issue16788

فـــي قـصـة مـــن قـصـص نـجـيـب مـحـفـوظ كـــان قـــد وصـف أشتاتاً من الناسسارعوا إلى المسجد هروباً من زلزال، فقال: إن الله لا يجمع هؤلاء في مكان واحد إلا لحكمة. وبالقياس تستطيع أن تقول المعنى نفسه تقريباً عن الـحـكـمـة الــتــي جـمـعـت الــرئــيــس الأمــيــركــي المـنـتـخـب دونــالــد تـرمـب مـع رجــل الأعـمـال إيـلـون مـاسـك فـي مـربـع واحـــد. وإذا شـئـنـا بـعـض الـتـعـديـل فــي عــبــارة أديــــب نــوبــل قـلـنـا: إنـــه إذا غابت الحكمة عمّا يجمع ترمب على ماسك، فالمؤكد أن ما يجمعهما هدف. فقبل أربـع سنوات، لا أكثر، كانت المنصة التي يملكها مــاســك عـلـى عــــداء مـعـلـن مـــع تـــرمـــب، وقـــد وصـــل بـهـا الــعــداء معه إلـى حد أنها حظرت حسابه عليها، وكانت تفعل ذلك لتُعاقبه، لأنه حرّض أنصاره على تسلّق جدران الكونغرس الــرئــاســي، وفــوز 2020 واقـتـحـامـه بـعـد خـسـارتـه فــي سـبـاق المرشح المنافس جو بايدن. ولـكـن الــزمــان دار دورتــــه، فـاشـتـرى مـاسـك المـنـصـة، ثم غيّر اسمها من «تويتر» إلـى «إكـــس»، ثم أقلع عن الميل إلى الديمقراطيين، واتجه نحو الجمهوريين، ومن بعدها صار صديقاً مقرباً لترمب، وصار يستضيفه على المنصة باسمها الجديد لساعتين كاملتين، وصار يتبرع لحملته الانتخابية بالملايين من الدولارات. وقـــــد بـــلـــغ فــــي حـــمـــاســـتـــه لـــتـــرمـــب إلـــــى درجـــــــة أنـــــه قـــال مـلـيـون دولار 75 إنـــه سـيـتـبـرّع لحملته الانـتـخـابـيـة بمبلغ شهرياً إلــى أن يكتمل الـسـبـاق، وقــد كــان يـراهـن على جـواد الجمهوريين وكأنه يقرأ الغيب، لأن خسارة هـذا الجواد لم تكن ستعني لماسك خسارة الأمــوال التي تبرّع بها فحسب، ولـكـنـه كـــان سـيـواجـه تضييقاً لا شــك فـيـه إذا كــانــت كـامـالا هاريس هي الجواد الذي ربح السباق. ولــم ينافسه فـي حجم الـتـبـرع إلا الـيـهـوديـة الأميركية مريم أديلسون، التي تبرعت لترمب بمبلغ مائة مليون دولار عدّاً ونقداً، ومـرةً واحـدةً، لا على أقساط ولا على شهور كما فعل ماسك، غير أن قصة أديلسون تبقى بالطبع قصة أخرى. الآن فاز جواد الجمهوريين، وراح يتهيأ لدخول البيت الأبـيـض خــ ل أسابيع مـعـدودة على أصـابـع الـيـديـن، وراح أيضاً يُسمي أعضاء فريق إداراتــه، ولم يكن ماسك استثناءً من هذه التسميات، وإنما نال جانباً من الحب كما نقول. ولمـاذا لا يناله هذا الجانب من الحب، وهو الـذي تبرّع وراهــــن وكــســب؟ لـقـد أذاعــــت وكــــالات الأنــبــاء خـبـراً يفيد بـأن الـــرئـــيـــس المــنــتــخــب لمـــا أجـــــرى اتــــصــــالاً تـلـيـفـونـيـ بـالـرئـيـس الأوكــــرانــــي فــولــوديــمــيــر زيـلـيـنـسـكـي، كــــان صـــاحـــب «إكــــس» هـو ثالثهما خــ ل الاتــصــال، وكـــان جالساً ويـشـاهـد وقائع الاتصال، وربما شارك فيه ولم يتوقف عند حدود الحضور والمشاهدة. ومن الواضح أن جانب الحب الذي سيناله من الرئيس المنتخب، أنـه، أي ماسك، سـوف يكون مسؤولاً عن وزارة أو هيئة أميركية اسمها وزارة خفض التكاليف، أو شيء بهذا المـعـنـى. أمـــا الـفـكـرة فـهـي أن تـرمـب يـريـد أن يضبط الإنـفـاق الـــعـــام، لا أن يـحـد مـنـه أو يــقــيــده، وهـــو لا يـــرى سـبـيـً إلـى تحقيق هذا الهدف إلا بالعمل وفق مبدأ ضبط التكاليف على مستوى كل مشروع يجري الإنفاق عليه. ولا تـعـرف كيف نبتت مثل هــذه الـفـكـرة فـي رأســـه، ولا لمــاذا يتولّى العمل عليها صاحب «إكــس» بـالـذات، ولكن ما نعرفه أن الرئيس المنتخب كـان في وقـت ترشحه قد قـال إن ماسك ربما يكون له مكان في الإدارة الأميركية الجديدة إذا فــاز الـجـمـهـوريـون بالمنصب، فلمّا فـــازوا راج وانـتـشـر كلام كثير حول موقع ماسك في الإدارة، إلى أن تسرّبت معلومات عن هذا الموقع الذي سيشغله، والذي لا وجود له في حكومة بايدن. ولكن الفكرة نفسها إذا كان لها وجود في إدارة ترمب المرتقبة، فوجودها كان سباقاً في الرياض قبل سنوات من الآن. كــان ذلــك عندما تـولّـى الأمـيـر محمد بـن سلمان ولايـة العهد، فتجسّدت الفكرة في مبدأ سمّاه: كفاءة الإنفاق. وكان التي 2030 الإعــــ ن عــن المــبــدأ قــد تــرافــق مــع الــبــدء فــي رؤيـــة أعلنها ولي العهد، ثم مضى فيها إلى غايتها. وحقيقة الأمـــر أن هـــذا المــبــدأ ربـمـا يـكـون هــو الأهـــم في مـــبـــادئ الإنـــفـــاق الـــعـــام، لأن كـــفـــاءة الإنـــفـــاق تـعـنـي أن يـكـون الإنـفـاق الـعـام فـي مكانه المـضـبـوط، ولا يتحقق ذلــك إلا بأن يكون إنفاق كل ريال بالنسبة للمملكة في المكان الصحيح، وأن يتحقق الهدف نفسه الذي كان يتحقق من قبل من وراء الإنفاق العام، ولكن بإنفاق مبالغ أقـل على الأهــداف ذاتها. قـــد قــطــعــت خـــطـــوات مـــشـــهـــودة في 2030 وإذا كـــانـــت رؤيـــــة سبيلها إلى غايتها، فالغالب أن جـزءاً كبيراً من ذلك يرجع إلى الأخذ بهذا المبدأ المُعلن. الاقــتــصــادات الناهضة أحـــوج مـا تـكـون إلــى هــذا المبدأ على وجه التحديد، لأنه لا يكبل الإنفاق العام كما قد يبدو منذ الوهلة الأولــى، ولكنه يطلقه ويُخلّصه مما يعطله عن الذهاب إلى الغاية المنشودة. وإذا كان ترمب قد قال إن مهمة الهيئة التي سيرأسها ماسك هـي المـراجـعـة الشاملة لــأداء المالي للحكومة الفيدرالية الأميركية، فمن باب أولى أن تكون حكومات الشرق هنا أشد حاجة من الحكومة الفيدرالية إلى هذا النهج في مراقبة الأداء. فـي مجادلته للفلسفة النفعية، روى بـرنـارد ويليامز، الفيلسوف الإنجليزي، قصة رجل اسمه «جيم»، حط رحاله فـجـأة فـي قـريـة صغيرة فـي الـجـنـوب الأمـيـركـي. فـي الساحة الرئيسية للقرية، كان ثمة كتيبة من الجنود تستعد لإعدام هندياً، اتهموا بالتمرد على الحكومة الفيدرالية. توجه 20 جـيـم لتحية قـائـد الكتيبة، الـــذي رحـــب بــه كأجنبي شـريـف، مــن الـهـنـود الأســــرى، شـرط 19 وعـــرض عليه أن ينقذ حـيـاة أن يقتل أحدهم بنفسه. أكد الضابط أنه سيعدم الجميع لو رفضجيم العرض. طبقاً للمفهوم المبسط لفعل الخير في الفلسفة النفعية، يتوجب على جيم أن يقتل أي شخص فيهم، كي يحافظ على حـيـاة التسعة عشر الـبـاقـ . لأن قيمة الفعل فـي هــذا التيار الفلسفي، رهــن بحجم المـنـافـع الـتـي ينجزها لأكـبـر عــدد من الناس، حتى لو تضرر أحدهم أو عدد قليل منهم. أورد ويليامز هذا المثال، كي يوضح النهايات المنطقية للتبرير النفعي. وهو تبرير يتبناه كثير من الناس، من دون تـأمـل أو قـــراءة نقدية فـي معانيه ومــآلاتــه. تتجلى المعضلة التي تواجه جيم، في شعوره العميق بالمسؤولية عن موت شخصاً، فيما لـو تمسك بأخلاقياته الأسـاسـيـة، ورفـض 20 الانخراط في هذه اللعبة القبيحة. لكنه - في المقابل - يسأل نفسه: هل من الصواب أن يقتل شخصاً لا يعرفه أو ربما لا يستحق القتل؟ هذا سـؤال قد يطرح بمفرده، أو كجزء من الحدث. وقد يوجه للشخص الفاعل، أو يوجه للسرى العشرين. - حسناً، مـا موقفك عـزيـزي الــقــارئ، لـو كنت فـي موقع جيم؟ تأمل في موقف الطرف المتضرر، باعتباره إنساناً مثلك، واســـأل نفسك: مــاذا لـو كنت أنـا فـي هـذا الجانب، وكــان على شخص آخر أن يتخذ القرار: هل يتوجب علي القبول بالموت كي يحيا بقية الأشخاص؟ دعـــنـــا نـــأخـــذ مــــثــــالاً أكـــثـــر قــــســــوة: افــــتــــرض أنـــــك دخــلــت أشخاصفي غرف العمليات ينتظرون 10 المستشفى، فوجدت متبرعين بأعضائهم كي يعيشوا، وإلا فسوف يموتون. أنت سليم الجسد، ولـديـك هـذه الأعـضـاء جميعها: هـل سترضى بـــأن تـوضـع عـلـى طــاولــة الـعـمـلـيـات، كــي يـؤخـذ قلبك وكـبـدك وعينك ورئتك وبقية أجزاء جسمك، لتزرع في أجسام المرضى الآخرين؟ هـذا السؤال يحمل نفس مبررات السؤال الأول: إذا كان بــقــاء الـعـشـرة أشــخــاص أولــــى مــن بــقــاء شـخـص واحــــد، فإنه يـتـوجـب عـلـى طــاقــم المـسـتـشـفـى أن يـــأخـــذوك فــــوراً إلـــى غرفة الــعــمــلــيــات، كــمــا يــجــب عـلـيـك أن تـقـبـلـهـا بـطـيـب خـــاطـــر. أمــا لـو اعتبرت هــذا الفعل غير أخـ قـي، فعليك أن تتحمل وفـاة العشرة أشخاص، من دون أن تشعر بالذنب. هذه المعضلة عالجها مايكل والزر، الفيلسوف الأميركي مقالاً عنوانه «الفعل السياسي: مشكلة 1973 الـذي نشر في الأيـدي الـقـذرة». وتبنى موقفاً مقارباً للموقف النفعي، لكنه قدم تصوّراً مختلفاً. أثــــــارت مــقــالــة والــــــزر جـــــدلاً كـــبـــيـــراً، وتـــحـــولـــت إلــــى نص مرجعي في أخلاقيات الفعل السياسي، لأنها عالجت تجارب فعلية يمارسها السياسيون كل يــوم. ويقول والــزر إنـه أراد العثور على خـط معقول بـ مـن يـريـدون التمسك بمعايير أخــ قــيــة صـــارمـــة، صـحـيـحـة، لـكـنـهـا غـيـر مـفـيـدة فـــي مـيـدان العمل، مقابل أولئك الذين لا يتورعون عن تبني أفعال مفزعة، يبررونها بما يترتب عليها من إنجازات ضرورية وكبيرة. هذه الرؤية تطرح سؤالاً ضرورياً: - هـــل مـــن الأخـــ قـــي اسـتـعـمـال وســـائـــل سـيـئـة لتحقيق غايات عظيمة، وهـل من الأخـ قـي أن نقتصر على الوسائل الـحـسـنـة مــع علمنا بـأنـهـا لا تـوصـلـنـا لأي نـتـيـجـة، أو ربما تكلفنا خسائر باهظة؟ نفهم طبعاً أن الغاية لا تبرر الوسيلة. لكن ماذا لو كانت الوسيلة القبيحة طريقاً ضرورياً لمنع الكارثة؟ مـا يميز رؤيـــة والـــزر عـن المـقـاربـة النفعية، هـو اعتباره فعل السياسي خطأً، وإن كان الإقــدام عليه ضرورياً لتفادي الـــكـــارثـــة. بـيـنـمـا يـنـظـر الـنـفـعـيـون إلـــى هـــذا الـفـعـل بـاعـتـبـاره صحيحاً، ولو كان - خارج هذا الإطار - خطأً وقبيحاً. أعـلـم أنـنـي قـد أوصـلـت الـقـارئ إلــى نقطة تثير الحيرة. لـكـنـنـي أفـــهـــم أيـــضـــ أن مـــا ســـبـــق، قـــد يـحـفـز بـعـضـنـا لإعــــادة التفكير في بعض قناعاته المستقرة. مــا أن بـــرز اســـم مـسـعـد بــولــس، والــد صــهــر تـــرمـــب الـلـبـنـانــي الـــــذي ســـانـــده في حملته الانتخابية، بعد أن أمّن له أصوات عرب «ميشيغين» المتأرجحة، حتى قامت ثــائــرة إســرائــيــل، وبــــدأت الـتـحـريـض عليه وبثّ سمومها. ســــاءهــــم أن يــبــقــى صـــهـــرهـــم جـــاريـــد كوشنر في الظل هذه المرة، لرداءةشعبيته، ويتصدّر مسعد بولس الشاشات، متحدثاً عن رغبة الرئيس المقبل في الـسـ م، وأنه سيفي بـوعـده «بإنهاء الـدمـار فـي لبنان» من خلال «اتفاقية سلام إقليمية شاملة». راحــــوا يـنـبـشـون فــي سجله كـعـادتـهـم في تـشـويـه صــــورة مـــن لا يـ ئـمـهـم. وبــمــا أن الرجل لا شائبة عليه، فقد ذهبت وسائل إعــ مــهــم تــخــتــرع لـــه مــعــايــب، تـخـفـف من تـأثـيـره، أو تجعل مـن وجـــوده إلــى جانب ترمب ندبة يتوجب التخلص منها. أزعجهم أن يكون الرجل وسيطاً بين تــرمــب ومــحــمــود عـــبـــاس، رئــيــس السلطة الفلسطينية، حين اكتشفوا أنـه قابله في سبتمبر (أيـلـول) المـاضـي، وأن اللقاء كان وديـ وممهداً جيداً لبدء العمل مع ترمب حين يتولى مهماته، من أجل التوصل إلى حل الدولتين، كما حمّله عباس رسالة إلى ترمب. وكأنما مجرد الإشارة العابرة إلى السلام هو سبّة لإسرائيل وتهديد لأمنها. إســـرائـــيـــل لا تـــريـــد أن تــســمــع بكلمة «حـــــلّ»، تـــودّ مــفــردة واحـــــدة، هــي «الــضــمّ» فقط. لذلك رصدت وسائل إعلام إسرائيلية التحركات العربية، والوقت الذي يمضيه مـسـعـد مـــع تـــرمـــب، ومـــــدى تـــأثـــيـــره عـلـيـه. مـا تـاريـخـه؟ ومــا عـ قـاتـه؟ ولمــا لـم يجدوا حــــول الـــرجـــل مـــا يـــشـــ ، بــــــدأوا يـلـمـحـون إلــى صداقته مـع الـوزيـر السابق سليمان فرنجية. ورغم أن الرجل قال لـ«نيوزويك» إنــــه لــيــس لـــديـــه مـــا يــخــفــيــه، ولـــبـــنـــان بلد صـغـيـر، والـــنـــاس يــعــرف بعضها بعضاً، ويتحدث بعضها مـع بـعـض، فــإن هــذا لم يبرّد قلب إسرائيل، وبقيت الصحف تنقل أن مسعد قد يكون له تأثير على ترمب. كـــــل مـــحـــيـــط تــــرمــــب يــــبــــدو مـــغـــرومـــ بـــإســـرائـــيـــل ومـــتـــجـــنـــداً مــــن أجــــلــــهــــا، غـيـر أنـــهـــم يـــشـــعـــرون بــــ«الـــقـــلـــق». مـسـتـنـفـرون لأنــهــم ســمــعــوا أن «الـــرئـــيـــس المـنـتـخـب لن ينسى أولئك الذين ساعدوه على الفوز». لــعــل مـسـعـد مـــن بـيـنـهـم! ومــحــبــطــون لأنــه حــــ سُــــئــــل عــــن حـــفـــيـــده الــــجــــديــــد نـصـف اللبناني، قـــال: «أنـــا أحــب ذلـــك». حـائـرون لأنـه «سيصبح لرئيس الـولايـات المتحدة أصهار وأحفاد يهود وعرب». وكان يفضّل ألا يكون الأمر كذلك، لأنه يجعل مشهد عام عندما فــاز بولايته الأولـــى، وأطلق 2017 الترحيل الجماعي للمقيمين الأميركيين من دول إسلامية، من الصعب أن يتكرر. كل تعيينات الصقور الأمينين للفكر الترمبي السابق، يعلنون عن حبهم الذي لا يــتــزحــزح لإســـرائـــيـــل، وتــشــددهــم تـجـاه إيران والصين، لكن إسرائيل «قلقة». لديك بين المعينين في الإدارة الجديدة، مايك هاكابي، سفيراً في إسرائيل، رأيه أنه «لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية، ولا يوجد شيء اسمه مستوطنات، بل أحياء ومــدن، ولا يوجد شـيء اسمه احـتـ ل. بل لا يـوجـد شـــيء اسـمـه فـلـسـطـ ». صحيح أن ترمب لـه مـن السطوة مـا يجعله يأخذ قـــراره فـي النهاية، لكن التعيينات تشير بوضوح إلى ملامح مرحلة، كل ما فيها لا يشي باعتدال. ترمب نفسه وصف سفيره بـــــ«عــــاشــــق إســــرائــــيــــل وشـــعـــب إســـرائـــيـــل، وشعب إسرائيل يبادله العشق». أســوأ منه الفظة، السفيرة إلــى الأمـم المــــتــــحــــدة، إلــــيــــز ســـتـــيـــفـــانـــيـــك، عـــيّـــنـــت فـي المـنـصـب، مــع أنـهـا اتـهـمـت المـنـظـمـة بأنها مـــصـــابـــة بــــ«الـــعـــفـــن المـــــعـــــادي لــلــســامــيــة». زارت الكنيست تضامناً مع إسرائيل قبل أشـهـر، وطـالـبـت بمساندة غير مشروطة لـلـجـيـش الإســرائــيــلــي «بــكــل مـــا يـحـتـاجـه، متى احـتـاجـه، مـن دون أي شـــروط تعوق إنـــجـــاز الــنــصــر الـــكـــامـــل فـــي وجــــه الـــشـــرّ». وكـــانـــت مـــن بـــ الأكـــثـــر حــمــاســة لمـعـاقـبـة مـديـري الجامعات، التي انتفض طلابها تأييداً لفلسطين. أما مساعد مدير مكتب تـرمـب المـقـبـل، فـهـو أحـــد واضــعــي مـرسـوم «منع دخـول مواطني الـدول ذات الغالبية المــســلــمــة إلـــــى الـــــولايـــــات المـــتـــحـــدة» المـثـيـر للجدل. وفــــــــي وزارة الـــــخـــــارجـــــيـــــة، مــــاركــــو روبــيــو، قــد يجعلنا نـتـرحـم عـلـى أنتوني بـلـيـنـكـن. رفـــض بــشــدة وقـــف إطــــ ق الـنـار فـــي غــــزة، حــمّــل مـسـؤولـيـة مـــوت المـدنـيـ لحركة حماس «لأنها تقيم منشآتها فوق المستشفيات» واصفاً إياهم بـ«الحيوانات الشريرة الذين يتوجب تدميرهم». المشهد قاتم في إدارة ترمب، ويميل صوب إسرائيل بشكل جارف. لا نـــــــدري مــــا الـــــــذي يـــمـــكـــن لــصــهــرنــا اللبناني، ووالـده مسعد بكل حسن نيته، ورغبته في السلام، أن يفعل وسط أجواء مشحونة بـالـتـشـنـج، وفــائــض الإحـسـاس بالقوة والهيمنة. وغير مفهوم كيف يمكن لــتــرمــب الـــــذي يـبـشـر بــمــرحــلــة خــالــيــة من الحروب، أن يأتي بأعتى الصقور. مـــن يــعــرفــون مــســعــد، يــتــحــدثــون عن رجــل مجتهد وطـيـب. وهــو ليس أميركياً مـنـقـطـع الـــجـــذور عـــن وطـــنـــه، بـــل مـنـغـرس فـي بـلـدتـه، متعلق بـهـا. لا تنقص مسعد الحنكة السياسية، والـدبـلـومـاسـيـة، فقد خـــاض تـــجـــارب انـتـخـابـيـة عـــدة مـــع والـــده فـــــــارس الـــــــذي بـــقـــي طـــــــوال عــــمــــره طــامــحــ للنيابة، ولعائلته جذور سياسية عميقة. ولا بد أن مسعد أفاد من خلفياته العائلية في أميركا. لكن ما تُراه يفعل وسط قساة القلوب وجبابرة السلطة؟! OPINION الرأي 12 Issue 16788 - العدد Thursday - 2024/11/14 الخميس الفعل السياسي: مشكلة الأيدي القذرة الفكرة بدأت في الرياض مسعَد بولسبعد وعود ترمب وكيل التوزيع وكيل الاشتراكات الوكيل الإعلاني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] المركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 المركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى الإمارات: شركة الامارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 المدينة المنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب الأولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية الموجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها المسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة لمحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي بالمعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com سوسن الأبطح مسعد أفاد من خلفياته العائلية في أميركا... لكن ما تُراه يفعل وسط قساة القلوب وجبابرة السلطة؟! نفهم أن الغاية لا تبرر الوسيلة... لكن ماذا لو كانت الوسيلة القبيحة طريقاً ضرورياً لمنع الكارثة؟ توفيق السيف كفاءة الإنفاق تعني أن يكون الإنفاق العام في مكانه المضبوط سليمان جودة

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky