بــدا السبت أن املـكـاملـة الهاتفية األولــى مــنــذ سـنـتـن بـــن املــســتــشــار األملـــانـــي أوالف شــــولــــتــــس، والــــرئــــيــــس الـــــروســـــي فــاديــمــيــر بوتي، أحدثت هـزة في األوســاط السياسية األوروبــــــــيــــــــة، وأثـــــــــــارت مـــــخـــــاوف جــــديــــة فـي أوكرانيا. وفــــي حـــن أكــــد «الــكــرمــلــن» أن الــحــوار مـــع بــرلــن «ســــوف يـــتـــواصـــل»، فـــإن الـرئـيـس فـولـوديـمـيـر زيلينسكي أعــــرب عــن مـخـاوف بـسـبـب «كـــســـر عـــزلـــة بـــوتـــن»، لـكـنـه أقــــر بــأن الحرب في بلده قد تنتهي في غضون العام املقبل، عبر خطوات منتظرة من جانب اإلدارة األمــيــركــيــة الـــجـــديـــدة، وتـــحـــدث عـــن «الـخـيـار الدبلوماسي» لوضع حد للصراع. ومـــع تــوالــي ردود الـفـعـل الـغـربـيـة على املــكــاملــة الــتــي جــــرت، الــجــمــعــة، بـــمـــبـــادرة من الـــجـــانـــب األملـــــانـــــي، بـــــرز االرتـــــيـــــاح الـــروســـي الواسع لنتائج املحادثات، مع إشارات إلى أن التطور «بعث رسالة سيئة» إلى زيلينسكي، وأن الـــقـــيـــادة األوكـــرانـــيـــة تـتـعـامـل مـــع واقـــع سـيـاسـي جــديــد بـعـد فـــوز الـرئـيـس املنتخب دونالد ترمب في الواليات املتحدة، واتضاح مـيـل األوروبــــيــــن إلـــى فـتـح قـــنـــوات االتــصــال املـــجـــمـــدة مـــع «الـــكـــرمـــلـــن»، وفـــقـــا لـتـعـلـيـقـات وسائل اإلعلم الحكومية الروسية. ومــــع أن املــكــاملــة لـــم تــحــدد نــتــائــج، ولــم تـصـل إلـــى اتــفــاقــات واضـحـة بــشــأن توسيع الـــــحـــــوار الـــــروســـــي األملــــــانــــــي، خـــصـــوصـــا أن الطرفي حددا خللها املواقف املعلنة سابقا لــكــل مــنــهــمــا، فــــإن الـــتـــوافـــق عــلــى اسـتـئـنـاف عـــمـــل قــــنــــوات الــــحــــوار عـــكـــس ارتـــيـــاحـــا لـــدى «الكرملي»، وأعرب الناطق باسمه، ديمتري بـيـسـكـوف، عــن قـنـاعـة بـمـواصـلـة الـنـقـاشـات التي بدأت بي الجانبي. فـي املقابل، عكست تعليقات برملانيي ومــســؤولــن فـــي كـيـيـف مـــخـــاوف جــديــة لـدى األوكــــرانــــيــــن، بــــأن املـــكـــاملـــة قـــد تــشــكــل نقطة تـــحـــول فـــي الـــعـــاقـــات الـــروســـيـــة األوروبــــيــــة، خصوصا على خلفية تأثير فوز ترمب على املــشــهــد حــــول أوكـــرانـــيـــا، واملـــلـــفـــات املـتـعـلـقـة بمواصلة دعم كييف عسكريا وماليا. وكشفت أوســـاط فـي الــديــوان الرئاسي األوكـــــرانـــــي عــــن أن زيــلــيــنــســكــي حــــــاول ثـنـي شـولـتـس عـــن إجـــــراء املــكــاملــة الــتــي رأى أنـهـا «تــكــســر عـــزلـــة بـــوتـــن»، وأبــلــغــه