issue16785

Issue 16785 - العدد Monday - 2024/11/11 الاثنين الإعلام 18 MEDIA د. ياسر عبد العزيز يرى عدد من الخبراء أن تقييمات متابعة التلفزيون والصحف التقليدية في انحدار مستمر ومن غير المرجّح أن يُغيّر فوز ترمب ترند ترمب... ونهاية عهد الاتصال السياسي التقليدي ، وبينما كان الرئيس الأميركي آنذاك، 2018 في مطلع عام دونــالــد تـرمـب، مُـسـتـقـراً فــي مـقـعـده بالبيت الأبــيــض، حملت الأنباء تصريحاً للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، يقول فيه إن «الــزر الـنـووي موجود دومــ على مكتبي»، في إشـارة إلى أن بلاده تحوّلت قوة نووية، وأنه قادر على استخدام هذا السلاح ضد أي عدو بمجرد ضغطة على هذا الزر. لم يترك الرئيس الأميركي ترمب آنــذاك الفرصة تمر من دون أن «يُغرد»، مُعلقاً على ما قاله نظيره الكوري الشمالي. ولذلك، فقد سارع إلى بث تلك العبارة على موقع التغريدات الشهير «تويتر» («إكس» حالياً): «هّ يبلغه أحد في نظامه المتهالك والمُتضوّر جوعاً بأنني أنا أيضاً لديّ زر نووي، ولكنه أكبر وأقوى من زره، وبأن زري يعمل». ولأن ترمب سيعود إلى البيت الأبيض رئيساً مرة أخرى، بعد فوزه في الانتخابات الأخيرة ضد منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، فإن استدعاء تلك القصة وغيرها من القصص المـثـيـرة المـشـابـهـة، سـيـكـون مُـهـمـ للتعرف إلـــى الـطـريـقـة التي سيتفاعل بها الرئيس العائد مجدداً إلى السلطة مع وسائط الإعــ م، ومع الإفــادات السياسية لنظرائه، ومع الاستجابات الاتصالية الحيوية المتعلقة بمنصبه؛ أي إلى طريقته في إدارة الاتصال السياسي. كان ترمب هو نفسه الذي غرّد، في شهر أكتوبر (تشرين ، قـائـ ً: «ربـمـا لـم أكــن لأصــل إلــى البيت الأبيض 2017 ) الأول لـولا (تـويـتـر)»، قبل أن يصف مواقع «التواصل الاجتماعي» بــأنــهــا «مــنــصــة هـــائـــلـــة»؛ وهــــو الأمـــــر الـــــذي عـكـسـتـه دراســـــات أجـرتـهـا مـراكـز بـحـوث مُـعـتـبـرة، حـن أفـــادت بــأن معظم قـادة العالم يستخدمون تلك الوسائط في بث رؤى، ومعلومات، بل وقرارات ذات طابع سيادي. ومن جانب آخر، فإن ترمب لديه قصة مثيرة مع منصات الإعـــــ م «الـتـقـلـيـديـة»؛ إذ يـنـتـقـدهـا بـانـتـظـام ويـــراهـــا مـيـدانـ لـ«الكذب والتضليل»، ورغـم أن بعض المؤسسات الصحافية المرموقة اتخذت قرارات لافتة ونادرة بعدم إعلان تأييدها لأي من المرشحي المتنافسي في الانتخابات الأخيرة، فإن ترمب لـم يُظهر أي إشـــارات إلــى تغيير موقفه الناقد لعالم الإعــ م «التقليدي»، الذي ما زال بدوره مجالاً غير مواتٍ، في الغالب، لسياساته وتصريحاته وتوجهاته العامة. وكــــذلــــك، رغــــم الـــبـــدايـــة الــــوديــــة فـــي عـــ قـــة تـــرمـــب بـعـالـم «الــتــواصــل الاجــتــمــاعــي»، واعــتــمــاده الــجــوهــري عـلـى منصة «تــويــتــر» («إكـــــس» حــالــيــ ) كـــــأداة اتـــصـــال سـيـاسـي وإعــ مــي ولإدارتـــه السياسية 2016 رئيسة له ولحملته في انتخابات لاحـقـ ، فــإن تلك العلاقة شهدت انتكاسة كبيرة، حـن حظره ، بــداعــي بـثـه إفـــــادات «مُــحــرضــة على 2021 «تــويــتــر» فــي عـــام العنف»، بعد أيام قليلة من اقتحام أنصاره مبنى الكابيتول الأميركي (الـكـونـغـرس)، فـي يناير (كـانـون الثاني) مـن العام نفسه. ولم يكن السماح بإعادة ترمب إلى «تويتر» لاحقاً بقرار من إيلون ماسك، مالك الموقع والملياردير الأميركي الشهير، كافياً لكي يشعر ترمب بالرضا أو الاقتناع، بل إنه راح يُدشّن منصته الخاصة «تروث سوشيال»، التي أضحت لاحقاً لسان حاله، ومنصة التواصل السياسي الرئيسة التي يستخدمها في أنشطته كلها. وفي الأسبوع الماضي، تداولت وسائل الإعلام قصة لافتة عن فيلم وثائقي أعدّه الإعلامي الشهير تاكر كارلسون، ليشرح من خلاله كواليس الحملة الانتخابية للرئيس المُنتخب تواً، وأظهر هذا الوثائقي ترمب جالساً إلى جانب مساعدته ناتالي هاربي، التي تأخذ تعليقاته المباشرة على صور وتصريحات من حملة منافسته كامالا هـاريـس، لتكتبها سريعاً، قبل أن يُلقي عليها نظرة أخيرة، ويعقبها بإيماءة بالموافقة، لتقوم بنشرها على «تروث سوشيال». يشير ذلـــك بــوضــوح إلـــى آلـيـة الاتــصــال الـسـيـاسـي التي يعتمدها سيد البيت الأبيض العائد من جديد إلى سدة أخطر منصب في العالم؛ وهي آلية يمكن وصفها بصفتي: الفورية، وعدم الاحتراز. فبدلاً من صياغة السياسات الاتصالية لقائد مثل ترمب بواسطة فرق من الخبراء المتخصصي، بما يضمن سلامتها وانضباطها وتعبيرها عـن مـواقـف رسمية محسوبة بدقة، فإنه سيُطلق العنان لنفسه لتحديد تلك السياسات وتفعيلها في لحظات معدودة... من دون تروّ أو حسابات. وبسبب المــــرارات المتراكمة الـتـي يشعر بها تـرمـب تجاه وسـائـل الإعـــ م «التقليدية»، واقتناعه الـبـادي بأنها عاندت مشروعه السياسي، و«تلاعبت» لتقليص حظوظه، فإنه لن يهتم بـالـتـعـاون معها خـــ ل ولايــتــه الــجــديــدة. وبـسـبـب عـدم ثقته فـي معظم الـشـبـان، الـذيـن يــديــرون منصات «الـتـواصـل الاجتماعي» البارزة، باستثناء ماسك - الذي بات أحد أركان فريقه وأبرز داعميه - فإنه سيظل يُعوّل على منصته الخاصة «تروث سوشيال». سيشكل هذا نهاية لعصر الاتصال السياسي الأميركي الــتــقــلــيــدي، الــــذي عــهــدنــاه لــعــقــود، وســـيُـــدشـــن عــهــداً جــديــداً، يختصر فيه القائد المجال الاتصالي كله في وسيلته الخاصة، التي سيتحدث من خلالها فوراً، وبلا حسابات. وهنا ستتوالى المفاجآت، وسيكون بعضها مُذهلاً. الناخبون انفضّوا عنها لمصلحة المؤثرين الرقميين ووسائل التواصل فوز ترمب «يُحطم» البنية الإعلامية التقليدية للديمقراطيين قــد يــكــون مــن الـــواجـــب المـهـنـي الاعــتــراف بـأن الجميع أخطأ في قــراءة مجريات المعركة الانتخابية، والمؤشرات التي كانت كلها تقود إلــى أن دونــالــد تـرمـب فـي طريقه لـلـعـودة مرة ثانية إلى البيت الأبيض. وترافق ذلك مع حالة مـن الإنـكـار لمـا كانت استطلاعات الـــرأي تُشير إلـيـه عــن هـمـوم الـنـاخـب الأمــيــركــي، والأخــطــاء التي أدّت إلـى قلّة التنبّه لـ«الأماكن المخفية»، التي كان ينبغي الالتفات إليها. لا ثقة بالإعلام الإخباري وبـــمـــعـــزل عـــن الــــدوافــــع الـــتـــي دعــــت جيف بـــيـــزوس، مــالــك صحيفة «واشــنــطــن بــوســت»، إلـى القول بـأن «الأميركيي لا يثقون بوسائل الإعـ م الإخبارية» لتبرير الامتناع عن تأييد أي مــن المــرشــحــنْ، تـظـل «الـحـقـيـقـة المــؤلمــة» أن وسائل الإعلام الأميركية، خصوصاً الليبرالية مــنــهــا، كـــانـــت سـبـبـ رئــيــســيــ ، ســتــدفــع الـثـمـن بــاهــظــ ، جــــراء الـــــدور الــــذي لـعـبـتـه فـــي تـمـويـه الــحــقــائــق عـــن الـــهـــمـــوم الـــتـــي تـــقـــضّ مـضـاجـع الأميركيي. صــبــاح يـــوم الأربـــعـــاء، ومـــع إعــــ ن الـفـوز الــكــاســح لــتــرمــب، بــــدا الارتــــبــــاك واضـــحـــ على تلك المؤسسات المكتوبة منها أو المرئية. ومع بـــدء تــقــاذف المــســؤولــيــات عــن أســبــاب خـسـارة الـــديـــمـــقـــراطـــيـــن، كـــانـــت وســــائــــل الإعـــــــ م هـي الضحية. وفي بلد يتمتع بصحافة فعّالة، كان لافتاً أن تظل الأوهــام قائمة حتى يـوم الانتخابات، حــــن أصــــــرت عـــنـــاويـــنـــهـــا الـــرئـــيـــســـيـــة عـــلـــى أن الأمـــيـــركـــيـــن يــعــيــشــون فــــي واحــــــد مــــن «أقـــــوى الاقتصادات» على الإطلاق، ومعدلات الجريمة فــــي انــــخــــفــــاض، وعــــلــــى أن حــــكــــام «الـــــولايـــــات الــــحــــمــــراء» يُـــضـــخّـــمـــون مــشــكــلــة المـــهـــاجـــريـــن، وأن كــبــرى الـقـضـايـا هـــي المـــنـــاخ والـعـنـصـريـة والإجهاضوحقوق المتحولي جنسياً. في هذا الوقت، وفي حي كان الجمهوريون يُسجلون زيـــــــادة غـــيـــر مــســبــوقــة فــــي أعـــــــداد الــنــاخــبـــن، والتصويت المبكر، ويستفيدون من التحوّلات الديموغرافية التي تشير إلى انزياح مزيد من الناخبي ذوي الـبـشـرة الـسـمـراء واللاتينيي نـــحـــو تـــأيـــيـــد تـــرمـــب والـــجـــمـــهـــوريـــن، أصـــــرّت الـعـنـاويـن الـرئـيـسـيـة عـلـى أن كــامــالا هـاريـس ستفوز بموجة من النساء في الضواحي. عجز عن فهم أسباب التصويت لترمب مــن جـهـة ثـانـيـة، صحيفة «وول ستريت جورنال»، مع أنها محسوبة على الجمهوريي المعتدلي، وأسهمت استطلاعاتها هي الأخرى فـــي خــلــق صـــــورة خـــدعـــت كــثــيــريــن، تــســاءلــت عــمّــا إذا كـــان الـديـمـقـراطـيـون الــذيــن يـشـعـرون بـالـصـدمـة مـــن خــســارتــهــم، ســيُــعــيــدون تقييم خطابهم وبرنامجهم السياسي، وكذلك الإعلام المـنـحـاز لـهـم، لمـعـرفـة لمـــاذا صـــوّت الأمـيـركـيـون لترمب، ولماذا غاب ذلك عنهم؟ فــي أي حــــال، رغـــم رهــــان تـلـك المـؤسـسـات على أن عـودة ترمب ستتيح لها تدفقاً جديداً ، يرى البعض 2016 للاشتراكات، كما جرى عام أن عــودتــه الـجـديـدة سـتـكـون أكـثـر هــــدوءاً مما كانت عليه في إدارته الأولى، لأن بعض القراء سـئِـمـوا أو اسـتـنـفـدوا مـن التغطية الإخـبـاريـة السائدة. وحـــتـــى مـــع مــتــابــعــة المــشــاهــديــن لـنـتـائـج الانتخابات، يرى الخبراء أن تقييمات متابعة الـتـلـفـزيـون والــصــحــف الـتـقـلـيـديـة فـــي انــحــدار مستمر، ومـن غير المرجّح أن يُغيّر فـوز ترمب هـــــذا المــــــــأزق. وبــــغــــضّ الـــنـــظـــر عــــن زيـــــــادة عـــدد المـشـاهـديـن فــي الأمــــد الــقــريــب، يـــرى هــــؤلاء أن على المسؤولي التنفيذيي في وسائل الإعلام الإخــبــاريــة وضـــع مـهـامـهـم طـويـلـة الأجــــل قبل مخاوفهم التجارية قصيرة الأجل، أو المخاطرة «بتنفير» جماهيرهم لسنوات مقبلة. وهــنــا يــــرى فـــرانـــك ســيــزنــو، الأســـتـــاذ في جـــامـــعـــة «جـــــــورج واشـــنـــطـــن» ورئــــيــــس مـكـتـب واشنطن السابق لشبكة «سي إن إن» أنه «من المــرجــح أن يــكــون عـهـد تــرمــب الـثـانـي مختلفاً تــمــامــ عـــمّـــا رأيــــنــــاه مـــن قـــبـــل. وســيــحــمــل هــذا عـــواقـــب وخـــيـــمـــة، وقــيــمــة إخـــبـــاريـــة، ويــنــشّــط وسائل الإعلام اليمينية، ويثير ذعر اليسار». ويضيف سيزنو «من الأهمية بمكان أن تفكر هـذه القنوات فـي تقييماتها، وأن تفكر أيضاً بعمق فــي الـخـدمـة الـعـامـة الـتـي مــن المفترض أن تلعبها، حـتـى فــي ســـوق تنافسية للغاية يقودها القطاع الخاص». صعود الإعلام الرقمي فـــــــي هـــــــــذه الأثـــــــــنـــــــــاء، يـــــــــرى آخــــــــــــــرون أن المــســتــفــيــديــن المــحــتــمــلــن الآخــــريــــن مــــن دورة الأخـــبـــار عــالــيــة الــكــثــافــة بــعــد فــــوز تـــرمـــب، هم صـــانـــعـــو الـــــ«بــــودكــــاســــت» والإعـــــــــ م الــرقــمــي وغــيــرهــم مـــن المــبــدعــن عـبـر الإنـــتـــرنـــت، الـذيـن اجتذبهم ترمب وكـامـالا هاريس خـ ل الفترة الـتـي سبقت الانـتـخـابـات. وهــو مـا عُـــدّ إشــارة إلـى أن الـقـوة الـزائـدة لـأصـوات المـؤثـرة خـارج وسائل الإعلام الرئيسية ستتواصل في أعقاب الانتخابات. وفــــــي هــــــذا الإطـــــــــــار، قــــــال كــــريــــس بـــالـــف، الـــذي يـــرأس شـركـة إعـ مـيـة تنتج بـودكـاسـت، لصحيفة «نيويورك تايمز» معلّقاً: «لقد بنى هؤلاء المبدعون جمهوراً كبيراً ومخلصاً حقّاً. ومن الواضح أن هذا هو الأمر الذي يتّجه إليه استهلاك وسائل الإعلام، ومن ثم، فإن هذا هو المكان الذي يحتاج المرشحون السياسيون إلى الذهاب إليه للوصول إلى هذا الجمهور». والواقع، لم يخسر الديمقراطيون بصورة ســيــئــة فـــحـــســـب، بــــل أيـــضـــ تـــحـــطّـــمـــت الـبـنـيـة الإعـــ مـــيـــة الــتــقــلــيــديــة المــتــعــاطــفــة مـــع آرائـــهـــم والمــعــاديــة لـتـرمـب، وهـــذا مــا أدى إلـــى تنشيط وسائل الإعلام غير التقليدية، وبدأت في دفع الرجال من البيئتي الهسبانيكية (الأميركية اللاتينية) والأفريقية (السوداء) بعيداً عنهم، خصوصاً، العمال منهم. تهميشالإعلام التقليدي لـــقـــد كــــانــــت الإحــــــصــــــاءات تـــشـــيـــر إلـــــى أن مـلـيـون شــخــص، قـــد أصـغـوا 50 مـــا يــقــرب مـــن إلــى «بـودكـاسـت» جـو روغـــان مـع تـرمـب، حي قـدم تقييماً أكثر دقـة لمواقفه ولمـخـاوف البلاد مــــن المــــقــــالات والـــتـــحـــلـــيـــ ت الـــتـــي حــفــلــت بـهـا وســـائـــل الإعـــــ م الـتـقـلـيـديـة، عـــن «سـلـطـويـتـه» و«فاشيته» لتدمير المناخ وحقوق الإجهاض والـــديـــمـــقـــراطـــيـــة. ومـــــع ذلــــــك، لا تــــــزال وســـائـــل الإعــــــــ م، خـــصـــوصـــ الــلــيــبــرالــيــة مـــنـــهـــا، تــلــزم الــصــمــت فـــي تـقـيـيـم مـــا جـــــرى، رغــــم أن تــوجّــه الناخبي نحو الوسائل الجديدة عُدّ تهميشاً لـــهـــا مــــن قِــــبَــــل الـــنـــاخـــبـــن، لمــصــلــحــة مــذيــعــن ومؤثّرين يثقون بهم. وبالمناسبة، فإن روغان، الــذي يُعد من أكبر المـؤثّـريـن، ويتابعه ملايي 2020 الأمـيـركـيـن، وصـفـتـه «ســـي إن إن» عـــام بــأنــه «يـمـيـل إلـــى الـلـيـبـرالـيـة»، وكــــان مــن أشـد المؤيدين للسيناتور اليساري بيرني ساندرز، وقــــد خــســره الــديــمــقــراطــيــون فـــي الانــتــخــابــات الأخـــيـــرة عـنــد إعـــ نـــه دعــمــه لــتــرمــب. وبــــدا أن خــطــاب ســـانـــدرز الــــذي انـتـقـد فـيـه حــزبــه جــراء ابتعاده عن الطبقة العاملة التي تخلّت عنه، أقـرب إلـى ترمب منه إلـى نُخب حزبه، كما بدا الأخــيــر بــــدوره أقـــرب إلـــى ســـانـــدرز مــن أغنياء حزبه الجمهوري. ليلة انتصار ترمب... على الإعلام التقليدي (رويترز) واشنطن: إيلي يوسف تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟ أثــــــــــار إعــــــــــ ن شـــــركـــــة «مـــــيـــــتـــــا» تـــمـــديـــد فــتــرة تـقـيـيـد الإعــــ نــــات المـتـعـلـقـة بـالـقـضـايـا الاجتماعية أو السياسية لما بعد انتخابات الرئاسة الأميركية، من دون أن تحدّد الشركة وقــتــ لـنـهـايـة هـــذا الــتــمــديــد، تـــســـاؤلات حـول مــــدى فــاعــلــيــة الــــقــــرار فـــي الـــحـــدّ مـــن انــتــشــار «المــعــلــومــات المــضــلّــلــة»، يــأتــي ذلـــك بـالـتـزامـن مـع رصــد تــجــاوزات مـرّرَتـهـا المنصة الأشـهَـر «فيسبوك» خلال الفترة السابقة برغم تقييد الإعلانات. مـــا يُـــذكـــر أن «فــيــســبــوك» أعـــــادت بنهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي «حظر أي إعلان يحمل رسائل توجيه سياسي أو اجتماعي من شأنه التأثير فـي سير الانتخابات الرئاسية الأمـــيـــركـــيـــة»، غــيــر أن مـــراقـــبـــن قـــامـــوا بـرصـد تجاوزات على المنصة وصفوها بـ«التضليل»، وقـــالـــوا إن «فـــ تـــر» المــحــتــوى عــلــى «مــيــتــا» – التي تملك «فيسبوك» – «غير متمرّسة» بما يكفي لتمييز المحتوى الــذي ينتهك إرشــادات المصداقية، ما يثير شكوكاً بشأن جدوى قرار الشركة تقييد الإعلانات. الدكتور حسن مصطفى، أستاذ التسويق الـــرقـــمـــي والـــــذكـــــاء الاصـــطـــنـــاعـــي فــــي عـــــدد مـن الجامعات الإماراتية، عـدّ قـرار «ميتا» الأخير «مـــحـــاولـــةً لـــتــجـــاوز المــــخــــاوف المـــتـــزايـــدة حــول اســتــغــ ل الإعــــ نــــات فـــي الــتــأثــيــر عــلــى الــــرأي الــــعــــام»، وقـــــال لــــ«الـــشـــرق الأوســــــط» إن «مـيـتـا تخشى اتهامها بنشر المعلومات غير الموثوقة بـشـكـل واســــع إبــــان الـــفـــتــرات الانــتــخــابــيــة ومــا بعدها، لا سيما أنه سبق اتهام الشركة من قبل بـوجـود محتوى يؤثر على الـــرأي الـعـام خلال فترات انتخابية سابقة». وعن دور «ميتا» في الحدّ من «المعلومات المــــضــــلــــلــــة»، أوضــــــــح مـــصـــطـــفـــى أنــــــه «لا تـــــزال المـــعـــلـــومـــات المــضــلّــلــة تــحــديــ قــائــمــ بـــرغـــم ما اتـــخـــذتـــه (مـــيـــتـــا) مــــن إجــــــــــراءات لمــكــافــحــتــهــا، والتقليل مـن انتشار الأخـبـار الـكـاذبـة»، وقـال عـن دور الـشـركـة فـي هــذا الــصــدد: «لـقـد عـــزّزَت (مـيـتـا) الـتـعـاون مـع جـهـات خـارجـيـة للتحقّق من صحة الأخبار، فباتت تعتمد على منظمة )، وشـــبـــكـــات من FactCheck / (فـــاكـــت تــشــيــك المـــؤســـســـات المــســتــقــلــة؛ لـلـتـحـقّـق مـــن الأخـــبـــار المتداوَلة عبر المنصة». واســـتـــشـــهـــد الـــدكـــتـــور مــصــطــفــى بـبـعـض التقارير الصادرة عن منظمة «هيومن رايتس ووتش»، التي أظهرت إحراز «ميتا» تقدماً في مجال الحد من «خطاب الكراهية»؛ «إذ تمكّنت خــوارزمــيــات الـشـركـة مــن الـتـعـرّف عـلـى بعض الأنــمــاط المــتــكــرّرة للمحتوى المــســيء، وحـذفـه تلقائياً قبل أن ينتشر»، غير أنــه مـع ذلــك عدّ إجــــــراءات «مــيــتــا» غـيـر كــافــيــة، مـشـيـراً إلـــى أن «خــــوارزمــــيــــات الــــذكــــاء الاصــطــنــاعــي مـــا زالـــت محدودة القدرة على معالجة المحتوى بلغات ولهجات متنوعة، أو فهم السياقات الثقافية المعقّدة، ما يجعل من الصعوبة بمكان وضع حـــدود واضــحــة أمـــام تحقيق نـجـاح كـامـل في تقليصخطاب الكراهية». هــــذا، وكـــانـــت المـنـظـمـة الــدولــيــة «غـلـوبـال ويـتـنـس» قــد أعــــدّت تـقـريـراً حـــول مــا إذا كانت مــنــصــات الـــتـــواصـــل الاجـــتـــمـــاعـــي قـــــــادرةً على اكتشاف وإزالة «المعلومات المضلّلة الضارّة»، لا سيما المتعلقة بانتخابات الرئاسة الأميركية، وأشــــــــــارت فـــــي نـــتـــائـــجـــهـــا عـــقـــب الانـــتـــخـــابـــات الأمـيـركـيـة إلــى أن أداء «فـيـسـبـوك» كــان أفضل مقارنةً بمنصة مثل «تيك تــوك»، لكن التقرير لم ينفِ الـتـورّط في نشر «معلومات مضلّلة» برغم القيود. وحول هذا الأمر، علّق خالد عبد الراضي، الخبير في إدارة وتحليل بيانات «السوشيال مـيـديـا» بمصر والمـمـلـكـة الـعـربـيـة الـسـعـوديـة، لـ«الشرق الأوســـط»، على قــرار «ميتا» بالقول إننا بصدد محاولات عدّها «غير جادة»، ودلّل عـلـى ذلـــك بـــأن «(مــيــتــا) قــيّــدت الإعـــ نـــات قبل الانــتــخــابــات الأمـيـركـيـة بـأسـبـوع واحــــد فقط، وهذه مدة غير كافية إذا كانت المنصة بالفعل جـــــادّة فـــي الـــحـــدّ مـــن الـتـضـلـيـل والــتــأثــيــر على الـرأي العام، مثلاً (إكـس) كانت أكثر جدّية من خلال تقييد أي منشور موجّه قبل الانتخابات بشهر»، مشيراً إلى أنه «بالتبعية شاهدنا على منصة (فيسبوك) محتوى مضلّلاً وزائفاً طُوّر بالذكاء الاصطناعي». وأوضح عبد الراضي أن «(ميتا) لم تفرض قيوداً على الإعلانات بشكل عام، بل على نوع واحد فقط هو الإعلانات السياسية المدفوعة، ومـن ثم تركت المجال أمــام التضليل والتأثير على الــرأي الـعـام»، ودلّــل كذلك على قلة جدّية الشركة بقوله: «بعد الانتخابات الأميركية في واجــهــت (مـيـتـا) عـــدة اتـهـامـات بتوجيه 2020 الـــرأي الـعـام، مـا دفـع الشركة لاتـخـاذ إجـــراءات جادّة، من بينها توظيف (فِرق سلامة) معنية بمراجعة النصوص؛ للتأكد من ملاءمتها مع معايير المنصة، غير أن عمل هذه الفِرق أُنهِي لاحقاً، ما يشير إلى أن ادّعاءات المنصة لم تكن جدّية». القاهرة: إيمان مبروك

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky