issue16784

8 NEWS ASHARQ AL-AWSAT العالم على توقيت ترمب Issue 16784 - العدد Sunday - 2024/11/10 األحد « » إعجاب شخصي وتوقعات بانفتاح على أولويات تركيا إردوغان متفائل بوالية ترمب الثانية ويعوِّل على «دبلوماسية الهاتف» تــــبــــدي تـــركـــيـــا تـــــفـــــاؤال حــــيــــال عــــودة الرئيس األميركي دونالد ترمب إلى البيت األبيض، فالعالقات في عهد إدارة الرئيس جو بايدن لم تكن بأفضل حال. أسعد فـوز ترمب بالسباق الرئاسي األمـــيـــركـــي الــرئــيـــس الـــتـــركـــي، رجــــب طيب إردوغـــــــان، الــــذي ســــارع لــ تــصــال مهنئًا، كما أطلق تصريحات متفائلة رأى فيها أن «الشراكة النموذجية بني تركيا والواليات املتحدة ال تقبل الجدل». وأضــــاف إردوغـــــان، الـــذي تـحـدث إلـى مجموعة من الصحافيني املرافقني له في رحـلـة عـودتـه مـن بـودابـسـت، حيث شـارك فـي قمة املجتمع السياسي األوروبــــي، أن الــرئــيــس تـــرمـــب تـــحـــدّث بـشـكـل «إيــجــابــي جـــدًا» عــن تـركـيـا خـــ ل االتـــصـــال الهاتفي معه، وأنــه دعــاه إلــى زيـــارة تركيا، ويأمل في أن يقبل الدعوة. منعطفات الماضي لـــم تـكـن واليــــة تــرمــب األولـــــى مثالية بـــالـــنـــســـبـــة لـــلـــعـــ قـــات مـــــع تــــركــــيــــا، حـيـث شــهــدت الـكـثـيـر مـــن املـنـعـطـفـات الـحـرجـة، مثل قضية اعتقال القس األميركي أنـدرو بـــــرانـــــســـــون، بـــــدعـــــوى االرتــــــبــــــاط بــحــركــة «الخدمة» التابعة لفتح الله غولن و«حزب الـعـمـال الـكـردسـتـانـي»، الـتـي تسببت في أزمــــة دبــلــومــاســيــة بـــ الــبــلــديــن حــتــى تم إطالق سراحه بعدما هدد ترمب بـ«تدمير االقتصاد التركي». كما كان ترمب هو من أصدر عقوبات ، بسبب 2020 عـلـى تـركـيـا فــي أواخــــر عـــام امـتـ ك منظومة الـدفـاع الـجـوي الروسية ». وكــــان بــ الـعـقـوبـات إخـــراج 400 «إس تركيا من مشروع إنتاج وتحديث املقاتلة » تـحـت إشـــــراف حلف 35 األمــيــركــيــة «إف شــمــال األطــلــســي (نـــاتـــو)، وحــرمــانــهــا من مـــقـــاتـــلـــة، وعـــرقـــلـــة 100 الــــحــــصــــول عـــلـــى .»16 حصولها أيـضـ على مـقـاتـ ت «إف وســـبـــق ذلــــك فــــرض رســـــوم جـمـركـيـة على واردات الصلب واأللومنيوم من تركيا. فـــضـــ عــــن ذلــــــك، لــــم يــســتــطــع تــرمــب التحرك بشأن سحب القوات األميركية من سـوريـا، واستمر في عهده دعـم واشنطن لـــــ«وحــــدات حـمــايــة الـشـعــب الـــكـــرديـــة» في سوريا، التي تعدُّها تركيا تنظيمًا إرهابيًا وذراعـــــــ لـــــ«حــــزب الـــعـــمـــال الــكــردســتــانــي» املُدرج على قائمة املنظمات اإلرهابية لدى تركيا وحلفائها الغربيني. ورغـــــــم ذلـــــــك، قــــوبــــل فــــــوز تــــرمــــب فـي االنتخابات بترحاب، بشكل عام، في تركيا العضو فـي «نــاتــو»، وانـعـكـس فـي ارتـفـاع مؤشرات األســواق، وصعود طفيف لليرة التركية أمـــام الــــدوالر استمر يـومـ واحــدًا تقريبًا عـقـب إعـــ ن فـــوز تــرمــب؛ مــا عكس تفاؤال حذرًا بشأن السياسات االقتصادية