أن الـرئـيـس الروسي «ال يريد حلوال سياسية نهائية بل استراحة مؤقتة إلعادة تنظيم هجومه». ورغـم ذلـك بـدا في تعليقات زيلينسكي األولــى أنـه يستعد للتعامل مع واقـع جديد، خصوصا مع التطورات في الواليات املتحدة، ورأى أنه «مع وجود دونالد ترمب في البيت األبـــيـــض، سينتهي الـــصـــراع بشكل أســـرع»، وزاد فــي مـقـابـلـة تـلـفـزيـونـيـة أنـــه «ستنتهي الحرب، لكن ال يوجد تاريخ محدد. بالطبع، مع سياسة هذا الفريق، الذي سيقود البيت األبيض اآلن، ستنتهي الحرب بشكل أسرع. هذا هو نهجهم، وهذا هو وعدهم ملجتمعهم (..) إنه أمر مهم للغاية بالنسبة إليهم». ووفـقـا لزيلينسكي، فــإن ترمب «يعرف مـوقـف أوكــرانــيــا»، ولـــم تـكـن هـنـاك تعليقات ضدها من الرئيس األميركي املنتخب، وفي إشــــارة نــــادرة قـــال زيلينسكي إن «علينا أن نــفــعــل كـــل شــــيء إلنـــهـــاء الـــحـــرب بــالــوســائــل الـدبـلـومـاسـيـة، إنـــه أمـــر مـــهـــم»، وأضـــــاف أنـه يتوقع أن تساعد اإلدارة األميركية الجديدة، بقيادة تـرمـب، فـي إنـهـاء الـحـرب بسرعة من دون أن يقدم تفاصيل. وتحدث زيلينسكي في مقابلة أجرتها معه إذاعة أوكرانيا عن وضع «معقد للغاية» على الجبهة الشرقية؛ حيث يـحـرز الجيش الروسي تقدما سريعا أمام الجيش األوكراني الـــــذي يـفـتـقـر إلــــى الـــعـــدد والـــعـــتـــاد، وأوضــــح الرئيس األوكراني أن الجيش الروسي يتقدم أمام القوات األوكرانية؛ ألن التزود باألسلحة واملجندين الجدد «بطيء». إلى ذلـك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، السبت، السيطرة على قريتي جديدتي في منطقة دونيتسك. وقالت وزارة الـدفـاع الروسية، السبت، إن الـــقـــوات الـــروســـيـــة ســيــطــرت عــلــى قـريـتـي مـــاكـــاريـــفـــكـــا وخـــريـــخـــوريـــفـــكـــا فـــــي مـنـطـقـة دونيتسك األوكـرانـيـة. وتقع ماكاريفكا إلى الجنوب مـن فيليكا نوفوسيلكا بينما تقع خـريـخـوريـفـكـا، الــتــي تـطـلـق عليها موسكو اسمها الـسـابـق ليننسكوي، إلــى الـغـرب من بلدة سيليدوف التي سيطرت عليها روسيا الشهر املاضي. وقـــال زيلينسكي: «مـــن جـانـبـنـا، يجب أن نـــبـــذل قـــصـــارى جــهــدنــا لــضــمــان انــتــهــاء هــذه الـحـرب الـعـام املـقـبـل. علينا أن ننهيها بالوسائل الدبلوماسية. وأعتقد أن هذا مهم جدًا». وردًا عــلــى ســـــؤال حــــول الـــشـــروط الـتـي يجب توفرها لبدء املفاوضات، عـد الرئيس األوكــــرانــــي أن ذلـــك مـمـكـن فـــي حـــال «لـــم تكن أوكـــرانـــيـــا وحـــدهـــا مـــع روســــيــــا» وإذا كـانـت «قوية»، في نداء ضمني لحلفائها الغربيي، وأوضــح الرئيس األوكـرانـي: «إذا لم نتحدث سوى مع بوتي ووجدنا أنفسنا في الظروف الــحــالــيــة غــيــر مـــدعـــومـــن بـبـعـض الـعـنـاصـر املهمة، أعتقد أن أوكرانيا ستكون الخاسرة في هـذه املـفـاوضـات»، وأشــار إلـى أن هـذا لن يؤدي إلى «نهاية عادلة» للحرب. وكـــان تـرمـب، الـــذي يتولى املنصب في يناير (كـانـون الثاني)، قد قـال إنـه سيسعى إلى اتفاق سريع بي كييف وموسكو إلنهاء الـــحـــرب، لكنه لــم يـحـدد أي شــــروط، بـمـا في ذلك ما سيحدث، على سبيل املثال، بالنسبة لـــأراضـــي األوكـــرانـــيـــة، الــتــي تسيطر عليها .2022 القوات الروسية، منذ عام يــشــار إلــــى أن زيـلـيـنـسـكـي يــطــالــب بــأن يتضمن أي اتفاق سلم انسحاب روسيا من كـامـل األراضـــي األوكــرانــيــة، وهــو مـا يرفضه بوتي. في الوقت ذاته، برزت ردود فعل غربية مــتــبــايــنــة بـــعـــد املـــكـــاملـــة، وأعـــلـــنـــت مـجـمـوعـة الـدول الصناعية السبع أنها ستواصل دعم أوكـــرانـــيـــا، وأكـــــد زعـــمـــاء املــجــمــوعــة (فـرنـسـا والـواليـات املتحدة واليابان وكندا واململكة املــتــحــدة وأملـــانـــيـــا وإيــطــالــيــا) عــلــى «دعـمـهـم الثابت ألوكـرانـيـا طـاملـا كــان ذلــك ضـروريـا»، وبــحــســب الـــبـــيـــان «مــجــمــوعــة الــســبــع تـؤكـد الـتـزامـهـا بـفـرض تكلفة باهظة على روسيا مــــن خــــــال الـــعـــقـــوبـــات وضــــبــــط الـــــصـــــادرات وتدابير أخرى فعالة. نبقى متحدين بجانب أوكرانيا». وجـــاء فــي الـبـيـان الــصــادر عــن إيطاليا الـــتـــي تـــتـــولـــى الـــرئـــاســـة الـــــدوريـــــة ملـجـمـوعـة السبع، أن «روسيا تبقى العقبة الوحيدة أمام سلم عـادل ودائــم»، وأضــاف: «بعد ألف يوم من الحرب، ندرك املعاناة الهائلة التي عانى مـنـهـا الـشـعـب األوكــــرانــــي»، وأشـــــار الـزعـمـاء إلـــى «الــدعــم الـثـابـت ألوكــرانــيــا»، موضحي: «نقف متضامني ونساهم فـي نضالها من أجـل السيادة والحرية واالستقلل وسلمة األراضي وإعادة اإلعمار». وقـد طالبت وزيــرة الخارجية األملانية، أنالينا بيربوك، السبت، خلل مؤتمر حزب الـــخـــضـــر، فــــي مـــديـــنـــة فـــيـــســـبـــادن األملـــانـــيـــة، بــتــزويــد أوكـــرانـــيـــا بـأنـظـمـة أســلــحــة بـعـيـدة املــــدى، وأوضـــحـــت: «حـــان الــوقــت اآلن لنجد أخـــيـــرًا الـــقـــوة لــلــقــيــام بــمــا يـفـعـلـه شــركــاؤنــا بالفعل»، مشيرة إلى أن دوال أوروبية أخرى مثل بريطانيا وفرنسا تزود أوكرانيا بالفعل بـصـواريـخ كــــروز، إال أن بـيـربـوك لــم تتطرق إلى ذكر صواريخ كـروز من طـراز «تـوروس» بشكل مباشر. وكــــان شــولــتــس جــــدد قــبــل أيــــام رفـضـه تـــزويـــد أوكـــرانـــيـــا بـــصـــواريـــخ بــعــيــدة املـــدى تسعى كييف للحصول عليها لضرب العمق الـــروســـي، وأشــــار إلـــى أن