5 حرب متعددة الخرائط NEWS ASHARQ AL-AWSAT Issue 16791 - العدد Sunday - 2024/11/17 األحد تتعلّق ببرنامجها النووي ووقف تمويل الوكالء اإلقليميين ترمب يُعِد أوامر تنفيذية إليران تصدر في يومه األول بالبيت األبيض تـــــــــــردّدت أنـــــبـــــاء عـــــن أن إدارة الـــرئـــيـــس األمــــيــــركــــي املــنــتــخــب دونــــالــــد تـــرمـــب سـتُــعـيـد استخدام سياسة «الضغوط القصوى» لكبح قـــدرة إيـــران على تمويل وكـائـهـا اإلقليميني، وتطوير األسلحة النووية، وإجبار طهران على توقيع اتفاق نووي جديد وتغيير سياساتها اإلقـــلـــيـــمـــيـــة. وأفــــــــادت صــحــيــفــة «فــايــنــانــشــيــال تـايـمـز» الـبـريـطـانـيـة، يـــوم الـسـبـت، بـــأن ترمب ســـــوف يــســعــى إلـــــى تـــشـــديـــد الـــعـــقـــوبـــات عـلـى طــــهــــران، مــنــهــا عـــقـــوبـــات مــتــعــلــقــة بــــصــــادرات الـنـفـط، وأن فـريـقـه يعمل حـالـيـا عـلـى صياغة أوامـــــــر تــنــفــيــذيــة ضــــد طــــهــــران قــــد تـــصـــدر فـي الــيــوم األول لــدخــول الـرئـيـس املـنـتـخـب البيت األبـــيـــض، فـــي يــنــايــر (كـــانـــون الـــثـــانـــي) املـقـبـل. ونقلت الصحيفة عـن خبير فـي األمــن القومي األميركي قوله: «إنـه (تـرمـب) عـازم على إعـادة استخدام سياسة الضغوط القصوى لتقليص قـدرة إيــران املالية في أسـرع وقـت ممكن». لكن الخبير عبّر عن تشكّكه في إمكانية قبول إيران شـــروط تـرمـب. وقـــال الخبير: «نـأمـل أن يكون ذلك حافزًا، كي يوافقوا على إجـراء مفاوضات تؤدي إلى استقرار العلقات (بني البلدين) بل حتى تطبيعها، لكنني أعتقد أن شروط ترمب قد تكون أصعب من أن تقبلها إيران». وســتــشــكّــل الــخــطــة تـــحـــوال فـــي الـسـيـاسـة الخارجية األميركية في وقت من االضطرابات فـي الـشـرق األوســـط، بعد الهجوم الــذي شنّته أكتوبر (تشرين األول) 7 حـركـة «حـمـاس» فـي ، والذي أثار موجة من العداءات اإلقليمية 2023 كشفت عن الحرب الخفية بني إسرائيل وإيران. التوصل إلى اتفاق وأشـــار تـرمـب، خـال حملته االنتخابية، إلـى أنـه يريد التوصل إلـى اتفاق مع إيـــران، إذ قـــال فــي سبتمبر (أيـــلـــول) املـــاضـــي: «يــجــب أن نـتـوصـل إلـــى اتــفــاق (مـــع إيـــــران)، ألن الـعـواقـب ال يمكن تحمّلها». وقـالـت مـصـادر قريبة من ترمب إن تكتيك الضغوط القصوى سيُستخدم ملحاولة إجبار إيران على الدخول في محادثات مع الواليات املتحدة، رغم أن الخبراء يعتقدون أن هذا احتمال ضعيف. وكـــــــان الــــرئــــيــــس املـــنـــتـــخـــب أطــــلــــق حـمـلـة «الـضـغـوط الـقـصـوى» فـي واليـتـه األولـــى، بعد انسحابه من االتفاق النووي الذي وقّعته إيران ، باإلضافة إلى 2015 مع القوى العاملية في عام فـرض مئات العقوبات عليها. وردًا على ذلك، زادت طــهــران مــن نشاطاتها الــنــوويــة؛ بحيث أصبح تخصيب اليورانيوم قريبا من املستوى املستخدم في إنتاج األسلحة النووية. واستمرت العقوبات خلل إدارة الرئيس األمـــيـــركـــي الــحــالــي جـــو بـــايـــدن، لــكــن املحللني يقولون إنها لم تُنفّذ بالشدة نفسها التي كانت عليها فــي عـهـد تــرمــب؛ إذ سـعـت إدارة بـايـدن إلـى إحياء االتـفـاق الـنـووي مع إيــران لتخفيف األزمة. سنوات بايدن وخــــــــــال الــــــســــــنــــــوات األربــــــــــــع املــــاضــــيــــة، تضاعفت صـادرات النفط الخام اإليراني أكثر ألف برميل 400 من ثلث مـرات؛ إذ كانت تبلغ ، ثم ارتفعت إلـى أكثر من 2020 يوميا في عـام مــلــيــون بــرمــيــل يــومــيــا حــالــيــا، مـــع ذهـــاب 1.5 جــمــيــع الــشــحــنــات تــقــريــبــا إلــــى الـــصـــ ، وفـقـا لوكالة معلومات الطاقة األميركية. ويُــعِــد فريق ترمب أوامــر تنفيذية يمكنه إصـــدارهـــا فــي يـومـه األول فــي الـبـيـت األبـيـض الســــتــــهــــداف طــــــهــــــران، بـــمـــا فـــــي ذلــــــك تــشــديــد الـعـقـوبـات عـبـر إضــافــة عـقـوبـات جــديــدة على صــــــادرات الـنـفـط اإليـــرانـــيـــة، وفــقــا لـأشـخـاص املطلعني على الخطة. ونقلت صحيفة «فاينانشيال تايمز» عن رئيس شركة االسـتـشـارات «رابــيــدان إنـرجـي»، مستشار الـطـاقـة الـسـابـق إلدارة جـــورج بوش االبن، بوب مكناي، قوله: «إذا نفّذوا ذلك بشكل كامل، فقد يتمكّنون من تقليص صادرات النفط اإليــرانــيــة إلـــى بـضـع مــئــات مــن آالف الـبـرامـيـل يـــومـــيـــا». وأضـــــــاف: «إنـــهـــا املـــصـــدر الـرئـيـسـي إليرادات إيران، فضل عن أن اقتصادها بالفعل أكثر هشاشة مما كــان عليه فـي الـسـابـق؛ مما يضعها في زاوية أسوأ بكثير مما كانت عليه حتى في الوالية األولى... وستكون وضعيتهم سيئة جدًا». التحرّك بسرعة وحـــــث مــســتــشــارو تـــرمـــب عــلــى الــتــحــرك بـسـرعـة تــجــاه طـــهـــران، وقــــال أحـــد األشــخــاص املطلعني على الـخـطـة، إن تـرمـب سيُظهر «أن اإلدارة الـــجـــديـــدة ســــوف تــتــعــامــل مـــع تنفيذ العقوبات ضد إيــران بجدية كبيرة». وساعد مستشار األمـــن الـقـومـي الــقــادم لـتـرمـب، مايك والتز، في تمرير تشريع عندما كان عضوًا في مجلس الــنــواب يـفـرض عـقـوبـات ثـانـويـة على شراء الصني النفط اإليراني، لكن لم يتم تمرير املشروع في مجلس الشيوخ. وتم تصميم حملة «الضغوط القصوى» لــحــرمــان إيـــــران مـــن اإليــــــــرادات الـــازمـــة لـبـنـاء قـــوتـــهـــا الـــعـــســـكـــريـــة أو تـــمـــويـــل وكـــائـــهـــا فـي املنطقة، ولكن الهدف النهائي هو دفعها إلى الــتــفــاوض عـلـى اتـــفـــاق نــــووي جــديــد وتغيير ســـيـــاســـاتـــهـــا اإلقـــلـــيـــمـــيـــة، وفــــقــــا لـــأشـــخـــاص املطلعني على خطط ترمب. وتـــدعـــم إيــــــران الـــجـــمـــاعـــات املــســلــحــة في املنطقة التي كانت تطلق النار على إسرائيل خــــــال الـــــعـــــام املـــــاضـــــي. كـــمـــا تــــبــــادلــــت إيــــــران وإســـرائـــيـــل الـهـجـمـات الــصــاروخــيــة املـبـاشـرة ضــــد بــعــضــهــمــا. وقــــــال خــبــيــر األمــــــن الــقــومــي املطلع على الخطة: «نأمل أن يكون ذلك حافزًا لجعلهم يوافقون على التفاوض بحسن نية مـن شأنه استقرار العلقات وربـمـا تطبيعها يوما مـا، لكنني أعتقد أن شــروط ترمب لذلك ستكون أكثر صعوبة مما يستعد اإليرانيون له». «الحكمة األقصى» ومـــــن بــــ أعــــضــــاء فـــريـــق األمــــــن الــقــومــي لترمب، هناك اختيارات رفيعة املستوى تشمل مرشحه ملنصب وزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار األمـــن الـقـومـي مـايـك والــتــز، اللذين دافعا عن نهج متشدد تجاه إيران. وقــــــال والــــتــــز، خـــــال حـــــدث فــــي «مـجـلـس األطـــلـــســـي» فـــي أكـــتـــوبـــر: «قـــبـــل أربـــــع ســنــوات فـقـط كــانــت عملتهم تــنــهــار، وكـــانـــوا فــعــا في موقف ضعيف، نحن بحاجة للعودة إلـى تلك الوضعية». هــــــذا األســــــبــــــوع، حــــــث وزيـــــــر الـــخـــارجـــيـــة اإليراني عباس عراقجي فريق ترمب على عدم مـحـاولـة سـيـاسـة «الـضـغـط األقــصــى» مـجـددًا. وقال على منصة «إكـس» إن «محاولة الضغط األقــــصــــى لـــلـــمـــرة الـــثـــانـــيـــة، ســــتــــؤدي فـــقـــط إلـــى الـهـزيـمـة الـقـصـوى لـلـمـرة الــثــانــيــة». وأضــــاف، موجها حديثه إلى اإليرانيني: «الفكرة األفضل هـــي أن تــجــربــوا الـحـكـمـة األقــــصــــى... مـــن أجـل مصلحة الجميع». وقد صرّحت الحكومة اإليرانية الجديدة التي يقودها الرئيس مسعود بزشكيان، بأنها ترغب في إعادة االنخراط مع الغرب بشأن أزمة البرنامج النووي، في محاولة لتأمني تخفيف العقوبات وتعزيز اقتصاد البلد. وبعد إجراء مـحـادثـات مـع رئـيـس الـوكـالـة الـدولـيـة للطاقة الــــذريــــة، رافـــائـــيـــل غــــروســــي، فـــي طـــهـــران يــوم الخميس، نشر عراقجي على منصة «إكــس»، قائل إن طهران مستعدة للتفاوض، «استنادًا إلى مصلحتنا الوطنية وحقوقنا غير القابلة لـلـتـصـرف، لـكـنـنـا غـيـر مـسـتـعـديـن لـلـتـفـاوض تحت الضغط والترهيب». «السؤال الكبير» غير أن كريم سجادبور، من مؤسسة «كارنيغي» للسلم الدولي، قال إن «السؤال الكبير هو ما إذا كان املرشد اإليراني علي خـامـنـئـي سـيـكـون مـسـتـعـدًا إلجــــراء صفقة نــــوويــــة وإقـــلـــيـــمـــيـــة مــــع الــــرجــــل الــــــذي قـتـل قـاسـم سـلـيـمـانـي». وأضــــاف: «مـــن الصعب تــصــوّر صفقة نــوويــة أو إقليمية ستكون مــقــبــولــة لــكــل مـــن رئـــيـــس وزراء إســرائــيــل واملرشد اإليراني معا». وقد تعرّض ترمب ومسؤولو إدارتـــه السابقون إلـى تهديدات متزايدة من إيران منذ أن أمر ترمب باغتيال القائد اإليـرانـي قاسم سليماني في يناير . كما اتهمت وزارة العدل األميركية، 2020 األســـــبـــــوع املـــــاضـــــي، الـــحـــكـــومـــة اإليـــرانـــيـــة بتوظيف رجل لوضع خطط الغتيال أعداء النظام املزعومني، بمن فيهم ترمب. ونفت طهران تورطها في أي مؤامرة لقتل ترمب. لقاء ماسك والسفير فــــي غــــضــــون ذلـــــــك، نـــفـــت إيــــــــران بـــصـــورة «قــاطــعــة»، الـسـبـت، حـصـول أي لـقـاء بــ رجـل األعـــمـــال األمـــيـــركـــي إيـــلـــون مـــاســـك، وسـفـيـرهـا لـــدى األمـــم املـتـحـدة، مـعـربـة عــن «اسـتـغـرابـهـا» لنقل وسـائـل إعـــام هــذا الخبر، وفــق مـا نقلت وكـالـة «إرنـــا» عـن املتحدث باسم «الخارجية» إسماعيل بقائي. وذكـــــرت صـحـيـفـة «نـــيـــويـــورك تــايــمــز» أن مـاسـك املــقــرّب مـن الـرئـيـس األمـيـركـي املنتخب دونــــالــــد تـــرمـــب الـــتـــقـــى، يــــوم االثـــنـــ املـــاضـــي، الـــســـفـــيـــر أمــــيــــر ســـعـــيـــد إيــــــروانــــــي، ســـعـــيـــا إلـــى «تــخــفــيــف الـــتـــوتـــر» بــــ طــــهــــران وواشـــنـــطـــن. ونقلت الصحيفة عن مسؤولَني إيرانيني، رفضا الكشف عن هويتهما، القول إن «االجتماع الذي كان سريا استمر ساعة كاملة، وكان إيجابيا، وأسفر عن أنباء طيبة». وأكـد بقائي أن إيـران «تنفي قطعا مثل هذا اللقاء، وتبدي استغرابها إزاء الـتـغـطـيـة اإلعـــامـــيـــة األمـــيـــركـــيـــة»، حسب «إرنــــا». ولــم يـؤكـد فـريـق تـرمـب أو بعثة إيــران لدى األمم املتحدة اللقاء على الفور. وســـلّـــطـــت الـــصـــحـــافـــة اإليــــرانــــيــــة الـــضـــوء عــلــى تــقــريــر صـحـيـفـة «نـــيـــويـــورك تــايــمــز» عن اجـتـمـاع بـ سفير طـهـران لــدى األمـــم املتحدة وامللياردير إيلون ماسك؛ إذ اختارت صحيفة «فرهختيغان» اإليـرانـيـة اليومية فـي صــدارة صفحتها األولــــى رســمــا كـاريـكـاتـيـريـا إليـلـون ماسك. وأكد بقائي أن إيـران «تنفي قطعا مثل هـــذا الـلـقـاء، وتــبــدي اسـتـغـرابـهـا إزاء التغطية اإلعلمية األميركية»، حسب «إرنا». وال تقيم الواليات املتحدة حاليا علقات دبلوماسية مـع طــهــران، لكن اجتماعا خاصا مع ماسك قـدّم حـاً؛ مما سمح إليــران بتجنّب االجتماع مع مسؤول أميركي، وفقا لصحيفة «نيويورك تايمز». وخلل فترة والية ترمب األولى، انسحب من االتفاق النووي اإليراني الذي جرى التوصل خلل رئاسة باراك أوباما، وأعاد 2015 إليه عام فـــرض الــعــقــوبــات االقــتــصــاديــة الـقـاسـيـة الـتـي تحظر إلـى حد كبير على الشركات األميركية ممارسة األعـمـال التجارية فـي إيـــران، كما أنه كــان مـن أَمَـــر بـالـغـارة الجوية الـتـي قتلت قائد .2020 «فيلق القدس» قاسم سليماني عام من جهة أخرى، قالت وكالة «أسوشييتد بــرس» إن مـسـؤوال إيرانيا أكـد لقاء ماسك في خطوة محتملة لتخفيف التوترات مع ترمب، مضيفا أنه أُبلغ بأن املناقشة تناولت مجموعة متنوعة مــن املــوضــوعــات، وأبـــرزهـــا البرنامج النووي اإليراني، ودعمها للجماعات املناهضة إلســـرائـــيـــل فـــي جـمـيـع أنـــحـــاء الـــشـــرق األوســــط وآفاق تحسني العلقات مع الواليات املتحدة. لندن - طهران: «الشرق األوسط» (أ.ب) 2018 مايو 8 ترمب يعرض مذكرة وقّعها لالنسحاب من االتفاق النووي اإليراني في »1701« تجنب الحديث عن «وحدة الساحات» وأيد موقف لبنان حول الـقرار الريجاني يحاول «ترميم» ما مزقته تصريحات قاليباف وعراقجي في بيروت الجديد في زيــارة مستشار املرشد اإليــــرانــــي عــلــي الريـــجـــانـــي إلــــى بــيــروت يكمن فـي أنــه تـوخّــى مـن لـقـاءاتـه إعــادة تصويب املوقف اإليراني الذي عبّر عنه وزير الخارجية عباس عراقجي، ورئيس مجلس الـشـورى محمد بـاقـر قاليباف، في زيارتيهما األخيرتني، وأحدث ردود فعل سلبية، عبّر عنها رئيس الحكومة نـــجـــيـــب مـــيـــقـــاتـــي، والــــرئــــيــــس الـــســـابـــق لــلــحــزب «الـــتـــقـــدمـــي االشــــتــــراكــــي» ولـيـد جنبلط، وقـيـادات في املعارضة؛ كانت وراء اضــــطــــرار قــالــيــبــاف إلــــى تـوضـيـح مـا قصده بقوله إن بــاده تتفاوض مع .»1701« فرنسا لتطبيق القرار الدولي رسالة إيرانية إلى الداخل اللبناني فـاملـوفـد اإليـــرانـــي حـضـر خصوصا إلـــــى بــــيــــروت الســـتـــيـــعـــاب ردود الــفــعــل وســـحـــبـــهـــا مـــــن الــــــــتــــــــداول، وبــــــــــادر إلــــى إطــاق مجموعة مـن املــواقــف، رغبة منه فـــي تـمـريـر رســـالـــة إيــرانــيــة إلـــى الــداخــل الـــلـــبـــنـــانـــي، ومــــــن خــــالــــه إلــــــى املــجــتــمــع الـدولـي، بتأكيده، وللمرة األولــى بل أي مواربة، أن طهران تدعم أي قـرار تتخذه الــحــكــومــة و«املـــقـــاومـــة» لـتـطـبـيـق الــقــرار »، وتـــــؤيّـــــد انـــتـــخـــاب أي رئــيــس 1701« يتوافق عليه اللبنانيون. وحـــــــرص الريــــجــــانــــي، فــــي مــعــرض إعــــادة تصويبه املــوقــف اإليـــرانـــي حيال الــــوضــــع الـــســـائـــد فــــي لـــبـــنـــان، فــــي ضـــوء تصاعد وتـيـرة الـحـرب بـ «حـــزب الله» وإســـرائـــيـــل، عــلــى تــجــنّــب أي ذكــــر لـربـط جبهة الجنوب بغزة و«وحدة الساحات»، بخلف ما شدّد عليه عراقجي وقاليباف فــــي هـــــذا الـــخـــصـــوص؛ ألنـــــه ال مـصـلـحـة إليران بالدخول في اشتباك سياسي مع غالبية القوى السياسية اللبنانية التي تعد أن الربط بني الجبهتني لم يعد قائما وأصـــبـــح مـــن املـــاضـــي، وال يـمـكـن صـرفـه سياسيا في ظل تفرّد الحزب في إسناده لــغــزة مــن دون أن يـلـقـى الــدعــم املـطـلـوب من «محور املمانعة»، مع خـروج النظام السوري منه فعل ال قوالً. حرص على تأييد موقف الحكومة كـمـا حـــرص الريــجــانــي عـلـى تأكيد وقـــــــــــوف إيـــــــــــــران خـــــلـــــف الـــــحـــــكـــــومـــــة فـــي » لقطع 1701« مـفـاوضـاتـهـا لتطبيق الــــــــ الـــطـــريـــق عــلــى اتــهــامــهــا بــأنــهــا تـسـبّــبـت بتعطيل تنفيذه للتوصل لـوقـف الـنـار، بــــدال مـــن تـحـمـيـل املــســؤولــيــة إلســرائــيــل التي تضع شروطا يستحيل على لبنان األخذ بها. لقاء مع ممثلي «محور الممانعة» وفي هذا السياق، التقى الريجاني، بـــاإلضـــافـــة إلــــى رئــيــســي الـــبـــرملـــان نبيه بري، والحكومة نجيب ميقاتي، ممثلني عن «محور املمانعة»، بشقَيه اللبناني والــفــلــســطــيــنــي، فـــي حـــ اعـــتـــذر نـــواب «اللقاء الديمقراطي» عن عدم الحضور، انــــســــجــــامــــا مــــــع قــــــــــرار جــــنــــبــــاط األب بمقاطعة لــقــاءات املـوفـديـن اإليـرانـيـ إلـــى لــبــنــان؛ احـتـجـاجـا عـلـى اسـتـخـدام إيـــران الــورقــة اللبنانية لتوظيفها في مفاوضاتها مع واشنطن. لـــذلـــك، شــمــلــت لــــقــــاءات الريــجــانــي أهــــل الــبــيــت مـــن املــنــتــمــ إلــــى «مــحــور املـــمـــانـــعـــة»، وتـــوخـــى مـــن خــالــهــا -كـمـا علمت «الشرق األوسط»- طمأنة «حزب الله» بـأن إيــران تواصل دعمها لـه، ولم تـتـركـه وحــيــدًا فــي املــواجــهــة، وذلـــك ردًا عــلــى الـــتـــســـاؤالت الــتــي أخــــذت تتفاعل داخـل حاضنته الشعبية، وتــدور حول األســبــاب الـكـامـنـة وراء عـــدم مبادرتها ملـــنـــاصـــرة حـلـيـفـهـا األول عــلــى امـــتـــداد املـنـطـقـة الـعـربـيـة فــي تـصـديـه لـلـعـدوان اإلســــرائــــيــــلــــي، خـــصـــوصـــا أنــــهــــا كــــادت تخرج عـن السيطرة وتظهر للعلن مع دعـــوة طـهـران إلــى عــدم توسعة الحرب الدائرة في لبنان لتشمل اإلقليم، وكأنها تـسـتـخـدم، مـــن وجــهــة نـظـر املــعــارضــة، الورقة اللبنانية لتحسني شروطها في مفاوضاتها غير املباشرة مع واشنطن الـــتـــي لــــم تــنــقــطــع، وهـــــي تـــتـــرقّـــب مـــدى اســتــعــداد الــرئــيــس األمــيــركــي املنتخب دونالد ترمب إلعادة تحريكها. مساعدة النازحين وإعادة اإلعمار فإيران - حسب املصادر السياسية - تصر على تثبيت حضورها في الساحة اللبنانية، لتأكيد شراكتها في الجهود الـــرامـــيـــة لــلــتــوصــل لـــوقـــف الــــنــــار، وهـــي أعـــــادت صــيــاغــة مـوقـفـهـا بــمــا يتناسب والــــتــــوجــــه الـــلـــبـــنـــانـــي الـــرســـمـــي إلنـــهـــاء »، لعلها 1701« الـحـرب بتطبيق الــقــرار تــتــمــكّــن مـــن الــــدخــــول فـــي مــصــالــحــة مع املجتمع الدولي على قاعدة التعاون معه لنزع فتيل التفجير في لبنان. وكـــشـــفـــت عــــن أن الريــــجــــانــــي أبــلــغ ممثلي «املمانعة» أن طهران أعدّت العدة لــتــقــديــم املـــســـاعـــدات إلــــى الـــنـــازحـــ في أمــاكــن إيــوائــهــم؛ لـكـن الـحـصـار البحري والــبــري والــجــوي املــفــروض عليها حال دون إيصالها إلــى بـيـروت، ونقلت عنه استعداد طهران لتكون شريكة في إعادة إعمار ما هدمه العدوان اإلسرائيلي على لبنان، الفتة إلـى أنـه لـم يتطرّق إلـى كل ما يمت بصلة إلى املفاوضات اإليرانية - األمــــيــــركــــيــــة، وال إلــــــى االســــتــــعــــدادات اإليـرانـيـة للرد على استهداف إسرائيل عـــــددًا مـــن املـــنـــشـــآت اإليــــرانــــيــــة، مكتفيا بالقول إنها تمكّنت من ترميم ما أحدثه العدوان من دمار. وعـلـيـه، فـــإن الريــجــانــي، كـمـا تقول املصادر، أراد بالدرجة األولـى من لقائه مـع «املـمـانـعـة» التوجه بخطاب مباشر إلـى جمهور «حــزب الـلـه» لطمأنته بأنه لــن يُــتــرك وحـــيـــدًا، وأن ال صـحـة لـكـل ما يُشاع بخلف ذلك. فهل نجح في إيصال رســالــتــه، بــاإلنــابــة عــن املــرشــد اإليــرانــي علي خامنئي، إلى جمهور «املقاومة»؟ بيروت: محمد شقير الريجاني يلتقي رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي (رئاسة الحكومة) شروط ترمب للتفاوض مع إيران قد تكون أصعب من أن تقبلها طهران
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==