issue16786
11 NEWS ASHARQ AL-AWSAT العالمعلى توقيتترمب Issue 16786 - العدد Tuesday - 2024/11/12 الثلاثاء « » الأولى داعمة شرسة لإسرائيل والثاني عرّاب الترحيل ترمب يختار مندوبته في الأمم المتحدة و«قيصراً» للهجرة بدأ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد تـرمـب، تشكيل فريقه الـــذي سيحيط بـه في البيت الأبيض، فطلب من النائبة الجمهورية إليز ستيفانيك، أن تتسلّم منصب مندوبة بــالأمــم المـتـحـدة، وقـــال تــرمــب: «يـشـرفـنـي أن أســمّــي إلـيـز ستيفانيك لـتـكـون فــي وزارتـــي مندوبةً أميركية في الأمــم المتحدة»، وتابع فـــي تــصــريــح لــــ«نـــيـــويـــورك بــــوســــت»: «إلــيــز مقاتلة قوية جداً، وصارمة وذكية في حركة أميركا أولاً». وبهذا يكون ترمب قد اختار وجهاً يُعدّ من المدافعين الشرِسين عنه في الكونغرس، فستيفانيك التي تترأس المؤتمر الجمهوري في مجلس الـنـواب، أثبتت ولاءهــا للرئيس السابق خلال مساعي عزله في الكونغرس، كما اعـتـرضـت على نتائج الانـتـخـابـات عام ، ورفــضــت المــصــادقــة عليها بمجلس 2020 النواب. داعمةلإسرائيل وسياسة الضغط القصوى لــكــن مـــواقـــف سـتـيـفـانـيـك، الــبــالــغــة من عــامــ ، والــتــي كـانـت أصـغـر نائبة 40 الـعـمـر ، لا 2014 يتم انتخابها للكونغرس في عـام تقتصر على دعمها غير المــشــروط لترمب، بل تتعدّاه لتشمل تأييداً شرساً لإسرائيل، ومـعـارضـة حـــادة لإيــــران، وبـــدا هــذا واضحاً مــن خـــ ل مـواقـفـهـا الـعـلـنـيـة، الــتــي رافقتها تــصــريــحــات مـتـتـالـيـة عــلــى مـنـصـة «إكــــس» (تـويـتـر سـابـقـ )، ففي ملف الـشـرق الأوســط كتبت ستيفانيك: «إدارة بــايــدن - هـاريـس تــعــلــم أن الــســلــطــة الــفــلــســطــيــنــيــة مـسـتـمـرة بــالــدعــم المـــالـــي لــإرهــابــيــ الـــذيـــن يـقـتـلـون الإســرائــيــلــيــ ... لـحـسـن الــحــظ فـــإن مـكـافـأة الإدارة للفلسطينيين على حساب حليفتنا العظيمة إسرائيل ستصل إلى نهايتها». وعــــــن إيـــــــــران تــــقــــول ســـتـــيـــفـــانـــيـــك: «إن الـــــولايـــــات المـــتـــحـــدة مـــســـتـــعـــدّة لـــلـــعـــودة إلـــى ســيــاســة الــضــغــط الــقــصــوى الــتــي اعـتـمـدهـا الـــرئـــيـــس تـــرمـــب ضـــد إيــــــــران»، وتـــابـــعـــت في منشور على «إكــس»: «لوقت طويل، تعزّزت قـــوة أعــدائــنــا بـسـبـب ضـعـف إدارة بـــايـــدن - هاريس». مواقف بارزة وتــــظــــهــــر الـــــــصـــــــورة الـــــتـــــي ســتــنــقــلــهــا سـتـيـفـانـيـك إلــــى أروقـــــة الأمــــم المـــتـــحـــدة، كما تـعـكـس إلـــى حـــد كـبـيـر مـــواقـــف تــرمــب حـيـال المــلــفــ . لــكــن سـتـيـفـانـيـك الــتــي تــمــثّــل ولايـــة نــيــويــورك لـــم تـكـن دومــــ داعـــمـــة لــتــرمــب، بل مـــرّت بـمـراحـل مـعـارضـة لــه؛ إذ صـوتـت ضد ، وانتقدته 2017 خطته الضريبية فــي عـــام ، لـــتـــعـــود وتـــغـــيّـــر 