issue16781
7 NEWS ASHARQ AL-AWSAT موسكو منفتحة على حوار لكنها لن تبادر... وزيلينسكي يأمل في «سلام عادل» ارتياح روسي لهزيمة الديمقراطيين... وترقّب لخطوات ترمب لم تخفِ النخب السياسية الروسية ارتـــيـــاحـــهـــا لــلــهــزيــمــة الـــقـــويـــة الـــتـــي منيت بها المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس فــــي الانـــتـــخـــابـــات الـــرئـــاســـيـــة الأمـــيـــركـــيـــة، ورأى سياسيون مقربون مـن «الكرملين» أن الأمــيــركــيــ «عـــاقـــبـــوا» إدارة الـرئـيـس جـــــو بـــــايـــــدن بـــمـــنـــح أصــــواتــــهــــم لــلــمــرشــح الجمهوري. لــــكــــن لـــهـــجـــة الارتـــــــيـــــــاح بـــــــدت حــــــذرة للغاية في ردود الفعل الأولى الصادرة عن الــديــوان الـرئـاسـي الـروسـي الـــذي ركــز على أن واشــنــطــن «عــــــدو» مــنــخــرط فـــي الــحــرب الأوكـرانـيـة، وأن موسكو المنفتحة على أي حــوار تنتظر «خـطـوات عملية» مـن الإدارة الجديدة. وبـدا أن الفوز القوي للرئيس دونالد تـرمـب فـي سـبـاق البيت الأبـيـض قـد يمهد لانفراجة واسعة في العلاقات بين الولايات المـــتـــحـــدة وروســــيــــا، فـــي حــــال نــفــذ وعــــوده الانتخابية بالعمل على وضع حد للحرب شهراً. 33 الدائرة منذ ورغـم التحفظ الشديد في التعليقات الأولـى للناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف، فإنه تـرك الباب مـواربـا لتقارب جــدي مـن خــ ل التأكيد على أن «الرئيس فـــ ديـــمـــيـــر بـــوتـــ كـــــرر مــــــــراراً اســـتـــعـــداده لـلـحـوار وتـقـريـب وجــهــات الـنـظـر لـكـن هـذا ســـــوف يـــكـــون مــرتــبــطــا بـــخـــطـــوات الإدارة الأميركية الجديدة». وتجنب بيسكوف الــرد مباشرة على ســؤال عـن موقف بوتين حيال فـوز ترمب، وقال إن موسكو تأخذ في الاعتبار البيانات الـــقـــادمـــة مــــن الـــعـــاصــمـــة الأمـــيـــركـــيـــة. لـكـنـه أضاف أن «هذه دولة غير صديقة منخرطة بشكل مباشر وغير مباشر في الحرب ضد روســـيـــا (...) نــحــن ســنــقــوم بـاسـتـخـ ص استنتاجات بناءً على خطوات محددة». واستبعد بيسكوف أن يـبـادر بوتين بالاتصال هاتفيا بترمب للتهنئة بالفوز، لكنه لم يستبعد فتح قنوات حوار إذا بادر ترمب لذلك. وقال: «لا ينبغي طلب ذلك من الجانب الروسي. وأذكّر مرة أخرى بكلمات بــــوتــــ حــــــول انـــفـــتـــاحـــه عـــلـــى الاتــــصــــالات والــــــحــــــوار، لـــكـــن هــــــذا هــــو مـــوقـــفـــنـــا، وهـــو ثابت ومـعـروف (...) دعـونـا ننتظر بعض الإجراءات الملموسة». وحـــدد بيسكوف الــشــروط الـتـي توفر انــفــراجــة جــديــة فـــي الـــعـــ قـــات، ورأى أنـهـا ستكون أوضــح بعد إعــ ن تركيبة الإدارة الأمـيـركـيـة الــجــديــدة، وتـوضـيـح خطواتها الأولــى تجاه الـصـراع في أوكرانيا، مشيراً إلى أن «قدرة الولايات المتحدة على تغيير مسار السياسة الخارجية تجاه أوكرانيا، سوف تتضح بعد يناير (كانون الثاني)»، موعد تسلم ترمب سدة الحكم. وقـــــــــــــال بـــــيـــــســـــكـــــوف لــــلــــصــــحــــافــــيــــ : «الولايات المتحدة قادرة على تغيير مسار سياستها الخارجية، لكن ما إذا كان سيتم ذلــــك وكـــيـــف، إذا حــــدث ذلـــــك، ســـنـــرى بعد يناير». في المقابل، بدت لهجة الناطقة باسم الخارجية ماريا زاخــاروفــا، أكثر وضوحا في تحديد موقف بلادها حيال فوز ترمب، وكتبت أن الفرصة متوفرة لترمب لتحويل كلامه عن وقف الحرب سريعا إلى أفعال. وتـــعـــول مــوســكــو عــلــى تـنـفـيـذ تـرمـب وعوده الانتخابية بالضغط على أوكرانيا ووقــــف مــســار تـسـلـيـح كـيـيـف لـدفـعـهـا إلـى الــجــلــوس سـريـعـا إلـــى طـــاولـــة مــفــاوضــات. كـــمـــا أن خــــبــــراء مـــقـــربـــ مــــن «الـــكـــرمـــلـــ » ســـارعـــوا إلــــى الــحــديــث عـــن أن فــــوز تـرمـب ســـوف يــرمــي بـثـقـل كـبـيـر عـلـى الـسـيـاسـات الأوروبــــيــــة، خــصــوصــا لـجـهـة أنــــه يضغط لمساهمة أوروبـــيـــة أكـبـر فــي تـمـويـل نشاط حلف الـنـاتـو. ورأى تعليق، نشرته وكالة أنــــبــــاء «نــــوفــــوســــتــــي» الـــرســـمـــيـــة، أن أحـــد أهداف واشنطن في تأجيج حرب أوكرانيا تمثلت في ضمان خضوع أوروبا لإملاءات الولايات المتحدة، وأن فوز ترمب قد يضع تـرتـيـبـات جــديــدة لـهـذا المـشـهـد. كـمـا نقلت الـوكـالـة الحكومية عـن نـــواب فـي «مجلس الدوما» أن فوز ترمب يعني «إعلان الحداد» في كييف. وقال بعضهم: «من دون الرعاية الأمـــيـــركـــيـــة، لـــن يـــكـــون نـــظـــام كــيــيــف قــــادراً على الاستمرار ولو لمدة أسبوع. كل شيء سينتهي (..) سيكون الأمــر أصعب بكثير مـمـا كــــان عـلـيـه فـــي ظـــل الإدارة الأمـيـركـيـة السابقة». وأشــارت تعليقات مشابهة إلى أنه «قــد تـكـون هـنـاك تغييرات إيجابية في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة. لأن انـــتـــخـــاب تــــرمــــب قــــد يـــعـــنـــي نــهــايــة الـرعـايـة الـتـي لا نـهـايـة لـهـا للصراعات العسكرية الأجنبية». بدورها، علقت رئيسة مجلس الاتحاد (الـــشـــيـــوخ)، فـالـنـتـيـنـا مـاتـفـيـيـنـكـو، على نـتـائـج الانـتـخـابـات الـرئـاسـيـة الأمـيـركـيـة، وقــالــت إنـهـا أظــهــرت بــوضــوح الاحـتـجـاج عـلـى سـيـاسـات الـسـلـطـات الـحـالـيـة. ورأت فـيـهـا «تــصــويــتــا عــقــابــيــا» ضـــد سـيـاسـات إدارة بايدن. وكــــــتــــــبــــــت الــــــســــــيــــــاســــــيــــــة المـــــقـــــربـــــة جـــــداً مــــن بــــوتــــ أن «الأرقــــــــــام واضـــحـــة ومــقــنــعــة، والاتـــجـــاهـــات مـقـنـعـة فـــي كل مــن الانـتـخـابـات الـرئـاسـيـة وانـتـخـابـات الكونغرس، وفي رأيي، هذا دليل واضح على موقف الأميركيين تجاه سياسات الــديــمــقــراطــيــ فـــي الـــســـنـــوات الأخـــيـــرة: السياسة الخارجية والداخلية (...) هذا احتجاج على كل ما حدث، بما في ذلك، على ما أعتقد، فيما يتعلق بروسيا». أوكرانيا تأمل في تحقيق «سلام عادل» وفـي كييف، أفــادت «وكـالـة الصحافة الــــفــــرنــــســــيــــة» بـــــــأن الـــــرئـــــيـــــس الأوكـــــــرانـــــــي فـولـوديـمـيـر زيـلـيـنـسـكـي هـنـأ تــرمــب على «انـــتـــصـــاره المـــذهـــل» بــعــدمــا أعــلــن المــرشــح الجمهوري، الأربعاء، فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، مبديا أمله أن يساعد انـــتـــخـــابـــه أوكــــرانــــيــــا فــــي تــحــقــيــق «ســــ م عـــــــادل». وقـــــال زيـلـيـنـسـكـي: «أقـــــــدّر الـــتـــزام الـــرئـــيـــس تـــرمـــب نـــهـــج (الــــســــ م مــــن خـــ ل القوة) في الشؤون العالمية. وهذا بالضبط المبدأ الـذي يمكن أن يجعل أوكرانيا أقرب إلى السلام العادل». وفـي أكثر من مناسبة، قـال ترمب إن في مقدوره إحلال سلام في أوكرانيا «خلال ساعة»، من دون أن يفسّر كيفية قيامه 24 بـذلـك، لكن مـع التنديد بقيمة المـسـاعـدات المقدّمة لكييف في مواجهة روسيا. وأدلى أيـــضـــا بــتــصــريــحــات تــنــطــوي عــلــى إطــــراء للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ودعـــــــا زيـــلـــيـــنـــســـكـــي الـــديـــمـــقـــراطـــيـــ والـــجـــمـــهـــوريـــ الأمـــيـــركـــيـــ إلـــــى تـوفـيـر «دعـــم قـــوّي مــن كــ الـحـزبـ لأوكــرانــيــا». واستذكر في هذه المناسبة اللقاء «الرائع» الــذي جمعه بدونالد ترمب فـي نيويورك في سبتمبر (أيلول) الماضي. والعلاقة بين ترمب وزيلينسكي معقّدة، لا سيّما بسبب فضيحة في السياسة الأميركية تعود إلى . فإثر الكشف عن مضمون مكالمة 2019 عام هاتفية بين ترمب الذي كان يومها رئيسا لـــلـــولايـــات المـــتـــحـــدة ونـــظـــيـــره الأوكــــرانــــي، اتُهم الأول بالضغط على أوكرانيا لتفتح تحقيقا بتهم فساد بحق نجل جو بايدن الــذي كـان يتنافس معه ترمب على ولايـة انتخابية جــديــدة. وأفــضــت تـلـك القضية إلـــى مـحـاكـمـة بــهــدف إطـــاحـــة تـــرمـــب، لكن مجلس الشيوخ الأميركي بـرأه في نهاية المطاف. (رويترز) 2019 دونالد ترمب وفلاديمير بوتين في لقاء سابق بينهما في أوساكا باليابان عام موسكو:رائد جبر ماريا زاخاروفا: الفرصة متوافرة لترمب لتحويل كلامه عن وقف الحربسريعاً إلى أفعال القارة العجوز قلقة على وحدتها ومن أحادية القرار الأميركي ومن التخلي عن أوكرانيا والضغوط على حلف الأطلسي تخوف أوروبي من ولاية ترمب الجديدة إذا كانت ثمة حاجة إلى تظهير القلق الأوروبي من عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبــــيــــض، فــتــكــفــي الإشــــــــارة إلـــــى الاتـــصـــال الـــهـــاتـــفـــي صــــبــــاح الأربـــــــعـــــــاء، الـــــــذي جـــرى بــ الـرئـيـس الـفـرنـسـي إيـمـانـويـل مـاكـرون والمستشار الألماني أولف شولتس بعد وقت قصير مـن إعـــ ن تـرمـب فـــوزه فـي المنافسة الـــرئـــاســـيـــة؛ مـــن أجــــل تـنـسـيـق المـــواقـــف بين مـا كــان يُـعـدّ «الـقـاطـرة الأوروبـــيـــة» وللنظر فـــي كـيـفـيـة الـتـعـامـل مـــع المـعـطـى الأمـيـركـي الجديد. وليس سراً أن غالبية الدول الأوروبية كانت تراهن على فوز المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس. ومن هنا يمكن فهم الخيبة الأوروبــــــيــــــة الـــكـــبـــرى وحــــاجــــة الأوروبـــــيـــــ إلـــى التحضير لأربـــع ســنــوات إضـافـيـة من التعايش مع ترمب في حين ذكريات ولايته ) مـا زالــت ماثلة أمـام 2020 - 2016( الأولـــى أعـيـنـهـم. وســــارع إيـمـانـويـل مـــاكـــرون، بعد مـحـادثـتـه مــع أولاف شــولــتــس، إلـــى كتابة تـــغـــريـــدة عــلــى مــنــصــة «إكــــــس» جــــاء فـيـهـا: «لقد تحدثت للتو مـع المستشار (الألمـانـي) وسـنـعـمـل مــعــا، فـــي هـــذا الــســيــاق الـجـديـد، من أجل أوروبــا أكثر اتحاداً وقـوة وسيادة وذلـــــــك مـــــن خــــــ ل الــــتــــعــــاون مـــــع الـــــولايـــــات المــتــحــدة الأمــيــركــيــة ومــــن أجــــل الـــدفـــاع عن مصالحنا وقيمنا». ومن الجانب الألماني، قـــــال شـــولـــتـــس فــــي بـــيـــان بـــثـــه الــتــلــفــزيــون، الأربـــعـــاء، إن بـــ ده ستظل شريكا موثوقا بـه عبر المحيط الأطلسي لـــإدارة الجديدة بــقــيــادة تـــرمـــب. بـيـد أن بـيـت الـقـصـيـد جـاء فـــي قـــولـــه إن «الــكــثــيــر مـــن الأمــــــور سـتـكـون بـالـتـأكـيـد مختلفة تـحـت حـكـومـة يـقـودهـا دونـالـد تــرمــب... لقد أوضــح دونـالـد ترمب ذلـك دائما علنا. رسائلنا واضحة، وأولها هي أن ألمانيا ستظل شريكا موثوقا به عبر (ضفتي) الأطلسي». وتابع أنه «يجب على الاتــحــاد الأوروبــــي أن يقف معا ويتصرف بطريقة موحدة. بصفتي مستشاراً للدولة الألمانية، أبذل جهوداً لتحقيق ذلك». وسبق بـــيـــان شــولــتــس دعـــــوة مـــصـــدر حــكــومــي لم تكشف عـن هـويـتـه، الاتــحـاد الأوروبــــي إلى «تحمل المزيد من المسؤولية» على الصعيد الأمني. كـــان لافـتـا أن الــقــادة الأوروبـــيـــ ، مثل الـــكـــثـــيـــريـــن غـــيـــرهـــم، لــــم يـــنـــتـــظـــروا حــصــول ترمب على العدد الكافي من كبار الناخبين لتهنئته بالفوز. إلا أن موجة التهاني التي انـصـبّـت عـلـى تــرمــب، رغـــم صياغتها بلغة دبـــلـــومـــاســـيـــة، تــضــمــنــت، تــلــمــيــحــا، الـكـثـيـر مــــن الــــرســــائــــل الــــتــــي تـــكـــشـــف عــــن مـــخـــاوف الأوروبيين. فرئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال المنتهية ولايته، أشار إلى «التعاون الــــبــــنّــــاء» مــــع الإدارة الأمـــيـــركـــيـــة الـــقـــادمـــة. وإذ ذكّــــر بـــ«الــتــحــالــف الـــدائـــم» الــــذي يـربـط الطرفين، لم يفته التشديد على أن «الاتحاد الأوروبي سيستمر في مساره بما يتماشى مع الأجندة الاستراتيجية باعتباره شريكا قــــويــــا وســــيــــاديــــا وتـــنـــافـــســـيـــا، مـــــع الــــدفــــاع عـــن الـــنـــظـــام المـــتـــعـــدد الأطـــــــراف الـــقـــائـــم على القواعد». والشيء نفسه يصحّ على رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين التي دعت إلى «العمل معا على إقامة شراكة عبر الأطلسي تستمر فـي تحقيق الأهــداف المــــــرجــــــوة لمــــواطــــنــــيــــنــــا. مــــ يــــ الــــوظــــائــــف والمـــلـــيـــارات مـــن الــتــجــارة والاســتــثــمــار على جـانـبـي الأطـلـسـي تعتمد عـلـى ديناميكية واستقرار علاقتنا الاقتصادية». اللعبعلىحبل الانقسامات الأوروبية وثــــمــــة مـــجـــمـــوعـــة مــــن الــــثــــوابــــت الــتــي يـــهـــجـــس بـــهـــا الأوروبـــــــيـــــــون والــــتــــي يـمـكـن استشفافها من خلال التغريدات المتلاحقة، وأولها، قطعا، الخوف الذي يعتمل الاتحاد الأوروبـــــــي مـــن أن يـعـمـد تــرمــب إلــــى الـلـعـب على حبل الانـقـسـامـات فـي الــقــارة العجوز مـن أجــل تهميش الاتــحــاد. مـن هـنـا، تأكيد مــاكــرون عـلـى الـحـاجـة إلـــى الـعـمـل مــن أجـل أوروبــــــــــا «أكــــثــــر اتـــــحـــــاداً وقـــــــوة وســــيــــادة» وإصـرار شولتس على ضـرورة أن يتصرف الاتــــحــــاد «بــطــريــقــة مــــوحــــدة». ولـــيـــس ســراً أن للرئيس الأمـيـركـي الــقــادم «حـلـفـاء» بين الــــقــــادة الأوروبــــيــــ ومــنــهــم رئــيــســا وزراء المجر وسلوفاكيا (فيكتور أوربان وروبيرت فيكو) والرجل القوي في التحالف الحكومي الهولندي غيرت فيلدرز. ومن بين المعجبين به رئيسة وزراء إيطاليا جيورجيا ميلوني ورئــيــس الــحــزب الـديـمـقـراطـي فــي الـسـويـد جيمي أكـــســـون. وبـشـكـل عـــام، يُــعــدّ اليمين المـــتـــطـــرف الأوروبــــــــي (فــــي فـــرنـــســـا، ألمــانــيــا، الـنـمـسـا، إسـبـانـيـا وغــيــرهــا) مــن الـداعـمـ لترمب الـقـادر على الاتـكـاء على هـذا التيار لـــــزرع الانـــقـــســـام فـــي الــصــفــوف الأوروبــــيــــة. وغرّدت ميلوني، من جهتها، قائلة: «نتمتع (مع الولايات المتحدة) برابطة استراتيجية، وأنــــــا عـــلـــى يـــقـــ مــــن أنـــنـــا ســـنـــعـــززهـــا الآن بشكل أكبر». ولـم يستبعد مصدر أوروبـي فــي بــاريــس أن يـعـمـد قــــادة أوروبـــيـــون إلـى «الإسراع في الهرولة» إلى واشنطن لتقديم الـــطـــاعـــة لــتــرمــب والـــتـــأكـــيـــد عــلــى «الــعــ قــة الـخـاصـة» بـ بـ دهـم والـشـريـك الأميركي لـــيـــحـــظـــوا بـــعـــطـــف ســــيــــد الــــبــــيــــت الأبــــيــــض الجديد. المظلة الأميركية خــــــ ل ولايـــــتـــــه الــــســــابــــقــــة، لـــــم يـــتـــردد ترمب في تهديد الأوروبيين بحجب المظلة الأميركية عنهم إذا لم يسارعوا إلى تسديد مــا يـجـب عليهم مــن مـسـاهـمـات مـالـيـة إلـى المــنــظــمــة الأطـــلـــســـيـــة، لا، بـــل إنــــه لـــم يــتــردد فـــي تــأكــيــد أنــــه ســيــتــرك الـــرئـــيـــس الـــروســـي فلاديمير بوتين يفعل ما يشاء بالمتخلفين. ولدرء تهديد كهذا، سارع مارك روته، أمين عام حلف «ناتو»، إلى التأكيد على أن نحو فـــي الأطـــلـــســـي ســوف 32 ثــلــثــي الــحــلــفــاء الـــــــ يحققون هــدف الإنــفــاق الـدفـاعـي الرئيسي في المائة من الناتج 2( للمنظمة هذا العام الـداخـلـي الـــخـــام). وفـــي إطـــار الاتـــحـــاد، كـان صـوت الرئيس مـاكـرون الأقــوى في الدعوة إلى ما سماه «الاستقلالية الاستراتيجية» ودعوة الأوروبيين إلى تحمّل مسؤولياتهم وبـــنـــاء قـوتـهـم الـعـسـكـريـة مـــن أجـــل الــدفــاع عن «مصالحهم وقيمهم». وثمة توجه في فرنسا ودول أوروبية أخرى إلى اعتبار أن رئـاسـة تـرمـب ومــا تحمله مـن مـخـاطـر، من شأنها إقناع المترددين، وخصوصا ألمانيا بــــزيــــادة المـــخـــصـــصـــات الـــدفـــاعـــيـــة مــــن أجـــل قيام أوروبــا «أكثر اتحاداً وقـوة وسيادة». والـــحـــال أن دعــــوة مــــاكــــرون، عــلــى الأرجــــح، كــمــا يـــقـــول مـــصـــدر ســيــاســي فــرنــســي، «لــن تـنـال الاسـتـجـابـة المـــرجـــوة»، خـصـوصـا من دول شــرق أوروبـــا الـتـي تستشعر التهديد الروسي أكثر من غيرها، ولا ترى أن لا بديل عن المظلة الأميركية - الأطلسية. ترمب ورفضه التعددية وهناك من يعتقد أن الاتحاد الأوروبي يتخوف من «انعزالية» ترمب ومن نزوعه، إفـــــراديـــــا، إلــــى اتـــخـــاذ الـــــقـــــرارات الـــتـــي يــرى فيها مصلحة بــ ده مـن غير الالـتـفـات إلى مــصــالــح شـــركـــائـــه الأوروبـــــيـــــ واحـــتـــقـــاره الــتــعــدديــة نـهـجـا لإيـــجـــاد حــلــول للمشاكل عــبــر الـــعـــالـــم. وعـــلـــى ضــــوء هــــذا الاعـــتـــبـــار، يتعين فهم رسالة شــارل ميشال الــذي حثّ الاتـــحـــاد عــلــى الـتـمـسـك بــــ«الـــنـــظـــام مـتـعـدد الأطــــراف الـقـائـم عـلـى الــقــواعــد»؛ مــا يعني، بكلام آخر، أن ترمب لا يلتزم بهذه القواعد. وكان لافتا أيضا في هذا المجال تركيز فون دير لاين، المعروفة بأطلسيتها، على أهمية «استقرار العلاقات الاقتصادية» بين القارة القديمة والـــولايـــات المـتـحـدة. ويعكس ذلك بوضوح الخوف الأوروبـي من «الحمائية» الأميركية التي لها عنوانان: إغلاق السوق الأميركية بوجه المنافسة الأوروبية وفرض رســــوم بـاهـظـة عـلـى المـنـتـجـات الأوروبـــيـــة. وثــــمــــة تــــخــــوف أوروبـــــــــــي مـــــن قــــيــــام حــــرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين وأن تـجـرّ الــقــارة القديمة جــراً إلــى الــوقــوف إلى الجانب الأميركي؛ ما سينعكس سلبا على علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع بكين. أوكرانيا: قفز إلى المجهول اعـتـاد الأوروبــيــون أن تكون واشنطن فـــــي مـــقـــدمـــة الــــداعــــمــــ لأوكـــــرانـــــيـــــا مــالــيــا وعسكريا وسياسيا. والحال أن فوز ترمب يـــدخـــل الـــحـــرب الأوكـــرانـــيـــة - الـــروســـيـــة في معادلة جديدة. ووفق مصادر أوروبية في باريس، فإن التخوف الأكبر أن يقلب ترمب سياسة بــ ده رأســا على عقب، وأن يوقف دعـــم أوكــرانــيــا وأن يضغط عليها للقبول بحل سريع وعلى حساب استعادة أراضيها المحتلة. ورغـــم امـتـنـاع الــقــادة الأوروبــيــ ، الأربــعــاء، عـن الإشـــارة مباشرة إلــى الحرب الأوكــــرانــــيــــة، فــــإن قـلـقـهـم عـكـسـه الاجــتــمــاع الطارئ مساءً في باريس بين وزيري الدفاع الــفــرنــســي والألمــــانــــي لـلـبـحـث فـــي تــداعــيــات الانتخابات الأميركية، ومـا يتعلق بالدعم المــســتــقــبــلــي لأوكـــــرانـــــيـــــا، وكــــذلــــك مــنــاقــشــة سياسة الدفاع الأوروبية المستقبلية. بريطانيا والعلاقة الخاصة مع أميركا وفــــــــي لــــــنــــــدن، هـــــنّـــــأ رئـــــيـــــس الـــــــــــوزراء الــبــريــطــانــي كــيــر ســـتـــارمـــر دونــــالــــد تـرمـب بـ«نصره التاريخي» في الانتخابات. وقال ستارمر: «كوننا أقـرب الحلفاء، نحن نقف جنبا إلــى جنب دفـاعـا عـن قيمنا المشتركة المـتـمـثـلـة فــي الـحـريـة والـديـمـقـراطـيـة. ومـن النمو والأمــن إلـى الابتكار والتكنولوجيا، أعلم أن العلاقة الخاصة بين المملكة المتحدة والــولايــات المتحدة ستستمر فـي الازدهـــار عــلــى جــانــبــي المــحــيــط الأطـــلـــســـي لــســنــوات مقبلة». والتقى رئيس الحكومة البريطانية الـذي وصـل إلـى السلطة في يوليو (تموز) الماضي، ترمب في نيويورك نهاية سبتمبر (أيـلـول) الماضي، بحضور وزيـر الخارجية الــبــريــطــانــي ديــفــيــد لامــــي الــــذي هــنــأ أيـضـا الـجـمـهـوري، الأربـــعـــاء، بـــفـــوزه. وقـــال لامـي عــلــى مـنـصـة «إكــــــس»: «لـــيـــس لــــدى المـمـلـكـة المتحدة صديق أفضل من الولايات المتحدة، وتـــمـــت الإشــــــــادة بـــالـــعـــ قـــة الـــخـــاصـــة عـلـى 80 جانبي المحيط الأطلسي منذ أكـثـر مـن عاما. ونتطلع إلى العمل معك ومع جي دي فانس (الفائز بمنصب نائب دونالد ترمب) في السنوات المقبلة». صورة مركَبة للرئيسالأميركي المنتخب ترمب متوسطاً الرئيسين الروسي والصيني بوتين وشي (إ.ب.أ) باريس: ميشال أبو نجم 2024 الانتخابات الأميركية Issue 16781 - العدد Thursday - 2024/11/7 الخميس
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky