issue16781
6 NEWS ASHARQ AL-AWSAT 2024 ًالانتخابات الأميركية الإسرائيليون ينتظرون منه كل شيء حلموا به... والفلسطينيون سيراقبون إذا كان قادراً على إنهاء الحرب أولا عودة ترمب: فرح في تل أبيب ومخاوففيرامالله لا يـــضـــاهـــي فــــــرح قـــــــادة الائـــــتـــــاف الـــحـــاكـــم فـــي إســـرائـــيـــل بـــفـــوز الـــرئـــيـــس دونــــالــــد تـــرمـــب في انتخابات الرئاسة الأميركية، سوى فرح أنصاره في الولايات المتحدة. أمـــا بـقـيـة الــعــالــم، وتــحــديــداً الفلسطينيين، فإنهم متحفظون ومتوجسون وقلقون، وينتظرون كيف سيتصرف الرجل. ولا يملكون بعد مجاملة بــروتــوكــولــيــة لـــه بـــالـــفـــوز، ســــوى أن يـــربّـــوا الأمـــل فـي أنــه قـد ينهي الـحـروب فـعـاً، ويغير سياسته «العدائية» المعروفة، وليس أكثر من الأمل. وأعـــــــطـــــــى تــــــرمــــــب إشـــــــــــــارة قـــــــويـــــــة، تـــلـــقـــفـــهـــا الفلسطينيون والإسرائيليون كل بحسب أمنياته، عندما قال بعد فوزه في الانتخابات، إنه سينهي الـــحـــروب فـــي الـــعـــالـــم، مـــؤكـــداً «لــــن أبـــــدأ الـــحـــروب، سأنهيها». وتــبــدو الـجـمـلـة مقلقة لـــتـل أبــيــب ومشجعة للفلسطينيين، لكن عليهما (الطرفين) أن ينتظرا شهرين حتى يتسلم منصبه، وأكثر من ذلك حتى ينخرط في السياسة الخارجية. وبانتظار ذلك، بدا الفرح غامراً في إسرائيل، لــــدى الائـــتـــاف الــحــاكــم الـــــذي اسـتـقـبـل خــبــر فــوز تـــرمـــب، بـالـتـرحـيـب والابـــتـــهـــاج والاحـــتـــفـــال؛ بـنـاءً على قناعة بسيطة، وهي أنهم ينتظرون منه كل دعم ممكن، عسكري وأمني وسياسي، ليس فقط في حربهم ضد إيــران ولبنان وقطاع غـزة، وإنما أطـمـاعـهـم الأخــــرى فــي إنــهــاء حـلـم الفلسطينيين بالدولة، وتهجيرهم، وضم الضفة الغربية فعلياً والجولان وربما مناطق في لبنان. تهنئة نتنياهو وهـــنـــأ رئـــيـــس الـــــــــوزراء بــنــيــامــ نـتـنـيـاهـو، الــــرئــــيــــس تـــــرمـــــب، قـــــائـــــاً لــــــه: «عــــــزيــــــزَي دونــــالــــد ومـــيـــانـــيـــا، تــهــانــيــنــا عـــلـــى الـــــعـــــودة الأعـــــظـــــم. إن عـودتـكـمـا الـتـاريـخـيـة إلـــى الـبـيـت الأبــيــض تؤشر إلــى بـدايـة جـديـدة لأمـيـركـا وتشكل تـجـديـداً قوياً لـــالـــتـــزام بــالــتــحــالــف الــعــظــيــم الــــــذي يـــســـود بـ إسرائيل وأميركا». وكـان نتنياهو تقريباً أول زعيم هنأ ترمب (واتصل به هاتفياً لاحقاً)، ثم بارك له وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، قائلً: «بارك الله إســرائــيــل، بـــارك الـلـه أمــيــركــا». وكــذلــك فـعـل وزراء آخـــــرون كــثــيــرون بـيـنـهـم يــســرائــيــل كـــاتـــس، وزيـــر الدفاع الجديد الـذي وصف فوز ترمب بتاريخي، مـــضـــيـــفـــ : «مــــعــــ ســـنـــعـــزز الـــتـــحـــالـــف الأمــــيــــركــــي - الإســـرائـــيـــلـــي ونـــعـــيـــد المــخــتــطــفــ ونـــقـــف بـثـبـات لهزيمة محور الشر الذي تقوده إيران». وضمن سيل من التهاني، خـرج وزيــر الأمن القومي إيتمار بن غفير وكتب على «إكس» عبارة «نعم»، وشارك تغريدة له منذ يوليو (تموز) كتب فيها: «فليبارك الله ترمب». ولاحقاً، صعد بن غفير إلى منصة الكنيست مبتسماً، واخــتــار أن يهنئ تـرمـب أولاً: «هـــذا هو وقت السيادة، هذا هو وقت النصر المطلق، هذا هو الـوقـت المناسب لسن عقوبة الإعـــدام للإرهابيين، هــذا هـو الـوقـت المـنـاسـب لجميع أنـــواع الـقـوانـ » وأضـــاف: «تهانينا لـدولـة إسرائيل وبـعـون الله - حتى النصر المطلق». وقـــال المعلق فـي صحيفة «يسرائيل هيوم» ارييل كاهانا إنه في كثير من النواحي، ولأسباب عـــــدّة، كــــان فــــوز تـــرمـــب الــثــانــي أكـــثـــر درامـاتـيـكـيـة مـن الأول، ولا شـك أن تـرمـب ســوف يغير العالم. وأضـــــــاف: «بــالــطــبــع ســيــأتــي إلــــى حــربــنــا أيــضــ . وســيــتــم رفــــع الـــقـــيـــود الـــتـــي فــرضــهــا بـــايـــدن على إسرائيل، وستحصل إسرائيل على كل ما تحتاج إليه». وقـــالـــت صـحـيـفـة «يـــديـــعـــوت أحــــرنــــوت» إنــه بشكل عــام، سيعيد فــوز ترمب إلــى الـطـاولـة حلم «الـــحـــق فـــي تـطـبـيـق الـــســـيـــادة الإســرائــيــلــيــة على المستوطنات» في الضفة الغربية. وأضـــــافـــــت: «هـــنـــا فــــي إســـرائـــيـــل يـــأمـــلـــون أن يروا شخصاً مثل مايك بومبيو في منصب وزير الــــدفــــاع. ومــــن المــمــكــن أيـــضـــ تــرقــيــة سـفـيـر تـرمـب السابق لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، إلى منصب رفـيـع - الأمـــر الـــذي سيجعل المستوطنين سـعـداء لـلـغـايـة. فــريــدمــان، وهـــو مــؤيــد واضــــح لإسـرائـيـل ومؤيد للستيطان، ونشر خطة سياسية لمستقبل إسرائيل، جزء كبير منها هو تطبيق السيادة على يهودا والسامرة (الضفة الغربية)». بــالإضــافــة إلـــى ذلــــك، فـــإن فـــوز الـجـمـهـوريـ قد يدفع بشكل كبير قضية التطبيع في المنطقة. أمـا فـي قضية إيـــران، فـإن فـوز ترمب سيدخل في نطاق اعتبارات الإيرانيين في الطريق إلـى القرار النهائي بـشـأن مهاجمة إسـرائـيـل أو تجنب الـرد الذي خططوا له. مخاوفوآمال فيرامالله وإذا كـان الإسرائيليون ينتظرون وصـول ترمب بلهفة، فليس هذا هو الوضع في رام الله. وثمة مخاوف عالية لـدى القيادة الفلسطينية من ألا يغير ترمب سياسته السابقة. وقالت ورقـة بحثية لمركز رصد للدراسات الـسـيـاسـيـة والاسـتـراتـيـجـيـة فــي لـنـدن إن فترة تـــرمـــب الــســابــقــة كـــانـــت مـحـمـلـة بــــقــــرارات أثـــرت سلباً على الفلسطينيين، أبـرزهـا نقل السفارة الأميركية إلـى القدس، والاعـتـراف بها عاصمةً لإسرائيل، وإلغاء التمويل الأميركي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللجئين الفلسطينيين (أونــــروا)، وكلها سياسيات ساهمت فـي عزلة الـــســـلـــطـــة الــفــلــســطــيــنــيــة وتـــهـــمـــيـــش مــطــالــبــهــا السياسية. وأضـافـت أن «ثـمـة مـخـاوف مـن أن تستمر هذه السياسات أو تتوسع لتشمل إجراءات أكثر صـرامـة، مثل تقليص المـزيـد مـن الـدعـم الـدولـي للفلسطينيين أو تشجيع خـطـط استيطانية إضافية. وبالنسبة للفلسطينيين، يعني ذلك مواجهة واقــع جديد يزيد من تعقيد الأوضــاع السياسية والاقتصادية والإنسانية». وإضافة إلى ذلك، معروف أن ترمب من أشد المعادين لفصائل المقاومة، وقد خرج عند مقتل زعيم «حماس» يحيى السنوار قائلً إن مقتله يمثل خطوة مهمة في سبيل استقرار المنطقة. ولا يـــمـــلـــك الـــفـــلـــســـطـــيـــنـــيـــون الآن ســــوى الانتظار. ولم يفت الرئيس الفلسطيني محمود عــبــاس أن يـهـنـئ تــرمــب، وقــــال إنـــه يتطلع إلـى العمل مع الرئيس ترمب من أجل السلم والأمن فـــي المـنـطـقـة. وفـــي رســـالـــة لـتـرمـب قـــال عـبـاس: «سنظل ثابتين في التزامنا بالسلم، ونحن على ثقة بأن الولايات المتحدة ستدعم تحت قيادتكم التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني». ودعـــم الــدولـــة الفلسطينية جُـــلّ مــا يـريـده الفلسطينيون من ترمب، لكنهم اليوم يتطلعون أولاً لإنــــهــــاء الــــحــــرب. وقــــــال أمـــــ ســــر الـلـجـنـة التنفيذية لمنظمة التحرير إنـه يأمل أن يتبنى ترمب سياسات واضحة تنهي الحروب وتدفع نـــحـــو إحــــــال الــــســــام والأمـــــــن والاســــتــــقــــرار فـي المنطقة والعالم. وتقريباً هذه أمنيات «حماس» كذلك. وقال القيادي فـي الحركة سامي أبـو زهـــري، إن فوز تـرمـب بالمنصب «جـعـلـه أمـــام اخـتـبـار لترجمة تصريحاته بـأنـه يستطيع وقــف الـحـرب خلل ســــاعــــات». وقـــالـــت «حــــمــــاس» فـــي أول تعقيب على نتائج الانتخابات الرّئاسية الأميركية إن موقفها من الإدارة الأميركية الجديدة، يعتمد على مواقفها وسلوكها العملي تجاه شعبنا الــفــلــســطــيــنــي وحــــقــــوقــــه المــــشــــروعــــة وقــضــيــتــه العادلة. سيارات تمر أمام لوحة إعلانية كبيرة تهنئ دونالد ترمب بالفوز عند تقاطع مروري في مدينة تل أبيب أمس(أ.ف.ب) رامالله: كفاح زبون لا يضاهي فرح قادة الائتلاف الحاكم في إسرائيل بفوز ترمبسوى فرح أنصاره في الولايات المتحدة المتحدثة باسم حكومة بزشكيان نفت وجود «قلق» طهران تتمسّك بـ«السياسات الثابتة» مع فوز ترمب بولاية جديدة ســـــنـــــوات بــالــغــة 4 تـــســـتـــعـــد طـــــهـــــران لــــــــ التعقيد مع عودة الرئيس الأميركي دونالد تــرمــب - مـهـنـدس اسـتـراتـيـجـيـة «الـضـغـوط الـــقـــصـــوى» إلــــى الــبــيــت الأبــــيــــض، فـــي وقــت اقـتـربـت إيــــران وإســرائــيــل مــن حــافّــة الـحـرب المباشرة، وبلوغ البرنامج النووي الإيراني مستويات تلمس امتلك أسلحة نووية. وعـلـى المـــأ، قـلّـل الـزعـمـاء السياسيون الإيـــرانـــيـــون مــن أهـمـيـة نتيجة الانـتـخـابـات الأمــيــركــيــة عــلــى ســيــاســات طـــهـــران، وقــالــت المتحدثة باسم الحكومة، فاطمة مهاجري، إن فــــوز الـــرئـــيـــس الأمـــيـــركـــي دونــــالــــد تـرمـب بـالانـتـخـابـات لـن «يُـقـلـق طــهــران»، ولا يؤثر على السياسات «الثابتة» في إيران. وصـرّحـت مهاجري للصحافيين، على هامش اجتماع الحكومة