األميركية في حقبة ترمب الجديدة. إعجاب شخصي لـــم يُــخــف إردوغـــــــان، فـــي تـصـريـحـات أدلـــــى بـــهـــا، الــجــمــعــة، إعــجــابــه بـــ«تــرمــب» على املستوى الشخصي، قائال إنه أعطى «مـــــثـــــا رائــــــعًــــــا» فــــي مـــواجـــهـــة كـــثـــيـــر مـن الصعوبات، بما في ذلك محاولة االغتيال، والـــصـــمـــود أمــــام مـنـافـسـتـه الـديـمـقـراطـيـة كاماال هاريس. وأضـــــــــــــــاف: «لــــــقــــــد اجـــــــتـــــــاز (تــــــرمــــــب) االمتحان بنجاح دون استسالم أو تعب، املقاومة ليست مسعى يمكن ألي سياسي أن يـحـقـقـه بــســهــولــة». ولــــم يــــدع الـرئـيـس األمـــيـــركـــي املـنـتـهـيـة واليـــتـــه، جـــو بـــايـــدن، الـــــذي وصــــف الـــرئـــيـــس الـــتـــركـــي ذات مــرة خالل حملته االنتخابية بـ«الديكتاتور»، إردوغـــــان لــزيــارة واشـنـطـن رسـمـيـ ، خـ ل رئــاســتــه، كـمـا جـــرى إلــغــاء زيــــارة كـــان من املقرر أن يقوم بها إردوغان للبيت األبيض فــي وقـــت سـابـق مــن هـــذا الــعــام دون إبـــداء أســــبــــاب، مـــا يـــؤكـــد فـــتـــور الـــعـــ قـــات، رغــم اللقاءات املنظمة أو العابرة بني الرئيسني في محافل دولية مختلفة. كانت روابط إردوغـان الشخصية مع 2017 ترمب خالل واليته األولى بني عامي ، أوثق، لكن ذلك لم يمنع من التوتر 2021 و بسبب الـخـ فـات حــول عـ قـات واشنطن مـــع املـقـاتـلـ األكـــــراد فـــي ســـوريـــا، وحـــول عالقات تركيا املتنامية مع روسيا. وفـي واليته الثانية، تتوقع أنقرة أن تــكــون إدارة تــرمــب الــجــديــدة أكــثــر مـرونـة وتـــفـــهـــمـــ الحــــتــــيــــاجــــات تـــركـــيـــا األمـــنـــيـــة، خصوصًا تـجـاه تـهـديـدات «حـــزب العمال الـكـردسـتـانـي» الـقـادمـة مـن شـمـال سوريا والعراق. «دبلوماسية الهاتف» قال إردوغان إنه طلب من ترمب خالل االتــــصــــال الــهــاتــفــي بـيـنـهـمـا وقــــف الــدعــم األميركي للمقاتلني األكــراد، الفتًا إلى أنه إذا قرر سحب القوات األميركية من سوريا فستكون هناك اتصاالت أخرى حول األمر. وأضــاف إردوغـــان: «سنعزز التعاون بــــ تـــركـــيـــا والــــــواليــــــات املــــتــــحــــدة بـشـكـل مختلف أكثر مما كانت عليه في املاضي؛ ألن هــنــاك مـشـكـلـة تـتـعـلـق بـــطـــائـــرات (إف ) مع الواليات املتحدة. (...) فقط أعطت 35 تركيا األمــــوال للحصول على الـطـائـرات، لكن واشنطن لم تسلّمها». وتابع: «دعونا نشاهد كيف سنواجه هـذه القضايا في الفترة الجديدة، وكيف سنواصل طريقنا. نحن نواجه كثيرًا من الـــتـــحـــديـــات، خــصــوصــ قــضــيــة فلسطني واألزمــــــــة الـــروســـيـــة - األوكـــــرانـــــيـــــة، وآمــــل أن تنتهي الـــحـــروب واألزمــــــات اإلقليمية والعاملية مع رئاسة ترمب، رغم أنه كانت لـديـنـا خـــ فـــات بـــ الــحــ واآلخـــــر خـ ل رئاسته السابقة». وبــــــــدا إردوغـــــــــــــان واثـــــقـــــ بـــــــأن إدارة تـــرمـــب املـقـبـلـة ســــوف تُـــؤثّـــر بـشـكـل كبير في الـتـوازنـات السياسية والعسكرية في منطقة الــشــرق