2016 بـــشـــكـــل عـــلـــنـــي عــــــام مسارها بسبب مـا وصفته بدعم الناخبين في مقاطعتها الانتخابية لترمب. بعد ذلك، تدرّجت في المناصب القيادية لحزبها، لتتسلم منصب النائبة الجمهورية لـــيـــز تــشــيــنــي، الـــتـــي دفـــعـــهـــا الــــحــــزب خــــارج قياداته بسبب معارضتها العلنية لترمب، لتصبح ستيفانيك الرابعة من حيث تراتُبية القيادات الجمهورية بمجلس النواب. ولعلّ التحدي الأكبر أمام الجمهوريين ســـيـــكـــون شـــغـــر مــنــصــب الـــنـــائـــبـــة عــــن ولايــــة نيويورك بعد مغادرتها لاستلام منصبها الجديد، خصوصاً في ظل الأغلبية الضئيلة التي قد يفوزون بها في النواب. «قيصر الحدود» تعيين آخَــر اعتمده ترمب هـو «قيصر الـــحـــدود»، للتطرق إلــى أزمـــة تعهّد بحلّها، فوقع خياره على توم هومان، المدير السابق بــالإنــابــة لـلـوكـالـة المـعـنـيـة بتطبيق قـوانـ .»ICE« الهجرة المعروفة بـ ويُــــعــــرف هــــومــــان بـــمـــواقـــفـــه الـــصـــارمـــة المتعلقة بالهجرة غير الشرعية؛ إذ تعهّد في السابق بـــــ«إدارة أكبر قـوة ترحيل شهدتها الـــبـــ د»، وفـــسّـــر هـــومـــان مـوقـفـه فـــي مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»، يوم الأحد، قائلاً: «ســوف تكون عملية موجّهةً ومخطّطاً لها »، مـــشـــدّداً عــلــى أنـهـا ICE يــنــفّــذهــا عــنــاصــر ستكون عملية «إنسانية»، وقد أعلن ترمب عن خياره في منشور على منصته «تـروث سـوشـيـال» قـــال فـيـه: «أعــــرف تـــوم مـنـذ وقـت طــــويــــل، ولــــيــــس هــــنــــاك مــــن شـــخـــص أفــضــل منه لمراقبة حدودنا والسيطرة عليها، توم هــومــان سـيـكـون كـذلـك مــســؤولاً عــن ترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى بلادهم». كـــذلـــك، قــــام الــرئــيــس المـنـتـخـب بتعيين مستشاره منذ فـتـرة طويلة، ستيفن ميلر، المــتــشــدد فـــي قـضـايـا الــهــجــرة، نـائـبـ لكبير موظفي البيت الأبيض للشؤون السياسية. عملية المصادقة وتتطلّب أغلبية التعيينات الرئاسية مصادقة مجلس الشيوخ، وهـو أمـر قـد لا يكون صعباً إلى حد كبير؛ نظراً للأغلبية الجمهورية الـتـي ستسيطر على المجلس فــي دورتــــه الــجــديــد، لـكـن هـــذا لا يـعـنـي أن الــتــحــديــات غـيـر مـــوجـــودة، ولـــهـــذا السبب دعــــا تـــرمـــب فـــي تـــغـــريـــدة جـــديـــدة قـــيـــادات مـــجـــلـــس الـــشـــيـــوخ إلـــــى تــغــيــيــر الـــقـــواعـــد، وإفـسـاح المجال للموافقة على التعيينات الرئاسية فـي فـتـرة اسـتـراحـة الكونغرس، كما جرت العادة في الماضي، وقال ترمب: «إن أي سيناتور جمهوري يسعى للفوز بمنصب زعــامــة المـجـلـس يـجـب أن يـوافـق عـــلـــى الــتــعــيــيــنــات الـــرئـــاســـيـــة خـــــ ل فــتــرة الاسـتـراحـة؛ لأنـه مـن دونـهـا لـن نتمكّن من المـصـادقـة على التعيينات بشكل مناسب وقتياً...». وفــــــي طــــيّــــات هــــــذا الـــتـــصـــريـــح يـكـمـن شــــــرط مـــبـــاشـــر لأي ســـيـــنـــاتـــور يـــفـــكـــر فـي خـوض معركة زعامة الحزب خلفاً لميتش مكونيل الذي أعلن تنحّيه عن هذا المنصب. ومــبــاشــرةً بـعـد تعليق تــرمــب، ســـارع أحـد المـرشـحـ ، السيناتور عـن ولايـــة فلوريدا ريك سكوت، للقول: «أوافق مائة في المائة، وسـأقـوم بكل ما بوسعي للمصادقة على تعييناتك بأسرع وقت ممكن». أما المرشح الآخر لتسلّم المنصب جون كـــورنـــ ، فـتـعـهّـد بـــــدوره بــالمــصــادقــة على تعيينات الرئيس، والأمــر نفسه بالنسبة للمرشح الثالث جو ثون، الذي قال: «يجب أن نتصرف بسرعة وحزم للمصادقة على تعيينات الرئيس، كل الخيارات موجودة عـلـى الـطـاولـة بـمـا فيها التعيينات خـ ل فترة الاستراحة». وإشارةً إلى أن مجلس الشيوخ اعتمد عــلــى عــقــد جــلــســات صـــوريـــة خــــ ل فــتــرات الاســتــراحــة لـتـجـنّـب الـتـعـيـيـنـات الـرئـاسـيـة من دون مصادقة الكونغرس، وهي مقاربة اعتمدها بعد تعيينات قام بها جورج بوش الابــــن، أبـــرزهـــا لـجـون بـولـتـون فــي منصبه مــنــدوبــ ســابــقــ فـــي الأمــــم المـــتـــحـــدة، لكنها لم تمنع الرئيس السابق بــاراك أوبـامـا من من المسؤولين في إدارته خلال فترة 4 تعيين .2012 استراحة الكونغرس عام يناير الماضي (أ.ف.ب) 19 النائبة الجمهورية إليز ستيفانيكمع ترمب في نيوهامبشير واشنطن:رنا أبتر الرئيسالمنتخب: «توم هومانسيكون كذلكمسؤولاً عن ترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى بلادهم» مستشار حملتها يطالب بايدن بالاستقالة حتى تصبح رئيسة لعدة أسابيع ما خياراتهاريسبعد خروجها من البيت الأبيض؟ 2025 ) يناير (كانون الثاني 20 بحلول سـتـكـون نـائـبـة الــرئــيــس، كـــامـــالا هــاريــس، خارج البيت الأبيض بعدما خسرت سباق الـــوصـــول إلـــيـــه، وبـــ منصبها الـسـيـاسـي وهي في عمر الستين عاماً، وتثار التكهنات حـول خططها المستقبلية ومـا الـذي تنوي فعله كمواطنة أميركية، وهــل ستفكر في الترشح لخوض السباق الرئاسي في عام ، أو ستتجه لاستعادة منصب داخل 2028 الـــكـــونـــغـــرس الأمـــيـــركـــي، أو أنـــهـــا ستتجه للعمل الخاص وتحقيق أرباح من شهرتها كمرشحة رئاسية سابقة. أصدقاء هاريس ومساعدوها يقولون إنه من السابق لأوانه الإعلان عن الخطوات الــتــالــيــة الـــتـــي سـتـتـخـذهـا بـــشـــأن حـيـاتـهـا المهنية بعد خروجها مـن البيت الأبيض، لكن التكهنات خرجت بقوة حول الخيارات الـكـثـيـرة والــخــطــوات الـتـي يمكن أن تحدد مسيرتها بعد المـعـركـة الرئاسية الشرسة التي خاضتها. مـــثـــل أي مــــرشــــح رئــــاســــي انــــهــــزم فـي المــــعــــركــــة، يـــقـــول مـــســـاعـــدوهـــا إنـــهـــا عــانــت صـــــدمـــــة ســــيــــاســــيــــة لــــــــدى إعــــــــــ ن نـــتـــائـــج الانـتـخـابـات وخـسـارتـهـا لـصـالـح الرئيس المنتخب دونالد ترمب. وقــــد أثـــــار جـــمـــال ســيــمــزنــز، المــســاعــد الـــســـابـــق لـــهـــاريـــس، الـــجـــدل وردود الـفـعـل الـصـادمـة، بعد دعـوتـه الرئيس جـو بايدن للاستقالة حتى تتمكن هاريس من تولي الرئاسة ولو لأسابيع قليلة. وقال سيمزنز في برنامج حالة الاتحاد على شبكة «سي إن إن»، إنـــه «يـتـعـ عـلـى الــرئــيــس بـايـدن الاستقالة في غضون الثلاثين يوماً المقبلة، وجـــعـــل كـــامـــالا هـــاريـــس رئــيــســة لــلــولايــات المتحدة حتى تقوم بأشياء يريد الناخبون رؤيتها». ووســـــط الــتــســابــق لإلـــقـــاء الـــلـــوم على الـــهـــزيـــمـــة الانـــتـــخـــابـــيـــة، فـــــإن هــــنــــاك تـــيـــاراً داخـــــل الـــحـــزب الـــديـــمـــقـــراطـــي يـــدافـــع عنها بــأنــهــا قــامــت بــأفــضــل مـــا يـمـكـن الــقــيــام به في الحملة الانتخابية في فترة قصيرة لم تتجاوز ثلاثة أشهر. ويتوقع هذا التيار أن تقوم هاريس بــدور داخــل الحزب باعتبار أنها حققت بالفعل إنـجـازات كبيرة طـوال عـشـريـن عـامـ مــن دون انـقـطـاع؛ إذ شغلت منصب المــدعــي الــعــام لــولايــة كاليفورنيا، وعـضـو مجلس الـشـيـوخ عـن الــولايــة، قبل اخـتـيـارهـا لـتـكـون نـائـبـة الـرئـيـس فــي عـام لتكون أول امـــرأة وأول أميركية من 2020 أصل أفريقي وهندي تتولى هذا المنصب. تـيـار آخـــر داخـــل الــحــزب الـديـمـقـراطـي يــفــضّــل إبـــعـــاد كـــل مـــا يـــمـــتّ لـعـصـر بــايــدن فـي أقـــرب وقــت ممكن، حتى تـبـدأ عمليات الإصـــــــــــ ح وتــــعــــلــــم الـــــــــــــدروس المــــســــتــــفــــادة وإعــادة هيكلة الحزب، والاستعداد لمعركة الانــــتــــخــــابــــات الـــتـــشـــريـــعـــيـــة بـــعـــد عـــامـــ ، والاســـتـــعـــداد لمــعــركــة الـــرئـــاســـة بــعــد أربــعــة أعوام. الترشح للرئاسة مرة أخرى يقول المحللون إن أمام نائبة الرئيس عــــدة خـــيـــارات لـلـتـفـكـيـر والـتـخـطـيـط لـهـا، بينها الترشح للرئاسة ثانية. وهذا خيار جريء، لكنه نجح مع ترمب، وتدور بالفعل مشاورات داخل الحزب الديمقراطي حول الأســمــاء الـتـي يمكن طـرحـهـا عـلـى بطاقة الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة .2028 لعام وقد تبدو هزيمة هاريس ثقيلة أمام الــنــاخــبــ الـــذيـــن أيّــــدوهــــا، لــكــن المـحـلـلـ يـــقـــولـــون إن أمـــــام هـــاريـــس أربـــــع ســنــوات لـتـحـسـ صـــورتـــهـــا، وهـــــذه فـــتـــرة طـويـلـة لتحسين الـــرأي الـعـام، خـاصـة أن النتائج النهائية فــي بـعـض الـــولايـــات المتأرجحة كــانــت مـتـقـاربـة 2024 الــحــاســمــة فـــي عــــام نقطة 0.9 للغاية، حيث فاز ترمب بنسبة في ميشيغان، 1.4 مئوية في ويسكنسن، و ونقطتين في بنسلفانيا. وبحلول نهاية ولايـــتـــه الــثــانــيــة، لـــن يــكــون تــرمــب مــؤهــً للترشح لـلـرئـاسـة، بعد أن استنفد الحد الأقصى للفترتين في المنصب؛ مما يعني أن المــرشــحــ الــديــمــقــراطــي والـجـمـهـوري سيكونان من الجدد. المـدافـعـون عـن هـاريـس يـقـولـون إنها حـافـظـت عـلـى عــ قــة طـيـبـة مـــع المـانـحـ ، وهـــنـــاك حـــــالات كــثــيــرة عــــاد فـيـهـا مـرشـح رئاسي إلى السباق مرة أخرى مثل بايدن الذي حاول مرتين فاشلتين لخوضسباق ،2020 الــرئــاســة قـبـل انـتـخـابـه أخـــيـــراً فـــي كـــمـــا نـــجـــح تـــرمـــب بــشــكــل واضــــــح أيـــضـــ . وإذا كانت هاريس واثقة من قدرتها على القيادة، فقد تنجح محاولة أخــرى للفوز بالبيت الأبيض في الدورة القادمة. ورغم الـتـحـديـات الـكـبـيـرة فــي هـــذا الــخــيــار، فـإن هــاريــس مــا زالــــت تتمتع بـالـفـعـل بـقـاعـدة قوية من المؤيدين المتفائلين بمستقبلها. خيارات متعددة أخرى بـالـعـادة، يـقـوم المـسـؤولـون فـي الإدارة الأميركية بالانضمام إلــى شـركـات القطاع الــخــاص الأمـيـركـيـة الـتـي تـربـح دائــمــ بهم، ويـــمـــكـــن لــــهــــاريــــس أن تـــخـــتـــار الانـــضـــمـــام إلــــى شـــركـــة مـــحـــامـــاة، أو مــجــمــوعــة ضغط سياسية، أو إحـدى كبريات الشركات التي تحقق لها أرباحاً كبيرة بعد مسيرة مهنية ثرية في واشنطن. ويـــمـــكـــن أن تــفــكــر هــــاريــــس فــــي كـتـابـة تـجـربـتـهـا فـــي إدارة بـــايـــدن وفــــي الــتــرشــح ضـــــد تــــرمــــب الــــــــذي وصـــفـــتـــه بــــأنــــه تــهــديــد للديمقراطية الأميركية، في كتاب، وسيكون الـعـديـد مــن الـنـاشـريـن مهتمين بالحصول على عقود لنشر هذا الكتاب. وهــــذا المـــســـار اتــخــذتــه قـبـلـهـا هــيــ ري كـــلـــيـــنـــتـــون بــــعــــد خــــســــارتــــهــــا الانــــتــــخــــابــــات ، فبعد تاريخ طويل في 2016 الرئاسية لعام مجلس الشيوخ ممثلة لنيويورك، ومنصب وزيرة الخارجية في حكومة الرئيس الأسبق باراك أوباما، ركزت كلينتون جهودها منذ هزيمتها على كتابة الكتب، ونشرت كتاباً بـعـنـوان: «مـــاذا حـــدث؟» حــول تجربتها في الترشح أمام ترمب وأسباب هزيمتها. ويــقــول محللون إنـــه بـغـض الـنـظـر عن خطواتها التالية، فــإن إرث كـامـالا هاريس وتأثيرها باعتبارها أول نائبة رئـيـس، لا يمكن إنكاره، وإن برنامجها لحماية حقوق المـــرأة ألـهـم جـيـً جديداً مـــن الــنــســاء والأقــلــيــات، ودفع الإيمان بإمكانات المـــــــــــــرأة فـــــــي الــــســــيــــاســــة الأميركية. واشنطن: هبة القدسي ماكرون يعجّل بالتواصل مع ترمب طارحاً نفسه ناطقاً باسم الأوروبيين يــوم الخميس المــاضــي، بـكّـر الرئيس الفرنسي إيمانويل مــاكــرون فـي الاتـصـال بـــالمـــرشـــح الــجــمــهــوري دونــــالــــد تـــرمـــب في دقيقة لتهنئته بالفوز في 45 و 8 الساعة الانـــتـــخـــابـــات الـــرئـــاســـيـــة، مـسـتـبـقـ جميع القادة الأوروبيين باستثناء رئيس الوزراء المـجـري فيكتور أوربـــان المـعـروف بعلاقته الخاصة بترمب. لم ينتظر ماكرون، كغيره مــن قـــادة الـعـالـم الــغــربــي، صـــدور النتائج النهائية فغرد على منصة «إكس»: «تهاني للرئيس ترمب. جاهز لكي نعمل معاً كما نجحنا في ذلـك خـ ل أربـع سنوات، وذلك وفـق قناعاتك وقناعاتي، ومـن أجـل مزيد من السلام والازدهار». كـــــذلـــــك، كـــــــان مــــــاكــــــرون أحـــــــد الــــقــــادة الأوروبـيـ الأوائــل الذين اتصلوا بترمب. وأفـــــــادت مـــصـــادر الإلـــيـــزيـــه بــــأن الاتـــصـــال دقـيـقـة «كــــان جــيــداً ودافـــئـــ »، 25 الــــذي دام وأن الــطــرفــ اتــفــقــا عــلــى «الــعــمــل لــعــودة الـسـ م والاســتــقــرار»، ولمـواجـهـة «الأزمـــات الدولية الكبرى» الناشبة راهـنـ . وأضـاف الإلـــيـــزيـــه أن مــــاكــــرون «شـــــدد عــلــى أهـمـيـة دور أوروبـــا وأعـــرب لترمب عـن استعداده لمـــواصـــلـــة الـــــحـــــوار والــــتــــعــــاون مـــعـــه» إزاء المــــلــــفــــات الــــســــاخــــنــــة، مـــنـــهـــا الــــــحــــــرب فــي أوكــرانــيــا والــشــرق الأوســــط «مـنـذ اللحظة التي يتسلم فيها مهامه». إلا أن ماكرون عـــجّـــل فــــي الاتــــصــــال بــالمــســتــشــار الألمـــانـــي أولاف شولتس وكتب بعدها على منصة «إكس»: «اتصلت للتو بالمستشار شولتس وسنعمل (معاً) من أجل قيام أوروبـا أكثر اتـحـاداً وقـوة وسـيـادة في السياق الجديد وبالتعاون مع الولايات المتحدة ومن أجل الدفاع عن مصالحنا وقيمنا». استعجال مـاكـرون يُـذكّـر بأنه سعى، ،)2020 - 2016( إبـــان ولايـــة تـرمـب الأولـــى إلــــى نــســج عـــ قـــات خــاصــة مــعــه، إذ دعـــاه مـبـاشـرة بـعـد وصــولــه إلـــى قـصـر الإلـيـزيـه ، لــيــكــون ضــيــف الــشــرف 2017 ربـــيـــع عــــام بــمــنــاســبــة الاحــــتــــفــــالات بــالــعــيــد الــوطــنــي الـــفـــرنـــســـي. مـــــاكـــــرون تـــخـــطـــى مــــا يـتـيـحـه البروتوكول سعياً لكسب «صداقة» ترمب آملاً بأن توفر له العلاقة شيئاً من التأثير على سياسة سيد البيت الأبيض. بيد أن النتيجة جاءت مخيبة للآمال: ترمب خرج مـــن اتــفــاقــيــة بـــاريـــس لـلـمـنـاخ المــوقــعــة في رغــم نــــداءات مــاكــرون والاتـحـاد 2015 عــام الأوروبـي ودول رئيسية أخرى في العالم، كذلك انسحب من الاتفاق النووي مع إيران الموقع في العام نفسه، فيما سعت باريس لـلـمـحـافـظـة عــلــيــه، ولــــم يـــتـــردد فـــي فــرض رســـــوم بــاهــظــة عــلــى الــبــضــائــع الـفـرنـسـيـة المــــصــــدرة إلـــــى الـــــولايـــــات المـــتـــحـــدة، ونــــدد بالدول الأوروبـيـة المترددة في الاستجابة لمـطـالـبـه لجهة زيــــادة المـخـصـصـات المالية لــلــحــلــف الأطـــلـــســـي وتـــعـــامـــل مــــع الــــنــــادي الأوروبي بفوقية مذلة. بــــاخــــتــــصــــار، خــــابــــت آمــــــــال مــــاكــــرون بالرئيس الأمـيـركـي السابق والــقــادم، ولم ينفع أسلوب التودد الذي اختاره ولم يوفر له ما كان يأمل الحصول عليه، أي القدرة عـلـى الـتـأثـيـر عـلـى قـــــرارات مــن رفـــع شعار «أميركا أولاً». ســــنــــوات. 6 مـــــا ســـبـــق مـــضـــى عـــلـــيـــه وارتاحت أوروبا لغياب ترمب عن الساحة لأربــــــع ســــنــــوات. بـــيـــد أنـــــه عـــائـــد وعـــودتـــه جــــاءت بـمـثـابـة إيـــــذان لمـشـاكـل لاحـــقـــة. من هـنـا، مــبــادرة مــاكــرون المـــزدوجـــة: محاولة فتح صفحة جديدة مع ترمب، والتعجيل فــي الــدفــع لـبـنـاء مــا يسميه «الاسـتـقـ لـيـة الاسـتـراتـيـجـيـة» لأوروبـــــا منطلقاً مــن أنـه يـــتـــعـــ عـــلـــى الـــــقـــــارة الـــقـــديـــمـــة أن تـمـسـك مصيرها بيديها، وأن تكف عـن الاعتماد عـلـى المـظـلـة الأمــيــركــيــة لــلــدفــاع عـــن أمنها وسيادتها. تـــقـــول مـــصـــادر الإلـــيـــزيـــه إن لمـــاكـــرون «الــشــرعــيــة» فـــي أن يــطــرح نـفـسـه المــحــاور الأول لترمب. فهو، من جهة، رئيس الدولة الوحيد الذيعايشترمب في ولايته الأولى باستثناء رئيس الـوزراء المجري. وهو من جهة ثانية، صاحب مفهوم «الاستقلالية الاستراتيجية» الــذي طرحه منذ وصوله وفـــي خـطـاب 2017 إلـــى الــرئــاســة فـــي عـــام شـهـيـر لــه فــي جـامـعـة الـــســـوربـــون، خريف . وهــــــذا المـــفـــهـــوم، عـــــاد لـيـشـدد 2017 عـــــام عــلــيــه بـــقـــوة خــــ ل الــقــمــتــ الأوروبـــيـــتـــ اللتين استضافتهما بودابست، الخميس والجمعة الماضيين. ثم إن ماكرون يستفيد مـــن الــصــعــوبــات الـسـيـاسـيـة الـــتـــي يـعـانـي مـــنـــهـــا شــــولــــتــــس، الــــــــذي انـــفـــجـــر تــحــالــفــه الأســبــوع المـاضـي واضــطــراره لـلـعـودة إلى صـــنـــاديـــق الاقـــــتـــــراع بـــوقـــت مـــبـــكـــر. ورغــــم ضعف مـوقـع مــاكــرون الـداخـلـي سياسياً، بــســبــب خـــســـارتـــه لـــ نـــتـــخـــابـــات الـنـيـابـيـة الأخـــيـــرة وفـــقـــدانـــه الأكـــثـــريـــة فـــي الــبــرلمــان، فإنه يبقى، إلـى حد بعيد، سيد السياسة الخارجية، وفـق منطوق الدستور، ووفق الـعـرف المعمول بـه منذ بـدايـة الجمهورية الخامسة في خمسينات القرن الماضي. وفـي كلمته أمـام نظرائه الأوروبـيـ ، عـــــدّ مــــاكــــرون أن أوروبــــــــا تـــجـــتـــاز «لـحـظـة تــــاريــــخــــيــــة حـــــاســـــمـــــة»، مــــتــــســــائــــ ً: «هــــل ســيــقــوم الآخـــــــرون بــكــتــابــة الـــتـــاريـــخ عـنـا، أم نــريــد أن نـكـتـبـه بـــأيـــاديـــنـــا؟»، وجـــوابـــه: «أعـــتـــقـــد شـخـصـيـ أن لــديــنــا الــــقــــدرة على كــتــابــتــه... نـحـن الأوربــــيــــ ، لا يمكننا أن نــوكــل إلـــى الأمـيـركـيـ وإلــــى الأبــــد الــدفــاع عـن أمـنـنـا»، معتبراً أن الــدفــاع عـن أوروبـــا والمـــــصـــــالـــــح الأوروبـــــــيـــــــة يــــجــــب أن يـــكـــون «أولوية الأوروبيين». لذا دعا إلى «اليقظة الاستراتيجية التي تكون متلائمة مع إطار الحلف الأطلسي، ولكن تتمتع (في الوقت عينه) بالاستقلالية عنه» ما يعني عملياً «تسريع قيام أوروبا الدفاعية». باريس: ميشال أبو نجم
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky