issue16790

11 حــصــاد األســبـوع ANALYSIS قالوا ASHARQ AL-AWSAT Issue 16790 - العدد Saturday - 2024/11/16 السبت هواجس متفاوتة لدول «حوض المحيطين الهندي والهادئ» إزاء عودة ترمب تـوقَّــع املحللون السياسيون منذ فترة أن تــكــون مـنـطـقـة حـــوض املـحـيـطـن الـهـنـدي والــــهــــادئ فـــي طـلـيـعـة اهـــتـــمـــامـــات الـسـيـاسـة الـــخـــارجـــيـــة عـــنـــد إدارة الـــرئـــيـــس األمـــيـــركـــي الــســابــق الــعــائــد دونـــالـــد تـــرمـــب. ومــعــلــوم أن استراتيجية تـرمـب فـي فـتـرة واليـتـه األولـــى، إزاء حوض املحيطي الهندي والهادئ شددت على حماية املصالح األميركية فـي الـداخـل. واملــتــوقــع أن يـظـل هـــذا األمــــر قـائـمـا، ويـرجـح أن يــــؤثّــــر عـــلـــى نـــهـــج ســـيـــاســـتـــه الـــخـــارجـــيـــة تجاه املنطقة مع التركيز على دفـع االزدهــار األمــيــركــي، والــحــفــاظ عـلـى الــســام مــن خـال القوة، وتعزيز نفوذ الواليات املتحدة. مـــنـــطـــقـــة حــــــــوض املــــحــــيــــطــــن الــــهــــنــــدي 65 والـــــهـــــادئ الـــتـــي يــقــطــن كـــيـــانـــاتـــهـــا نـــحـــو فـــي املـــائـــة مـــن ســـكـــان الـــعـــالـــم، تــشــكــل راهــنــا نـقـطـة مــحــوريــة لـاسـتـراتـيـجـيـة والـــتـــوتـــرات الجيوسياسية، فهي موطن لثلثة من أكبر االقـــتـــصـــادات عــلــى مــســتــوى الــعــالــم (الــصــن والــهــنــد والـــيـــابـــان) ولـسـبـع مـــن أكــبــر الــقــوات العسكرية في العالم. ويضاف إلـى ذلـك أنها في املائة 62 منطقة اقتصادية رئيسية تمثل من الناتج املحلي اإلجمالي العاملي وتسهم في املائة من تجارة السلع العاملية. 46 بنسبة محاور 3 ويــرجّــح فيفيك مـيـشـرا، خبير السياسة األميركية في «مؤسسة أوبزرفر لألبحاث»، أنه «في والية ترمب الثانية، ستوجّه استراتيجية واشنطن لهذه املنطقة عبر التركيز على ثلثة مــــحــــاور تــعــمــل عـــلـــى ربـــــط املــــجــــاالت الـــقـــاريـــة والــبــحــريــة فـــي حـــيّـــزهـــا. وســـتـــكـــون الــعــاقــات األمــيــركــيــة - الـصـيـنـيـة فـــي نـقـطـة مـــركـــز هــذه املقاربة، مع توقع أن تعمل التوترات التجارية على دفع الديناميكيات الثنائية... إذ ال يزال مــــوقــــف تــــرمــــب مــــن الــــصــــن حـــــازمـــــا، ويـــهـــدف إلــــى مــــوازنــــة نـــفـــوذهـــا املــتــنــامــي فـــي املـجـالـن االقتصادي واألمني على حد سواء». إضـــافـــة إلــــى مـــا ســـبـــق، يــــرى مــيــشــرا أن «لـــــدى ســيــاســة تـــرمـــب فـــي حــــوض املـحـيـطـن الـهـنـدي والــهــادئ تـوقـعـات كبيرة مـن حلفاء أمـيـركـا الـرئـيـسـيـن وشـركـائـهـا فــي املنطقة، بما فـي ذلــك اضـطـاع الهند بــدور أنشط في املحيط الـهـنـدي مـع الـتـزامـات عسكرية أكبر من الحلفاء مثل اليابان وأستراليا». ويرجّح الـخـبـيـر الــهــنــدي، كـــذلـــك، «أن تـتـضـمـن رؤيـــة تــرمــب لــحــوض املـحـيـطـن الــهــنــدي والـــهـــادئ الــجــهــود الـرامـيـة إلــــى إرســـــاء االســـتـــقـــرار في الـــشـــرق األوســــــط، ال سـيـمـا مـــن خــــال تـعـزيـز الــــتــــجــــارة واالتـــــصـــــال مــــع املـــنـــطـــقـــة، لـتـعـزيـز ارتباطها باملجال البحري لحوض املحيطي الهندي والهادئ». الحالة الهندية هـنـاك الكثير مــن األســبــاب الـتـي تسعد حكومة نـاريـنـدرا مـــودي اليمينية فـي الهند بـــفـــوز تـــرمـــب. إذ تــقــف الــهــنــد الـــيـــوم شـريـكـا حــــيــــويــــا واســــتــــثــــنــــائــــيــــا بــــشــــكــــل خــــــــاص فــي االستراتيجيتي اإلقليمية والدولية للرئيس األميركي العائد. وعلى الصعيد الشخصي، سلَّط ترمب إبــان حملته االنتخابية الضوء على علقته القوية بـمـودي، الـذي هنأه على الفور بفوزه في االنتخابات. وهنا يقول السفير الهندي السابق آرون كومار: «مع تأمي ترمب واليـة ثانية، تؤشر عـاقـتـه الـوثـيـقـة بـرئـيـس الـــــوزراء مـــودي إلـى مرحلة جديدة للعلقات الهندية - األميركية. ومــــع فــــوز مـــــودي الـــتـــاريـــخـــي بـــواليـــة ثــالــثــة، ووعــد ترمب بتعزيز العلقات بي واشنطن ونـيـودلـهـي يُــرتـقـب تـكـثّــف الـشـراكـة بينهما. وبــالــفــعــل، يــتــفّــق مــوقــف تــرمــب املــتــشــدد من بكي مع األهـــداف االستراتيجية لنيودلهي؛ ولذا يُرجح أن يزيد الضغط على بكي وسط تراجع التصعيد على الحدود. ويضاف إلى ذلـك، أن تدقيق ترمب في تصرفات باكستان بشأن اإلرهاب قد يوسّع النفوذ االستراتيجي الهندي في كشمير». كـومـار يتوقع أيـضـا «نـمـو الـتـعـاون في مـــجـــال الــــدفــــاع، ال ســيــمــا فـــي أعـــقـــاب صفقة الطائرات املسيَّرة الضخمة التي بـدأت خلل واليـــة تـرمـب األولـــى. ومــع األهـــداف املشتركة ضـد العناصر املـتـطـرّفـة فـي كـنـدا والــواليــات املتحدة، يمهّد تحالف مودي - ترمب املتجدّد الــــطــــريــــق لـــلـــتـــقـــدم االقـــــتـــــصـــــادي والــــدفــــاعــــي والــــدبــــلــــومــــاســــي... إذا مــنــحــت إدارة تــرمــب األولـــويـــة لـلـتـعـاون الــدفــاعــي والـتـكـنـولـوجـي والفضائي مع الهند، وهي قطاعات أساسية تحتل مركزها في الطموحات االستراتيجية لكل البلدين». ومـا يُذكر أن ترمب أعـرب عن نيته البناء على تاريخه السابق مـع الهند، املتضمن بناء علقات تجارية، وفتح املزيد من التكنولوجيا للشركات الهندية، وإتاحة املزيد من املعدات العسكرية األميركية لقوات الــدفــاع الـهـنـديـة. وبـصـفـة خــاصــة، قــد تتأكد الـــعـــاقـــات الـــدفـــاعـــيـــة بـــن الــهــنــد والــــواليــــات املتحدة، في ظل قدر أعظم من العمل البيني املتبادل ودعم سلسلة اإلمداد الدفاعية. السياسة إزاء الصين أمـــا بالنسبة لـلـصـن، فيتوقع كثيرون استنساخ ترمب سياساته املتشددة السابقة، ويرى البعض أنه خلل واليته الثانية يمتلك القدرة على قيادة مسار احتواء أوسـع تجاه بكي. بدايةً، كما نتذكر، حمّل ترمب الحكومة ،»19 - الصينية مـسـؤولـيـة جـائـحـة «كـوفـيـد الـتـي قتلت أكـثـر مـن مليون أمـيـركـي ودفعت االقتصاد األميركي إلى ركود عميق. وسواء عـبـر اإلجـــــراءات الـتـجـاريـة، أو الـعـقـوبـات، أو املـطـالـبـة بـالـتـعـويـضـات، سـيـسـعـى الـرئـيـس األمـيـركـي الـعـائـد إلــى «مـحـاسـبـة» بكي على «األضـــــــرار» املـــاديـــة الــتــي ألـحـقـتـهـا الـجـائـحـة 18 بـــالـــواليـــات املــتــحــدة والـــتـــي تـــقـــدَّر بـنـحـو تريليون دوالر أميركي. ووفقا للمحلل األمني الهندي سوشانت ســـاريـــن، فـــإن دبـلـومـاسـيـة «الـــذئـــب املــحــارب» الـــصـــيـــنـــيـــة، ودعــــــم بـــكـــن حـــــرب مـــوســـكـــو فـي أوكـــرانـــيـــا، والــقــضــايــا املـــتـــزايـــدة ذات الـصـلـة بالتجارة والتكنولوجيا وسلسل التوريد، تــشــكــل مـــصـــدر قـــلـــق كـــبـــيـــرًا لــحــكــومــة تــرمــب الــجــديــدة. ومـــن ثـــم، سـتـركـز مـقـاربـة الرئيس األمـــــيـــــركـــــي تــــجــــاه الــــصــــن عــــلــــى الـــجـــانـــبـــن االقتصادي واألمني، مع التأكيد على حاجة الـــواليـــات املـتـحـدة إلـــى الـحـفـاظ عـلـى قدرتها التنافسية في مجال التكنولوجيات الناشئة. التجارة واالقتصاد أمــــــا الـــخـــبـــيـــر االقــــتــــصــــادي ســـيـــدهـــارت بــانــدي، فـيـرى أنـــه «يـمـكـن الــقــول إن الـتـجـارة هـي القضية األكـثـر أهمية فـي جـــدول أعمال الـــســـيـــاســـة األمـــيـــركـــيـــة تـــجـــاه الـــــصـــــن... وقـــد تــتــصــاعــد الــــحــــرب الـــتـــجـــاريـــة بــــن الــــواليــــات املتحدة والصي في ظل حكم ترمب». وحـــقـــا، فـــي الـتـقـيـيـم الـصـيـنـي الــحــالــي، يتوقع أن تشهد واليــة ترمب الثانية تشددًا أميركيا أكبر حيال بشأن العلقات التجارية واالقتصادية الثنائية؛ ما يؤدي إلى مزيد من الـتـنـافـر بــن االقـتـصـاديـن. ولـلـعـلـم، فــي وقـت سـابـق مـن الـعـام الـحـالـي، وعــد خـطـاب ترمب في 60 االنتخابي بتعرفات جمركية بنسبة املـائـة أو أعـلـى على جميع السلع الصينية، في املائة 10 وتعرفات جمركية شاملة بنسبة على السلع من جميع نقاط املنشأ. ومـن ثم، يــرجّــح أيـضـا أن تشجع هـــذه االستراتيجية الـــشـــركـــات األمـــيـــركـــيـــة عـــلـــى تـــنـــويـــع ســاســل التوريد الخاصة بها بعيدًا عن الصي؛ ما قد يؤدي إلى تسريع الشراكات مع دول أخرى في منطقة املحيطي الهندي والهادئ». مـا يستحق اإلشــــارة هنا أن تـرمـب كان قـــد شـــن حــربــا تــجــاريــة ضـــد الــصــن بــــدءًا من ، حي فرض رسوما جمركية تصل 2018 عام فـــي املـــائـــة عـلـى مـجـمـوعـة مـــن السلع 25 إلـــى 2016 الـصـيـنـيـة. وبـعـدمـا كــانــت الــصــن عـــام الشريك التجاري األول للواليات املتحدة، مع في املائة من الـــواردات األميركية 20 أكثر من فـــي املـــائـــة مـــن إجـــمـــالـــي الــتــجــارة 16 ونـــحـــو 2023 األميركية، فإنها تراجعت بحلول عـام فـــي املـــائـــة من 13.9 إلـــى املــرتــبــة الــثــالــثــة، مـــع في املائة من التجارة. 11.3 الواردات و وبــالــتــالــي، مــن شـــأن هـــذا الــتــحــوّل منح مـــصـــداقـــيـــة أكـــبـــر لـــتـــهـــديـــدات تـــرمـــب بــإلــغــاء الــــوضــــع الـــتـــجـــاري لـــلـــدولـــة «األكــــثــــر رعـــايـــة» املـــعـــطـــى لــلــصــن وفــــــرض تـــعـــرفـــات جـمـركـيـة واســــعــــة الـــنـــطـــاق. ومـــــع أن هـــــذه اإلجــــــــراءات سترتب تكاليف اقتصادية لألميركيي، فإن في املائة من األميركيي ينظرون إلى 80 نحو الصي نظرة سلبية. الشق العسكري مـن جهة ثانية، يتوقع أن يُنهي ترمب مـحـاوالت الـشـراكـة الثنائية السابقة، بينما يـعـمـل حـلـفـاء الـــواليـــات املـتـحـدة اآلسـيـويـون عــلــى تــعــزيــز قـــدراتـــهـــم الـعـسـكـريـة والــتــعــاون فيما بينهم. ومـــن شـــأن تحسي التحالفات والــشــراكــات اإلقـلـيـمـيـة، بـمـا فــي ذلـــك «ميثاق أسـتـرالـيـا وبـريـطـانـيـا والـــواليـــات املـتـحـدة»، وميثاق مجموعة «كواد» الرباعية (أستراليا والــــهــــنــــد والـــــيـــــابـــــان والـــــــواليـــــــات املــــتــــحــــدة)، وتـــحـــســـن الــــعــــاقــــات بــــن الــــيــــابــــان وكـــوريـــا الجنوبية بشكل كبير، والتعاون املتزايد بي اليابان والفلبي، تعزيز موقف ترمب في وجه بكي. شبه الجزيرة الكورية فيما يخص املـوضـوع الــكــوري، يتكهن البعض بـأن ترمب سيحاول إعــادة التباحث مع كوريا الشمالية بشأن برامجها لألسلحة النووية والـصـواريـخ الباليستية. وفـي حي سيكون إشراك بيونغ يانغ في هذه القضايا بل شك، حـذرًا وحصيفا، فمن غير املستبعد أن تجد إدارة تـرمـب الثانية تـكـرار التباحث أكثر تعقيدًا هذه املرة. الــصــحــافــي مــانــيــش تـشـيـبـر عـــلَّـــق على هذا األمـر قائل إن «إدارة ترمب األولـى كانت لــهــا مـــزايـــا عــنــدمــا اتــبــعــت الــضــغــط األقــصــى األولـي تجاه بيونغ يانغ، لكن هذا لن يتكرّر مــع إدارة تــرمــب الــقــادمــة، خـصـوصـا أنـــه في املـــاضـــي كــانــت روســـيـــا والـــصـــن متعاونتي فـــــي زيــــــــــادة الــــضــــغــــوط عــــلــــى نـــــظـــــام كــــوريــــا الـشـمـالـيـة». بــل، وضـعـف الـنـفـوذ التفاوضي لواشنطن في الوقت الذي قوي موقف كوريا الشمالية. ومنذ غزو روسيا ألوكرانيا وبعد لــقــاء الــرئــيــس الـــكـــوري الـشـمـالـي كـيـم جـونـغ أون بـــالـــرئـــيـــس الــــروســــي فـــاديـــمـــيـــر بــوتــن ، عـمّــقـت موسكو 2023 ) فــي سبتمبر (أيـــلـــول وبيونغ يانغ التعاون في مجاالت االقتصاد والعلوم والتكنولوجيا. مكاسب حربية لكوريا الشمالية أيــضــا، تشير الـتـقـديـرات إلـــى أن كـوريـا مـلـيـار 4.3 الــشــمــالــيــة كــســبــت عــلــى األرجــــــح دوالر مــــن شـــحـــنـــات املـــدفـــعـــيـــة إلـــــى روســـيـــا خـــال الــحــرب وحـــدهـــا، وقـــد تكسب أكـثـر من مليون دوالر شهريا مـن نشر قواتها في 21 روســـيـــا. وفــــي املـــقـــابـــل، تـسـتـفـيـد مـــن روســيــا فـي توفير األسلحة والـقـوات والتكنولوجيا ملساعدة برامج الصواريخ الكورية الشمالية. وتــبــعــا ملــســتــوى الـــدعـــم الـــــذي تـــرغـــب الـصـن وروســـيـــا فــي تـقـديـمـه لــكــوريــا الـشـمـالـيـة، قد تواجه إدارة ترمب القادمة بيونغ يانغ تحت ضـــغـــط دبـــلـــومـــاســـي واقــــتــــصــــادي مـتـنـاقـص وهـــي مـسـتـمـرة فــي تحسي بــرامــج األسلحة وتطويرها. أما عندما يتعلق األمر بكوريا الجنوبية، فيلحظ املحللون أن فصل جديدًا مضطربا قد يبدأ للتحالف األميركي - الكوري الجنوبي مع عودة دونالد ترمب إلى البيت األبيض. ويحذر املحللون من أن سياسة «جعل أميركا عظيمة مجددًا» التي ينتهجها الحزب الجمهوري قد تشكل مرة أخرى اختبارًا صعبا للتحالف بي سيول وواشنطن الـذي دام عقودًا من الزمان، مذكرين باالضطرابات التي شهدها أثناء فترة .2021 إلـى عـام 2017 واليـتـه السابقة مـن عـام فــفــي واليـــتـــه الـــســـابـــقـــة، طـــالـــب تـــرمـــب بـــزيـــادة كـبـيـرة فـــي املـسـاهـمـة املــالــيــة لـسـيـول فـــي دعـم الـقـوات األميركية فـي شبه الجزيرة الكورية. وأثـــنـــاء حـمـلـتـه االنـتـخـابـيـة الــحــالــيــة، وصـف كـــوريـــا الـجـنـوبـيـة بــأنــهــا «آلـــــة لــلــمــال» بينما يناقش مسألة تقاسم تكاليف الدفاع، وذكر أن موقفه بشأن القضية ال يزال ثابتا. وفي سياق متصل، قــال الصحافي الـكـوري الجنوبي لي هيو جـن فـي مقال نشرته صحيفة «كـوريـان تايمز» إنه «مع تركيز الواليات املتحدة حاليا على املـخـاوف الدولية الرئيسية كالحرب في أوكرانيا والـصـراع في الشرق األوســط، يشير بعض املحللي إلى أن أي تحوالت جذرية في السياسة تجاه شبه الجزيرة الكورية في ظل إدارة تــرمــب قــد تــؤجــل. لـكـن مــع ذلــــك؛ ونـظـرًا لـنـهـج تـــرمـــب الـــــذي غــالــبــا يـصـعـب الـتـنـبـؤ به تـجـاه السياسة الـخـارجـيـة، يمكن عكس هذه التوقعات». من لقاء الزعيمين الصيني شي جينبينغ والهندي ناريندرا مودي في مدينة قازان الروسية أخيرا (رويترز) يأتي فـوز دونـالـد ترمب في انتخابات الرئاسة األميركية وعودته نقطة تحوّل 2025 ) الوشيكة إلى البيت األبيض يوم يناير (كانون الثاني مهمة وسط اضطرابات غير عادية في النظام العاملي. وبديهي أن والية ترمب الثانية ال تشكّل أهمية كبرى في السياسة الداخلية األميركية فحسب، بـل ستؤثر إلــى حـد كبير أيـضـا على الجغرافيا السياسية واالقتصاد في آسيا. وفي حني يتوقع املحللون أن يركز الرئيس السابق - العائد في البداية على معالجة القضايا االقتصادية املحلية، فإن «إعادة ضبط» أجندة السياسة الخارجية إلدارتــه ستكون لها آثـار وتداعيات في آسيا ومعظم مناطق العالم، وباألخص في مجاالت التجارة والبنية التحتية واألمن. وبالنسبة لكثيرين في آسيا، يظل السؤال املطروح هنا هو... هل سيعتمد في واليته الجديدة إزاء كبرى قارات العالم، من حيث عدد السكان، تعامال مماثال لتعامله في واليته األولى... أم ال؟ في انتظار تسلمه الرئاسة األميركية بتفويض قوي نيودلهي: براكريتي غوبتا أميركا والهند... و«اتفاقية التجارة الحرة» فــي كــي فـيـجـايـاكـومـار، الـخـبـيـر االســتــثــمــاري الــهــنــدي، يـتـوقـع أن يـعـيـد الـرئـيـس > األمـيـركـي العائد دونـالـد تـرمـب النظر مـجـددًا بـشـأن املـفـاوضـات حــول «اتفاقية التجارة قبل أن يفقد السلطة، 2020 - 2019 الحرة»، وكانت قد عُرفت مفاوضات مكثفة في الفترة والتي لم يبد الرئيس السابق جو بايدن أي اهتمام باستكمالها. وعوضا عن الضغط على نيودلهي بشأن خفض انبعاثات الكربون، «من املرجح أن يشجع ترمب الهند على شراء النفط والغاز الطبيعي املسال األميركي، على غرار مذكرة ، والتي 2019 التفاهم الخاصة بمصنع النفط والغاز الطبيعي املسال في لويزيانا لعام مليار دوالر من االستثمارات من شركة (بترونيت إنديا) إلى الواليات 2.5 كانت ستجلب املتحدة، لكنها تأجلت لعام الحق». ثم يضيف: «بوجود شخصيات مؤثرة مثل إيلون ماسك، الذي يدعو إلى االبتكار في التكنولوجيا والطاقة النظيفة، ليكون له صوت مسموع في دائرة ترمب، فإن التعاون بي الواليات املتحدة والهند في مجال التكنولوجيا يمكن أن يشهد تقدما ملحوظا. ومن شأن هـذا التعاون دفـع عجلة التقدم في مجاالت مثل استكشاف الفضاء، واألمــن السيبراني، والـطـاقـة النظيفة؛ مـا يزيد مـن ترسيخ مكانة الهند باعتبارها ثقل مـوازنـا للصي في حوض املحيطي الهندي والهادئ». في املقابل، ال يتوقع معلقون آخرون أن يكون كل شيء على ما يرام؛ إذ تواجه الهند بعض التحديات املباشرة على األقل، بما في ذلك فرض رسوم جمركية أعلى وفرض قيود على التأشيرات، فضل عن احتمال املزيد من التقلبات في أسواق صرف العملت األجنبية. وثمة مخاوف أيضا بشأن ارتفاع معدالت التضخم في الواليات املتحدة في أعقاب موقفها املالي والتخفيضات األقل من جانب بنك االحتياطي الفيدرالي، وهو ما قد يخلف تأثيرًا غير مباشر على قرارات السياسة النقدية في بلدان أخرى بما في ذلك الهند. «إننا نستخدم اآلن كل الوسائل، وبينها الوسائل املؤسسية ووسائل التصويت على املستوى األوروبـــي، كـيـا يــمــرّر (اتـــفـــاق الــتــجــارة الـحـرة) مــــع تــكــتــل مـــيـــركـــوســـور (األمـــيـــركـــي الجنوبي) بشكله الحالي... ونعمل عــــلــــى إقـــــنـــــاع شــــركــــائــــنــــا الـــــذيـــــن قــد يترددون أحيانا». وزير االقتصاد الفرنسي أنطوان أرمان «فــــــي الـــســـيـــاســـة الــــخــــارجــــيــــة، لـيـس عــلــيــك الــــذهــــاب إلـــــى الـــبـــرملـــان االتــــحــــادي (البوندستاغ) مع كل قرار. األمر الجيد في أملانيا على أي حال هو أن لدينا خطوطا مشتركة طويلة بي األحزاب الديمقراطية (رغم فقدان الحكومة الغالبية البرملانية)... تـشـمـل أمـــن إســرائــيــل وأيـــضـــا الـــدفـــاع عن القانون اإلنساني الدولي». وزيرة الخارجية األلمانية أنالينا بيربوك «لـــن نــوقــف إطــــاق الــنــار ولـــن نخفّض الـوتـيـرة ولــن نسمح بــأي اتـفـاق ال يتضمّن تحقيق أهـــداف الـحـرب، ال سيّما منها حق إسرائيل في التصّرف منفردة ضد أي نشاط إرهـابـي... لقد وّجهنا ضربات قويّة لحزب الله وقضينا على (أمينه الـعـام) نصرالله، وهـــــــذا تـــحـــديـــدًا الــــوقــــت األنــــســــب ملـــواصـــلـــة ضرباتنا بكل قوانا كي نجني ثمار النصر». وزير الدفاع اإلسرائيلي يسرائيل كاتس «الطلب القوي على العمالة في البلدان املــضــيــفــة كــــان أحــــد املـــحـــرّكـــات الـرئـيـسـيـة لــلــهــجــرة طـــــوال الـــعـــامـــن املـــاضـــيـــن، وفــي كثير من دول منظمة التعاون والتنمية في امليدان االقتصادي التي تواجه نقصا كبيرًا في العمالة وتغيّرات ديموغرافية وشيكة، ساهمت زيــادة عـدد العمال املهاجرين في النمو االقتصادي املستدام». ستيفانو سكاربيتا، مدير التوظيف والعمل في منظمة التعاون االقتصادي والتنمية يتوقع كثيرون استنساخ ترمب سياساته المتشددة السابقة إزاء الصين

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==