issue16790

ضــمــن الــقــطــاعــات الــجــغــرافــيــة الــتــي ال يـنـفـك أصـحـابـهـا يـتـسـاءلـون عــن مــــآالت الـعـالـم فــي ظــل إدارة أمـيـركـيـة جـديـدة بـرئـاسـة دونــالــد تـرمـب، يـأتـي الـشـرق األوســـط فـي املـقـدمـة، ال سيما في ظل حالة فقدان النفوذ األميركي في املنطقة خالل سنوات إدارة بايدن من جهة، واشتعال املشهد على جبهات عدة وبصورة يخشى معها انفالت املوقف، وتحول األمر إلى صراع إقليمي. ما الذي يمكن لترمب أن يفعله، وهل سالم الشرق األوسط معقود بناصيته؟ ربما الدافع الرئيس لهذا التساؤل، هو خفوت األمـل في سـ م شامل وعــادل في املنطقة، خصوصًا بعد عـام كامل من حرب كارثية، بدا فيها ساكن البيت األبيض غير كفء باملرة إلدارة الصراع. ومـــن جـانـب آخـــر يـقـول الــعــارفــون بخبايا عـقـل الرئيس ،2020 املنتخب، إن خطته السابقة التي رســم خطوطها عــام عبر تعميق العالقات االقتصادية بني إسرائيل والدول العربية والضغط على إيران، لم تعد واعدة، ال سيما مع تغير املشهد الدولي، وظهور متغيرات موصولة بقوى دولة صاعدة قادرة وراغبة في التفاعل مع سكان املنطقة وقضاياهم، وفي الوقت عينه تعظيم االستفادة من ثرواتهم فوق األرض وتحتها. ليس سرًا القول إن الكثيرين رأوا في فوز ترمب الكبير، فرصة لتعزيز اآلمـال في إنهاء حالة الحرب الكارثية املنفلتة بقيادة رئيس الوزراء اإلسرائيلي بنيامني نتنياهو تجاه غزة ولبنان بنوع خاص، من خالل سرعة وقف إطالق النار، وتاليًا التهدئة العميقة، ثم فتح مـسـارات للتوصل إلـى صيغ دائمة تنهي الصراع العربي - اإلسرائيلي دفعة واحدة. هل هذه أحالم مخملية تتجاوز الواقع املأزوم، أم حقائق قابلة للتحقق على األرض؟ مـــن الــجــلــي لــلــعــيــان، أنــــه فـــي مــقــدمــة املـــلـــفـــات املـشـتـعـلـة فـــي املـنـطـقـة، يــأتــي املــلــف اإليــــرانــــي، بـكـل أبـــعـــاده وتــداعــيــاتــه، ســـواء مـا هـو مـوصـول بـاملـركـز، أي إيـــران عينها، أو التخوم، املتمثلة فــي وكـ ئـهـا فــي املـنـطـقـة، مــن الـحـوثـيـ فــي اليمن، إلـــى «الـحـشـد الـشـعـبـي» فــي الـــعـــراق، مــــرورًا بـالـخـ يـا التابعة في سوريا، وصوال إلى «حزب الله» في لبنان، و«حماس» في غزة، وجميعها حلقات ينظمها عقد واحد من الفكر األحادي التوجه. تـــبـــدو طـــريـــقـــة الـــتـــعـــاطـــي مــــع إيــــــــران، أحـــــد أهـــــم األســئــلــة املـطـروحـة عـلـى طــاولــة تـرمـب فــي الــوقــت الـحـاضـر، والتفكير جار على قدم وساق، في اآلليات املطلوبة للتعاطي مع األلغام املحيطة بهذا امللف. يمكن الجزم بداية، بأنه حال ثبت بالفعل، أن اإليرانيني كانوا وراء الخلية اإلرهابية التي حاولت اغتيال ترمب قبل االنــتــخــابــات الــتــي أُجــــريــــت، لـقـطـع طــريــق عـــودتـــه إلــــى الـبـيـت األبـيـض، فـإن املواجهة ستكون كارثية، ومـن دون أدنــى شك، ربما سيكون «املاستر سـ »، أو املشهد الرئيس لهذه اإلدارة يتمحور حول إيران. لــكــن، وعــلــى الــرغــم مــن ذلــــك، فـــإن أيــــدي تــرمــب هـــذه املــرة قد تكون مغلولة عن الفعل العسكري الحازم والـجـازم، وذلك ألسباب مختلفة. في مَقْدَم القراءات الجزم بأن ترمب ينوي، وكما وضح جيدًا خـ ل حملته االنتخابية، وقـف الحروب املشتعلة حول العالم، وقد أشار مرارًا إلى أنه لو كان سيد البيت األبيض، ملا تجرأ أحد على إشعال تلك الحروب. تاليًا، ال تبدو األوضــاع االقتصادية األميركية في حال تـسـمـح لـهـا بـمـزيـد مـــن تـكـريـس األمــــــوال لـلـمـجـهـود الـحـربـي، والـرجـل بما له من خلفية صناعة وصياغة الصفقات، يدرك تــمــام اإلدراك أن أحــــد أســـبـــاب خـــســـارة الــديــمــقــراطــيــ تـــردي األوضـــاع االقتصادية للطبقة الـوسـطـى، وعليه فــإن املطلوب منه إعادة طمأنتها بإجراءات تنعكس على حياتها اليومية. ناهيك عن هذا وذاك، فإن املخاوف من انفالت الشعبوية فـــي الـــداخـــل األمـــيـــركـــي، فـــي مــقــابــل الــيــســار املـــتـــطـــرف، تجعل مــن فـكـرة تخفيف االسـتـقـطـاب الـسـيـاسـي، هـدفـ أولــيــ ، وذلــك يجري عبر مزيد من العمل واإلنتاج ومراكمة الثروات، ال هدر تريليون دوالر. 35 املليارات في حروب، لدولة مدينة بقرابة هــل ســـ م الــشــرق األوســــط وحـــل الـقـضـيـة الفلسطينية، يمران عبر خيوط معقدة يتداخل فيها اإلقليمي مع العاملي؟ فــوز تـرمـب، مـن شـأنـه أن يشجع نتنياهو على التحرك بقسوة وضراوة ضد إيران، وهذه األخيرة باتت كتلة وازنة في دعم بوتني وحربه ضد أوكرانيا، ولهذا فإن ترمب يمتلك مقدرة بشكل أو آخر على كبح جماح نتنياهو، وهذه ورقة يمكن أن يساوم بها بوتني، ضمن صفقة قادمة ال شك بشأن أوكرانيا. خالل حملته االنتخابية أجاب ترمب عن موقفه بالنسبة للدولة الفلسطينية املستقلة بالقول: «سـأرى». لم يكن الرجل صـديـقـ للقضية فــي واليــتــه الــغــابــرة، لكنه الــيــوم وبـعـد قمة الـــريـــاض، حكمًا بـــات يـــدرك مـحـوريـتـهـا ومـركـزيـتـهـا للعاملني العربي واإلسالمي. وبيانها الختامي وما رشح عن حواراتها، جميعها تؤكد أن الرغبة في السالم عند العرب أصيلة، لكن الــعــدالــة املتمثلة فــي دولـــة فلسطينية مستقلة شـــرط رئيس يسبق أي فعل آخر. طبعًا ليس للتعميم، حيث إن لكل قاعدة حالة شاذة، أو كما علَّمَنا املنطق، النسبية تمثل شرطًا أساسيًا من شروط املوضوعية. ولـكـن لنعترف فــي لحظة صـــدق مــع الــــذات: إن الغالب على رجـال السياسة ونسائها في بلداننا الوجوه الواجمة وحمل ثقل الهموم. قد يندرج ذلك كما يحب أن يؤوله البعض في إطار أننا ننتمي إلى ثقافة تَعد املسؤولية وحكم النّاس تكليفًا وليس تشريفًا. إلـــى حـــد مـــا، يـمـكـن أن يــكــون األمــــر كـــذلـــك. غـيـر أن هـذا التأويل يظل ناقصًا، وتبقى في الفهم منطقة ذات مساحة ال بأس بها، تهيمن عليها العتمة. كــي نـوضـح أكــثــر، سنعتمد املـقـارنـة آلـيـة فــي فـتـح أفـق الفهم: ملـاذا غالبية وجـوه ساسة أوروبــا والـواليـات املتحدة مبتسمة ومرحة وتلقائية. وحتى القلة منهم الذين ليسوا كـذلـك، نـراهـم تحت وطـــأة خـبـراء االتــصــال السياسي الذين يلفتون انتباههم إلــى ضـــرورة التحلي بابتسامة عريضة تعلو محياهم. نثير هــذه النقطة ألن السياسة فـي الفضاء األوروبـــي والغربي تكليف أيضًا. ال شك أن الواقع العربي، اليوم ومنذ عقود، مأزوم جدًا، وهـو ما يفسر سر وجـود غالبية الفاعلني في السياسة في بلداننا، إضافة إلى أننا ننتمي إلى ثقافة ال تعالج األزمات بـاالبـتـسـامـة، ومـيـوالتـنـا الـعـاطـفـيـة يغلب عليها الــحــزن أو توقُّعه. لـو نـركـز على الـهـم فـي حـد ذاتـــه، سـنـرى أنــه مـبـرَّر جدًا ويصعب على مـن يتقلد مسؤولية سياسية فـي بلد عربي أن يـــكـــون مــنــشــرح الـــصـــدر ألن ثــقــل املـــســـؤولـــيـــة فـــي الـــواقـــع العربي مضاعَف مرات ومـرات، مقارنة باستحقاقات تحمُّل املسؤولية في الفضاء السياسي األوروبي والغربي. فالواقع العربي، بشكل عام، اليوم، يتقاطع بني مسارين اثنني متعبني: من جهة بلدانُنا ما زالت في حاجة كبيرة إلى البناء والتأسيس، ومن جهة ثانية وفي الوقت نفسه يسيطر عليها هاجس إدارة الشؤون اليومية للمواطنني. نحن هنا نتحدث عن اتجاهني ومسارين، وتطبيق السـتـراتـيـجـيـتـ فــي الــوقــت نـفـسـه. فـالـتـأسـيـس يتطلب أمـواال ضخمة وعائداتها على املديني املتوسط والبعيد. كــمــا أن الــتــأســيــس يــشــتــرط الــــهــــدوء والـــرصـــانـــة وحـسـن التخطيط وأخــذ الوقت الكافي والبناء في ظــروف قليلة الضغط. وال ننسى أهمية االستقرار للتمكن من التأسيس فـي الـقـطـاعـات الـكـبـرى األسـاسـيـة، وتـوفـيـر املستلزمات؛ مـن إمـكـانـيـات مـاديـة وقــنــوات دعــم وتـشـريـعـات وخـبـرات وكفاءات. لذلك ليست كل الدول العربية، اليوم، تستطيع القيام بعملية التأسيس أو مواصلتها، أو حتى املحافظة على ما تم قطعه في مسار التأسيس، وهنا نذكر قطاع غـزة ولبنان، ومـا حصل فـي الـعـراق، ومـا تعرفه سوريا. ويكفي التوقف مليًا عند املثال اللبناني الذي لطاملا اقترن بالجمال والحياة، وكيف أنه يعرف مرات ومرات فجيعة الدمار والهدم، وكأنه ممنوع من البناء، وممنوعة بيروت مـــن االحـــتـــفـــاظ بـنـفـسـهـا، كــمــا هـــو شــــأن املــــدن األوروبـــيـــة التي أبعد ما تكون عن تهديدات الهدم والدمار، وتعتني بعراقتها وتراكمها هانئة البال. كذلك، من املهم اإلشـــارة إلـى أن حقيقة الهدر الحاصل للعمران ألكثر من بلد عربي بسبب العدوان اإلسرائيلي تُفقد التأسيس والـبـنـاء أي معنى لهما؛ ألنــه ال يمكن البناء في سياق تهديد وعدوان واستهداف. لـذلـك فــإن الـبـنـاء، على أهميته وضـــرورتـــه، بــات يشبه الـتـرف فـي الــواقــع الــراهــن، وتـحـديـدًا فـي الـسـنـوات األخـيـرة، حيث استنزفت إدارة األزمـات والشؤون اليومية للمواطنني الجهد والطاقة واملـــوارد بأنواعها، وكـل ذلـك تـم حتمًا على حساب بناء أوطاننا. إذن الــبــنــاء هـــو فــــوق قـــــدرة غـالـبـيـة الـــبـــلـــدان الـعـربـيـة، باستثناء بعض الــدول التي تمتلك اإلمكانيات واالستقرار لذلك. أمـــا الــجــزء الــوافــر مــن تــأويــل سـبـب هـمـوم الـسـاسـة في غـالـبـيـة بــلــدانــنــا، فــإنــه يــتــأتــى مـــن إدارة الـــشـــؤون الـيـومـيـة للمواطنني، إذ لم يعد ذاك باليسر النسبي الـذي كـان؛ حيث املتطلبات اليومية الراهنة تغيرت، وظلت أجهزة الدول هي املسؤولة واملحركة لالقتصاد، في حني أن القطاع الخاص لم يستوعب بعد ضـــرورة مشاركته فـي االستثمار فـي الوطن والـبـيـئـة االجـتـمـاعـيـة، ومـعـاضـدة جـهـود املــرافــق العمومية لـضـمـان بيئة ينفع فيها االسـتـثـمـار ويـتـحـقـق فيها الـربـح وتصنع الثروة. ومما زاد في هموم السياسي انعكاسات أزمـة «كوفيد » على االقتصاد، وتداعيات إفالس العديد من املؤسسات 19 الصغرى واملتوسطة، وما تطلبته إدارة األزمة من اعتمادات خـاصـة، دون أن ننسى تـأثـيـرات الـحـرب على أوكـرانـيـا على ارتفاع أسعار البترول والقمح. إن املـتـطـلـبـات الـيـومـيـة وتـوفـيـر الـحـاجـيـات وتلبيتها تُغرق السياسي في دوامة تزداد يوميًا، في ظل سياق دولي متوتر يُربك األسـعـار، ومـن ثمة يحوّل إدارة الشأن اليومي االقتصادي إلى مشقة حقيقية تولد الشعور بثقل الهموم. مـــــــواد غــــذائــــيــــة، ومـــــ بـــــس لـلـشـتــاء، وأكـيـاس نـوم تقي من الـبـرد، وخـيـام. هذا بعض من كثير من مواد اإلغاثة الحيوية الــ زمــة لـلـوقـايـة مــن طـقـس الـشـتـاء، التي رأيتها يكسوها التراب خالل زيارتي إلى الـعـريـش فــي مـركـز املــســاعــدات اإلنسانية بمصر، في انتظار إدخالها إلى غزة. كما شاهدت آالف الشاحنات متوقفة قرب املعبر الحدودي محملة بمواد منقذة للحياة، وما زالت إسرائيل تمنع دخولها. وقـــد أخـبـرنـي مـوظـفـو اإلغــاثــة بـــأن بعض هـــذه املــســاعــدات، بـمـا فيها مـــواد مولتها اململكة املتحدة، تنتظر منذ ما يربو على ستة شهور إلدخالها إلى غزة. بــالــتــالــي أثـــــار اســتــيــائــي، لــكــن ليس استغرابي، أن الـوضـع اإلنـسـانـي فـي غزة وصـــــل قـــبـــل أســــبــــوع إلـــــى مـــرحـــلـــة جـــديـــدة فــظــيــعــة. فــقــد أصــــــدرت لـجـنـة اســتــعــراض املـــجـــاعـــة تـــحـــذيـــرًا صــــارخــــ فــــي األســـبـــوع املـــاضـــي: مـنـاطــق شــمــال غــــزة مـــن املـرجــح أن تـواجـه مجاعة وشيكة. وفــي األسبوع الـحـالــي بــاألمــم املــتــحــدة، تــرأســت اململكة املتحدة جلسة إيجاز بحثت تقرير اللجنة املؤلم، وطالبت إسرائيل مجددًا بالتصرف اآلن. منذ أن تـولـت حكومتنا مهامها في يوليو (تموز)، دأبت اململكة املتحدة على انتقادها القيود التي تفرضها إسرائيل على املساعدات. يجب على إسرائيل الوفاء بجميع التزاماتها القانونية في غزة. كما أن املساعدات اإلنسانية ضــرورة أخالقية في مواجهة هذه الكارثة. فقد شهد شهر أكتوبر (تشرين األول) أدنــى مستوى من املساعدات التي دخلت غزة منذ بداية الصراع. وكم هو جائر أن يكون املدنيون مهددين بمواجهة مجاعة، بينما املـسـاعـدات املـنـقـذة للحياة املمولة من املجتمع الدولي، تنتظر في شاحنات على بعد مـجـرد بضعة كيلومترات على الحدود، غير قادرة على قطع هذه املسافة القصيرة لدخول غزة. حكومتنا أوضحت تمامًا، من جانب رئيس الوزراء كير ستارمر وكل من دونه، بــــأن ال عــــذر إلســـرائـــيـــل فـــي تـقـاعـسـهـا عن تقديم املساعدة اإلنسانية. لقد نفد الوقت، والحاجة للتصرف حانت منذ وقت طويل. فـــــاملـــــدنـــــيـــــون بــــحــــاجــــة إلــــــــى مــــــــأوى، ومـ بـس شـتـويـة، ومـــواد للتدفئة تقيهم مـــن بــــرد الـــشـــتـــاء. ويـــجـــب عــلــى إســرائــيــل تيسير اتخاذ تدابير قوية بمجال الصحة الـعـامـة للحيلولة دون انـتـشـار أو تفشي أمراض معدية. فقد أظهرت املرحلة األولى مــن حملة التطعيم ضــد شـلـل األطــفــال أن تدابير التنسيق وتبادل املعلومات ممكنة، ويجب أن نرى تكرار ذلك خالل الشتاء. كـمـا اضــطــر املــدنــيــون لــلــنــزوح مـــرارًا وتــكــرارًا، وهـنـاك تقارير واسـعـة االنتشار تفيد بنزوح عائالت وتنقلها ست وسبع مــــــــرات، وبـــعـــض الــــعــــائــــ ت نـــزحـــت حـتـى عشر مـــرات. املـدنـيـون يستحقون الكرامة واالســـــتـــــقـــــرار، لــكــنــهــم يــــجــــدون أنــفــســهــم مدفوعني للنزوح من منطقة ينتشر فيها املرض والدمار مباشرة إلى منطقة أخرى مماثلة. فــــــــــي تـــــــواصـــــــلـــــــنـــــــا مــــــــــع نـــــظـــــرائـــــنـــــا اإلســـرائـــيـــلـــيـــ ، تـسـتـمـر املــمــلــكــة املـتـحـدة فــــي الـــتـــشـــديـــد عـــلـــى الـــحـــاجـــة إلـــــى دخــــول املــســاعــدات بكميات أكـبـر كـثـيـرًا، وتوفير حـــــمـــــايـــــة أفــــــضــــــل لــــلــــمــــدنــــيــــ ، وتـــمـــكـــ املستشفيات والبنية التحتية مـن العمل كــــمــــا يـــــجـــــب، وتــــمــــكــــ مــــوظــــفــــي الـــعـــمـــل اإلنساني من أداء عملهم بأمان. لــــكــــن إقــــــــــــرار قــــــانــــــون بـــــشـــــأن وكــــالــــة «األونـروا»، التي توفر مساعدات لالجئني الفلسطينيني، يهدد بتقويض االستجابة اإلنـــســـانـــيـــة الــــدولــــيــــة بـــرمـــتـــهـــا فــــي غــــزة. يجب على إسرائيل االمتثال اللتزاماتها القانونية، وضمان أن تتمكن «األونـــروا» من مواصلة عملها املنقذ للحياة. مـــــا مـــــن مـــنـــظـــمـــة يـــمـــكـــنـــهـــا أن تــحــل محل «األونـــــروا»، وال يمكن استعاضتها بـمـنـظـمـة أخـــــرى لـــتـــوزيـــع املـــســـاعـــدات في غــزة وفــي أنـحـاء املنطقة. وهـــذا مـا دعانا إلى رفع تعليق تمويل «األونـروا» وتقديم مــلــيــون جــنــيــه إســتــرلــيــنــي اسـتـجـابـة 21 لندائها اإلنساني في غزة، ودعم التكليف األســـــاســـــي املـــكـــلـــفـــة بـــــه لـــتـــقـــديـــم خـــدمـــات لالجئني الفلسطينيني في الشرق األوسط. إنــــنــــي مـــلـــتـــزم بــــــأن يــــكــــون لـلـمـمـلـكـة املـتـحـدة دور ريـــادي فـي تخفيف املعاناة بــــغــــزة. وهـــــو مــــا دعـــــانـــــي، خـــــ ل زيـــارتـــي إلــــى مـــصـــر، إلعـــــ ن تــقــديــم مــلــيــون جنيه إسترليني ملنظمة الصحة العاملية - مصر، ملساعدة وزارة الصحة والسكان املصرية في دعمها للمدنيني الذين جرى إجالؤهم طـــبـــيـــ مـــــن غــــــزة ويـــتـــلـــقـــون الــــرعــــايــــة فـي مصر. كما تمول اململكة املتحدة منظمة » الـخـيـريـة الطبية - الـتـي تقدم UKMed« خدماتها مباشرة للمحتاجني للرعاية - لضمان أن تتمكن من إدارة مستشفياتها امليدانية في غزة التي تقدم عالجات تنقذ حياة وأطراف املرضى. ونـــحـــن نـــواصـــل دعــــم وكــــــاالت إغــاثــة موثوقة تقدم خدماتها على األرض. لكن هـــذه الـــوكـــاالت يمكنها تـقـديـم خـدمـاتـهـا بـفـاعـلـيـة فــقــط، إن مـكـنـتـهـا إســـرائـــيـــل من فعل ذلك. وقد أثرت هذه املسألة في جميع اتصاالتي مع نظرائي اإلسرائيليني. القتال يجب أن يتوقف. والــوصــول إلــى تسوية لـهـذا الـصـراع يحتل األولوية منذ أول يوم لحكومتنا. ونــــحــــن بـــحـــاجـــة اآلن، أكــــثــــر مــــن أي وقــت مـضـى، إلــى وقــف إطـــ ق الـنـار فــورًا، واإلفــــــــراج عـــن جــمــيــع الـــرهـــائـــن، وحــمــايــة املـــدنـــيـــ ، وإدخـــــــال املـــســـاعـــدات إلــــى غــزة بكميات أكـبـر كـثـيـرًا، وإيــجــاد سبيل إلـى السالم واالستقرار على املدى الطويل. وحـــكـــومـــتـــنـــا راســــخــــة فــــي الـــتـــزامـــهـــا العمل إلـى جانب شركائنا تجاه تحقيق هذه األهداف. * وزير شؤون الشرق األوسط البريطاني * خاص بـ«الشرق األوسط» OPINION الرأي 14 Issue 16790 - العدد Saturday - 2024/11/16 السبت لماذا السياسيون في بلداننا مهمومون جداً؟ ترمب... ومآالت الشرق األوسط ال عذر إلسرائيل عن تقديم المساعدة اإلنسانية للمدنيين في غزة وكيل التوزيع وكيل االشتراكات الوكيل اإلعالني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] املركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 املركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى اإلمارات: شركة االمارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 املدينة املنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب األولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية املوجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها املسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة ملحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي باملعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com هيمش *فولكنر آمال موسى إميل أمين

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==