issue16788
11 NEWS ASHARQ AL-AWSAT العالمعلى توقيتترمب Issue 16788 - العدد Thursday - 2024/11/14 الخميس « » مقدم برامج لـ«البنتاغون» و«ترمبيون» لـ«سي آي إيه» والأمن الداخلي... وإسرائيل ترمب يكلّفماسكمهمة «التغيير الجذري» فيطريقة حكم أميركا واصـــــــل الــــرئــــيــــس الأمــــيــــركــــي المــنــتــخــب دونالد ترمب ترشيح موالين له لملء المناصب الرئيسية فـي إدارتـــه، فاختار مقدم البرامج التلفزيونية بـيـت هيغسيث وزيــــراً لـلـدفـاع، وحـــاكـــمـــة ســــــاوث داكــــوتــــا كــريــســتــي نـــوويـــم وزيـــــــرة لـــأمـــن الــــداخــــلــــي، والمـــــديـــــر الــســابــق للاستخبارات الوطنية جون راتكليف مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه»، بـــالإضـــافـــة إلــــى المـسـتـثـمـر الـــعـــقـــاري ستيفن ويــتــكــوف مـبـعـوثـا خــاصــا لـلـشـرق الأوســــط، والـــحـــاكـــم الــســابــق لأركــنــســو مــايــك هـاكـابـي سفيراً لدى إسرائيل. وتـــمـــثـــل هــــــذه الـــتـــرشـــيـــحـــات جـــــــزءاً مـن تعيينات أوســـع نطاقا لمـن يـوصـفـون بأنهم «تــــــرمــــــبــــــيــــــون»، فــــــي لائـــــحـــــة شــــمــــلــــت أيـــضـــا تـعـيـ المــلــيــارديــريــن إيـــلـــون مــاســك وفيفيك راماسوامي لقيادة «دائرة الكفاءة الحكومية» المستحدثة مـن أجـل إحـــداث «تغيير جـذري» فــي المـؤسـسـات الحكومية وتمهيد الطريق «لتفكيك البيروقراطية الحكومية، وتقليص اللوائح الـزائـدة، وخفض النفقات الباهظة، وإعــــادة هيكلة الـــوكـــالات الـفـيـدرالـيـة»، وفقا لما أعلنه ترمب في بيان، موضحا أن الدائرة الـــجـــديـــدة «ســتــقــدم المـــشـــورة والــتــوجــيــه من خــــارج الــحــكــومــة»، ولـكـنـهـا «ســتــتــعــاون مع الــبــيــت الأبـــيـــض ومــكــتــب المـــيـــزانـــيـــة لـتـقـديـم توصيات لإصلاح العمليات الفيدرالية». وسيكون لإعلان ترمب وقع مختلف عن بقية التعيينات الحكومية، لأن هذه الدائرة الـــجـــديـــدة، الــتــي يـخـتـصـر اسـمـهـا بــــــ«دوج»، تــتــطــابــق اســمــيــا مـــع الــعــمــلــة المـــشـــفـــرة الـتـي أطلقها ماسك. ويدعو ماسك إلى تخفيضات تـــصـــل إلـــــى تــريــلــيــونــي دولار فــــي المــيــزانــيــة الــــفــــيــــدرالــــيــــة. وبـــيـــنـــمـــا لا تـــــــزال الــتــفــاصــيــل غامضة، سيتمكن الجمهوريون إذا أحكموا سيطرتهم على مجلسي النواب بعد الشيوخ، من إقرار مجموعة من التغييرات التنظيمية والإنفاقية التي ترد من البيت الأبيض تحت رئــاســة تــرمــب. وتـالـيـا يمكن أن تـكـون لهذه الدائرة عواقب وخيمة على عمليات الحكومة الأميركية وملايين العمال الفيدراليين. ويحصل تعيين مـاسـك لقيادة الـدائـرة رغـــم مـــخـــاوف تـــضـــارب مـجـمـوعـة مصالحه الـــتـــجـــاريـــة الــشــخــصــيــة مــــع عـــمـــل الــحــكــومــة الـفـيـدرالـيـة، علما أن شـركـاتـه فــي صناعات الـــســـيـــارات والـــفـــضـــاء نــمــت بــســبــب الــعــقــود الـحـكـومـيـة والإعــــانــــات. وبــــرز مــاســك حليفا مـلـيـون دولار 118 رئيسيا تـبـرع بـأكـثـر مــن لحملة تـرمـب خــ ل الانـتـخـابـات الرئاسية. ورفـــــع رامــــاســــوامــــي إلــــى الــــصــــدارة بصفته مرشحا في الانتخابات التمهيدية الرئاسية ، وقـــد تبنى 2024 لـلـحـزب الـجـمـهـوري لـعـام تـخـفـيـضـات شـــديـــدة لـلـحـكـومـة الـفـيـدرالـيـة. وفــــي مــرحــلــة مــــا، دعــــا إلــــى تـقـلـيـص الــقــوى في المائة. 75 العاملة بأكثر من ويــــتــــحــــدث قـــــــــادة الـــتـــكـــنـــولـــوجـــيـــا فــي دائــــــــرة مــــاســــك بـــشـــكـــل مـــتـــكـــرر عــــن الـــحـــاجـــة إلــــى «مـــشـــاريـــع مـــانـــهـــاتـــن» جـــديـــدة - نسبة إلـــى «مـــشـــروع مــانــهــاتــن» الـــســـريّ للسلحة النووية في الأربعينات من القرن الماضي - ويجادلون بأن الحكومة تأخرت في الابتكار في هذا القرن. وبــاخــتــيــاره مــقــدم الـــبـــرامـــج فـــي شبكة «فوكس نيوز»، بيت هيغسيث، ليكون وزير الدفاع، سجّل الرئيس المنتخب مفاجأة يمكن أن تفتح الباب أمــام معركة للمصادقة على تعيينه فــي مـجـلـس الــشــيــوخ، رغـــم سيطرة الـغـالـبـيـة الـجـمـهـوريـة عـلـيـه. غـيـر أن ترمب يــمــكــنــه أن يــتــســلــح بـــعـــ قـــتـــه الـــوثـــيـــقـــة مـع هيغسيث، الذي خدم في الحرس الوطني في كـل مـن الـعـراق وأفـغـانـسـتـان، وكتابه الأكثر مبيعا «الـــحـــرب والمـــحـــاربـــون/ خـلـف خيانة الــــرجــــال الــــذيــــن يــبــقــونــنــا أحـــــــــراراً» لـضـمـان المصادقة على الترشيح. وقال ترمب إن بيت هيغسيث «قوي وذكي ومؤمن حقا بأميركا أولاً. مـع بيت على رأس الـقـيـادة، فــإن أعــداء أميركا تحت الإنذار، سيصير جيشنا عظيما مرة أخرى، ولن تتراجع أميركا أبداً». وإذا صــــــــادق مـــجـــلـــس الــــشــــيــــوخ عـلـى ترشيحه، فسيخلف هيغسيث وزيـر الدفاع الـحـالـي لـويـد أوســــن، وهـــو جــنــرال متقاعد بأربع نجوم قاد «البنتاغون» طوال السنوات الأربــــع مــن ولايـــة بــايــدن. وسـيـشـرف الـوزيـر مليون شخص، وميزانية 2.8 الجديد على مليار دولار. 900 تزيد على كريستي نويم وخــ فــا لمــا فعله بـعـد أســبــوع انتخابه ، حين لم يسم أي مرشحين لإدارتـه 2016 عام الأولـــــى، تــحــرك تــرمــب بـسـرعـة لإعــــ ن تسعة مـــرشـــحـــ لمـــنـــاصـــب فــــي الـــحـــكـــومـــة، بـــمـــا فـي ذلـــــك تــعــيــ نـــويـــم وزيـــــــرة لـــأمـــن الـــداخـــلـــي، عـلـمـا أن بـعـض الأشـــخـــاص فــي دائــــرة ترمب حاولوا إقناعه بعدم اختيارها مسؤولة عن بيروقراطية فيدرالية مترامية بميزانية تبلغ ألــف موظف، 230 مليار دولار وأكـثـر مـن 60 وفقا لما أوردتــه صحيفة «واشنطن بوست»، الـــتـــي أضـــافـــت أن «هـــــذا الــــــدور يــعــد مـفـتـاحـا لأجندة السياسة الداخلية لترمب، خاصة في ضوء تعهده بترحيل ملايين المهاجرين غير المسجلين، وفرض حملة مشددة على الحدود بــ الـــولايـــات المـتـحـدة والمـكـسـيـك». وتـسـاءل أحـــد المـسـتـشـاريـن: «مــــاذا تــعــرف (نـــويـــم) عن وكالة إدارة حالات الطوارئ الفيدرالية؟ ماذا تعرف عن الأمن الداخلي؟ إنها حاكمة ولاية ساوث داكوتا!». ورداً عـلـى مـثـل هـــذه الانـــتـــقـــادات، قالت الناطقة بـاسـم العملية الانـتـقـالـيـة، كـارولـ ليفيت، إن «الـشـعـب الأمـيـركـي أعـــاد انتخاب الـــرئـــيـــس تـــرمـــب بـــهـــامـــش مـــــــدوّ، مـــمـــا مـنـحـه تفويضا لتنفيذ الـوعـود الـتـي قطعها خلال الــحــمــلــة الانـــتـــخـــابـــيـــة، وتـــعـــكـــس اخـــتـــيـــاراتـــه الوزارية أولويته لوضع أميركا أولاً»، مضيفة أن الرئيس المنتخب «سيواصل تعيين رجال ونــــســــاء مـــؤهـــلـــ بــــدرجــــة عـــالـــيـــة يـتـمـتـعـون بــالمــوهــبــة والـــخـــبـــرة والمـــجـــمـــوعـــات المــهــاريــة اللازمة لجعل أميركا عظيمة مرة أخرى». جونراتكليف ويعد جون راتكليف الذي اختير مديراً لـ«سي آي إيه»، من الموالين المخلصين لترمب، وهــو مـن الـصـقـور الـبـارزيـن الـذيـن يتخذون مواقف متشددة من الصين. إذا نال مصادقة مـــجـــلـــس الــــشــــيــــوخ، فـــســـيـــكـــون أول شـخـص يشغل منصب مدير الاستخبارات الوطنية ومدير وكالة الاستخبارات المركزية. ويشرف ألف 21 بصفته الأخيرة على طاقم مكون من شخص يقدمون رؤى لصناع السياسات في الـــولايـــات المـتـحـدة حـــول الـتـهـديـدات الأمنية العالمية والصراعات من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط. وأعـــــلـــــن تـــــرمـــــب عـــــن خـــــيـــــاره فـــــي بـــيـــان يعكس القيمة التي يوليها للولاء الشخصي والإخــــــــــ ص لأولــــــويــــــات ســـيـــاســـتـــه. وأشــــــاد بـراتـكـلـيـف لــــدوره فيما سـمـاه تـرمـب «كشف الـــتـــواطـــؤ الـــروســـي المــــزيــــف»، فـــي إشـــــارة إلــى التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات . وأضاف: «أتطلع إلى أن 2016 الرئاسية لعام يكون جـون أول شخص على الإطـــ ق يخدم في أعلى منصبين استخباراتيين في بلادنا». وأحيطت ولاية راتكليف التي استمرت ثمانية أشـهـر بصفته مـديـراً للاستخبارات الوطنية بالجدال حول قراره رفع السرية عن وثائق استخبارية روسية غير مدققة زعمت أنها تُظهر أن المرشحة الرئاسية الديمقراطية هيلاري كلينتون وافقت على مخطط لخلق فضيحة تــربــط تــرمــب بـمـوسـكـو زوراً. وفـي ، أقر 2020 الأسـابـيـع التي سبقت انتخابات راتكليف بأن مجتمع الاستخبارات لم