10 NEWS ارتبط اسم كينيدي بعدد من الحوادث الغريبة مثل إلقاء دب نافق في حديقة «سنترال بارك» وقطع رأس حوت ASHARQ AL-AWSAT العالم على توقيت ترمب Issue 16790 - العدد Saturday - 2024/11/16 السبت « » اختار لوزارة الصحة مشككا في اللقاحات وصاحب نظريات مؤامرة حول الطب واألدوية ترمب يضيف كينيدي إلى تشكيلته الحكومية ويواصل إرباك واشنطن أعلن الرئيس األميركي املنتخب دونالد ترمب أنه سيُطلق يد روبرت كينيدي جونيور من أجل «التصرف بجموح في شأن الصحة»، مُـــرَشِّـــحـــا أحــــد أكـــبـــر املــشــكّــكــن فـــي الـلـقـاحـات لـقـيـادة وزارة الصحة والـخـدمـات اإلنسانية. كـمـا سـمـى حـاكـم نـــورث داكــوتــا دوغ بـورغـوم وزيرًا للداخلية. وبـذلـك، أضــاف ترمب إلــى إدارتـــه املقبلة شـــخـــصـــا ثــــالــــثــــا يـــــعـــــدّه كــــثــــيــــرون حــــتــــى بــن الجمهوريي مـن املثيرين للقلق. وعلى غـرار الــنــائــب الــســابــق مــــات غــايــتــس الــــذي اقـتـرحـه وزيـــرًا للعدل، ومـقـدم برنامج «فـوكـس نيوز» بيت هيغسيث وزيرًا للدفاع، وقع خيار ترمب على كينيدي بوصفه شخصا في حالة حرب مـــع وكــــــاالت الــصــحــة الـــعـــامـــة الـــتـــي سـيـشـرف عليها. لكن في أثناء حملته االنتخابية، حظي كــيــنــيــدي بـــدعـــم مـــن أشـــخـــاص مـــن كـــل أنــحــاء الـطـيـف الـسـيـاسـي األمــيــركــي الـــذيـــن شــاركــوه شـــكـــوكـــه فــــي صــــنــــاعــــات األدويــــــــــة واألغـــــذيـــــة، مشيدين بدعواته من أجل إزالة املواد املضافة على األطعمة. لكنه نشر معلومات كاذبة حول اللقاحات، بما في ذلك أنها تسبّب التوحّد، في نظرية تتناقض مـع توصية مـراكـز السيطرة على األمراض والوقاية منها. نظريات مؤامرة وتبنّى كينيدي نظريات تدعو إلـى عدم إضـــافـــة «الـــفـــلـــورايـــد» إلـــى املـــيـــاه لـلـحـمـايـة من تـسـوّس األسـنـان، وشــرب الحليب الـخـام على الرغم من تحذيرات «إدارة الغذاء والـدواء» من أن عدم بسترته محفوف باملخاطر، خصوصا مع تفشّي وبــاء إنفلونزا الطيور بي األبقار. وكـذلـك روّج لعقار «هـيـدروكـسـي كـلـوروكـن» الـــذي ألـغـت «إدارة الــغــذاء والــــدواء» ترخيصه »، بعدما 19- الـطـارئ بوصفه عالجا لــ«كـوفـيـد شخصا أنـه 821 وجـــدت دراســــة أُجــريــت عـلـى يفتقر إلى الفاعلية. باإلضافة إلى آرائه خارج التيار السائد حول الطب والصحة، ارتبط اسم كينيدي بعدد من األعمال الغريبة، مثل إلقاء دب نافق في حديقة «سنترال بارك» بضاحية مانهاتن النيويوركية، وقطع رأس حوت. وأفـــــــاد تــــرمــــب، فــــي بـــيـــان عـــلـــى مـنـصـتـه «تــروث سوشيال» للتواصل االجتماعي، بأن كينيدي الذي يؤمن بما يُعرف اليوم بـ«الطب الــبــديــل»، سيعيد وكــــاالت الـصـحـة فــي الـبـ د إلى «تقاليد البحث العلمي القياسي الذهبي، ومــــنــــارات الــشــفــافــيــة، إلنـــهـــاء وبـــــاء األمـــــراض املـزمـنـة، وجـعـل أمـيـركـا عظيمة وصحية مرة أخرى!». األميركيون «األصحاء» وتــعــهّــد كـيـنـيـدي الــــذي انــتــقــد مـــا ســمّــاه الــبــاب الـــــدوار بــن الـصـنـاعـة والـحـكـومـة، عبر وســــائــــل الــــتــــواصــــل االجــــتــــمــــاعــــي، «بــتــحــريــر الــــــوكــــــاالت مـــــن الـــســـحـــابـــة الـــخـــانـــقـــة لـقـبـضـة الـشـركـات حـتـى تتمكّن مــن متابعة مهمتها، لــجــعــل األمـــيـــركـــيـــن مـــــرة أخــــــرى أكـــثـــر الـــنـــاس أصحاء على وجه األرض». وإذا صادق مجلس الشيوخ على تعيينه فسيسيطر كينيدي بشكل تام على وزارة تضم قسما تشغيليا يدير 13 ألـف موظف، عبر 80 برنامج. وتنظّم وكاالتها الغذاء 100 أكثر من والـــــــدواء لــأمــيــركــيــن فـــي حـيـاتـهـم الـيـومـيـة، وتـقـرّر مـا إذا كــان برنامجا الـرعـايـة الصحية الــحــكــومــيــان املـــعـــروفـــان بــاســمــي «مـيـديـكـيـر» و«مـــــيـــــديـــــكـــــيـــــد» ســـــيـــــدفـــــعـــــان ثـــــمـــــن األدويـــــــــــة والــعــ جــات فــي املـسـتـشـفـيـات، ويـحـمـيـان من األمـراض املعدية، ويديران مليارات الـدوالرات من البحوث الطبية في أمراض، مثل: السرطان واأللزهايمر. ونـقـلـت صحيفة «نــيــويــورك تـايـمـز» عن املـديـر السابق بالنيابة ملـراكـز السيطرة على األمــــراض والــوقــايــة مـنـهـا، الـدكـتـور ريـتـشـارد بيسر، أن تعيي كينيدي وزيـــرًا للصحة «من شأنه أن يشكّل مخاطر ال تُــصـدّق على صحة األمة»، مذكّرًا بأن مواقفه أدت إلى تفاقم انعدام الثقة املتبقي بعد جائحة فيروس «كورونا». وعد أن كينيدي «جزء من املشكلة، وال يمكن أن يكون جزءًا من الحل». وقـــــــــال املــــــديــــــر املــــــشــــــارك ملـــــركـــــز تـــطـــويـــر الــلــقــاحــات فـــي مـسـتـشـفـى تــكــســاس لــأطــفــال، الـــدكـــتـــور بـيـتـر هــوتــيــز، الــــذي ألّــــف كــتــابــا عن ابنته املصابة بالتوحّد بعنوان: «اللقاحات لم تسبّب مرض التوحّد لدى راشيل»، إن كينيدي «أحد أبرز الناشطي املناهضي للقاحات في الواليات املتحدة والعالم»، مضيفا أنه تحدّث مع كينيدي مـرات عـدة في املاضي حـول آرائـه في شأن اللقاحات. كـــذلـــك، قـــالـــت الــرئــيــســة الــســابــقــة للجنة الــــصــــحــــة بـــمـــجـــلـــس الــــشــــيــــوخ الــــســــيــــنــــاتــــورة الديمقراطية باتي موراي، إن اختيار كينيدي «ال يــمــكــن أن يـــكـــون أكـــثـــر خــــطــــورة»، واصــفــة كـــيـــنـــيـــدي بـــــأنـــــه «مــــنــــاهــــض ســــيــــئ الـــســـمـــعـــة للتطعيم»، و«منظّر مؤامرة هامشي» ويمكن أن يضر بالصحة العامة بطرق ال حصر لها. وأفـــــــــــادت الــــســــيــــنــــاتــــورة الـــجـــمـــهـــوريـــة الـوسـطـيـة، ســـوزان كولينز، الـتـي قـد يكون تصويتها حاسما لتأكيد تعيي كينيدي: «أجــــــد بـــعـــض تـــصـــريـــحـــاتـــه مـــثـــيـــرة لـلـقـلـق، لكنني لم أقابله قط أو أجلس معه أو أسمعه يتحدّث مطوالً. لذلك، ال أريد الحكم مسبقا بناء على قصاصات الصحف التي قرأتها فقط». ومع ذلك، أضافت: «أعتقد أنه سيكون اختيارًا مفاجئا». فـي املقابل، هناك جمهوريون متقبّلون أو متحمّسون القـتـراح تـرمـب، وبينهم عضو لـجـنـة الـصـحـة بمجلس الــشــيــوخ الـسـيـنـاتـور 100« تومي توبرفيل الـذي أكـد أنـه سيصادق في املائة» على تعيي كينيدي. وفـي اآلونـــة األخـيـرة، غيّر كينيدي لغته مـــن الـــلـــقـــاحـــات إلــــى إنـــهـــاء مـــا يـسـمـيـه «وبــــاء األمـــــراض املـــزمـــنـــة»، وهـــو الـــهـــدف الــــذي يـقـول خبراء الصحة العامة إنه يستحق الثناء. وإذا وضـــع الـتـغـذيـة عـلـى رأس جـــدول أعـمـالـه فقد يـجـد قضية مشتركة مــع الـعـلـمـاء ومـسـؤولـي الصحة العامة. دوغ بورغوم وكذلك اختار ترمب حاكم نـورث داكوتا وزيـرًا للداخلية، وسيكون مسؤوال عن خطط اإلدارة الجديدة لفتح األراضي ومصادر املياه فــيــدرالــيــا مـــن أجــــل الــحــفــر الســـتـــخـــراج الـنـفـط والغاز. وأعـــلـــن تـــرمـــب خـــيـــاره خــــ ل حــفــل أُقــيــم لــــ«مـــعـــهـــد أمــــيــــركــــا أوال لـــلـــســـيـــاســـة»، وهـــو مؤسسة بحثية محافظة، في ناديه ماراالغو فــــي فــــلــــوريــــدا، بـــحـــضـــور بــــورغــــوم ومــانــحــن ونـاشـطـن مـحـافـظـن. وقـــال تــرمــب: «سنفعل أشـــيـــاء بــالــطــاقــة واألرض (...) ســيــكــون ذلــك مذهالً»، الفتا إلى أن بورغوم سيكون «رائعا» في الدور. وكـــــان بـــورغـــوم عـــلّـــق حـمـلـتـه الـرئـاسـيـة العام املاضي وأيّد ترمب بسرعة، وطوّر عالقة شخصية وسياسية قوية معه. وبعدما طلب الـرئـيـس املنتخب مــن املـسـؤولـن التنفيذيي في صناعة النفط املساعدة في توجيه مليار دوالر نحو حملته، تحدّث بورغوم على نطاق واسع مع مانحي النفط والرؤساء التنفيذيي، وســـاعـــد فـــي قـــيـــادة تـطـويـر الـحـمـلـة لسياسة الطاقة الخاصة بها. وفــــي حــمــلــة لــجــمــع الـــتـــبـــرعـــات فـــي بـالـم بيتش بفلوريدا في مايو (أيار) املاضي، أخبر بورغوم املانحي أن ترمب سيُوقف «هجوم» الرئيس املنتهية واليته جو بايدن على الوقود الذي 1 األحفوري. وقال: «ما هو الشيء الرقم يمكن للرئيس ترمب أن يفعله في اليوم األول؟ إنــــه وقــــف الــهــجــوم الـــعـــدائـــي عــلــى كـــل الـطـاقـة األميركية، وأعـنـي كـل شــيء (...) ســواء كانت الكهرباء أو النفط أو الغاز أو اإليثانول. هناك هجوم على الوقود السائل». ويُـــنـــظـــر إلـــــى بـــــورغـــــوم بــصــفــتــه يـتـمـتـع بـالـخـبـرة الـسـيـاسـيـة الـــ زمـــة ملـسـاعـدة ترمب على كشف سياسات املناخ الفيدرالية، ومنها إلغاء القواعد التي تمنع الحفر وحرق الوقود األحفوري وتصدير الغاز الطبيعي املسال. أسماء إضافية ويـــجـــري الـــتـــداول حـالـيـا فـــي أســمــاء؛ مــــثــــل: ســــكــــوت بــيــســنــت وزيــــــــرًا لـــلـــخـــزانـــة، وروبـــــــــــرت اليــــتــــهــــايــــزر قـــيـــصـــرًا لـــلـــتـــجـــارة مـــحـــتـــمـــ أو وزيــــــــر الــــخــــزانــــة بـــــديـــــ عـن بيسنت، وكـذلـك ورد اســم هـــوارد لوتنيك وزيـــرًا للخزانة، وليندا ماكماهون وزيــرة لـلـتـجـارة، وكـــاش بـاتـيـل مـرشـحـا محتمال ملناصب في األمن القومي. وحـتـى اآلن، اخــتــار تـرمـب تـرشـيـح كل مــن مــاركــو روبــيــو وزيــــرًا لـلـخـارجـيـة، ومــات غـــايـــتـــس وزيـــــــــرًا لــــلــــعــــدل، ومـــــقـــــدم الـــبـــرامـــج التلفزيونية بيت هيغسيث وزيـــرًا للدفاع، وحـــاكـــمـــة ســـــاوث داكــــوتــــا كــريــســتــي نــوويــم وزيـــــــرة لـــأمـــن الــــداخــــلــــي، واملــــديــــر الــســابــق لالستخبارات الوطنية جون راتكليف مديرًا لوكالة االستخبارات املركزية «سي آي إيه»، والـــنـــائـــبـــة الــديــمــقــراطــيــة الــســابــقــة تـولـسـي غــــابــــارد مــــديــــرة لـــ ســـتـــخـــبـــارات الــوطــنــيــة، بــاإلضــافــة إلـــى املـسـتـثـمـر الــعــقــاري ستيفن ويتكوف مبعوثا خاصا إلى الشرق األوسط، والــحــاكــم الــســابــق ألركــنــســو مــايــك هـاكـابـي سـفـيـرًا لـــدى إســرائــيــل، وويــلــيــام ماكغينلي مــســتــشــارًا لـلـبـيـت األبـــيـــض، والــنــائــبــة ألـيـز سـتـيـفـانـيـك مـــنـــدوبـــة أمــيــركــيــة دائـــمـــة لــدى األمــم املتحدة، والنائب السابق لـي زيلدين لقيادة وكالة حماية البيئة. وتشمل خيارات تـــرمـــب أيـــضـــا املـــلـــيـــارديـــريـــن إيــــلــــون مــاســك وفيفيك رامـاسـوامـي لقيادة «دائـــرة الكفاءة الحكومية» («دوج» اختصارًا). صورة من األرشيف لروبرت كينيدي جونيور يتحدّث أمام المرشح الرئاسي الجمهوري السابق دونالد ترمب في ميلووكي بويسكونسن (أ.ب) واشنطن: علي بردى تحذيرات من سعيه لتجاوز عملية المصادقة على مرشّحيه في «الشيوخ» تعيينات ترمب المثيرة للجدل تهيمن على إدارته الجديدة شهد أول أسبوع منذ فوز دونالد ترمب بـاالنـتـخـابـات الـرئـاسـيـة األمــيــركــيــة، سلسلة تـعـيـيـنـات مـنـهـا مـــا تــمــاشــى مـــع الــتــوقــعــات، ومنها مـا هــز الــعــادات والتقاليد السياسية الـتـي طبعت هـويـة الـعـاصـمـة واشـنـطـن. لكن تـحـدي الـــعـــادات والـتـقـالـيـد أمـــر لـيـس بجديد عـلـى الــرئــيــس املـنـتـخـب دونـــالـــد تـــرمـــب، فهو بنى هويته السياسية ومــشــواره االنتخابي على مـواجـهـة «الــدولــة العميقة» و«مستنقع واشــنــطــن»، عـلـى حــد تـعـبـيـره، ومـــن هـنـا أتـى تـعـيـيـنـه ملــذيــع «فـــوكـــس نـــيـــوز» مــثــ ملنصب وزير الدفاع، وإيلون ماسك في منصب مبتكَر فــي إدارتـــــه، لتهز الـــتـــوازن الــحــذر فــي املرحلة االنتقالية، وترسم صـورة ملشهد غير مألوف في البيت األبيض الجديد. يستعرض بـرنـامـج «تـقـريـر واشـنـطـن»، وهــــــو ثــــمــــرة تــــعــــاون بــــن صــحــيــفــة «الــــشــــرق األوســــــط» وقـــنـــاة «الــــشــــرق»، دالالت األســمــاء التي عيّنها الرئيس املنتخب في إدارتــه، وما إذا كـانـت تعكس تـوجـهـا واضــحــا فــي ملفات الـــســـاعـــة داخـــلـــيـــا وخـــارجـــيـــا، بـــاإلضـــافـــة إلــى احــتــمــال تــجــاوز مـجـلـس الــشــيــوخ فــي عملية املصادقات عليها. تعيينات «مفاجئة» أعــــــــــــــرب مـــــــديـــــــر الـــــتـــــنـــــســـــيـــــق الـــــســـــابـــــق لــــلــــجــــمــــهــــوريــــن فــــــي مــــجــــلــــس الــــــــنــــــــواب، بــو روثــتــشــايــلــد، عـــن دهـشـتـه مـــن اخــتــيــار تـرمـب للنائب الجمهوري املثير للجدل مات غايتس في منصب وزير العدل، لكنه أشار في الوقت نـــفـــســـه إلـــــى أنـــــه مــــن غـــيـــر املـــفـــاجـــئ أن يــقــوم تــرمــب بتعيي هـــذا الــنــوع مــن الـشـخـصـيـات. وعـــــد أن غــايــتــس مـــن أبـــــرز مـــؤيـــدي الــرئــيــس املـنـتـخـب، وقــــال: «هــنــاك أمـــر مـشـتـرك بــن كل هذه التعيينات التي قام بها ترمب فهو تعلّم دروسا عدة من واليته األولى. إنه يريد تعيي أشـــخـــاص قـــادريـــن عـلـى وضـــع أجــنــدتــه أوالً، وغايتس هو من أحد أولئك األشخاص». وأضـــــــاف: «يـــبـــدو لـــي أنــــه يـــحـــاول إدارة الحكومة وكـأنـهـا شـركـة أعــمــال، هـنـاك قاسم مشترك بـن كـل هـذه التعيينات، فهي وجـوه تـظـهـر عــلــى الــشــاشــة كــثــيــرًا، وتـــعـــرف كيفية الـــــتـــــواصـــــل، لـــكـــن يـــجـــب أن نـــنـــظـــر إلــــــى هـــذه التعيينات على أن ترمب سيدير األمــور كما يريد، وأعتقد أن هذه اإلدارة ستكون متكتّمة جـــدًا، ولــن يـكـون هـنـاك أي تسريبات كما في اإلدارات السابقة». وتوافق كايت مارتيل، مراسلة صحيفة «ذي هـيـل» لــشــؤون الـسـيـاسـة الـقـومـيـة، على أن ترمب اختار في إدارتـه أشخاصا «قادرين على التواصل»، مشيرة إلى أن أكثر التعيينات املـفـاجـئـة هــي مـــات غـايـتـس، وتـولـسـي غـابـرد ملنصب مديرة االستخبارات الوطنية، وبيت هيغسيث مذيع «فوكس نيوز» ملنصب وزير الدفاع. وتـتـحـدث مـارتـيـل عــن هيغسيث قائلة: «إنه ال يملك خبرة عسكرية عميقة باستثناء خدمته في العراق وأفغانستان، لكنه لم يعمل في البنتاغون وال في قطاع الـدفـاع، بل عمل في (فوكس نـيـوز)، وهــذا ما فاجأ املسؤولي في اإلدارة، ورأينا ردود أفعال كثيرة من وزارة الدفاع من الذين عبّروا عن غضبهم ودهشتهم جراء هذا الخيار، فهو سينتقل من العمل في 1.3 محطة (فوكس نيوز) ليصبح مسؤوال عن مليون جندي». وأضـافـت: «هــذا تغيير هائل في وظيفة مــمــاثــلــة، وأعــتــقــد أن هــــذا يـظـهـر أن الـرئـيـس ترمب سيفضّل األشـخـاص الــذي تربطه بهم عالقات شخصية على مَن يملكون بعضا من هذه الخبرة». لــكــن كـيـفـن بــيــشــوب، مــديــر االتـــصـــاالت الـــســـابـــق لــلــســيــنــاتــور الـــجـــمـــهـــوري لـيـنـدسـي غراهام، لديه رأي مغاير بالنسبة لهيغسيث، وعد أنه سيقدم أمرًا مختلفا عن املعتاد، وقال: «أعتقد أن ما أربـك مؤسسات واشنطن قليال هــو أن بـيـت كـــان مـذيـع (فــوكــس نـــيـــوز)، لكنه أيـــضـــا جـــنـــدي ســـابـــق، خــــدم فـــي الـــعـــراق وفــي أفغانستان، لذا سيقدّم موقفا مختلفا بعض الشيء، إنـه متحدث جيد لكنه أيضا شخص عـاش حياة الجندي في املـيـدان، وبـرأيـي هذا سيقدم وجهة نظر مختلفة، وسيصبح وزير دفاع ناجحا جدًا». ويـفـسـر روثـتـشـايـلـد مــقــاربــة تــرمــب في هذه التعيينات، مشيرًا إلى أن «كل ما يزعزع العاصمة يهم تــرمــب»، وأضــــاف: «التفويض الذي حصل عليه ترمب من الشعب األميركي هــــــو لـــتـــنـــظـــيـــف (مـــســـتـــنـــقـــع واشــــــنــــــطــــــن)، إن األمــيــركــيــن يـــريـــدون أشــخــاصــا عـــاديـــن رأوا األمور بطريقة تختلف عما تبدو عليه األمور مــــن قـــوقـــعـــة واشـــنـــطـــن. لـــــذا أعـــتـــقـــد أن تــرمــب سيقوم باملزيد من التعيينات املماثلة». عمليات ترحيل مرتقبة باإلضافة إلى التعيينات املثيرة للجدل، من الواضح أن ترمب وضع ملف الهجرة وأمن الـحـدود على رأس أولـويـاتـه عبر سلسلة من الـتـعـيـيـنـات ألشـــخـــاص مــعــروفــن بـمـواقـفـهـم الحازمة في امللف، مثل حاكمة ساوث داكوتا، كريستي نوم، في منصب وزيرة األمن القومي، وتـــوم هــومــان فــي منصب «قـيـصـر الـهـجـرة»، باإلضافة إلى ستيفن ميلر في منصب نائب كبيرة املوظفي في البيت األبيض. ويقول روثتشايلد إنه من املتوقع أن يتم تنفيذ عمليات ترحيل كبيرة في إدارة ترمب كما وعد، مشيرًا إلى أنه ليس أول رئيس يقوم بـعـمـلـيـات تــرحــيــل. ويـــذكّـــر بــــدور هـــومـــان في إدارة بــاراك أوباما عندما كـان مسؤوال كذلك ألــف عملية تـرحـيـل، ويــقــول: «ترمب 450 عـن عـــن الـشـخـص نفسه الـــذي سيتخذ الــقــرارات الـحـاسـمـة نـفـسـهـا حـــول هـــذه املــســألــة. لكننا دائما ما نسمع الجانب اآلخر يهاجم دونالد ترمب لرغبته في القيام بذلك، بينما قام باراك أوباما باألمر نفسه». إيلون ماسك و«الكفاءة الحكومية» تعيي آخـــر أعـلـن عـنـه تـرمـب هــو إيـلـون مــــاســــك، الــــــذي اخـــــتـــــاره مـــــســـــؤوال عــــن وكـــالـــة مبتكرة؛ هي «وكالة الكفاءة الحكومية»، إلى جـانـب املــرشّــح الـجـمـهـوري الـسـابـق للرئاسة فيفيك رامــاســوامــي، وتـقـول مـارتـيـل إنــه «من غير املفاجئ أبدًا أن يكون إليلون ماسك تأثير على الرئيس، لكن املفاجئ هو أن لديه منصب رســـمـــي فــــي اإلدارة بــيــنــمــا ال يــــــزال الــرئــيــس .»)Tesla( ) و SpaceX( الــتــنــفــيــذي لـــكـــل مــــن وتـــوضّـــح مــارتــيــل أنـــه مــن غـيـر الـــواضـــح بعد مـــا هـــي حــــدود وصــ حــيــات «وكـــالـــة الـكـفـاءة الحكومية»؛ «ألنه ببساطة ال وجود لها بعدُ». وتضيف: «ال نعرف التفاصيل بعدُ، فإذا كـانـت هــذه وزارة رسمية فيجب أن تمر عبر الكونغرس، لكن هناك ثغرات قد يعملون على معالجتها، حيث يمكنهم البقاء خارج نطاق اإلدارة الــرســمــيــة، وفـــي الـــوقـــت نـفـسـه تقديم املـشـورة مـن الــداخــل، وهـذا مـا نتوقع أن نـراه هنا». وتـــتـــحـــدث مـــارتـــيـــل عــــن األهـــــــــداف الــتــي وضعها ماسك ورامـاسـوامـي، مشيرة إلـى أن التوقعات هي أن تسعى الوكالة إلى «تطوير طــرق لتقليص عــدد العاملي فـي الحكومة»، لـكـنـهـا تــشــيــر إلــــى تـــحـــديـــات كــبــيــرة فـــي هــذا اإلطـــار، قائلة: «ستكون هناك أسئلة كثيرة؛ ألن األمر ليس سهالً، كما هي الحال بالنسبة إلى الشركات الخاصة، فترمب أشـاد بما قام بـه إيـلـون مـاسـك فـي تويتر (إكـــس) مـن خالل تـقـلـيـص الـــقـــوى الــعــامــلــة فـــي الـــشـــركـــة، وعـــدم تـأثـيـر ذلـــك عـلـى أدائـــهـــا، وهــــذا مـــا أســهــم في تـأسـيـس هـــذه الــوكــالــة إلعــــادة خـلـق التجربة نفسها عـلـى نــطــاق حـكـومـي، لـكـن سـنـجـد أن األمـــــر مـعـقـد أكـــثــر بـكـثـيـر؛ ألنــــه فـيـمـا يـتـعـلّــق بالحكومة الفيدرالية، فالتخلّص من مناصب معينة ليس بـاألمـر الـبـسـيـط... إذن إن نطاق عملهما واسع جدًا، وذلك حتى من دون معرفة الصالحيات الكاملة لهذه اإلدارة تحديدًا». ويـــوافـــق بـيـشـوب عـلـى وجــــود تـحـديـات كـــبـــيـــرة أمـــــــام مـــهـــمـــة مــــاســــك ورامـــــاســـــوامـــــي، فـيـقـول: «لـيـس لـــدي أي شــك فــي أنـــه سيحقق بعض النجاح في تخفيض اإلنفاق الحكومي وإضـــفـــاء نـسـبـة مـــن الــفــعــالــيــة، لــكــن ال أعـتـقـد أنـه سيكون ناجحا على نطاق واســع، أتمنى له النجاح، لكن هناك مَــن حـاول قبله وكانوا مــن الـعـظـمـاء فــي األعــــوام املـاضـيـة، وواجــهــوا صـعـوبـات جـمـة فــي هـــذه الـعـمـلـيـة». وهـــذا ما أشار إليه روثتشايلد، محذّرًا من «التأثيرات الــــرجــــعــــيــــة املــــتــــعــــلــــقــــة بـــــخـــــســـــارة أشــــخــــاص لـوظـائـفـهـم»، فــقــال: «أعـتـقـد أن األمـــر سيكون صعبا لكني أتمنى لهما النجاح». عملية المصادقة و«تعيينات اإلجازة» فـــــي ظـــــل الـــتـــعـــيـــيـــنـــات املــــثــــيــــرة لـــلـــجـــدل، لـــــــوّح تــــرمــــب بـــاســـتـــعـــمـــال صـــ حـــيـــتـــه إلقـــــرار الــتــعــيــيــنــات خـــــارج نـــطـــاق الـــكـــونـــغـــرس فيما يسمى بتعيينات اإلجــــازة. ويـشـرح بيشوب هذه الثغرة الدستورية من خالل خبرته على عــامــا فــي مـجـلـس الــشــيــوخ، فـيـقـول: 25 مـــدى «خالل فترة عطلة مجلس الشيوخ، يستطيع الـرئـيـس أن يُــعـن مرشحا ملــدة سنتي، يريد الرئيس ترمب أن يستخدم هــذه الصالحية، وبــرأيــي أنـــه فــي بـعـض الــحــاالت قــد يستطيع استخدامها، لكن ال أعتقد أنه سيلجأ إليها في هـذه التعيينات للمرشحي املثيرين للجدل، إذ سـنـرى األمـيـركـيـن يـطـالـبـون بالتصويت الرسمي، ويريدون أن يروا ممثلهم في مجلس الشيوخ يقف للموافقة أو لالعتراض، وهذا ما سـنـراه بالنسبة إلــى املـرشـح املثير للجدل». ويـسـتـبـعـد بـيـشـوب أن يـلـجـأ تــرمــب إلـــى هـذا اإلجراء لتعيي مات غايتس، محذرًا من ردود الفعل التي ستنجم عن ذلك. ورغــــم أن روثـتـشـايـلـد يــوافــق مــع تقييم بـــيـــشـــوب عـــلـــى أن تـــرمـــب لــــن يــلــجــأ إلـــــى هـــذا اإلجــــراء للموافقة عـلـى وجـــوه مـثـيـرة للجدل كـغـايـتـس مــثــ ً، فــإنــه يــذكــر فــي الــوقــت نفسه بشخصية تــرمــب قـــائـــ ً: «إن الـرئـيـس ترمب سيقوم بما يقول له حدسه؛ ألنه يميل للقيام بــذلــك. وبـكـل صــراحــة، هـــذا مــا يــريــده الشعب األميركي أيضا». (رويترز) 2024 نوفمبر 14 إيلون ماسك في حفل عشاء في ماراالغو فلوريدا واشنطن: رنا أبتر
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==