بـرلـن تـبـذل جهدًا لضمان أال تصبح طرفا في الصراع. وسـبـق لشولتس أن اتـخـذ مـوقـفـا ضد تــوريــد صـــواريـــخ «تـــــوروس» إلـــى أوكــرانــيــا، وفـي أواخــر أكتوبر (تشرين األول) املاضي، وصــــف املــســتــشــار األملــــانــــي احـتـمـال إرســــال صـواريـخ كــروز بعيدة املــدى «تـــوروس» إلى أوكرانيا بـ«خطوة خاطئة»، مؤكدًا أنـه «لن يرسل أسلحة من شأنها أن تسهم في تأجيج الصراع». فـــي الــســيــاق ذاتـــــه، أُعـــلـــن، الــســبــت، عن زيــــارة مفاجئة لــوزيــر الـخـارجـيـة الـيـابـانـي، تـــاكـــيـــشـــي إيـــــوايـــــا، إلـــــى أوكـــــرانـــــيـــــا؛ إلجـــــراء مـحـادثـات مـع املـسـؤولـن، فـي خـطـوة تظهر على ما يبدو التزام طوكيو تجاه كييف في قتالها ضد الروس، وأعلنت وزارة الخارجية أن إيوايا وصل إلى أوكرانيا قادما من بيرو، بـعـدمـا حـضـر اجـتـمـاعـا اقــتــصــاديــا إقليميا هناك، وفق وكالة أنباء «كيودو» اليابانية. وبـعـد وصـولـه أوكـرانـيـا بالقطار الـذي اســتــقــلــه مـــن بـــولـــنـــدا، الــتــقــى إيــــوايــــا نـظـيـره األوكــرانــي، أنـدريـه سيبيها، السبت، وأعلن عـن لـقـاء الحــق مـع زيلينسكي وفــق مسؤول بالوزارة. وكـــانـــت الــحــكــومــة األملـــانـــيـــة أعــلــنــت أن املستشار شولتس حث الرئيس الروسي على إنـهـاء الـحـرب فـي أوكـرانـيـا وسـحـب الـقـوات، مشددًا على أن أملانيا ستدعم أوكرانيا ما دام اقتضى األمر. وأضــــــــاف املـــتـــحـــدث أن شـــولـــتـــس أبــلــغ بــــوتــــن أيــــضــــا أن روســـــيـــــا يـــجـــب أن تـــرتـــب ملفاوضات مع أوكرانيا بهدف تحقيق سلم عــــادل ودائـــــم، وأوضــــح املــتــحــدث األملـــانـــي أن شـــولـــتـــس تــــحــــدث مــــع الــــرئــــيــــس األوكـــــرانـــــي فولوديمير زيلينسكي هاتفيا قبل االتصال ببوتي، وأنه سيعاود االتصال بزيلينسكي بعد اتصاله بالرئيس الروسي. مـن جهته، أعـلـن «الـكـرمـلـن» فـي بيان، أن بوتي أبلغ شولتس فـي االتـصـال، أن أي اتــفــاق محتمل إلنــهــاء الــحــرب فــي أوكــرانــيــا يــــجــــب أن يـــعـــكـــس «الـــــــواقـــــــع الــــجــــديــــد عــلــى األرض»، وذكــــر بــيــان «الــكــرمــلــن» أن بوتي قال لشولتس، إن «االتفاقات املحتملة يجب أن تأخذ في االعتبار املصالح األمنية التحاد روســـيـــا، وتـنـطـلـق مـــن الـــواقـــع الــجــديــد على األرض، واألهـــــم مـــن ذلــــك مـعـالـجـة األســبــاب الجذرية للنزاع». الــــافــــت أن شـــولـــتـــس أعــــلــــن فــــي الـــيـــوم نفسه أن ترمب «ليست لديه أفـكـار واضحة حول سبل إنهاء الصراع في أوكرانيا»، رغم وعوده االنتخابية بأنه قادر على وضع حد سريعا للحرب في هذا البلد. مــــــن جــــهــــتــــه أعـــــلـــــن وزيــــــــــر الــــخــــارجــــيــــة الــــــروســــــي، ســـيـــرغـــي الفــــــــــروف، الــــســــبــــت، أن موسكو تنتظر اتـضـاح األفـكـار لــدى اإلدارة األميركية الجديدة فـي هـذا الـشـأن، وقــال إن روسـيـا مستعدة للتعامل مـع األطـــراف التي تـعـمـل عـلـى إنـــهـــاء الـــصـــراع، لـكـنـهـا «تنتظر أفكارًا محددة من جانب إدارة ترمب». 10 أخبار NEWS Issue 16791 - العدد Sunday - 2024/11/17 األحد استعداد روسي لمواصلة االتصاالت مع ألمانيا ASHARQ AL-AWSAT مكالمة «شولتس ــ بوتين» تخلط األوراق... وموسكو تنتظر «أفكارا محددة» من ترمب زيلينسكي يسعى إلنهاء الحرب عبر «خيار دبلوماسي» بوتين شولتس (أ.ف.ب) موسكو: رائد جبر مع قرب عودة ترمب وتوسيع الصين نفوذها في أميركا الجنوبية لقاء بايدن وشي ال يبدد عدم اليقين بين القوتين العظميين يلتقي الـرئـيـس األمـيـركـي، جـو بـايـدن، بــنــظــيــره الــصــيــنــي، شـــي جـيـنـبـيـنـغ، لـلـمـرة األخـــيـــرة بصفته رئـيـسـا لــلــواليــات املـتـحـدة، السبت، على هامش أعمال منتدى التعاون االقتصادي لـدول آسيا واملحيط الهادئ في لـيـمـا عـاصـمـة بــيــرو. لـكـن مـسـعـى الزعيمي لـــخـــفـــض الــــتــــوتــــر قــــبــــل تـــنـــصـــيـــب الـــرئـــيـــس املــنــتــخــب، دونـــالـــد تـــرمـــب، يـــواجـــه تـحـديـات بسبب صـــراعـــات جــديــدة متعلقة بـالـجـرائـم اإللكترونية والشؤون التجارية والوضع في تايوان وروسيا. وسـيـلـتـقـي بــايــدن مــع شــي إلجــــراء أول مــحــادثــات بينهما مـنـذ سبعة أشــهــر، فيما يقيّم زعماء املنطقة اآلثار املترتبة على عودة يــنــايــر (كـــانـــون 20 تـــرمـــب إلــــى الــســلــطــة فـــي الثاني). حـــذّر الـرئـيـس األمــيــركــي، الـجـمـعـة، من حـقـبـة الـتـغـيـيـر الـسـيـاسـي أثـــنـــاء عــقــده آخـر اجــتــمــاع لـــه مـــع حـلـيـفـن رئـيـسـيـن فـــي قمة آسـيـا واملـحـيـط الــهــادئ (آبــيــك). وقـــال بايدن أثناء لقائه رئيس الوزراء الياباني، شيغيرو إيـشـيـبـا، والـرئـيـس الــكــوري الـجـنـوبـي، يـون ســوك يـــول، فــي لـيـمـا: «لـقـد وصـلـنـا اآلن إلـى لــحــظــة تـغـيـيـر ســيــاســي كـــبـــيـــر»، ورجّــــــح أن يكون هذا اجتماعه األخير في إطار التحالف الثلثي الــذي رعــاه على مــدى الـعـام املاضي ضد كوريا الشمالية والصي. وأضـاف الرئيس األميركي أن التحالف الثلثي «بُني ليبقى. هذا ما آمله وأتوقعه»، كـــمـــا حـــــــذّر بــــايــــدن مــــن «الــــتــــعــــاون الــخــطــيــر واملـــزعـــزع لـاسـتـقـرار» بــن كــوريــا الشمالية وروســـيـــا، وســـط مــخــاوف مــتــزايــدة مــن قيام بـيـونـغ يـانـغ املـسـلـحـة نــوويــا بـــإرســـال قــوات للقتال في أوكرانيا. مــــــن املــــتــــوقــــع أن يـــســـتـــخـــدم الـــرئـــيـــس األمــــيــــركــــي اجـــتـــمـــاعـــه األخـــــيـــــر مـــــع الـــزعـــيـــم الصيني لحثه على إقـنـاع كـوريـا الشمالية بـعـدم تـعـزيـز دعـمـهـا لـلـحـرب الــروســيــة على أوكـــــرانـــــيـــــا. ويـــــقـــــول مــــســــؤولــــون إن بـــايـــدن سـيـتـطـلـع إلــــى قـــيـــام شـــي بـتـعـزيـز املــشــاركــة الصينية ملنع تصعيد لحظة خطيرة بالفعل مع كوريا الشمالية. وكـــــان بـــايـــدن قـــد أدان، الــجــمــعــة، قـــرار الـزعـيـم الـــكـــوري الـشـمـالـي، كـيـم جــونــغ أون، بــإرســال آالف مـن الـجـنـود ملـسـاعـدة موسكو على صـد الـقـوات األوكـرانـيـة، الـتـي استولت عـلـى أراض فـــي مـنـطـقـة كـــورســـك الــحــدوديــة الروسية، ووصف بايدن هذه الخطوة بأنها «تعاون خطير ومزعزع للستقرار». بـــدوره دعـا الرئيس الـكـوري الجنوبي، يـــــون ســـــوك يــــــول، الـــجـــمـــعـــة، إلـــــى مـــزيـــد مـن التعاون مع بكي لتعزيز «السلم واالستقرار اإلقليميي»، بعد أن التقى نظيره الصيني شي جينبينغ ألول مرة منذ عامي، حسبما ذكـــــرت وكـــالـــة «يـــونـــهـــاب» لـــأنـــبـــاء، ونـقـلـت الـــوكـــالـــة عــــن يـــــون قــــولــــه: «آمــــــل أن تــتــعــاون دولـــتـــانـــا لــتــعــزيــز االســــتــــقــــرار والــــســــام فـي املنطقة؛ ردًا على االســتــفــزازات املـتـكـررة من جانب كوريا الشمالية، والحرب في أوكرانيا، والـــتـــعـــاون الــعــســكــري بـــن روســـيـــا وكـــوريـــا الشمالية». ملفات خالفية عدة وتــــــبــــــادل بـــــايـــــدن وشــــــــي، مــــــــرات عـــــدة، وجـهـات نظر متعارضة حـول كيفية تنظيم علقات بلديهما والعالم، وقال بايدن، الذي وصـــف شـــي بــأنــه «ديـــكـــتـــاتـــور»، إن الـحـفـاظ عــلــى الــديــمــقــراطــيــة كــــان «الـــتـــحـــدي الـحـاسـم لـــعـــصـــرنـــا»، فــــي حــــن اتــــهــــم شــــي الــــواليــــات املـتـحـدة بـأنـهـا «أكــبــر مـصـدر لـلـفـوضـى» في العالم، وحـذر من األفكار الليبرالية الغربية الخطيرة. تـــقـــول إدارة بـــايـــدن إن الـــرئـــيـــس يـريـد اســــتــــخــــدام االجــــتــــمــــاع فـــــي بـــــيـــــرو؛ لــتــحــدي شـي بـشـأن القرصنة الصينية، وانتهاكات حـقـوق اإلنـــســـان، والــتــهــديــدات ضــد تــايــوان. لـكـن مـــع تـــراجـــع رؤيــــة بـــايـــدن لـلـعـالـم، حيث يغادر املسرح العاملي، وقد تضاءلت مكانته بـعـد أن صــــوَّت األمــيــركــيــون لـتـرمـب لـلـعـودة إلـى السلطة، مـن غير املـرجـح أن يولي شي، الـذي يشعر باالنزعاج من تلقيه محاضرات من الـغـرب، االهتمام لحديث بـايـدن، في ظل التباين في مكانتهما السياسية. ويظل شي أقوى زعيم للصي منذ ماو تسي تونغ، غير مقيد بـحـدود املـــدة، ومحاطا بـاملـوالـن. وقد ألقى باللوم فـي املشكلت االقتصادية التي تواجهها الصي على «االحتواء» األميركي. التوسع في مناطق نفوذ واشنطن ووســــــع نـــفـــوذ بـــكـــن فــــي جــمــيــع أنـــحـــاء الـعـالـم، بما فـي ذلــك دول أميركا الجنوبية، التي تعدها الواليات املتحدة مناطق نفوذها الخلفية، وهــي النقطة التي أكــد عليها شي هــــذا األســـبـــوع خــــال افــتــتــاح مــيــنــاء لـلـمـيـاه مليار 3.5 العميقة بـتـمـويـل صـيـنـي بقيمة دوالر في بداية زيارته إلى بيرو. وتشعر واشنطن بالغضب إزاء عملية اخـتـراق مرتبطة بالصي التـصـاالت هاتفية ملـــســـؤولـــن فــــي الـــحـــكـــومـــة األمـــيـــركـــيـــة، وفـــي الحملت الرئاسية، كما أنها قلقة إزاء زيادة الضغوط من جانب بكي على تايوان ودعم الصي لروسيا. وكــــانــــت وكــــالــــة «رويــــــتــــــرز» قــــد ذكـــــرت، الجمعة، أن الرئيس التايواني، الي تشينغ ته، يعتزم التوقف في والية هاواي األميركية، وربما جزيرة غـوام األميركية، في زيـارة من املؤكد أنها ستثير غضب بكي في األسابيع املـقـبـلـة. وتـنـظـر بـكـن إلـــى تـــايـــوان بوصفها إقليما تابعا لها، وأن الـواليـات املتحدة أهم داعم ومورد أسلحة للجزيرة، على الرغم من عدم وجود اعتراف دبلوماسي رسمي بها. فــــي الــــوقــــت نـــفـــســـه، يــــواجــــه االقـــتـــصـــاد الـصـيـنـي ضــربــة شـــديـــدة بـسـبـب اإلجـــــراءات الـــتـــجـــاريـــة الــــتــــي يـــعـــتـــزم بــــايــــدن اتـــخـــاذهـــا قـبـل مـــغـــادرة مـنـصـبـه، ومـنـهـا خـطـة لتقييد االســـتـــثـــمـــار األمــــيــــركــــي فــــي مـــجـــالـــي الـــذكـــاء االصــــــطــــــنــــــاعــــــي وأشــــــــبــــــــاه املــــــــوصــــــــات فـــي الـصـن، وفـــرض قـيـود على تصدير الرقائق الـــحـــاســـوبـــيـــة املــــتــــطــــورة. وقــــــال مـــســـؤولـــون أميركيون إن كل هذه املوضوعات من املتوقع أن تـــتـــنـــاولـــهـــا املــــحــــادثــــات. وتـــنـــفـــي الــصــن بـاسـتـمـرار االتــهــامــات األمـيـركـيـة بضلوعها فـــي عــمــلــيــات اخــــتــــراق، وتـــعـــد تــــايــــوان شـأنـا داخـــلـــيـــا. كـــمـــا احـــتـــجـــت عـــلـــى الــتــصــريــحــات األميركية بشأن تجارتها مع روسيا. ولكن من غير الواضح بعد مستقبل السياسة التي انـتـهـجـهـا بــايــدن تــجــاه الــصــن، الــتــي ركــزت على التنافس دون الدخول في صراع وعلى حـشـد الـديـمــقــراطـيـات ذات الـتـفـكـيـر املـمـاثـل ملواجهة بكي. ومــــن املـــرجـــح أن يـــؤكـــد شـــي أن الـعـالـم كبير بما يكفي للقوتي العظميي، وأنهما بحاجة إلى التفاهم، في إشـارة إلى الرئيس املـنـتـخـب تـــرمـــب، الــــذي يـمـيـل إلــــى املــواجــهــة في 60 وتعهد بفرض رسـوم جمركية بواقع املائة على الواردات من السلع الصينية ضمن حــزمــة مـــن الــتــدابــيــر الــتــجــاريــة الــتــي تتبنى شعار «أميركا أوالً». ترمب يقلب حسابات الصين ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن شــن تـشـيـانـغ، نـائـب مـديـر مـركـز الــدراســات األمـيـركـيـة فــي جـامـعـة فــــودان فــي شنغهاي، قـولـه إن الـصـن تعلم أنــه «بـعـد تـولـي ترمب منصبه، مـن املـرجـح جــدًا أن يتم عكس عدد مــن الـــوعـــود الــتــي قطعها بـــايـــدن، وعــــدد من الـــســـيـــاســـات الـــتـــي تــــم تـبـنـيـهـا أو الــتــدابــيــر املـنـفـذة تـمـامـا»، وقـــال إنــه مـع تغير السلطة فـــي الــــواليــــات املـــتـــحـــدة، أصــبــحــت الـسـيـاسـة الخارجية للبلد غير متسقة بشكل متزايد. وبعد تولي ترمب الرئاسة، قد تصبح الـعـاقـة بــن الـبـلـديـن أكـثـر تقلبا، خصوصا مـــع اخــتــيــاراتــه ملـرشـحـيـه لـلـمـنـاصـب العليا في إدارتـه، بما في ذلك النائب مايكل والتز، مـــســـتـــشـــاره لــــأمــــن الــــقــــومــــي، والـــســـيـــنـــاتـــور مــــاركــــو روبــــيــــو ملــنــصــب وزيــــــر الـــخـــارجـــيـــة، اللذان يبحثان منذ سنوات عن أفضل السبل للضغط على بكي وتغيير سلوكها. وفي حي كان الصينيون ينظرون إلى تـرمـب خـــال رئـاسـتـه األولــــى بشكل سـاخـر، فإنهم اآلن يـأخـذونـه على محمل الجد أكثر بكثير. ومـــع تـصـاعـد املـنـافـسـة بــن القوتي الـعـظـمـيـن، واحــتــمــال انــــدالع حـــرب أو أزمــة اقـتـصـاديـة، سعى شـي إلــى إظـهـار أنــه يقوم بــدوره في الحفاظ على السلم مع الواليات املتحدة من أجل االستقرار العاملي. ويطرح تولي ترمب السلطة أسئلة عمّا إذا كان يريد إقامة علقات مستقرة مع الزعيم الــصــيــنــي، لــكــن الـــتـــوتـــرات بـــشـــأن مـطـالـبـات الـصـن فـي بحر الـصـن الجنوبي وتــايــوان، فضل عن دعم بكي لروسيا، تجعل العلقات بي البلدين حقل ألغام يمكن أن يُغرق العالم بسرعة في أزمة. وبالنسبة لشي، فإن رحلته إلــى أمـيـركـا الجنوبية الـتـي سـيـزور خللها البرازيل أيضا، فرصة للتأكيد على أن الصي قوة للستقرار في مواجهة عدم القدرة على التنبؤ بسياسات ترمب. وقد ال يكون هناك مـــكـــان أكـــثـــر أهـــمـــيـــة لــلــصــن إلظــــهــــار قـوتـهـا الجيوسياسية مـن أميركا الجنوبية، نظرًا لقربها من الواليات املتحدة ومجال نفوذها. بايدن لدى مشاركته في المنتدى في ليما (أ.ب) واشنطن: إيلي يوسف
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==