األوســــط، قـائـ إنـــه يُــعـوّل على «دبلوماسية الهاتف» مع ترمب في الفترة الـجـديـدة، ال سيما أنـه لـم يجد أي صعوبة فيها خالل فترته السابقة، وكانت هـــنـــاك لــــقــــاءات مـــع تـــرمـــب عــلــى املـسـتــوى العائلي، وسهولة في االتصال به». ملفات الوالية األولى دفــع تـفـاؤل إردوغــــان بـواليـة ترمب الــجــديــدة كـثـيـرًا مـــن املـحـلـلـ والــكــتَّــاب األتــــــراك إلــــى الــتــذكــيــر بــواليــتــه األولـــــى. وقـــــال الــكــاتــب الــــبــــارز، مـــــراد يــتــكــ ، إن ترمب يعرف أنه سياسي ال يمكن التنبؤ بتصرفاته، وقـد يزعج هـذا األمــر وزارة الخارجية التركية. وأضـــــــــاف: «ربــــمــــا يـــفـــكـــر إردوغــــــــان بشكل مختلف من الناحية السياسية؛ على الرغم من أن ترمب تَسَبَّب في أضرار عسكرية لتركيا بمنعها مـن الحصول )، وأضــــرار مالية 35 على مـقـاتـ ت (إف عـنـدمـا كـتـب تـغـريـدة عـلـى (إكـــــس)، قـال فيها: (سأدمر اقتصادك)، ووجه رسالة مـهـيـنـة إلـــى إردوغــــــــان»، فـــي إشـــــارة إلـى أزمة القس برانسون. ورأى يتكني أن املـيـزة الكبرى التي يتمتع بها إردوغان حاليًا هي أن تركيا ليست على قائمة أولويات ترمب، وأنها ستستفيد حـال تمكّن من إنهاء الحرب فـــي أوكـــرانـــيـــا؛ «ألن خــفــض الــتــوتــر في الـــبـــحـــر األســـــــود ســـيـــكـــون فــــي مـصـلـحـة تـــركـــيـــا الـــتـــي أعـــيـــد اكـــتـــشـــاف أهـمـيـتـهـا الــــجــــيــــوســــيــــاســــيــــة فــــــي حــــــــرب روســــيــــا وأوكـرانـيـا، والـتـي يُتوقع أن تقترب من النظام الغربي في املرحلة املقبلة». وأضــــاف يتكني أن إردوغـــــان يـعـوِّل كــثــيــرًا عــلــى وعــــد تـــرمـــب بـــوقـــف الــحــرب اإلســـرائـــيـــلـــيـــة فـــي املــنــطــقــة، لــكــن تـوجـد شكوك حول كيفية قيامه بذلك. وعــــبَّــــر عــــن اعــــتــــقــــاده أن تـــرمـــب لـن يــتــخــلــى فــــــورًا عــــن الـــتـــعـــاون الــعــســكــري مـع املسلحني األكــــراد فـي ســوريــا، الفتًا إلــى «أهميتهم بالنسبة ألمــن إسرائيل ودورهم في عزل إيران». ورأى الـكـاتـب بصحيفة «حرييت» الـقـريـبـة مــن الـحـكـومـة الـتـركـيـة، ســـادات أرغـــ ، أنــه حــال عــاد الــحــوار بـ ترمب وإردوغــــان مـن بـدايـة واليـتـه، فقد يكون مـــن الــــضــــروري االســـتـــعـــداد ملــفــاوضــات ومــــــفــــــاجــــــآت وتــــــســــــويــــــات بـــــــ أنـــــقـــــرة وواشـــنـــطـــن بـــشـــأن كـثـيـر مـــن الــقــضــايــا، بينها سوريا، فسيجد ترمب على مكتبه بالبيت األبيض أن امللفات الشائكة بني تـركـيـا وأمـيـركـا بقيت عـلـى حـالـهـا دون .2021 تغيير منذ أنقرة: سعيد عبد الرازق (أ.ب) 2019 ديسمبر 4 صورة جماعية لقادة «الناتو» بقمة واتفورد في هدّد ترمب تركيا في واليته األولى بتدمير اقتصادها باالبتسامات والمجامالت... كيف يستعد قادة العالم لوالية ترمب الثانية؟ عـــــنـــــدمـــــا الـــــتـــــقـــــى رئــــــيــــــس الــــــــــــــوزراء البريطاني، كير ستارمر، مع دونالد ترمب في «برج ترمب» بنيويورك لتناول العشاء سبتمبر (أيلول)، كان ذلك جزءًا من 26 يوم هـجـوم بريطاني «نــاعــم» لتعزيز العالقة بني زعيم يساري ورئيس يميني محتمل. لـذا، عندما التفت ترمب إلى ستارمر قبل أن يفارقه وقـال لـه: «نحن أصـدقـاء»، وفقًا لــشــخــص مــــشــــارك فــــي تـــلـــك األمــــســــيــــة، لـم يمر األمــر دون أن يلحظه أحــد. رغـم ذلـك، ال يُــمـكـن ألحـــد الــجــزم بـمـا إذا كـانـا سـوف يظالن صديقني. على مـدى أشهر سبقت عــودة ترمب السياسية، وفـي األيــام املثيرة منذ تأكيد فـوزه، سـارع القادة األجانب، مجددًا، إلى مجاملته. وقد عمل مبعوثوهم على تنمية عـــ قـــات مـــع أشـــخـــاص فـــي دائــــــرة تــرمــب، أو مـــع مــؤســســات بـحـثـيـة مـــن املــتــوقــع أن تكون مؤثرة في وضـع السياسات إلدارة تـرمـب الـثـانـيـة. يـقـوم بـعـض الـــقـــادة، مثل الرئيس األوكراني فولوديمير زيلينسكي، بــصــيــاغــة مــواقــفــهــم الســتــمــالــة الـطـبـيـعـة الـــبـــراغـــمـــاتـــيـــة لـــــدى تـــرمـــب فــــي الــتــعــامــل؛ وقــام آخـــرون، مثل رئيس الـــوزراء الكندي جاسنت ترودو، بإرسال فرق من املسؤولني إلــى الــواليــات املتحدة لـزيـارة عـشـرات من القادة الجمهوريني، على أمل أن يتمكنوا من تخفيف غرائز ترمب األكثر تشدّدًا في فرض الرسوم الجمركية. التجهيز لحقبة ترمب يـــشـــيـــر الــــتــــاريــــخ إلــــــى أن كـــثـــيـــرًا مـن جــهــود بــنــاء الـجـسـور هـــذه ســـوف تفشل. بـحـلـول نـهـايـة واليــتــه األولــــى، كـــان ترمب قـــد تـــدهـــورت عـ قـتـه مـــع عـــدد مـــن الــقــادة الذين بدأ معهم بعالقات جيدة، فقد غدت سـيـاسـتـه الــتــجــاريــة الــحــمــائــيــة، ونـــفـــوره مـــن الــتــحــالــفــات، إضـــافـــة إلــــى شخصيته املـــتـــقـــلّـــبـــة، ســـبـــبـــ فـــــي نــــشــــوب صــــدامــــات تــــجــــاوزت مـــســـتـــوى الـــصـــداقـــة الـــتـــي عـمـل القادة على تنميتها. وقال مالكولم تورنبول، رئيس وزراء أستراليا السابق، في مقابلة أجريت معه: «لـــقـــد كــــان هـــنـــاك نـــوعـــان مـــن ســــوء الـفـهـم بـشـأن تـرمـب؛ األول: أنــه سيكون مختلفًا فـــي مـنـصـبـه عــمــا كــــان عــلــيــه فـــي الـحـمـلـة االنــتــخــابــيــة، والـــثـــانـــي: أن أفــضــل طـريـقـة للتعامل معه هي مجاملته». ،2017 ) فــــي يـــنـــايـــر (كــــانــــون الـــثـــانـــي أجـــــرى تـــورنـــبـــول مــكــاملــة هــاتــفــيــة عنيفة مــــع تـــرمـــب حـــــول مــــا إذا كـــانـــت الــــواليــــات املــتـــحــدة ســتــحــتــرم اتـــفــاقـــ أُبــــــرم فـــي عهد 1250 الرئيس األسبق باراك أوباما لقبول الجـئـ ، األمـــر الـــذي عـارضـه تـرمـب (انتهى األمــر بـالـواليـات املتحدة بقبولهم). وقـال تورنبول إنـه وجـد في وقـت الحـق أرضية مشتركة أخرى مع ترمب، حتى إنه أقنعه بالتراجع عـن فــرض رســوم جمركية على بــعــض الــــصــــادرات األســـتـــرالـــيـــة. وأضــــاف تورنبول أن الفرق هذه املرة هو أن «الجميع يعرفون تمامًا ما