الإيرانية، الأربعاء: «إنـــــه لا يــهــم مَــــن ســيــكــون رئـــيـــس الـــولايـــات المــــتــــحــــدة؛ إذ تـــــم الـــتـــخـــطـــيـــط لــســيــاســاتــنــا مسبقاً». ونقلت وكـالـة «إيـسـنـا» الحكومية عن مهاجري قولها إن «انـتـخـاب الرئيس ليس له تأثير مباشر علينا، فالسياسات العامة لإيران ثابتة، ولن تتغير بتغيّر الأفراد». وتـــــابـــــعـــــت: «لا فـــــــرق بـــــ مَـــــــن يـــتـــولـــى الرئاسة في الولايات المتحدة، حيث خطّطنا مسبقاً للتعامل مع مختلف السيناريوهات، بالنظر إلـى العقوبات المفروضة على إيـران عقود». 4 منذ أكثر من ولفتت مهاجري إلى أن إيران «أصبحت متمرّسة في مواجهة العقوبات، ولسنا قلقين من إعادة انتخاب ترمب، ولا نرى فرقاً يُذكَر بـيـنـه وبـــ بـــايـــدن»، وأضـــافـــت: «الـعـقـوبـات عــزّزت قــدرات إيــران الداخلية، ولدينا القوة للتعامل مع أي عقوبات جديدة». وعــشــيــة الانـــتـــخـــابـــات الأمـــيـــركـــيـــة، قــال وزيـــر الـخـارجـيـة الإيـــرانـــي عـبـاس عـراقـجـي: «لا نُـولِـي أهمية كبيرة لانتخابات الرئاسة الأميركية، أو لمن سيُنتخَب». وأضــــــــــــــاف عــــــراقــــــجــــــي فـــــــي حــــــــــــوار مـــع التلفزيون الرسمي أن «النقاشات حول تأثير انـتـخـاب أحـــد هـذيـن المـرشـحـ عـلـى موقف إيـــران تـجـاه حــرب غــزة وقضية فلسطين، لا تؤثر في المواقف الأساسية والاستراتيجيات الوطنية، على الرغم من أنـه قد تكون هناك تأثيرات على المستوى التكتيكي». والاثنين الماضي أجـاب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، على ســؤال بحال قــدّم ترمب عرضاً لإيـــران، كيف سيكون ردّ إيـــران على هــذا الــعــرض، قـائـاً: «المــــــوقــــــف تــــجــــاه هــــــذا الـــشـــخـــص واضــــــــح»، وأضــــاف: «كـمـا قـلـت سـابـقـ فــي الإجــابــة عن الأســئــلــة الأخــــــرى، مـــن الأفـــضـــل ألا نـخـوض فــــــي تـــخـــمـــيـــنـــات بـــــشـــــأن الــــســــيــــنــــاريــــوهــــات الافتراضية». ورفض بقائي تأكيد أو نفي زيارة وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، بهدف مواصلة المحادثات غير المباشرة بين إيران والـــولايـــات المــتــحــدة. وقـــال فــي هـــذا الـصـدد: «كـــانـــت هـــنـــاك قـــنـــوات اتـــصـــال بـيـنـنـا وبــ الـولايـات المتحدة عبر سويسرا، المحادثات بــ إيــــران وأمـيـركـا كـانـت غـيـر مـبـاشـرة في الـسـابـق، لكنها توقفت فعلياً بعد الأحــداث الأخـــيـــرة الــتــي وقــعــت خــــال الأســـبـــوعـــ أو الثلثة الماضية». لـــكـــن الــــشــــاغــــل الـــرئـــيـــســـي لــلــمــؤســســة الحاكمة هو احتمال أن يسمح ترمب لرئيس الــــــــــوزراء الإســــرائــــيــــلــــي بـــنـــيـــامـــ نـتـنـيـاهـو بـضـرب المــواقــع الـنـوويـة الإيــرانــيــة، وتنفيذ «اغـــتـــيـــالات»، وإعــــادة فـــرضسـيـاسـة «الـحـد الأقـــصـــى مـــن الـــضـــغـــوط»، مـــن خــــال فــرض عقوبات مشدّدة على قطاع النفط في البلد، ويرى أن ترمب سيكون حذِراً بشأن احتمال اندلاع حرب، حسب «رويترز». وفـــــي الــــوقــــت الــــــذي تــــواجــــه فـــيـــه إيـــــران عـدوّهـا الـلـدود إسـرائـيـل، يشعر الحكام في إيران بالقلق أيضاً إزاء احتمال اندلاع حرب شـامـلـة بـالمـنـطـقـة، حـيـث تــخــوض إسـرائـيـل صراعات ضد جماعات متحالفة مع طهران في غزة ولبنان. وفـــي سبتمبر (أيـــلـــول) المـــاضـــي، أبــدى تــــرمــــب انــــفــــتــــاحــــه لـــلـــجـــلـــوس عــــلــــى طــــاولــــة المـحـادثـات مـع طــهــران؛ للتوصل إلــى اتفاق نووي جديد، لكنه لاحقاً انتقد مرونة إدارة جـو بـايـدن فـي تطبيق الـعـقـوبـات الصارمة على إيران. وفي خطاب انتخابي ألقاه في أكتوبر (تـــشـــريـــن الأول)، أعـــلـــن تـــرمـــب عــــدم رغـبـتـه فــــي خـــــوض حـــــرب مــــع إيــــــــران، وقــــــال تــرمــب للصحافيين بـعـد الإدلاء بـصـوتـه: «لا أريــد إلـــحـــاق الـــضـــرر بــــإيــــران، ولـــكـــن لا يــمــكــن أن تـمـتـلـك أســلــحــة نــــوويــــة»، ونـــفـــى أي مــســاعٍ لتغيير نظام الحكم في طهران. لكنه قال إن إسرائيل يجب أن «تضرب الــبـرنــامـج الـــنـــووي الإيـــرانـــي أولاً، ثــم تقلق بـــشـــأن الــبــقــيــة فــــي وقـــــت لاحـــــــق»، رداً عـلـى الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل مطلع أكتوبر الماضي. وردّت إسرائيل بشنّ غارات جوية على أهـداف عسكرية إيرانية، وخصوصاً مواقع أكتوبر. 26 لإنتاج الصواريخ في انسحبت إدارة ترمب 2018 وفـــي عـــام آنـــــــذاك مــــن الاتــــفــــاق الــــنــــووي الــــــذي أبــرمــتــه قــوى كـبـرى، وأعـــادت 6 مـع 2015 إيـــران عــام فرض عقوبات قاسية عليها، وردّت طهران بإجراءات تدريجية في التخلي عن التزامات الاتفاق النووي. وفـــي بــدايــة عـهـد بــايــدن رفــعــت طـهـران ، ومن 20 مستوى تخصيب اليورانيوم إلـى فــي المـــائـــة، وتـخـلّـت عــن الـبـروتـوكـول 60 ثــم المـلـحـق بـمـعـاهـدة حـظـر الانــتــشــار الــنــووي، وأقـــدَمـــت عـلـى تـركـيـب أجـــهـــزة طـــرد مـركـزي متقدمة؛ لتسريع إنتاج اليورانيوم. وخــيّــمــت احــتــمــالات عــــودة تــرمــب منذ أشـــهـــر عـــلـــى المـــشـــهـــد الـــســـيـــاســـي الإيـــــرانـــــي، خصوصاً على أجواء الانتخابات الرئاسية المـــــبـــــكـــــرة الـــــتـــــي جــــــــرت فــــــي نــــهــــايــــة يـــونـــيـــو (حزيران)، إثر مقتل الرئيس السابق إبراهيم رئيسي في تحطّم مروحية. وفاز الرئيس المدعوم من الإصلحيين، مـــرشـــحـــ 5 مــــســــعــــود بـــــزشـــــكـــــيـــــان، عــــلــــى محافظين، لكن دخـولـه الانـتـخـابـات وقبول ترشّحه من قِبل السلطات فُسّر حينها بأنها خطوة تسبق العودة المحتملة لترمب. وطُــــــرحــــــت احـــــتـــــمـــــالات عــــــــودة تــــرمــــب، وتــــزايــــد الـــضـــغـــوط الأمـــيـــركـــيـــة عــلــى إيـــــران، فـــي الانــتـــخـــابــات الـــرئــاســيــة، خــصــوصــ من قِبل حاشية بزشكيان، وعلى رأسـهـم وزيـر الخارجية السابق، ونائب الرئيس الحالي فـــي الـــشـــؤون الاســتــراتــيــجــيــة، مـحـمـد جـــواد ظريف. وأرســــلــــت إيــــــران إشـــــــارات عـــديـــدة منذ تـــولّـــي بـــزشـــكـــيـــان، لــلــقــوى الـــغـــربـــيـــة، بـشـأن اسـتـعـدادهـا للعودة إلــى طـاولـة المفاوضات الـنـوويـة الـتـي بـــدأت فـي الـشـهـور الأولـــى من عـهـد الـرئـيـس الـحـالـي جــو بــايــدن، وشـهـدت مراحل من التعثّر. ومع ذلك لم يستبعد محلّلون وخبراء إيــــرانــــيــــون إمـــكـــانـــيـــة حــــــدوث انــــفــــراجــــة بـ طهران وواشنطن، «دون استعادة العلقات الـدبـلـومـاسـيـة»، وهـــذا أحــد السيناريوهات المطروحة والأكثر تفاؤلاً. وقـــال مــســؤولان إيـرانـيـان لـــ«رويــتــرز»، شـــريـــطـــة عــــــدم الـــكـــشـــف عــــن هـــويـــتـــهـــمـــا، إن موقف ترمب الـصـارم قد يُجبر المرشد علي خامنئي، صاحب كلمة الفصل في السياسة الـخـارجـيـة والــنــوويــة لـلـبـاد، عـلـى المـوافـقـة على محادثات، «سواءً كانت مباشرة أو غير مباشرة» مع الولايات المتحدة. ولــــكــــن مــــن غـــيـــر الـــــواضـــــح مــــا إذا كـــان خـــامـــنـــئـــي مـــســـتـــعـــداً لـــلـــتـــجـــاوب مــــع شــــروط تـرمـب للتوصل إلــى الاتــفــاق، خصوصاً في ظل تمسّك طهران بالانتقام للجنرال قاسم سليماني، مهندس الاستراتيجية الإقليمية لــــ«الـــحـــرس الــــثــــوري» الــــذي قــضــى فـــي غـــارة .2020 جوية أمر بها ترمب مطلع وقـــال المـحـلّـل الإصــاحــي سعيد ليلز، المقيم في طهران والمؤيّد لحكومة بزشكيان، إن «إيـــــــــــران ســـتـــتـــصـــرف وفــــقــــ لمــصــالــحــهــا الخاصة، ومن الممكن إجراء محادثات سرّية بين طهران وواشنطن، وإذا أُزيلت التهديدات الأمنية ضـد الجمهورية الإسلمية فـإن كل شيء ممكن». ومــــن الــســيــنــاريــوهــات الــتــي تـفـكـر بها الإدارة الإيــرانــيــة بــقــوة، الـتـقـارب مــع الـقـوى الأوروبـــــيـــــة، وتــلــطــيــف أجــــــواء الـــتـــوتـــر الـتـي ســادت بـ الطرفين، خصوصاً بعد الحرب الأوكرانية. وكانت القوى الأوروبية وإدارة دونالد تـــرمـــب الـــســـابـــقـــة عـــلـــى طـــرفـــي نــقــيــض بـعـد انــســحــابــه مـــن الاتــــفــــاق الــــنــــووي. وتـسـبـبـت الـخـافـات بـ ضفتي الأطلسي فـي تعطيل مساعي ترمب في مجلس الأمــن، خصوصاً ما يتعلق بتفعيل «آلية الـزنـاد» المنصوص عــــلــــيــــهــــا فــــــــي الاتـــــــفـــــــاق الـــنـــووي، والـــتـــي تسمح بالعودة التلقائية لست قـــــــــرارات أمـــمـــيـــة تــفــرض عقوبات على إيران. لندن - طهران: «الشرق الأوسط» «مذكرة قبض» على ترمب تضع القضاء العراقي في أزمة في الوقت الذي هنأ الرئيس العراقي الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، ومحمد شياع السوداني، رئيس الــوزراء العراقي، دونالد ترمب بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، بــدأت لجنة العلقات الخارجية في البرلمان العراقي تبحث عن كيفية التعامل مـع تـرمـب المـرحـلـة المقبلة فـي ظـل وجـــود مذكرة صــــادرة مــن مـجـلـس الــقـضـاء الأعــلــى فــي الـــعـــراق بـالـقـبـض عليه بتهمة اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس. وقــال عضو اللجنة مختار المـوسـوي في تصريح صحافي إن «ترمب بالنسبة للعراق وحسب القوانين العراقية هو مجرم، لكن العراق سيتعامل معه بشكل طبيعي، فهناك مصلحة للعراق بذلك، ووصول ترمب إلى البيت الأبيض لن يؤثر على العلقات بـ بـغـداد وواشـنـطـن». ورأى المـوسـوي، وهـو نائب عـن «الإطــار التنسيقي الشيعي» الحاكم أن «أميركا دولة مؤسسات ولا تتأثر كثيراً برؤساء في التعاملت الخارجية المهمة». وختم عضو لجنة العلقات الخارجية البرلمانية تصريحه قـائـاً: «فــي حــال زار تـرمـب الـعـراق خــال المرحلة المقبلة، فهناك صعوبة في تنفيذ مذكرة القبض بحقه، فهناك مصلحة للدولة العراقية وهي تتقدم على جميع المصالح الأخرى». يشار إلى أن رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق فائق زيـــدان أعـلـن صـــدور أوامـــر قبض بحق تـرمـب على خلفية أوامــر أصدرها لقتل سليماني والمهندس في السابع من يناير (كانون . وأوضح بيان رسمي، صدر في ذلك الوقت أن 2021 الثاني) عام من قانون العقوبات العراقي 406 «القرار يستند إلى أحكام المادة النافذ»، مؤكداً أن «إجــراءات التحقيق لمعرفة المشاركين الآخرين في تنفيذ هذه الجريمة سوف تستمر سواء كانوا من العراقيين أو الأجانب». قانونياً، وطبقاً لمـا أكـــده الخبير القانوني الـعـراقـي، علي التميمي، في تصريح لـ«الشرق الأوســط» فـإن «القضاء العراقي تحرك بناءً على الشكوى المقدمة من الطرف المشتكي، وبالتالي فإن القضاء ملزم وفق القانون باتخاذ الإجراءات القانونية بحق أي شخصسواء كان في الداخل العراقي أو الخارج العراقي». وأضاف التميمي: «ولأن الجريمة التي ارتُكبت داخل العراق واستهدفت شخصيات في العراق وأدت إلى مقتلهم؛ فإن الولاية القضائية هـنـا هــي الـتـي تطبق وهـــي ولايـــة الـقـضـاء الـعـراقـي»، مبيناً أن «إصـــدار أمــر قبض بحق ترمب فـي وقتها وفــق مذكرة من قانون 406 القبض الـصـادرة من القضاء العراقي وفـق المــادة العقوبات العراقي وهي القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد لكونه شريكاً في هـذه العملية؛ ولذلك يعدّ الإجـــراء من الناحية القانونية صحيحاً». ورداً عـلـى ســــؤال بــشــأن تنفيذ المـــذكـــرة، يــقــول التميمي إن «التنفيذ يكون عن طريق الإنتربول بعد تقديم طلب عبر وزارة الخارجية، وهو أمر صعب من الناحية الواقعية». وقال: «ترمب فــي الـنـهـايـة أصــبــح رئــيــس دولــــة وهـــو يتمتع بـالـحـصـانـة وفقاً اتفاقية فيينا». وفـي أربـيـل، كـان رئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني ورئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني من أول المهنئين لترمب؛ علماً أن الأكـراد يرتبطون بعلقة جيدة مع الجمهوريين في الولايات المتحدة. بغداد: حمزة مصطفى Issue 16781 - العدد Thursday - 2024/11/7 الخميس
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky