــى االســــتــــعــــداد الــقــتــالــي لقواتنا املسلحة للرد على أي تـحـرك، وأيضًا اســتــعــداد الـحـكـومـة لـتـوفـيـر الـــظـــروف امللئمة لدعم املقاومة، وقبل كل شيء، جاهزية املقاومة ميدانيًا، كـل هــذه الـعـوامـل أسهمت فـي إيجاد حالة من السيطرة على الوضع». وأضاف: «بعد أن شن الكيان الصهيوني هجومًا جديدًا على إيران، شهدنا بل استثناء إدانة من املنطقة». عراقجي (يسار) في مقابلة مع التلفزيون الرسمي أمس (الخارجية اإليرانية) لندن - طهران: «الشرق األوسط» عراقجي : مسار مسقط متوقف اآلن وعلى الحكومة األميركية الجديدة أن تقرر واليتي أجرى مشاورات مع السفير الصيني مستشار خامنئي: عودة ترمب لن تؤثر على عالقة طهران وبكين أبــــــلــــــغ كــــبــــيــــر مـــــســـــتـــــشـــــاري املـــــرشـــــد اإليراني، السفير الصيني في طهران، بأن وصول الرئيس األميركي املنتخب دونالد ترمب لن تؤثر على السياسة الخارجية، بما في ذلك العلقات بني إيران والصني. وال يزال من غير الواضح كيف سيقرر تـــرمـــب الــتــعــامــل مـــع إيـــــــران، خــــال فـتـرتـه الـرئـاسـيـة الـثـانـيـة. وفـي تـجـمُّــع انتخابي قبل االنـتـخـابـات، قــال تـرمـب إنــه يـريـد أن تكون إيـــران «دولـــة ناجحة جـــدًا»، لكن «ال يمكن أن تمتلك أسلحة نووية». وأفــــــادت وكـــالـــة «إيــســنــا» الـحـكـومـيـة أن عــلــي أكـــبـــر واليـــتـــي، مـسـتـشـار املــرشــد اإليـرانـي فـي الـشـؤون الـدولـيـة، استعرض آخِـــــر الـــتـــطـــورات اإلقـلـيـمـيـة والـــدولـــيـــة مع السفير الصيني لدى طهران، زونغ بي وو. ونـــــقـــــلـــــت الـــــــوكـــــــالـــــــة عــــــــن املـــــــســـــــؤول اإليـــرانـــي قــولــه إن فـــوز دونـــالـــد تــرمــب في االنتخابات الرئاسية األميركية «لن يؤثر عــلــى الــســيــاســة الـــخـــارجـــيـــة لـلـجـمـهـوريـة اإلســـامـــيـــة فـــي إيـــــــران، وخـــصـــوصـــ على العلقات مع الصني». ودعــــــا واليــــتــــي إلـــــى تـــعـــزيـــز وتـنـمـيـة الــــعــــاقــــات بـــــ بـــكـــ وطــــــهــــــران، الـــلـــذيـــن تربطهما اتفاقية للتعاون االستراتيجي عامًا. 25 ملدة وقـــال واليـتـي إن الـعـاقـات «الطويلة والتاريخية والـوديـة (...) قد أثّــرت بشكل إيجابي على البلدين»، مضيفًا أن تطوير العلقات بني إيــران والصني وروسـيـا في مختلف املجاالت، بما في ذلك ضمن إطار منظمتي شـانـغـهـاي وبــريــكــس، «سيترك آثارًا دائمة ومهمة». وهـــــذا أول مـــوقـــف عــلــنــي يـــصـــدر من مـــســـؤول مـــقـــرَّب لــلــمــرشــد اإليــــرانــــي حــول انتخاب ترمب. وتجنَّب خامنئي، األسبوع املاضي، التعليق على فوز ترمب. وحـــــــذرت إيـــــــران الـــرئـــيـــس األمـــيـــركـــي املــنــتــخــب مـــن الــــعــــودة إلــــى اسـتـراتـيـجـيـة الـــضـــغـــوط الـــقـــصـــوى الـــتـــي فـــرضـــهـــا عـلـى إيران في واليته األولى. وكــــــــان واليـــــتـــــي قـــــد حـــضـــر اجـــتـــمـــاع الـــرئـــيـــس اإليـــــرانـــــي مـــســـعـــود بـــزشـــكـــيـــان، الثلثاء املاضي، مع وزراء خارجية إيران ونـوابـهـم فـي الحكومات السابقة؛ لبحث املوقف من فوز ترمب. ودعا بزشكيان إلى «إدارة» العلقات املــتــوتــرة بــ طــهــران وواشــنــطــن، مـشـددًا عــــلــــى ضــــــــــرورة «الــــتــــعــــامــــل بــــــمــــــروءة مــع األصدقاء، واملُداراة مع األعداء». وقـــــال بـــزشـــكـــيـــان: «شِـــئـــنـــا أم أبــيــنــا، ســيــتــعــ عــلــيــنــا الـــتـــعـــامـــل مــــع الــــواليــــات املـــــتـــــحـــــدة عــــلــــى الــــســــاحــــتــــ اإلقـــلـــيـــمـــيـــة والـــدولـــيـــة؛ لـــذا مــن األفــضــل أن نــديــر هـذه العلقة وساحة املواجهة بأنفسنا». وفي وقت الحق، قال وزير الخارجية عــبــاس عــراقــجــي، فــي حــديــث للتلفزيون، مساء األحد: «هل يمكن املداراة مع األعداء؟ الـــرئـــيـــس لــــم يـــقـــصـــد األعـــــــــداء الـــحـــالـــيـــ ، األعـــداء ال يتعاملون معنا بــاملــداراة، لكي نريد التعامل معهم بذلك». ونـــفَـــت طـــهـــران، الــســبــت، تــقــاريــر عن لــقــاء جــمــع مــنــدوبــهــا لــــدى األمــــم املـتـحـدة سعيد إيرواني، وإيلون ماسك، امللياردير األميركي املقرَّب من ترمب، بشأن مناقشة خفض التوترات بني طهران وواشنطن. ويـــــقـــــول مـــحـــلـــلـــون إن عــــــــودة تـــرمـــب إلــى البيت األبـيـض قـد تــؤدي إلــى تشديد العقوبات النفطية األميركية على إيــران، مـمـا قـــد يُــقــلّــص اإلمـــــــدادات الــعــاملــيــة. لكن هــذا السيناريو قـد ينطوي على مخاطر جـيـوسـيـاسـيـة، مــن بـيـنـهـا احــتــمــال إثـــارة غضب الصني؛ أكبر مشتر للنفط اإليراني. وقال ترمب، في حملته الرئاسية، إن سياسة الرئيس جـو بـايـدن، املتمثلة في عدم فرض عقوبات صارمة على صادرات النفط، أضعفت واشنطن، وزادت جسارة طهران، مما سمح لها ببيع النفط وجمع األمــوال، والتوسع في مساعيها النووية، ودعم نفوذها عبر جماعات مسلَّحة. لــــكــــن اتـــــخـــــاذ مــــوقــــف أكــــثــــر صــــرامــــة تـجـاه إيـــران يعني أيـضـ اتـخـاذ إجـــراءات صـــــارمـــــة ضـــــد الــــصــــ الــــتــــي ال تـــعـــتـــرف بالعقوبات األمـيـركـيـة، وهــي أكـبـر مشتر للنفط اإليـــرانـــي. وأقـــامـــت الــصــ وإيــــران نظامًا تجاريًا يستخدم في الغالب اليوان الصيني وشبكة مـن الـوسـطـاء؛ تحاشيًا الستخدام الدوالر، ورغبة في االبتعاد عن الجهات التنظيمية األميركية، مما يجعل إنفاذ العقوبات أمرًا صعبًا. وفـــــي وقـــــت ســـابـــق مــــن هـــــذا الــشــهــر، نقلت وكالة «رويترز» عن محللني أن عودة إدارة تـرمـب إلــى استراتيجية «الضغوط الــــقــــصــــوى» عـــلـــى إيـــــــــران قـــــد تــــــــؤدي إلـــى انخفاض صــادرات النفط الخام اإليرانية مليون برميل يوميًا. وال يـــســـتـــبـــعـــد مـــحـــلـــلـــون ومــــصــــادر مطلعة في إيـران إمكانية حـدوث انفراجة بني طهران وواشنطن في عهد ترمب، ولكن دون استعادة العلقات الدبلوماسية. لكن السياق الجيوسياسي بمنطقة الـــشـــرق األوســــــط صــــار أكـــثـــر قـــتـــامـــة، ولــم يــســمــح بـــــأي انـــفـــراجـــة دبـــلـــومـــاســـيـــة مـنـذ انــــــــــدالع الـــــحـــــرب بـــــ حــــركــــة «حـــــمـــــاس»، املتحالفة مع إيران، وإسرائيل، في السابع .2023 ) من أكتوبر (تشرين األول واليتي يستقبل السفير الصيني في طهران (إيسنا) لندن - طهران: «الشرق األوسط»

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==