issue16790

13 حــصــاد األســبـوع ANALYSIS Issue 16790 - العدد Saturday - 2024/11/16 السبت االعتبارات العسكرية واألمنية تتصدر المشهد في تونس تـصـريـحـات وزيــــر الـــدفـــاع الـتـونـسـي خــالــد الـسـهـيـلـي تــزامــنــت مـــع تـصـريـحـات أخــــرى صــــدرت عـــن وزيــــر الــداخــلــيــة خـالـد الـنـوري وعـن وزيــر الـدولـة لألمن القاضي ســـفـــيـــان بـــالـــصـــادق وعـــــن الـــرئـــيـــس قـيـس سـعـيّــد شـخـصـيـا. وهـــي كـلـهـا حـــــذّرت من مـخـاطـر اإلرهـــــاب والـتـهـريـب واملـتـفـجـرات والـــهـــجـــرة غـــيـــر الـــنـــظـــامـــيـــة، ونـــبّـــهـــت إلـــى وجود «محاوالت للنيل من سيادة تونس عـــلـــى كــــامــــل تـــرابـــهـــا الـــوطـــنـــي ومــيــاهــهــا اإلقليمية» وعن «خالفات» لم تُحسم بعد و«غموض» نسبي في العالقات مع بعض دول املنطقة. وهــنــا نـشـيـر إلـــى أن الــ فــت فــي هـذه التصريحات واملواقف كونها تأتي مع بدء الــواليــة الـرئـاسـيـة الـثـانـيـة للرئيس قيس سعيّد، ومع مصادقة البرملان على مشروع ... وســـط 2025 الـــحـــكـــومـــة ملـــــوازنـــــة عــــــام تحذيرات من خطر أن تشهد تونس خالل العام أزمات أمنية وسياسية واقتصادية اجتماعية خطيرة. أكــثــر مـــن هــــذا، يــتــســاءل الـبـعـض عن مـبـرّر إثـــارة القضايا الخالفية مـع ليبيا، واملخاطر األمنية من قِبل كبار املسؤولني عن القوات املسلحة، في مرحلة تعذّر فيها مـــجـــددًا عــقــد «الـــقـــمـــة املـــغـــاربــيــة املـصـغـرة التونسية - الليبية - الـجـزائـريـة»... التي سبق أن تأجلت مرات عدة منذ شهر يوليو (تموز) املاضي. كالم السهيلي... وزيارة سعيّد للجزائر كالم السهيلي، وزير الدفاع، جاء أمام البرملان بعد نحو أسبوع من زيارة الرئيس قيس سعيّد إلى الجزائر، وحضوره هناك االستعراض العسكري الضخم الذي نُظّم بمناسبة الذكرى السبعني النفجار الثورة الـــجـــزائـــريـــة املـــســـلـــحـــة. ومـــــا قـــالـــه الـــوزيـــر الـتـونـسـي أن «الـــوضـــع األمــنــي فــي الـبـ د يـسـتـدعـي الــبــقــاء عـلـى درجــــة مـــن اليقظة والــــحــــذر»، وقـــولـــه أيــضــا إن «املـــجـــهـــودات الـعـسـكـريـة األمــنــيــة مــتــضــافــرة لـلـتـصـدّي لـلـتـهـديـدات اإلرهــابــيــة وتـعـقّــب العناصر املشبوهة في املناطق املعزولة». إلى جانب إشـارتـه إلـى أن تونس «لـن تتنازل عن أي شبر من أرضها» مذكرًا - في هذا اإلطار - بملف الخالفات الحدودية مع ليبيا. مــــــن جــــهــــة ثـــــانـــــيـــــة، مــــــع أن الـــــوزيـــــر السهيلي ذكــر أن الـوضـع األمـنـي بالبالد خـ ل هـذا العام يتسم بـ«الهدوء الحذر»، 990 فإنه أفاد في املقابل بأنه جرى تنفيذ عملية في «املناطق املشبوهة» - على حد 500 ألفا و 19 تعبيره - شارك فيها أكثر من عــســكــري. وأنــجــز هــــؤالء خـــ ل العمليات لـغـمـا يــــدوي الـصـنـع، وأوقــفــوا 62 تفكيك آالف املهرّبني واملهاجرين غير النظاميني قرب الحدود مع ليبيا والجزائر، وحجزوا ألف قرص من املخدرات. 365 أكبر من بـــالـــتـــوازي، كـشـف وزيــــر الـــدفـــاع ألول مـــــرة عــــن تــســخــيــر الــــدولــــة ألـــفـــي عـسـكـري لـــتـــأمـــ مــــواقــــع إنــــتــــاج املــــحــــروقــــات بـعـد سنوات من االضطرابات وتعطيل اإلنتاج والــتــصــديــر فـــي املــحــافــظــات الــصــحــراويــة املتاخمة لليبيا والجزائر. تفعيل دور «القوات المسلحة» تـصـريـحـات الـــوزيـــر الـسـهـيـلـي لقيت أصــداء كبيرة، محليا وخارجيا، في حني اعــــتــــرض عـــلـــى جـــانـــب مــنــهــا ســيــاســيــون وإعالميون ليبيون بارزون. بـــيـــد أن األمــــــر األهـــــــم، وفـــــق الـبـشـيـر الجويني، الخبير التونسي في العالقات بني الدول املغاربية والدبلوماسي السابق لــــدى لــيــبــيـا، أنـــهـــا تـــزامــنـــت مـــع «تــأجــيــل» انعقاد القمة املغاربية التونسية - الليبية - الـجـزائـريـة الـتـي سبق اإلعـــ ن أنــه تقرر تـنـظـيـمـهـا فـــي الــنــصــف األول مـــن الـشـهـر األول فــي ليبيا، وذلـــك فــي أعــقــاب تأخير مـوعـدهـا غير مــرة بسبب انـشـغـال كـل من الجزائر وتونس باالنتخابات الرئاسية، واســتــفــحــال األزمــــــات الـسـيـاسـيـة األمـنـيـة واالقتصادية البنكية في ليبيا من جديد. والــــحــــال، أن الــجــويــنــي يـــربـــط بني هـذه العوامل والخطوات الجديدة التي قـــــام بـــهـــا الـــرئـــيـــس ســـعـــيّـــد وفـــريـــقـــه فـي اتـــجـــاه «مـــزيـــد مـــن تـفـعـيـل دور الـــقـــوات املسلحة العسكرية واملـدنـيـة» وسلسلة اجتماعاته مع وزيري الداخلية والدفاع ومع وزير الدولة لألمن الوطني، فضال عن زياراته املتعاقبة ملقر وزارة الداخلية واإلشـــــراف عـلـى جـلـسـات عـمـل مــع كبار كــــوادرهــــا ومــــع أعـــضـــاء «مــجــلــس األمـــن الـــقـــومـــي» فـــي قــصــر الـــرئـــاســـة بــقــرطــاج. وهــنــا تــجــدر اإلشـــــارة إلـــى أنـــه إذ يسند الدستور إلى رئيس الدولة صفة «القائد الـــعـــام لــلــقــوات املــســلــحــة»، فـــإن الـرئـيـس سعيّد حمّل مرارًا املؤسستني العسكرية واألمــنــيــة مـسـؤولـيـة «الــتــصــدي للخطر الـــداهـــم» وملـــحـــاوالت «الــتــآمــر عـلـى أمـن الدولة الداخلي والخارجي». واعــتــبــر سـعـيّــد خـــ ل زيــــــارات عمل قام بها إلى مؤسسات عمومية موسومة بـــأنـــه «انـــتـــشـــر فــيــهــا الـــفـــســـاد» - بـيـنـهـا مـؤسـسـات زراعــيــة وخـدمـاتـيـة عـمـ قـة - أن الــبــ د تــواجــه «مـتـآمـريـن مــن الـداخـل والخارج» وأنها في مرحلة «كفاح جديد من أجل التحرر الوطني»، ومن ثم، أعلن إســنــاده إلــى الــقــوات املسلّحة مسؤولية تتبع املشتبه فيهم فــي قـضـايـا «الـتـآمـر والــفــســاد» والـتـحـقـيـق مـعـهـم وإحـالـتـهـم على القضاء. املـــســـار نـفـسـه اعـــتـــمـــده، فـــي الـــواقـــع، عدد من الــوزراء واملسؤولني الحكوميني التونسيني بينهم وزير الصحة والوزير املـــســـتـــشـــار الــــســــابــــق فـــــي قـــصـــر قـــرطـــاج الجنرال مصطفى الفرجاني، الـذي أعلن بــــــــدوره عــــن إحــــالــــة مـــســـؤولـــ مـتـهـمـ بـ«شبهة الفساد» في قطاع الصحة على الــنــيــابــة الــعــمــومــيــة والــــوحــــدات األمـنـيـة املــــركــــزيــــة املـــكـــلّـــفـــة «املــــلــــفــــات الــســيــاســيــة واالقــــتــــصــــاديــــة الـــخـــطـــيـــرة»، وبـــــ هـــذه املـلـفـات اإلرهــــاب وســـوء الـتـصـرّف املالي واإلداري في أموال الدولة ومؤسساتها. حمالت غير مسبوقة وفعالً، كانت من أبرز نتائج «التفعيل الـــجـــديـــد» لــــلــــدور الـــوطـــنـــي لـلـمـؤسـسـتـ العسكرية واألمـنـيـة، وتصدّرهما املشهد الـسـيـاسـي الـوطـنـي الـتـونـسـي، أن نظّمت النيابة العمومية وقــوات األمــن والجيش حـــــمـــــ ت غــــيــــر مـــســـبـــوقـــة شـــمـــلـــت «كــــبــــار الـحـيـتـان» فــي مــجــاالت تـهـريـب املــخــدرات واملـــــمـــــنـــــوعـــــات، وتــــهــــريــــب عـــــشـــــرات آالف املـــهـــاجـــريـــن مــــن بــــلــــدان أفـــريـــقـــيـــا جــنــوب الصحراء سنويا نحو تونس، عبر الحدود الـلـيـبـيـة والـــجـــزائـــريـــة تـمـهـيـدًا لترحيلهم بحرًا نحو أوروبا عبر إيطاليا. وحسب املعلومات التي ساقها كل من وزيــري الـدفـاع والداخلية، وأيضا رئاسة الحرس الوطني، تمكنت القوات العسكرية واألمـــنـــيـــة ألول مــــرة مـــن أن تـحـجـز مـئـات الـكـيـلـوغـرامـات مــن الـكـوكـايـ إلـــى جانب «كميات هائلة مـن الحشيش» واألقـــراص املخدرة. وفـــي الحصيلة، أدّت تـلـك العمليات إلــــى إيـــقـــاف عــــدد مـــن كــبــار املـــهـــرّبـــ ومــن رؤوس تـجـار املــخــدرات «بــقــرار رئـاسـي»، بـعـدمـا أثـبـتـت دراســـــات وتــقــاريــر عـــدة أن مئات اآلالف مـن أطـفـال املــــدارس، وشباب الـــجـــامـــعـــات، وأبــــنــــاء األحــــيــــاء الـشـعـبـيـة، تورّطوا في «اإلدمـان» والجريمة املنظمة. وجـــاء هـذا اإلنــجــاز بـعـد عـقـود مــن «تتبّع صـغـار املـهـرّبـ واملستهلكني للمخدرات وغــــض الـــطـــرف عـــن كــبــار املـــافـــيـــات»، على حــــد تــعــبــيــر الــخــبــيــر األمــــنــــي واإلعــــ مــــي عــلــي الـــزرمـــديـــنـــي فـــي تــصــريــح لـــ«الــشــرق األوسط». تحرّكات أمنية عسكرية دولية على صعيد آخر، جاء تصدّر القوات املـسـلـحـة الـعـسـكـريـة واألمــنــيــة التونسية املـشـهـديـن الـسـيـاسـي مــتــ زمــا زمـنـيـا مع ترفيع التنسيقني األمـنـي والعسكري مع عـواصـم وتكتالت عسكرية دولـيـة، بينها حـــلـــف شـــمـــال األطـــلـــســـي (نــــاتــــو) وقـــيـــادة الـقـوات األميركية فـي أفريقيا (أفـريـكـوم). وما يُذكر هنا أنه في ظل عـودة التوترات الـسـيـاسـيـة فــي لـيـبـيـا، وتــفــاقــم الـخـ فـات داخـــــلـــــهـــــا بــــــ حــــلــــفــــاء روســــــيــــــا وتـــركـــيـــا والـعـواصـم الغربية، تـزايـدت االهتمامات األميركية واألوروبية واألطلسية بـ«ترفيع الشراكة األمنية والعسكرية مع تونس». أيــــضــــا، ورغـــــــم الـــحـــمـــ ت اإلعـــ مـــيـــة الواسعة في تونس ضد اإلدارة األميركية وحلفائها منذ عملية «طوفان األقصى»؛ بـــســـبـــب انـــحـــيـــازهـــا إلســــرائــــيــــل ودعـــمـــهـــا حكومة بنيامني نتنياهو، كثّفت واشنطن - عـــبـــر بـــعـــثـــاتـــهـــا فـــــي املـــنـــطـــقـــة - دعــمــهــا الـتـدريـبـات العسكرية واألمـنـيـة املشتركة مع قوات الجيش واألمن التونسية. بــــل، لــقــد أعـــلـــن جــــوي هـــــود، الـسـفـيـر األميركي لـدى تـونـس، عـن بـرامـج واسعة لترفيع دور «الشراكة» العسكرية واألمنية األمـــيـــركـــيـــة - الـــتـــونـــســـيـــة، وبـــخـــاصـــة فـي املـحـافـظـات الـتـونـسـيـة الــحــدوديــة مــع كل مـــن لـيـبـيـا والـــجـــزائـــر، وأيـــضـــا فـــي مـيـنـاء بنزرت العسكري (شمال تونس) ومنطقة كلم جنوب شرقي العاصمة 100( النفيضة تونس). وإضافة إلى ما سبق، أعلنت مصادر رسـمـيـة تـونـسـيـة وأمـيــركــيــة عـــن مـشـاركـة قــــــــوات تـــونـــســـيـــة ومــــغــــاربــــيــــة أخـــــيـــــرًا فـي مـنـاورات عسكرية بحرية أميركية دولية نُظمت فـي سـواحـل تـونـس. وجـــاءت هذه املناورات بعد مشاركة الجيش التونسي، للعام الـثـالـث على الـتـوالـي، فـي مـنـاورات «األســـــــــد األفـــــريـــــقـــــي» الــــدولــــيــــة املـــتـــعـــددة األطــــــــــراف... الـــتـــي نُـــظـــم جـــانـــب مــنــهــا في تونس برعاية القوات األميركية. وحـول هـذا األمــر، أكـد وزيـر الداخلية الـــتـــونـــســـي خـــالـــد الـــــنـــــوري، قـــبـــل أيــــــام فـي الـبـرملـان، أن مـن بـ أولــويــات وزارتـــه عام «بـــنـــاء أكــاديــمــيــة الـــشـــرطـــة لـلـعـلـوم 2025 األمنية» في منطقة النفيضة من محافظة سـوسـة، وأخـــرى لـحـرس الـسـواحـل، وهـذا فـــضـــ عـــن تــوســيــع الــكــثــيــر مـــن الـثـكـنـات ومراكز األمن والحرس الوطنيني وتهيئة مقر املدرسة الوطنية للحماية املدنية. أبعاد التنسيقين األمني والعسكري مع واشنطن وحقا، أكـد تصريح الـوزيـر النوري ما سبق أن أعلن عنه السفير األميركي هـود عن «وجــود فرصة لتصبح تونس ومؤسّساتها األمنية والعسكرية نقطة تـصـديـر لــ مــن ولــلــتــجــارب األمــنــيــة في أفريقيا وفي كامل املنطقة». وفـــــي هـــــذا الــــكــــ م إشـــــــارة واضـــحـــة إلــى أن بعض مؤسسات الـتـدريـب التي يـدعـمـهـا «الـــبـــنـــتـــاغـــون» (وزارة الـــدفـــاع األمـــــيـــــركـــــيـــــة)، وحــــلــــفــــاء واشــــنــــطــــن فــي «ناتو»، معنية في وقت واحد بأن تكون تونس طرفا في «شراكة أمنية عسكرية أكثر تـطـورًا» مـع ليبيا وبـلـدان الساحل والصحراء األفريقية والبلدان العربية. وزيــــر الــداخــلــيــة خــالــد الـــنـــوري نـــوّه أيــــضــــا بــــكــــون جــــهــــود تـــطـــويـــر الـــــقـــــدرات األمنية لتونس «تتزامن مع بدء العهدتني الـثـانـيـتـ لـلـرئـيـس قـيـس سـعـيّــد وأخـيـه الرئيس الجزائري عبد املجيد تبّون». وفي السياق ذاته، نوّه عزوز باعالل، سـفـيـر الــجــزائــر لـــدى تــونــس، بـالـشـراكـة االقــــتــــصــــاديــــة واألمــــنــــيــــة والـــســـيـــاســـيـــة بــ تـونـس والــجــزائــر، وبـنـتـائـج زيـــارة الرئيس سعيّد األخيرة للجزائر، وكذلك بــجــلــســات الـــعـــمـــل والــــلــــقــــاءات الـسـبـعـة الـتـي عـقـدهـا وزيــــرا خـارجـيـتـي البلدين محمد علي النفطي وأحمد عطّاف خالل األسـابـيـع القليلة املـاضـيـة فــي الـجـزائـر وفي عواصم أخرى عدة. الرئيس التونسي قيس سعيّد (رويترز) ضــاعــف الــرئــيــس الـتـونـسـي قـيـس سـعـيّــد فـــور أداء اليمني بـمـنـاسـبـة انــتــخــابــه لــعــهــدة ثــانــيــة، االهـــتـــمـــام بــاملــلــفــات األمـنـيـة والــعــســكــريــة الـــداخـــلـــيـــة والـــخـــارجـــيـــة والـــتـــحـــذيـــر مـــن «املــخــاطــر واملــــؤامــــرات» و«املــتــآمــريــن» عـلـى أمـــن الـــدولـــة. كـمـا كـثـف سعيّد لقاءاته بمسؤولي وزارتي الدفاع والداخلية وأعضاء مجلس األمن القومي الذي يضم كذلك أكبر قيادات القوات املسلحة العسكرية واملدنية إلى جانب رئيسَي الحكومة والبرملان ووزراء السيادة وكبار مستشاري القصر الرئاسي. وزاد االهتمام بزيادة تفعيل دور الـقـوات املسلحة و«تصدرها املشهد السياسي» بمناسبة مناقشة مشروع ميزانية الدولة للعام الجديد أمـام البرملان بعد تصريحات غير مسبوقة لوزير الدفاع الوطني السفير السابق خالد السهيلي عن «مخاطر» تهدد أمن البالد الداخلي والخارجي. مع بدء «الوالية الثانية» للرئيس قيس سعيّد ًتونس: كمال بن يونس قضايا الحدود التونسية... شرقا وغربا اقترن بـدء الوالية الرئاسية الثانية التونسي للرئيس > قيس سعيّد بتحرّكات قام بها مسؤولون كبار في الدولة إلى مؤسسات األمن والجيش في املحافظات الحدودية، وباألخص مـــن جــهــة لـيـبـيـا، ضــمــن جـــهـــود مـكـافـحـة اإلرهــــــاب والـتـهـريــب واملخدرات. ومـعـلـوم أنـــه زاد االهــتــمــام بــاألبــعــاد األمـنـيـة فــي عـ قـات تونس بجارتيها ليبيا والجزائر بعد إثارة وزير الدفاع خالد السهيلي أمــام البرملان ملف «رســم الـحـدود» الشرقية لتونس مــن قِــبـل «لـجـنـة مـشـتـركـة» تونسية - ليبية. وكـمـا سـبـق، كـان الوزير السهيلي قد تطرّق إلى استغالل األراضــي الواقعة بني الحاجز الحدودي بني ليبيا وتونس، قائال إن «تونس لم ولن تسمح بالتفريط فــي أي شـبـر مــن الـــوطـــن». وفـــي حــ رحّــبـت أطراف ليبية ومغاربية بهذا اإلعالن، انتقده عدد من املسؤولني والخبراء الليبيني بقوة واعتبروا أن «ملف الخالفات الحدودية أغلق منذ مدة طويلة». ولكن، حسب تأكيدات مصادر مطلعة لـ«الشرق األوسط»، فإن السلطات الليبية أعلنت عن تغيير موقع العالمة الحدودية الفاصلة بني ليبيا وتونس «جزئيا» في منطقة سانية األحيمر، التي تتبع ليبيا. إذ أورد بيان مديرية أمن السهل الغربي في ، أنـهـا رصـــدت ضــم سـانـيـة األحـيـمـر إلـى 2022 ) يـولـيـو (تـــمـــوز األراضي التونسية، من خالل وضع العالمة الدالة على الحدود مترًا شرقا 150 بذلك املكان (شرق السانية) بمسافة تقدر بنحو كيلو جنوبا. 6 ونحو ‏مـــا يـسـتـحـق اإلشــــــارة هــنــا أن الـلـجـنـة الــخــاصــة بترسيم الـحـدود الليبية مع تونس، واملكلفة من قِبل وزارة الـدفـاع في حكومة طرابلس، كشفت عن وجـود عملية «تحوير» للعالمة. لكن مصادر دبلوماسية من الجانبني أكــدت أن هـذه القضية، وغـــيـــرهـــا مـــن «الـــخـــ فـــات واملـــســـتـــجـــدات»، جـــــار بـحـثـهـا على مـسـتـوى الـلـجـنـة املـشـتـركـة ومـــن قِــبــل املــســؤولــ السياسيني والديبلوماسيني «بهدوء». فـــي أي حـــــال، أعــــــادت إثــــــارة هــــذه الــقــضــيــة إلــــى الــواجــهــة تصريحا سابقا قال فيه الرئيس سعيّد بشأن الحدود مع ليبيا: «إن تونس لم تحصل إال على الفتات» بعد خالفها الحدودي البحري مع ليبيا في فترة سبعينات القرن املاضي. والـحـقـيـقـة، أنـــه سـبـق أن شــهــدت عــ قـــات تــونــس وليبيا في أوقـات سابقة توترات محورها الحدود واملناطق الترابية املشتركة بينهما؛ وذلك بسبب خالفات حدودية برّية وبحرية تــعــود إلــــى مــرحــلــة االحـــتـــ لـــ الــفــرنــســي لــتــونــس واإليــطــالــي لليبيا، ثم إلى «التغييرات» التي أدخلتها السلطات الفرنسية على حــدود مستعمراتها فـي شمال أفريقيا خـ ل خمسينات القرن املاضي عشية توقيع اتفاقيات االستقالل. وهكذا، بقيت بعض املناطق الصحراوية الحدودية بني تونس وكل من ليبيا والــجــزائــر «مــثــار جــــدل» بـسـبـب قـلـة وضــــوح الـتـرسـيـم وتــزايــد األهمية االستراتيجية للمناطق الحدودية بعد اكتشاف حقول النفط والغاز. وعلى الرغم من توقيع سلطات تونس وليبيا والجزائر اتــفــاقــيــات عــــدة لـضـبـط الـــحـــدود والـــتـــعـــاون األمـــنـــي، تـضـاعـف 2011 االضــطــرابــات األمـنـيـة والسياسية فـي املنطقة منذ عــام بـسـبـب انــــدالع حــــروب جــديــدة «بــالــوكــالــة» داخــــل ليبيا ودول الـــســـاحـــل والــــصــــحــــراء، بـعـضـهـا بـــ جـــيـــوش و«مــيــلــيــشــيــات» تابعة لواشنطن وموسكو وباريس وأنقرة على مواقع جيو - استراتيجية شرقا غربا. مــــع هــــــذا، وفـــــي كــــل األحـــــــــوال، تــشــهــد عــــ قــــات تـونـس وكـل من ليبيا والجزائر مستجدات سريعة على املجالني األمني والعسكري. وربما تتعقد األوضاع أكثر في املناطق الــحــدوديــة بـعـدمـا أصـبـحـت الــتــوتــرات والــخــ فــات تشمل ملفات أمنية دولـيـة تتداخل فيها مصالح أطـــراف محلية وعــاملــيــة ذات «أجــــنــــدات» مختلفة وحـسـابـاتـهـا لـلـسـنـوات الخمس املقبلة من الوالية الثانية للرئيسني سعيّد وعبد املجيد تبّون. ASHARQ AL-AWSAT متغيرات في العالقات مع ليبيا والجزائر وملفَي اإلرهاب والهجرة مهاجرون عبر الصحراء الكبرى باتجاه أوروبا عبر ليبيا وتونس (رويترز)

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==