يحدد ما إذا كانت التقارير الروسية دقيقة، أو ربما حتى ملفقة. مايكهاكابي ورشح ترمب هاكابي ليكون سفيراً لدى إسـرائـيـل، قـائـً إن «مـايـك كــان موظفا عاما عظيما وحاكما و(رجـل دين بــارزاً) لسنوات عديدة». وأضاف أنه «يحب إسرائيل وشعب إســرائــيــل، وعـلـى نـحـو مـمـاثـل، يحبه شعب إســـرائـــيـــل. سـيـعـمـل مــايــك بـــ كــلــل مـــن أجــل تحقيق السلام في الشرق الأوسط!». وكـــان هـاكـابـي قـسـا مـعـمـدانـيـا، وشغل 1996 مــنــصــب حـــاكـــم أركـــنـــســـو بــــ عـــامـــي واحتفظ بمكانة سياسية عالية منذ 2007 و ذلك الحين. وعـن الحرب في غـزة، دعـا هاكابي إلى تبني خط متشدد ضد «حماس»، في تعليقه عــلــى جـــهـــود الــرئــيــس جـــو بـــايـــدن لـلـتـوسـط في اتفاق وقـف للنار الــذي من شأنه إطلاق الرهائن الذين تحتجزهم «حماس» وينهي الـــحـــرب فـــي غــــزة. وقــــال هــاكــابــي فـــي يونيو (حـزيـران) الماضي إن «حـمـاس» «غير قـادرة على إجراء مفاوضات مشرفة». الرئيسالتنفيذي لشركة «تيسلا» ومالك «إكس» إيلون ماسكفي أثناء اجتماع الرئيسالأميركي المنتخب دونالد ترمب مع الجمهوريين بمجلسالنواب في واشنطن (رويترز) واشنطن: علي بردى % 3 مخاوف من مطالبته الدول الأعضاء برفع مساهماتهم إلى عودة ترمب تضع «الأطلسي» أمام اختبار وجودي مــنــذ أن تــأكــد فــــوز دونـــالـــد تــرمــب في الانـــتـــخـــابـــات الـــرئـــاســـيـــة الأمـــيـــركـــيـــة، قـبـل أســـبـــوع، تــســود أجـــــواء مـــن الــقــلــق العميق في أوسـاط الحلف الأطلسي الذي كان أحد الأهداف المفضّلة التي درج الرئيس المنتخب على انتقادها خلال ولايته الأولى، حتى إنه هــــدّد فـــي إحــــدى المــنــاســبــات بــعــدم الـتـدخـل فـــي حــــال تــعــرضــت إحــــدى الـــــدول الأعــضــاء لعدوان روسي، مقوّضا بذلك مبدأ «الدفاع المــشــتــرك» الـــذي يُـشـكّـل الــركــيــزة الأسـاسـيـة التي تقوم عليها المنظمة الأطلسية. الــــســــيــــنــــاريــــوهــــات المــــطــــروحــــة حــالــيــا عـلـى طــاولــة الأمـــ الــعــام الـجـديـد للحلف، مــارك روتــه - مـن انكفاء واشنطن أطلسيا، مـع احـتـمـال تعليق عضويتها فـي منظمة الـــدفـــاع الـغـربـيـة الــتــي أنـشـأتـهـا فــي أعـقـاب الــــحــــرب الـــعـــالمـــيـــة الـــثـــانـــيـــة، إلــــــى تـقـلـيـص الانـتـشـار العسكري الأمـيـركـي فـي أوروبـــا، مــــروراً بــــ«صـــداقـــة» تــرمــب حــيــال المنظمات المتعددة الأطـــراف - تضع الحلف الأطلسي أمام اختبار وجودي تحت تهديدات الدولة الــتــي تـمـلـك قـــوة الـــــردع الـرئـيـسـيـة فـــي هـرم الدفاع الغربي. اتّصالات مكثّفة يـــــقـــــول مــــــســــــؤول رفـــــيـــــع فــــــي المـــنـــظـــمـــة الأطــــلــــســــيــــة، تـــــولّـــــى مـــنـــاصـــب حـــســـاســـة فـي السنوات الأخيرة: «سنبقى رهينة التكهّنات لفترة من الزمن، قبل أن نعرف نوايا الرئيس الأمــيــركــي الـعـائـد الـــذي يـهـوى ذلـــك بـقـدر ما يـــزداد نــفــوذه، والأحــــ ف العسكرية بحاجة إلــــى الـــيـــقـــ ، خـــاصّـــة فـــي مــثــل هــــذه المـرحـلـة الأمـنـيـة الـدقـيـقـة عـلـى الصعيدين الأوروبــــي والدولي». بعض الــدول الأعضاء في الحلف، مثل بولندا وتركيا، باشرت جولة من الاتصالات مع دول حليفة أساسية في المنظمة الأطلسية اســـتـــعـــداداً لمـــا ســيــكــون عـلـيـه مـشـهـد الـــدفـــاع الغربي بعد عودة ترمب إلى البيت الأبيض، لكن معظم المـــشـــاورات حــول تـداعـيـات ولايـة ترمب الثانية على الأمن والدفاع في أوروبا يدور داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي الذي من أعضائه إلى الحلف الأطلسي، 23 ينتمي حــيــث يـــوجـــد فـــريـــق عــمــل يــنــكــبّ مــنــذ أشـهـر عـلـى دراســــة الـسـيـنـاريـوهـات والـــــردود التي يقتضيها موقف الإدارة الأميركية الجديدة، خاصة في حال صحّت التوقعات بالتوصل إلى اتفاق بين ترمب وبوتين حول أوكرانيا. المــــــســــــؤولــــــون فــــــي الــــحــــلــــف الأطــــلــــســــي يترقبون سياسات مرشّح ترمب لمنصب وزير الدفاع، وهو المذيع في شبكة «فوكس نيوز» بيت هيغسيث، ويستعدون لبدء الاتصالات مــعــهــم، بــهــدف الــحــصــول عــلــى تــعــهــدات من الإدارة الـــجـــديـــدة، أو إقــنــاعــهــا بــــأن الـحـلـف حيوي أيضا بالنسبة للمصالح الأميركية. إلى جانب ذلك، تُجري الدول الحليفة الوازنة مــنــذ أشـــهـــر اتــــصــــالات مـــع الــــدائــــرة المـحـيـطـة بـــتـــرمـــب، وفـــريـــق حـمـلـتـه الانــتــخــابــيــة حــول نــــوايــــاه بـــشـــأن مــســتــقــبــل الـــحـــلـــف الأطــلــســي والتزامات واشنطن الأمنية تجاه أوروبا في حال عودته إلى البيت الأبيض. رهان ماركروته الأمـــ الـعـام الـجـديـد للحلف الأطلسي مــــــارك روتـــــــه، الــــــذي تـــربـــطـــه عــــ قــــات جــيــدة بـــدونـــالـــد تــرمــب عــنــدمــا كــــان رئــيــســا لــــوزراء هــــولــــنــــدا خـــــــ ل الــــــولايــــــة الأولــــــــــى لــلــرئــيــس الـــجـــمـــهـــوري، مـــرشـــح لـيـلـعـب دوراً أسـاسـيـا فـــي إرســـــاء الــعــ قــات الــدفــاعــيــة بـــ أوروبــــا والـــــولايـــــات المـــتـــحـــدة عـــلـــى أســـــس مــســتــقــرة، خـــاصـــة أنــــه كــــان أشـــــدّ المـــدافـــعـــ عـــن زيــــادة الإنــــفــــاق الـــعـــســـكـــري الأوروبـــــــــي تـــجـــاوبـــا مـع الـــــشـــــروط الـــتـــي كـــــان وضـــعـــهـــا تـــرمـــب لــعــدم التخلي عن التزامات واشنطن الدفاعية تجاه حلفائها. وخـــ ل ولايـتـه الأولــــى، اسـتـخـدم ترمب خــــطــــابــــا قــــاســــيــــا أوحـــــــــى فــــيــــه بــــاســــتــــعــــداده لــ نــســحــاب مـــن الــحــلــف الأطـــلـــســـي مـــن غير الــــلــــجــــوء إلـــــــى الــــتــــصــــويــــت عــــلــــى قــــــــــراره فــي الـكـونـغـرس، وكـــان قــد هـــدّد مــؤخــراً بـأنـه في حال عودته إلى البيت الأبيض لن يدافع عن في المائة 2 الـدول الأعضاء التي لا تخصص من إجمالي ناتجها القومي لميزانية الدفاع، في حال تعرضها لاعتداء من الخارج. لكن في الواقع، قدّمت الولايات المتحدة خـــ ل ولايـــة تـرمـب الأولــــى أسـلـحـة هجومية لأوكـــرانـــيـــا، وشـــاركـــت فـــي جـمـيـع المـــنـــاورات الــعــســكــريــة الأطـــلـــســـيـــة، وأنـــفـــقـــت عــلــى بـنـاء قـــواعـــد جـــديـــدة فـــي بــولــنــدا ودول البلطيق، مـــا يـعـنـي أن الــجــنــاح الأطــلــســي فـــي الــحــزب الجمهوري ما زالت له كلمة وازنة في تحديد السياسة الدفاعية. أولويات مختلفة بيد أن ترمب في ولايته الثانية يختلف عن ولايته الأولى، خاصة بالنسبة للسلطة الواسعة التي يتمتع بها بعد فوزه الكاسح على جميع الجبهات، وثمة خشية متزايدة من أن يجنح نحو «أحـاديـة شاملة» ويُبرم اتفاقا مع فلاديمير بوتين من غير أوكرانيا وحــلــفــائــه الأوروبـــــيـــــ . ورغـــــم أن الاعــتــقــاد الـسـائـد هــو أن تـرمـب لــن يـقـدم عـلـى سحب بـــ ده مـن الحلف الأطـلـسـي، فــإن ثمة مـن لا يستبعد إقدامه على خفض البنية التحتية الـعـسـكـريـة الأمــيــركــيــة فـــي أوروبـــــــا، خـاصـة الدفاعات الجوية والصاروخية التي يعتمد عــلــيــهــا الأوروبــــــيــــــون فــــي مـــواجـــهـــة الـخـطـر الروسي. غالبية الدول الأعضاء في الحلف تنفق فـي المـائـة مـن إجمالي 2 حاليا مـا يزيد عـن دولة)، لكن 32 من أصل 23( ناتجها القومي لا تـسـتـبـعـد الأوســــــاط الأطــلــســيــة أن يــبــادر تـرمـب إلـــى الـضـغـط عـلـى الـحـلـف لـرفـع هـذه في المائة خلال 3 في المائة أو 2.5 النسبة إلى القمة الأطلسية المقبلة. بروكسل: شوقي الريّس هل سينفذ سيناتور ساوث داكوتا مطالب ترمب؟ جون ثونزعيماً جديداً للجمهوريين في «الشيوخ» عــــــــامــــــــا، اخـــــتـــــار 18 لأول مــــــــــرة مـــــنـــــذ الـــجـــمـــهـــوريـــون فــــي مــجــلــس الـــشـــيـــوخ زعـيـمـا جـــديـــداً لـهـم بـعـد تـنـحـي مـيـتـش مـكـونـيـل عن .2007 مقعده الذي جلس فيه منذ عام وانـــتـــخـــب الــــحــــزب فــــي جــلــســة تـصـويـت مـغـلـقـة الـسـيـنـاتـور عـــن ســــاوث داكـــوتـــا جـون ثون، ليصبح زعيم الأغلبية في المجلس بعد مقعداً في الانتخابات التشريعية 53 فوزهم بـ التي تزامنت مع الرئاسية. وبهذا، يستعد زعيم الأغلبية المنتخب، عــــامــــا، لـــخـــوض غــمــار 63 الـــبـــالـــغ مــــن الـــعـــمـــر المـــعـــارك الـتـشـريـعـيـة. فــرغــم أن الـجـمـهـوريـ تمكنوا من انتزاع الأغلبية في المجلسين، فإن هـذه الأغلبية ضئيلة جـداً في «الــنــواب»، كما أنها لا تصل إلى عدد الستين مقعداً المطلوب في «الشيوخ» لتخطي عراقيل حـزب الأقلية، مــا يعني أنـــه سـيـكـون بـحـاجـة إلـــى مــد غصن الزيتون للديمقراطيين بهدف إقــرار مشاريع قـــوانـــ ، أو المـــصـــادقـــة عــلــى تـعـيـيـنـات تـرمـب الرئاسية. تعيينات «فترة الاستراحة» ولــــعــــلّ الـــتـــحـــدي الأبـــــــرز الــــــذي ســيــواجــه ثـــون هــو أســلــوب المــصــادقــة عـلـى التعيينات الـرئـاسـيـة. فمجلس الـشـيـوخ معني، بحسب الـــــدســـــتـــــور، بــــالمــــصــــادقــــة عــــلــــى الـــتـــعـــيـــيـــنـــات الــــوزاريــــة والمــنــاصــب الــفــيــدرالــيــة، بـاسـتـثـنـاء بـعـض الـتـعـيـيـنـات الــرئــاســيــة كـالمـسـتـشـاريـن والمـــــبـــــعـــــوثـــــ . لــــكــــن تــــصــــريــــحــــات الــــرئــــيــــس المنتخب دونالد ترمب التي دعا فيها الزعيم الــجــمــهــوري إلــــى فــتــح الـــبـــاب أمـــــام تعيينات رئـاسـيـة فــي فــتــرة اســتــراحــة الــكــونــغــرس، أي من دون مصادقة الشيوخ، سلّط الضوء على ثغرة دستورية استغلّها الرؤساء السابقون لاخــتــيــار أســـمـــاء مــثــيــرة لــلــجــدل، أو لتخطي المساءلة التشريعية. فالدستور الأميركي يسمح بما يسمى «تـعـيـيـنـات الاســـتـــراحـــة»، فــي بـنـد يـهـدف إلـى الـــســـمـــاح لــلــرئــيــس بـــمـــلء مــنــاصــب حـكـومـيـة شــــاغــــرة عـــنـــدمـــا يـــتـــخـــذ الـــكـــونـــغـــرس فـــتـــرات اســــتــــراحــــة طــــويــــلــــة، كـــمـــا جــــــرت الـــــعـــــادة فـي المـاضـي حـ كــان المجلس التشريعي ينعقد أشــهــر فــقــط. لـكـن المـعـطـيـات تـغـيّـرت 9 لـفـتـرة فــــي الأعـــــــــوام الأخــــــيــــــرة، إذ أصـــبـــحـــت فـــتـــرات الاســـتـــراحـــة الـتـشـريـعـيـة أقــــل، وتـقـتـصـر على العطل الفيدرالية والأعياد الوطنية، إلا أن هذا لم يُغيّر من المعادلة الدستورية التي تسمح بتعيينات من هـذا النوع، مع الإشــارة إلـى أن أي تعيين مماثل لديه فترة صلاحية تنتهي مـع نهاية دورة الـكـونـغـرس، أي لعامين فقط على أبعد تقدير، بعد ذلك يتعّ على الرئيس أمّـــا إعـــادة تسمية المـرشـح أو تعيينه مجدداً خلال فترة الاستراحة. تعييناتسابقة تــــــرمــــــب لـــــيـــــس الــــــرئــــــيــــــس الأول الـــــــذي يـسـعـى لاسـتـعـمـال هـــذه الـثـغـرة الـدسـتـوريـة، فـبـاسـتـثـنـائـه وبــاســتــثــنــاء الـــرئـــيـــس الـحـالـي جــو بــايــدن، اعـتـمـد الـــرؤســـاء الـسـابـقـون على تــعــيــيــنــات فــــي فـــتـــرة اســــتــــراحــــة الـــكـــونـــغـــرس تخطوا فيها مصادقة مجلس الشيوخ. وقام تــعــيــيــنــا، أبـــرزهـــم 171 جـــــورج بــــوش الابـــــن بـــــــ جـــون بـولـتـون فــي مـنـصـب مــنــدوب الــولايــات المتحدة فـي الأمــم المـتـحـدة، فـي حـ عــّ بيل مرشحا خــ ل الاسـتـراحـة، أما 139 كلينتون تعيينا مماثلاً، 32 بـــاراك أوبــامــا فقد أجـــرى إلى أن اصطدم بحائط المعارضة الجمهورية التي نقلت المسألة إلى المحكمة العليا متهمة الرئيس بتخطي صلاحياته. ، حكمت المحكمة العليا 2014 وفــي عــام ضد أوباما في هذا الملف، الأمر الذي حال دون استعمال ترمب وبايدن لهذه الصلاحيات. جلساتصورية الــســبــب فـــي هــــذا الــــقــــرار هـــو أن مجلس الـــشـــيـــوخ اعـــتـــمـــد عـــلـــى إجــــــــراء مـــعـــرقـــل لــهــذه التعيينات، عبر عقد جلسات صورية يطلق عليها اسم «برو فورما»؛ حيث يتم عقد جلسة لا تتخطى مدتها الدقيقة بحضور سيناتور واحــد فقط خـ ل فترات الاستراحة الطويلة، للحرص على ألا يغيب المجلس عن جلساته أيام، وهي الفترة التي تسمح 10 لفترة تتعدى لـلـرئـيـس بــإجــراء تعيينات رئـاسـيـة مــن دون مصادقة الشيوخ. ويــكــمــن الـــتـــحـــدي الأســــاســــي فـــي مطلب تـــــرمـــــب الـــــســـــمـــــاح بـــتـــعـــيـــيـــنـــات خــــــــ ل فـــتـــرة الاســـــتـــــراحـــــة فـــــي مــــعــــارضــــة الـــديـــمـــقـــراطـــيـــ لتوجه من هـذا الـنـوع. فرفع جلسات مجلس الشيوخ يتطلب موافقة مجلس النواب كذلك، وقـد يكون هـذا صعب المـنـال فـي ظـل الأغلبية الـشـحـيـحـة الـــتـــي يـتـمـتـع بــهــا الــجــمــهــوريــون هناك. لكن ترمب يحمل خطة أخرى بجعبته، ، وهــــــي أن 2020 لـــــــوّح بــتــطــبــيــقــهــا فـــــي عــــــام يستعمل صلاحياته الرئاسية لرفع جلسات الـــكـــونـــغـــرس فــــي حـــــال عـــــدم تــــوافــــق مـجـلـسـي الشيوخ والنواب على تاريخ معين لذلك. ومما لا شك فيه أن أي خطوة من هذا النوع ستحمل مـعـهـا تــحــديــات دســـتـــوريـــة وقــانــونــيــة، نـظـراً لغموض هذه الصلاحيات في نص الدستور الأميركي. مجلسالنواب لـم يغب الرئيس الأميركي المنتخب عن أجــــــواء مـجـلـس الــــنــــواب، إذ حــضــر شخصيا اجـــتـــمـــاع الــجــمــهــوريــ المــغــلــق هـــنـــاك، رامــيــا بثقله وراء رئــيــس المـجـلـس مــايــك جـونـسـون الـــذي سـيـعـاد انـتـخـابـه فــي المـجـلـس الـجـديـد. فــجــونــســون حــلــيــف مــهــم لــتــرمــب فـــي سعيه لإقـــرار أجـنـدتـه، وربـمـا تغيير بعض القواعد فـــــي المــــجــــلــــســــ . ورافـــــــق ترمب في زيارته إيلون مــــــاســــــك، الــــــــــذي عـــيّـــنـــه فـــــي مـــنـــصـــب مــــســــؤول عـــــــن دائـــــــــــــرة الـــــكـــــفـــــاءة الحكومية. واشنطن:رنا أبتر تمثل هذه الترشيحات جزءاً من تعيينات أوسع نطاقاً لمن يوصفون بأنهم «ترمبيون»
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky