7 أخبار NEWS Issue 16784 - العدد Sunday - 2024/11/10 األحد ASHARQ AL-AWSAT نجامينا تصف االتهامات بمساندة «قوات الدعم السريع» بـ«الكاذبة» تشاد تلمح لضلوع السودان في مقتل رئيسها السابق اتهمت الحكومة التشادية، السودان، بـــالـــضـــلـــوع فــــي مـــقـــتـــل رئـــيـــســـهـــا الـــســـابـــق، إدريـــس ديـبـي، واتهمته بتمويل وتسليح الـجـمـاعـات اإلرهــابــيــة الـعـامـلـة فــي املنطقة دون اإلقليم بغرض زعزعة استقرار تشاد، وعـدّت تلك األفعال التي نسبتها للحكومة السودانية «مصدر قلق»، وفي الوقت ذاته نفت بـشـدة اتـهـامـات الحكومة الـتـي تتخذ مــــن بـــــورتـــــســـــودان عـــاصـــمـــة بــــدعــــم «قــــــوات الدعم السريع»، وعدّتها «ادعـاءات كاذبة»، تـتـجـاهـل جـــهـــود تـــشـــاد فـــي إحـــــال الــســام بالسودان. وقــــــــــال وزيــــــــــر الـــــــدولـــــــة بــــالــــخــــارجــــيــــة التشادية املتحدث الرسمي باسم الحكومة، عبد الرحمن غلم الله، في بيان رسمي، إن النظام السوداني لم يتوقف على مدى عقود عن خلق وتدريب وتمويل وتسليح حركات الـــتـــمـــرد لـــزعـــزعـــة اســـتـــقـــرار بــــــاده، مـحـمـا السلطات العسكرية في السودان املسؤولية »، الـذي قال إنه كان Fact« عن تمرد جماعة السبب في اغتيال إدريس ديبي. أبـــريـــل (نــيــســان) 20 وقـــتـــل ديـــبـــي فـــي ، جــــــــراء إصــــابــــتــــه فـــــي هــــجــــوم شـنـه 2021 مـــتـــمـــردون شـــمـــال الــــبــــاد، غــــــداة انــتــخــابــه رئيسًا للبلد للمرة السادسة، وخلفه على الـحـكـم ابـنـه محمد إدريــــس ديـبـي املشهور بـ«كاكا». واتـــهـــم غـــام الــلــه صـــراحـــة، الـــســـودان، بــتــمــويــل وتــســلــيــح الـــجـــمـــاعـــات اإلرهـــابـــيـــة فـي املنطقة، بهدف زعـزعـة استقرار بـاده، بـــقـــولـــه: «يـــشـــكـــل هـــــذا الـــنـــشـــاط الـتـخـريـبـي مـصـدر قـلـق كـبـيـرًا لـتـشـاد الـتـي تـعـانـي من عـواقـب هــذه األعـــمـــال»، وأضـــاف فـي إشــارة إلــــــى شــــكــــوى الــــــســــــودان لـــــبـــــاده لـــاتـــحـــاد األفريقي: «تشاد هي التي ينبغي أن تشتكي مــــن هـــــذه األنـــشـــطـــة املـــزعـــزعـــة لـــاســـتـــقـــرار، وليس العكس». ونـــفـــى الـــبـــيـــان الـــتـــشـــادي مــــا ســمّــاهــا «الـسـلـطـات الـعـسـكـريـة» الــســودانــيــة، وقــال إنها «تـدعـي مـن دون أدنــى دلـيـل، أن تشاد تدعم (قوات الدعم السريع)... ترفض تشاد هــذه االدعــــاءات الـكـاذبـة، وتـذكـر بـقـوة أنها عملت من أجل السلم في السودان». وقــــــدم الـــــســـــودان شـــكـــوى رســـمـــيـــة ضـد تشاد إلى اللجنة األفريقية لحقوق اإلنسان والشعوب التابعة للتحاد األفريقي، اتهمها فيها بمساندة «قـــوات الـدعـم الـسـريـع» على الـــجـــرائـــم الــتــي تـرتـكـبـهـا، وتـتـضـمـن وقــائــع وبــــيــــنــــات وأدلــــــــــة تـــثـــبـــت تــــــــورط تــــشــــاد فــي دعـــم ومــســانــدة «قـــــوات الـــدعـــم الــســريــع» في االنتهاكات والجرائم التي ترتكبها، بما في ذلك تهم «اإلبــادة الجماعية وجرائم الحرب والـجـرائـم ضـد اإلنـسـانـيـة»، وتشمل «القتل واالغــتــصــاب والــعــنــف الـجـنـسـي والتهجير الــقــســري وتــدمــيــر الـبـنـى الـتـحـتـيـة وتجنيد األطفال ونهب املمتلكات». وأشـار غلم الله إلى دور قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، في تأسيس «قــوات الدعم السريع»، بقوله: «الفريق أول عبد الـفـتـاح الـبـرهـان هـو األصـــل فـي تكوين (قوات الدعم السريع)»، وأكد أن تشاد ومنذ بداية التوترات اعتمدت الحياد الصارم بني أطراف النزاع. وأوضــــح غـــام الــلــه أن الــرئــيــس محمد ديبي استقبل الجنرالني عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو في العاصمة نجامينا قـــبـــل وقـــــــوع األحــــــــــداث لـــلـــوســـاطـــة، وتــــابــــع: «مـــــن املــــؤســــف أن هـــــذه املـــــحـــــاوالت لــلــحــوار واملصالحة لم يتابعها القادة السودانيون، الــذيــن اخـــتـــاروا طـريـق الــســاح عـلـى حساب تطلعات شعبهم إلى السلم والديمقراطية»، وأضـــاف: «ال يمكن تحميل تشاد مسؤولية حرب تنبأت بعواقبها وحاولت تجنبها». ومـــــنـــــذ انــــــــــدالع الـــــحـــــرب بـــــ الـــجـــيـــش و«قــــوات الـدعـم الـسـريـع» فـي الـــســـودان، دأب الـقـادة العسكريون السودانيون على اتهام تــشــاد بـالـضـلـوع فــي دعـــم «الـــدعـــم الـسـريـع» بالعتاد باستخدام مطار مدينة «أم جرس» الــتــشــاديــة لـتـمـريـر األســلــحــة، وأنـــهـــا فتحت حـدودهـا ملشاركة ما سمّته «آالف املرتزقة» الــقــادمــ مــن غـــرب أفـريـقـيـا لـلـقـتـال بجانب «الدعم السريع». وتـسـتـضـيـف تــشــاد مـنـذ حـــرب دارفــــور األولى مئات اآلالف من اللجئني السودانيني الفارين من الحروب، والذين ازدادت أعدادهم بــعــد انــــــدالع حــــرب الــجــيــش و«قــــــوات الــدعــم . وقـــال 2023 ) الــســريــع» فـــي أبـــريـــل (نــيــســان غـــــام الــــلــــه: «تــــشــــاد تــحــمــلــت ثـــقـــل الـــحـــروب والصراعات في السودان، وعواقب السياسة الحربية». وتـــتـــجـــه االتــــهــــامــــات الــــســــودانــــيــــة إلـــى معبر «أدري» الحدودي الرابط بني البلدين وتسيطر عليه «قــــوات الــدعــم» والــــذي وافــق الـجـيـش الــســودانــي عـلـى اسـتـخـدامـه معبرًا ملرور املساعدات اإلنسانية، وتتهم السلطات الـتـشـاديـة باستخدامه فـي تمرير األسلحة والتموينات لـ«قوات الدعم». كمباال: أحمد يونس (أ.ب) 2016 أرشيفية للرئيس الراحل إدريس ديبي وبجانبه السفيرة األميركية سامنثا باور في القصر الرئاسي بنجامينا أبريل البرلمان المصري لتجاوز «اعتراضات» قانون «اإلجراءات الجنائية» سـعـيـ لــتــجــاوز «االعـــتـــراضـــات» على مـــشـــروع قـــانـــون «اإلجـــــــــراءات الــجــنــائــيــة»، يواصل مجلس الـنـواب املصري (البرملان) مــــنــــاقــــشــــاتــــه بـــــشـــــأن الـــــقـــــانـــــون بـــمـــشـــاركـــة مـــــــســـــــؤولـــــــ حــــــكــــــومــــــيــــــ ، ونـــــقـــــابـــــيـــــ ، وحــقــوقــيــ ، وقــانــونــيــ ، وســـط اسـتـمـرار تحفظات نقابة الصحافيني املصرية على بعض النصوص. وفـي حني يستهدف البرملان املصري توسيع الحوار حول نصوص «اإلجــراءات الـــجـــنـــائـــيـــة»، فــــــإن بـــرملـــانـــيـــ وحــقــوقــيــ تــحــدثــوا عـــن «االســتــجــابــة لـبـعـض الـنـقـاط املـخـتـلـف عـلـيـهـا»، وأشــــــاروا إلـــى أن «بـــاب املـــنـــاقـــشـــات مــــا زال مــفــتــوحــ أمــــــام بـعـض الــــجــــهــــات الـــــتـــــي مـــــا زالـــــــــت تـــتـــحـــفـــظ عــلــى مـــواد بــالــقــانــون». وتــوافــقــت رؤى الـبـرملـان والـــحـــكـــومـــة املـــصـــريـــة فـــي وقــــت ســـابـــق مع مـطـالـب أحــــزاب وقــــوى سـيـاسـيـة بــضــرورة إصدار قانون جديد «لإلجراءات الجنائية» (املـــنـــظـــم لـــقـــواعـــد الـــتـــقـــاضـــي والـــعـــقـــوبـــات فــي الـجـرائـم املـخـتـلـفـة)، وإعــــادة الـنـظـر في .1950 التشريع الحالي الصادر منذ عام وانــــتــــهــــت لـــجـــنـــة فــــرعــــيــــة بـــالـــبـــرملـــان املـــصـــري (تـــضـــم قــانــونــيــ ومـتـخـصـصـ ومــمــثــلــي وزارات وجـــهـــات حــكــومــيــة) من 540 إعــــداد مــشــروع جـديـد لـلـقـانـون، يـضـم مــــــــادة، غـــيـــر أن الـــتـــشـــريـــع املـــقـــتـــرح واجــــه اعــــــتــــــراضــــــات مــــــن نـــقـــابـــتـــي الـــصـــحـــافـــيـــ واملـــــحـــــامـــــ ، فــــــور اإلعـــــــــان عــــنــــه، وجـــــرى االســتــجــابــة لـبـعـض الــنــقــاط الـخـافـيـة مع املحامني، بينما ال تـزال نقابة الصحافيني تتحفظ على بعض مـواد القانون.وجددت نقابة الصحافيني اعتراضها على بعض مواد القانون الجديد، وأرسلت ملحظاتها على التشريع الجديد إلى نواب البرملان من الصحافيني؛ لتبني مـوقـف النقابة داخـل مـجـلـس الــــنــــواب، وأشــــــارت فـــي إفـــــادة لـهـا، ملحظات، 4 السبت، إلى أن النقابة لديها عـــدّتـــهـــا مـتـعـلـقـة بــــ«الـــعـــيـــوب واملــخــالــفــات الدستورية التي تعلقت بمشروع القانون، والـتـي تصل إلــى حـد إبـطـال أثــره ملجافاته ملـــــــواد الــــدســــتــــور، واالتــــفــــاقــــيــــات الـــدولـــيـــة لحقوق اإلنسان التي صدّقت عليها مصر»، مـــادة من 42 ونــوهــت إلـــى أن مــا يـقـرب مــن مواد املشروع شابتها مخالفات دستورية أو خالفت املواثيق الدولية. وتـدعـو «الـصـحـافـيـ » إلــى «ضـــرورة فتح حوار مجتمعي موسع بشأن القانون، يـشـارك فيه املجتمع لتقديم تشريع يلبي طموح الجميع»، وقالت إن «هدفها يتجاوز النصوص املتعلقة بالصحافة واإلعلم إلى عموم نصوص القانون بما يحمي حقوق وحريات املواطنني واملجتمع بأسره، وهو الـهـدف األسـمـى الــذي يجب أن يسعى إليه الجميع». وأكد وكيل «لجنة الشؤون الدستورية والـتـشـريـعـيـة» بـمـجـلـس الـــنـــواب املــصــري، الــنــائــب إيـــهـــاب الـــطـــمـــاوي، أن «مـنـاقـشـات قانون اإلجــراءات الجنائية مستمرة داخل الـــبـــرملـــان»، وقـــــال لــــ«الـــشـــرق األوســـــــط»، إن «رئيس املجلس أخذ موافقة على استمرار املناقشات بحضور أعضاء اللجنة الفرعية (الـــتـــي أعـــــدت مـــشـــروع الـــقـــانـــون) فـــي داللـــة عـلـى حـــرص املـجـلـس إلشــــراك الـجـمـيـع في املـنـاقـشـات». وأدار «الــنــواب» فـي جلساته، األسـبـوع املـاضـي، مناقشات موسعة على مدار ثلثة أيام حول مواد القانون الجديد، بحضور وزير الخارجية، بدر عبد العاطي، وأعضاء املجلس القومي لحقوق اإلنسان، وحقوقيني مستقلني، ونقابيني، وممثلي النقابات، ومؤسسات املجتمع املدني. وبـــحـــســـب رئــــيــــس مـــجـــلـــس الـــــنـــــواب، املـسـتـشـار حنفي الـجـبـالـي، فـــإن «الـفـرصـة مستمرة لجميع نواب البرملان إلبداء رأيهم حــول الـقـانـون»، مشيرًا إلــى أن «مناقشات القانون املبدئية ستتواصل إلى الجلسات املـــقـــبـــلـــة لـــضـــمـــان اتـــــســـــاع دائـــــــــرة الــــحــــوار املجتمعي حول القانون». ويـــعـــتـــقـــد عـــضـــو «املــــجــــلــــس الـــقـــومـــي لــــحــــقــــوق اإلنــــــــســــــــان» فــــــي مـــــصـــــر، عـــصـــام شيحة، أن املناقشات والــحــوارات األخيرة حـول قـانـون اإلجــــراءات الجنائية «أنتجت تـــوافـــقـــات، وزادت مـــن مـــســـاحـــات االتـــفـــاق حوله»، وقـال إن «جهة التشريع (البرملان) أبـــــــــدت حــــرصــــهــــا عــــلــــى االســــتــــجــــابــــة إلــــى املـــاحـــظـــات والـــنـــقـــاط الــخــافــيــة الــخــاصــة بــــالــــقــــانــــون». وأوضــــــــح شــيــحــة لــــ«الـــشـــرق األوســـــــــط» أن «(الــــــحــــــوار الــــوطــــنــــي) حـــول مــــشــــروع الـــقـــانـــون أســـهـــم فــــي االســتــجــابــة لبعض املـاحـظـات والـنـقـاط الخلفية بما ال يـــخـــالـــف الـــدســـتـــور واملــــواثــــيــــق املــوقــعــة عليها مـصـر»، إلــى جـانـب «إعــــادة صياغة بعض املـواد». وعد ذلك أنه «حقق خطوات إيـــجـــابـــيـــة فــــي الــــتــــوافــــق حـــــول الــــقــــانــــون»، وقــــــال إن «مــــاحــــظــــات وتـــحـــفـــظـــات نــقــابــة الــصــحــافــيــ مــحــل اعـــتـــبـــار»، مــشــيــرًا إلــى أن «اســــتــــمــــرار الـــنـــقـــاش بـــشـــأن مــاحــظــات (الصحافيني) في صالح القانون». وكـــــانـــــت مـــنـــظـــمـــات حـــقـــوقـــيـــة دولـــيـــة منها «هـيـومـان رايـتـس ووتـــش»، و«العفو الـــدولـــيـــة»، قـــد طــالــبــت فـــي بـــيـــان بــــ«إعـــداد مشروع جديد يتماشى مع املعايير الدولية لحقوق اإلنسان، وبالتشاور مع املنظمات غير الحكومية املصرية والدولية». القاهرة: أحمد إمبابي مقديشو دعت أديس أبابا لمحادثات «بنّاءة» بشأن القضايا العالقة استبعاد الصومال إلثيوبيا من بعثة حفظ السالم يُصعّد التوتر إعـــان الـصـومـال رسميًا استبعاد قـوات الـجـيـش اإلثــيــوبــي مــن الـــوجـــود عـلـى أراضــيــه ضمن بعثة حفظ السلم األفريقية املقرّرة في ، فصل جـديـد فـي عـاقـات البلدين التي 2025 تشهد خلفات، منذ توقيع أديس أبابا مذكرة تفاهم مع إقليم «أرض الصومال» االنفصالي ، وسـط دعـوة حديثة من مقديشو 2024 بداية ألديــــس أبــابــا لــلــعــودة إلـــى إجــــراء «مــحــادثــات بنّاءة» بشأن القضايا العالقة. خبراء في الشأن األفريقي أكّدوا لـ«الشرق األوســـــط» أن االســتــبــعــاد الــصــومــالــي لـلـقـوات اإلثـيـوبـيـة سـيـقـود ملــســارَيــن؛ أولــهــمــا: «يـرفـع مـنـسـوب الـتـوتـر املـتـصـاعـد بــ الـبـلـديـن منذ مذكرة اإلقليم االنفصالي»، والثاني سيكون «ورقـــــــة ضـــغـــط صـــومـــالـــيـــة عـــلـــى أديــــــس أبـــابـــا للتراجع عن تلك املذكرة، وبدء علقات مبنية على عدم التدخل في الشؤون الداخلية». وقـــــــــرّر مـــجـــلـــس الـــســـلـــم واألمـــــــــن الـــتـــابـــع لـــاتـــحـــاد األفــــريــــقــــي، فــــي يـــونـــيـــو (حـــــزيـــــران) املـــاضـــي، إرســـــال بـعـثـة جـــديـــدة لـحـفـظ الـسـلـم في الصومال، باسم «بعثة االتـحـاد األفريقي لـدعـم االســتــقــرار فــي الــصــومــال»، اعــتــبــارًا من ، وتستمر حتى 2025 ) يناير (كــانــون الـثـانـي .2029 عام آالف جـــنـــدي إثـيـوبـي 4 وكـــــان أكـــثـــر مـــن انضموا رسميًا إلى قوة حفظ السلم التابعة ؛ لحفظ 2014 للتحاد األفريقي بالصومال في األمن في مناطق جنوب غربي الصومال، وفق ما أوضــح االتـحـاد وقتها؛ ليتواصل الوجود 2006 اإلثيوبي بجارِه الصومال، الذي بدأ منذ بموافقة حكومة مقديشو على مساعدتها في مــحــاربــة حــركــة «الـــشـــبـــاب» املـرتـبـطـة بتنظيم «الـــقـــاعـــدة» اإلرهــــابــــي، ومــنــع تـغـلـغـل عناصر الحركة وتسلّلها داخل األراضي اإلثيوبية. وأعـــلـــن الـــصـــومـــال، الـــســـبـــت، «اســتــبــعــاد الــــقــــوات اإلثـــيـــوبـــيـــة رســمــيــ مـــن املـــشـــاركـــة في عمليات البعثة الـجـديـدة لـاتـحـاد األفـريـقـي، الــتــي سـتـبـدأ مـهـامـهـا فــي الــبــاد مـطـلـع الـعـام الــــحــــالــــي»، وفـــــق وكــــالــــة األنــــبــــاء الــصــومــالــيــة الرسمية. وبحسب وزيـــر الــدفــاع الـصـومـالـي، عبد الــــقــــادر مــحــمــد نــــــور، فـــــإن اســـتـــبـــعـــاد الـــقـــوات اإلثــيــوبــيــة مـــن الـبـعـثـة األفــريــقــيــة جـــاء بسبب «انــــتــــهــــاكــــهــــا الــــــصــــــارخ لــــســــيــــادة واســــتــــقــــال الصومال»، مضيفًا أنـه «سيتم اإلعــان قريبًا عن قائمة الدولة املشاركة ضمن عمليات قوات االتـــحـــاد الــتــي ســتــقــدّم الـــدعـــم الـفـنـي للجيش الوطني في مكافحة اإلرهاب». اإلعـــــــــــان الـــــرســـــمـــــي جــــــــاء بــــعــــد تـــلـــويـــح صـــومـــالـــي رســـمـــي مـــتـــكـــرّر، األشـــهـــر املــاضــيــة باتخاذ الـقـرار، وسـط تمسّك إثيوبي باملُضي مـــع إقليم 2024 فـــي اتـــفـــاق مـبـدئـي فـــي يـنـايـر «أرض الــصــومــال» االنـفـصـالـي عــن مقديشو، تحصل بموجبه أديس أبابا على مَنفذ بحري يتضمّن ميناء تجاريًا، وقـاعـدة عسكرية في عــامــ ، مـقـابـل اعـتـراف 50 منطقة بـــربـــرة، ملـــدة إثيوبيا بـ«أرض الصومال» دولة مستقلة. وطالب وزير الخارجية الصومالي، أحمد فـقـي، فــي يـولـيـو (تــمــوز) املــاضــي، بــ«مـغـادرة القوات اإلثيوبية األراضي الصومالية بنهاية تفويضها هذا العام ضمن قوات حفظ السلم األفريقية، وإال سيُعد بعد ذلك احتلال عسكريًا، ويـتـم التعامل معه بكل اإلمـكـانـات املـتـاحـة»، وأكّــــد رئـيـس الــــــوزراء، حـمـزة عـبـدي بـــري، في أغسطس (آب) املـاضـي، أن «الـقـوات اإلثيوبية لن تكون جزءًا من بعثة االتحاد األفريقي لدعم الـصـومـال مـا لـم تنسحب إثيوبيا مـن مذكرة التفاهم التي وقّعتها مع (أرض الصومال) في وقت سابق من هذا العام». وبــــاعــــتــــقــــاد مـــســـاعـــد وزيــــــــر الـــخـــارجـــيـــة املــــصــــري األســــبــــق، الـــســـفـــيـــرة مـــنـــى عـــمـــر، فـــإن «الصومال له حق السيادة على أراضيه، ومن حـقـه اخــتــيــار جـنـسـيـة مـــن يــوجــد عـلـى أرضـــه ضمن قــوات حفظ الـسـام، وإثيوبيا انتهكت ســـيـــادتـــه بــــاالتــــفــــاق مــــع (أرض الــــصــــومــــال)، وبالتالي فإن استبعادها كان متوقعًا، وأعلن عنه أكثر من مرة سابقًا». وســــيــــنــــتــــظــــر قـــــــــــرار نـــــشـــــر قـــــــــــوات حـــفـــظ السلم بالصومال موافقة االتـحـاد األفريقي، بوصفه مُــمـوّال لها، وفـق عمر، التي أوضحت أن «مـــوافـــقـــة االتــــحــــاد مـبـنـيـة بــــاألســــاس على موافقة الـصـومـال، وهــذا شـيء متعارَف عليه بـعـمـل املــنــظّــمــات الـــدولـــيـــة، وســتــكــون مـوافـقـة بروتوكولية فقط، ولن تحمل أي رفض لوجود مـصـر تــحــديــدًا؛ ألن األمــــر بـــــإرادة مـقـديـشـو ال أديس أبابا». ولـم تُعقّب إثيوبيا على قـرار االستبعاد الصومالي، إال أنه بحسب مدير «مركز دراسات شرق أفريقيا» في نيروبي، عبد الله إبراهيم، «سيعزّز ذلك التوتر مع أديس أبابا، خصوصًا أن لها وجــودًا عسكريًا قويًا في الصومال، ال سيما في إقليم جدوا بوالية جوباالند، وكلها تحت سيطرة القوات اإلثيوبية، وكذلك والية جـــنـــوب غـــربـــي الـــصـــومـــال بــأكــمــلــهــا، وأجــــــزاء كبيرة في والية هيرشبيلي، خصوصًا منطقة هيران، وجميعها لها حدود مع إثيوبيا». وبــتــقــديــر إبـــراهـــيـــم فــــإن «نـــفـــوذ إثـيـوبـيـا أقـــــــــوى مــــــن نـــــفـــــوذ الــــحــــكــــومــــة الــــصــــومــــالــــيــــة، ومـقـديـشـو تتفهّم جـيـدًا الــعــوائــق، وأن الـقـرار قد يبدو مجرد ضغط إلرجاع أديس أبابا عن االتــفــاق مــع إقـلـيـم (أرض الــصــومــال)، فــي ظل وجود مصري مُقلِق للحكومة اإلثيوبية». وتـحـدّث وزيـر الخارجية اإلثيوبي، تاي أصــقــي سـيـاسـي، فــي أغـسـطـس املـــاضـــي، عن «املوقف اإلثيوبي بشأن البعثة الجديدة لقوات حفظ الـسـام فـي الـصـومـال، ومطالبتها بأال تشكّل تهديدًا ألمننا القومي، هذا ليس خوفًا، لكنه تجنّب إلشعال صراعات أخرى باملنطقة، ونــؤكــد أنـنـا أصـبـحـنـا قـــوة كـبـرى قــــادرة على حماية مصالحها». ونقلت وكالة األنباء اإلثيوبية الرسمية عــن الـبـاحـث اإلثــيــوبــي، يـعـقـوب أرســـانـــو، قبل أيـــــام، طـلـبـه بـــــ«ضــــرورة تـقـيـيـم دور مـصـر في الــــصــــومــــال، ووجـــــودهـــــا الــــــذي قــــد يــــــؤدي إلـــى تــصــعــيــد عـــــدم االســــتــــقــــرار فــــي جــمــيــع أنـــحـــاء مــنــطــقــة الــــقــــرن األفــــريــــقــــي». وتُـــــعـــــارض مـصـر توقيع إثيوبيا االتفاق املبدئي مع إقليم «أرض الصومال»، وأعلنت استعدادها للمشاركة في قـــوات حفظ الـسـام بمقديشو، ووقّــعـت اتفاقًا دفـــاعـــيـــ مـــع مــقــديــشــو، وأرســــلــــت لــهــا مــعــدات وأسلحة عسكرية لدعمها في مواجهة اإلرهاب، بينما يــواصــل رئـيـس الـــــوزراء اإلثــيــوبــي، آبـي أحمد، تمسُّك بلده بالسعي للوصول السلمي إلــــى الــبــحــر األحـــمـــر، وفــــق تــصــريــحــات أواخــــر أكتوبر (تشرين األول) املاضي، وهذا يصطدم مـــع شــــروط الــصــومــال الــتــي جـــدّدهـــا، الـسـبـت، بشأن االلتزام بالقوانني الدولية لحل القضايا العالقة بينهما. ودعــــــــا وزيــــــــر الــــخــــارجــــيــــة الــــصــــومــــالــــي، أمـــــس، املـــســـؤولـــ اإلثـــيـــوبـــيـــ ، إلــــى «الـــعـــودة إلـــى الـــصـــواب والـحـقـيـقـة، حـتـى يـتـم الـتـوصـل إلــــى مـــحـــادثـــات بــــنّــــاءة»، مُـــعـــرِبـــ عـــن أمـــلـــه في نـجـاح جـولـة املــحــادثــات الـثـالـثـة الـتـي ترعاها تــركــيــا، مـــؤكـــدًا أن «الــحــكــومــة مـسـتـعـدة لعقد اتفاق مع إثيوبيا بطريقة نظامية تتوافق مع القوانني الدولية»، وفق ما نقلته وكالة األنباء الــصــومــالــيــة. وبــتــقــديــر الــبــاحــث فـــي الـشـؤون األفريقية، عبد الله إبراهيم، فـإن «إثيوبيا قد تــتــراجــع عـــن اتـــفـــاق إقـلـيـم (أرض الــصــومــال)، وتبحث عن منفذ بحري آخر بمكان آخر»، الفتًا إلى أن «مشاركة مصر بالبعثة قد يحفز إثيوبيا على تلك الـخـطـوة، لكن قـد يـقـود لـتـوتـرات من دون صــدام فـي املنطقة قريبًا»، مضيفًا: «لكن ستنتهي هذه األمور إلى تنازالت، بما فيها أن تستجيب إثيوبيا للمطالب املصرية في (سد النهضة)، بإبرام اتفاق مُلزِم، وإلغاء اتفاقيتها مع (أرض الصومال)». القاهرة: «الشرق األوسط» وزير الدفاع الصومالي عبد القادر محمد نور (وكالة األنباء الصومالية)
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==