issue16790

12 حــصــاد األســبـوع ANALYSIS Issue 16790 - العدد Saturday - 2024/11/16 السبت بوتسوانا... «ماسة أفريقيا» الباحثة عن استعادة بريقها خطفت بـوتـسـوانـا (بـتـشـوانـاالنـد سـابـقـا) أنــظــار الـعـالـم منذ أشهر باكتشاف ثاني أكبر ماسة في العالم، بيد أن أنظار املراقبني تخاطفت اإلعجاب مبكرًا بتلك الدولة األفريقية الحبيسة، بفضل نـمـوذجـهـا الـديـمـقـراطـي الـــنـــادر فــي قــارتــهــا، وأدائـــهـــا االقـتـصـادي الصاعد. قد يكون هذا اإلعجاب سجل خفوتا في مؤشراته، خصوصا مع موجة ركود وبطالة اجتاحت البالد منذ سنوات قليلة، إال أنه يبحث عن استعادة البريق مع رئيس جديد منتخب ديمقراطيا. على عكس الكثير من دول «القارة السمراء»، لم تودّع بوتسوانا بـمـتـوالـيـة ديـكـتـاتـوريـات وانـقـ بـات 1966 حقبة االسـتـعـمـار عـــام عسكرية، بل اختارت صندوق االقتراع ليفرز برملانا تختار أغلبيته الرئيس. وأظهر أربعة من زعماء بوتسوانا التزاما نادرًا بالتنحي عن السلطة بمجرد استكمال مدّد واليتهم املنصوص عليها دستوريا، بدءًا من كيتوميلي ماسيري، الذي خلف «السير» سيريتسي خاما عند وفاته في منصبه بصفته أول رئيس لبوتسوانا. وهذا التقليد الـذي يصفه «مركز أفريقيا للدراسات االستراتيجية» بأنه «مثير لإلعجاب»، جنت بوتسوانا ثماره أخيرًا بانتقال سلمي للسلطة إلى الحقوقي واملحامي اليساري املعارض دوما بوكو. انـتـصـار بـوكـو جــاء بعد معركة شـرسـة مـع الـرئـيـس السابق موكغويتسي ماسيسي ومن خلفه الحزب الديمقراطي... الذي حكم البالد ملدة قاربت ستة عقود. ويبدو أن تجربة تأسيس الحزب الديمقراطي من زعماء قبائل ونُــخَــب أوروبـيـة كانت العالمة األهــم فـي رسـم املـسـار الديمقراطي لبوتسوانا، عبر ما يعرف بـ«اإلدماج الناعم» لهؤالء الزعماء القبليني في بنية الدولة. لكن املفارقة كانت «الدور اإليجابي لالستعمار في هــذا الــشــأن»، وفــق كــ م كايلو موليفي مُستشار الديمقراطية في مكتب رئيس بوتسوانا السابق لإلذاعة السويسرية. وتكمن كلمة الـسـر هنا فـي «كـغـوتـ »، فبحسب موليفي، اخـتـار البريطانيون الحُكم غير املُباشر، عبر تَرك السلطة للقادة القبليني لتسيير شؤون شعبهم، من دون التدخل بهياكل الحكم التقليدية القائمة. نـــظـــام «كـــغـــوتـــ » يـــقـــوم عـــلـــى «مـــجـــلـــس اجـــتـــمـــاعـــي»، ويــحــق بموجبه لكل فرد التعبير عن نفسه، بينما يناط إلى زعيم القبيلة مسؤولية التوصل إلى القرارات املُجتمعية بتوافق اآلراء. ووفق هذا التقدير، قاد التحالف البالد إلى استقرار سياسي، مع أنه تعيش في املائة 80 قبائل أكبرها «التسوانا» - التي تشكل 4 في بوتسوانا من السكان وهـي التي أعطت البالد اسمها -، بجانب «الكاالنغا» و«الباسار» و«الهرو». وإلـــى جـانـب البنية الديمقراطية ودور القبيلة، كــان للنشأة الحديثة للجيش البوتسواني في حضن الديمقراطية دور مؤثر في قطع الطريق أمـام شهوة السلطة ورغباتها االنقالبية، بفضل وإفالته من صراعات مع الجيران في جنوب 1977 تأسيسه في عام أفريقيا وزيمبابوي وناميبيا. على الصعيد االقتصادي، كان االستعمار البريطاني سخيا – على نحو غير مقصود – مع بوتسوانا في تجربة الحكم، إال أنه سـابـع أفـقـر دولـــة بناتج محلي ضئيل وبنية تحتية 1966 تركها متهالكة، أو قل شبه معدومة في بعض القطاعات. مـع هــذا، انعكس التأسيس الديمقراطي، وفـق محللني، على تجربة رئيسها األول «الـسـيـر» سيريتسي خـامـا؛ إذ مضى عكس اتجاه الرياح األفريقية، منتهجا نظام «رأسمالية الدولة»، واقتصاد السوق، إلى جانب حرب شنَّها ضد الفساد اإلداري. عـلـى صـعـيـد مـــــوازٍ، أنـعـشـت الـتـجـربـة الـبـوتـسـوانـيـة تصدير اللحوم، كما عزّز اكتشاف احتياطيات مهمة من املعادن - ال سيما النحاس واملـاس - االقتصاد البوتسواني؛ إذ تحتضن بلدة أورابا أكبر منجم للماس في العالم. ثم إنه، خالل العقدين األخيرين، جنت بوتسوانا - التي تغطي في املائة من أرضها - ثمار سياسات اقتصادية 70 صحرء كاالهاري 16 واعدة؛ إذ قفز متوسط الدخل السنوي للمواطن البوتسواني إلى 19.3 دوالرًا، بإجمالي ناتج محلي بلغ 20 ألف دوالر أميركي مقابل مليار دوالر، وفق أرقـام البنك الدولي. كذلك حـازت مراكز متقدمة في محاربة الفساد بشهادة «منظمة الشفافية العاملية». ومـع أن الرئيس البوتسواني املنتخب تسلم مهام منصبه هذا األسبوع في ظل مستويات بطالة مرتفعة، وانكماش النشاط االقتصادي املدفوع بانخفاض الطلب الخارجي على املاس، إال أن رهان املتابعني يبقى قائما على استعادة املاسة البوتسوانية بريقها. مليون نسمة 2.6 تكابد بوتسوانا التي يبلغ عدد سكانها % فضال 27.6 مستويات عالية جدا من البطالة نسبتها % 38 عن معدالت فقر تقترب نسبتها من إلـــى جـانـب «الـعـنـاد فــي سـاحـة الـقـتـال» والــتــواضــع املُــقـتـرن بالثقة فـي النفس، يـبـدو أن رهـــان االنـتـصـار للفقراء والطبقات الــدنــيــا هـــو املـــحـــرّك الــرئــيــســي فـــي املــــســــارات املــتــوقــعــة لـلـرئـيـس الـبـوتـسـوانـي الـجـديـد دومـــا بـوكـو. وبـالـفـعـل، لـم يبالغ الرئيس املـنـتـخـب فـــي أول تـصـريـحـاتـه لــوســائــل اإلعـــــ م عـنـدمـا خـاطـب شعبه قائالً: «أتعهد بأنني سأبذل قصارى جهدي وعندما أفشل وأخطئ، سأتطلع إليكم للحصول على التوجيه». هـــذه الـكـلـمـات قـوبـلـت بـاهـتـمـام واســـع مــن جـانـب مـراقـبـ ، سنة) اليمني الدستورية أمام حشد من آالف 54( بعد أداء بوكو من األشـخـاص في االسـتـاد الوطني بالعاصمة خابوروني، في مراسم حضرها قادة مدغشقر، وناميبيا، وزامبيا وزيمبابوي، وبدأت معها التساؤالت عن مستقبل بوتسوانا. من هو دوما بوكو؟ ، فـــي قــريــة مــاهــاالبــي 1969 وُلـــــد دومـــــا جـــديـــون بـوكــو عــــام كلم عن العاصمة خابوروني، وترعرع 200 الصغيرة التي تبعد وسـط أسـرة متواضعة، لكن الالفت أنـه كـان «يتمتع بثقة عالية في النفس واحترام أهله وذويـه في طفولته وصباه»، وفق كالم ألقاربه لوسائل إعالم محلية. وهذه الصفات اإليجابية املبكرة، اقـتـرنـت لـــدى الـرئـيـس الـجـديـد بـــ«إيــمــان عميق بـالـعـدالـة»، وفـق عـمـتـه، وربــمــا أكسبته هـــذه الـصـفـات ثـقـة زمـــ ء الـــدراســـة الـذيـن انتخبوه رئيسا التحاد الطالب في املدرسة الثانوية. أكــاديــمــيــا، درس بــوكــو الـــقـــانـــون فـــي جــامــعــة بــوتــســوانــا، لكنه - بعكس أقـرانـه اليساريني في العالم - كـان منفتحا على إكمال دراسته القانونية في الواليات املتحدة، وبالذات في كلية الحقوق بجامعة هارفارد العريقة، حيث تشربت ميوله اليسارية بـ«أفكار ديمقراطية» انعكست على مستقبله السياسي. أما عن املشوار املهني، فقد ذاع صيت بوكو بوصفه أحد أملع محامني بوتسوانا. مشوار التغيير نـقـطـة الـتـحــول فــي رحــلــة الـرئـيــس الـجـديـد بـاتـجـاه القصر الرئاسي، بدأت بتوليه زعامة حزب «جبهة بوتسوانا الوطنية» .2010 عام يـومـذاك، كانت «الجبهة» تتمسك بأفكار شيوعية تالشت مع أفـول شمس اإلمبراطورية السوفياتية، إال أن بوكو بحنكته وواقعيته، مال بها نحو اشتراكية «يسار الوسط». ولم يتوقف طـمــوح بـوكــو عـنـد هـــذه الـنـقـطـة، بــل خـطـا خـطـوة غـيـر مسبوقة ، وهو 2012 بتشكيله ائتالف «مظلة التغيير الديمقراطي» عـام تحالف من األحزاب املعارضة للحكومة بينها «الجبهة». وأطلق بـهـذا االئــتــ ف عمليا «شـــــرارة» التغيير بـعـد إحــبــاط طـويـل من هزائم املعارضة أمام الحزب الديمقراطي البوتسواني، املحافظ،، .1966 الذي حكم البالد منذ استقاللها عن بريطانيا عام سـنـة، لعب املحامي الـيـسـاري الديمقراطي بوكو 12 طـــوال دورًا حاسما في قيادة االئتالف، ولم ييأس أو يستسلم أو يقدم تنازالت على الرغم من الهزائم التي لحقت باالئتالف. وفي غمار حملة الدعاية بانتخابات الرئاسة البوتسوانية األخـيـرة، كـان املحللون ووسـائـل اإلعـــ م منشغلني بانعكاسات خـــ ف قـديـم بــ الـرئـيـس (الــســابــق) ماسيسي وسـلـفـه الرئيس األســــبــــق إيــــــان خــــامــــا، فــــي حــــ ركّــــــز بـــوكـــو طــــــوال حــمــلــتــه عـلـى اسـتـقـطـاب شــرائــح مــن الـطـبـقـات الــدُّنــيــا فــي بـلـد يـفـتـرسـه الفقر والبطالة، وشدّدت تعهدات حملته االنتخابية عن دفاع قوي عن الطبقات االقتصادية الدنيا في املجتمع وتعاطف بالغ معها. ووفق كالم الصحافي إنوسنت سيالتلهوا لـ«هيئة اإلذاعة البريطانية» (بي بي سي) كان بوكو «يناشد أنصاره االقتراب من الناس واالستماع إلى شكاواهم». وبجانب أن أسلوب الرئيس الجديد - الذي استبعد الترشح لعضوية البرملان) - كان «جذابا وودودًا دائما» مع الفقراء وطبقات الشباب، حسب سيالتلهوا، فـإن عامال آخـر رجَّــح كفّته وأوصـلـه إلـى سـدة السلطة هو عودة الـرئـيـس األســبــق خـامـا إلـــى بـوتـسـوانـا خـــ ل سبتمبر (أيــلــول) املاضي من منفاه في جنوب أفريقيا، ليقود حملة إزاحة غريمه ماسيسي عبر صناديق االقتراع. انتصار مفاجئ مـــع انــقــشــاع غـــبـــار الــحــمــ ت االنــتــخــابــيــة، لـــم يــتــوقــع أكـثـر املتفائلني فوز ائتالف بوكو اليساري «مظلة التغيير الديمقراطي» 36 بـالـغـالـبـيـة املـطـلـقـة فـــي صــنــاديــق االقــــتــــراع، وحــصــولــه عـلـى أكتوبر (تشرين األول) املاضي، 30 مقعدًا برملانا في انتخابات مقارنة بأربعة مقاعد فقط للحزب الديمقراطي. وبالتالي، وفق دســـتـــور بــوتــســوانــا، يـحـق لـلـحـزب الــــذي يـسـيـطـر عـلـى الـبـرملـان أحزاب 6 اختيار الرئيس وتشكيل حكومة جديدة. ولقد خاضت االنتخابات، وتقدم أربعة منها بمرشحني لرئاسة الجمهورية، فــي حــ سـعـى ماسيسي إلعــــادة انـتـخـابـه لــواليــة ثـانـيـة رئيسا للدولة. وبـقـدر مـا كانت هـذه الهزيمة صـادمـة للحزب الديمقراطي والرئيس السابق ماسيسي - الــذي ســارع باالعتراف بالهزيمة في حفل التنصيب - فإنها فاجأت أيضا بوكو نفسه، الذي اعترف بأنه فوجئ باألرقام. تعزيز العدالة االجتماعية لـــعـــل بــــ «أســـــــــــرار» نــــجــــاح بــــوكــــو، الــــتــــي رصــــدهــــا ديــفــيــد سيبودوبودو، املحلل السياسي واألستاذ في جامعة بوتسوانا، «بـــــــروزه زعــيــمــا حــريــصــة عــلــى تــعــزيــز الـــعـــدالـــة االجــتــمــاعــيــة». وفــــي مـــســـار مــــــواز رفـــعـــت أســهــمــه خــبــرتــه الــحــقــوقــيــة وخــاصــة حقوق قبيلة الباساروا (الـسـان)، وهـم السكان األصليون في بـوتـسـوانـا، وفــق مـوقـع «أول أفـريـكـا». هــذا األســبــوع، دخلت وعود الرئيس الجديد محك التجربة في مواجهة مرحلة بلد يعاني مرحلة «شكوك اقتصادية»؛ إذ تكابد بوتسوانا التي مليون نسمة، مستويات عالية جدًا 2.6 يبلغ عدد سكانها في املائة، فضال عن معدالت فقر 27.6 من البطالة تبلغ فـي املــائــة، وفــق أرقـــام رسمية 38 تقترب نسبتها مـن واستطالعات رأي. وخلص استطالع حديث أجرته مــؤســســة «أفـــروبـــارومـــيـــتـــر» إلــــى أن الــبــطــالــة هي مصدر القلق «األكـثـر إلحاحا» للمواطنني مقارنة بالقضايا األخرى. األرقام السابقة تصطدم بوعود أعلنها بوكو برفع الراتب األساسي وعالوات الطالب ومعاشات الـشـيـخـوخـة، واالهــتــمــام بـشـريـحـة الــشــبــاب، علما فـي املـائـة مـن سـكـان الـبـ د دون سن 70 بــأن نحو سنة. ويتمثل التحدي األكبر بتعهد الرئيس 35 الــ فـي 90 بــــ«تـــنـــويـــع االقــــتــــصــــاد» الــــــذي يــعــتــمــد فــــي املــائــة مــن صـــادراتـــه عـلـى املــــاس. لــــذا؛ قـــال الـبـاحـث سيبودوبودو ملوقع «أول أفريكا» شارحا: «حكومة بوكو في حاجة إلى تحويل االقتصاد بحيث يخلق فرص العمل، وهذا أمر صعب في خضم ركود سوق املاس، أكبر مصدر للدخل في البالد». في املقابل، يرى املحلل السياسي ليسولي ماتشاشا أن الرئيس بوكو «شغوف باملعرفة والتعليم، ولديه دائما فهم جيد للشؤون والقضايا الداخلية الجارية في بوتسوانا... وكذلك فهو جاد في إصالح البالد». ... الدافع الحقوقي وفي مـوازاة الهاجس االقتصادي، يبدو أن الدافع الحقوقي سيشكل عـنـصـرًا مهما فــي أجــنــدة بـوكـو الـرئـاسـيـة؛ إذ عـبـر في مقابلة مع «بي بي سي» عن عزمه منح إقامة مؤقَّتة وتصاريح عمل آلالف املهاجرين الذين وصلوا خالل السنوات األخيرة بشكل غير نظامي إلى البالد من الجارة زيمبابوي. وفي معرض تبريره هذا القرار، أوضـح بوكو: «إن املهاجرين يأتون من دون وثائق؛ ولذا فإن حصولهم على الخدمات محدود، وما يفعلونه بعد ذلك هو العيش خارج القانون وارتكاب الجرائم». ثم تابع مستدركا: «ما يجب علينا فعله هو تسوية أوضاعهم». ترويض مديرية االستخبارات لكن، ربما تكون املهمة األصعب للرئيس الجديد هي ترويض «مــديــريــة االســتــخــبــارات واألمـــــن»، الــتــي يـــرى الـبـعـض أنــهــا تتعامل وكأنها «فوق القانون أو هي قانون في حد ذاتها». وهـــنـــا يــشــيــر الـــبـــاحـــث ســـيـــبـــودوبـــودو إلــــى تـــقـــاريـــر تــفــيــد بــأن االسـتـخـبـارات عـرقـلـت التحقيقات الـتـي تجريها «مـديـريـة مكافحة الفساد والـجـرائـم االقـتـصـاديـة» فـي قضايا فـسـاد، تتمثل فـي تربّح بعض أقــارب الرئيس السابق من املناقصات الحكومية، وأنباء عن انـخـراط الجهاز االستخباراتي فـي أدوار خـــارج نـطـاق صالحياته، وتضارب عمله مع الشرطة ومديرية الفساد. «وبناء على ذلك قد تبدو مهمة بوكو صعبة في إعادة ترتيب مؤسسات الدولية السيادية، علما بـأن (مديرية االستخبارات واألمـــن) كانت مركز تناحر بني الرئيس السابق وسلفه إيان خاما، كما أن املؤسسات التي كان من املفترض أن توفر املساءلة، مثل (مديرية مكافحة الفساد) والسلطة القضائية، جرى إضعافها أو تعريضها للخطر في ظل صمت الرئيس السابق». أخــيــرًا، مــن غـيـر املستبعد أن يـفـرض ســـؤال مـحـاكـمـات النظام السابق نفسه على أجندة أولـويـات الرئيس الجديد، وفـق متابعني جـــيـــدي االطـــــــ ع، مـــع الـــرئـــيـــس الـــســـابـــق الـــــذي لـــم يـــتـــردد فـــي اإلقـــــرار بهزيمته. بــل، وأعــلــن، أثـنـاء تسليم السلطة، مـجـددًا أن على حزبه «التعلم اآلن كيف يكون أقلية معارضة». حقوقي يساري أزاح الحزب الحاكم بعد عقود في السلطة ال يختلف متابعو ملفات انتقال السلطة في أفريقيا، على أن العناد مفتاح سحري لشخصية املحامي والحقوقي اليساري سنة)، الذي أصبح رئيسًا 54( دوما بوكو لبوتسوانا، إثر فوزه في االنتخابات الرئاسية بنهاية أكتوبر (تشرين األول) املاضي. «عناد» الرئيس الجديد قاده، وعلى نحو مذهل، إلزاحة خصمه الرئيس السابق موكغويتسي ماسيسي ومن خلفه حزب قوي هيمن على السلطة قرابة عقود مرّت على استقالل بوتسوانا. 6 ويبدو أن وعورة طريق بوكو إلى االنتصار لن تحجب حقيقة أن وديعة الفقر والفساد والبطالة و«تمرّد االستخبارات»، التي خلفها سلفه ماسيسي، ستكون أخطر األلغام التي تعترض مهمة بوكو، الذي دشّن مع بالده تداوال غير مسبوق للسلطة، في بلد حبيسة جغرافيًا، اقترن فيها الفقر مع إنتاج املاس. القاهرة: «الشرق األوسط» ASHARQ AL-AWSAT دوما بوكو... رئيس بوتسوانا «العنيد» يواجه تحديات «البطالة والتمرد» القاهرة: «الشرق األوسط» ماس بوتسوانا (غيتي) ماسيسي (رويترز)

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==