الذي سيحصلون عليه. إنه مولع بأسلوب التبادل. يجب أن تكون قادرًا على إثبات أن مسارًا معينًا من العمل يصب في مصلحته». قبل فترة طويلة من االنتخابات، بدأ القادة في التجهيز لفوز ترمب، من خالل الـسـعـي إلـــى مـقـابـلـتـه. الـتـقـى زيلينسكي مــــــع تـــــرمـــــب فــــــي نـــــيـــــويـــــورك فــــــي أســــبــــوع لـقـائـه نفسه مــع ســتــارمــر. وســافــر رئيس الـــــوزراء اإلســرائــيــلــي، بنيامني نتنياهو، إلــى مــاراالغــو، مقر ترمب فـي بالم بيتش بفلوريدا، في يوليو (تموز)، وكذلك فعل رئــيــس الــــــوزراء املـــجـــري فـيـكـتـور أوربـــــان، الشعوبي الـذي يُعد أسلوبه االستبدادي نــــمــــوذجــــ لـــلـــبـــعـــض فـــــي حــــركــــة «لــنــجــعــل أمــيـركــا عظيمة مـــجـــددًا»، الــتــي يتزعمها تــرمــب، وربــمــا كـــان األقــــرب إلـــى فــك شفرة التعامل مـع الـرئـيـس املنتخب. إذ يلتقي االثنان ويتحدثان بانتظام عبر الهاتف، ويـثـنـي أحـدهـمـا عـلـى اآلخــــر. وقـــال ترمب إن أوربان «قائد عظيم للغاية، ورجل قوي للغاية»، وال يحبه البعض فقط «ألنه قوي للغاية». ومن جانبه، أشاد أوربان بترمب بوصفه األمل الوحيد للسالم في أوكرانيا، ولهزيمة «أنصار العوملة التقدميني». أسلوب إقناع الرئيس المنتخب إقــنــاع تـرمـب بـــأن أولـــويـــات أوكـرانـيـا تــــصــــب فـــــي مـــصـــلـــحـــتـــه الــــخــــاصــــة يــكــمــن فـــي صــمــيــم اســتــراتــيــجــيــة الــضــغــط الـتـي ينتهجها زيـلـيـنـسـكـي. تـشـكُّــك تــرمــب في الـــدعـــم الـعـسـكـري ألوكـــرانـــيـــا ضـــد روسـيـا مـــعـــروف جـــيـــدًا؛ فـهـو يــزعــم أنـــه يستطيع إنــهــاء الــحــرب فــي يـــوم واحــــد، ربـمـا حتى قبل توليه منصبه، رغم أنه لم يذكر كيف يمكن ذلـــك. ويخشى املحللون مـن أنــه قد يُجبر زيلينسكي على التوصل إلى تسوية سـلـمـيـة مـــع الــرئــيــس الـــروســـي فـ ديـمـيـر بـــــوتـــــ ، مـــــن شـــأنـــهـــا تـــرســـيـــخ املـــكـــاســـب اإلقليمية لروسيا في أوكرانيا. فـي اجتماعهما فـي نـيـويـورك، ساق زيلينسكي الحجة بأن الدفاع عن أوكرانيا يصُب في املصلحة االقتصادية للواليات املــتــحــدة؛ وذلـــك ألن كـثـيـرًا مــن املـسـاعـدات العسكرية التي تقدمها الـواليـات املتحدة تعود بالفائدة على املتعاقدين مع قطاع الــــدفــــاع فــــي الــــبــــ د، عـــلـــى ســبــيــل املـــثـــال، شـــركـــة «لـــوكـــهـــيـــد مـــــارتـــــن»، الـــتـــي تـصـنـع نـظـام صـواريـخ «هـيـمـارس»، والـــذي صار سـ حـ حيويًا فـي الـتـرسـانـة األوكـرانـيـة. وعمل املسؤولون األوكرانيون مع الحلفاء الــجــمــهــوريــ فـــي واشــنــطــن عــلــى تـطـويـر سبل جديدة لتنظيم املساعدات العسكرية، بما في ذلك إنشاء برنامج إقراض وتأجير مليار دوالر ملساعدة أوكرانيا 500 بقيمة في الـدفـاع عن نفسها. كـان ذلـك من بنات أفــــكــــار مـــايـــك بــومــبــيــو، وزيــــــر الــخــارجــيــة الــــســــابــــق، ومــــديــــر وكــــالــــة االســـتـــخـــبـــارات املركزية في إدارة ترمب األولـى، والذي قد يضطلع بدور بارز في اإلدارة الجديدة. لـــــــدى كـــــل مـــــن زيـــلـــيـــنـــســـكـــي وتــــرمــــب أثـــقـــال وأعــــبــــاء؛ إذ حـــركـــت مــكــاملــة تـرمـب مـع 2019 الـــهـــاتـــفـــيـــة الــــتــــي أجـــــراهـــــا عـــــام الزعيم األوكراني -التي حثه فيها الرئيس األميركي على التحقيق مع جو بايدن- أول إجـــراءات العزل بحقه. غير أن زيلينسكي كـــــــان مــــــن أوائـــــــــــل الــــــقــــــادة الــــــذيــــــن هـــــنّـــــأوا تـرمـب، وقـــدّم للرئيس املنتخب ثـنـاء غير محدود، على ما سمّاه «النصر التاريخي الــســاحــق». وقـــال زيلينسكي: «لـقـد كانت محادثة دافئة للغاية». ولم يذكر ترمب أن إيلون ماسك، ملياردير وادي السيليكون الذي دعم حملته، شارك في املكاملة. شبكة تأثير واسعة كما شكّلت كندا أيضًا شبكة واسعة مـن ممثليها للتأثير على اإلدارة املقبلة. وابــتــداء مـن يناير املــاضــي، أرســـل تــرودو وزراء فــي الـحـكـومـة الـكـنـديـة فــي زيــــارات مــنــتــظــمــة إلـــــى الـــــواليـــــات املـــتـــحـــدة لــلــقــاء مــــســــؤولــــ فــــيــــدرالــــيــــ ومــــســــؤولــــ فـي الواليات لتعزيز العالقة التجارية املمتدة بني الواليات املتحدة وكندا. وقال ترمب إنه يريد أن تخضع جميع السلع املستوردة لتعريفة جمركية قدرها باملائة أو أعلى، وسيكون ذلـك كارثيًا 10 بـالـنـسـبـة لـــكـــنـــدا. وكـــــان مــبــعــوثــو تــــرودو يدفعون بأن األمر سيكون سيئًا بالنسبة 23 للواليات املتحدة أيضًا. وانطلقوا إلى والية، مستهدفني القادة الجمهوريني. وكـــان تـــرودو على عـ قـة مُتقلّبة مع ترمب. وفي وقت من األوقات، وقع الرجالن في خالف حاد حول التعريفات الجمركية؛ إذ انـسـحـب تــرمــب مــن اجــتــمــاع ملجموعة ، ووصف 2018 الـدول السبع في كندا عام تـــرودو بـأنـه «غـيـر أمــ وضـعـيـف». ولكن نـائـبـة رئــيــس الـــــوزراء الــكــنــدي، كريستيا فــــريــــ نــــد، حـــافـــظـــت عـــلـــى عــــ قــــات جــيــدة مــع روبــــرت اليــتــهــايــزر، كـبـيـر مستشاري تـــرمـــب لــــشــــؤون الــــتــــجــــارة، مـــنـــذ عـمـلـهـمـا مـعـ لـلـتـفـاوض عـلـى اتــفــاق تــجــاري خلفًا التفاقية التجارة الحرة ألميركا الشمالية. من الداخل والخارج إن التعامل مع إدارة ترمب الجديدة أسهل بالنسبة لبعض الدول. على مدى عدة أشهر، قدّم مسؤولون إسرائيليون إحــــاطــــات إعـــ مـــيـــة حـــــول الــــحــــرب فـي قـطـاع غــزة إلــى جـاريـد كـوشـنـر، صهر تـرمـب، الــذي عمل على قضايا الشرق األوســــــط خــــ ل فـــتـــرة واليـــتـــه األولـــــى، وأيضًا إلى ديفيد فريدمان، الذي شغل منصب سفير ترمب في إسرائيل، وفقًا ملا ذكره مسؤوالن إسرائيليان، تحدّثا بــشــرط عـــدم الكشف عــــــــن هــــويــــتــــيــــهــــمــــا، ملـنـاقـشـة اجـتـمـاعـات حساسة. * خدمة «نيويورك تايمز» واشنطن: مارك الندلر ومارك سانتورا *ومارتينا ستيفيس - غريدنيف يوليو (نيويورك تايمز) 26 ترمب مرحّبا بنتنياهو وزوجته في ماراالغو

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==