issue16788
10 NEWS ASHARQ AL-AWSAT العالمعلى توقيتترمب Issue 16788 - العدد Thursday - 2024/11/14 الخميس « » باحثون لـ : تعيينات الرئيس الأميركي المنتخب تشير إلى موقفصارم من إيران طهران أمام تحدي مواصلة سياساتها أو التفاوضمع ترمب مـــــن غــــيــــر الــــــواضــــــح حــــتــــى الآن طــبــيــعــة السياسة التي سيعتمدها الرئيس الأميركي المنتخب، دونــالــد تـرمـب، تـجـاه إيــــران. غير أن مـواقـفـه الـتـي رددهـــا خــال حملته الانتخابية تشير إلى أن احتمال عودته إلىسياسات عهده الأول قد يكون الأكثر ترجيحاً. ورغم أنه غالباً مـا يتحدث عـن قـدرتـه على عقد «الـصـفـقـات»، فإنه قـال بعد الإدلاء بصوته في الانتخابات، الأســـبـــوع المـــاضـــي، إنـــه «لا يـسـعـى إلـــى إلـحـاق الضرر بإيران»، إلا أنه أضاف: «شروطي سهلة لـلـغـايـة. لا يمكنهم امــتــاك ســـاح نــــووي. أود منهم أن يكونوا دولة ناجحة للغاية». وفــيــمــا تـــبـــدو خـــيـــارات إيــــــران ضـيـقـة في هذا المجال، يرى باحثون أميركيون حاورتهم «الشرق الأوسط» أن الأمر يعتمد على استجابة طـهـران للضغوط، فـي ظـل فريق متشدد عينه تـرمـب لإدارة مـلـف الأمـــن الـقـومـي وسـيـاسـاتـه الـــخـــارجـــيـــة. يـــقـــول الــــدكــــتــــور مـــاثـــيـــو لـيـفـيـت، الباحث في «معهد واشنطن لـدراسـات الشرق الأدنــــى»، إن تـرمـب لـم يـوضـح بعد سياساته، لـكـن تـعـيـيـنـاتـه الــجــديــدة تــبــدو مــتــشــددة ضد إيــــران. ومـــن جـهـتـه، يـرجـح بــرايــان كاتوليس، الباحث في معهد الشرق الأوســط بواشنطن، أن تـسـتـمـر طـــهـــران فـــي ســيــاســاتــهــا لـلـحـفـاظ على الضغط على الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض الدول العربية. فــــي المـــقـــابـــل، يـــقـــول بـــهـــنـــام بــــن طــالــبــلــو، الـبـاحـث فـي الـشـأن الإيــرانــي بمؤسسة الـدفـاع عـــن الـــديـــمـــقـــراطـــيـــات فـــي واشـــنـــطـــن المــحــســوب على الجمهوريين: «علينا ألا نخطئ؛ فالنظام مــــرعــــوب مـــمـــا قــــد يــعــنــيــه اســـتـــئـــنـــاف سـيـاسـة الضغط الأقــصــى، حتى لـو اقتصر الأمـــر على العقوبات الاقتصادية». خيارات مكلّفة وفي تفسيرهم لمعنى «الدولة الناجحة»، بدا الارتباك واضحاً في تصريحات المسؤولين الإيرانيين؛ خصوصاً أن التنازلات التي يمكن تقديمها لعقد صفقة كهذه مع ترمب تبدو كلها خــيــارات صعبة ومـكـلـفـة، وقـــد تــعــرّض طـهـران فــي نـهـايـة المــطــاف لمـخـاطـر جـسـيـمـة، فــي حـال تخليها عن المشروع النووي أو عن الجماعات المسلحة الحليفة. بالنسبة لبقية الـعـالـم، قد تبدو الصورة أكثر وضوحاً؛ فشعار «لنجعل أمـــيـــركـــا عـظـيـمـة مــــرة أخــــــرى» ســيــتــحــدد بــنــاءً عليه السياسة الـخـارجـيـة لـلـولايـات المتحدة، عـلـى مـــدى الــســنــوات الأربـــــع المـقـبـلـة. ورغــــم أن البعض يعتقد أن ولايــة ترمب الأولـــى توضّح تـفـضـيـاتـه، فــإنــه مـــن المـــرجـــح أن تــكــون هـنـاك اخــتــافــات مــع ولايــتــه الـثـانـيـة؛ خـصـوصـ من خــال تشكيل فريق أمنه القومي وإدارة ملف سياساته الخارجية، الذي سيأخذ في اعتباره تـغـيّـر الــعــالــم عــمّــا كـــان عـلـيـه عـنـد بـــدء ولايـتـه الأولى، بالإضافة إلى الجهات الفاعلة التي نما دورها مؤخراً. صقور في السياسة الخارجية فـــي ولايـــتـــه الأولـــــــى، انــســحــب تـــرمـــب من الاتــــفــــاق الــــنــــووي مــــع إيــــــــران، وفــــــرض عـلـيـهـا عقوبات اقتصادية صارمة، وأمر بتوجه ضربة جــويــة قــضــت عــلــى الـــجـــنـــرال قــاســم سليماني الـعـقـل المــدبــر لعمليات «الــحــرس الـــثـــوري» في الخارج. وعكست تعيينات فريق أمنه القومي وسـيـاسـاتـه الـخـارجـيـة أن الــخــط تــجــاه إيـــران قـــد يـــكـــون أقـــســـى، بــالــنــظــر إلــــى ســـجـــات هــذه الــشــخــصــيــات؛ خــصــوصــ الــســيــنــاتــور مــاركــو روبيو، الذي قد يعينه ترمب وزيراً للخارجية؛ فقد بنى روبيو سمعته باعتباره أحد صقور الـسـيـاسـة الـخـارجـيـة فــي الــحــزب الـجـمـهـوري، وعبّر عن مواقف صارمة تجاه الصين وإيـران وفنزويل وكـوبـا، ما عكس نهجاً «هجومياً»، لا سيما فيما يتعلق بـالـشـرق الأوســــط. وفـي مقابلة أُجـريـت معه فـي وقــت سـابـق مـن العام الــحــالــي، قـــال روبـــيـــو إن سـيـاسـتـه الـخـارجـيـة تــــطــــوّرَت؛ إذ «يـــبـــدو الــعــالــم مـخـتـلـفـ عـمـا كـان عـامـ »، وأصـبـح أكثر 15 أو 10 أو 5 عليه قبل انسجاماً مع رؤية ترمب. محرّكعدم الاستقرار خـــــال مــقــابــلــة مــــع شــبــكــة «ســـــي إن إن»، قــال المبعوث الأمـيـركـي السابق لـشـؤون إيــران، بــرايــان هـــوك، الـــذي شـغـل منصبه خـــال إدارة ترمب الأولى، ويُعتقد أنه سيعود إليه مجدداً، إن الرئيس المنتخَب «ليست لديه مصلحة في تغيير النظام بإيران»، لكنه «مقتنع أيضاً بأن المـــحــرك الـرئـيـسـي لــعــدم الاســـتــقــرار فــي الـشـرق الأوســط هو النظام الإيـرانـي». ويقول الدكتور ماثيو ليفيت إنه لا يزال من غير الواضح كيف ســتــبــدو ســيــاســة إدارة تــرمــب الـــجـــديـــدة تـجـاه إيران. وأضاف، في حديث مع «الشرق الأوسط»، أنــه يـبـدو أن تـرمـب يعين أشخاصاً لديهم آراء صارمة بشأن إيران في مناصب رئيسية. ومع ذلك، قال ترمب إنه يريد إنهاء الحروب، وليس خــوضــهــا، وأكــــد أثــنــاء حملته الانـتـخـابـيـة أنـه سيتفاوض على صفقة مع إيــران. من ناحيته، يقول براين كاتوليس، إن التعيينات المختلفة لــفــريــق الأمـــــن الـــقـــومـــي قـــد تـشـيـر إلــــى «صــقــور مــعــيّــنــ » فــــي الــنــهــج المــقــبــل مــــن إدارة تـرمــب الجديدة، عندما يتعلق الأمر بإيران. ويضيف، في حديث مع «الشرق الأوسط»، أنه من الصعب التأكد بدرجة عالية من اليقين، لأن ترمب هو صانع الـقـرار النهائي، وقــد يكون غير متوقّع ومتقلباً في بعض الأحيان. هل تغيّر إيرانسياساتها؟ يـــنـــقـــل عــــن مــــســــؤولــــ إيــــرانــــيــــ قــولــهــم بــــوجــــود «اســتــراتــيــجــيــتــ مــتــنــافــســتــ » فـي دوائـر السياسة الإيرانية؛ إحداهما تدعو إلى المضي قدماً في التحدي وتعزيز ميليشياتها بالوكالة فـي الـشـرق الأوســـط، والأخـــرى تدعو إلى التفاوض مع ترمب. يرى كاتوليس أنه من المرجح أن «تستمر إيران في استخدام شبكتها الواسعة من الجماعات الإرهابية والميليشيات للحفاظ على الضغط على الــولايــات المتحدة وإســرائــيــل وبـعـض الــــدول الـعـربـيـة». وأضـــاف أن إيــــــران قـــد تـتـبـنـى نـــبـــرة مــخــتــلــفــة، وتـشـيـر إلــى اسـتـعـدادهـا للتعامل مـع فـريـق تـرمـب في مواجهة الضغوط، لكن «من الصعب تصور أن النظام الحالي، الذي تحركه آيديولوجية ولاية الفقيه، سيغير استراتيجيته الأساسية التي حافظ عليها لعقود من الزمن». مخاوففيطهران في المقابل، يقول بهنام بن طالبلو: «علينا أّ نــخــطــئ؛ فــالــنــظــام مـــرعـــوب مــمــا قـــد يعنيه استئناف سياسة الضغط الأقـصـى، حتى لو اقتصر الأمر على العقوبات الاقتصادية». ويـضـيـف طـالـبـلـو فــي حــــوار مــع «الــشــرق الأوســــط»: «فــي نهاية المــطــاف، هــذا نـظـام كان يــــحــــاول قـــتـــل الـــرئـــيـــس المـــنـــتـــخَـــب عـــنـــدمـــا كـــان مرشحاً، ومن غير المرجح أن تتفاوض طهران بحسن نية مع إدارة ترمب». بل من المحتمل أن «تحاول طهران تنفيذ ســيــاســة الــضــغــط الأقـــصـــى الــخــاصــة بــهــا، من خـال التهديد بصراع أوسـع والتصعيد، كما . في محاولة لإجبار 2019 ) فعل في مايو (أيار إدارة ترمب على التخلي عن سياسة الضغوط أو استيعاب تصعيد إيـــران». ويرجح طالبلو أن تـكـون إدارة تـرمـب مـأهـولـة بـــآراء وأصـــوات مـخـتـلـفـة تــمــثــل الـــحـــزب الـــجـــمـــهـــوري المــتــنــوّع الـــيـــوم، ولــكــن كـيـف سـتـتـقـاطـع هـــذه الأصــــوات بــعــضــهــا مــــع بـــعـــض، فــــي ظــــل تـــبـــايـــن مـــواقـــف بعضها منفتح دولياً وبعضها انعزالي، فهذا ما ستكشف عنه الأيام. (أ.ب) 2018 مايو 8 ترمب يعرضمذكرة وقّعها للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في واشنطن: إيلي يوسف إيران تتطلع لـ«مسار جديد» مع «الذرية الدولية» تـــســـعـــى إيــــــــران لـــتـــأســـيـــس مــــســــار جــديــد لــلــتــعــاون مـــع مـــديـــر الـــوكـــالـــة الـــدولـــيـــة لـلـطـاقـة الــــذريــــة، رافـــائـــيـــل غــــروســــي، الـــــذي وصــــل إلــى طـهـران أمــس لإجـــراء مباحثات حــول القضايا العالقة، عقب تحذيره من أن «هوامش المناورة بدأت تتقلص» بشأن برنامج إيران النووي. وتــــهــــدف زيـــــــارة غــــروســــي لـــطـــهـــران لأول مــــرة مــنــذ مـــايـــو (أيــــــار) إلــــى عــقــد «اجــتــمــاعــات عالية المستوى» مع الحكومة الإيرانية وإجراء «مباحثات تقنية تشمل كل الجوانب»، حسبما أكدت الوكالة التابعة للأمم المتحدة في بيان. وأكـــــد وزيـــــر الــخــارجــيــة عـــبـــاس عـراقـجـي على هامش اجتماع الحكومة أن الزيارة تأتي في وقت مناسب للغاية، مع أمل في «التوصل إلــى اتـفـاقـات حــول بعض الـخـافـات المـوجـودة وكيفية التعاون المستقبلي». وقـــال عراقجي للصحافيين على هامش اجــتــمــاع الــحــكــومــة الأربــــعــــاء: «بــالــطــبــع هـنـاك بعض المشكلت والاختلفات في التعاون مع الوكالة الدولية، لكننا نعتقد أن زيارة غروسي تأتي في وقت مناسب جـداً، وقد تم التخطيط لهذه الزيارة منذ فترة». ونوّه عراقجي بأن غروسي يتمتع «بروح إيــجــابــيــة بـــنـــاء عــلــى مـــا نـقـلـه زمــــاؤنــــا الــذيــن تـحـدثـوا معه فـي فيينا». وأضــــاف: «نـأمـل من خـــال ذلـــك أن نـتـمـكـن مـــن وضـــع مــســار جـديـد للتعاون بين إيران والوكالة الدولية». بـــــعـــــد وصــــــــــــول الــــــرئــــــيــــــس الإصــــــاحــــــي بــزشــكــيــان فـــي أغــســطــس (آب)، أبـــــدت طــهــران استعدادها لاستئناف المحادثات. من جانبه، كـرّر غروسي دعوته لإجـــراءات «ملموسة» من إيران للتعاون، حيث خفضت طهران تعاونها مع الوكالة وأزالـــت كاميرات المراقبة وسحبت اعتمادات بعض المفتشين. وقـــــــــال غـــــــروســـــــي، الــــــثــــــاثــــــاء، لــــــ«وكـــــالـــــة الــصــحــافــة الــفــرنــســيــة» إنــــه يــجــب عــلــى إيــــران «أن تفهم أن الوضع الـدولـي يــزداد تـوتـراً، وأن هوامش المناورة بدأت تتقلص، وأن إيجاد سبل للتوصل إلى حلول دبلوماسية أمر ضروري». وأضـــاف أن طـهـران تسمح بالتفتيشات، لكن هناك حاجة للمزيد من الشفافية بسبب طموح البرنامج النووي الإيراني. وقـــال غــروســي فــي مـقـابـلـة، الــثــاثــاء، مع قـــنـــاة «ســــي إن إن» الأمـــيـــركـــيـــة إن الإيـــرانـــيـــ «يمتلكون كميات كبيرة من المواد النووية التي يمكن استخدامها لتصنيع أسلحة نـوويـة»، مضيفاً: «ليست لديهم أسلحة نووية في هذه المرحلة». وأعــربــت طــهــران مــؤخــراً عــن اسـتـعـدادهـا للتعاون مع الوكالة لحل القضايا العالقة دون تقديم تفاصيل. تـأتـي زيـــارة غـروسـي فـي وقــت حساس، بعد إعــادة انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي تبنى سياسة «الضغوط القصوى» ضد إيران في ولايته الأولى، وشدد مؤخراً على ضرورة منعها من امتلك سلح نووي. حاول غروسي زيارة طهران في سبتمبر الماضي لإجـراء محادثات مع الرئيس مسعود بزشكيان، لكن طهران لم تستجب. فـي نهاية الشهر ذاتـــه، أعلن غـروسـي أن إيـــران تـبـدو مستعدة لاستئناف المـفـاوضـات، لكنها ترفض عودة مفتشي الوكالة الذرية إلى المـــواقـــع. وكــانــت آخـــر زيــــارة لـغـروسـي لطهران كانت في مايو (أيار). تــــم إبـــــــرام الاتــــفــــاق الــــنــــووي بــــ طـــهـــران ، ورفــع العقوبات عن 2015 قـوى كبرى فـي 6 و إيران مقابل تقييد أنشطتها النووية. لكن بعد ، أعــاد 2018 انــســحــاب تــرامــب مــن الاتـــفـــاق فــي فـــرض الــعــقــوبــات، وردت إيــــران بـالـتـراجـع عن التزاماتها وزيادة التخصيب. ، اتخذت 2021 مع بداية ولايــة بايدن في إيـــــــران خــــطــــوات كـــبـــيـــرة لــتــوســيــع بــرنــامــجــهــا الــــــنــــــووي، مـــثـــل رفــــــع تـــخـــصـــيـــب الــــيــــورانــــيــــوم فـــي المـــائـــة، وهـو 60 فـــي المـــائـــة ثـــم إلـــى 20 إلـــى في المائة المطلوب لصنع 90 مستوى قريب من ســــاح نـــــــووي. كــمــا أوقـــفـــت طـــهـــران الـعـمـل بـالـبـروتـوكـول الإضـــافـــي، ومـنـعـت تسليم تسجيلت كاميرات المراقبة في منشآتها النووية وأوقفت كاميرات إضافية. وخلل عهد بايدن، فشلت المحادثات غير المباشرة بــــ إيـــــــران وأمـــيـــركـــا فــــي إحــــيــــاء الاتـــفـــاق النووي. ومـــــع تــــزايــــد الـــتـــوتـــر مــــع إســـرائـــيـــل، طرحت أصوات في طهران إمكانية تعديل الـسـيـاسـة الــنــوويــة، ودعــــا بـعـض أعـضـاء الــــبــــرلمــــان المــــرشــــد عـــلـــي خــامــنــئــي لإعـــــادة الــنــظــر فـــي فـــتـــواه الـــتـــي تـــحـــرم اســتــخــدام أسلحة الدمار الشامل. كانت هذه الفتوى على لسان 2003 قـد ظـهـرت لأول مــرة فـي كبير المفاوضين الإيرانيين حينها، حسن روحاني، أثناء مفاوضات مع «الترويكا» الأوروبــيــة. ويصر المسؤولون الإيرانيون عـــلـــيـــهـــا كــــضــــمــــانــــة لـــســـلـــمـــيـــة الــــبــــرنــــامــــج الـنـووي، إلا أن الحديث عن تغيير المسار أثـــــار شــكــوكــ حــــول قـــوتـــهـــا. وحـــــذر وزيـــر الــــــدفــــــاع الإســــرائــــيــــلــــي يسرائيل كاتس من أن طــهــران أصـبـحـت أكثر عــرضــة لــضــربــات على منشآتها النووية. لندن - طهران: «الشرق الأوسط» عراقجي: يجب تقليل تكاليف الخلافات مع أميركا طهران تُحذر ترمب من العودة إلى استراتيجية «الضغوط القصوى» حــــــذرت طــــهــــران الـــرئـــيـــس الأمـــيـــركـــي المـنـتـخـب دونـــالـــد تـــرمـــب، مـــن أن تـجـريـب نسخة ثانية من استراتيجية «الضغوط القصوى» سيؤدي إلى «فشل أكبر». ويـــــســـــود تــــرقــــب فـــــي طـــــهـــــران بـــشـــأن الــســيــاســة الـــخـــارجـــيـــة الـــتـــي سينتهجها تـــرمـــب، بــشــأن مــفــاوضــات إحـــيـــاء الاتــفــاق النووي ورفـع العقوبات. وقالت المتحدثة باسم الحكومة، فاطمة مهاجراني، على هامش اجتماع الحكومة: «نـوصـي إدارة ترمب بعدم تكرار المسار السابق». ونقلت وكـالـة «مـهـر» عـن مهاجراني قـــولـــهـــا إن «الـــــطـــــرف الـــــــذي انـــســـحـــب مـن الاتفاق لم يكن إيران بل الولايات المتحدة». وأضـــــافـــــت: «تــــرمــــب جــــــرّب ســـابـــقـــ مــســار الضغوط القصوى، ورأى أنـه لم يـؤدّ إلى نتيجة... نصيحتنا للسيد ترمب ألا يُعيد تجربة فاشلة». وشــددت مهاجراني على أن «السياسات العامة ستستمر بمتابعة وإشراف من المرشد علي خامنئي». مــــن جـــانـــبـــه، حــــــذّر وزيــــــر الــخــارجــيــة عباس عراقجي، إدارة ترمب من أن تطبيق «نــســخــة ثــانــيــة مـــن الــضــغــوط الــقــصــوى» سيؤدي إلى «فشلٍ أكبر». وكــــتــــب عــــراقــــجــــي فـــــي مـــنـــشـــور عـلـى مـنـصـة «إكــــــس» أن «الــنــســخــة الأولــــــى من ســــيــــاســــة الــــضــــغــــوط الــــقــــصــــوى واجــــهــــت مـــقـــاومـــة قـــصـــوى، وفــــي الـــنـــهـــايـــة، انـتـهـت بفشلٍ كبير للولايات المتحدة». وأضـــاف: «هــل تحتاجون إلــى دليل؟ تـكـفـي مـــقـــارنـــة وضــــع الــبــرنــامــج الـــنـــووي قـبــل وبــعــد مـــا تـسـمـى سـيــاسـة الـضـغـوط الــقــصــوى. مـحـاولـة تنفيذ (نـسـخـة ثانية مـن الضغوط القصوى) لـن تــؤدي إلا إلى نسخة ثانية من الفشل الأكبر. من الأفضل أن تـــجـــرّبـــوا الــعــقــانــيــة الـــقـــصـــوى، فـهـي لصالح الجميع». يــــأتــــي ذلــــــــك، بــــعــــدمــــا دعـــــــا الـــرئـــيـــس الإيــــرانــــي مــســعــود بــزشــكــيــان، إلــــى إدارة «ساحة المعركة» و«العلقات» مع الولايات المـــتـــحـــدة. وعــقــد بـزشـكـيـان اجـتـمـاعـ مع وزراء خـــارجـــيـــة إيــــــران الــســابــقــ وكــبــار المــــســــؤولــــ فــــي الــــــــــوزارة حـــالـــيـــ ، لـبـحـث المـــوقـــف مـــن فـــوز تـــرمـــب، قـــال فــيــه: «شئنا أم أبـــيـــنـــا، ســيــتــعــ عــلــيــنــا الـــتـــعـــامـــل مـع الولايات المتحدة على الساحتين الإقليمية والـــدولـــيـــة، لـــذا مــن الأفــضــل أن نــديــر هـذه العلقة بأنفسنا». وأضاف: «يتعين علينا أن نتعامل مع أصدقائنا بكرم وأن نتعامل مع أعدائنا بالصبر». وفــــــي هــــــذا الــــســــيــــاق، قــــــال عـــراقـــجـــي لــــلــــصــــحــــافــــيــــ عـــــلـــــى هــــــامــــــش اجــــتــــمــــاع الـحـكـومـة، الأربـــعـــاء، إنـــه «يــجــب أن ندير الأمور لتقليل تكاليف الخلفات بين إيران وأمـيـركـا». ولـفـت عـراقـجـي إلــى أن «هناك دائـمـ قـنـوات اتـصـال بـ إيـــران وأمـيـركـا. في بعض الأحيان، تكون الخلفات بيننا وبـــ أمــيــركــا جــوهــريــة وأســاســهــا عميق وقـــد لا تــكــون قـابـلـة لـلـحـل، لـكـن يـجـب أن نُدير الأمور لتقليل تكاليف هذه الخلفات وتــقــلــيــل الــــتــــوتــــرات». وأضــــــاف عــراقــجــي: «لـقـد قلنا مـــراراً وتـــكـــراراً؛ مـا يهمنا ليس مــا يعلنه المــســؤولــون الأمـيـركـيـون بــل ما يفعلونه عملياً». ووجه انتقادات إلى الإدارة الأميركية الــحــالــيــة لأنـــهـــا «أعـــلـــنـــت عــــدة مـــــرات أنـهـا تسعى لوقف إطلق النار في غزة ولبنان، لـــكـــن لــــم تــتــحــقــق أي نـــتـــيـــجـــة». وقـــــــال إن «هـــــذا قـــد يـــكـــون بـسـبـب نــفــاقــهــم، أو عــدم قدرتهم على فـرض وقـف إطــاق الـنـار، أو كـا الأمــريــن مـعـ ». ولا يستبعد محللون ومصادر مطلعة في إيران إمكانية حدوث انــفــراجــة بــ طــهــران وواشــنــطــن فــي عهد تــــرمــــب، ولـــكـــن دون اســـتـــعـــادة الـــعـــاقـــات الدبلوماسية. لــــكــــن الــــســــيــــاق الــــجــــيــــوســــيــــاســــي فــي منطقة الـشـرق الأوســـط صــار أكـثـر قتامة، ولــم يسمح بــأي انـفـراجـة دبلوماسية منذ أن هــاجــمــت حـــركـــة «حــــمــــاس»، المـتـحـالـفـة مع إيـــران، جنوب إسرائيل في السابع من ؛ مـمـا عجّل 2023 ) أكـتـوبـر (تـشـريـن الأول بحرب غزة، وأيضاً مع زيادة طهران دعمها العسكري للحرب الروسية في أوكرانيا. عراقجيخلال مشاركة باجتماع الحكومة أمس(الرئاسة الإيرانية) لندن - طهران: «الشرق الأوسط» «من الأفضل أن تجرّبوا العقلانية القصوى فهي لصالح الجميع»
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky