issue16792

4 حرب متعددة الخرائط NEWS ASHARQ AL-AWSAT Issue 16792 - العدد Monday - 2024/11/18 االثنني لبنان يبث التفاؤل حول «المفاوضات» ومصادر دبلوماسية «تتريث» واصــلــت الــقــوى الـسـيـاسـيـة اللبنانية بث جرعات من التفاؤل فيما يتعلق بتقدم مفاوضات وقـف الحرب اإلسرائيلية عليه، والتي تقودها الواليات املتحدة األميركية، بعد مسودة اتفاق عرضتها واشنطن على املـــفـــاوضـــن الــلــبــنــانــيــن، وتـنـتـظـر إجـــابـــات حولها، تمهيدًا لالنتقال إلى املرحلة الثانية مع الجانب اإلسرائيلي. وقـالـت مـصـادر لبنانية مواكبة ملسار املــفــاوضــات لـــ«الــشــرق األوســـــط» إن رئيس الــبــرملــان الـلـبـنـانـي نـبـيـه بــــرّي ومـسـاعـديـه، بقوا على اتصال دائـم باملفاوض األميركي آموس هوكستي وفريق عمله للوصول إلى خــ صــات تـتـم بموجبها صـيـاغـة املــســودة النهائية التي ستقدم للجانب اإلسرائيلي، مــشــيــرة إلــــى أن الـــــرد الــلــبــنــانــي «لــــن يـكـون سـلـبـيـا، وإن كـــان سيتضمن مـجـمـوعـة من املـ حـظـات». وأكـــدت املـصـادر أن هوكستي قـد يكون فـي بـيـروت الثالثاء «إن تـم تذليل بعض الخالفات في النص املقترح». دعوة للتريث غـيـر أن مــصــادر دبـلـومـاسـيـة متابعة لــلــمــلــف، دعـــــت إلـــــى «الـــتـــريـــث فــــي الـــتـــفـــاؤل املفرط»، مشيرة إلى أن إنجاز الشق اللبناني ـ األميركي من االتفاق «لن ينسحب تلقائيا عـــلـــى املــــوقــــف اإلســـرائـــيـــلـــي املـــتـــشـــدد حـتـى اآلن»، مـــبـــديـــة «مــــخــــاوف جـــديـــة مـــن رفــض رئيس الوزراء اإلسرائيلي بنيامي نتنياهو للمشروع فـي نهاية املــطــاف»، انطالقا مما يتردد عن رغبة إسرائيلية باستغالل الفترة املتبقية من عمر اإلدارة األميركية الحالية فـي استكمال عملية تدمير مـقـدرات «حـزب الله» وإضعافه. تنافس غير معلن وتــــحــــدثــــت املـــــصـــــادر عـــــن «تـــنـــافـــس أمـــيـــركـــي ـ فـــرنـــســـي غـــيـــر مــعــلــن فــــي زمـــن املـــفـــاوضـــات، مـــع طـلـب واشــنــطــن تـــرؤس الـلـجـنـة املــقــتــرحــة ملــراقــبــة تـنـفـيـذ الـــقـــرار )، والــــــــذي تُــــرجــــم بـــتـــحـــرك الـــقـــوة 1701( الـــفـــرنـــســـيـــة الـــعـــامـــلـــة فــــي قـــــوة الــــطــــوارئ الـــدولـــيـــة بــجــنــوب لـــبـــنـــان، واصــطــدامــهــا بوحدات من (حزب الله)، كتأكيد فرنسي على قـــدرة الصيغة الحالية على تنفيذ هذا القرار». فـــي املــــواقــــف، أكــــد رئـيـس الـحـكـومـة الـلـبـنـانـيـة نـجـيـب مـيـقـاتـي أن الـحـكـومـة «ماضية في العمل مع كل أصدقاء لبنان والـــــدول الـفـاعـلـة واملـــقـــررة ومـــع الشرعية ،)1701( الدولية لتنفيذ القرار الدولي رقم وبسط سلطة الجيش على كـل األراضــي اللبنانية»، معبرًا عـن أمله فـي أن تسفر االتـــــصـــــاالت الـــجـــاريـــة عــــن وقـــــف إلطــــ ق النار تمهيدًا لالنتقال إلى املرحلة الثانية .»1701« املرتبطة بتنفيذ القرار وأكــــد مـيـقـاتـي أن «شـــهـــداء الجيش الـلـبـنـانـي الـــذيـــن قـــدمـــوا أرواحـــهـــم دفـاعـا عـــن أرض الـــوطـــن هـــم أمـــانـــة فـــي ضمير كــــل لـــبـــنـــانـــي مـــخـــلـــص، وعـــلـــيـــنـــا جـمـيـعـا التعاون كي ال تذهب تضحياتهم سدى، مـن خــ ل العمل أوال على وقــف الـعـدوان اإلسرائيلي على لبنان، وتمكي الجيش من القيام بكل املهام املطلوبة منه، لبسط سلطة الــدولــة وحـدهـا على كـل األراضـــي اللبنانية». مواقف متناقضة وتـــتـــضـــارب اآلراء فــــي لـــبـــنـــان حـــول إمـــكـــانـــيـــة نــــجــــاح املـــــفـــــاوضـــــات الـــجـــاريـــة لوقف إطالق النار؛ إذ إنه بينما استبعد عــضــو كــتــلــة حــــزب «الــــقــــوات الـلـبـنـانـيـة» الــنــائــب غــســان حــاصــبــانــي إحـــــداث خــرق في املباحثات الجارية، قال النائب قاسم هـاشـم عـضـو كتلة «التنمية والـتـحـريـر» التي يرأسها رئيس البرملان نبيه برّي، إن «األمور في خواتيمها». وقـــال حاصباني فـي حـديـث إذاعـــي: «أي مـــبـــادرة اآلن مـــن الــصّــعــب أن تـ قـي تـــجـــاوبـــا ونــــجــــاحــــا؛ لــجــمــلــة اعــــتــــبــــارات؛ فــــالــــ عــــبــــون األســـــاســـــيـــــون لـــيـــســـوا عـلـى استعداد لتلقفها، والقرار ليس بيد لبنان وال (حزب الله)». ورأى أن «إسرائيل بعد الـدّخـول في الـــحـــرب لـــن تــتــراجــع إ بــالــحــصــول على )، من 1701( ضـــمـــانـــات تــتــخــطّــى الــــقــــرار شأنها منع اندالع أي حرب مستقبلية مع لبنان مـن جـديـد، فـي حـن أن إيـــران تريد إطالة أمد الحرب في لبنان وإبعاد كأس املـواجـهـة املـبـاشـرة عنها، بانتظار تسلّم اإلدارة األميركية الجديدة». ونـــــبّـــــه حـــاصـــبـــانـــي إلــــــى أن الـــــــدّول الـصّــديـقـة لـن تـقـدّم الـتّــمـويـل أو املساعدة لـلـبـنـان إلعــــــادة اإلعـــمـــار والـــنّـــهـــوض إلــى حــــن تــطــبــيــق الــــــقــــــرارات الــــدّولــــيــــة كـــافّـــة، وســـحـــب الــــسّــــ ح وحــــصــــره بـــيـــد الــــدّولــــة اللبنانية، داعـيـا إلــى «عـــدم انـتـظـار وقف الـنـار، والـذهـاب فــورًا إلـى انتخاب رئيس لـلـجـمـهـوريـة، يـتـسـلـم املـــفـــاوضـــات ويـبـدأ بورشة نهضة البالد». مــن جـهـتـه، رأى هــاشــم أن «األجــــواء اإليـجـابـيـة الـتـي ســـادت بعد تسلم لبنان مـــقـــتـــرح وقـــــف الـــــعـــــدوان والـــــتـــــزام الـــقـــرار ) تتوقف على متابعة االتـصـاالت؛ 1701( ألن األمور في خواتيمها كما أكد الرئيس نبيه برّي؛ ألننا أمام عدو متفلت، ورئيس حكومته مـراوغ ومماطل، والتجربة معه مريرة خالل سنة من حرب غزة». بيروت: «الشرق األوسط» الجيش اإلسرائيلي يدعو الحكومة إلى قبول االتفاق السياسي مع لبنان جــنــبــا إلــــى جــنــب مـــع اســـتـــمـــرار الـــغـــارات اإلســرائــيــلــيــة والــعــمــلــيــات الـــبـــريـــة ضـــد لـبـنـان واالغتياالت لقادة «حـزب الله»، باشر الجيش اإلســرائــيــلــي تـخـفـيـف املــظــاهــر الـعـسـكـريـة في أعـالـي الجليل بهدف التمهيد إلعـــادة السكان النازحي إلى الشمال. وقالت مصادر عسكرية رفيعة إن الجيش أنهى املهمة التي حددتها القيادة السياسية فـي جـنـوب لبنان، وبـــات يسعى إلــى «الحفاظ على إنجازاته العسكرية»، ويطلب من القيادة السياسية املـوافـقـة على االتــفــاق الـــذي تسعى الواليات املتحدة وفرنسا إلى التوصل إليه مع الحكومة في بيروت. «الوحل» اللبناني قــــالــــت هــــــذه املـــــصـــــادر إن الـــجـــيـــش يـــرى فــي الـتـوصـل إلـــى تـسـويـة سـيـاسـيـة فــي لبنان ضرورة ملحة كي يتجنب التورط في «الوحل» اللبناني، ويحاول حث الحكومة على تسريع الــجــدول الـزمـنـي. ويـقـول إن «الــجــدول الزمني العسكري يتسارع، بينما الـقـرارات السياسية تتخذ بوتيرة بطيئة». وبحسب ما أفادت به صحيفة «يديعوت أحرونوت»، األحد، فإن الجيش يعتمد أسلوب املــــراوغــــة فـــي إدارة الــعــمــلــيــات الــبــريــة جـنـوب لـبـنـان، وذلـــك بـهـدف إربــــاك قـــوات «حـــزب الـلـه» التي ما زالت بعيدة عن فقدان قدراتها القتالية. فـــعـــلـــى الـــــرغـــــم مـــــن إعـــــ نـــــه عـــــن تــوســيــع عـمـلـيـاتـه الـــبـــريـــة فـــي جـــنـــوب لـــبـــنـــان، وقــيــامــه بــغــارات يومية شـرسـة فـي بقية املـنـاطـق، فإن الـــقـــوات الــكــبــيــرة الــتــي حــشــدهــا عــلــى الجبهة الـشـمـالـيـة تنفذ عمليات «مـــحـــدودة» فــي قـرى جنوب لبنان في إطار التوغل البري «في نطاق الكيلومتر الـرابـع والخامس من الـحـدود، ألنه يعتقد أنه أكمل املهمة التي كُلّف بها قبل نحو أسـبـوعـن، واملتمثلة فــي «إزالــــة تـهـديـد تسلل قــوات وحــدة (الــرضــوان) التابعة لــ(حـزب الله) ًإلى منطقة الجليل». جنديا 86 مقتل وتشير القيادة العسكرية اإلسرائيلية إلى أن الهدف العسكري الحالي في جنوب لبنان هو «الحفاظ على اإلنجازات»، واستهداف منصات إطــ ق الـصـواريـخ القصيرة واملتوسطة املـدى التابعة لـ«حزب الله»، والتي تهدد مناطق مثل حيفا وجبل الكرمل. وخــ ل العمليات البرية املستمرة منذ نحو شهر ونصف الشهر، قُتل جنديا ومواطنا إسرائيليا، مقارنة بخسائر 68 ضــعــفــا فــــي الــجــانــب 25 قــــد تـــصـــل إلـــــى نـــحـــو اللبناني، وفقا لتقديرات الجيش، كما أوردتها صحيفة «يديعوت أحرونوت». وتــتــقــدم الـــقـــوات اإلســرائــيــلــيــة إلـــى «خـط القرى الثاني»، مع تجنُّب اجتياح املدن الكبرى مثل مرجعيون وبنت جبيل. وتشدد مصادر عسكرية على أن الوضع الحالي يُعد «مثاليا» من حيث اإلنــجــازات، رغـم التحديات املرتبطة بعمليات طـويـلـة األمـــد وســـط ظـــروف شتوية قاسية متوقعة. هدية ترمب نـــقـــلـــت الـــصـــحـــيـــفـــة عــــــن مـــــســـــؤولـــــن فــي األجهزة األمنية قولهم إنهم فوجئوا بالتقرير األميركي الذي يفيد بأن الحكومة اإلسرائيلية قــــد تــنــتــظــر حـــتـــى دخــــــول الـــرئـــيـــس األمـــيـــركـــي املـنـتـخـب دونـــالـــد تــرمــب، إلـــى الـبـيـت األبـيـض، لتقديم «هـديـة» لـه، تتمثل بوقف إطــ ق النار في لبنان. وأكـدوا أنهم يفضلون التوصل إلى اتفاق سريع، ويحذرون من تداعيات استمرار العمليات البرية جنوب لبنان في ظل الطقس الـــشـــتـــوي الـــقـــاســـي فــــي املـــنـــطـــقـــة، ويـــحـــاولـــون تجنب «الغوص في الوحل اللبناني في شتاء شهرًا من املعارك على 14 غير مخطط له، بعد مختلف الجبهات». وبحسب الصحيفة العبرية، فـإن نهاية الحرب في الشمال، واالنتقال إلى حرب طويلة األمد قد تستمر لسنوات في قطاع غزة، سواء تـم اإلفــــراج عـن الـرهـائـن أم ال، ستشكل نهاية الحرب الطويلة التي كانت الحكومة تأمل في إطـالـتـهـا. وســيــؤدي ذلـــك، وفـقـا للتقرير، إلـى تـشـكـيـل لـجـنـة تـحـقـيـق رســمــيــة، وهـــي خـطـوة تخشى منها حكومة بنيامي نتنياهو، وقد تشمل أيضا الذهاب إلى انتخابات مبكرة، ما يعكس الـتـبـايـن فـي الــجــدول الـزمـنـي للجيش الـــذي يسعى لتحويل «إنــجــازاتــه العسكرية» إلــــى واقــــع أمــنــي واســتــراتــيــجــي جـــديـــد، وبــن القيادة السياسية املعنية بإطالة أمد الحرب. إزالة المظاهر العسكرية وكانت مصادر عسكرية رفيعة قد أكدت أن الـجـيـش اإلسـرائـيـلـي بـــدأ فــي إزالــــة املظاهر العسكرية من املنطقة الحدودية مع لبنان، في خطوة تشير إلى احتمالية إعادة سكان البلدات الـتـي جــرى إخــ ؤهــا فـي بـدايـة املـواجـهـات مع «حزب الله»، إلى منازلهم «قريبا»، بحسب ما أوردت إذاعة الجيش اإلسرائيلي، األحد. وذكـــر الـتـقـريـر أن الـجـيـش يـعـتـزم سحب جـمـيـع الـجـنـود مــن داخــــل الــبــلــدات الـشـمـالـيـة، وإعادتهم إلى القواعد واملواقع العسكرية، مع اإلبقاء على عناصر األمن «املدنيي» فقط، مثل فــرق الــطــوارئ واملـسـؤولـن األمنيي املحليي، إلى جانب الوسائل األمنية املتوفرة لديهم. كما أزال الجيش مؤخرًا جميع الحواجز العسكرية واملـــكـــعـــبـــات األســمــنــتــيــة مـــن الـــطـــرق املــحــاذيــة للمنطقة الـحـدوديـة، بما فـي ذلــك الـطـرق التي كانت مغلقة أمــام حركة املـدنـيـن، خــ ل العام املاضي، بسبب تهديد استهداف املارين فيها بصواريخ مضادة للمدرعات. ونــقــلــت إذاعـــــة الــجــيــش عـــن مـسـؤولـن عـسـكـريـن قـولـهـم إن «الـــوضـــع فـــي الـشـمـال تـغـيـر. لــم تـعـد هــنــاك مـنـاطـق يُــمـنـع التنقل فيها، وال حاجة الستخدام طـرق التفافية. بـإمـكـان املـدنـيـن اآلن الـتـحـرك بـحـريـة على هـــذه الــطــرق بفضل سـيـطـرة الـجـيـش داخــل األراضي اللبنانية». جندية إسرائيلية أمام مبنى في حيفا أصيب بصواريخ أطلقها «حزب هللا» (رويترز) تل أبيب: نظير مجلي أصحاب متاجر ضاحية بيروت الجنوبية وتحدّي االستمرار غـــــــادرت لــيــنــا الــخــلــيــل ضـــاحـــيـــة بـــيـــروت الــجــنــوبــيــة، بــعــد بــــدء إســـرائـــيـــل قـصـفـا مــدمّــرًا عـلـى املنطقة قـبـل نـحـو شـهـريـن، لكنها تعود كـل يــوم لتخوض تـحـدّيـا، يتمثل بفتح أبــواب صـيـدلـيـتـهـا ســاعــتــن تــقــريــبــا، مـــا لـــم تمنعها الـــضـــربـــات الـــجـــويـــة مــــن ذلــــــك، وفـــقـــا لــــ«وكـــالـــة الصحافة الفرنسية». وتصف املرأة الخمسينية الصيدلية التي أنشأها والدها في الضاحية الجنوبية في عام بأنّها «أهــم مـن بيتي... ففيها يمكن أن 1956 عاما». 60 تشتم رائحة أدوية صُنعت منذ في كثير من األحيان، تسارع الخليل إلى إقفال أبـواب الصيدلية، عندما يُصدِر الجيش اإلسرائيلي إنذارات للسكان لإلخالء قبل البدء بشن غارات. وبـــات عملها يقتصر على بيع مـا تبقى 70 في الصيدلية من أدوية وسلع، بعدما نقلت في املائة من موجوداتها إلى منزلها الصيفي في إحدى القرى. وهـــــي مــقــيــمــة حـــالـــيـــا داخـــــــل الـــعـــاصـــمـــة، وتـتـوجّــه يوميا إلــى بـلـدة عالية الـواقـعـة على كيلومترًا مــن بــيــروت، إلحـضـار 20 بُــعـد نـحـو أدويـــــــــة تُـــطـــلـــب مـــنـــهـــا، وتـــوصـــلـــهـــا إلـــيـــهـــم أو يحضرون إلـى الصيدلية في حـال تمكّنوا من ذلك ألخذها. وحـــــال لـيـنـا الـخـلـيـل كــمــا حــــال كـثـيـر من ســـكّـــان الــضــاحــيــة الــجــنــوبــيــة لـــبـــيـــروت الــذيــن غــــادروهــــا واضـــــطـــــرّوا إلــــى الــبــحــث عـــن بــدائــل ألعمالهم أو مواصلتها بما تيسّر من قدرة أو شجاعة. وتــــؤكــــد الــخــلــيــل أن «الـــخـــســـائـــر املـــاديـــة كـــبـــيـــرة»، مــشــيــرة إلــــى أنّـــهـــا تـعـطـي موظفيها حـالـيـا نـصـف مـــرتّـــب، بـسـبـب تــزايــد املــصــروف وتضاؤل املدخول. «عائدون من الموت» مــع اســتــمــرار الـحـرب، ال يـــزال مــن غير الـــواضـــح حـجـم الـــدمـــار الــــذي طـــال املـصـالـح التجارية في الضاحية الجنوبية التي كان ألف شخص قبل الحرب، 800 - 600 يسكنها وفــــق الـــتـــقـــديـــرات، وبـــاتـــت شــبــه خــالــيــة من سكانها. فـــــي الــــضــــاحــــيــــة، خــــــاض عـــلـــي مـــهـــدي مـغـامـرتـه الـخـاصـة مــع شقيقه مـحـمـد بعد انـتـهـاء دراسـتـهـمـا الـجـامـعـيـة، فـعـمـ على تــطــويــر تـــجـــارة والـــدهـــمـــا الـــتـــي بـــدأهـــا قبل عــامــا. ووسّــعــا نطاقها مــن متجر لبيع 25 األلبسة بالجملة إلـى مستودع ومتجرين، إضـــــافـــــة إلــــــى مـــتـــجـــريـــن آخـــــريـــــن فـــــي صـــور والـــنـــبـــطـــيـــة (جـــــنـــــوب) الـــلـــتـــن تُـــســـتـــهـــدفـــان بانتظام بـالـغـارات فـي جـنـوب الــبــ د. وكل هـــذه املـنـاطـق تُــعـتـبـر مـعـاقـل لــــ«حـــزب الـلـه» الذي يخوض الحرب ضد إسرائيل. لكن مهدي اضطر أن يبحث عـن بديل ملشروع العائلة بعد اندالع الحرب املفتوحة بي «حزب الله» وإسرائيل. ويـــقـــول الـــشـــاب الــثــ ثــيــنــي إنّـــــه تـمـكّــن بـصـعـوبـة مــن نـقـل الـبـضـائـع املـــوجـــودة في مواقع داخل 3 واملستودع، إلـى 4 املتاجر الــ بيروت وفي محيطها. ويـــشـــيـــر إلـــــى أن عــــمّــــال الـــنـــقـــل كـــانـــوا يـــرجـــعـــون مــــن الــنــبــطــيــة وصــــــــور، وكــأنــهــم «عــــــــائــــــــدون مــــــن املــــــــــــــوت»، بــــعــــد ســـمـــاعـــهـــم باإلنذارات للسكان إلخالء مناطق والغارات الجوية والتفجيرات املدمّرة التي تليها. موظفا 70 كان يعمل لدى علي وشقيقه نـــزح معظمهم إلـــى مـنـاطـق بـعـيـدة؛ مــا دفـع الــشــابــن إلــــى الــتــخــلّــي عـــن كـثـيـريـن مـنـهـم. وبــهــدف الـحـفـاظ عـلـى عملهما، تخلَّيا عن آخرين، وبدآ بدفع نصف الرواتب ملن بقي. ويــــؤكــــد مـــهـــدي أن تـــجـــارتـــه تـتـمـحـور حاليا حول «تصفية ما لدينا من بضائع»، مضيفا أن حركة البيع خفيفة. وتأثر القطاع التجاري في لبنان بشدة جـــــراء الـــصـــراع الـــــذي بــــدأ بـــن «حـــــزب الــلــه» وإسرائيل قبل أكثر من عام، وشهد تصعيدًا في سبتمبر (أيـلـول). وفـي تقرير صـدر عن الــبــنــك الــــدولــــي، الــخــمــيــس، تُــــقــــدّر األضـــــرار مليون 178 الالحقة بالقطاع التجاري بنحو مليار دوالر. 1.7 دوالر والخسائر بنحو في 83 وتتوقع املؤسسة أن تتركّز نحو املـائـة مـن الخسائر فـي املـنـاطـق املـتـضـرّرة، في املائة منها في بقية أنحاء لبنان. 17 و «لم يبق إال الحجارة» ويــتــرقّــب عـلـي مــهــدي املــرحــلــة الـتـي سـتـلـي نـــفـــاد الــبــضــائــع املــــوجــــودة لــديــه. ونظرًا إلى عدم استقرار األوضــاع املالية واالقــــتــــصــــاديــــة واألمـــنـــيـــة والـــســـيـــاســـيـــة، يـــتـــســـاءل عـــمّـــا إذا كــــان عــلــيــه «مــواصــلــة االستيراد أو الحفاظ على السيولة التي يملكها». ويـــقـــول بـيـنـمـا يـجـلـس بـــن بـضـائـع مـبـعـثـرة نُــقــلــت إلــــى مــتــجــره الــجــديــد في شـــــــارع الـــحـــمـــرا داخـــــــل بـــــيـــــروت: «هـــنـــاك خسائر كبيرة». بـــشـــكـــل رئــــيــــســــي، يُـــــرجـــــع الـــتـــقـــريـــر الصادر عن البنك الدولي الخسائر التي مُـــنـــي بـــهـــا قـــطـــاع الـــتـــجـــارة فــــي املــنــاطــق املـــتـــضـــرّرة، إلــــى نـــــزوح كــــل مـــن املـوظـفـن وأصـحـاب األعــمــال؛ مـا تسبب فـي توقف شـبـه كــامــل لـلـنـشـاط الــتــجــاري وانـقـطـاع سالسل التوريد من وإلـى مناطق النزاع والــــتــــغــــيــــيــــرات فــــــي ســـــلـــــوك االســــتــــهــــ ك باملناطق غير املتضرّرة، مع التركيز على اإلنفاق الضروري. وتنطبق على عبد الرحمن زهر الدين صفة املـوظـف وصـاحـب العمل والــنــازح، تُـــــضـــــاف إلـــيـــهـــا صـــفـــتـــان أخــــــريــــــان هـمـا املتضرّر والعاطل عن العمل جراء الدمار الذي طال مقهاه في الرويس بالضاحية الجنوبية، في غارة إسرائيلية. بــعــدمــا غــــــادر، فـــي نــهــايــة سبتمبر (أيـلـول)، إلـى وجهة أكثر أمـانـا، عـاد قبل أيـام ليتفقّد مقهاه الـذي استحال حديدًا وحجارة متراكمة. عـــلـــى يـــــســـــاره، مــتــجــر صــغــيــر لـبـيـع أدوات خياطة تظهر من واجهته املحطّمة كُــتـل مــن الــصــوف عـلـى رف ال يـــزال ثابتا على أحد الجدران. وبجانبه، متجر آخر كان مالكه يصلح بابه الحديدي املحطّم ليحمي ما تبقى بداخله. يقول زهــر الـديـن بينما يتحرّك بي أنــــقــــاض الـــطـــابـــق الـــعـــلـــوي: «لـــــم تـــبـــق إال الحجارة». ويــــــعــــــرب رب األســـــــــــرة عــــــن شـــعـــور بــــــ«الـــــغـــــصّـــــة والــــــــحــــــــزن»، جـــــــــراء مـــــا حــــل بـ«مصدر رزقه» الوحيد. ويقول إنّه لم يبدأ بالبحث عن بديل، في ظل ارتفاع بدل اإليجار وأسعار األثاث واملعدّات، مؤكدًا أن الخسائر التي تكبّدها ألف دوالر». 90 «كبيرة، وقد تبلغ بيروت: «الشرق األوسط» جانب من الدمار في حارة حريك بالضاحية الجنوبية في بيروت (أ.ف.ب) الجيش اإلسرائيلي يرى في التوصل إلى تسوية سياسية ضرورة ملحة لتجنب التورط في «الوحل» اللبناني

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==